المؤرقة :يوميات موظفة إغاثة غربية في دارفور.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 04:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-02-2008, 09:31 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المؤرقة :يوميات موظفة إغاثة غربية في دارفور.


    المؤرقة :يوميات موظفة إغاثة غربية في دارفور.
    الحلقة (1)

    لماذا هذا البوست ؟ ومن من هي هذه المؤرقة ؟ ولماذا أسمت مدونتها في الانترنت بهذا الاسم؟ ولماذا يهمنا أن نستعرض ما كتبت عن دارفور و عن السودان في مدونتها Blog بالانترنت وأن نرى كيف تفاعل معها آخرون على شاكلتها.
    المؤرقة ،وهكذا أطلقت على نفسها ، موظفة غربية أمريكية أو أوروبية قد تكون ، تعمل في إحدى منظمات الإغاثة في دارفور.
    وفي ليالي دارفور توفر لها الفراغ ثم القدرة على الاتصال بالشبكة العنكبوتية فبدأت تكتب مذكراتها.

    أطلقت على مدونتها اسم : الأرق في السودان ، لكني ومن سياق كتابتها
    فضلت أن أترجمها :المؤرقة في السودان ، أما لماذا ؟ فسنفهم ذلك سويا من خلال استعراضنا لهذه اليوميات
    ..
    ومن خلال هذا السرد نستشف أيضا طريقة تفكير موظفة إغاثة غربية تجاه هذه الأزمة وتجاه السودان ، وسنرى كيف أن إنسانة مجهولة الهوية والخلفية العلمية والخبرات الحياتية يمكن أن تنصب نفسها ناصحة حينا و مصدرا موثوقا به للأخبار و التحليلات عن دارفور والسودان، و فوق ذلك تصير مصدرا للإلهام لآخرين يجعلونها رمزا للبطولة والإقدام.سنرى سويا خلال هذه الحلقات كيفية من كيفيات تشكيل الرأي العام الخارجي تجاه السودان وكيفية من كيفيات تشكيل وتوليد القناعات تجاه هذا البلد وما يدور فيه..
    وسيكون نص كتابتها وترجمتنا لها بين قوسين
    ومع إدراكنا أنّ كثيرا ممن يدخلون هذا البوست لهم المقدر الجيدة على فهم اللغة الإنجليزية خاصة أولئك المقيمين في الغرب ، بل ربما يكون فهمهم للغة الإنجليزية أفضل منّا ، فقد آثرنا إيراد العديد من نصوصها لأن النص بلغته الأصلية يحمل مضاميناً و إيحاءات ورسائلَ خفية تَصعُب ترجمتها في كثير من الأحيان.
    وقد قمنا بنشر هذا البوست عام 2005 في بعض المنتديات في الشبكة العنكبوتية لكنّا رأينا إعادة نشره مره أخرى لتداعي الأحداث بما يؤكد صحة العديد من تحليلاتنا لهذه المذكرات
    An aid worker diary from Darfur, Sudan: real stories, random
    observations and occasional rants on the lives of Darfur’s two
    million displaced people and the somewhat bewildered humanitarian agencies who are trying to help them. Sleepless in Sudan is just another website on just another violent conflict in Africa – but uncensored, direct and without the sugar-coating that the tightly controlled and highly politicized environment demands from the official sources
    ((يوميات وملاحظات عشوائية عن حياة مليوني نازح في دارفور ومعاناة
    وكالات الإغاثة وهي تحاول مساعدتهم . إنه مجرد موقع إنترنت آخر عن موقع آخر من موقع النزاعات في أفريقيا ، لكنه لا يخضع للرقابة ومباشر بدون التنميق الذي تطلبه البيئات المسيسة من المصادر الرسمية))
    هكذا تقوم بالتعريف عن كتاباتها. أما هي فتعرف نفسها :((An Aid worker, female, 31, extremely single. Would tell you more about myself, but don't really want the Sudanese government to kick me out of the country for this... ))
    ((موظف إغاثة ، أنثى ، 31 عاما ، وحيدة جدا ، يمكنني إخباركم المزيد عن نفسي لكني لا أرغب أن تقوم الحكومة السودانية بطردي ....))

    وحين نبحر خلال هذه اليوميات لعل الكثيرين سيتساءلون عن الإغاثة هذه :
    هل هي صناعة مثلما وصفتها المؤرقة أكثر من مرة ، هل هي سياحة من نوع
    جديد ... ممتع ومثير .. ومشوق ، أم ماذا ؟ ونبدأ ..

    الاثنين 20 يونيو 2005 : (( مرحبا بكم في عالمي ....)):((Welcome to my worldI've now been in Darfur for three months, and have finally managed to set up this blog. My good intentions of daily journal entries were destroyed immediately as I spent my first few weeks rushing from meeting to meeting, pouring over mountains of reports and websites, and yet going home late every night with a distinct feeling of not having grasped a single coherent thought about life in Sudan.))(( لي الآن ثلاث أشهر في دارفور واستطعت أخيرا أن أبدأ هذه المدونة على الانترنت ... وبسبب الإجتماعات المتواصلة على مدى الأسابيع الماضية و الاستغراق في أكوام التقارير ثم الذهاب متأخرة ليلا للمنزل ، كل ذلك لم يترك لي فرصة لتكوين فكرةواضحة عن الحياة في السودان))

    ((It’s exhausting to be here, physically and mentally. Even sleep is
    no release when you find it (and most of the time the heat doesn’t
    allow it anyway)) ((كم هو مرهق جسديا وعقليا أن تكون هنا ،حتى النوم ليس راحة هذا إذا وجدته، وفي معظم الوقت فإن الحر لا يسمح بذلك ))
    ((Three months on, I am calmer. Not that I suddenly get it – I’ve just realised that no one else here seems to have much of a clue as to what is going on either.)) ((ولثلاث اشهر ظللت قانعة ليس لأنني فهمت ... بل لأنني أدركت أخيرا أن ما من أحد لديه تفسير لما يجري هنا ...))
    وتواصل المؤرقة:
    ((Not that you would guess from talking to people of course. I have quickly learned to become very sceptical of anyone who sounds too confident or opinionated…most of the time, they are the ones who have spent the least time outside of their air conditioned offices (except for the time they spend talking themselves up to other aid workers at the all-important inter-agency
    meetings of course)) (( لا تستطيع أن تفهم من خلال الحوار مع الآخرين ، ولقد تعلمت سريعا أن أكون شكوكة تجاه كل من يحاول أن يظهر بمظهر الواثق ذو الرأي ، وهم في معظم الحالات يقضون أقل وقت ممكن خارج مكاتبهم المكيفة ما عدا حين يغادرونها للاجتماع مع المنظمات الأخرى ))
    ثلاث أشهر مرت منذ وصول المؤرقة إلى مقر عملها في دارفور وهي لم تفهم طبيعة الحياة أو حقيقة ما يجري ، بل وتشعر أن الزملاء الذين حولها لا يفهمون وإن حاول بعضهم الظهور بمظهر المتفقه في المسألة ، إلا أن هذا لم يكن ليخدعها .
    ألقت المؤرقة بهذه المداخلة الأولى المحايدة التي تكشف حالة من الحيرة تجاه فهم أبعاد ما يدور خارج إطار انغماسها في الأعمال المكتبية والإدارية الخاصة بالمنظمة. ألقت بها على الإنترنت ... فجاءتها المداخلة الأولى من أحدهم :((I feel sorry for al the hell there. I feel guilty residing in somewhat cooler and less hectic Ottawa, Canada.I visited Sudan in 1977 and was a better place))
    (( أشعر بالأسف للجحيم هناك ,وأشعر بالذنب لبقائي مسترخيا هنا في أوتاوا الباردة في كندا .... لقد زرت السودان عام 1977 وكان مكانا أفضل ))
    ثم جاءت مداخلة من آخر يقول :((My heart has been touched by the plight of these people. I taught some refugees from there and heard horrible stories about the things they'd been through. Thanks for doing your part. I admire your efforts. I'll keep reading your blog
    to follow your progress))(( لقد تأثر قلبي بمعاناة هؤلاء الناس ، وقد قمت بتدريس بعض اللاجئين من هناك ، وسمعت عن القصص الرهيبة و ما مروا به . شكرا لك على القيام بدورك وتعجبني جهودك وسأواظب على قراءة مدونتك لمتابعة مسيرتك ))

    وهكذا ... وبالرغم من اعترافها هي بعدم قدرتها على فهم ما يدور ، أتت المداخلات لترسم لها طريق البطولة ولتوحي إليها بما يجب عليها التركيز عليه

    الخميس 23 يونيو 2005 :
    In the evening the local staff tell me that Janjaweed who herd their camels in the area have been in the camp to visit the market again, and that they have been leading their camels up to the water point to drink. Of course, this completely contaminates the water and destroys all the public health promotion work the NGOs have been doing.
    People standing in line for water are too terrified to breathe a
    word (someone who spoke up last month apparently received a bullet in the foot). Our Sudanese staff try to intervene cautiously (not surprisingly, they're also terrified). They’re ignored by the camel owners; it’s only when they leave that they get a hissed acknowledgement of "Just wait until all your khawaja (foreigners) are gone, then we will kill you all." My stomach turns at the
    thought of what could happen the next time we evacuate from the town)) في الصبح أخبرني الموظفين المحليين أن الجنجويد في المنطقة وعلى ظهور جمالهم حضروا للمعسكر لزيارة السوق ثانية ، وقاموا بقيادة جمالهم حتى نقطة مياه الشرب ، وبالطبع فإن هذا يؤدي لتلويث المياه تماما ويدمر كل مجهود المنظمات غير الحكومية لترقية مستوى الصحة العامة. أما الناس الذين كانوا واقفين فقد سيطر عليهم الخوف فلم يجرأوا على النطق بكلمة ( هناك شخص اعترض الشهر الماضي فتلقى رصاصة في قدمه) ، موظفونا السودانيون حاولوا التدخل بحذر ( وليس مدهشا أنهم خائفون أيضا) لكن راكبي الجمال تجاهلوهم ، و عند مغادرتهم تلقوا منهم إفادة : (انتظروا فقط حتى يغادر - خواجاتكم - وحينها سنقتلكم جميعا) ، لقد انقلبت معدتي وأنا أتخيل ما يمكن أن يحدث في المرة القادمة إذا ما أخلينا المدينة

    هكذا .. سرعان ما فهمت صاحبتنا المؤرقة كيف تسير في طريق البطولة ، ولن نسألها عما إذا كان هؤلاء الذين وصفتهم بالجنجويد هم حقا كذلك أم هم من الرعاة راكبي الإبل المحتاجين للماء مثلهم مثل غيرهم ، لأن هذا لن يهمها أساسا بقدر ما يهمها صحة البيئة وعدم تدمير جهود المنظمات ، ويهمها في المقام الأول إثبات أن مجرد وجود - خواجات - الإغاثة كفيل ببث الطمأنينة في النفوس المهددة بالقتل من قبل راكبي الجمال الذين لا يجرأون على إرتكاب القتل تحت نظر وشهادة - الخواجات

    السبت 25 يونيو 2005 : رحلة للمدينة الكبيرة - الخرطوم - لبضع أيام:

    A metropolis maybe, but glamorous it is not: at Khartoum airport, it seems there is never anyone who bothers to clear away the wreckage of past plane crashes. As we land today, we glide over the crushed body the Marsland wreck that crashed earlier this month - an aborted take-off that killed somewhere between 3 and 12 people depending on who you ask-. I suppose its an improvement over El Geneina in West Darfur, where about three different wrecks are scattered along the sides of the runway, not exactly a reassuring sight for a nervous flyer like me.وتصف المؤرقة الخرطوم بأنها(( : نعم … حضرية وكبيرة ، لكن جميلة ؟ ليست كذلك))

    . ما علينا … الخرطوم هي الخرطوم ونحن نعلمها جيدا ، وفي مطار الخرطوم
    يلفت انتباهها أن حطام طائرة سقطت (( مازال في مكانه بالمطار ولا يبدو
    أن أحدا يأبه لذلك ، فعند هبوطنا مررنا فوق المارسلاند التي تحطمت أول
    هذا الشهر عند فشل الإقلاع وقتل 3 - 12 شخصا - و العدد يعتمد على من
    تسأل ، والوضع هنا أفضل من مطار الجنينة حيث هناك حطام 3 طائرات بالقرب
    من المدرج وهو منظر غير مطمئن لمسافر يكره السفر بالطائرة مثلي .. ))
    الأحد 25 يونيو 2005 :الخرطوم - الزمالة الحقة ( العنوان من عندي):

    (Being surrounded by other aid workers does give you a certain sense of camaraderie, but just in case Big Brother left any doubts in your mind as to whether or not people who spend 24 hrs a day together go completely nuts, any aid agency guest house here in Sudan will confirm . (( أن تكون محاطا بالعاملين في الإغاثة فإن هذا يمنحك إحساسا ما بالزمالة ، ولكن أن تدرك أن - الأخ الأكبر - يمكن أن يثير شكوكا في عقلك عما إذا كان أو لم يكن ممكنا للناس الذين يقضون سويا 24 ساعة في اليوم يمكن أن ينقادوا تمام نحو الجنون ، فإن أية بيت ضيافة لمنظمة إغاثة هنا في السودان يمكنه أن يؤكد ذلك)).

    ماذا تقصد المؤرقة ؟ القصد واضح جدا: أن استمرار الزمالة والرفقة على مدي ساعات اليوم يعني أن السكن مختلط أيضا ، وأن الوقار الظاهري لدي أكثر الزملاء ظهورا به سرعان ما يبدأ في التلاشي ، إذ تواصل وتزيد الأمر إيضاحا :
    ((Even the most reserved and docile colleagues have somehow turned into sexual predators: sex is on everyone's mind,particularly on those eagerly-awaited Thursday nights where home-made Janjaweed Juice quickly rids people of even their final social inhibitions(( حتى الزملاء الأكثر تهذيبا ومحافظة تحولوا بطريقة ما إلى وحوش جنس . إن الجنس في بال كل منهم ، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين انتظروا وبشغف أمسيات الخميس حين يؤدي - عصير الجنجويد - المصنوع في المنزل إلى تجريد الناس من آخر ضوابطهم الاجتماعية ))

    لقد زالت أقنعة الوقار وحان وقت السياحة و المتعة ، وعصير الجنجويد المصنوع في المنزل ما هو إلا اسم اصطلاحي للخمور البلدية سواء كانت الخمور البلدية السودانية المعروفة أو شيئا يصنعه خبراؤهم ويطلقون عليه تندرا ... عصير الجنجويد. مساكين الجنجويد ، ففي دارفور هم مستعدون للقتل من أجل الماء ، أما هنا في الخرطوم فلهم عصير في عالم المنظمات مسجل باسمهم ، عصير يذهب بالعقول ويسقط أقنعة الوقار لدي الأخ الأكبر الوقور.
    ولا تبرئ نفسها ، إذا تواصل :((Like everyone else, I join the hunt for fresh flesh and eagerly scan each new face – or even a new voice on the phone (!) - for some semblance of sexual chemistry.....))
    (( ومثل كل شخص آخر فقد انضممت إلى مطاردة - اللحم الطازج - وبدأت فحصا دقيقا
    لكل وجه جديد أو صوت على الهاتف لأية دلالة على كيمياء الجنس )) .
    هل أترك لخيالك العنان أم أن المؤرقة موظفة الإغاثة حامية معسكرات النازحين في دارفور من الجنجويد لمجرد وجودها بينهم لم تترك مجالا للخيال ، إذ وضعتنا في موقع كأننا نرى فيه رأي العين تلك الأمسية الإغاثية في الخرطوم ورجالها ونساؤها بين مُطارِد و مُطارَد.
    هنا تأتيها مداخلة من أحدهم :
    The guest house sounds like any Irish bar on a Friday night. Although usually its mostly males in the sexual predator role, but not exclusively.Sounds like you are living on your nerves and seeking release where you find it, which is of course TOTALLY normal.I am sure you wont remain "extremely single" upon your return home. (( يبدو أن بيت الضيافة مثله مثل أي بار أيرلندي أمسية الجمعة ، وبالرغم من أن العادة جرت بأن يقوم الذكور بدور المفترس الجنسي ، إلا أن هذا ليس حصرا ... ويبدو لي أنك تعيشين على أعصابك وتبحثين عن الخلاص حيثما أمكن وبالطبع فإن هذا أمر طبيعي تماما أنا متأكد أنك لن تظلين وحيدة جدا حالما تعودي للوطن)).

    وحتى لا نطيل ، نترك المؤرقة تعيش أجواء بيت الضيافة كما وصفتها وقد سري الخدر في العقول بفعل عصير الجنجويد ، وسنرى ونتابع في حلقة قادمة إن شاء الله تعالى كيف نصبت نفسها مدافعة عن حقوق أهل دارفور وناصحة لحكومة الخرطوم
    *********
                  

10-05-2008, 12:52 PM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤرقة :يوميات موظفة إغاثة غربية في دارفور. (Re: كمال حامد)


    الحلقة (2)
    ونواصل مع المؤرقة في هذه الحلقة الثانية ، وقد أسمت نفسها المؤرقة ( هكذا ترجمناها) لأنها كانت تعاني من الوحدة وعدم وجود (الأنيس).
    وفي هذا البوست ومن قراءة مذكراتها سيتضح لنا الكثير.
    سيتضح لنا :
    أن منظمات الإغاثة تعتبر أن التدخل في السياسة والتعبئة وتثقيف الجماهير هو من صميم اختصاصاتها
    أن نظرتهم للنازحين أنهم أناس مقموعين بحكم ثقافتهم والتبعيات القبلية التي ظلوا يرزحون تحتها وأنهم بشر ليسوا مؤهلين لاتخاذ القرار
    نواصل مع المؤرقة :
    الأربعاء29يونيو2005:
    ((قرأت في صحيفة السودان تريبيون أن المتمردين قد هاجموا بقنبلة طائرة شحن تابعة للأمم المتحدة في جنوب دارفور بعد ظهر اليوم.
    ((Rebels are shooting at the plane, the article claims Ok....so they shooting at the plane....with a bomb...?))
    ((بقنبلة يهاجم المتمردون الطائرة هذا ما يدعيه الخبر... حسنا...إذن فهم يصوبون نحو
    الطائرة ...بقنبلة؟ أعلم أن علي التوقف من الاندهاش حول ما إذا كانت الأمور هنا تبدوا جدا واضحة أو منطقية ولكنى على كل حال لا أستطيع ، مازال الناس ينظرون إلي بضيق حينما أطالب بإيضاحات أو الاستفهام حول ما أو كيف أو متى حدث ذلك الأمر ليست هناك حقائق في السودان ... فقط كمية من مختلف وجهات النظر.))
    ((There are no facts in Sudan, just (plenty of different) points of view))
    ((وفي ما بعد علمنا من مصادر الإغاثة أن كل ما في الأمر أن ليس ثمة هجوم أو ما شابه ، فقط حادث عرضي للطائرة قبل الهبوط في نيالا أدى إلى انعدام المقدرة على الرؤية حيث استلم الطيار المساعد ملاحة الطائرة و ما حدث هو مجرد تهشم في الزجاج الأمامي ثم تواصل : ((لم أكن لأقول - مجرد- لو أنني كنت على متن تلك السفرية ولكن على أية حال فقد نزلت الطائرة بسلام)) ثم وجهت اللوم إلى الإعلام الحكومي الذي حاول أن يوجه أصابع الاتهام للمتمردين من خلال قصة ركيكة قائلة : بالطيع فإن وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرة الحكومة سعت فورا لتوجيه أصابع الاتهام نحو المتمردين من خلال نسج رواية مشوشة وغير قابلة للتصديق))
    ((Of course, the government-controlled Sudanese media immediately went for the kill and spun a confusing and somewhat implausible tale pointing an accusing finger at the rebels.))

    و بالنسبة لي كقارئ سوداني أحاول قراءة ما كتبت المؤرقة بروح حيادية منصفة لن أدخل معها في مجادلة لإثبات أو نفي خبر استهداف الطائرة،لكن ألاحظ فقط أنها هي نفسها التي أشارت في يوميتها يوم الخميس 23 يونيو2005(الحلقة الأولى) وبكثير من المصداقية إلى حادثة إطلاق الجنجويد رصاصة في قدم أحدهم في نقطة شرب الماء وهي حادثة لم تشاهدها بل أُخبِرت بها شفاهة. لكننا على أية حال سنعلم لاحقا الهدف من تكذيب الرواية الحكومية.
    ولكي تبرر المؤرقة حيادها في التشكيك بالرواية الحكومية فيما يتعلق باستهداف الطائرة ، تعرج نحو أقصى الشرق قائلة: (( من أسبوع وفي ولاية البحر الأحمر ادعت مجموعة متمردة أخرى - مؤتمر البجة- أن الحكومة ألقت القنابل على المدنيين في مدينة طوكر ، لكن لا أحد في طوكر كان بإمكانه أن يجد أية حفرة في المكان الذي يزعم أن القنابل سقطت فيه))
    ((No one in Tokar seemed to be able to find any holes in the ground where bombs had hit,))
    ((وبالرغم من ذلك كانت أصابع الاتهام تشير إلى ذلك بإصرار ، وفي هذه المرة فإن الإعلام العالمي قد تبنى المسألة ..... وعليه فإن كل طرف يحاول أن يظهر الآخر بمظهر الشرير. ))
    لماذا عرجت هكذا فجأة إلى جبهة الشرق لتسرد هذه الرواية وتشكك فيها ؟ سنعرف السبب لاحقا
    الخميس 30 يونيو 2005م:
    (( كل شخص هنا يتحدث عن كلمة المعسكر الأكبر من نوعه في دارفور . وتقديرات النازحين به 100.000 إلى 250.000 نازح - اعتمادا على من تسأل- وهناك محاولات من الحكومة السودانية لترحيل هؤلاء النازحين خوفا من موسم الأمطار والمناطق المنخفضة في المعسكر ولكن الجميع هنا لديهم إحساس أنّ الدافع الحقيقي وراء عملية الترحيل هو رغبة الحكومة في تفكيك هذا الديناصور العملاق - تقصد المعسكر- لشكها بأنه يأوي العديد من المتمردين والمتعاطفين معهم
    ((But everyone knows that real reason behind the relocation issue is the Sudanese government’s mission to break up this monster camp and intimidate its inhabitants, who it suspects of sheltering anti-government rebels in its midst.. ((
    ((وحتى العاملين في الإغاثة الذين سعوا لإقناع النازحين بالانتقال لمعسكر السلام الجديد تلقوا ردودا مفعمة بالشكوك والغضب. كان هناك الكثير من الإيماء المصحوب بعبارة : تعلمون ، لو لم يكن هؤلاء الخواجات معكم لجلدناكم الآن ))
    ))You know, if you didn't have these khawaja (foreigners) walking around with you, we would beat you right now ))

