ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-05-2008, 03:01 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى (Re: عبد القادر الرفاعي)




    غلاف كتاب محمد احمد يحي عن أبوذكرى


    إلى صاحب "الرحيل في الليل" الشاعر عبد الرحيم أبو ذكرى (2-2)

    أقفرت أنت وهن منك أواهل

    بقلم ك د. عبد القادر الرفاعي



    حين سال السياسي العراقي رشيد، اللاجئ في موسكو، واسمه الحقيقي "عباس هباله " الشاعر أبو ذكرى: هل مازلت تكتب الشعر ؟! رد أبو ذكرى بهدوء عن جدوى الكتابة أمام منظر طفل يموت جوعاً، أو نساء يحفرن بيوت النمل لمشاركته فيما جمعه من حبوب خزنها لليوم الأسود.

    كانت إجابة أبو ذكرى تلك في مطلع الثمانينات (1984) وكان الحاضرون : أبو ذكرى ، برهان الخطيب (مترجم عراقي)،جلال الماشطة (عراقي أيضا)، والروائي العراقي الكردي غائب طعمة قرمان .. وكنا معهم و د. صلاح عبد الكريم (بيت المال)، يحتفون جميعاً بوصول الشاعر جيلي عبد الرحمن من الجزائر...

    أقول أثارت إجابة أبو ذكرى أشياء في أوساطنا (سودانيين وعراقيين).. وكان قصده أن يتساءل عن معنى الكتابة في وطن مهدد بالجوع والفقر والخوف، وفى مجتمع لم يتحرر شعبه من أعبائه المادية وظروفه الصعبة. ولكن ماذا كان تراه سيقول أبو ذكرى لو قدر له أن يظل حيا ويشاهد ما يجرى في السودان اليوم ؟ ليس فقط في حق المواطنين العاديين - وإنما في حق الأدباء والفنانين والشعراء والكتاب أنفسهم، أولئك الذين قهرتهم الإنقاذ فتساقطوا الواحد تلو الآخر ، وتشتت بعضهم ليعود مثلما عاد أبو ذكرى في نعش خشبي، آخرهم عاد سامي سالم من كندا. لقد صارع أدباؤنا وكتابنا وشعراؤنا وفنانونا ومازالوا يقاومون شروطهم القاسية ما خذلتهم الأحلام وما عجزوا عن تغيير واقعهم وعن تبديله. ليس غريبا أن نشهد موجات من التزييف الجارية وان نعايش موجة متواصلة من الاعتداءات على الثقافة، وليس غريبا أن تظهر تلك الاعتداءات وكأنها سلسلة واحدة ومبرمجة بدقة تبدأ هنا وتتواصل هناك ولا تنتهي هنالك.

    أعود إلى أبي ذكرى وأقول إن أبا ذكرى لم يكن شخصية متغطرسة وفظة لا تقيم وزناً للأحاسيس الإنسانية، بل كان يظهر أكبر احترام للناس المبدعين وغير المبدعين، ولم يكن داعية للقسوة والعنف والكراهية ، وهو بذلك كان نقيضاً للأنانية وحب الذات ولم يكن داعية للقهر ولا باحثاً عن السلطان باستعمال السلطة أيا كان نوعها، لا و لا نزاعا إلى أن يفرض حبه واحترامه على الناس.. ولم يكن أبو ذكرى سليط اللسان بشكل ممجوج، ولا شريرا في سلوكه أو في أقواله وفى أفعاله. كان أبو ذكرى يكره العزلة ولا يميل للانطواء المقبض، ولم يدخرا وسعا ولا مالاً في سبيل حل مشكلات البعض؛ لقد كان على النقيض تماماً.. متحرراً من كل المشاعر السلبية واللؤم، يقابل الظلم بالتسامح والعنف باللطف واللين وتتجه نظراته دائما إلى اﻟﻤﺨبر لا إلى المظهر وظل حتى رحيله بعيداً عن كل مواطن الشبهة والشكوك، قدوة طيبة ومثالا صالحا وبرهانا قاطعا على أن الصفح والتسامح هما الأساس القويم للاستقامة وأن القسوة والإكراه قد يكونان السبب في الشطط والانحراف.

    في قاعة الشارقة في الأسبوع الماضي برز سؤالان: لماذا يظل أبو ذكرى محدود الانتشار داخل بلده ؟ أو خارجه؟ إلى حد يمكن القول إن النهاية المأساوية التي انتهى إليها هي التي أيقظت الكلام والكتابة والحديث عنه الآن ؟.

    الحديث عن طابع محلي لدى هذا الشاعر العظيم لا يقدم لنا جوابا شافيا لتلك التساؤلات.. لنراجع ديوانه "الرحيل في الليل"، ولنراجع مجلة لوتس "LOTUS" التي كانت تصدر في تونس عن لجنة التضامن الآسيوي الإفريقي، ولنراجع تراجمه عن أنطوان شيخوف " الأعمال الكاملة " وتراجمه لأشعار باسترناك ، وايفتثنكو وغيرهم...، ولكن" ثمة محلية " عند أبو ذكرى نفضل عليها تعبير الخصوصية ونضيف " محلية أخرى"، ونجازف بتسميتها " محلية الروح " " ثمة محلية عنده تصنع أدواتها ولغتها وحركتها بطريقة غير مكرسة للانتشار والرعاية البغيضة للنفس ...لقد كان هذا أمرا بغيضاً أن يفعله" ولنتوجه بعد ذلك للسؤال إلى أنفسنا ":

    ماذا قدمنا من أجله، وأجل الراحلين جيلي عبد الرحمن وعبد الرحمن الوسيلة ومحمد عبد الحي وعلى عبد القيوم وعمر الدوش وكجراى وغيرهم ؟ كتاب كثر في الشعر والنقد والرواية والقصة القصيرة بعضهم أحياء ... ماذا فعلنا من أجلهم ؟.

    إننا شديدو الإعجاب بأبي ذكرى، أبو ذكرى الذي أقام صلة وثيقة بين نظرته الخاصة إلى إبداعه، وبين نظرته العامة إلى العالم وتوقه الصوفي والإشراقي إلى تناغم بشري كوني لا يكون على غرار التناغم المتولد وتنغيص اعتقادات وسلوكيات يحسها أصحابها مصدر هناء أخير خصوصا في الأوساط التي تتاجر الآن بكل شيء وفى يدها السلطة.

    أبو ذكرى – أوشكت- أن تفتك به جحافل الظلام بسبب قصيدته (أمير المؤمنين)، ولكن خطتهم لم تمض لغايتها.. هو هنا شبيه بالعالم الجليل " أبو حيان التوحيدي " ، وقد حاكمه أثنان من قضاة الحنفية وأعلن الحنابلة والشافعية رفض المشاركة في محاكمته ..أبو ذكرى كاد أن يكون مثل الحلاج الذي بترت إطرافه وحرقت وقطع رأسه بعد أن ناداه القاضي " يا حلال الدم " .. ومالنا نذهب بعيدا عن وطننا واستشهاد محمود محمد طه لم يطوه النسيان ولن.

    وبالرغم من هذا، أقول إن حياة أبوذكرى كلها كان يتهددها أمر مميت، ولو كانت هناك آلية في روحه الآن بعد رحيله لباحت بأسرارها، فلرب شيء حقيقي كان يعذبه غير أنه لم يظهر ذلك ؟ وأجد نفسي مترددا عن الكتابة عن ذلك، لان كثيراً من الشكوك والصعاب تتناوبني ولكن غيرنا سيفعلها رغم ذلك.. ولأن مختلف، الأمور الغامضة ستنشأ عند باحثي سيرة حياة أبوذكرى في المستقبل. . وربما لو عثر هؤلاء على متعلقاته وأوراقه الخاصة ومستنداته التي استلمها الوزير المفوض الذي باشر إعداد عودته الأبدية إلى الوطن محمولا على الطائرة الروسية وهو داخل صندوق خشبي. الوزير المفوض (سفير الآن ، وحى يرزق) .. ولكن يظل السؤال قائماً أين انتهت أوراقه وأسراره ؟؟.

    أبوذكرى الذي تهرأت ملابسه وحال لونها .. أتذكره إنسانا داهمته الأوصاب لكنه ظل محتفظا بقواه، لم يكن لديه متسع من الوقت للاهتمام بمظهره الخارجي وطعامه ومأواه وهو الذي رفض عرضا من سفارة عربية أغرته بجواز دبلوماسي وشقة في الحي الدبلوماسي في موسكو، ووعد بنهر من الدولارات ، بعد فصله من الخدمة وإيقاف مخصصات بعثته ،( إذ كانت تتوق للزق أسمه كشاعر بأيدلوجية الذين يحكمون ذلك البلد العظيم).. يشهد على هذا: د. عبد الرحمن الزاكي، د. جعفر محمد الزين، والبروفسير ع.ع.د. وقد حدثنا عن العرض المغرى في داخلية كلية الزراعة بموسكو في (بافلوفوسكايا).. الشهود جميعهم أحياء.. لكن عينا أبى ذكرى لحظتها امتلأتا بالدموع.

    هكذا... هذى حكاية من الزمان القديم، لكن فروسية أبو ذكرى ستبقى ماثلة ما حيينا تذكرنا بتلك النوايا السوداء التي تحاول اختطاف الناس وإلحاق الإهانة بهم بمغريات الحياة وعرضها الزائل.

    وأخيراً، أود أن أرسل التهنئة للكاتب الحقوقي محمد احمد يحيى محمد احمد ” مؤلف كتاب: “ أبو ذكرى أخذ زهور حياته ورحل".. فقد أرسى بكتابه عن هذا الإنسان العظيم دعامة من أرفع الدعائم وأبقاها، وجعلنا نتأمل ونحن نطالع جهده عن أبي ذكرى أغوار نفسه البشرية ونحاول النفاذ إلى خفاياها ونحن ندين لمحمد يحيى بالفضل العميم. ولا يفوتنا أن نشجع المؤلف محمد احمد يحيى على ضرورة مواصلة البحث وتنسيق عمل الندوة في قاعة الشارقة وأن يسعى إلى استكمال جهده في طبعة ثانية تؤرخ في طبعة جديدة لأثار هذا الشاعر الإنسان العملاق، الحي بذكراه العطرة التي لن تموت.
                  

العنوان الكاتب Date
ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى عبد القادر الرفاعي10-05-08, 02:28 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى عبد القادر الرفاعي10-05-08, 03:01 PM
    Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى عبد القادر الرفاعي10-05-08, 03:46 PM
      Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى عبد القادر الرفاعي10-05-08, 04:10 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى Moawia Mohammed10-07-08, 06:46 AM
    Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى قاسم المهداوى10-11-08, 09:50 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى قاسم المهداوى10-11-08, 10:30 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى بكري الصايغ10-12-08, 00:51 AM
    Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى بكري الصايغ10-12-08, 01:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de