ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 12:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-04-2008, 10:20 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    طلب مني قريبي الصديق مصطفي البطل ان اضيف ما يلي :
    Quote: ل (سعاد) قصة تروي !



    مصطفي عبد العزيز البطل

    [email protected]





    و أكمل وأحري ان يقال: ( لسعاد قصة تروي يعرفها محيسي ). فأما محيسي فسآتيك الي امره و خبره بعد حين لو لزمت الصبر قليلا ايها القارئ الكريم. و اما سعاد فانه اسم لقصيدة شاعت و ذاعت للشاعر الراحل عمر الطيب الدوش وغناها بمسماها الجديد، " اوبريت سعاد"، عبقري الغناء السوداني عبدالكريم الكابلي. وعمر شاعر مجيد، مافي ذلك ريب، وبعض شعره يربض في حنجرة فنان الشعب محمد وردي. و لم يقدّر الله لي ان التقي عمر الدوش او ان اعرف صحبته كما عرفها محيسي. و اقرب ما وضعتني تصاريف الحياة من عمر الدوش كان عندما شرع في مقاضاة صحيفة (ظلال) ثم تنازل عن دعواه في كرم و ايثار، و ذلك علي عهد اشرافي علي تحريرها في النصف الاول من التسعينات. و اصل الموضوع و مختصره ان محررا ناشئا و ضع علي احدي صفحاتها خبرا يقول عن الشاعر عمر الطيب الدوش انه نزيل بمصحة كوبر للامراض العقلية، ولم يكن الخبر صحيحا و لا قريبا من الصحة. و حتي لو كان صحيحا و تنبهت الي وجوده علي صفحات الجريدة، قبل ذهابها الي المطبعة، لقمت بنزعه و عنفت المحرر علي ايراده، ذلك انني شديد الحساسية تجاه هذا النوع من الاخبار التي تنضح خبثا و التي يوردها المحررون بظاهر التعاطف مع المبدعين و باطن الترويج والكسب الرخيص. ما علينا، و ما لنا بالقديم وقد مضي لشأنه و نحن اولاد اليوم. وبين يدي، في صباحي الاغر هذا، ورقتان الاولي من ستة صفحات بعنوان " لسعاد قصه تروي " و الثانية من عشرة صفحات تشتمل علي قصيدة " سعاد " في نصها الاصلي الكامل كما كتبها شاعرها الراحل في مائة و ستة و عشرون سطرا تزيد و لا تنقص. و بعد قراءتي للقصيدة عمدت الي موقع الكابلي علي الشبكة الدولية واستمعت الي الاوبريت مثني و ثلاث بصوته الفريد الآسر الشديد الرواء. ووجدت ان القصيدة المغناه تبلغ نحوا من نصف القصيدة الكاملة كما كتبها عمر او اكثر بقليل، مع شئ من التحوير والتدوير في بعض من الاجزاء المغناه استلزمت بعضها ضرورات ربما استشعرها الكابلي وحده دون غيره، و لكن محيسي لم يرض عنها كما تظهرنا اوراقه الخاصة التي سنتلصص عليها معا بعد لحيظات، و بعضها الاخر أملته محظورات يعقلها لفوره كل من القي بنظره الي القصيدة، فما احسب ان يوجد بين ظهرانينا من يظن ان بوسع الكابلي، و الحال هو الحال، ان يتغني مثالا لا حصرا ببيت يقول: ( و ركعت للعرقي البكر)، دون ان يؤخذ الي محكمه النظام العام في زمن غنائه لها فيري ما لا يسره و لا يسرنا. و من الحق الذي لا مرية فيه ان (نسبة الكحول) في نسخة القصيدة الاصلية عالية نوعا ما. وهذا العامل، بالاضافة الي طول القصيدة، يحولان دون نشرها في نسخة الصحيفة الورقية، فما اظن ان ( كيزانا ) سابقين كصحبي في (الاحداث) ينشرون في صحيفتهم، حتي بعد ان هجروا ( الكوزنة ) و تركوها وراءهم ظهريا، ابياتا من نوع: ( طبّيت قزازتي مرقت عِنْ طرف البلد / وسكرت جد ) او من شاكلة: ( الصدق من جنس الزنا / العافية مولودة سفاح / الرنة في الوتر الاصيل تلقاها في قاموس نكاح ). و لكنني عقدت العزم علي ان اثبت النسخة الكاملة للقصيدة الاصلية في الموقع الالكتروني الجماهيري ( سودانيزاونلاين)، ثم في موقع الصفوة من مثاقفة الاسافير المعروف بالسودان للجميع (سودان فور اول دوت اورغ)، فتحري هلالها وانظرها ان شئت – ايها العزيز الاكرم - في ذينك الموقعين. وآخر ما عندي لاقوله لك بشأن " سعاد " هو انني اشركت استاذنا الكبير محمد المكي ابراهيم ( الشاعر الدبلوماسي – شاء الدكتور حسن موسي ام أبي) في قراءة الاوراق فأضاف الي محتواها معلومة جديدة مفادها ان الدكتور حسن ابشر الطيب كان هو من حرك ساكنه فحمل القصيدة، و قد رأي فيها ما رأي، الي مطربنا الملهم عبدالكريم الكابلي و زنّ في اذنه زنينا حتي لحنها و غناها علي ذلك النحو المدهش البديع، و هو ما اكده لي بعد ذلك صاحب الاوراق.