    (( إن القلق حول انعدام الأمن في الموقع الجدي ليس مجرد أوهام مضخمة فقط ، فالعاملين في الإغاثة الذين ذهبوا لتفقد الموقع الجديد صوبت البنادق إلى رؤوسهم بينما نال بعض العمال المحليين من الذين كانوا يعملون في حفر المراحيض القتل والسباب و الضرب))

    هنا نشير إلى أن استخدام مصطلح العمال المحليين لم يأت عشوائيا ، بل يستخدم هنا لتوجيه رسالة ضمنية أن هناك مواطنين محليين وآخرين من خارجها ، وأن من هم من خارج المنطقة يسومون المحليين الوبال والنكال … وفي ذلك دلالة على وجود قضية مشروعة للتمرد. إن كل السياق والعبارات المستخدمة تأتي لتصوير الأمر وكأنه صراع بين سكان محليين وحكومة كأنها مستعمرة تسيطر عليها عناصر من خارج الإقليم ، وسنتأكد أكثر من ذلك لاحقا.(( أعلن الحاكم أنه وفي خلال سبعة أيام سيهدم المعسكر بالبلد وزر إذا لم يتحرك أحد))
    ))the governor has announced that he will bulldoze down the entire camp in seven days if no one begins to relocate ، ((
    ((ويا للعجب ، كيف يخطط لتحريك 100.000 إلى 200.000 من البشر المرعوبين ، الضعفاء ، المرتبكين لمسافة عدة كيلومترات من الصحراء الصخرية إلى مقرهم الجديد ، وماذا لو رفضوا ؟ أن القول بأن الأمر سيزداد سوءا هو مجرد تعبير عاجز))
    ))I wonder how on earth he is planning to march some 100,000 - 200,000 people who are a.) terrified b.) pissed off c.) confused or d.) all of the above across half a dozen kilometres of rocky desert to their new ‘homes’? And what if they refuse? To say it could get messy would be a bit of an understatement))

    ولعلنا نذكر ما رافق عملية التحول تلك من لغط وتحريات ، و هنا يبدوا من السياق والعبارات أن موقف المنظمات كان سلبيا ومشككا ، وبغض النظر عن كل شيء فقد تم التعامل مع قضية الانتقال وكأنها أمر لا يمكن البت فيه بغير رضا النازحين . ويبدوا جليا أن المنظمات مثل منظمة - صاحبتنا - ليست لديها رغبة في حدوث أية إجراءات حكومية تعزز الثقة بين النازح وحكومة الولاية ، إنها جسور لا يريدون لها أن تبنى حتى تظل يدهم طليقة في تأجيج نيران الكراهية وبذر المزيد من بذور الشك وعدم الثقة بين مكونات المجتمع من رسمية وشعبية ، محلية وغير محلية كما يزعمون.
    السبت 2 يوليو 2005م :
    (( ما زال معسكر كلمة هو الحدث الساخن هنا في جنوب دارفور وقد هوجمت بالأمس مواصلات عامة بالقرب من موقع معسكر السلام الجديد وقتل أربع أشخاص وهذه ليست نوعية الأخبار التي تود الحكومة السودانية سماعها هذه الأيام وهي التي تنكر التقارير عن تزايد انعدام الأمن))
    ثم تواصل وتورد كلاما يتضح منه ضجرها من أسلوب المسئولين الحكوميين الذين يحاولون دفع المنظمات للتركيز على الجوانب الإنسانية التي تدعي أنها جاءت من أجلها :
    (( Squashed into our little ‘humanitarian-and-NOT-political’ corner by the belligerent Sudanese authorities, NGOs in South Darfur are painstakingly - almost endearingly - persisting with the ‘information campaign’ and the whole idea of peaceful, voluntary relocation to the new camp ((
    ((ونحن محصورين داخل زاويتا الضيقة الإنسانية وليست السياسية بواسطة السلطات
    السودانية ، فإن المنظمات غير الحكومية في جنوب دارفور تتعايش بصعوبة مع حملة الدعاية وفكرة الانتقال إلى السلمي إلى المعسكر الجديد. البعض نظم زيارات ودية تفقدية للمعسكر الجديد بل ربما كان هناك عرض لنوع الخيمة التي سيتم توفيرها- مانعة لتسرب المياه ! معالجة بمضاد البعوض ! ))

    هكذا ... فإن أية مجهود إيجابي من جانب السلطات يتم تفريغه من محتواه الإيجابي من خلال السرد التهكمي المتشكك المختتم بعلامات التعجب (!) . إنه مثال صارخ للذين إذا رأوا حسنة ساء تهم وإذا رأوا سيئة فرحوا بها ، ثم تواصل : (( المشكلة أنه بينما يسمح لنا بتنوير الناس حول أخطار الكوليرا والمراحيض الفائضة والفيضان ، فإننا لا نستطيع أن نتكلم عن الخطر الحقيقي وهو : أن جنود الجيش - تقصد جيش الحكومة - قد يأتون للمعسكر ويبدءون في إطلاق بنادقهم في الهواء مجبرين الجميع على التوجه نحو الشاحنات من أجل سلامتهم ))

    ماذا بإمكان السلطات المحلية حقا أن تفعل إزاء هذه الروح التي تسعى بواسطة بث الشكوك حول كل خطوة وحول نواياك أن توصلك إلى مرحلة العجز ، هذا إذا جعلت همك كمسئول إرضاءهم وإشراكهم في قناعاتك.
    كما أشير هنا إلى أن ضجرها حول حصار المسئولين الحكوميين لهم في الجانب الإنساني فقط ليس مجرد أحاسيس شخصية خاصة بها فقط ، بل لأن هذا الحصار الحكومي إذا صح التعبير هو ضد رغبة وتوجيهات حكومات الدول التي تنتمي لها هذه المنظمات ، وسيتضح لنا هذا الأمر لاحقا و بالتفصيل والدليل.
    إن كل المجهودات الصادقة من السلطات المحلية غير مرغوبة ، لأنها تمثل منافسة لجهود أمثال منظمة - صاحبتنا - في كسب ولاء النازحين وقبولهم بل وتأقلمهم وتشكيلهم نفسيا ووجدانيا نحو الخواجات بصفتهم منبع ومصدر الخير والإشفاق الوحيد عليهم مقابل حكومتهم المتسلطة ، ومقابل حركات الثائرين من أبنائهم الذين لا يهمهم سوى الكسب السياسي ولو على حساب معاناة وسلامة أهلهم النازحين. و سيأتي لاحقا شرح هذا الجانب لا على لساني ، بل على لسان صاحبة هذه اليوميات.
    أما عن النازحين والذين يفترض ألا يتم الانتقال إلا بموافقتهم فتقول عنهم:
    (( In any case, most aid workers realise that the concept of an
    impartial information campaign is completely foreign to the displaced communities to start off with: for decades, these people have been sidelined, oppressed and manipulated by their rulers, and the thought that they might be allowed to make an informed decision based on clear, credible information just seems to them like another big ruse. No one has systematically and reliably protected them over the past two years. Why should they trust anything that ANYONE tells them now?((
    ((وعلى كل فإن معظم العاملين في الإغاثة يدركون أن فكرة توجيه حملة توعية محايدة هو أمر غريب تماما على تجمعات النازحين ، فلعقود ظل هؤلاء الناس مهمشين مقموعين ومسيرين بواسطة حكامهم ، والظن بأنهم قادرين على اتخاذ قرار واضح مبني على معلومات واضحة وموثوقية فإن هذا الأمر لن يبدو أمامهم سوى خدعة كبيرة يواجهونا ، ولم يعمل أحد بشكل مؤسسي و جدي على حمايتهم طيلة العامين السابقين ، فلماذا عليهم أن يصدقوا أية شيء يقوله لهم أية شخص الآن ؟))

    ماذا نفهم ؟ نفهم أن هؤلاء النازحين كبشر ذوي خلفيات ثقافية تتميز بالخضوع للسلطة المطلقة لحكامهم القبليين إضافة إلى ما تعرضوا له من عنف خلال العامين الماضيين ، كل ذلك يجعلهم بشرا غير مؤهلين وغير قادرين على الموازنة الحكيمة والتحليل ومن ثم اتخاذ قرار بناءا على حيثيات ومعلومات متاحة .
    هنا نجد أنفسنا أمام تساؤل جدي ومضحك ومحزن في آن : حسنا ، إذا كان الأمر كذلك ، ما هي الجهة التي على هؤلاء النازحين الوثوق بها والاعتماد عليها في اتخاذ القرار؟ الحكومة ؟ كلا ... فهي عدوة ومشكوك في أمرها بل وفي كل تصرفاتها. أنفسهم ؟ كلا ، فهم غير قادرين على ذلك كما جرى توضيحه . الحركات الثائرة بقيادة أبنائهم ؟ أيضا كلا ... ( وسيتضح هذا لاحقا ... فقط اصبروا قليلا) . من إذن عليه أن يصدقوا وعلى من يعتمدوا في اتخاذ قرارهم ؟ لم يتبق إلا الخواجات . إن المؤرقة لم تقل ذلك صراحة ، ولكن مراجعة كل ما ورد من احتجاجاتها وشكوكها لا يترك مجالا للوصول إلى استنتاج سوى ذلك ، وهذا ما سيتضح لنا أكثر في البوست القادم إن شاء الله تعالى
    *************
                  

10-08-2008, 06:10 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤرقة :يوميات موظفة إغاثة غربية في دارفور. (Re: كمال حامد)

    الحلقة (3)
    الثلاثاء 5 يوليو 2005م :
    وقبل أن نواصل دعونا ندلف إلى هذه الوصلة :
    المصرفيون السابقون يبحثون عن وظائف في الجمعيات الخيرية البريطانيةhttp://www.aawsat.com/details.asp?section=6&issueno=109...ticle=489045&feature
    ((لندن: «الشرق الاوسط»
    دفعت موجة من خفض الوظائف في أعقاب انهيار الاسواق المالية مئات من العاملين في مصارف حي المال في لندن الى التوجه الى الجمعيات الخيرية في بريطانيا بحثا عن عمل.
    وقالت «فورام 3» وهي وكالة توظيف ان الجمعيات الخيرية بالمملكة المتحدة تحرص دائما على تعيين المصرفيين السابقين البارزين لمساعدتها في جمع أموال وانها قادرة على دفع رواتب أكبر من السابق.
    واوضحت ديبوره هوكام المديرة بفورام 3 لرويترز «الجمعيات الخيرية بحاجة لمهارات جيدة والى الاتجاه الصحيح..انه قطاع يتزايد حرفية».
    واشارت وكالة فورام 3 ان نحو 500 مصرفي ممن يبحثون عن عمل في القطاع تقدموا بطلبات اليها في الاسابيع القليلة الماضية بزيادة قدرها 30 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي.
    واعتمادا على حجم المنظمة فان المديرين الماليين يمكنهم توقع الحصول على ما بين 48 ألفا و90 ألف جنيه استرليني في العام من العمل في جمعية خيرية. وقالت هوكام موجهة حديثها للمصرفيين السابقين «لن تحصلوا على المكافآت التي تصل لمليون جنيه استرليني التي جرت العادة على تقاضيها».
    واضافت «لكنكم ستحصلون على رواتب كبيرة نسبيا في بيئة تثير الاهتمام وكل شيء تفعلونه سيذهب الى غاية اجتماعية وليس الى جيوب حملة الاسهم». ))
    هذه الوصلة ربما تساعدنا على فهم كيف أن صناعة الإغاثة في أحد وجوهها مورد هام من موارد الاسترزاق والتكسب لعواطلية (إن صح التعبير) الغرب ، وبالتأكيد ولكي تنمو وتزدهر هذه الصناعة لابد وأن تكون هناك صناعة للكوارث.
    ونعود إلى يوميا المؤرقة ، وهي على درجة عالية من الخطورة.
    تستحق يومية – صاحبتنا – لهذا اليوم أن يكون عنوانها : يوم تعاطفت مع الرئيس البشير.
    (( President Bashir is angry at the rebels today, says Al Jazeera.
    For once I share his sentiments
    الرئيس البشير غاضب على المتمردين اليوم حسبما ذكرت الجزيرة ، وهذه المرة أشاركه المشاعر ...... ولي أسبابي ))
    (( في المعسكر في دارفور هذا الصباح أحاول بعض الرجال ليشرحوا لي بالتفصيل الحدود بين الحكومة والميليشيات والثوار ، وماذا يعني هذا بالنسبة للأمن في المنطقة التي نزورها ، وبالطبع فقد كانت الأشياء معقدة ومتداخلة ، ولكن أخيرا كان هناك اتفاق أن هذه المنطقة التي يقع بها المعسكر خاضعة لسيطرة جيش تحرير السودان SLA .
    I may be naive here, but I thought it was the Janjaweed raping the
    women rather than the rebels? Are there Janjaweed or government
    soldiers around the camp, HERE, in a rebel area? Well, there are, I
    am told haltingly.
    أخبرتهم أن الأمر مختلط على: في لقائي مع النسوة آنفا كانت هناك العديد من شكاوي الاغتصاب والاعتداءات على أولئك اللاتي يخرجن خارج المعسكر للاحتطاب . هنا قد أبدو ساذجة ، لكنني ظللت اعتقد أن الجنجويد هم من يغتصبون النساء وليس الثوار ، هل هناك جنجويد أو جنود حكومة حول المعسكر هنا ؟ في منطقة تحت سيطرة الثوار ؟نعم. هكذا تم إخباري بتلكؤ. إن مصطلح الجنجويد يستخدم على أوسع نطاق ممكن عند معظم الناس ، عليه سأحاول أن أكون دقيقة : إذن هي العصابات ؟ لا ... ميليشيا حقيقية هم المسئولون عن الهجمات.
    The discussion goes back and forth, but finally I establish that a
    lot of the men feel that the rebels are intentionally letting a
    small number of militias stay in the area to make sure the security
    incidents don't go away COMPLETELY."If there are no deaths, no rape, nothing, then you khawajas will not come here, they are saying
    استمر النقاش بين أخذ ورد ، ولكن أخيرا توصلت إلى أن معظم الرجال الذين كنت أناقشهم يشعرون أن الثوار يتعمدون السماح لعدد صغير من الميليشيات بالبقاء في المنطقة لضمان عدم زوال الحوادث الأمنية تماما. ( إذا لم يكن هناك موت ، اغتصاب ، لاشيء ، فانتم الخواجات لن تأتوا إلى هنا). هكذا قالوا .
    It's just a tactic that the rebels are using
    ((إنه مجرد تكتيك يستخدمه الثوار))
    ثم تواصل المؤرقة متسائلة :
    (( So is getting your people killed, beaten and raped by the enemy really a valid way of attracting more aid?
    عليه ، فإن السماح بأن يغتصب شعبك و يعتدى عليه ويقتل بواسطة الأعداء طريقة مثلى لجلب الإغاثة؟ ))

    هنا نتوقف قليلا عند يوميات المؤرقة خلال الأيام السابقة و هذا اليوم الذي تعاطفت فيه مع الرئيس البشير – وهو تعاطف يجب أن لا نغتر به على أية حال – لنرى إلى أين تريد أن تقودنا ، أو بالأحرى أن تقود قناعات من يقرأ يومياتها ممن يهمهم الأمر .

    إن الخلاصة مما أوردته المؤرقة هي:
    1) الحكومة السودانية تكذب : (يوميةالأربعاء29يونيو2005 ) بخصوص خبر الطائرة الذي اتضح عدم صحته ، إضافة إلى أنها حكومة تضطهد النازحين وهم لا يثقون بها.
    2) حركات المعارضة أيضا غير صادقة و تستخدم الكذب : ( يومية الأربعاء29 يونيو2005م ) وادعاء حركة مؤتمر البجا في الشرق الكاذب بخصوص القنابل في طوكر.
    3) حركات المعارضة في دارفور أيضا كاذبة ، بل هي شريك في جرائم الاغتصاب و القتل بسماحها بتسرب الميليشيات لارتكاب الجرائم قرب معسكرات أهلهم بهدف استدرار العطف والمزيد من الإغاثة ، كما أوردت في هذه اليومية الأخيرة.
    4) النازحين أنفسهم - أصحاب الوجيعة – وكما يستنتج مما ورد في يومية الخميس 30 يونيو 2005م ، هم أناس ليست لديهم القدرة على إصدار الأحكام.
    ماذا يعني كل ذلك ؟ يعني كل ذلك وباختصار : إن هذا الشعب غير قادر وغير مؤهل لحكم نفسه.
    وحتى لا يظن أحد أن هناك مبالغة في هذا الاستنتاج وهذا التحليل ، نركز على ما أشارت إليه – صاحبتنا – في هذه اليومية بعد أن قصت وحللت أسباب جرائم الاغتصاب والقتل في المعسكرات في المناطق تحت سيطرة الثوار : (( هناك العديد من التقارير تدور حول موضوع الحماية هنا في دار فور: تقرير شبكة الأنشطة الإنسانية (Humanitarian Practice Network -HPN) ، تقرير مجلس العموم البريطاني UK House of Commons ، والجميع لديهم أفكار حول مفهوم الحماية بالحضور))
    ما هو هذا المفهوم وماذا يعني ؟ هذا ما سنحاول توضيحه في المرة القادمة إن شاء الله تعالى ، و حينها سندرك أن هذا المفهوم (مفهوم الحماية بالحضور 'protection by presence' ، لا يعني سوي حماية الشعوب المهمشة من جميع ما يشكل خطرا عليها : حكوماتها العدو ، و الثائرين المدعين نصرتها والدفاع عن حقوقها من أبنائها ، وحماية هذه الشعوب من أنفسها لجهلها وقلة نضجها ، وهم في نفس الوقت الأكثر حماسة لهذا التدخل.
    ونتابع إن شاء الله تعالى
                  

10-12-2008, 11:11 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤرقة :يوميات موظفة إغاثة غربية في دارفور. (Re: كمال حامد)

