فوبيا جماهيرية الحزب الاتحادي تربك السلطه وتصيب البعض بالهزيان!!!!!

Quote: [أبلغ ما يقال عن صدى عودة الميرغني وهو يشيع أخاه في رحاب الله، أن «نفس الخرطوم أصبح اتحادياً». وقد كان الاتحاديون يأملون في مجملهم عودة للميرغني يخطط لها الحزب في الزمان والمكان، ولكن ارادة المولى خططت وقضت بعد أن قدرت. ولقد أراد من أراد لهذه العودة أن تضئ، ولكن لا تشتعل بأن تكون في اطارها الرسمي لا محتواها الجماهيرى، وصدرت التعليمات بعدم مقابلة الميرغني، وتم تحجيم مقابلة الميرغني في المطار، وخرج به من باب خلفي كما حدث لمحمد نجيب، كما تم إقصاء طلب قيادة شؤون الختمية بأن يكون يوم التشييع عطلة رسمية لتشييع رأس الدولة السابق، كما تم تحجيم خط السير، ومنع الموكب من العبور الى أم درمان، فتحرك الموكب بين نقطتين على ضفتي النهر «من الجنينة إلى الضريح». ورغم التشديد في أن تكون المقابلة بالمطار في اطار تمثيلي ورمزي في حدود خمسة عشر شخصا فقط، إلا أن التدفق الجماهيري كان كالسيول من كافة أقطار الأرض، وقد اختلفت التكهنات بين الاربعة والسبعة ملايين، ولكن المؤكد أن الحركة الجماهيرية الاتحادية قد خرجت كما لم تخرج من قبل أية جماهير وبأي حجم وفي أية مناسبة. من كانت تلك الجماهير..؟ نعم إنهم أبناء السودان وبناته، منهم من لم ير الميرغني في حياته، وهم الشباب الذين كانوا يمثلون أكثر من 70% من الحشد في أعمار تقل عن الـ 35 عاماً.. وكانت طائفة الختمية وبدون دعم مركزي قد جاءت من كافة أنحاء السودان، ومن خارجه، لتقابل مرشدها ونائبه المسجى، على أرض الخرطوم، ثم كان الاتحاديون كافة ومن مختلف مظانهم وبمختلف توجهاتهم، لم يبق منهم حتى المرضى والمقعدون، وجاءت قوى المعارضة الحقيقية، وصدرت التعليمات لمكاتب الحركة الشعبية في مختلف المناطق للاحتشاد الجماهيري والنظامي، وكان ممثلو الهيئات الدبلوماسية وعلى رأسها سفارة جمهورية مصر العربية وكافة الاحزاب... أما الحكومة فقد تمثلت في قيادتها، وكان حضورها الأمني يُحصى الأنفاس ويتدخل في أصغر شؤون التنظيم ويراقب، ولعله قد رفع تقاريره التي لا شك أنها سوف تقلب الحسابات السياسية من جديد. ونحن نسوق بعض التفاصيل للتاريخ ولتأكيد حقيقة تقول إن جماهير الحركة الاتحادية بطرقها الصوفية التي كانت موجودة بكثافة، تدل على أن الطرق الصوفية في السودان مازالت اتحادية،