نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 11:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-01-2008, 11:00 AM

khaleel
<akhaleel
تاريخ التسجيل: 02-16-2002
مجموع المشاركات: 30134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم

    نوبة الطلق الأخيرة
    *محمد الطيب سليم
    كانت في نوبة الطلق الثالثة, الأفظع حتي الآن. لم تكن الأولي بهذه القسوة وإستطاعت تحملها من دون أن تطلق صرخة لكنها عجزت عن كتمان الصرخات في الثانية وأطلقت صيحة عالية ومدوية. كان ذلك قبل ربع ساعة. لاشئ اسوأ من العذاب سوي إنتظاره, لم ينزعج الطاقم الطبي حولها وأزعجها ذلك بشدة وحاولت كتمان الشهقات, وأدركت بعد عدة صيحات أن الصراخ جزء من العمل اليومي لديهم وأحست بالرأحة وبإمكانية إطلاق الصيحات, حينما جاءت هذه النوبة القاسية أطلقت صيحة عالية, أعلي من سابقتها وأنتفضت بجسدها نحو الأعلي وأخذت تحرك راسها بإتجاه كتفيها. لم تستطع أن تفلت نفسها منهم فألقت برأسها الي حافة الطاولة وهي تقاوم الذين كانوا يحاولوا تثبيتها.
    كانت تلهث وتلهث وتلهث حينما شاهدته علي بلاط غرفة العمليات. سكت لهاثها علي الفور وبدأ لها وجهاً مألوفاً. هل يمكن؟. مستحيل. يشبه وجهاً جميلاُ من أحلامها القديمة في الطفولة. قبل أن تستطيع وضع الوجه في مكانه المناسب من الذاكرة كان يخاطبها بصوت هامس
    -- التالية ستكون مؤلمة والأسوأ
    إنفتحت عيناها علي إتساعهما وأخذت تحاول برغم جحوظ بصرها تمييز ملامح من يتحدث اليها, عيناها كانت مليئتان بالعرق وبقايا دموع الآلم المبرح . لم تستطع أن تتعرف عليه
    --هل أنت شيطان؟؟؟
    رد علي الفور
    - شيطاآن؟ ! هل يوجد شيطان يحمل مثل هذا الوجه؟؟؟
    -- من أنت؟؟ ملأك؟
    - أنظري جيداً
    أغمضت عيناها وهي تحس بزوال الآلم ثم فتحتهما مرة ثانية وبدأ لها الوجه مألوفاً, حاولت التذكر لكن كل ماخرجت به كان يبتعد عن ذاكرتها بسرعة مع تزايد الآلم . علمت أنه شخص من الماضي البعيد لكنها لم تعرفه, كان ينظر اليها مترقباً ووجهه الدائري يكتسب شكلاً طفولياً مألوفاً, عادت بذاكرتها عبر محطات حياتها القديمة كلها وهي تحاول أن تتذكر هذا الوجه وحينما إبتسم للمرة الثانية وهو ينظر اليها وهي تعتصر ذاكرتها كانت إبتسامته قد بلغت أطراف وجهه وكانت تلك اللحظة التي صرخت فيها بصوت عال
    -- تووت .... يا الهي ..........
    تعلقت نظراتها به, كان هو نفسه توت الصغير,, يا الهي. يا لكل هذا الزمان الطويل. آخفته السنوات طوال هذه المدة من ذاكرتها. كانت في السادسة من عمرها, واحد وعشرون عاماً من رحلة العمر المريبة مضت علي أخر مرة رآته فيها. تذكرت حضوره المفرح من مناطق مابعد الحشائش الخضراء حيث الأشجار الطويلة التي لم تعرف أبداً ما الذي يوجد عندها أو بعدها. كان يأتي من هناك ويعود في المساء ثم يختفي في نهاية الأفق, تذكرت حزنها العميق حينما كان يختفي مع حلول المساء في الغابة عند نقطة نهاية الأفق وتذكرت كذلك فرحتها العارمة حينما يأتي في الصباح الباكر من النقطة التي يختفي عندها يحمل إبتسامته العريضة علي وجهه النحيل. يا لكل هذا الزمان الطويل, يا الهي... الطاقم الطبي كان ينظر اليها متشككاً من صرختها الغريبة وصمتها المفأجي وعودتها للتأوه والإندهاش. عادت للانتفاض لجهة اليمين ثم عادت لليسار وهي تنظر اليه خائفه أن لاتجده. لكنه كان هنالك ينتظرها.
    - كانت إندهاشة حلوة
    ثم أردف فاردا شفتيه وهو يقلد صوتها
    - ... تووت .. يا الهي
    كان هو نفسه, نفس طريقته في تقليد كلماتها حينما تغضب وإغاظتها بالتقليد, تذكرت كل لعبات الطفولة التي لعبتها مع توت. كان يبرع في اللعبات وإختراع اللعبات. حتي حينما كانت تقول له أنه يجيد اللعبات النسائية يبدأ في إغاظتها ويرمي الأحجار ويتقافز فوق الدوائر بسرعة ورشاقة ويتركها لاتعرف ماذا تصنع ويقف بعيداً يراقبها ويضحك, تعرفت علي الضحكة. نفسها. نفس النقاء الصارخ... وهو. كان في نفس شكله القديم لم يكبر يوماً
    -- أين ذهبت ؟
    - أنت تعرفين .. !!
    كانت تعلم أين يذهب الصغار الراحلون بالطبع, كانت أسطورة مشهورة يعرفها كل الأطفال. لكنها كانت قد نسيته تماماً, نسيت كل شئ عنه, ربما لانه كان في مكان الذاكرة المؤلم الذي يرغب الجسد في لفظه بعيداً عنه. لكن برغم الفرحة التي كان يبعثها فيها كان ذلك مكانه,, المكان المريع من الذاكرة. البقعة السوداء التي لايستطيع المرء أن ينظر عبرها ويتوقف عن محاولة النظر فيها مع مرور السنوات وإمتلاء الذاكرة بأشياء أخري. كانت تود أن تسأله عن رحلته الطويلة وهل تحققت الأسطورة التي تتحدث عن تحور الأطفال الراحلون في الفراديس والسماوات لكنها أحست بنوبة أخري من الألم وأعراض ما قبل النوبة.
    اسرع بالامساك بيديها قائلاً
    - لايهم.. أنا لم أت لاحك لك عن رحلتي الطويلة وعن الاسطورة, أنا هنا لأمر أخر
    كتمت إستغرابها من معرفته لافكارها وقالت بأخر نفس
    -- لماذا؟ أي أمر أخر؟
    -- أنا في مهمتي الأخيرة... أتيت مأموراً لأخفف عنك نوبات الطلق...
    كانت النوبة علي وشك ان تبدأ وكان قد امسك يدها بكلتا يديه قائلاً
    -- تحملي هذه , وستكون الأخيرة
    كانت كما قال لها الأفظع بلاشك.. صارت تنتفض الي الاعلي وتلقي براسها الي الخلف وأطلقت صيحة عالية وهي تصرخ قائلة
    - يا الهي يا الهي يا الهي ياالهي
    طوال الانتفاضة ظلت يدها علي الجانب الايسر بين يدي "توت" وحينما نظرت بإتجاهه كان يقلد كلماتها مرة أخري بنفس الطريقة التي تلفظها بها ثم نظر طويلاً الي عينيها وقال بصوت عميق
    -- لماذا تقول النساء في نوبات الطلق. يا الهي يا الهي يا الهي؟؟؟؟
    حاولت البحث عن إجابة مناسبة ثم قالت أخيراُ بين أنفاسها
    - كل النساء يفعلن ذلك
    قال علي الفور
    -- ليس في نوبات الطلق فقط لكن كذلك في نوبات ال....
    أشار اليها وهو يغمز بعينيه ووجدت نفسها تضحك رغما عنها, وحين رفعت راسها باتجاه الطاقم الطبي كان معظم الطاقم الطبي كله يضحك لضحكها وشاهدت إحدي الممرضات ترسم علي وجهها علامة إستغراب واضحة ومليئة بالتعجب المصطنع.
    أشاحت بنظراتها عن كل من في الغرفة وعادت بنظراتها اليه
    - قلت أنك ستخفف النوبات؟؟؟؟
    -- بالطبع. مؤكد. أنا هنا لهذا الغرض, لكن لابد من أخذ العهد, أولاً
    - أي عهد ؟
    -- أنك لن تخبري أي إمراة لم يسبق لها الولادة بما سيحدث
    -- ما الذي سيحدث ؟
    - عاهديني أولاً وسأخفف عنك النوبات ثم أخبرك ما الذي يحدث؟
    صمتت وهي تحاول أن تفهم ما يعني وعدها بالنسبة له, ثم قطعت ترددها وسألته
    -- مافائدة العهد؟؟؟
    - لا استطيع أن اشرح لك , عاهديني بسرعة,, النوبة القادمة علي وشك الحدوث, هيا بسرعة.
    كان محقاً فقد بدأت تحس بأقتراب النوبة التالية, نفس الأعراض, اسرعت بالقول
    -- عهد عهد. سأوفي بالعهد
    -- اليك الأخبار السارة.. نوبات الطلق القادمة ستصبح مثل نوبات ال......
    غمز بعينيه مرة أخري ووجدت نفسها لاتستطيع الإبتسام... نوبات وضع البذرة,, ياالهي.. كانت قد أقسمت بينها وبين نفسها في النوبتين السابقتين أنها لن تدع ذلك الأمر يحدث مرة أخري ونذرت بينها وبين نفسها أن لاتدع زوجها يقترب منها مرة أخري لكنها كانت متشككة بعض الشئ في قدرتها علي الحفاظ علي قسمها, يا الهي , توقفت عن الحديث وحينما بدأت نوبة أخري من الطلق المؤلم كانت هي من القت يديها بين يدي توت وفي إرتعابها أخذت تردد
    -- وعد وعد وعد وعد وعد
    القت راسها الي الخلف وتمسكت بيدي "توت" . لكن كان الأمر هذه المرة... الله .. وجدت نفسها تلقي براسها علي الوسادة وهي تنتظر... يا الله... لم يكن هنالك أي الم.. لماذا تظل الحدود الفاصلة بين اللذة والآلم بهذه الهشاشة!!!!. أخذت تلهث وجاء لهاثها هذه المرة من نوع آخر.. كانت قد أغمضت عينيها وسرحت في عوالم أخري من اللذة... حينما إنتهت من إستنشاق كل الجمال الذي شع في الغرفة وأمتد حتي أطرافها وجدت نفسها تقول لتوت من غير أن تجد المقدرة علي تحريك راسها بإتجاهه وبصوت لاهث
    - هل.... هل..... هل تذهب لكل النساء؟؟
    -- لا.. لا.. كل إمراة مسئول عنها هائم أخر من أيام الطفولة
    - لماذا؟؟
    -- الأمر يتعلق بإنجاب الأطفال .. لذلك لابد أن تأخذي العهد من طفل
    لم تستطع أن تفتح عينيها وتغادر العوالم التي ذهبت اليها وجاءت النوبة التالية وكانت أجمل من سابقتها ثم جاءت التالية واصبحت المدة بين النوبات قصيرة للغاية وكان أحساسها بالألم قد تحول الي الإحساس الذي قال عنه "توت" قالت يا الهي وأبتسمت وأرغمت نفسها علي الصمت واخذت النوبات تتواتر بسرعة لم تعهدها من قبل ثم حينما فتحت عينيها أخيراً لم يكن هنالك أي شخص يمسك بيدها ورئيس الطاقم الطبي المبتسم كان يضع شئياً لزجاً علي صدرها. تعرفت علي وليدتها الصغيرة بصعوبة.. كانت رطبة للغاية وكانت تبكي وحينما نظرت اليها وجدت نفسها تبكي رغم عنها. ونظرت باتجاه توت لكنه لم يكن هناك, كان قد أختفي من الأرض.تماماً مثل المرة السابقة, الفرق الوحيد أنه في المرة الاولي أختفي من ذاكرتها تماماً بعد لحظات الرعب التي لم تشاهد مثلها في حياتها ولن تشاهد, أخذت تنظر الي البلاط وتجول بنظراتها في كل الأنحاء لكنه لم يكن هنالك
    --- عن ماذا تبحثين؟؟؟ البنت هنا
    إلتفتت بسرعة حينما سمعت الصوت, تعرفت علي المتحدث قبل أن تلتفت, كان صوت زوجها العزيز, الصوت الجهوري الذي يخاطب الحشود والتفتت اليه, إبتسمت له وهو ينحني عليها ويسلم علي جبينها , وقبل أن يعود الي الوضع المستقيم كانت قد شاهدت ملابسه العسكرية وعرفت لماذا أختفي "توت" لكنها تمالكت نفسها وأبتسمت لزوجها
    --- حمد لله علي السلامة
    تمتمت الرد بصعوبة وبرغم قلقها علي إختفاء توت كانت قد أحست بالراحة لمجئ زوجها العزيز. شاهدته وهو يدير يديه حول المولودة الصغيرة والفرحة غامرة علي وجهه. كانت فرحتها كذلك غامرة وهي تتأمل الطفلة الجميلة. كل الطاقم الطبي كان سعيداُ للغاية والأبتسامات كانت تتطاير في غرفة العمليات. الكل كانوا فرحين لنهاية العملية القاسية التي لم تكن كلها قاسية بالنسبة لها ورغم أنها أبتسمت لكنها كانت تحس بمرارة مؤلمة في أعماق قلبها من ذكري حادثة "توت"
    كان يخاف العساكر ويبدأ بالأرتجاف حينما يشاهدهم, وخوفه الأعظم كان والدها ‘‘رئيس الحامية آنذاك‘‘ , كانت أحدث حامية وأخر حدود الدفاع عن المناطق التي يحرسها والدها العزيز. جاءت القبائل الإرتحالية تحتمي بوالدها, وفروا لهم الحماية وأسكنوهم في المناطق الأمنه وكانت الدوريات العسكرية تحرسهم. سألت توت عن سبب إرتجافه من العساكر... قال لها أن أشخاصاً في لباس العساكر قتلوا معظم أهل قريته, لم يستطع ان يحدد هل كانوا من الفصيل الأخر أم من فصيل والدها وحينما سألته عن شكلهم أخذ بالأرتجاف, لم تعرف وقتها أن شكل الفصيل الذي قتل أهل "توت" لايمثل أي فرق بالنسبة للقتلي. ففي الحالتين قتلهم أبناء وطنهم. كانت طفولتها تحميها من الآلم وقتها, هزت رأسها تتأسف لتووت وعادوا لألعابهم غافلين,, ظل يعود كل يوم من نقطة نهاية الأفق وهي تجري للقائه,, علمها الشقلبة علي الراس وعلي اليدين وكانت لعبتهم المفضلة الشقلبة الثنائية. كانت تضع أعلي رأسها علي صدره وتشابك يديها بيديه ويدوران علي الأرض, لم تعلم أن ذلك كان وضعاً قاتلاً
    يوم الحادثة أخذ رأسها يدور وهو يغيظها بالامساك بيديها وموأصلة الدوران حتي أصطدم ظهرها بحجر حاد وأخذت تصرخ, حينما توقف عن الدوران واطلق يديها بعد أن إزداد صراخها كانت الدماء في اسفل ظهرها, رفعت فستانها وشاهدت الدماء وأخذت تصرخ وتصرخ.. شاهد توت الصغير الدماء النازفة وتسمر في مكانه وبدأ بالإرتجاف الإرتعابي,,, حينما وصل والدها كانت الدماء قد بلغت ركبتيها وهي تسيل علي فخذيها , شاهد الدماء وقلبها علي ظهرها وشاهد أسفل ظهرها مملوء بالدماء السائلة.. كان في وضع جنوني حينما إلتفت باتجاه "توت".
    "توت" المرتعب كان قد زاد إرتعابه من نظرات والدها الجنونية المتسائلة واخذ يهز راسه من الخوف يميناً ويساراً كأنه ينفي إتهامٍ ما. كان ذلك عند والدها إعترافاً بالذنب الذي صورته له الدماء, جن جنونه وهو يصفع "توت" ويسقطه علي الارض, وحينما رآه يتلوي من الألم عاد لابنته التي كانت صرخاتها قد زادت في تلك اللحظة. أدار يديه حول رأسها وجذبها علي صدره بينما ظلت هي تصرخ من خوفها علي "توت" اللاهث علي الأرض يتلوي من الألم وأزداد صراخها حينما شاهدته في قمة الألم
    -- توت توت,,,, توت
    ضمها والدها علي صدره واخذ يهمس في أذنيها مهدئاً لكنها لم تتوقف عن الصراخ من خوفها علي مصير توت الذي كان يتلوي علي الأرض, صرخت بصوت عال وحاولت الإفلات من والدها والرجوع الي توت لكنه كان يضمها بقوة. أشارت اليه وهي تقول
    -- توت
    أطلقها والدها وعاد الي توت قائلاً
    --- إبن الحرام
    شاهدت مرتعبة نقثات والدها ولهاثه الغاضب ثم شاهدت الزبد يخرج من من فمه وهو يتجه نحو "توت" الصغير الذي كان يتلوي علي الأرض وينازع الآلام, صفعه مرة اخري ثم سقط بثقله عليه وهو يقبض علي عنقه. الطفل الصغير لم يستطع من الرعب والخوف القديم أن يطلق أية صرخة. أطلقت هي الصرخات العالية في نوبة الإرتعاب الأخيرة وهي تشاهد المشهد ثم سقطت علي الأرض مغشياً عليها.
    أفاقت بعد عدة أيام وهي ترتجف من الحمي. والدها ووالدتها كانا حولها وهما يبكيان.. لم يتوقف والدها عن البكاء حتي حينما إستقلوا القطار مغادرين مناطق الحامية وكل مناطق الحرب.. لم تشاهد والدها بعد ذلك في الزي العسكري أبداً ولم تعرف هل إستقال والدها أم أجبروه علي الإستقالة بل إنها لم تتذكر توت الصغير بعد ذلك الا حينما أطل عليها في نوبة الطلق الأخيرة.
    زوجها الذي كان يمسك بالملأة البيضاء إبتسم لها وهو يمد يده بالمولودة قائلاً
    --- بنت
    فوجئت باتسامتها تتسع. كانت تتمني أن تضع أنثي. ضمتها الي صدرها وعادت بنظراتها الي زوجها الذي كان يبتسم فرحاً لإبتسامتها. خلفه كان هنالك طفل هائم يتسلل عبر فتحة التهوية العالية, قبل أن يغادر,,, نظر باتجاهها ووهبها إبتسامته الساحرة الجميلة, رفعت يدها مودعة ودموعها تسيل علي خديها. الطاقم الطبي وزوجها إلتفتوا نحوا الجدار مندهشين وعادوا اليها بنظراتهم متسائلين حينما لم يروا شئياً سوي الجدار, لكنها لم تلتفت اليهم كانت تشير بيديها وهي تودع "توت" الجميل.. لم تكن تري الجدار, كانت تشاهد الحقول الخضراء وهي تمتد حتي نقطة نهاية الأفق.
    الخرطوم 20/4/2007
                  

العنوان الكاتب Date
نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم khaleel10-01-08, 11:00 AM
  Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم haroon diyab10-01-08, 11:08 AM
  Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم khaleel10-01-08, 11:09 AM
    Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم khaleel10-01-08, 11:41 AM
      Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم khaleel10-01-08, 12:39 PM
        Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم كمال علي الزين10-01-08, 01:37 PM
        Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم كمال علي الزين10-01-08, 01:37 PM
          Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم khaleel10-01-08, 01:45 PM
            Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم khaleel10-01-08, 04:10 PM
              Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم عبدالكريم الامين احمد10-01-08, 05:46 PM
                Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم khaleel10-01-08, 07:18 PM
                  Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم هشام آدم10-02-08, 09:57 AM
                    Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم ABUKHALID10-02-08, 11:50 AM
                      Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم khaleel10-02-08, 03:07 PM
                    Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم khaleel10-02-08, 01:22 PM
                      Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم khaleel10-03-08, 11:34 PM
                        Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم khaleel10-04-08, 00:01 AM
                          Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم Ahmed El Gasim10-12-08, 08:17 PM
                            Re: نوبة الطلق الاخيرة للكاتب محمد الطيب سليم khaleel10-12-08, 09:49 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de