|
|
 Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس (Re: بكري الصايغ)
|
الترابي يعيدنا إلى زواج عرب الجاهلية.. بالمخالفة لمنهج القرآن.
-----------------------------------------------------------------
جميع الحقوق © 2006 لصجيفة السودانى
العدد رقم: 1114 2008-12-20
طه إبراهيم المحامي:
سبق ان نوهت بأن كل ما كان يصدر من قوانين خاصة المتعلقة بالشريعة في عام 1991 ينبغي ان ينسب إلى شيخ حسن دون جدال، ولهذا فإن الزواج الذي قنن في قانون الأحوال الشخصية لسنة 1991 هو تقنين من الترابي لزواج عرب الجاهلية بالمخالفة بل بالمصادرة لمنهج القرآن في التكليف بقدر وسع الناس.
كل الرسالات والفلسفات الكبرى – والإسلام أكبرها – تهتم في البداية بصياغة رؤاها الاستراتيجية التي تشكل العمود الفقري الذي تقوم عليه أو تتكون منه الرسالة أو النظرية، ونجد في الغالب الأعم ان هذه الرؤى تخاطب مطلق الإنسان أي الإنسان في كل زمان ومكان، فضلاً على انها تكون مشحونة بأقصى ما تدعو له الرسالة أو الفلسفة من قيم سامية ومثل عظيمة وحلول شاملة، ثم إذا اتيحت لهذه الرسالة أو النظرية فرصة للتطبيق في الواقع نجدها في كل الأحوال تتفكك وتتنزل على الواقع بجرعات على قدر وسع الإنسان سواء وسعه الاقتصادي أو الاجتماعي أو الحضاري أو الثقافي، وقد يحدث في كثير من الأحيان ان قامة وسع الناس تتطلب تكاليف تتعارض مع الرؤى الاستراتيجية ولكن ليس هناك من مفر إلا بتبني ما يكون في وسع الناس وإلا لرفضوا الرسالة أو النظرية.
المسيحية في رؤيتها للزواج انه رابطة يعقدها الرب بين رجل وامرأة يرتبطان برباط مقدس لا يجوز فيه التعدد، وعندهم ان ما يعقده الرب لا يحله الإنسان، ولكن المسيحية عندما جاءت إلى افريقيا مبشرة برسالتها وجدت ان هذا التكليف أو التصور في غير وسع الأفارقة، فغضت الطرف عن تعدد الزوجات، وكذلك أعراف انهاء الزواج، فقد اعترفت بالعرف باعتباره أصدق تعبير عن وسع الناس.
الماركسية في أقصى رؤاها للمجتمع الشيوعي انه المجتمع الذي يعطي الناس بقدر حاجتهم ويأخذ منهم بقدر وسعهم، إلا انها عندما انزلت إلى التطبيق تحولت إلى نظرية للمراحل بقدر وسع الناس كان من خلاصتها في السودان ان الحزب الشيوعي يدعو الآن إلى تطبيق المرحلة الوطنية الديمقراطية.
الزواج في القرآن بين النظرية والتطبيق:-
----------------------------------------
من حيث التنظير فإن القرآن يصور الزواج بأنه إعادة اتحاد رجل وامرأة كانا في اصل الخليقة شخص واحد، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها...) النساء (1) (خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها) الزمر (6) وهذا يعني ان الزوجين عندما يرتبطان بالزواج فإنهما يتفقان (الايجاب والقبول) على ميثاق غليظ يعيدان به اتحاد جسديهما وروحيهما في رابطة مقدسة (وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً) النساء (21) ويقول المنتخب في التفسير ان هذه الآية تعني انه (قد امتزج بعضكم ببعض وأخذن منكم عقداً قوياً موثقاً أحل الله به العشرة الزوجية) ويقول ابن كثير ان هذه الآية تعني (أخذتموهن بامانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله) ويضيف ابن كثير انه (لا الفة بين روحين اعظم ما بين الزوجين) ابن كثير المجلد الثالث ص 263 أي ان حل العشرة الزوجية وصحتها ليس سببه او اساسه هو المهر أو الشهود أو وجود الولي او الانفاق، وانما هو الايجاب والقبول أي العقد المبرم بين الزوجين والذي يجسد الميثاق الالهي بان يتعاشرا كزوجين، وان يقيما الحياة الزوجية التي وصفها القرآن بأنها الحياة التي تسودها الطمأنينة والسكينة والمودة والرحمة والتواصل بالمعروف والاحسان وبغرض ينجبا فيها ذرية تكون لهما قرة أعين (ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم ازواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) الروم (21) (هن لباس لكم وانتم لباس لهن) البقرة (187) (وجعل منها زوجها ليسكن إليها) الاعراف (189) (وعاشروهن بالمعروف) النساء (19) (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) البقرة (74) (ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين) الفرقان (74).
على ضوء ما سبق يمكننا الآن تعريف الزواج القرآني بأنه:- (تطابق ايجاب وقبول أي ابرام عقد بين رجل وامرأة ممن اكتملت اهليتهما لابرام العقود والالتزام بالمواثيق، وليست بينهما حرمة، تطابق ينعقد به ميثاق غليظ يلتزمان فيه أمام الله بأنهما سيقيمان حياة زوجية مشتركة، يتحدان فيها روحاً وجسداً، ويحصن ويستمتع فيها كل منهما بالآخر، ويوفر كل منهما للآخر الطمأنينة والسكينة والأمان، في عشرة تسودها المودة والرحمة والتواصل بالمعروف والاحسان، وينجبان فيها ذرية تقر بها أعينهما).
هذا التعريف للزواج في مستواه النظري في القرآن له مقتضيات لازمة، أولها ان الزواج لا يعقده إلا من له أهلية ابرام العقود والمواثيق أي بلغ سن الرشد – الآن 18 سنة- وهذا يقتضي الغاء زواج الصغير والصغيرة، وتحديد سن الزواج بسن الرشد، وطالما ان الزوجين راشدان فإنه ينبغي الغاء شرط الولي كشرط صحة لعقد الزواج، ويمكن الاحتفاظ به كمظهر اجتماعي ايجابي، وبحكم ان الزوجين راشدان واختارا بعضهما فينبغي الغاء شرط الكفاءة سواء كشرط انعقاد أو شرط صحة، وبما ان الميثاق الموثق إلهيا بين الزوجين هو الذي أحل الله به العشرة الزوجية فإنه ينبغي الغاء المهر كشرط صحة لحل العشرة الزوجية، وطالما ان الزواج يبرمه الزوجان الراشدان اللذان لهما أهلية ابرام العقود ويفهمان معنى الزواج القرآني ويستطيعان ان ينهضا بواجباته فإنه ينبغي الغاء أو منع زواج المجنون والمعتوه.
* القرآن في التطبيق:
------------------------
القرآن عندما نزل من مرحلة التنظير إلى مستوى التكليف أي عندما اراد ان يكلف الناس بالزواج طبق منهجه بالتكليف بقدر وسع الناس المخاطبين، وقد سبق وقلنا بأن الأعراف هي النموذج الذي يعبر عن وسع الناس، ولهذا أمر القرآن عرب الجاهلية بأن يأخذوا بأعرافهم مع بعض التعديلات كقصر التعدد في أربعة نساء بينما كان سقف التعدد مفتوحاً عند كثير من عرب الجاهلية، وذات الأمر حدث للطلاق حيث كان سقف عدد الطلقات مفتوحاً فحدده الإسلام بثلاث طلقات.
كانت المرأة عند عرب الجاهلية تحل للرجل اما بسيفه أو بماله، بسيفه في الغزو إذا وقعت اسيرة فتصبح أمة، أو بماله سواء بشرائها من سوق الرقيق أو بدفع مهرها بالنسبة للحرة، وكذلك بمواصلة دفع نفقة معيشتها، وإذا فشل في أي من الحالتين لا تحل له المرأة، وجاء القرآن وأمن على هذا العرف (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة) النساء (24) (إذا اتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين) المائدة (5) (إنا حللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن) الأحزاب (50) (ولا جناج عليكم ان تنكحوهن إذا اتيتموهن اجورهن) الممتحنة (10) (ومن لم يستطع منكم طولاً ان ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات).
ويلاحظ هنا وجود تعديل في العرف العربي بأن اشترط ان تكون الأمة التي يشتريها بماله مؤمنة، وكان رجال العرب في الجاهلية يشترون أو يتزوجون البنات الصغيرات، ولهذا فإنه بالنسبة للحرة كانوا يقررون ان الحق في تزويجها هو حق الولي عليها، وجاء القرآن وأقرهم على ذلك (فانكحوهن بإذن اهلهن) النساء (25) وكان الوسع العقلي العربي في الجاهلية ان التأديب لا ينجح إلا بالضرب خاصة بالنسبة للأطفال والصبيان والصبايا، ولما كانت سن الزواج للبنات يبدأ من التاسعة فقد كان للرجل حق تأديب الزوجة بالضرب، وكذلك تأديب الأمة، جاء الإسلام وأقرهم على ماهو في وسعهم (فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن) النساء (34) وانا اتساءل الآن هل في وسع رجل سوي ومتعلم ان يضرب زوجته لتأديبها في هذا الزمان؟ وهل هي ان كانت سوية ومتعلمة ستتركه يضربها لتأديبها؟!! بينما كان الضرب هو الأصل في تأديب الزوجات عند عرب الجاهلية لأن النساء كن ناقصات نضج اجتماعي وعقلي وثقافي.
والمرأة عند العرب هي وعاء لماء الرجل، وما يسفر عن هذا الماء هو ملك للرجل، أي ان المرأة تلد أبناء وبنات الرجل، ولهذا قرر القرآن (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف) البقرة (233)، والمرأة غير ملزمة بأن ترضع جنين الرجل إلا إذا دفع لها نفقة الرضاعة (فإن ارضعن لكم فآتوهن اجورهن) الطلاق (6)، وقبل هذا فالرجل ملزم بالانفاق على المرأة التي تحمل في رحمها مولودة (وان كن أولات حمل فانفقوا عليهن حتى يضعن حملهن) الطلاق (6).
وعند العرب كما بينت في مقال سابق كان مكان المرأة هو بيتها فقط للمخاطر التي كانت تحيط بها وظلت ذات المخاطر قائمة خاصة في ظل مشروعية مؤسسة الرق، وبطبيعة وسائل كسب العيش التي لا تقدر عليها المرأة، ولهذا ظلت المرأة ناقصة نضج اجتماعي وثقافي، فلا دور لها في أمن المجتمع أو في الإنتاج، ولهذا اعطيت من الحقوق بقدر وسعها.
وفي مجتمع فيه مؤسسة الرق مشروعة سواء الجاهلي أو الإسلامي فإنه محظور على المرأة الحرة ان تتزوج من رقيق، وان فعلت فزواجها باطل، ومن هنا نشأ شرط الكفاءة في الزواج، وعلو العرب بالاسلام اضاف شرطاً جديداً هو ان غير العربي غير كفء للزواج من العربية، وغير المسلم غير كفء للزواج من المسلمة، وهكذا فالتأمين على هذه الأحكام كان طبيعياً لأنه يتسق ووسع المجتمع العقلي والاجتماعي، وكل هذه الأحكام كانت جزءاً من الثقافة العربية في ذلك الزمان.
كل هذا وغيره مما ورد بالنصوص المقدسة وعلى السنة فقهاء السلف كانت اعرافاً عربية اقرها الإسلام مع تعديل بعضها، وكلها كانت تعبر عن وسع المجتمع العربي في القرن السابع الميلادي، وسعه الذي كانت تتحكم فيه مشروعية الغزو ثم الجهاد بغنائمه ومشروعية مؤسسة الرق، وطبيعة وسائل كسب العيش، ودار الزمان وقد نسخ الله سبحانه الجهاد بالسيف، ونسخ مؤسسة الرق، وخلق ما لم يكن في علم العرب في جاهليتهم وإسلامهم في القرن السابع الميلادي، فقد مكن الإنسان من صنع الحضارة الصناعية التكنولوجية التي غيرت طبيعة وسائل وآلات كسب العيش، وانتجت الحضارة الحديثة المجتمعات التي يحكمها القانون، فزالت المخاطر على النساء وتطاول وسعهن، وصارت تنافس الرجل في كافة المجالات، بل ونتيجة لتطور احتياجات الإنسان صار عمل المرأة ضرورياً لتغطية تكاليف المعيشة التي لم يعد انتاج الرجل وحده كافياً لتغطيتها كما كان الحال في الأزمان السابقة، وهنا كان ينبغي إذا أعمل الإنسان حواسه وعقله وانعتق من قامة الانعام ان يغير التكاليف العربية الجاهلية إلى تكاليف تتسق وقامة وسع إنسان هذا الزمان، وبالنسبة للزواج فقد كان الأمر ايسر مما هو متاح في بقية التكاليف، إذ كان امامهم التصور النظري الذي وضعه القرآن للزواج، وكان يمكن استلهامه بتفريع احكام تتسق ووسع المرأة الآن، ولكن شيخ حسن واتباعه من السلفيين لم يستطيعوا ان يبرحوا مواقع اقدام السلف، ولعل الافدح من ذلك انهم لم يستطيعوا مغادرة القرن التاسع عشر في السودان، حيث كانت احكام السلف ما تزال في وسع السودانيين المسلمين، لأن مؤسسة الرق حتى نهاية القرن التاسع عشر كانت مشروعة، والرجل يحصل على المرأة اما ببندقيته عند صيد الرقيق أو بماله إذا ذهب إلى سوق الرقيق، او اذا دفع مهر الحرة، وكان مكان المرأة هو بيتها، ولكن من يستخدم نظره وعقله فإنه حتما سيدرك ان الحال قد تبدل، فكان ينبغي ان تتبدل الأحكام.
* السلفيون لا يستخدمون عقولهم:
-----------------------------------
كل ما فعله قانون الأحوال الشخصية ان قنن أحكام الزواج كما فرعها فقهاء السلف، ولم يضف أي جديد او يعدل او يحذف أي حكم من الأحكام الاساسية للزواج عند السلف.
* ونبدأ بتعريف الزواج:
-----------------------------------
يقول الأحناف ان (عقد الزواج عقد يفيد ملك المتعة قصرا) وقال بعضهم انه (عقد وضع لتمليك منافع البضع) والبضع هو عضو المرأة التناسلي، والرجل يمتلك المتعة أو منافع البضع بماله، أي بالمهر الذي يدفعه، ولهذا جاء شيخ حسن واتباعه من السلفيين وقالوا بأن المهر شرط صحة للزواج المادة (25) واضافوا في المادة 30(1) بأنه (يجوز للزوجة الامتناع عن الدخول حتى تقبض معجل مهرها) وهذا تعبير عصري لعبارة ان الزواج عقد وضع لتمليك منافع البضع، وواضح ان هذا الفهم للزواج هو فهم وثقافة زمن مشروعية الرقيق حيث تحل المرأة للرجل بماله، وهو أمر لا علاقة له مطلقا بوسع المجتمع الذي نعيش فيه الآن.
وتجدر الملاحظة ان القانون في مادته (11) (جاء بصياغة عصرية لتعريف الزواج صادر فيها مفهوم الزواج عند كل المذاهب الشيعية وكأنهم ليسوا مسلمين، ثم اورد صفة لا جدوى منها في ظل الأحكام التي وضعها للزواج، فاشترط لانعقاد عقد الزواج (ان يكون الزوج كفؤا للزوجة) وفقاً لأحكام هذا القانون المادة (13/د) وقد انتقى من شروط السلف شرطين فقط للكفاءة هما الدين والخلق، وكالعادة عند التطبيق ينسى شيخ حسن فتواه التي يشغل بها الناس حول صحة انعقاد زواج غير المسلم بالمسلمة، ولا ادري ان كان المقصود بالدين يتضمن التدين ومن ثم يكون رقيق الدين غير كفء لمن تكون شديدة التمسك بدينها، ومن كان خلقه سيئا لا يكون كفؤا للخلوقة، وتجدر الملاحظة هنا ان ولي المرأة هو الذي يحدد هذه الصفات ويطلب على اساسها فسخ الزواج حتى لو كانت الزوجة راضية وسعيدة بزوجها.
* شروط صحة الزواج:
---------------------------------
في شروط الصحة كرر الشيخ حسن كل الشروط التي وضعت لتتطابق مع وسع عرب الجاهلية وطبيعة مجتمعهم، فاشترط وجود شاهدين، بينما كان الأمر العصري الذي ينسجم مع وسع المجتمع اليوم ان يشترط توثيق الزواج، ثم اشترط المهر، وجاء بالولي كشرط صحة للزواج، وكان المفروض ان يسقط المهر كشرط صحة لأنه شرط صار مذلاًَ للمرأة وللمفهوم القرآني للزواج فالمرأة لا تحل للرجل لانه دفع مقابل ذلك فهذه صورة ينفر منها وسع الناس في هذا الزمان، وكان الأجدر ان يقال بأن الزوجين يقيمان سوياً منزل الزوجية، كل حسب وسعه فالأمر امر تعاون وتواصل بالمعروف والاحسان، كما كان على شيخ حسن ان يسقط الولي باعتبار انه كان ينبغي عليه تحديد سن الزواج بثماني عشرة سنة وان يترك الولي كمظهر اجتماعي وليس شرط صحة.
ويجدر ان نلاحظ انه احتفل بالمهر واسهب فيه كما يفعل السلفيون تأكيدا على فهمهم للزواج بأن المهر هو الذي يملك الرجل بضع المرأة، ولهذا نصوا في المادة (29/2) بأن (يلزم المهر كله بالعقد الصحيح، ويتأكد بالدخول) وأضافوا في المادة (30/2) (إذا رضيت المرأة بالدخول قبل ان تقبض مهرها من الزوج، فهو دين في ذمته..).
* سن الزواج:
----------------------------------
حول سن الزواج نفاجأ بأنهم اعتمدوا سن الزواج في زمن مشروعية الرقيق كسن للزواج، فقرروا في المادة (40) ان سن التميز هو بلوغ العاشرة وان ولي المميزة يعقد زواجها بإذن القاضي شريطة وجود مصلحة راجحة، وتوفر كفاءة الزوج ومهر المثل، اما إذا بلغت المميزة، وهي قد تبلغ في سن الثانية عشر، فإن المادة (34) تعطي الولي حق تزويجها، واضافوا كلمات لا معنى لها بالنسبة للطفلة فقالوا يزوجوها بإذنها ورضاها. في أي عصر يعيش هؤلاء الناس، ومن أي كهوف جاءوا؟
* زواج المجنون والمعتوه:
------------------------------------
ولأن الزواج عند السلف هو دفع المهر لامتلاك متعة بضع المرأة، أي عملية جنسية بحتة، فان المجنون أو المعتوه يستطيع القيام بها، ولهذا اجازوا زواج المجنون والمعتوه، وجاء شيخ حسن واتباعه من فقهاء السلفيين ونصوا في المادة (40/1) بأنه يجوز لولي المجنون او المعتوه ان يزوجه إذا ظهرت له مصلحة راجحة في ذلك، ارجو ان تعيدوا قراءة تعريف الزواج القرآني لتحكموا عما إذا كان المجنون يستطيع ان ينهض بواجباته أو يعرف معناها..
