|
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا (Re: osman righeem)
|
عادل سيد أحمد [email protected] (0912364904)
ما أَفجع الخبر... وما أَقسى أَنْ يفقد الناس، عزيزاً لديهم.. فكيف إذا كان المصاب قومياً.. والجلل وطنياً.. والفاجعة، فاجعة أُمَّة.. والفقد، فقد شعب بأكمله..؟؟!. *** نحن شعب محظوظ... فقد احتضنت ب لادنا، بيتاً كبيراً وعظيماً... فيه دم النبي... وفي روحه، قبس من نور الحسين.. *** الله... الله يا شهداء كربلاء الله.. الله، يا أَحفاد النبي، وأَبناء الحسين.. *** نعم.. تعطّر السودان بهجرة التصوُّف الكبرى... حيث فاح العبق، بمقدم آل البيت... *** الله.. الله يا الختم.. ورضوان الله عليك، يا أَب جلابيه.. حتى سيدنا مولانا علي الميرغني... والذي حمل عصى التصوُّف.. كرمز أَول للطريقة الختمية... وأَجلسته القوى السياسية، في مقعد أُبوَّة السودانيين... فكان نِعمَ الزعيم... وأَعظم أَب، عرفه التاريخ السوداني.. حيث حققت حكمته وصبره... وفكره الثاقب، ومواقفه الصلبة.. فانبلج صبح الاستقلال... كنتيجة لنضالات ومجاهدات مولانا السيد علي الميرغني، والامام عبدالرحمن... وبقية عقد الأمة الفريد: الأزهري والمحجوب، وسائر أفذاذ صناع الإستقلال. *** إنَّ الأمم التي لا تحترم تاريخها... غير موعودة بنجاحات، في حاضرها ومستقبلها .. وتوقير وحفظ مكانة الكبار، بفضل أفعالهم وأدوارهم.. واجب وطني وتاريخي، يستحقوه.. ويقابله الناس بالتقدير... ولا يشكر الله، مَنْ لا يشكر الناس. بيد أنًّ الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ـ وأعني بريطانيا ـ، لا زالت تحترم وتوقر ا لنظام الملكي.. وقد أسمت الدولة كلها، عليه «المملكة المتحدة».. ورئيس الوزراء، لا تكتمل دستوريته، إلا بأداء القسم أمام الملكة. إنه ضرب من ضروب وفاء الحاضر، تجاه عطايا الماضي. *** واستمرت شجرة الدوحة النبوية، في الإثمار،في ال سودان... حيث جاء من صلب مولانا السيد علي... جاء حفيدان جديدان، لسيدي الإمام الحسين.. فأراد الله أَنْ تتواصل الرسالة، في أَرض السُّودان... واستمر عطاء بيت سيدي مولانا علي الميرغني... بمقدم السيدين محمد عثمان الميرغني... وأَحمد علي الميرغني. *** الأول: مولانا السيد محمد عثمان الميرغني... تصدى للعمل الوطني.. وأجمعت القوى السياسية المعارضة، أَنْ يكون رمزها القيادي... للخروج بالسُّودان من أَكبر أَزمة سياسية مرَّت به، بعد الإستقلال . وقد كانت - ولازالت - قيادة الميرغني للعمل السياسي، بروح قومية... وبمسؤولية وطنية... كان للقيادة دورها وأَثرها، على مشاريع السلام والوفاق... وبحمد الله... فقد انتهى الجهاد الأصغر، بالإتفاق على وضع الأمور في نصابها: وقف الحرب، والعودة إلى الشعب، عبر انتخابات حُرَّة ونزيهة. *** ولم يبقَ سوى الجهاد الأَكبر... وهو جهاد النفس... وهذا لن يتأَتى إلاَّ بوأد التوجهات الحزبية الضيقة... وأَنْ ينبذ، الحاكمون، الوصاية وإحتكار السُّلطة.. والتخلي، نهائياً عن نهج الشمولية وفرض أجندة حزب بعينه.. وإطلاق التصريحات الإستفزازية... والتي لا تخدم قضية، ولا تنجح مسعى.. كما.. لن يتأَتى «جهاد النفس»، إلاَّ بتخلي المعارضين، عن أي إتجاهات للشماتة أو التشفي أو تصفية الحسابات. *** وإِنَّه جهاد، لو تعلمون عظيم..!. *** ومن عظائم الخصال، وفضائل السجايا، أَنْ تتمثّل كلَّ المعاني النبيلة، المطلوبة - في هذه المرحلة، في رجل حكيم... وهو السيد أحمد الميرغني. وهو أَمر ليس بالغريب، على بيت الدوحة والنبوَّة والحسين... *** نعم... نعم.. نعم.. لقد كان سيدي أَحمد الميرغني، وهو «حكيم السودان»، بلا منازع... حيث لم تُسجَّل له أو عنه، أي تصريحات، تصب في خانة الإستقطاب الحاد.. في أصعب ظرف: يوم أَنْ حدث انقلاب الإنقاذ، في يونيو 89.. ويوم أَنْ إتضح للناس، أَنَّ السُّلطة قد استولى عليها الحزب الثالث، في آخر إنتخابات حُرَّة ونزيهة.. تلك مسألة، لن يفيد اجترارها.. وغير مُحبذ، تردديها.. ولكنّني أذكرها، على سبيل وقائع التاريخ، وليس إنكاء الجراح..!. *** في شدة الإستقطاب السياسي، وقسوة السياسيين، في مواجهة بعضهم البعض، عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً... وهم يعلمون علم اليقين، أَنَّ نتائج هذه المواجهة الدامية، والإستقطاب المتصاعد.. أَنْ يتجه السُّودان نحو الصوملة أو الأفغـــــــنة، أو حتى «العرقنة»..!. *** ولكن، رغم توفُّر كُلَّ مقومات ضياع الدولة، والدخول في أتون حرب... بل حروبات سياسية وإثنية ودينية... إلاَّ أنَّ ذلك بحمد الله، لم يحدث.. والفضل .. كُلَّ الفضل، بعد الله... هُم أهل الله.. فالتصوُّف الراسخ، داخل السُّودانيين... ونار القرآن، التي لا تنطفيء أبداً.. والسِبحة، الشغالة، ليل ونهار «بواسطة» أسيادي مشايخ الطرق الصوفية.. كانت كلها، حائط صد متين.. ضد كُلِّ ما من شأنه، أَنْ يجعل الوطن في مصائر، لا تُبقي ولا تذر..!. *** لقد كان السيد أحمد الميرغني، رمزاً لكلَّ هذه المعاني... بروح المتصوِّف، وقلب الزعيم... *** فالراحل الكبير هو رافع الشعار العزيز: «لا لنقطة دم سودانية واحدة». *** تأمل معي هذا الشعار الهميم... من رجل رحيم... من بيت عظيم.. من نسل كريم.. *** الله.. الله، يا رسول الله.. فقد أكرمنا ربك، بنسلك... والذين نشهد لهم، بأنهم ساروا على درب إمام الحكمة، علي بن أبي طالب.. وساروا على طريق المجاهدة، والذي قاده مفجّر ثورة التصحيح، إمامي شهيد كربلاء، سيدي الحسين. *** وبعدُ:فقد جاءنا الخبر المفجع الحزين... برحيل السيد الجليل، مولانا أَحمد الميرغني... حيث فاضت روحه الطاهرة، أول أَمس، بالأسكندرية.. كان خبراً فاجعاً.. خيَّم الحزن، بعده، على كلِّ أُمّة السُّودان.. *** مات سليل المجاهدين.. الحسيب النسيب.. مات السيد، ابن السيد، ابن السيد.. *** وأهلنا في الشمال، الآن هُمْ مفجوعون.. حزينون.. متأثرون.. متألمون.. وكأن لسان حال الخَلف.. تماماً، كما قال لسان السَلف: يا الغالي وينك ليا.. دايرين شوفتك الشايقية يا سيدي وينك ليا.. وينك ليا، يا دُخري الحوبه تسقيني اللبن بالكوبه فاطني الزهري، ليك حبوبه سيدي المولى، عظم صورتو تحتو الباشا، بدبورتو.. ما بحكُم حُكم، غير شورتو يا الغالي وينك ليا.. *** نعم.. أَهلنا في الشمال مكلومون ففقد الرمز والقائد، هو فجعية كبيرة، ومصاب جلل.. وسيدنا أَحمد الميرغني، كان رمزاً وقائداً... نذر نفسه وبيته ووقته وصحته، من أَجل إسعاد وإستقرار، وأَمان، مواطن السُّودان.. الوفي النقي التقي. وهي خصال، جعلت من شعب السُّودان، أَعظم شعب.. يحترمه القاصي والداني، على نطاق كُلِّ الدنيا.. ولعلَّ ذلك هو السر العظيم، في تماسك هذا الوطن الشامخ العزيز.. رغم تبايناته، دينياً وعرقياً وقبلياً.. وخلافه..!. *** مات حفيد النبي.. وسليل الحسين.. ولسان حال الخرطوم.. كما عبّر الشاعر الكبير السر عثمان الطيب: الخرطوم بدونك.. ضهبانة وتفتش لواحات عيونك *** تاهت في الهجاير.. باهت لون جبينا تتلفلت تعاين.. مالي الشوق عيون ا تتعشم تصادفك.. نظراتا الحزينه تصغر بين ضفافا.. وتصبح ما مدينه *** يكسي الليل بيوتا.. تتوشح ظلاما يحكي الحال سكوتا.. يتبعثر كلاما فقدت يوم رحليك.. طعم الابتسامه *** النيل فوق خدودا.. دمعه بكت عليك قبل يحين فراقك.. ملتاع مشتهيك لو يقدر يغير مجراهو.. يجيك *** طافت بضفافا.. كايساك المراكب وقُمريات تنادن للعُش، في المغارب والعُش، يا حليلن.. عصفتو الهبايب *** أرصفة الأماني.. طال فيها انتظارا ساعة اللُقيه عدت.. فات ميعاد قطارا هزت راسا بلعت.. همها وانكسارا *** تسألني الشوارع.. عنك وعن مكانك جلسات الفتارى.. منتظرين أوانك وهمهمة الحيارى.. والباكين عشانك *** الناس يسألوني.. وأسأل غيري عنك سبب الفُرقه نحن.. ولا أسبابا منك ليه الغيبه طالت.. ليه يا المشتهينك *** إلى جنات الخُلد، السيد أَحمد الميرغني.. إلى الفردوس الأعلى، يا مولاي.. مع الجد النبي، ومع السبط الحسين .