|
هل هو بيان سقوط الالوان؟
|
مما لاشك فيه أن وصول باراك اوباما للبيت الابيض هو حدث تاريخى كبير وانتصار كبير ما كان يمكن تحقيقه لو تضحيات كبيرة بذلها العديد من الافارقة الامريكيين
يحاول البعض التقليل من شأن هذا الحدث و يقول ان احمد لا يختلف عن حاج احمد فى اشارة الى عدم اختلاف السياسات الخارجية بين الحزبين الكبيرين فى امريكا. وهذه فرية كبيرة يقول بها العرب الذين لا يودون أن يقرأوا التاريخ قراءة صحيحة فيظلون يختزلون التغييرات الكبيرة التى تحدث فى العالم و يكبسلونها و ينظرون لها بمنظارهم الذى لا يرى شيئا سوى انعكاس لأنفسهم وبذا تفوتهم قراءة هذه التغييرات بشكل جيد والاستفادة منه ومن نتائجها. لذلك ظلت و تظل القضايا العربية الكبرى وفى مقدمتها قضية فلسطين بلا حل لمدة تزيد عن الخمسين عاما.
فى عقد الستينات حدث تغيير كبير فى امريكا حينما عمت ثورة الشباب و الطلبة ارجاء الدنيا ووقف الشباب الامريكى ضد الحرب الظالمة فى فيتنام وبدأ صعود التيار المنادى بالحقوق المدنية بقيادة مارتن لوثر كنج. هذا التيار هو الذى ادى فى النهاية لوصول براك اوباما للبيت الابيض.
الآن تحدث تغييرات عميقة داخل المجتمع الامريكى لا يمكن لأحد أن يتكهن بنتيجتها و لانتوقع لبراك اوباما أن يحل المشاكل الكبيرة بسرعة و بضربة واحدة فبعضها متجذر فى صلب النظام الاقتصادى الاجتماعى الامريكى وامريكا نفسها دولة مؤسسات لا يمكن احداث التغيير فيها بطريقة راديكالية ولكننا نقول أن اوباما هو رجل المرحلة وأن وصوله للبيت الابيض هو بداية التغيير الكبير فبوصوله صدر بيان نهائى من الشعب الامريكى بسقوط الالوان التى كانت تفرق بين هذا الشعب . صحيح أن الفوارق لن تزول بين ليلة وضحاها لكن وصول اوباما لسدة الحكم خطة جبارة فى هذا الطريق الشاق.
|
|
|
|
|
|