الظاهرة السلبية التي طرحت بكلام الظواهري عن حديث مالكوم X في ما نسميه (الخواجات السود) و(التركي ولا المتتورك) تأخذ عند الأعراب والعرب والمستعربين دالة أشد تخلفاً من السياق التقدمي الذي قاله فيها مالكوم.
أس ذلك وهم كثير من عرب الخليج والعراق والشام ومصر وتونس والجزائر أن العروبة لا سواد فيها! وهو إعتقاد خاطئي
فبتاريخ إنتقال البشر من قارة أفريقيا حيث وجدت آثارهم إلى بقية القارات لم يكن للعرب وجود، وكانت الهند ملتحمة بأفريقيا
حسب الرواية العربية إنهم نتجوا من هجين إوراسي (أرمني) يمثله النبي إبراهيم(ع) و أفريقي تمثله هاجر النوبية (ع) أمته وأم إسماعيل (ع) أبو العرب أجمعين.
الأزمة اللونية عند العرب في القرن الواحد عشرين بسيطة جداً فكل هجين العرب والهند والروم والفرس والفرنجة والمغول والتتر والأتراك والفرنسيس والطليان أهل البياض يظل في الحسبة العنصرية عربيًاً، وكل العرب الذين هجنوا بالبربر يظلوا عرباً حسب العرف الملكي، أما العرب الذين إختلطوا السودان وعامة الأفارقة فلا حق لهم في العروبة! هم سودانيون، طيبون وأمناء وذوي خلق لكنهم سودانيون !؟
جرب أن تقول لأحد العرب المتصلين بـ"السادة" أن لدينا في السودان كثير من آل البيت سُود اللون وأنظر رد فعله في عينيه، وجهه وكلامه! تجد العجب عجابا! السبب بسيط إن كثير من العرب يتصورون أن آل البيت يتزوجون فقط من الأنساب (العالية) التي تمت لهم ولأرومتهم أماالسودان وبارا وكسلا وتنقاسي وأعالي النيل ودافور!!! فالإعرابي أو العربي أو المستعرب يصمت في هذا الشأن إحتراماً لك!
بعض (العرب) يتعجب حين أجيبيه عن جنسيتي "سوداني"! وحينما يقنع بشرحي عن التنوع العرقي في السودان يقول لي غمزلمز ان السودانيين (أخوة العرب)، فأجيبه نحن أصل للعرب لا مجرد إخوة لهم! يستغرب قطع إجابتي ويسألني مستفسراً كيف؟ أجيبه بثلاثة أسئلة قصار الثاني بعد إجابة الأول: من هي أم العرب؟... وما أصلها الأفريقي ؟ وكيف نتج (العرب) من هجين أفريقي-أرمني؟
ومن هذي القواطع الثلاثة يهرب (العربي) من مركزية العرب والعروبة إلى كلام نصفه ضحكة عن أخوة البشر وأبوة آدم ...إلخ .
نحن الأفارقة أصل الأجناس وأصحاب الحضارة الأولى لكن الطبيب المصري أيمن الظواهري نفسه في المعيار العربي العنصري الحاضر (عربي كتبلاص) فهو مصري هجين روم ونوبة وأجناس أخرى، والمصريين نفسهم يقولون "العرب" والعرب يقولون "المصريين" و الميز بينهما في الحالين برنة إحتقار ودالة إنفصال بين القومين. ولكن الظواهري بعد إقامته الطويلة بين (الأعاجم) وبعد مناسبته للشيخ أسامة بن لادن بزواج بنته إلى إبنه (لا العكس) أضحى الظواهري ذي حساسية عنصرية أشدعروبةً من عرب كينيا وأكثر أفريقية من مالكوم X الذي كان شيوخ الأزهر والأخوان المسلمين يتندرون على سحنته وسواده وإسلامه الذي جمعه إلى ثورية جمال عبدالناصر وإشتراكيته العربية وهم (أي الأخوان) كانوا لا يدرون شيئاً عن حركة التحرر الوطني مع إن شراب الإسلام مختلف في ألوانه العرقية والسياسية.
قد يكون أوباما هو المتتورك ولكنه في ذلك لا يختلف عن إستعراب الظواهري وفي قبولهما لحرية السوق لا يختلف الإثنان بتدينهما أيما كان وفق ان الدين المعاملة، الأول سيستمر في حرية السوق من مركز الإدارة السياسية والثاني يقاومه ليستمر ويتوسع في حرية السوق من مركز إدارة ديني. وحرية السوق وإنفراده بتملك موارد حياة الناس هي ملة اليهود والنصارى أما المستضعفين في الأرض فيريدون الإشتراك في موارد الحياة وفي السلطة عليها إشتراكية علمية.
---------
السيدة والدة الشيخ أسامة بن لادن، من زنجبار (تنزانيا)، ضمن زوجات أبيه، وماتت وهو في أول حياته فربته السيدة الإسماعيلية السورية في كنف أبيه، ومع ذلك فالدكتور الظواهري لا يجد في نفسه وهو بواقي أتراك في مصر ولا في الشيخ أسامةبن لادن مركب نقص إستعراب قد يكون هو الموجب لتطرفهماالإسلامي توكيداً لهويتهم العربية المنبتة بهوية إلهية وهذا طبيعي مثلماأن ثراء في بعض أهلى يوجب دفاعي عن المستضعفين.
------------ هناك دراسة نشرت في مجلة سعودية (لعلها الفيصل أو الحرس الوطني وأرجح الحرس الوطني) لعالم تاريخ وآثار سعودي ناقش فيها بعلمية موضوع "أصل العرب" ودار في ذلك جدل كبير يشبه الذي أداره الدكتور طه حسين حول جذور الشعر الجاهلي، أرجو من المهتمين المساعدة في أرشفتها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست