|
Re: المؤرقة :يوميات موظفة إغاثة غربية في دارفور. (Re: كمال حامد)
|
الحلقة السادسة ونواصل يوميات موظفة الإغاثة الغربية في دارفور ونستعرض معها تقرير لجنة التنمية الصادر عام 2005 حتى نفهم ويفهم المنادون ليلا ونهارا بتدخل المجتمع الدولي ماذا سيحدث لهم عند حدوث هذا التدخل ،
الحماية : ماذا تعني ومن من هي ؟ تقرير لجنة التنمية ..... ونختم هذا العرض بمعرفة كيف تكون معاناة النازحين مصدر إلهام للمزاح والتندر للمؤرقة وأمثالها
في الحلقة الثانية عند استنتجنا من قراءة يوميات المؤرقة ما لم تقله صراحة: أن هذه الحكومة وهذا الشعب بنازحيه ومعارضته غير قادرين وغير مؤهلين لحكم أنفسهم أو ممارسة الحكم.وهي لم تقل ذلك صراحة ولا هي تحتاج بعدما أسقطت الجميع في امتحان المصداقية والمقدرات .وقلنا أن ضجرها من حصار المسئولين الحكوميين لهم كمنظمات في الجانب الإنساني فقط لم يكن مزاجا فرديا خاصا بها ، بل هو استراتيجية يسعى لها من هم ورائهم ، وذكرنا أن ما تحدثت عنه من فكرة الحماية بالحضور Protection by Presence فكرة تعني حماية الجميع من الجميع . و نواصل شرح فكرة الحماية بالحضور لا عن اجتهاد منا ، بل بناءا على ما أتاحته صاحبة هذه اليوميات من مصادر تسهل لك فهم ما تقصد .ونعود إلى السياق لنواصل التعرف ماذا كانت تعني وهي تشير إلى تقرير لجنة التنمية الدولية بمجلس العموم البريطاني . يقع التقرير في 97 صفحة ، وسنحاول أن نورد منه الفقرات أو العبارات التي تهمنا لإيضاح طريقة تفكير منظمات الإغاثة ورغبتها في توسيع مجال أنشطتها بحيث تشمل حقوق الإنسان والحماية، والتقرير كله مهم ، وتوجد منشورات وتقارير اللجنة على الإنترنت : www.parliament.uk/indcom وستستعرض هنا مختصر ترجمة محتويات بعض فقرات هذا التقرير والتوصيات لأهميتها البالغة مع محاولة التقليل في تعليقاتنا أو تحليلاتنا ما أمكن حتى لا نصادر أو نشوش على القارئ حقه في التدبر والتحليل . ونبدأ مباشرة بملخص التقرير ص7 : ((Two years after the crisis in Darfur erupted, the international community is still failing to protect the people of Darfur from crimes committed against them, primarily by the Government of the Sudan and its allied militias. In our view, the crimes committed are no less serious and heinous than genocide. ((مضى عامان منذ اندلاع الأزمة في دار فور ومازالت الجماعة الدولية فاشلة في حماية شعب دار فور من الجرائم المرتكبة ضده و بشكل أساسي من قبل حكومة السودان والميليشيات المتحالفة معها . وفي رأينا فإن الجرائم التي ارتكبت ليست أقل شناعة من الإبادة الجماعية)). هكذا منذ ضربة البداية !! (( The Government of the Sudan bears the primary responsibility for the suffering of the people of Darfur. But when a government commits atrocities against its own citizens, then the international community has a responsibility to protect those people. In this report we assess the international community’s response to the crisis in Darfur — both the humanitarian response and the political response — and make recommendations as to how the response needs to be improved to better protect the people of Darfur. )) ((إن حكومة السودان تتحمل مسئولية معاناة شعب دار فور . و حين ترتكب حكومة الفظائع ضد مدنييها ، فإن على المجتمع الدولي مسئولية حماية هؤلاء الناس . في هذا التقرير نقيم استجابة المجتمع الدولي للأزمة في دار فور سواء الاستجابة الإنسانية والاستجابة السياسية وكيف أن هذه الاستجابة بحاجة للتحسين لحماية أفضل لشعب دار فور))بدأت اللجنة تحرياتها حول دار فور في سبتمبر2004 وكان الهدف التحري هو التحقق من مدى تفاعل المجتمع مع الأزمة ولتطوير تفاعل أكثر تأثيرا وأيضا للتأكد من أنه حالما تنتهي الأزمة الحالية فان على المجتمع الدولي أن يفهم الدرس ويبقى على ارتباطه. )) أي أن نهاية أو حل الأزمة لا يجب أن يعني نهاية علاقة المجتمع الدولي بدار فور ، بالطبع لضمان عدم تكرار الأزمة.))
(( Development and politics in Sudan are best understood therefore in terms of Khartoum’s relationships with the peripheries of Sudan.3 In early 2003, as progress was being made in resolving the long-running North-South conflict, and world attention was focussed on Iraq, another centre-periphery conflict erupted in Darfur (( إن التنمية والسياسات يمكن أن تفهم بشكل أفضل على ضوء علاقة الخرطوم بأطراف السودان. وفي بدايات عام 2003 وبينما كان يجرى حل النزاع الشمالي الجنوبي الطويل الأمد وبينما كان انتباه العالم مركزا على ما يدور في العراق اندلع نزاع آخر بين المركز والهامش في دار فور (( The uprising drew its support primarily from the “African” tribes of Darfur — including the Fur, the Massalit and the Zaghawa —and was motivated by a sense of long-term marginalisation and neglect by Khartoum.5 This sentiment was heightened by Darfur’s exclusion from the North-South peace process, and given focus by the Sudanese government’s failure to prevent or punish attacks by Arab militias.6
(حصل التمرد على التأييد أساسا من قبائل دار فور الأفريقية وتشمل الفور المسا ليت والزغاوة ،وقد حفزه الإحساس الطويل بالتهميش والإهمال من قبل الخرطوم . وقد زاد ذلك الإحساس باستبعاد دار فور من عملية السلام الشمالية الجنوبية مع فشل الحكومة السودانية في كبح أو معاقبة الهجمات بواسطة الميليشيات العربية ) نتوقف قليلا لبعض التأمل هنا دون أن نحاول مصادرة حق القارئ في ذلك . نحن هنا إزاء صياغة للألفاظ والكلام تتولد بسببها بعض الأسئلة : من كان يفاوض من في نيفاشا !! السودان ممثلا في حكومته كان يفاوض الحركة الشعبية والتي كانت تصر أنها لا تمثل الجنوب فقط ؟ أم أن الشمال هو الذي كان يفاوض الجنوب في نيفاشا ؟! وحتى لو كان الأمر كذلك ، فقد كنا دائما نفهم أن الشمال هو دار فور و كردفان والشرق والوسط وأقصى الشمال ، لكننا نجد أنفسنا الآن أمام تحديد جديد لشمال آخر كان يفاوض في نيفاشا ، وأن دار فور لم تكن جزءا من ذلك الشمال !! . وعليه : من كان يفاوض من في أبوجا ؟ هل هو كل السودان يفاوض جزءا من أبنائه الساخطين من دار فور؟ أم هو الشمال الذي نعرفه يفاوض في من يعتبر نفسه ممثلا لدار فور ؟ أم هو شمال السودان ذو الحدود المتقلصة دوما والتعريف المتغير بين كل اتفاقية سلام وأخرى يفاوض في دار فور اليوم ... ليأتي من يخبرنا غدا أن الشرق غاضب لأنه لم يكن له مقعد في نيفاشا ولا في أبوجا !!(كتب هذا المقال عام 2005 وقد حدث ذلك فعلا) ونواصل إن شاء الله تعالى
|
|
|
|
|
|
|
|
|