    وكنت قد وقعت علي الوثيقتين وانا افتش في اوراق صديقي محمد الحسن محيسي. وانا رجل فتاش، فان كانت لك، رحمك الله، اوراق تخاف عليها من ضوء الشمس كما يخاف محيسي علي اوراقه، فسارع بتخبئتها واحسن حرزها اذا رأيتني في الطريق اليك. و كنت قد عثرت قبل هاتين المادتين علي مرثية كتبها محيسي في رثاء خدنه الجميل الخاتم عدلان، لعلها من أسمي ما قرأت في باب بكاء باقٍ علي راحل، والقاها امام الجمع في النادي السوداني بأبي ظبي قبل سنوات ثم عاد فأخفاها طي اوراقه، وارهقني محيسي من امري عسرا حتي رضخ لاصراري علي اعادة نشرها في ( الاحداث)، ولعلك صادفتها، يا رعاك الله، في عدد الصحيفة الصادر في الثالث والعشرون من ابريل المرادف للذكري الثالثة لرحيل الخاتم. ثم دعني وانا في سبيلي لاخلي بينك و بين سعاد و قصتها كما وجدتها في اوراق الرجل القديمة التي كتبها في الاصل لنفسه لا لغيره، مع ان صياغتها، و صياغة اغلب اوراقه، تبدو للقارئ و كأنها تخاطب آخرين خطابا مباشرا، احدثك حديثا موجزا عن محيسي. و لا يختلطن عليك امر فمحيسي يكبرني سنا فلست من لداته، و كثير من اصدقائي مثله يكبرونني سنا، واجدني الوح بفارق السن لسبب و احد وهو انك واجد في حديثه عن سعاد و قصتها اسماء عديدة لرفاق دربه من اصحابه و اكفائه، وجل هؤلاء اسماء معروفة في سماوات السودان. و ليس ثمة سبب ثان لهذا التلويح فلست ممن يخفون اعمارهم او يحيطونها بستارات الغموض. و في عقيدتي علي اية حال ( ان عمر المرء ما قد سره / ليس عمر المرء مر الازمنة ). والاستاذ محمد الحسن محيسي، كما عرفته واريد، لاغيظه، ان اعرفك به ايضا تعريفا مفتوحا مفضوحا يزلزل طبيعة التواضع والتحفظ التي تطبع شخصيته بطابع ثقيل، هو قارئ ممتاز و مثقف من طراز نادر، قال في شأنه توأم روحه الراحل الخاتم عدلان علي ملأ من الناس ذات يوم انه لا يعرف كتابا ذا قيمة صدر في الاربعين سنة الماضية و لم يقرأه محيسي. و ربما ذكرته صحبته السابقة في جامعة الخرطوم كواحد من مؤسسي الجمعية الفلسفية و سكرتيرها لسنوات متعاقبة. ثم انه من صنف المثقفين الذين يحملون السودان في حدقات العيون، توافيهم همومه في السحر ولا تبرحهم في العشيات. و هو الي ذلك من العلماء المتخصصين في مجال الادارة العامة وقد عمل في الزمن الذي مضي استاذا و رئيسا للجنة العلاقات الدولية باكاديمية السودان للعلوم الادارية قبل ان ينتقل الي شركة البترول الوطنية في امارة ابي ظبي مديرا لدائرة التنمية الادارية التي ظل بها حتي صدر قرار حكومة الامارة مؤخرا بتعيينه مستشارا عاما لدائرة الخدمة المدنية. و ها قد اوفيت بما وعدتك به من تصريح و ايضاح فاليك اذن بسعاد و قصتها.

