|
|
 سهرة في حضرة من أهوي مع الموسيقار محمد الأمين
|
عمر محمود خالد(الحكيم)بكل ملامح هذه الكلمة وسودانيتها وبكل معانيها الآخري..وحكمة هذا الرجل تتجلي في براعته وقدرته علي صناعة الدهشة والمغايرة..فهو شخصية محصنة ضد كل أشكال العادية يعرف كيف يتجاوز الأنماط التقليدية كطبيب وشاعر فارع المفردة أو حتي كمقدم برامج له أسلوبه الخاص في التقديم وإختيار الموضوعات..وسهرة من أهوي التي قدمها في عيد الفطر المبارك وعبر قناة النيل الأزرق دليل شاهد علي براعته فهو كان ذكياً حينما جأ بفنان في قامة العبقري محمد الأمين وشعراؤه فضل الله محمد ومبارك بشير وصلاح سعيد..لأن لكل واحد منهم طعمه ونكهته الخاصة في الكتابة أو الحديث وكان حضورهم في حد ذاته أغنيات فيها النص الشعري واللحن العبقري فكان ذلك التناغم والإنسجام..لذلك كانت هذه السهرة العصية علي التكرار في القريب..ولأنها وصلت أقصي حدود للروعة والأناقة والوسامة أردت أن أنقل كل تفاصيلها ومادار فيها حتي تظل عطراً منساباً لا ينقطع عبيره....أهلاً بكل الذين أنضموا إلينا لمتابعة هذه السهرة وهي بمناسبة عيد الفطر المبارك
الدكتور عمر محمود خالد :
صلاح حاج سعيد ..ماذا تبقي من الطفولة لأن في مقدمة كتاب رامبو يقول العبقرية هي الطفولة المستعادة قصداً وقال أن الشاعر أو المبدع أو العبقري يتوقف عن الأبداع وكتابة الشعر عندما ينفصل عن طفولته وعندما تستغرقه تفاصيل الحياة وأنا أحي في هذه المناسبة أخي وصديقي الشاعر إسحق الحلنقي والذي دائماً ما أقول عنه إنه ماذال محافظاً علي طفولته ولم يزل هو ذلك الطفل الكبير الذي يتدفق ويكتب الشعر عفو الخاطر..
صلاح حاج سعيد:
جميل أن نبدأ بالحلنقي مع التحية له في هذا العيد ،وبالفعل الحلنقي لم يزل ذلك الطفل البرئ الرومانسي وهو يمثل الشاعر الرومانسي الحقيقي في السودان .
ويسترسل صلاح حاج سعيد في إجاباته ويقول: العمر يبدأ بالصرخة الأولي وهو إعلان حضور للحياة ثم غياب للدار الأخرة.وخلال هذا الفترة بالذات الشاعر واجبه أن يعبر عن أماني وأحلام شبابه وجيله وكل هموم الناس
الدكتور عمر محمود خالد:
بتقديري يجب أن يعبر الشاعر عن بيئته التي جأ منها ،لأن مؤلف كتاب رامبو أن المخزون الأبداعي في الذاكرة يأتي من تلك الفترات التراكمية ولأن الطفولة فترة مؤثرة والرجوع لها هو مدعاة لأستلهام الكثير وأنا في أغنية خمسة سنين أسترجعت مقولة كانت تقولها جدتي لجدي(أب درباً خريف) وأستلهمتها تلك المقولة في الأغنية وكتبت(خمسة سنين ودرب الريد معاك أخضر ،لذلك أعتقد أن الطفولة هي التي تحددمسارات المبدع حينما يكبر وذلك عن طريق مؤثرها الثقافي التراكمي
دكتور مبارك بشير :
علي عكس ما تتتصور دكتور عمر أنا عشت طفولة عذبة جداً لأن الوالد كان يعمل في السكة حديد وكنا معه نتنقا من محطة لمحطة ومن ديم الي آخر ،ونحن مرات كثيرة نستلف ونستلهم طفولتنا وذلك الزمن الصافي بعيداً لاعن زحمة الحياة ومسئولياتها الكثيرة
دكتور عمر:
يا فضل الله محمد ماذا بين أرض المحنة وقلب الجزيرة؟
فضل الله محمد:
من المسلم به أن مخزون الطفولة عامل أساسي في رؤية الأنسان لبقية عمره ولكن سؤالك هذا ذكرني بكتاب للبروفيسر عبد الرحيم سالم وهو شقيق الرسام أحمد سالم في مدني ،وهو كتب كتاب عن مدينة ودمدني بعنوان (ودمدني بعيون طفل)وهو نقل صور ودمدني في أيام طفولته بكل صدق وأنا في هذا الكتاب وجدت قيمة أبداعية كبيرة جداً لأنه أستعاد مدني في ذلك الزمان بعيون طفولته التي تزامنت مع طفولتنا.
دكتور عمر:
أستاذ محمد الأمين ،مدني حاضرتنا وما تبقي من طفولة وأنت كفنان عبقري بدأت بايات من المؤكدة بأنها كانت خطيرة؟
محمد الأمين:
من المؤكد أن الطفولة لها دور كبير وآثر في بناء الشخصية أي كانت شاعر أو ملحن أو فنان أو في كل ضروب الأبداع وأنا من المؤكد حينما ألحن أغنية أكون متشرباً بذكريات الطفولة .
دكتور عمر:
وتأكيداً لما ذكرت قبل قليل من الشخصيات التي حافظت علي طفولتها الأخ والصديق الشاعر أسحق الحلنقي وهو لا يزال يحتفظ بذكرياته في توتيل والقاش والتاكا وكل هذه الذكرات الجميلة التي تحتشد بها أغنياته الأنيقة ،وأسحق الحلنفي محطة كبيرة من محطات الأستاذ محمد الأمين ومن هذه المحطات الكبيرة أغنية بتتعلم من الأيام وغربة وشوق ووعد النوار..
محمد الأمين:
(أنا ما عارف ليه إنتو إخترتو بتتعلم من الأيام من دون أغاني الحلنقي التي جمعتني به؟)
دكتور عمر:
كان من المفترض ان يكون معنا في هذا السهرة الأستاذ الشاعر أسحق الحلنقي ولكنه غادرنا لقضاء عطلة العيد مع أسرته في مدينة العين بالأمارت،ونحن من هنا نحيَ أسرته ونحي َ هذا الدفق المتجدد من الشعر الجميل والأحساس النبيل ،وأنا أعتقد بأن الذين أطلقوا عليه لقب(رئيس جمهورية الحب)لم يغالوا وهو كذلك رئيس مملمة الأبداع الغنائي وعبقرية لن تتكرر.
زمان ماذال ينبش الأعماق:
(بعد كلمات الدكتور عمر محمود خالد بدأ محمد الأمين في التغني بأغنية بتتعلم من الأيام حيث سكب فيها لحظتها كل مقدراته الأدائية وهو يؤديها بمزاج عال وحضور مهيب حيث تكثفت اللحظة الشعورية عند محمد الأمين وإرتقي لأعلي قمم التطريب ،وحينما وصل للمقاطع التي تقول:
بكرة الريد بدون مواعيد بزورك يا حياة عمري..
تقول ياريتني لو حبيت زمان من بدري..
تعال فرح ليالينا تعال قبل السنين تجري..
ومصيرك بكرة تتعلم وتعرف كيف يكون الريد
وليه الناس بتتألم
إنسابت دموع محمد الأمين لحظتها وهو يعيد تذكا رات الصبا القديمة وتلك الأيام الجميلة حينما قام بتلحين هذه الأغنية الفارعة التي تمثل حالة موسيقية لها حضورها الجميل في وجدان كل سوداني،وهذه الدموع التي إنهمرت يصعب تفسيرها أو تحليلها أو الغوص في مسببها وجريانها في تلك اللحيظات التي شردت من الزمن لتعيد ذكري زمان ماذال ينبش الأعماق)
... محمد الأمين:
أغنية بتتعلم من الأيام بدأت تلحينها في إنجلترا وهذا كان في العام 1968وإكتمل لحنها هنا في الخرطوم.
دكتور عمر:
وأضح جداً بأنك تأثرت عاطفياً بهذه الأغنية ..فهل لديك موقف عاطفي معها؟
محمد الأمين:
أنا كل الأغنيات التي تغنيت بها من المؤكد لدي معها علاقة ولا لما تغنيت بها..
دكتور عمر:
يجب أن انقل أعجاب الأستاذ فضل الله محمد بفرقة محمد الأمين هذه الفرقة المدهشة التي ظلت التي ظلت تصاحبه ونحن سعداء بهذا التناغم وكذلك التاغم بينه وشعراؤه أيضاً..ويا أستاذ محمد الأمين أرجو أن تحدثنا قلايلاً عن أغنية عويناتك وهي من النصوص الشعرية الصعبة وأنت أول فنان يغني مقاطع صعبة مثل
عويناتك ترع لولي وبحار ياقوت
وكذلك وجود الحوار في ثنايا النص الشعري ؟
محمد الأمين:
هذا الحوار الموجود في النص هو الذي لفت إنتباهي وأنا كما أقول دائماً أبحث عن الجديد في الشعر الغنائي كا وجدت ذلك في نصوص فضل الله محمد ولهذا دائماً ما أضع نفسي في حالة تحدي مع النص الشعري وقصيدة عويناتك بالذات كانت تحدياً وأنا في طريقة اتلحينها أردت أن انقل هذا الحوار للموسيقي وبالفعل أعتقد أن اللحن كان مناسباً.
فضل الله محمد:
مصداقاً لكلام الأخ الفنان محمد الأمين الذي يرتاد أفاق صعبة وأنا أعتقد أن أغنية مثل الجريدةهي نفسها فيها الروح الحوارية وبطريقة معقدة أكثر ولم أكن أي ملحن آخر من الممكن أن يخرج بمثل هذا اللحن الذي كان منساباً وعلي إيقاعات راقصة وأغنية عويناتك جأت لتؤكد القدرة الفائقة في التلحين لدي الأخ محمد الأمين.
دكتور عمر محمود خالد:
هذا الكلام أكيد لأنني أذكر حينما كنت في ليبيا مع بعض الأصدقاء من مدينة العليفون وقال لي واحد منهم سمع أغنية الجريدة قال(صحبك دا بلحن الونسة)...وأنا أقصد أن أغنية لها رسالتها الخاصة وعويناتك فيها(تقول لي غناي حزين) وأنا الواهب قصائدي الباكية للفرحة وهذه شكل متكامل ورسالة كاملة ..فما رأيك دكتور مبارك بشير مبارك؟
دكتور مبارك بشير:
هذا يعتبر نوع من أبداع محمد الأمين ونحن نجلس في حضرته وفي حضرة من نهوي ..وأغنية عويناتك كنص قبل أن يغني محمد الأمين كانت شئ وحينما غناها محمد الأمين اصبحت شئ اخر وأنا حينما أسمع عويناتك كمستمع عادي أحس بأحساس مختلف..للك أعتقد بأنه وعلي مستوي العالم هنالك مبدعون في زمان ومكان ما يقدمون هذه الأضافات في التجديد وهذا يغير الذائقة وكافة أنماط التطريب.
دكتور عمر:
تأكيداً لحديثك دكتور مبارك ،محمد الأمين قبل أن يتغني لنا كنا نعشق أغنياته ونحبها وهو أساساً بدأ متحدياً لذلك جأ بلونية جديدة فيها النقدمات الموسيقية الطويلة ويختار غناء مختلف وهو له تحدي في كل أغنية ..والأستاذ صلاح حاج سعيد أنضم لكوكبة شعراء محمد الأمين أخيراً..فلماذا هذا التلاقي أخيراً والسؤال موجهة لكم الأثنين؟
الشاعر صلاح حاج سعيد:
قبل أن أجيب علي سؤالك يا دكتور أن أريد أن أتوقف في حديث دكتور مبارك بشير ،وأنا رأي أن أي نص شعري يكون في حالتين قابل للقراءة والنشر وهذا النص إذا وجد الفنان الملحن وليس الفنان المؤدي لأن الفنان الملحن لديه الفرصة في تأمل النص ،وقصيدة عويناتك لو وجدتها وأنا فنان وتأملت مقطع مثل(بريدك قبل ما أعرفك) سأتوقف فيها لأن المفقردات جديدة علي المستمع في زمنها وهذا أبداع يلفت نظر أي فنان ملحن في مثل خصوصية محمد الأمين وتجريبه وإجتهاده في أن يقدم مفردة جديدة وهذا ايضاً يتضح في أغنية مثل الجريدة التي تتمتع بالأضافات الموسيقية وأنا أغنية الجريدة رغم مرور السنوات عليها ولكني اسمعها بنفس المزاج والأحساس القديم.
دكتور عمر:
وخاصة أن الذي كتبها رئيس تحرير ..ولكن هل كان يعلم فضل الله حينما كتبها أنه سيصبح رئيس تحرير؟
صلاح حاج سعيد:
من خلال كل الأغنيات التي قدمها محمد الأمين من المؤكد بان هنالك شئ وجه احساسي له اولها كمعجب بتجربته والشئ الأخر وجودي في هذا الوسط الفني كشاعر له نصوص حاضرة ..وأنا قمت بغختيار نص شعري بعناية ليغنيه محمد الأمين وتوجهت له بقصد أن يغنيه..
محمد الأمين:
علاقتي بصلاح لم تبدأ بالتعاون الغنائي فهي علاقة قديمة وأنا كنت متتبع لشعر صلاح بالذات الذي تغني به الراحل مصطفي سيد أحمد وهو يعرف أن بعض الإنيات التي تغني به مصطفي تمنيت أن ألحنها كنصوص شعرية ..وحينما كان مصطفي علي قيد الحياة قلت بيني ونفسي أن بين صلاح ومصطفي وأنا لا أريد أن (أبوظا)..ولكن علاقتي بالأخ صلاح كانت مستمرة وكنت أيضاً متتبع لكل قصائده التي تغني بها غيري من الفنانين الا أن جأت الفرصة وسمحت الظروف في أن أغني له الي الأن أغنيتين هما نرجسة ويا جميل يارايع.
دكتور عمر :
نحن سعداء بهذا التلاقي وفي سهرة في حضرة من نهوي نقدم هذه الأغنية الجميلة وسعداء بان يكون معنا شاعرها صلاح حاج سعيد.
فضل الله محمد:
لو سمحت لي دكتور عمر قبل أن نسترسل في هذه الأغنية ،أنا اريد أن أرجع الكرة لملعبك مرة ثانية لأنك حتي الأن محتمي بدور مقدم السهرة مع أنك تمثل ركيزة أساسية في الأسهام في مسيرة محمد الأمين والمستمعين يعلمون أن محمد الأمين تغني لك بالعديد من الأغنيات وأنا أعتقد بأن الخطوة التالية أن نسمعك أنت وتجاوب علي نفس الأسئلة التي كنت توجهها لنا.
دكتور عمر:
مع إننا كنا نمشي بتسلسل ولكن لا مانع أن نتكلم عن الغناء بيني ومحمد الأمين لأن هنالك ظروف كثيرة جمعتني به وهو غني خمسة سنين وحلم الأماسي والأغنيتن كانت الأولي خمسة سنين في اواخر الثمانينيات وحلم الأماسي في أوخر التسعينيات.