    الحلقة (4)
    وفي هذه الحلقة من يوميات المؤرقة موظفة منظمة الإغاثة الغربية التي تعمل في دارفور (بِرّاً وإحساناً) من أجل خاطر المسحوقين بنيران الحرب ، نتوقف قليلا عن الخوض في غمار السياسة وشرح المقصود من مصطلح الحماية بالحضور Protection by Presence ، ونعود معها مرة أخرى للجوانب الحياتية الخاصة بها وهي تحكي عن معاناتها مع الوحدة والإحساس بالوحشة في دارفور.
    ونحن نعلم الاختلاف التام ثقافيا بيننا وبين هؤلاء ،وهو اختلاف يعني فيما يعني اختلاف معايير العيب بيننا ، وما هو عيب لدينا ليس بالضرورة عيبا لديهم ، فما هي إذن أهمية المرور على مثل هذه اليوميات وقراءتها وتحليلها؟
    أهميتها أنها وإن كانت يوميات خاصة ، إلا أنها تكشف الجوانب الحياتية الخاصة بالعاملين في صناعة الإغاثة وكيف أنك وأنت تتخيل أن اهتماماتهم منصبة على إغاثة الملهوف بينما هي في الواقع متجهة إلى هموم إنصرافية طابعها اللهو والمجون والتهكم بالمجتمعات المحلية التي يدعون السعي لحمايتها.
    8 يوليو 2005م:
    ((Another Friday (our only day off) and I have succumbed to the temptation of coming into the office...shameful really, considering I already have a 60-hr work week but let's face it, there's not much to do in Darfur besides work))
    يوم آخر من أيام الجمعة وهو يوم العطلة الوحيد ، تجدني استسلم لإغراء الذهاب للمكتب ، وياله من أمر مخجل وأنت تعمل 60 ساعة بالأسبوع ، ولكن دعونا نواجه الحقيقة فليس هناك أمر آخر في دارفور سوى العمل))
    وهي تقصد انعدام وسائل الترفيه ، فلا سينمات أو مسارح أو أندية أو أصدقاء ،
    جلسات الأنس :أخبار الفرنسي المغري :وهنا وهي في خضم الفراغ الذي يدفعها للذهاب إلى المكتب حتى يوم الجمعة ، تتسرب إليهم أخبار رجل فرنسي في غاية الوسامة ظهر حديثا في مجتمع صناعة الإغاثة بدارفور ، فتتحدث عن ذلك قائلة:
    (( Last Friday I stayed at home and PAINTED MY TOENAILS! A few of us girls decided that mindless activity might boost our spirits, so we ended up having a fantastic heart-to-heart gossip session. Speaking about work was banned, so instead we covered the following frivolous topics:
    - Handsome men: few and far between. There is a very persistent rumour about one incredibly hot French man roaming through Darfur, but no one has ever seen him in person and we are all starting to believe it's a (rural) myth. The oldtimers assured us we would soon enough lower our standards and develop the infamous Darfur goggles, but for now the consensus was we are somewhat deprived of male attention over here
    في الجمعة الماضية ظللت بالمنزل وطليت أظافري ، وقررت مجموعتنا من الفتيات أن أفضل ما يمكن عمله من أنشطة ترفيهية هو ممارسة جلسات أنس ونميمة من القلب إلى القلب. تم منع الحديث عن العمل ، وبناءا عليه تمت تغطية المواضع التالية:
    الرجال الوسيمين :قليلين ونادرين ، وهناك إشاعة منتشرة في دارفور بخصوص رجل فرنسي وسيم بشكل لا يصدق ، ولكن لم يره أحدنا شخصيا حتى بدأنا في الاقتناع بأن وجوده مجرد تخاريف . أما من هم أقدم منا فقد أكدوا لنا أننا سرعان ما سنبدأ في تخفيض معاييرنا وتبني المعايير الدارفورية الغير مغرية ، ونحن مجمعون حاليا أن اهتمامنا بالذكور صار في الحضيض))
    ماذا تقصد : تقصد أن عليها كعاملة إغاثة أن توافق وتتقبل مستويات الوسامة المتاحة أيا كانت ووفقا لما هو متاح في دارفور.
    ((What to do on Fridays. Depending on which town in Darfur you are in, there are different choices, some as exciting as an evening out at the restaurant (keep in mind the few that exist usually have affectionate nicknames like The Flat Chicken and serve only one dish - yep, you've guessed it, chicken - on a rickety plastic stool crammed next to the side of a dusty road). After lots of hmmmming and haaahing we decided there wasn't really ANYTHING to do on Fridays other than have sex. Smug looks from the ones who were getting some, sighs and sad headshakes from the rest of us
    ماذ نفعل يوم الجمعة ؟ هناك عدة خيارات تتوقف على المدينة التي تتواجد فيها في دارفور مثل تناول العشاء في أحد المطاعم ، وهي مطاعم تقدم وجبة واحدة من الدجاج وتجلس فيها على مقاعد بلاستيكية متهالكة رصت على جانب طريق ترابي . وبعد بعض المداولات توصلنا إلى أنه لا يوجد ما يمكن القيام به يوم الجمعة سوى : ممارسة الجنس ، وحينها لاحت إمارات الأسى والكآبة من المحرومين بينما لاحت علامات البهجة والحبور من المحظوظين))
    ولا يملك المرء إلا أن يدعو الله تعالى بأن يحفظ أبنائنا وبناتنا من أبناء وبنات دارفور الذين تم استقطابهم للعمل في هذه المنظمات وهم يخالطون هذه النماذج وهذه الثقافات.
    28 يوليو 2005م – الترفيه في الخرطوم:
    ونسافر مع المؤرقة مرة أخر في إحدى رحلاتها إلى الخرطوم ، وفي هذه المرة تصف زيارتها لمركز عفراء التجاري.
    ((Besides the fascinating meetings, Khartoum also offers us aid workers the rare opportunity to indulge in a bit of luxury and pampering
    Shopping for Nutella and Pantene shampoo at the air-conditioned Afra Center is a bit surreal after a few weeks in the markets of Darfur, but it does give you an appreciation for the sense of awe that locals still display towards Sudan's only functioning escalator (...and yes, watching people try to go up and down this for the first time remains a huge source of entertainment for locals and foreigners alike).
    The ultimate luxury, however, is not something that can be found in the aisles of Afra.

    It is sitting on the plush chairs of an anonymous hotel restaurant (if possible poolside) with relaxing elevator music, some nice conversation and a glass of ice-cold juice - entirely forgetting (just for one moment) that you are still in Sudan.

    The very bitter aftertaste to this brief escape is the realisation that it is an option that is not open to the people of Darfur.

    توفر لنا نحن العاملين في الإغاثة زيارة الخرطوم فرصة للتمتع ببعض الرفاهية بشراء شيكولاتة النوتيلا وشامبو بانتين بعد أسابيع في أسواق دارفور ، وتوفر كذلك نوعا من التسلية بمشاهدة المواطنين وهم يمارسون التسلية بالصعود والهبوط بواسطة السلم الكهربائي الوحيد في البلد ، وإن مشاهدة الناس يمارسون ذلك هبوطا وصعودا للمرة الأولى في حياتهم هو في حدي ذاته أمر مسلي جدا.
    على أن الحصول على الرفاهية الكاملة لا يمكن الحصول عليها في ممرات مركز عفراء ، بل هي في جلسة حالمة في مطعم هوتيل فخم وبالقرب من حوض سباحة إذا أمكن وأنت تشرب كوبا من العصير المثلج ، وفي تلك اللحظات يمكنك أن تنسى وللحظات أنك مازلت في السودان. ولكن الطعم الأكثر مرارة الذي تحسه بعد هذا الهروب هو إدراك أن ما تمارسه من رفاهية لحظية هو أمر غير متاح لسكان دارفور))
    ونتوقف هنا ، ونترك المؤرقة تستمتع بتلك اللحظات من الرفاهية ، ونتركها أيضا وهي تمارس ذلك الإشفاق الكاذب على أهل دارفور لأنهم لا يجدون الفرصة لممارسة بعض الرفاهية مثل التجول في مركز كمركز عفراء التجاري أو للجلوس في مثل ذلك المطعم الفخيم والتلذذ بمثل ذلك الكوب من العصير المثلج.
    ولكن لك أن تتصور آهات الإشفاق التي تنطلق من صدور الآلاف من الذين يطالعون يومياتها في دول الغرب وهم يتحسرون على إنسان دارفور المظلوم الذي ليس لديه عفراء والمهمش من قبل الخرطوم التي اختصت نفسها وانفردت بكل هذه المتع والمزايا!!
    ونواصل إن شاء الله تعالى
    ***********************

    (عدل بواسطة كمال حامد on 10-12-2008, 11:22 AM)

                  

10-30-2008, 08:25 PM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤرقة :يوميات موظفة إغاثة غربية في دارفور. (Re: كمال حامد)

    الحلقة (5)
    ونواصل بعد توقف عرض هذه اليوميات
    توقف أملته بعضا من ظروف خارجة عن إرادتنا ، مثل الهجوم الهكري الذي تسلط على هذا المنبر ، وبهذه المناسبة نزجي التحايا لربان هذه السفينة الإسفيرية بكري ، وهذه سفينة يعرض فيها الكل بضاعته ، فأما الزبد فيذهب جفاء ، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
    الإثنين 1 أغسطس 2005 – تداعيات مقتل قرنق
    The initial reaction is one of intense frustration. The aid workers are shaking their ######### at the ill-fated timing of the event - it's such a crucial stage of the peace process, and everyone is frantically asking each other "what does this mean for Darfur?"
    إن رد الفعل المبدئي كان إحباطا عميقا وسط العاملين بالإغاثة ، وكان توقيت الحادث حرجا بالنسبة لاتفاق السلام وتساءل الجميع عما سيعنيه بالنسبة لدارفور؟
    When I ask one of our staff what the Darfur rebels will make of it he just shakes his head. "It's just like the government to do something like this. They have even killed their own friends when they don't like their opinion. Now no one will want to go to Khartoum and make peace - they will just kill them too!"
    وعندما سألت أحد موظفينا عن رد فعل المتمردين في دارفور فقد هز رأسه قائلا: (( إنه فعل يشبه الحكومة ، إنهم قد قتلوا حتى أصدقائهم عندما اختلفوا معهم. لن يرغب أحد بالذهاب للخرطوم لعقد اتفاق سلام فسيقتلونه أيضا))

    It's a sad start to the week - even if this whole thing turns out to be an accident (not unlikely I suppose). There has been a lot of hope invested into the North-South peace process, even in those parts of Sudan where conflict still rages. Having that little bit of hope snatched away at this stage would be disastrous
    إنها بداية حزينة للإسبوع ، فحتى إذا ثبت أن الأمر كله مجرد حادث ( وأظن ذلك غير مستبعد).
    كتبت المؤرقة هذا الكلام عام 2005 ، وبعدها حضر أركو ميناوي للخرطوم ومازال يعيش فيها آمنا بكل ما شجر بينه وبين الحكومة من خلافات وصلت حد القتال أحيانا
    3 أغسطس 2005م
    تداعيات مقتل قرنق :
    This morning a woman who is usually too shy to even say her own name tells me that she thinks the government has killed John Garang. There are nods of agreement all around at this
    (( اليوم أخبرتني إمرأة خجولة لدرجة أنها ربما تستحي من النطق بإسمها الخاص أنها تعتقد أن الحكومة قتلت جون قرنق وأن هذا الإعتقاد يكاد يكون أمرا مجمعا عليه))
    برهان ويا له من برهان ، أن يكون مصدر المعلومة إمرأة خجولة جدا فهذا يكفي لإضفاء المصداقية المطلوبة. من هي ؟ لا أحد يعلم

    14 أغسطس 2005:
    الشائِعات بخصوص الرجل الفرنسي المثير في دارفور:
    ...the rumour about the oh-so-hot French man in Darfur is really just a rumour (and trust me, I have rarely seen so many clever, enthusiastic females do as much research on an issue as on this one)? There is some indication that a similar rumour is now resurfacing about a hunky Swedish man, but until he materialises, I'm afraid there still isn't anyone, er anything to do in Darfur on those long, lazy Fridays. I dread to think of what will happen once we have all finished 'War and Peace'

    وتعود المؤرقة لموضوع الشائعة عن الرجل الفرنسي الوسيم : (( ثبت أن الشائعة بخصوص الفرنسي الوسيم مجرد شائعة ، وصدقوني لم يحدث أن رأيت هذا العدد من النساء الفطنات ينهمكن في البحث والتقصي في أمر كهذا. وتدور شائعات أخرى أيضا عن رجل سويدي ، ولكن إلى أن تثبت بشكل محسوس فسأظل متوجسة من أنه لن يكون هناك أية أحد أو أية شيئ يمكن فعله في أيام الجمعة الطويلة المملة بدارفور.
    وبعد شهر واحد فقط زفت بطلة الإغاثة البشرى للجميع أنها وجدت صديقا وتوقفت أخيرا عن الذهاب للمكتب أيام الجمعة
    6 سبتمبر 2005م:
    ووجدت رجلا:
    I am now forced to admit that I have begun taking several Fridays (even Saturdays!) off in recent weeks. No, this should not be taken as an indication that our workload in Darfur has diminished. It is simply a reflection of the joyous fact that I have (yes, really, finally) found a man - and of course we all know what that means.
    (( علي الإعتراف أنني بدأت الآن بالاستمتاع بعطلة الجمعة ، ليس بسبب انخفاض معدل العمل بدارفور ، ولكن بسبب الحقيقة المثيرة وهي أنني أخيرا وحقيقة قد عثرت على رجل ، وبالطبع فجميعكم تعلمون ماذا يعني ذلك))
    ثم تواصل في السرد لتوضح صعوبة الحفاظ على هذا الرجل طالما أن هناك أخريات نهمات معها في نفس المعسكر يتطلعن للمشاركة ، فتقول :
    I've now discovered it's actually not so easy keeping track of your man in Darfur (and no, the predatory other women of the aid industry are not to blame). Today, the girls and I compare some of the better excuses we have heard (and unfortunately, had to believe) for not receiving that eagerly awaited phone call or visit from our men:

    "Sorry, but my tukul (mud hut) was flooded and the satellite phone died."
    "I can't drive to El Fasher today, the wadi (river) is too high to cross and one of ours cars tipped over when we tried yesterday."

    "There are rebels attacking our town, we have to evacuate for a few days to a place south of here."

    "There's a 24-hr curfew in the city because of the riots."

    ونواصل إن شاء الله تعالى
                  

11-07-2008, 05:41 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤرقة :يوميات موظفة إغاثة غربية في دارفور. (Re: كمال حامد)

    الحلقة السادسة
    ونواصل يوميات موظفة الإغاثة الغربية في دارفور ونستعرض معها تقرير لجنة التنمية الصادر عام 2005 حتى نفهم ويفهم المنادون ليلا ونهارا بتدخل المجتمع الدولي ماذا سيحدث لهم عند حدوث هذا التدخل ،

    الحماية : ماذا تعني ومن من هي ؟ تقرير لجنة التنمية .....
    ونختم هذا العرض بمعرفة كيف تكون معاناة النازحين مصدر إلهام للمزاح والتندر للمؤرقة وأمثالها

    في الحلقة الثانية عند استنتجنا من قراءة يوميات المؤرقة ما لم تقله صراحة:
    أن هذه الحكومة وهذا الشعب بنازحيه ومعارضته غير قادرين وغير مؤهلين لحكم أنفسهم أو ممارسة الحكم.وهي لم تقل ذلك صراحة ولا هي تحتاج بعدما أسقطت الجميع في امتحان المصداقية والمقدرات .وقلنا أن ضجرها من حصار المسئولين الحكوميين لهم كمنظمات في الجانب الإنساني فقط لم يكن مزاجا فرديا خاصا بها ، بل هو استراتيجية يسعى لها من هم ورائهم ، وذكرنا أن ما تحدثت عنه من فكرة الحماية بالحضور Protection by Presence فكرة تعني حماية الجميع من الجميع .
    و نواصل شرح فكرة الحماية بالحضور لا عن اجتهاد منا ، بل بناءا على ما أتاحته صاحبة هذه اليوميات من مصادر تسهل لك فهم ما تقصد .ونعود إلى السياق لنواصل التعرف ماذا كانت تعني وهي تشير إلى تقرير لجنة التنمية الدولية بمجلس العموم البريطاني .
    يقع التقرير في 97 صفحة ، وسنحاول أن نورد منه الفقرات أو العبارات التي تهمنا لإيضاح طريقة تفكير منظمات الإغاثة ورغبتها في توسيع مجال أنشطتها بحيث تشمل حقوق الإنسان والحماية، والتقرير كله مهم ، وتوجد منشورات وتقارير اللجنة على الإنترنت : www.parliament.uk/indcom
    وستستعرض هنا مختصر ترجمة محتويات بعض فقرات هذا التقرير والتوصيات لأهميتها البالغة مع محاولة التقليل في تعليقاتنا أو تحليلاتنا ما أمكن حتى لا نصادر أو نشوش على القارئ حقه في التدبر والتحليل .
    ونبدأ مباشرة بملخص التقرير ص7 :
    ((Two years after the crisis in Darfur erupted, the international community is still failing to protect the people of Darfur from crimes committed against them, primarily by the Government of the Sudan and its allied militias. In our view, the crimes committed are no less serious and heinous than genocide.
    ((مضى عامان منذ اندلاع الأزمة في دار فور ومازالت الجماعة الدولية فاشلة في حماية شعب دار فور من الجرائم المرتكبة ضده و بشكل أساسي من قبل حكومة السودان والميليشيات المتحالفة معها . وفي رأينا فإن الجرائم التي ارتكبت ليست أقل شناعة من الإبادة الجماعية)).
    هكذا منذ ضربة البداية !!
    (( The Government of the Sudan bears the primary responsibility for the suffering of the people of Darfur. But when a government commits atrocities against its own citizens, then the international community has a responsibility to protect those people. In this report we assess the international community’s response to the crisis in Darfur — both the humanitarian response and the political response — and make recommendations as to how the response needs to be improved to better protect the people of Darfur. ))
    ((إن حكومة السودان تتحمل مسئولية معاناة شعب دار فور . و حين ترتكب حكومة الفظائع ضد مدنييها ، فإن على المجتمع الدولي مسئولية حماية هؤلاء الناس . في
    هذا التقرير نقيم استجابة المجتمع الدولي للأزمة في دار فور سواء الاستجابة الإنسانية والاستجابة السياسية وكيف أن هذه الاستجابة بحاجة للتحسين لحماية أفضل لشعب دار فور))بدأت اللجنة تحرياتها حول دار فور في سبتمبر2004 وكان الهدف التحري هو التحقق من مدى تفاعل المجتمع مع الأزمة ولتطوير تفاعل أكثر تأثيرا وأيضا للتأكد من أنه حالما تنتهي الأزمة الحالية فان على المجتمع الدولي أن يفهم الدرس ويبقى على ارتباطه. )) أي أن نهاية أو حل الأزمة لا يجب أن يعني نهاية علاقة المجتمع الدولي بدار فور ، بالطبع لضمان عدم تكرار الأزمة.))

    (( Development and politics in Sudan are best understood therefore in terms of Khartoum’s relationships with the peripheries of Sudan.3 In early 2003, as progress was being made in resolving the long-running North-South conflict, and world attention was focussed on Iraq, another centre-periphery conflict erupted in Darfur
    (( إن التنمية والسياسات يمكن أن تفهم بشكل أفضل على ضوء علاقة الخرطوم بأطراف السودان. وفي بدايات عام 2003 وبينما كان يجرى حل النزاع الشمالي الجنوبي الطويل الأمد وبينما كان انتباه العالم مركزا على ما يدور في العراق اندلع نزاع آخر بين المركز والهامش في دار فور
    (( The uprising drew its support primarily from the “African” tribes of Darfur — including the Fur, the Massalit and the Zaghawa —and was motivated by a sense of long-term marginalisation and neglect by Khartoum.5 This sentiment was heightened by Darfur’s exclusion from the North-South peace process, and given focus by the Sudanese government’s failure to prevent or punish attacks by Arab militias.6

    (حصل التمرد على التأييد أساسا من قبائل دار فور الأفريقية وتشمل الفور المسا ليت والزغاوة ،وقد حفزه الإحساس الطويل بالتهميش والإهمال من قبل الخرطوم . وقد زاد ذلك الإحساس باستبعاد دار فور من عملية السلام الشمالية الجنوبية مع فشل الحكومة السودانية في كبح أو معاقبة الهجمات بواسطة الميليشيات العربية )
    نتوقف قليلا لبعض التأمل هنا دون أن نحاول مصادرة حق القارئ في ذلك . نحن هنا إزاء صياغة للألفاظ والكلام تتولد بسببها بعض الأسئلة : من كان يفاوض من في نيفاشا !! السودان ممثلا في حكومته كان يفاوض الحركة الشعبية والتي كانت تصر أنها لا تمثل الجنوب فقط ؟ أم أن الشمال هو الذي كان يفاوض الجنوب في نيفاشا ؟! وحتى لو كان الأمر كذلك ، فقد كنا دائما نفهم أن الشمال هو دار فور و كردفان والشرق والوسط وأقصى الشمال ، لكننا نجد أنفسنا الآن أمام تحديد جديد لشمال آخر كان يفاوض في نيفاشا ، وأن دار فور لم تكن جزءا من ذلك الشمال !! .
    وعليه : من كان يفاوض من في أبوجا ؟ هل هو كل السودان يفاوض جزءا من أبنائه الساخطين من دار فور؟ أم هو الشمال الذي نعرفه يفاوض في من يعتبر نفسه ممثلا لدار فور ؟ أم هو شمال السودان ذو الحدود المتقلصة دوما والتعريف المتغير بين كل اتفاقية سلام وأخرى يفاوض في دار فور اليوم ... ليأتي من يخبرنا غدا أن الشرق غاضب لأنه لم يكن له مقعد في نيفاشا ولا في أبوجا !!(كتب هذا المقال عام 2005 وقد حدث ذلك فعلا)
    ونواصل إن شاء الله تعالى
                  

11-14-2008, 09:29 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤرقة :يوميات موظفة إغاثة غربية في دارفور. (Re: كمال حامد)

    الحلقة السابعة :
    ونواصل استعراض فقرات من تقرير ما يعرف بلجنة التنمية في مجلس العموم البريطاني مع التركيز على محاولة فهم حق الحماية وماذا تعني
    الفقرة (3) (تاريخيا فقد عاشت قبائل دار فور بسلام نسبيا . فالمجتمعات الزراعية المستقرة سمعت دائما الرحل أصحاب القطعان بالوصول للمراعى مستفيدين بالمقابل من تخصيب التربة بواسطة سماد القطعان . تاجرت وتزاوجت مع بعضها وصارت الفروق القبلية مائعة ولكن وبسبب النمو السكاني والتصحر شهدت العقود الأخيرة وسبب المزيد من التنافس حول الأرض والمصادر صراعات متفرقة :إن الصورة متداخلة ولكن في الخطوط العامة فهي ناحية صراع بين قبائل الرعاة العربية وقبائل المزارعين الأفريقية . سعت الحكومة السودانية لسحق التمرد بواسطة القوات المسلحة ثم من خلال تسليم الميليشيا العربية الموالية والمسماة بالجنجويد وهذين ارتكبا
    الفظائع أما جماعات الثوار فهي مدانة أيضا بالرغم من أن هجماتها لم تكن واسعة ولم تستهدف المدنيين بشكل منهجي
    الفقرة (3)
    (( And tensions have been stoked by the selective arming of “Arab” militia by the Sudanese government’s security apparatus,
    informed by a racist pro-Arab ideology.1 .....
    ومما فاقم التوتر التسليح الانتقائي للقبائل العربية من قبل الجهاز الأمني للحكومة
    السودانية المتبنى لفكر عروبي عنصري

    الفقرة (4) (( بسبب الأزمة هناك 2.4 مليون في دار فور بحاجة للدعم الإنساني ، ومنهم 1.84 مليون نزحوا من بيوتهم لكنهم داخل دار فور و 200،000نزحوا إلى تشاد . ولا توجد إحصاءات لعدد القتلى . لا توجد إحصاءات لعدد القتلى ويجب ممارسة ضغط سياسي على حكومة السودان حتى تسمح لمنظمات القادرة على إجراء تقديرات القتلى ، ومهما كان عدد القتلى فان ملايين النازحين يواجهون مستقبلا غير آمن )).
    الفقرة (6) :طلبت اللجنة زيارة دار فور في سبتمبر2004 (( وكان ذلك بهدف تقييم مدى تأثير استجابة المجتمع الدولي وللتأكد من أنه قد استوعب الدس وأنه حالما تنقشع الأزمة فانه سيبقي على ارتباطه
    as well as to ensure that, once the immediate crisis is over, the international community learns the lessons and remains engaged))
    نتوقف قليلا هنا للتأمل في هذه العبارة وماذا تعني : تعني أن نهاية الأزمة يجب ألا تعني نهاية علاقة المجتمع الدولي بدارفور ، وتعني أن المجتمع الدولي يجب أن يظل حاضرا وموجودا باستمرار !!
    الفقرة (7) : ((في يناير 2005 زرنا السودان وبدأنا برمبيك في جنوب السودان. تم توقيع اتفاقية السلام الإطارية
    A Comprehensive Peace Agreement (CPA)
    في 9يناير وهى تفصل تقسيم الثروة والسلطة))الفقرة (8) (هناك أمل أن تشكل اتفاقية السلام الإطارية سابقة للسلام في دار فور موفرة درجة أكبر من تقاسم السلطة والثروة وانتخابات وحقوق الإنسان والإصلاحات القضائية
    (( .... But if groups in Darfur and elsewhere feel that they are
    excluded and conclude that their only hope is to use force to win a
    seat at the negotiating table, then the North-South deal could have
    the opposite effect and stimulate further conflict which in turn
    might destabilise the North-South peace. The Red-Sea State in the
    east, and Kordofan, just east of Darfur, are potential flash-points
    ولكن إذا شعرت المجموعات في دار فور بالإقصاء فإنها ستستنتج أن أملها الوحيد هو اللجوء إلى القوة للحصول على مقعد في طاولة المفاوض إيه إن ولاية البحر الأحمر من الشرق و كردفان المجاورة لدار فور هي نقاط التهاب محتملة))
    المسئولية عن الحماية:

    الفقرة (10)
    (( …… “the principle of non-intervention in internal
    affairs cannot be used to protect genocidal acts or large-scale
    violations of international humanitarian law or large-scale ethnic
    cleansing .....
    إن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لا يمكن أن يتخذ ذريعة لحماية أعمال الإبادة أو الانتهاكات الكبرى للقانون الإنساني الدولي أو التطهير العرقي
    (( We entirely agree. Sovereignty entails responsibilities as well as rights. States have the primary responsibility for their citizens, but in circumstances where states commit crimes against humanity and war crimes against their own citizens, the international community has an obligation and a duty to those citizens — a “responsibility to protect”. Sovereignty does not give states the right to commit gross human rights violations and war crimes against their citizens.
    ونحن نتفق مع ذلك تماما، إن السياسة تتضمن مسؤوليات كما تتضمن حقوقا . إن الدول
    عليها مسؤولية أساسية تجاه مواطنيها ، وفي الظروف التي ترتكب فيها الدول جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد مواطنيها ، فإن على المجتمع الدولي مسؤولية وواجب تجاه هؤلاء المواطنين مسؤولية الحماية ـ إن السيادة لا تعطى الدولة الحق في ارتكاب انتهاكات كبرى لحقوق الإنسان وجرائم حرب ضد رعاياهاـ((
    الفقرة (11)
    (( The Government of the Sudan, its allied militias, and the rebel groups are the guilty parties. All must share the blame. But the primary responsibility for civilian deaths and suffering in Darfur rests with the Government of the Sudan
    إن حكومة السودان وحلفائها من الميليشيات وجماعات التمرد كلهم مدانون ولكن
    الإدانة الأكبر توجه نحو الحكومة السودانية ))وحالما بدأت الأزمة في التصاعد في دار فور فإن مواجهة مسؤولية الحماية كانت تتضمن ثلاث محاور :
    أ ـ الضغط السياسي على جميع أطراف الصراع Political pressure
    ب ـ العون الإنساني والحماية Humanitarian relief and protection
    ج ـ دعم الاحتياجات الإنسانية وإعادة التعمير للمجتمعات في بلد مدمر
    بسبب عقود من الصراعات والتهميش ، في دار فور ، وعبر السودان Support
    for people to rebuild and develop communities and a country
    devastated by decades of conflict and marginalisation, in Darfur,
    and across Sudan )) .

    من هنا أخي القارئ سنبدأ في الفهم : لماذا كانت احتجاجات وضجر موظفة الإغاثة من القيود الحكومية ؟
    الفقرة(12) إن الاستجابة المؤثرة للاحتياجات الإنسانية تتطلب الالتزام بمبادئ جوهرية في العمل الإغاثي هي : التكاملية ، الحيادية ، الاستقلالية .
    نعلق على ذلك ونقول :حسنا ، الحيادية أمر مفهوم ، ولكن ما المقصود بالتكاملية والاستقلالية ؟ تعني التكاملية أن عمل المنظمات الإغاثية ليس فقط توفير المأوى والمأكل والعلاج ، أي ليس فقط الاحتياجات الإنسانية والمباشرة ، بل يشمل فيما يشمل :الحماية وحقوق الإنسان والإدارة و الإشراف الكامل . أما الاستقلال فيعني أن كل الأنشطة المتكاملة يجب أن تتم بمنأى عن أية إشراف أو متابعة أو سيطرة من قبل حكومة السودان.
    ونواصل إن شاء الله تعالى
                  

11-18-2008, 08:26 PM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤرقة :يوميات موظفة إغاثة غربية في دارفور. (Re: كمال حامد)

    الحلقة (8)
    ونواصل استعراض بعض فقرات تقرير لجنة التنمية والذي استشهدت به المؤرقة في بعض مذكراتها ، وقد أشرنا في حلقة سابقة لرابط هذه التقرير لمن يرغي في مزيد من القراءة والإستزادة .
    الفقرة (21) :منذ نهاية مايو2004 تمت إزالة معظم العراقيل البيروقراطية من قبل لحكومة السودانية نتيجة للضغوط السياسية.
    الفقرة(22)
    (( Obstruction and intimidation of humanitarian agencies is still a daily occurrence in Darfur, particularly for those NGOs engaged in activities aimed at protecting human rights, improving the safety of civilians and reducing the risks of widespread or targeted violence, coercion or deliberate deprivation of basic needs (“protection” in the language of the humanitarian community)
    إن تخويف و إعاقة الوكالات الإنسانية مازال يمارس يوميا في دار فور وعلى الأخص تلك المنظمات غير الحكومية التي تسعى لحماية حقوق الإنسان وتحسين حماية المدنيين وتقليل مخاطر انتشار العنف الموجه والحرمان المستمر من الاحتياجات الأساسية -الحماية بلغة مجتمع الإغاثة

    (( The Sudanese government regards protection and human rights work as political activities which take humanitarian agencies beyond their remit

    وتعتبر الحكومة السودانية أعمال الحماية وحقوق الإنسان نشاطا سياسيا خارج حدود طبيعية عمل الوكالات الإنسانية ))

    والآن سيتضح معنى الحماية و ممن هي!!

    (( In a context such as Darfur, protection is primarily protection from the results of GoS policies. This is hardly the fault of NGOs. When governments fail to protect those caught up in conflict, humanitarian NGOs, left to pick up the pieces, do risk finding their activities labelled as “political” Continuing diplomatic pressure is needed to ensure that humanitarian agencies and staff, including those involved in human rights and protection work, are not harassed. In a context where the Sudanese government is failing to protect its own people, it will not and must not escape criticism from agencies concerned with protection and human rights

    وفي سياق مثل دار فور فان الحماية هي بالأساس حماية من نتائج سياسات حكومة السودان ، وهذا ليس خطأ المنظمات غير الحكومية ، فحين تفشل الحكومات في حماية ضحايا الصراع تضطر المنظمات غير الحكومية إلى التقاط زمام المبادرة ، ومن ثم المخاطرة بأن توصف أنشطتها بالسياسة .إن هناك حاجة لمواصلة الضغوط الدبلوماسية للتأكيد على أن منظمات الإغاثة وموظفيها بما فيهم العاملين في أعمال الحماية وحقوق الإنسان لا يتعرضون للمضايقة ، وطالما فشلت الحكومة السودانية في حماية مواطنيها فان عليها ، بل ويجب عليها عدم التهرب من انتقادات المنظمات العاملة في حماية وحقوق الإنسان

    الفقرة (28) :عدد العاملين في وكالات الإغاثة والمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة في دار فور 200 شخصا حتى مارس2004 وفي أبريل ارتفع العدد حتى 1000وفي نهاية ديسمبر2005 بلغ العدد 9108 منهم .

    الفقرة (29)

    ((The staff of humanitarian agencies provide an element
    of protection simply by their presence, perhaps especially those
    international staff who are clearly not party to the conflict.
    ))

    إن العاملين في المنظمات الإنسانية يوفرون وبكل بساطة عنصرا للحماية بمجرد تواجدهم خاصة أولئك الموظفين الدوليين والذين هم ليسوا طرفا في النزاع))

    وفي ما يلي سنفهم لماذا كانت يوميات موظفة الإغاثة تشير بكثير من التشكك والرفض لقيام سلطات ولاية جنوب دار فور بمحاولة نقل النازحين من معسكر كلمة إلى معسكر السلام ، وكيف أن المطلوب هو تجريد الحكومة السودانية من كل سلطاتها في الإشراف واتخاذ القرار بما يتعلق بهؤلاء النازحين.

    نعود لتقرير لجنة التنمية الدولية ـ مجلس العموم البريطاني:
    ثغرات التنسيق : إدارة معسكرات النازحين والعودة التطوعية

    ( This failing of the humanitarian system — constrained by the politics of sovereignty — has been all too evident in Darfur.
    إن فشل النظام الإغاثة المعرقل بسياسات السيادة هو أمر جلي في دار فور .......))

    الفقرة (35)

    (( Darfur’s IDP camps are the result of the murderous policies pursued by the GoS and its allied militias. Enabling IDPs
    to return home — or, to be precise, enabling them to exercise a
    choice as to whether or not to return home — must be a key goal of the international community

    إن معسكرات النازحين بدار فور هي نتيجة السياسات الإجرامية للحكومة السودانية والميليشيات المتحالفة معها .إن تمكين النازحين من العودة ، أو بشكل أدق ، تمكينهم من ممارسة حق الاختيار بين العودة من عدمها ، فإن ذلك يجب أن يكون هدفا أساسيا للمجتمع الدولي))

    الفقرة (36)

    ((The Sudanese government is keen to see the IDPs return home. With people in camps it can off-load onto humanitarian agencies the responsibility for providing services, but it does not want huge camps of dispossessed and potentially angry people around the state capitals of Darfur. The international community is keen to
    enable IDPs to return home if they so wish; ......... of enabling
    freely-chosen well-informed return are not subverted by the Sudanese government’s enthusiasm for return regardless of its circumstances.
    Forced returns or relocations of IDPs to other camps are contrary to international humanitarian law
    ,
    تحرص الحكومة على عودة النازحين إلى مناطقهم ، وبينما تدع للمنظمات مسؤولة توفير الخدمات بالمعسكرات فإنها غير رغبة في تكوين معسكرات ضخمة ملئي بالمحرومين والناقمين حول عواصم ولايات دار فور . إن المجتمع الدولي حريص على تمكين النازحين من العودة إذا رغبوا هم في ذلك ..... وأن تكون العودة بناءا على الاختيار الحر والمعلومات الكافية وغير مدفوعة برغبة الحكومة السودانية في عودتهم بغض النظر عن العواقب. إن إجبار النازحين على العودة أو التحول إلى معسكرات أخرى ضد القانون الإنساني الدولي

    ملاحظة :يومية المؤرقة السبت 2 يوليو 2005م قالت عن النازحين:

    ((for decades, these people have been sidelined, oppressed and manipulated by their rulers, and the thought that they might be allowed to make an informed decision based on clear, credible information just seems to them like another big ruse. No one has systematically and reliably protected them over the past two years. Why should they trust anything that ANYONE tells them now?

    فلعقود ظل هؤلاء الناس مهمشين و مقموعين ومسيرين بواسطة حكامهم ، والظن بأنهم قادرين على اتخاذ قرار واضح مبني على معلومات واضحة وموثوقية فإن هذا الأمر لن يبدو أمامهم سوى خدعة كبيرة يواجهونا ، ولم يعمل أحد بشكل مؤسسي و جدي على حمايتهم طيلة العامين السابقين ، فلماذا عليهم أن يصدقوا أية شيء يقوله لهم أية شخص الآن ؟)).
    إنهم نفس الناس الذين يريد لهم التقرير ألا تكون عودتهم إلا طواعية بموافقتهم الحرة وبناءا على معلومات وافية !!

    الفقرة (37)

    ((If returns and relocations are to be truly voluntary, then there must be extensive consultation with the IDPs. And with the women, not just with the male tribal leaders.

    إذا كان على عودة النازحين أو تحويلهم ــ من معسكر إلى لآخر ــ أن تكون حقيقة طواعية ، عليه يجب أن يكون هناك تشاور مكثف مع النازحين و مع النساء وليس فقط مع القادة الرجال القبليين

    (( Security and progress on the political front are
    the pre-requisites for voluntary return. Agreements on Voluntary
    Return will not in themselves bring it about. Nevertheless, the
    international community must ensure that the Sudanese government sticks to the agreements it has reached and stops its practice of forcing IDPs to return home or to move to other camps .Rather than waiting for security to improve, the UN should be putting plans in place now, for the informed and voluntary return of IDPs to their homes over the next year. ....

    إن الأمن والتقدم على الجبهة السياسية هي مقدمات العودة التطوعية للنازحين . إن على المجتمع الدولي التأكد من إلزام الحكومة السودانية بالاتفاقات التي يتم التوصل إليها وأن توقف ممارسة إجبار النازحين على العودة إلى مناطقهم أو التحول من معسكر إلى
    آخر وعوضا عن انتظار تحسن الأمن ، فإن على الأمم المتحدة أن تبدأ وضع الخطط من الآن من أجل العودة التطوعية للنازحين والمبنية على معلومات))

    كان ما سبق بعضا من الفقرات الواردة في تقرير اللجنة التابعة لمجلس العموم البريطاني ، وبالجمع بينها وبين يوميات موظفة الإغاثة يتضح أن المطلوب ليس فقط أن يتم رفع جميع القيود عن عمل وتحرك ومجالات عمل منظمات الإغاثة ، بل أن تتخلى الحكومة أو السلطات السودانية عن كل مسئولياتها السيادية والإشرافية على كل شئون النازحين و أن تكون كل القرارات وكل التحركات وكل .. وكل ... ما يتعلق بشئون هؤلاء الناس من صميم أعمال المنظمات ، وألا يكون نصيب الحكومة السودانية بعد كل ذلك إلا أن تتلقى الانتقادات وهي حامدة وشاكرة على ما أسدوا لشعبها من معروف.
    وهناك فقرات أخرى في التقرير تتحدث عن الاتحاد الأفريقي وعن دوره ، وهي تستحق مقالا منفصلا.
    وفي الحلقة القادمة والأخيرة إن شاء الله تعالى ، سنرى كيف أن معاناة النازحين هي في واقع الأمر مصدر إلهام للتندر والضحك للمؤرقة وأمثالها
    ونواصل إن شاء الله تعالى
    ***************************
                  

11-21-2008, 08:36 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤرقة :يوميات موظفة إغاثة غربية في دارفور. (Re: كمال حامد)

    الحلقة (9) – الأخيرة:
    ونعود للمؤرقة التي يراد لها ولأمثالها أن تكون حادية الركب في الحماية والإشراف على شئون النازحين ، وبالطبع سيكون من بينها إعادة تشكيل المجتمع الدار فوري ثقافيا وأخلاقيا ، نعود لنرى من خلال يومياتها كيف أن معاناة النازحين تشكل لهم مصدر إلهام للمزاح والتندر
    السبت 26 نوفمبر 2005 :
    كتبت خلال إحدى رحلاتها في الخرطوم
    ((I nearly fall out of my chair today during a phone call with one of my staff members in a North Darfur camp.It has gotten quite cold in the area where we works and most of the agencies have started planning their responses to the approaching winter weather. I ask him for a quick update on our plans in this camp, and nod along approvingly as he lists the programme activities that he wants to carry out.Blanket distributions, yep. Lots of them. Plastic sheeting to fix some of the shelters, yep. More clothing for the children, yep. "Oh, and we're also encouraging people to get married before the winter starts." We are doing what? I jump to attention (this is stage where I nearly topple out of my chair). Surely, we're having a language problem again here. But no, he repeats it. "We're encouraging people to get married, especially the ones who don't have blankets yet. They're cold inside their shelters at night. Just think about it - it's a lot warmer for two people sleeping together, and then of course..." . Dear God. I'm sitting up straight now and cut him off mid-sentence. "What are we doing? Hassan, can you start again from the beginning with this one? I really don't understand." There is a silence on the line, but I think he can sense my utter disbelief. "Hassan, are you still there?"
    Finally, he erupts with laughter, I can hear some others behind him
    joining in. "Calm down, I was just joking with you. We haven't
    started a marriage service yet. But it's a good idea, no?"
    I'm smiling now. "Ok, you got me there. We'll keep it in mind, the
    marriage thing. But stick to the blankets for now."

    (( كدت أن أسقط من المقعد خلال مكالمة مع أحد موظفينا في المعسكر في شمال دارفور. بدأ الشتاء في المنطقة وبدأت المنظمات في التخطيط لقدوم موسم البرد،.... وبينما كان يسرد لي ـ تقصد الموظف هناك في المعسكر ـ لائحة النشاطات التي يود القيام بها : (( توزيع بطاطين .. نعم، الكثير منها ، أغطية بلاستيكية ،نعم ...، ملابس للأطفال . آه ... نحن أيضا نشجع الناس على الزواج قبل بدء الشتاء!!
    نحن نفعل ماذا ؟ قفزت منتبهة ( وأنا أكاد أسقط من الكرسي) ، بكل تأكيد لدينا مشكلة لغة هنا ، ولكن لا ، إنه يعيد: نحن نشجع الناس على الزواج خصوصا أولئك الذين لم يحصلوا بعد على بطاطين . هؤلاء سيبردون داخل أعشاشهم خلال الليل . فقط فكري فيها ، سيكون أكثر دفئا إذا نام كل اثنان معا ، وبالطبع لاحقا ....))
    ياربي ، كنت أقف على طولي تماما الآن وقاطعته من منتصف الجملة : ماذا نفعل نحن يا حسن ، هل يمكنك أن تعيد مرة أخرى ؟
    ... كان هناك صمت على الخط ، وأخيرا انفجر بالضحك ، وكان يمكنني سماع آخرين معه من خلفه يشاركونه : اهدئي ، أنا فقط أمزح ، لم نبدأ خدمة زواج بعد ، لكن أليست
    فكرة جيدة ؟ . ....
    ابتسمت الآن: سأضع ذلك في الاعتبار ، لكن دعنا نتمسك بالبطاطين الآن
    بهذه النهاية نختم اليوم هذا البوست الذي يبدو أنه كان ثقيل الهضم ، فقد إرتاده حتى الآن ما لايزيد عن الـ 340 زائر ، لم يترك أحدهم تعليقا ، لكننا على أية حال واصلنا قناعة منا بأن شكلة مثل مشكلة دارفور ستوردنا جميعا مورد الهلاك إذا تم التعامل معها بروح الضغينة والتشفي.
    مثلت يوميات موظفة الإغاثة الغربية على الشبكة العنكبويتة مثالا نستطيع من خلال قراءته وتحليله فهم ما يدور في عقول هؤلاء الذين يستثمرون في خلافاتنا وضغائننا
    . تم ترشيح المؤرقة لجائزة أفضل مدونة في أفريقيا أو الشرق الأوسط I have been nominated for a 'Bloggie' (in the 'Best Africa or Middle East blog'). ، وتم إخطارها أكثر من مرة أن مدونتها على الإنترنت اعتمدت مصدرا موثوقا به للأخبار لبعض الصحف العالمية .
    و بينما تبدأ كل جماعة في التخطيط لإطلاق رصاصة التمرد الأولى تكون قد – شونت – ذخيرتها من حملة العلاقات العامة لتبدأ زيارات الوفود وتنهمر جماعات منظمات الإغاثة والإشفاق الماكر ... مقدمة لجيوش الغزو الجديد :تأجيج الصراع وبذر الكره وجعل الناس أسرى وعبيد الإحسان المزيف بعد تعطيل طاقاتهم عن العمل والإنتاج ... والأدهى من كل ذلك : إماتة الإحساس بالولاء لما كان يدعى:الوطن.

    (عدل بواسطة كمال حامد on 11-21-2008, 08:37 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de