حوارٌ هادئ مع الأخ عبد الكريم كيكي حول أحداث البيان

Quote: حكى لي بعض الإخوة –و أعرف أنّ مثلهم كثير- عن دورهم في الأحداث التي تلت الرحيل المفاجئ للأخ جون قرنق، و هم من أبناء شمال السودان ممن يتبنّون خطاباً ينادي بالعقلانيّة و يضاد العنصريّة، و لهم مكابداتهم في سبيل ذلك الخطاب، حكوا أنّهم عندما بدأت التجريدات الانتقاميّة التي نظّمها الشماليّون في بعض أحياء العاصمة، ردّاً على الهمجيّة الإجراميّة التي طبعت تصرّفات بعض من صدمتهم وفاة قرنق، أنّهم كانوا يحملون عصيّهم إلى جانب الجماهير و هي تأخذ الجنوبيين بالهويّة، ففي تلك الأوقات يصعب أن يتحمّل أي شخص تبعات أن يدلي بخطابٍ عقلانيّ يدعو إلى عدم تكرار أخطاء أخوتنا الجنوبيين بالأمس و زيادة الإنقسام العرقيّ و شرخ الوحدة الوطنيّة، بل يُعد مثل ذلك الخطاب عبثاً و تخاذلاً عن نداء الجماهير في هيجتها و هي تنشد الثأر و رد الاعتبار.

وأنا أتخيلك بالأمس القريب وأنت تحاور الجماهير كصاحب خطاب عقلاني من الشماليين*
يقف -ضحى الاثنين الأسود-بالقرب من صيدلية محمد سعيد أو محطة ود البشير
وهو يخاطب حملة السواطير والسيخ والحرب والعصي والملتوف قائلا :
انتظروا نتيجة التحقيق ولا تستعجلوا الحكم
فلربما سقطت مروحية قرنق بسبب عطل فني


______________
*ما عارف ليه تردني صورة جعفر بشير في بدلة أنيقة
وهو يخاطب الجماهير ملوحا بقلم في يسراه ويمناه تعبث بربطة عنقه
أو قل الأمير بشاشا وهو يصيح بهم آمون أمون