محمد الأمين:
الأخ فضل الله قال بأنك تريد أن (تزوغ)كمقدم للسهرة دون أن نتناول موضوعك كشاعر ..ولو تذكر أخ عمر نحن إلتقينا في القاهرة وتحدثنا عن الغناء والشعر ووجدت عندك نص أغنية حلم الأماسي وأعجبني وبدأت تلحينه ..وفكرة لحن أغنية حلم الأماسي جديدة لأنني لاحظت أن هنالك بعض الأيقاعات التي إندثرت وهي إيقاعات كانت موجودة في فترة ما يسمي بغناء الحقيبة ومع ظهور الأغنية الحديثة تلاشت تلك الإيقاعات..لهذا أنا لحنت حلم الأماسي علي إيقاع الرق حتي أستفيد منه حتي أقول بأننا يمكن أن نستفيد من التراث في الموسيقي والغناء..
دكتور عمر:
يا أستاذ محمد نجد حتي في الأبناء هنالك واحد تحبه أكثر مة أخوته الأخرين..ولكن في ختام حلقتنا هذي يا فضل وصلاح حاج سعيد ويا دكتور مبارك بشير أريد كلمات منكم في حق محمد الأمين..
فضل الله محمد:
أنا بالطبع شهادتي مجروحة في محمد الأمين ..وإذا حاولت أن أتجرد من هذا الشئ وأنا أنظر لتجربة محمد الأمين وكأني أنظر لفنان لا تربطني بهعلاقة شخصية ..أنا أقول هنالك علامات في مسيرة الغناء والموسيقي في السودان منذ كرومة وسرور ثم الكاشف بعد ذلك كلهم أجتهدوا بلا شك وأسهموا وأضافوا ولكن أنا شخصياً أقولها بملء فمي أن الأنقلاب الحقيقي في الموسيقي والغناء بعد الكاشف تمً علي يديَ محمد الأمين.
دكتور مبارك بشير:
حينما نتحدث عن الثقافة لا نستطيع أن نتحدث عن الثقافة السودانية المعاصرة أو إسهام المبدعين فيها دون الأشارة الي محمد الأمين وأنا أعتقد أن المؤرخين الذين سيأتون بعد هذا الزمان سيكونون أكثر إنصافاً لأسهام محمد الأمين الحقيقي وهو الذي أحدث ثورة في الموسيقي والغناء.
صلاح حاج سعيد:
(ما عشان قدام)محمد الأمين ولكن أعتقد أن العبقرية التي تحدث عنها قبل قليل الأخ فضل الله محمد هي حقيقية لأن محمد الأمين عبقري حقيقي في إختيار اللحن للنص الشعري وكذلك إجتهاده في أن يخرج العمل الغنائي بجودة عالية مع هذه الفرقة التي بأدائها أبرزت الأمكانات اللحنية التي يضعها لأغنياته.
محمد الأمين:
أنا تعودت في الحفلات المسرحية والأعياد أن أغني للذين هم علي الأسرة البيضاء في المستشفيات والمرضي الذين يعيدون بعيداً عن بيوتهم وأقول لهم كل عام وأنتم بخير ونسأل لكم الشفاء وأهديهم أغنية الختام(قالوا متألم شوية)..
دكتور عمر:
شكراً أستاذ محمد الأمين ..شكراً مشاهدي الأفاضل وشكراً ضيوفنا الأكارم سكراً لهذه الفرقة المدهشة وشكراً للفريق العامل في هذا البرنامج والي أن نلتقي في أمسية أخري من أمسيات الأعياد والأفراح تصبحون علي خير..أغنية الختام والأستاذ محمد الأمين
|
|
 
|
|
|
|
سراج الدين مصطفي
فتحي الصديق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست