منتديات السادة الختمية تنعي الدكتور/ عبد النبي علي أحمد...

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-29-2024, 03:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-25-2008, 01:21 PM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منتديات السادة الختمية تنعي الدكتور/ عبد النبي علي أحمد... (Re: أبو الحسين)

    خواطر في تشييع عبد النبي
    عبر حواجز المذهبية

    الراي العام

    أودعنا أخانا في العقيدة عبد النبي علي أحمد باطن الثرى، ولم نذكر قبيلته فيما ذكرنا من أعماله، على غير العادة هذه الأيام، فالمقام مقام تقرب بالأعمال، واللحظة لا تغني فيها القبيلة شيئاً ولو جاءت بكل نسب شريف. وذكرنا مآثره وهي كثيرة. وخطبنا السيد الصادق المهدي، وهو أعرفنا به، وعدد محامده فصدقناه لأننا لم نر من الفقيد إلا خيراً، ولمّا عرفناه وخبرناه مدّة في السياسة وجدناه قريباً من الخير بعيداً عن الشر فترحمنا عليه ودعونا له، فقد كان موته عبرة، وددت لو أنها عبرة تدوم. لبرهة، تفحصت الوجوه حولي فرأيت حواجز المذهبية والحزبية والقبلية قد زالت وبدا السودان خيّراً وبريئاً كالطفل يوم ولدته أمه.
    ------------

    وقفت إلى جانب الأخ المشير عمر البشير، رئيس الجمهورية، وهو فارس في مضامير التواصل الاجتماعي وصاحب إبداعات ومبادرات تدعو إلى التجافي عن الخصومة ومد حبال الود. رجل تستطيع أن تخالفه في شئون السياسة وإدارة الدولة، لكنك إن اجتهدت لأن تكرهه استعصت عليك المهمة وصدّك عن مرماك سماحة تنثال منه بالفطرة. قلت في سري: "هذا رجل عسى أن يدخله تواضعه الجنة. لقد أخطأ أوكامبو الهدف وركب رهاناً خاسراً."
    وقف بيننا السيد أحمد المهدي وهو رجل به دماثة وتبسط. ومن فرط تواضعه وابتعاده عن التكلف والتقعر في الحديث يحسبه الجاهل شخصاً غير متعلم. لكنه متعلم في أرقى جامعات بريطانيا ومثقف مطّلع، ومن أخبر الناس بتاريخ المهدية. وقفنا في ذلك الفناء الضيق في مسجد الإمام عبد الرحمن وأمامنا حوالي عشرين قبراً كلها بلا شاهد إلا واحداً. سألت السيد أحمد عنها فأخبرني أن أول من دفن بها هو السيد علي المهدي، دفنه بها أخوه الإمام عبد الرحمن المهدي؛ والقبور الأخرى تضم بعض بنات الإمام المهدي. ثم عقّب دون سؤال مني، كأنه رأى في عيني تعجبا لعدم دفن هؤلاء في قبة الإمام المهدي، قال:
    - الإنجليز أعادوا القبة للإمام عبد الرحمن في عام 46 فجدد بناءها عام 47
    هذه معلومة مفيدة، فقد كنت أعلم أن القبة جددت في عام 47، لكنني لم أفهم لماذا انتظر الأنصار تلك المدة منذ أن أصيبت بطلقة مدفع عند غزو أم درمان في سبتمبر من عام 1898 ليجددوها. تعجبت من خوف الإنجليز من رجل مات وأفضى إلى ربه، لكنني تذكرت كيف نبش كتشنر، مبعوث المدنية البريطانية الراقية إلى أبناء السودان، قبر الإمام المهدي قبل 49 عاماً من تاريخ تسليم الضريح للأنصار ظلت فيها بريطانيا ذات الجبروت في وجل من شبح ذلك المجاهد العظيم.
    وقف رجال الأمن بباب ذلك الفناء، حيث المقابر، يدفعون الداخلين ويصدونهم عنا. نظرت فوجدت بين من يدفعون ويصدون رجالا أفضل مني بمعايير الدنيا والآخرة، فتساءلت في نفسي "بم استحققنا أن تفسح لنا الطرقات وتفتح الأبواب وتوصد أمام هؤلاء." أطرقت خجلاً عندما تذكرت أنها محض منحة من الله بغير استحقاق ودعوت الله أن نكون في الآخرة من عباده الذين وصفهم بأنهم "مفتحة لهم الأبواب."
    نظرت إلى الذين انفلتوا من بين رجال الأمن داخلين فتبينت منهم حسين خوجلي الذي كان يتلقى الفاتحة، فالرجل نصفه في بيت الحركة الإسلامية ونصفه الآخر في دار الأنصار. أحزنني أن ذلك القلم المبدع قد انتزع منه لوحه، والقلم لا يغني شيئاً بغير لوح، فدعوت في سري بأن يعاد له لوحه وها أنذا أدعو له علناً. حضرني في تلك اللحظة شقيقه الشهيد عبد الإله الذي كان من أعبد وأفضل من رأيت من الناس. ثم تذكرت جده الشريف أحمد طه، شهيد المهدية الأول، فقلت في نفسي إن لم يشفع شهيدان لحسين فمن يشفع له.
    كان من بين الداخلين بعد لأي ثلة من نساء الأنصار فقال لي الأخ محجوب فضل، الذي شكل حضوراً "عالياً،" هذه العادة اختص بها الأنصار، أي حضور النساء الجنائز، فوافقته وظننت في نفسي أنها من بقايا تراث الجهاد حين كانت تخرج إليه النساء كما يخرج الرجال.
    رئيس المجلس الوطني الأخ أحمد إبراهيم الطاهر وقف إلى يسار الرئيس، فكنا أربعة، ثم أصبحنا ثلاثة عندما انسل من بيننا السيد أحمد المهدي ليكون بجانب الجثمان حين يودع في القبر.
    كان المايكرفون يصدح براتب الإمام المهدي. كسرت الصمت الذي خيم بيننا ونحن نشاهد الجموع يوسدون الفقيد مثواه حيث يكون السؤال، فقلت:
    - ما أبلغ الراتب وما أجمله!
    وحكيت لهم عن تجربتي مع الأنصار في معسكراتهم بالحبشة وكيف كانت تأسرنا قراءة الراتب حتى وإن شعرنا أحيانا بأن قراءته تصبح طقسا يردد فتفقده حلاوته. تدبرت في سري بعض قناعاتي في ألا يكون للمرء راتب إلا ما صحّ من السنة، وله بعد ذلك أن يتنقل بين اجتهادات البشر؛ هذا أقرب لأن يجتنب المرء القراءة الطقسية غير المتدبرة.
    وافقني الأخ أحمد في تعليقي وأضاف:
    - عندما كنا في السجن (في السبعينات) كدنا نحفظ الراتب من إعجابنا بتلاوة الأنصار له ومواظبتهم عليه
    تحدث الأخ أحمد كذلك عن أبيات الشيخ محمد شريف نور الدايم في تلميذه المهدي:
    - وكم صام كم صلى وكم قام قد تلى من الله ما زالت مدامعه تجري
    قلت:
    - ينبغي أن نتذكر أن هذه الأبيات قيلت في سياق ذم له من قبل شيخه فكيف يكون المدح؟
    علق الرئيس تعليقاً موافقاً عابراً، فتذكرت أنه بحكم النشأة ألصق بمولد السيد محمد عثمان وبرّاقه من راتب الإمام المهدي.
    قلت لهما:
    - إن في الراتب لمناجاة حميمة وتزلف إلى الله وتملق يغبطه المرء عليه، وكلماته تفضح وجد صاحبه وتولهه
    أنظر إلى قوله:
    "ولا تجعلنا ممن يغفل عنك وقتا من الأوقات وأبعدنا من جميع أحوال الجهال فإن رحمتك كثيرة متواترة بالليل والنهار. ولكن الجهل بك والغفلة عن تراكم نعمتك أورثا الخبال."
    ثم من بعد أن يستعيذ من الغفلة والجهالة يدلف إلى الإلحاح في طلب الشكر و إدراك كمال الهيبة وجلال المعرفة وعظم الخشية:
    "وأعطنا الشكر لنعمتك وهب لنا دوام قربتك وعظيم خشيتك، ووقر قلوبنا بهيبتك، واجعل الخشية منك كما هو مطلوب عندك على حال الكمال."
    ثم يرجع كاراً يستعيذ من الغفلة والاغترار والضلال فهما أكبر خسارة يراها فيقول متوسلاً:
    "وأزل من قلوبنا الغفلة عنك والالتفات إلى شئ دونك، وامح عنا جميع الاغترار والضلال. وجنبنا عدم المبالاة بوعدك ووعيدك، واجعلنا بفضلك على ما تحب وترضى، وقربنا منك في كل حال."
    وبيت القصيد مكانه عندما يصل إلى قوله:
    "ولا تجعل في قلوبنا ركونا لشئ من الدنيا يا أرحم الراحمين." تكرر ثلاثاً لمزيد التدبر
    تلك عبارة لم يصل إليها القارئ إلا وجدت لها هزة في سويداء قلبي. يا لله من ذلك الرجل! أسكرته مدامة الوجد فغاب عن الدنيا وألقى أثقالها ونفض منها ثوبه كما ينفض المتأنق القاذورات.
    ذكرتني تلك المناجاة مناجاة ابن عطاء الله السكندري، وللرجل فضل كبير علىّ في معرفة التدين في مبدأ حياتي الراشدة. وقد أسفت عندما علمت لاحقاً بخصومته لابن تيمية، تلك الخصومة التي انتهت بابن تيمية إلى سجنه عندما كان بالإسكندرية. الرجلان أثيران لدى وإن فرقت بينهما حواجز المذهبية ولهما علىّ فضل في تكويني وتربيتي. ابن تيمية رجل جمع بين العقل والروح كما لم يجمع بينهما أحد ممن عرفته أو قرأت عنه، أو قرأت له. صاحب منهجية صارمة وقاهرة لا يصمد أمامها أعتى العقول، وقد كانت سبباً في سجنه مرات عديدة. وصاحب إرادة لا يملك المرء حيالها إلا أن ينهزم ويولي الأدبار. صاحب ذكاء صخاب فوار يتدفق من عينيه، فهو كما وصفه الإمام الذهبي فأجاد: "كأن عينيه لسانان ناطقان." أضرت به حدته كما تضر دائما بأصحاب الذكاء الذين يضيقون ببلادة الخلق، لكنه كما قال الإمام الذهبي كان يقهر حدته بالحلم. كان إلى عقله الجبار رجلاً عابداً قال فيه الإمام الذهبي: "لم أر مثله في ابتهالاته واستعانته بالله وكثرة توجهه."ولذلك فإن مما أثره عنه تلميذه ابن القيم أنه كان يقول: "تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في إياك نعبد و إياك نستعين،" هذا في مقام تعقيب ابن القيم على حديث معاذ: "يا معاذ والله إني لأحبك. فلا تنس أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك." هؤلاء قوم أدركوا أن "الدعاء مخ العبادة" فكانت لهم فيها مناهج عجيبة.
    عدت مرة أخرى إلى مناجاة ابن عطاء الله:
    "إلـهي: كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك؛ كلما آيستني أوصافي أطمعتني مننك. إلـهي: من كانت محاسنه مساوي، فكيف لا تكون مساويه مساوي؟ من كانت حقائقه دعاوى، فكيف لا تكون دعاويه دعاوى؟"
    ثم يضيف متذللا متملقاً:
    "إلـهي: هذا ذلي ظاهر بين يديك، وهذا حالي لا يخفى عليك، منك أطلب الوصول إليك، وبك أستدل عليك، اهدني بنورك إليك، وأقمني بصدق العبودية بين يديك. إلـهي: علّمني من علمك المخزون، وصنّي بسر اسمك المصون، بك أنتصر فانصرني، وعليك أتوكل فلا تكلني، وإياك أسأل فلا تخيّبني، وفى فضلك أرغب فلا تحرمني، ولجنابك أنتسب فلا تبعدني، وببابك أقف فلا تطردني."
    ثم يزداد جراءة في مطالبه وتمنيه:
    "إلـهي: اطلبني برحمتك حتى أصل إليك، واجذبني بمنتك حتى أقبل عليك. إلـهي: إن رجائي لا ينقطع عنك وإن عصيتك كما أن خوفي لا يزاملني وإن أطعتك. إلـهي: قد دفعتني العوالم إليك وقد أوقفني علمي بكرمك عليك. إلـهي: كيف أخيب وأنت أملي؟ أم كيف أهان وعليك متكلي؟ إلـهي: كيف تكلني إلى نفسي، وقد توكلت لي؟ وكيف أضام وأنت الناصر لي؟ أم كيف أخيب وأنت الحفي بي؟"
    هذه مدامة ممحوضة، وهذا سكران آخر لا يكاد يفيق من سكره، ومذهول مستغرق في طلب الله لا يعي ما حوله. أترى لذلك اتهم بالحلولية؟ إنني لا أجد في هذا الكلام سوى الوجد الصرف ولا أرى فيه حلولية ولا اتحادية، ولا أدري لماذا هو وابن تيمية قد تخاصما. أم أنها المذهبية مرة أخرى.
    قطع علينا الأخ الرئيس الصمت الذي ساد لحظة وقال استمراراً في أحاديث النساك والعباد:
    - اشتهر عن الشيخ الجعلي أنه كان ينتصب لصلاة الليل بعد العشاء مباشرة فلا يتوقف حتى يصلها بالفجر
    ظننت أن بالقول بعض المبالغة، ثم تذكرت ونستون تشرشل وما اشتهر عنه من أنه كان لا يغتمض أيام الحرب أكثر من ساعتين في اليوم الواحد ينامهما ليلاً أو نهاراً على كنبة مكتبه . قلت إذا كان هذا حال تشرشل الذي لم يتذوق حلاوة الإيمان ولا أثرت عنه تقوى فكيف بمن ينتصب لحرب الشيطان وقد علم قول الله: "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً."
    وسّدنا الفقيد التراب وترحمنا عليه مرة بعد مرة، واعتبرنا بموته هنيهة، وتذكرنا رجالاً فتلوا بقوة أرواحهم حبال الوصل بين الأرض والسماء، فلانت نفوسنا الشحيحة للحظات ورقّت، وسكنت ضغائننا وذلّت، ثم افترقنا إلى ضلالاتنا كما أتينا وعدنا نعافس اللذات في دار الغرور.

    23 نوفمبر 2008
                  

العنوان الكاتب Date
منتديات السادة الختمية تنعي الدكتور/ عبد النبي علي أحمد... أبو الحسين11-22-08, 12:22 PM
  Re: منتديات السادة الختمية تنعي الدكتور/ عبد النبي علي أحمد... osman righeem11-22-08, 12:23 PM
    Re: منتديات السادة الختمية تنعي الدكتور/ عبد النبي علي أحمد... أبو الحسين11-23-08, 07:51 AM
    Re: منتديات السادة الختمية تنعي الدكتور/ عبد النبي علي أحمد... أبو الحسين11-24-08, 07:14 AM
  Re: منتديات السادة الختمية تنعي الدكتور/ عبد النبي علي أحمد... أبو الحسين11-22-08, 01:02 PM
    Re: منتديات السادة الختمية تنعي الدكتور/ عبد النبي علي أحمد... حاتم هاشم11-22-08, 01:56 PM
  Re: منتديات السادة الختمية تنعي الدكتور/ عبد النبي علي أحمد... شكرى سليمان ماطوس11-22-08, 02:03 PM
    Re: منتديات السادة الختمية تنعي الدكتور/ عبد النبي علي أحمد... MOHAMMED ELSHEIKH11-22-08, 06:30 PM
  Re: منتديات السادة الختمية تنعي الدكتور/ عبد النبي علي أحمد... أبو الحسين11-23-08, 01:38 PM
    Re: منتديات السادة الختمية تنعي الدكتور/ عبد النبي علي أحمد... أحمد الشايقي11-23-08, 03:43 PM
  Re: منتديات السادة الختمية تنعي الدكتور/ عبد النبي علي أحمد... أبو الحسين11-24-08, 09:32 AM
  Re: منتديات السادة الختمية تنعي الدكتور/ عبد النبي علي أحمد... أبو الحسين11-25-08, 01:21 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de