    ( لسعاد قصة ):

    ( حتي لا يجمح الخيال، وهذا زمن الجموح ابادر الي القول ان ( سعاداً ) المقصودة هي قصيدة الشاعر الفحل عمر الطيب الدوش التي كتبها في سبعينات القرن الماضي و سارت بذكرها الركبان بعد تلحين و غناء الاستاذ عبدالكريم الكابلي لها في النصف الثاني من التسعينات. وقد لحنها كابلي في شكل (اوبريت)، و سنعود لهذا لاحقا. لي مع هذه القصيدة قصة تستحق التسجيل حتي لا يذهب جزء مهم من تاريخ تلك القصيدة ادراج الرياح. اذ اسعدني الحظ ان شهدت ميلادها و كان ذلك في اوائل السبعينات، وهي سنوات عجاف. و لولا شاعرية عمر الدوش المتوقدة لما ولدت سعاد في ذلك الزمان العقيم. و في ابي روف، في دار آل الكد - طه و خالد الكد - التي كانت وستظل باذن الله عامرة بأهلها، والمساء في اوله والجو صحو، كما يقول الادباء، لا اذكر المناسبة علي وجه التحديد، لعلها مناسبة وطنية او دينية او ربما خروج خالد من السجن و ما اكثر دخوله اليه. و الحضور لفيف من المثقفين من اصدقاء طه و خالد وآخرون ايضا. وطه رجل (حمول) كما كان يسميه الصديق محمد ميرغني نقد، لأن طه (ذلك الاسد الرابض) كما اسماه صلاح احمد ابراهيم يحتمل من ( الاصدقاء) ما لا يحتمل غيره. بدأت النشوة تسري في معظم الحضور، و ثار اللغط. لا بد انهم يناقشون قضية سياسية، و ما اكثر تشعبات القضايا السياسية في وطننا و ما اكثر جدل المثقفين حولها. كنت اجلس مع طه الذي انتبذ مكانا جانبيا. انضم الينا عمر الدوش، كث الشعر متوقد العينين متوهج "الشاعرية"، و في الوجه رهق يكاد ينطق بان سببه عاطفي! سأله طه: هل تسمعنا جديدك الشعري؟ انفجر عمر الدوش ضاحكا ضكته المجلجلة تلك، مع انه ليس في السؤال ما يضحك و قد ادهشني ذلك في حينه، ولكنني ادركت سره فيما بعد. كنت قد عرفت عمر عن طريق خالد قبل اشهر قلائل من ذلك التاريخ، وكنت التقيهما يوميا بعد ذلك. كانا وقتها قد شببا بفتاتين من المعهد الفني (هكذا كانت تسميته سابقا) يذهبان لزيارتهما عند نهاية كل اسبوع، وقد صحبتهما في ذلك المشوار الراتب مرة او مرتين، ولكن تلك قصة اخري. يستذكر خالد قول محمد ميرغني نقد عني. وكان محمد ميرغني آخر من تعرفت عليه في تلك المجموعة الرائعة، النادرة ندرة الزئبق الاحمر، و في زمن قياسي نمت بيننا مودة خاصة. كان من القضاة الذين اقالهم نميري في احدي هوجات السبعينات فافتتح مكتبا لممارسة المحاماه. قال لي محمد ميرغني غير مرة: ( انت نوع من الناس انقرض، ماذا تفعل في هذه الدنيا؟ اني اخاف عليك الموت). قالها امام جمع من الاصدقاء المقربين، و لكن للقدر مفارقاته – سبحان الله - فقد ذهب هو و ذهبوا جميعا و بقيت انا في خلف كجلد الاجرب. و قديما قال لبيد ينعي بؤس دنياه وقد غاب عنها الاحباب: ( ذهب الذين يعاش في اكنافهم / و بقيت في خلف كجلد الاجرب ). تركوا لي من بعد رحيلهم احزانا لا نهائية و ذكريات افراح تثير الاحزان و مراتع تقلب المواجع، فتأمل و اعتبر! اعود فأقول: ضحك عمر الدوش ضحكته المجلجلة تلك عندما سأله طه الكد عن جديده الشعري. والواقع انني لم افهم جيدا قول الادباء ( انفجر فلان ضاحكا) الا عندما سمعت ضحكة عمر الدوش. لملم عمر ضحكته. اعطاه طه سيجارة يستحثه لقول الشعر، كانت آخر ما في العلبة فوضعها فارغة علي الطاولة امامه. بدأ عمر يستذكر بشئ من الصعوبة الابيات الاولي من القصيدة، قصيدة " سعاد ": ( دقت الدلوكة .. قلنا الدنيا ما زالت بخير / أهو ناس تعرس و تنبسط ). و ظل يكرر هذين البيتين عديد من المرات. كنت تري المعاناه في كل قسمة من قسماته و هو "يولد" الابيات توليدا او يستذكرها استذكارا فلم اكن ادري. كانت تلك لحظة مفصلية بالنسبة لي، لم اشاء ان تفوتني. اخذت علبة السجائر الفارغة من الطاولة، فضضتها و طفقت اكتب ما تجود به قريحة عمر دون ان يلاحظ ذلك فقد كان مستغرقا في "توليده" او تذكره. كان عمر يردد الابيات و يغير بعض الكلمات في كل مرة، في معاناة واضحة، ولادة حقيقية، حتي كتبت صفحتين بعد ان احضرت ورقة اخري، او ما يقارب ذلك مما استولده او ا ستذكره من شعر. كان طه مطرقا يستمع. وهو الاديب الاريب، العارف باسرار الديانات و اللغي و بعض ما يرويه عمر من شعر. و لما انتهي عمر من رواية القصيدة قلت له: ( اقترح ان تسمي هذه القصيدة " علي ود سكينة ")، فاستحسن طه الكد مقالتي و ثناها علي الفور.