* واجبات الزوجة:
------------------------------------
فقهاء السلف وهم يفرعون الأحكام لزواج الصبايا والاماء، وفي مجتمع لا دور للمرأة فيه إلا امتاع الرجل وانجاب ذريته داخل بيته، وفي مجتمع من ثقافته ان للرجل الحق في تأديب زوجته حتى بالضرب، فإنه كان طبيعياً ان يشترط في الزوجة ان يكون أهم واجباتها هي طاعة زوجها، وجاء السلفيون الجدد وتبنوا ذات الحكم فقرروا في المادة (91) انه (لا يجب على الزوجة طاعة زوجها فيما لا يخالف احكام الشرع) وهذا يعني انهم تبنوا كل ابعاد هذا الواجب كما قرره السلف، واكدوا ما قاله السلف ان المرأة ليس عليها طاعته إذ لم يعطها المقابل الذي يسمح له بامتلاك بضعها، فقالوا في المادة (91/أ) (يشترط لطاعة الزوجة ان يكون الزوج قد اوفاها معجل مهرها) وفي المادة (92) قيل بأن الزوجة التي لا تطيع زوجها يسقط حقها في النفقة مدة الامتناع، يقول الزحيلي في كتابه الفقه الإسلامي وادلته في الجزء السابع صفحة (334 وما بعدها) (طاعة الزوجة لزوجها في الاستمتاع والخروج من المنزل، فإذا تزوج الرجل امرأة، وكان اهلاً للجماع وجب تسليمها نفسها بالعقد إذا طلب... لانه بالعقد يستحق الزوج تسليم العوض، وهو ان يسلمها مهرها المعجل وقد نص الامام احمد على ان التي يمكن الاستمتاع بها هي بنت تسع سنين فأكثر)، (ومن الطاعة القرار في البيت متى قبضت معجل مهرها، فليس للمرأة الخروج من المنزل ولو إلى الحج إلا بإذن زوجها، فله منعها من الخروج إلى المساجد وغيرها.. وليس للزوجة صوم فضل او تطوع إلا بإذنه.. لأن على الزوجة طاعة زوجها إذا دعاها إلى الفراش ولو كانت على التنور- المنقد- وكما تلاحظون ان كل هذه الأحكام لم تعد في وسع الناس سواء الوسع العقلي أو الاجتماعي او الاقتصادي أو الحضاري، وقد آن الأوان لتخليص الشريعة من مناهج السلفيين ومن مقولاتهم، وعلى المشتغلين بعلوم الشريعة ان يخلعو عباءة علم أصول الفقه، وان يستخدموا عقولهم ويدربوها بمناهج البحث العلمي الحديث، ومن ثم يستنبطون احكاماً جديدة تتوافق مع وسع الناس في القرن الحادي والعشرين، وبذلك فقط يمكن تقديم الإسلام للبشرية كدين يواكب تطور وسع الإنسان في كل زمان ومكان.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
 واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس فقط! | بكري الصايغ | 10-09-08, 11:28 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 10-09-08, 11:35 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 10-09-08, 11:51 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 10-10-08, 01:40 AM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 10-10-08, 01:56 AM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 10-10-08, 07:28 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 10-10-08, 10:37 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 10-11-08, 06:53 PM |
 Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 11-01-08, 01:55 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | هاشم نوريت | 11-01-08, 02:25 PM |
 Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 11-01-08, 08:33 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | NEWSUDANI | 11-02-08, 05:35 AM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 11-08-08, 00:59 AM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | Abureesh | 11-08-08, 03:20 AM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 11-08-08, 10:46 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | jini | 11-08-08, 11:56 PM |
 Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 11-12-08, 11:39 AM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 11-14-08, 03:32 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 11-15-08, 09:24 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 11-15-08, 09:49 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 11-25-08, 00:24 AM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 11-26-08, 09:24 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 11-28-08, 07:12 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 12-02-08, 01:27 AM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 12-08-08, 08:00 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 12-10-08, 09:38 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 12-12-08, 11:35 AM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | Ali Sirelkhatim | 12-12-08, 08:16 PM |
 Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | Yara | 12-12-08, 08:21 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 12-19-08, 07:11 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 12-20-08, 05:34 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 12-21-08, 11:14 PM |
| Re: واخيرآ:بعد زواج الوناسة والمتعة والعرفي والمسيار والسياحي والوشم والدم والرمل..زواج الخميس | بكري الصايغ | 12-23-08, 06:51 PM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست