ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-05-2008, 02:28 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى


    مواصلة لهذه السلسلة من الملفات الهادفة إلى توثيق الثقافة الوطنية ، يسرني أن أنشر على المنبر العام لسودانيزأونلاين هذا الملف عن الشاعر الراحل عبد الرحيم أبوذكرى ( وقد سبق نشر الأجزاء الرئيسية منه في جريدة (الميدان) في 6 نوفمبر 2007م) .


    إلى صاحب "الرحيل في الليل" الشاعر عبد الرحيم أبو ذكرى (1-2)

    أقفرت أنت وهن منك أواهل

    بقلم : د. عبد القادر الرفاعي



    كان الشاعر جيلي عبد الرحمن ينادى الشاعر عبد الرحيم أبوذكرى كلما التقاه "أبوذكرى السكرة" و "أبوذكرى والتاريخ" . وكان هذا كافيا ليعرف السامع مدى المحبة والود الذي يكنه له الراحل جيلي.. كان أبو ذكرى من طراز نادر، فمنذ الصغر وهو يقدم على ما لا يقدم عليه الكثير من أقرانه، فقد أمضى جل عمره في القراءة والاطلاع .. أقصد انه كان قارئاً ممتازاً ومحبا للمعرفة والعلم ومتطلعا إلى آفاق بعيدة قلما كانت تخطر على أقرانه، ويدرك هذه الحقيقة أصدقاؤه الذين عايشوه، فلم يكن أبوذكرى بلا أصدقاء بل كان أصدقاؤه من المثقفين المرموقين مثله فبادلهم صدقا بصدق وحبا بحب، ووفاءً بوفاء... اسألوا عنه الأحياء منهم ومن تبقى منهم يصارع الأيام. وأنى لأذكر ذلك اللقاء الهام الذي أجرته مجلة "عزة" الناطقة بلسان الاتحاد العام للطلاب السودانيين في الاتحاد السوفيتي مع جيلي عبد الرحمن (أجرى اللقاء الشهيد المهندس أبوبكر محي الدين راسخ، و عبد الفتاح الطالب بمعهد علوم البترول "جوبكن" ) ؛ إذ أجاب جيلي على أحد أسئلتهم عن الشعراء محمد المكي إبراهيم وكجراى وتاج السر الحسن؛ فقال جيلي عنهم آراء نيرة تليق بدورهم وبإبداعهم، ولكنه أضاف: " أبو ذكرى أشعرنا جميعا " ..وكرر جيلي نفس الإجابة وهو يرد على أسئلة المرحوم فاروق مصطفى رفعت، مدير تحرير جريدة ١٤ أكتوبر اليمنية في عدن؛ والمقابلتان منشورتان في اﻟﻤﺠلتين المشار إليهما في سبتمبر ١٩٨٤ م.

    الجيل الجديد في السودان بما فيه جيلا مايو ويونيو 1989م ، لا يعرف عن أبوذكرى الشاعر والمثقف والمترجم والوطني الغيور على شعبنا، بل هو معروف(ربما مؤخراً) بالطريقة الفاجعة التي أنهى بها حياته.. ولا شك أنها محنة كبيرة للتاريخ والسياسة والثقافة والعقل والوعي أن يغيب هذا الإنسان الرفيع قرابة عقدين تقريبا، فلا يجد أية التفاتة أو تنويه سوى شذرات هنا وهناك انتهت بما كتبه عنه الكاتب الأديب والحقوقي الشاب والمربى / محمد احمد يحي محمد احمد : "أبوذكرى اخذ زهور حياته ورحل".

    إن هذا التجاهل الذي لاقاه بعده جيلي عبد الرحمن وكجراى وعلى عبد القيوم وعمر الدوش ومحمد عبد الحي وغيرهم، يصور واقع البلاد المهيمن على الحياة السياسية والفكرية والثقافية السودانية وجمودها المروع ويعكس ، الأزمة الحادة في علاقة المثقف السوداني بالسياسة والسلطة في الزمن الشمولي القاهر.

    قلة نادرة من المثقفين والمفكرين كان لها هذا الثراء والتنوع في حياتها الفكرية والثقافية كما كان لأبوذكرى؛ وفى مقدمة هذه الصفوة نخبة من مثقفي اليسار السوداني من جيل الاستقلال وجيل ثورة أكتوبر ١٩٦٤ م، حتى مايو اتولد ، وبعده يونيو، مما أدى إلى عدم الاحتفاء بالديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. والى صعود وتنوع أساليب القهر وتقطيع شرايين التواصل بين الأجيال.

    كانت فجيعة أبوذكرى كبيرة بالانتقال والصعود المفاجئ لانقلابي مايو ١٩٦٩ م إلى الحكم وكان تبنيهم للمراهقة السياسية في إعلان مبادئ الاشتراكية والعدل الاجتماعي شعارات جوفاء وأداة لقهر القوى السياسية على طريقة تلك الأيام التي تميزت بالغليان الذي ينتهي بالصلف ثم الاحتكار وبعد ذلك تستحيل الحياة إلى سجون ومعتقلات وإعدامات وتشويه للمبادئ المضيئة التي استخدمت لخداع الجماهير.

    ثمة رحيل يبدو فاجعا ومحزنا وبالطبع ليس طبيعياً، ألا أن التاريخ سرعان ما يقتحم وجوها بارزة منه ويحقنها بدلالات تخرجها من مجراها العادي ليضعها على مستوى الرمزية والخلود.

    وفاة الشاعر أبوذكرى عن عمر يناهز السادسة والأربعين تتحمل التوصيل الرمزي المومى إليه، والتاريخ الذي نشير إليه هاهنا يطاول في إضاءة الزمن الكبير لحياتنا بعد الاستقلال، الحافل بوقائع وأهوال كبرى والزمن الصغير المتعلق بسيرة وحياة أبوذكرى وبمساره الأدبي والفكري والثقافي والمتجسد خصوصا في ذائقته الفكرية ومهارته الشعرية . على أن ما يلفت النظر في ذلك كله يعود إلى الزمنين التاريخين هذين كما أنشأهما وتمثلهما وتعهدهما أبو ذكرى بالذات، وبطريقة وعبارات خاصة جداً أثارت وتثير جدلاً وتقويمات شتى لحياته العامرة بالنبوغ والانجاز والأحزان.

    إن من المؤكد أن أبوذكرى من رواد التجديد في السودان، وحين انتصرت ثورة أكتوبر 1964م ، كان أبوذكرى في الحادية والعشرين من عمره... هل تأثر أبو ذكرى بانتصار الشعب حين حسم الموقف لصالح الديمقراطية ؟ ليس هذا بمستبعد، مع أن فكرة التنوير لم تكن بنفس الصعوبة - في مجتمعنا- وقد مضى على ثورة أكتوبر ما يزيد عن الأربعة عقود الآن.

    كانت السياسة والفكر والإبداع متروكة لاجتهادات المفكرين والمبدعين ، ومنهم الشعراء، الذين كانوا يكتسبون مصداقيتهم واحترامهم من انجازاتهم الأدبية واتساع إنتاجهم وعملهم، ومن شهادة الجمهور لهم بالمرجعية الثقافية والفنية.. هو جمهور يتكون من زملائهم ومن تلاميذهم ومن رجال الثقافة والناس العاديين بشكل عام. وهو نوع من الانتخاب الطبيعي لا يستطيع أحد أن يتدخل فيه أو يفرضه على الناس.

    لكن أبوذكرى اصطدم أول ما أصطدم بمصادرة الديمقراطية التي كان حل الحزب الشيوعي السوداني في ١٩٦٥ م أبشع ثمارها المّرة؛ ولعل قصيدة (أمير المؤمنين) التي كتبها أبوذكرى كانت تعبيراً عن أزمته وأزمة اﻟﻤﺠتمع الذي انتصر فيه شعب السودان للحرية وقدم الشهداء قرباناً لها... (راجع كتاب محمد احمد يحي عن أبوذكرى) .. ثم جاءت الكارثة الكبرى.
                  

10-05-2008, 03:01 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى (Re: عبد القادر الرفاعي)




    غلاف كتاب محمد احمد يحي عن أبوذكرى


    إلى صاحب "الرحيل في الليل" الشاعر عبد الرحيم أبو ذكرى (2-2)

    أقفرت أنت وهن منك أواهل

    بقلم ك د. عبد القادر الرفاعي



    حين سال السياسي العراقي رشيد، اللاجئ في موسكو، واسمه الحقيقي "عباس هباله " الشاعر أبو ذكرى: هل مازلت تكتب الشعر ؟! رد أبو ذكرى بهدوء عن جدوى الكتابة أمام منظر طفل يموت جوعاً، أو نساء يحفرن بيوت النمل لمشاركته فيما جمعه من حبوب خزنها لليوم الأسود.

    كانت إجابة أبو ذكرى تلك في مطلع الثمانينات (1984) وكان الحاضرون : أبو ذكرى ، برهان الخطيب (مترجم عراقي)،جلال الماشطة (عراقي أيضا)، والروائي العراقي الكردي غائب طعمة قرمان .. وكنا معهم و د. صلاح عبد الكريم (بيت المال)، يحتفون جميعاً بوصول الشاعر جيلي عبد الرحمن من الجزائر...

    أقول أثارت إجابة أبو ذكرى أشياء في أوساطنا (سودانيين وعراقيين).. وكان قصده أن يتساءل عن معنى الكتابة في وطن مهدد بالجوع والفقر والخوف، وفى مجتمع لم يتحرر شعبه من أعبائه المادية وظروفه الصعبة. ولكن ماذا كان تراه سيقول أبو ذكرى لو قدر له أن يظل حيا ويشاهد ما يجرى في السودان اليوم ؟ ليس فقط في حق المواطنين العاديين - وإنما في حق الأدباء والفنانين والشعراء والكتاب أنفسهم، أولئك الذين قهرتهم الإنقاذ فتساقطوا الواحد تلو الآخر ، وتشتت بعضهم ليعود مثلما عاد أبو ذكرى في نعش خشبي، آخرهم عاد سامي سالم من كندا. لقد صارع أدباؤنا وكتابنا وشعراؤنا وفنانونا ومازالوا يقاومون شروطهم القاسية ما خذلتهم الأحلام وما عجزوا عن تغيير واقعهم وعن تبديله. ليس غريبا أن نشهد موجات من التزييف الجارية وان نعايش موجة متواصلة من الاعتداءات على الثقافة، وليس غريبا أن تظهر تلك الاعتداءات وكأنها سلسلة واحدة ومبرمجة بدقة تبدأ هنا وتتواصل هناك ولا تنتهي هنالك.

    أعود إلى أبي ذكرى وأقول إن أبا ذكرى لم يكن شخصية متغطرسة وفظة لا تقيم وزناً للأحاسيس الإنسانية، بل كان يظهر أكبر احترام للناس المبدعين وغير المبدعين، ولم يكن داعية للقسوة والعنف والكراهية ، وهو بذلك كان نقيضاً للأنانية وحب الذات ولم يكن داعية للقهر ولا باحثاً عن السلطان باستعمال السلطة أيا كان نوعها، لا و لا نزاعا إلى أن يفرض حبه واحترامه على الناس.. ولم يكن أبو ذكرى سليط اللسان بشكل ممجوج، ولا شريرا في سلوكه أو في أقواله وفى أفعاله. كان أبو ذكرى يكره العزلة ولا يميل للانطواء المقبض، ولم يدخرا وسعا ولا مالاً في سبيل حل مشكلات البعض؛ لقد كان على النقيض تماماً.. متحرراً من كل المشاعر السلبية واللؤم، يقابل الظلم بالتسامح والعنف باللطف واللين وتتجه نظراته دائما إلى اﻟﻤﺨبر لا إلى المظهر وظل حتى رحيله بعيداً عن كل مواطن الشبهة والشكوك، قدوة طيبة ومثالا صالحا وبرهانا قاطعا على أن الصفح والتسامح هما الأساس القويم للاستقامة وأن القسوة والإكراه قد يكونان السبب في الشطط والانحراف.

    في قاعة الشارقة في الأسبوع الماضي برز سؤالان: لماذا يظل أبو ذكرى محدود الانتشار داخل بلده ؟ أو خارجه؟ إلى حد يمكن القول إن النهاية المأساوية التي انتهى إليها هي التي أيقظت الكلام والكتابة والحديث عنه الآن ؟.

    الحديث عن طابع محلي لدى هذا الشاعر العظيم لا يقدم لنا جوابا شافيا لتلك التساؤلات.. لنراجع ديوانه "الرحيل في الليل"، ولنراجع مجلة لوتس "LOTUS" التي كانت تصدر في تونس عن لجنة التضامن الآسيوي الإفريقي، ولنراجع تراجمه عن أنطوان شيخوف " الأعمال الكاملة " وتراجمه لأشعار باسترناك ، وايفتثنكو وغيرهم...، ولكن" ثمة محلية " عند أبو ذكرى نفضل عليها تعبير الخصوصية ونضيف " محلية أخرى"، ونجازف بتسميتها " محلية الروح " " ثمة محلية عنده تصنع أدواتها ولغتها وحركتها بطريقة غير مكرسة للانتشار والرعاية البغيضة للنفس ...لقد كان هذا أمرا بغيضاً أن يفعله" ولنتوجه بعد ذلك للسؤال إلى أنفسنا ":

    ماذا قدمنا من أجله، وأجل الراحلين جيلي عبد الرحمن وعبد الرحمن الوسيلة ومحمد عبد الحي وعلى عبد القيوم وعمر الدوش وكجراى وغيرهم ؟ كتاب كثر في الشعر والنقد والرواية والقصة القصيرة بعضهم أحياء ... ماذا فعلنا من أجلهم ؟.

    إننا شديدو الإعجاب بأبي ذكرى، أبو ذكرى الذي أقام صلة وثيقة بين نظرته الخاصة إلى إبداعه، وبين نظرته العامة إلى العالم وتوقه الصوفي والإشراقي إلى تناغم بشري كوني لا يكون على غرار التناغم المتولد وتنغيص اعتقادات وسلوكيات يحسها أصحابها مصدر هناء أخير خصوصا في الأوساط التي تتاجر الآن بكل شيء وفى يدها السلطة.

    أبو ذكرى – أوشكت- أن تفتك به جحافل الظلام بسبب قصيدته (أمير المؤمنين)، ولكن خطتهم لم تمض لغايتها.. هو هنا شبيه بالعالم الجليل " أبو حيان التوحيدي " ، وقد حاكمه أثنان من قضاة الحنفية وأعلن الحنابلة والشافعية رفض المشاركة في محاكمته ..أبو ذكرى كاد أن يكون مثل الحلاج الذي بترت إطرافه وحرقت وقطع رأسه بعد أن ناداه القاضي " يا حلال الدم " .. ومالنا نذهب بعيدا عن وطننا واستشهاد محمود محمد طه لم يطوه النسيان ولن.

    وبالرغم من هذا، أقول إن حياة أبوذكرى كلها كان يتهددها أمر مميت، ولو كانت هناك آلية في روحه الآن بعد رحيله لباحت بأسرارها، فلرب شيء حقيقي كان يعذبه غير أنه لم يظهر ذلك ؟ وأجد نفسي مترددا عن الكتابة عن ذلك، لان كثيراً من الشكوك والصعاب تتناوبني ولكن غيرنا سيفعلها رغم ذلك.. ولأن مختلف، الأمور الغامضة ستنشأ عند باحثي سيرة حياة أبوذكرى في المستقبل. . وربما لو عثر هؤلاء على متعلقاته وأوراقه الخاصة ومستنداته التي استلمها الوزير المفوض الذي باشر إعداد عودته الأبدية إلى الوطن محمولا على الطائرة الروسية وهو داخل صندوق خشبي. الوزير المفوض (سفير الآن ، وحى يرزق) .. ولكن يظل السؤال قائماً أين انتهت أوراقه وأسراره ؟؟.

    أبوذكرى الذي تهرأت ملابسه وحال لونها .. أتذكره إنسانا داهمته الأوصاب لكنه ظل محتفظا بقواه، لم يكن لديه متسع من الوقت للاهتمام بمظهره الخارجي وطعامه ومأواه وهو الذي رفض عرضا من سفارة عربية أغرته بجواز دبلوماسي وشقة في الحي الدبلوماسي في موسكو، ووعد بنهر من الدولارات ، بعد فصله من الخدمة وإيقاف مخصصات بعثته ،( إذ كانت تتوق للزق أسمه كشاعر بأيدلوجية الذين يحكمون ذلك البلد العظيم).. يشهد على هذا: د. عبد الرحمن الزاكي، د. جعفر محمد الزين، والبروفسير ع.ع.د. وقد حدثنا عن العرض المغرى في داخلية كلية الزراعة بموسكو في (بافلوفوسكايا).. الشهود جميعهم أحياء.. لكن عينا أبى ذكرى لحظتها امتلأتا بالدموع.

    هكذا... هذى حكاية من الزمان القديم، لكن فروسية أبو ذكرى ستبقى ماثلة ما حيينا تذكرنا بتلك النوايا السوداء التي تحاول اختطاف الناس وإلحاق الإهانة بهم بمغريات الحياة وعرضها الزائل.

    وأخيراً، أود أن أرسل التهنئة للكاتب الحقوقي محمد احمد يحيى محمد احمد ” مؤلف كتاب: “ أبو ذكرى أخذ زهور حياته ورحل".. فقد أرسى بكتابه عن هذا الإنسان العظيم دعامة من أرفع الدعائم وأبقاها، وجعلنا نتأمل ونحن نطالع جهده عن أبي ذكرى أغوار نفسه البشرية ونحاول النفاذ إلى خفاياها ونحن ندين لمحمد يحيى بالفضل العميم. ولا يفوتنا أن نشجع المؤلف محمد احمد يحيى على ضرورة مواصلة البحث وتنسيق عمل الندوة في قاعة الشارقة وأن يسعى إلى استكمال جهده في طبعة ثانية تؤرخ في طبعة جديدة لأثار هذا الشاعر الإنسان العملاق، الحي بذكراه العطرة التي لن تموت.
                  

10-05-2008, 03:46 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى (Re: عبد القادر الرفاعي)
                  

10-05-2008, 04:10 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى (Re: عبد القادر الرفاعي)

    الرحيل في الليل

    شعر : عبد الرحيم أبو ذكرى


    **********

    أيها الراحل في الليل وحيدا ..

    ضائعا منفردا

    أمس زارتني بواكير الخريف ..

    غسلتني في الثلوج ..

    وبإشراق المروج

    ****

    أيها الراحل في الليل وحيدا

    حين زارتني بواكير الخريف

    كان طيفي جامدا

    وجبيني باردا

    و سكوتي رابضا فوق البيوت الخشبية

    مخفياً حيرته في الشجن..

    وغروب الأنجم..

    وانحسار البصر..

    ****

    لوحت لي ساعة حين انصرفنا ..

    ثم عادت لي بواكير الخريف

    حين عادت ..

    وثب الريح على أشرعتي المنفعلة

    سطعت شمس الفراديس على أروقتي المنعزلة

    ومضت تحضنني الشمس الندية

    والتي ما حفلت بي في الزمان الأول

    في الزمان الغائب المرتحل

    أيها الراحل في الليل وحيدا

    موغلا منفردا

    انتظرني ..انتظرني

    فأنا أرحل في الليل وحيدا ضائعا منفردا

    ****

    في الدهاليز الغصيات انتظرني

    في العتامير وفى البحر .. انتظرني .. انتظرني

    في حفيف الأجنحة وسماوات الطيور النازحة

    حين تنهد المزارات و تسود سماء البارحة..

    انتظرني .. انتظرني

    ****






    الفنان المبدع الراحل / مصطفى سيد أحمد
                  

10-07-2008, 06:46 AM

Moawia Mohammed
<aMoawia Mohammed
تاريخ التسجيل: 10-24-2006
مجموع المشاركات: 3777

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى (Re: عبد القادر الرفاعي)

    الرحيل في الليل - مصطفي سيد أحمد
    كلمات : عبد الرحيم أبوذكري




    pluginspage="http://microsoft.com/windows/mediaplayer/en/download/"
    id="mediaPlayer" name="mediaPlayer" bgcolor="#000000" showcontrols="false"
    showaudiocontrols="false" showtracker="-1" showdisplay="0" showstatusbar="0"
    videoborder3d="-1" enabletracker="false"
    src="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    url="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    autostart="-1" designtimesp="5311" loop="false">

                  

10-11-2008, 09:50 PM

قاسم المهداوى
<aقاسم المهداوى
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 8640

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى (Re: Moawia Mohammed)

    up














    Qasi
                  

10-11-2008, 10:30 PM

قاسم المهداوى
<aقاسم المهداوى
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 8640

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى (Re: عبد القادر الرفاعي)

    up
    up
    up...
                  

10-12-2008, 00:51 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى (Re: عبد القادر الرفاعي)

    توثيـق:
    ---------

    هدهدات ليل الرحيل ﴿في الذكرى الثامنة عشر )
    لرحيل عبد الرحيم أبو ذكرى.

    16 اكتوبـر 1989.

    -------------------------------------------------------



    الـمصـدر: سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

    Nov 29, 2007, 15:05


    هدهدات ليل الرحيل:
    ------------------------
    ﴿في الذكرى الثامنة عشر لرحيل عبد الرحيم أبو ذكرى ـ 16 أكتوبر 2007﴾

    (مهداة إلى عثمان أبو ذكرى وكمال الجزولي).

    ======================

    شعر: محمد تاج السر


    أيُّهذا الليلُ يا ليل الرحيل

    همهمات فيك من دون عويل

    هدهدات منك للشعر الجميل

    تتجلى وتجول

    في انبهار وذهول

    في بريق وعيون عند ذياك النبيل

    --------------

    أيهذا الموج في جسم نحيل

    هادر أنت وصخّاب المحيا

    بنتَ شلاّلاً رويا

    بنتَ عذبا وفتيا

    وسخيا وعصيا

    مستحيل أنت فينا مستحيل

    كيف أزمعت الرحيل؟

    وتجاوزت السهول؟

    --------------

    عربات الشمس صارت

    صوت مشوار طويل

    أسمعت ليل الرحيل

    صوتها المبتعدا

    لحن قيثار بدا مرتعدا

    لحن قيثار حزين

    للسما قد صعدا

    شامخا وابتعدا

    --------------

    أيهذا الليل يا ليل الرحيل

    هل ترى تذكره عبد الرحيم؟

    إنه من كان يمشي في حياء

    ويحب البسطاء

    ويقود الشعراء

    نحو شمس ونخيل

    نحو فجر وسحاباتٍ وماءٍ سلسبيل

    ----------------

    محمد تاج السر

    أكتوبر 2007

    © Copyright by SudaneseOnline.com

                  

10-12-2008, 01:39 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى (Re: بكري الصايغ)

    مـن ارشـيف ( سـودانيـزاون لايـن 2003 ):
    ----------------------------------------

    دعوه لتوثيق تجربة شاعر الرحيل في الليل عبد الرحيم ابو زكرى.
    --------------------------------------------------------

    المنتدى العام ل(سودانيز أون لاين ) دوت كوم.
    مدخل أرشيف العام (2003م):
    دعوه لتوثيق تجربة شاعر الرحيل في الليل عبد الرحيم ابو زكرى .

    22-06-2003, 08:22 ص
    معتصم ود الجمام.

    الكثير من بني وطني
    لا يعفون الكثير عن الشاعر الرهيف جدا عبد الرحيم ابو زكرى
    صاحب ديوان الرحيل في الليل التي تغنى بها مصطفى في ايامه الاخيره
    ايها الراحل في الليل وحيدا
    الى جميع الاصدقاء ادعوكم للكتابه عن هذا المبدع حتى نعرفه
    انا كنت املك مجموعه من الكتابات حوله وديوانه الوحيد الصادر عن دار جامعة الخرطوم للنشر
    لكن تركتها جميعها في السودان
    ولقد سمعت ان هناك دار يريد طباعة هذا الديوان مره اخرى
    وعبد الرحيم الذي مات بعد رمى بنفسه من بنايه عاليه في موسكو ولانه مات وكان يعاني من حالة نفسيه سيئه ضاعت مجموعه كبيره من اعماله
    لكم ان تحيو معي ابوزكرى.



    **************************

    Bushra Elfadil

    26-06-2003, 06:53 م.

    إستجابة لطلبكم الكريم أقول عابراً...
    عبدالرحيم ابو ذكرى صديق عزيز...
    وهو في الوقت نفسه كان أستاذي بجامعة الخرطوم حيث درست على يديه الترجمة بالسنة الخامسة وعلى يديه امتحنت . وهو كان يعمل بمجلة الثقافة السودانية أسسها مع آخرين في عهد تولي عبدالحى لمصلحة الثقافة وقد نشرت أولى قصصي بتلك المجلة بعد أن تركها عبدالرحيم أبو ذكرى مباشرة وسافر ليدرس الفلكلور دراسات عليا برومانيا وهناك ما طاب له المقام حيث راوده الحنين لدراسة الادب الروسي الذي كان قد نال فيه البكالوريوس من حامعة الصداقة قبل ان يعود للسودان في مطلع السبعينات حيث طبع ديوانه الرحيل في الليل في تلك الفترة .

    وعبدالرحيم ابو ذكرى كان يدرس بجامعة الخرطوم أيام عبدالحي ومحمد المكي وعلي عبدالقيوم لا بد من التدقيق في التواريخ بواسطة مجايليه وحذث أن كتب قصيدة اشتم فيها طفابيع ذلك الزمان رائحة فكانت النتيجة أن فقد أبوذكرى فرصته في الدراسة بجامعة الخرطوم وغادر لموسكو في الستينات لعله بعد ثورة أكتوبر . مات أبو ذكرى على نحو فاجع وقد كنت بالخرطوم حين كلفني إتحاد الكتاب بأن أجمع مقتنياته وقد جيئت إلى موسكو عام تسعين أعسطس بعد شهور من موت الشاعر فوجدت مصطفى سيد أحمد هناك وقد سلمت مصطفى قصيدة الرحيل في الليل ونهت بها وقد صادفت هوى عند مصطفى فغناها وحملت القصيدة معي ملحنة ضمن شريط عرف بشريط موسكو وكان به حوار لى مع مصطفى فرغه للبورد الأخ العزيز الكاتب الروائي أمير بابكر

    وفي الخرطوم اقام اتحاد الكتاب تابيناً لعبد الرحيم أبي ذكرى صدحت فيه تلك الأغنية وقدمت محاضرة بمنتدى الفلاسفة بعنوان فضائيات أبي ذكرى في أيام التأبين .

    في الفترة من عام 1981 وحتى 1985 وهي الفترة التي عاصرته فيها قبل عودتي للسودان امتدت بيننا صداقة عميقة تعرفت خلالها على تجربته وهو إلى جانب ديوانه الوحيد المطبوع لديه كانت مخطوطة بعنوان العصافير تتعلم الطيران وقد كان نشر معظم قصائدها بما فيها القصيدةعنوان المجموعة نفسها العصافير تتعلم الطيران في مجلة الثقافة السودانية وبالصحف السودانية وبعض الدوريات العربية ويمكن للدارسين التحقق من ذلك . حققت بالتعاون مع المرحوم حسبو شقيق الشاعر كل مخطوطات ابي ذكرى الاخيرة الشعريه حتى استقر الرأي على شكل اخير لتلك القصائد وكان حسبو يجيئني بها لمكتبي على مدار ايام عديدة في إحدى إجازاته حيث كان يجيىء لمكتبي بجامعة الخرطوم كلية الىداب .

    وأشرت عليه بان افضل من يكتب عن تلك القصائد في مقدمة لا شخصي بل محمد المكي إبراهيم بإعتباره من جيل ابي ذكرى في الجامعة او لعله سبق ابي ذكرى باعوام .

    ووافقني حسبو ولم أر المرحوم ولا ما فعل بالمخطوط بعد ذلك . أنا الذي عدت بكل أوراق وكتب ومقتنيات أبي ذكرى وقد سلمتها باعتبارها ورثة لأسرة المرحوم واستلمها مني شقيقه المترجم عثمان أحمد عبدالرحيم . اسم ابوذكرى هو عثمان أحمد عبدالرحيم وابو ذكرى اسم فني .

    لم يتبق معي شيء من كل ممتلكات ابي ذكرى والشىء الوحيد الذي اخذته منها هو مجموعة الرحيل في الليل حيث سلمتها للراحل مصطفى سيد أحمد ليتعرف على شعر أبي ذكرى . بكت الاستاذة ليلى مراد وهى زميلة بالجامعة كانت ترافقني حين سمعت الرحيل في الليل في النزل الذي كنا نسكن فيه بموسكو حيث قال لي إن مصطفى ينعى نفسه أيضاً في هذا الغناء الحزين . لليلى مثل هذه النبوءات رغم أنها قبطية.

    الذين درسوا معنا بموسكو يعرفون مقدار الصداقة التي كانت بنينا بدوي الامين الاستاذ بجامعة أم درمان الاهلية والدكتورة ماجدة ميرغني والدكتور قسم الباري والد مودي النابه أحد اعضاء البورد اليافعين .

    ويمكن الـاريخ لتلك الفترة بدقة أكثر إذ انني بصدد الكتابة عنها حين يتوفر وقت افضل سأنشر ذلك ز
    مع وافر الشكر.


    وهل صفصافة تنبئك عن اخبار نافذة
    بشاهقة
    تألق نيزك فيها وخر على التوسل والمهانة والجليد
    تأوه
    طار منه الدم
    ذاب القلب
    غاص الجسم في صدىء الحديد
    فسال الشعر في الطرقات
    سال الشعر في الطرقات
    تمر فجيعة أخرى
    فيرحل عن قوافينا أبو ذكرى
    ترى من رمد الاشياء في عينيه
    من من رج إحباطاتنا الكبرى
    وقد سكنت بقارورات مهجته فكدرها
    أمن حزن على وطن تباعد عن مخيلته فكان الموت؟ أم صمت النشيد؟.

    **********
    **********
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de