    في الجانب الاخر هدأ اللغط السياسي و خفت نوعا ما هدير بقية الاصدقاء، فانضم ثلاثتنا اليهم، طه و عمر و انا، و تناولنا العشاء، ثم تفرق الجمع بعد ان ( تقضي الليل الا اقله) في قول عمر ابن ابي ربيعة. في اليوم التالي ( ذهبت السكرة و جاءت الفكرة ). حاول عمر تذكر ولو بعض ابيات من القصيدة فلم تسعفه ذاكرته المشتعلة بامور كثيرة، فاستنجد هاتفيا بطه الكد لعله حفظ بعض ابياتها، فاخبره طه انني كنت اكتبها علي ورقة صندوق السجائرو اوراق اخري. في ذلك اليوم ما كدت اغادر مكتبي في ديوان شئون الخدمة حيث مكان عملي حتي رأيت خالد الكد و عمر الدوش في انتظاري. بادرني عمر بضحكته المجلجلة تلك: ( اين علبة السجائر؟). لم افهم السؤال فاجبته بسذاجة: ( انت تعرف انني لا ادخن )، زادني عمر باريحيته المعهودة ضحكة مجلجلة اخري واردف قائلا؛ ( اقصد القصيدة التي كتبتها البارحة ). لثوان معدودات فكرت ان انكر، وقبل ان اجيب فاجأني بالقول: ( طه الكد رآك تكتبها وانا لم اعد اذكر منها سوي مطلعها ). سدّ علي السبل، لان طه رجل صدوق، لا يعرف سبيلا الي مدارك الكذب و لا يعرف الكذب سبيلا الي لسانه. رجعت مكتبي و عدت بنسخة مكتوبة بخط واضح. شكراني ووضع عمر النسخة في جيبه دون ان يحاول قراءتها.

    بعد ذلك بسنوات طويلة، في عام ، ١٩٩٤ وقد جرت مياه و (دماء) كثيرة تحت الجسر، قابلت خالدا في لندن وكان عائدا لتوه من السودان، و تذكرت تلك الامسية فسألته عن عمر الدوش، تغيرت نبرة صوته و قال بعد هنيهة صمت: ( خلاص..عمر ما بتلحق )، و خيم صمت حزين.



    قبل عامين، اثناء اجازتي السنوية بالسودان، كنت البي دعوة عشاء مع الصديق العزيز الدكتور صديق امبدة في منزله العامر بالطائف. تذاكرنا تلك الايام الخوالي، وورد ذكر " سعاد " فاذا بالدكتور صديق يفاجئني بصورة من تلك النسخة الاولي، تلك التي كتبتها في اوائل السبعينات بخط يدي و طفق يقرأ منها للاصدقاء الحضور، كانت تلك لحظة تاريخية اخري بالنسبة لي، اذ بتجربة كاملة حسبتها انطمرت تحت ركام السنين العجاف، و ما اكثرها في سيرة الوطن الجريح، تعود حية كاللهب في الوجدان، وجدان كل من حضر تلك الجلسة، و كان فيهم الشاعر الفذ كامل عبد الماجد و محمد المهدي بشري و سليمان محمد ابراهيم و الشاعر عبدالعزيز جمال الدين و الدكتور المهندس عثمان الخير والشاعر كمال عووضة الذي ربما لم يسمع به الكثيرون و لكنه شاعر عميق الشاعرية وان لم يجد اسمه ما هو مستحق له من ذيوع و شهرة.



    ذاك ما كان من امر (سعاد) القصيدة، اما (سعاد) الاغنية، او الاوبريت كما اراد لها الكابلي ان تكون فتستحق النظر. وكما قد علم الناس، بعض الناس علي الاقل، فان الاستاذ الكابلي قام بتحريف و تبديل العديد من الابيات والكلمات. و ما انا بناقد للشعر و للنقد ادواته التي لا املك منها شيئا. ولكنني مع ذلك استميح اولئك الذين ربما وقعت هذه السطور تحت اعينهم يوما ما عذرا اذ امنح نفسي حرية التعليق لما لهذه القصيدة من مكانة خاصة في نفسي. و بعض الكلمات التي غيرها و حورها كابلي في القصيدة اعتقد انها ( محورية ) فلماذا بدلها كابلي تبديلا؟ هل كان التغيير لضرورة سياسية لانها لا تتماشي مع خط النظام السياسي؟ بئس السبب اذن، لان كابلي بذلك يكون قد افرغ القصيدة من بعض معانيها. ام هل كان التبديل لضرورة فنية؟ وذلك ان صح لتعذرعليّ فهمه واستيعابه، لان الكلمات والجمل البديلة التي اتي بها كابلي جاءت بنفس القافية والروي. و قد اثار استغرابي حقا في القصيدة / الاوبريت ، واترك التعليق علي اللحن و الموسيقي للمتخصصين، اضافة كابلي بعد هذه الابيات: ( بقيت {بتشديد القاف} قزازتي مرقت عِنْ طرف البلد / و انا جاي راجع اجهجهو / لاقاني هو / سايق العساكر و الكلاب / قبال يقولوا لي سلام / ختوني في قعر السجن )، اضافته من عنده بلحن مرح: ( ان شا الله ما تضوقو السجن )، مما يوحي من طرف خفي بحالة من ( الجرسة) لا تناسب شاعرا مناضلا مثل عمر كما لا تناسب النفس النضالي الذي انتظم ذلك الجزء من القصيدة. غير انه ربما كانت من المحامد المؤكدة لتلحين و غناء كابلي للقصيدة انه لفت اليها انظار الناس و افسح لها موقعا مؤكدا في سجل الخلود فضلا عن انه حفز المهتمين للبحث عن النص الاصلي و مدارسته و الاستمتاع بروائه و غنائه و طاقته الابداعية. واتمني ان تقوم احدي الصحف بمهمة نشر النص الاصلي الكامل بغير تحريف او تبديل او تحوير احقاقا للحق و وفاء لصاحبها الراحل المقيم الشاعر عمر الطيب الدوش ). انتهي النص.



    و هنا ادرك محيسي الصباح فسكت عن الكلام المباح.



    نقلا عن صحيفة ( الاحداث )
                  

العنوان الكاتب Date
ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش عبد القادر الرفاعي09-30-08, 11:16 AM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش عبد القادر الرفاعي09-30-08, 11:42 AM
    Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش فاروق أبوحوه09-30-08, 11:54 AM
    Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش سلمى الشيخ سلامة09-30-08, 11:59 AM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش محمد سنى دفع الله09-30-08, 11:51 AM
    Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش عبد القادر الرفاعي09-30-08, 12:22 PM
      Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش محمد عكاشة09-30-08, 12:37 PM
        Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش محمد سنى دفع الله09-30-08, 12:49 PM
      Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش عبد القادر الرفاعي09-30-08, 12:47 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش عبدالوهاب علي الحاج09-30-08, 02:30 PM
    Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش عبد القادر الرفاعي09-30-08, 02:58 PM
      Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش عبد القادر الرفاعي09-30-08, 04:06 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش عبدالوهاب علي الحاج09-30-08, 03:19 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش abubakr09-30-08, 06:06 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش Salah Yousif09-30-08, 06:53 PM
    Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش عبد القادر الرفاعي09-30-08, 10:26 PM
      Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش ريهان الريح الشاذلي10-01-08, 01:44 AM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش محمد حيدر المشرف10-01-08, 02:38 AM
    Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش عبدالغفار محمد سعيد10-01-08, 02:04 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش Elmosley10-01-08, 08:07 PM
    Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش عبد القادر الرفاعي10-01-08, 08:28 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش عبدالوهاب علي الحاج10-01-08, 08:27 PM
    Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش فيصل محمد خليل10-01-08, 09:01 PM
      Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش فيصل محمد خليل10-01-08, 09:20 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش أحمد طراوه10-01-08, 09:50 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش ASHRAF TAHA10-02-08, 01:48 AM
    Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش Bushra Elfadil10-02-08, 01:05 PM
      Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش فيصل محمد خليل10-02-08, 08:11 PM
        Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش فيصل محمد خليل10-02-08, 08:19 PM
          Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش فيصل محمد خليل10-02-08, 08:40 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش abubakr10-02-08, 09:09 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش Salah Yousif10-03-08, 04:36 AM
    Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش فيصل محمد خليل10-03-08, 05:49 PM
      Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش Sidgi Kaballo10-03-08, 11:34 PM
  Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش abubakr10-04-08, 10:20 AM
    Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش فيصل محمد خليل10-04-08, 09:12 PM
      Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش عبد القادر الرفاعي10-05-08, 01:01 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de