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-06-08, 06:29 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | طلحة عبدالله | 11-06-08, 06:34 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | ihsan fagiri | 11-06-08, 08:19 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | عبدالله | 11-06-08, 06:35 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | دوت مجاك | 11-06-08, 06:36 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | كمال ادريس | 11-06-08, 07:06 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | شكرى سليمان ماطوس | 11-06-08, 07:44 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | emad altaib | 11-06-08, 07:58 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-06-08, 09:51 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-07-08, 12:40 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-06-08, 08:15 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-07-08, 03:53 AM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-07-08, 04:33 AM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-07-08, 02:09 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-07-08, 02:16 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | تولوس | 11-07-08, 02:34 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | محمد أحمد الخضر | 11-07-08, 03:56 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | abdelkhalig elgamri | 11-07-08, 04:40 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-07-08, 11:50 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-08-08, 07:07 AM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | Mekki M Alhassan | 11-08-08, 07:42 AM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | أحمد الشايقي | 11-08-08, 09:33 AM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | أحمد الشايقي | 11-08-08, 11:23 AM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | Elsanosi Badr | 11-08-08, 04:56 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | Tragie Mustafa | 11-08-08, 05:57 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-10-08, 01:03 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-09-08, 10:01 AM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | Dr. Moiz Bakhiet | 11-09-08, 02:09 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | هضيبي علي سعيد | 11-09-08, 02:12 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | Elmoiz Abunura | 11-09-08, 03:08 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | عبود عبد الرحيم | 11-09-08, 03:27 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-15-08, 02:42 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | فوزى عبد الفتاح | 11-15-08, 09:02 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-17-08, 12:58 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | yasser salah | 11-17-08, 03:34 PM |
Re: دون تعازيك لال الميرغني الكرام هنا | osman righeem | 11-17-08, 03:41 PM |
|
|
|