ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 11:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-30-2008, 11:16 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش

    (كنت قد أعددت هذا الملف عن الشاعر الراحل / عمر الدوش في ذكرى رحيله التاسعة وتم نشره بجريدة الميدان بتاريخ 23 /10/2007م)

    النحل طاف المراعي وأهداك السلام رحيق ( 1 – 2 )

    بقلم : د. عبد القادر الرفاعي


    "إن الفن لا يعبر عن مشاعر الناس وحدها
    على نحو مجرد"( بليخانوف )
    "إن الروائع الفنية تحافظ على قيمتها حتى
    بعد زوال الحضارات التي أنجبتها"( كارل ماركس )

    لم تكن (الساقية) لتمثل الشاعر عمر الدوش ، ولا "الحزن القديم" لم تكن تجسد ما يعرفه الدوش عن آمال الوطن وأحزانه .. أهله وأحلامهم، فقراءة وطبقاته الشعبية، أمانيه وتطلعاته الإنسانيةالواسعة .. فانصرف إلى كتابة الشعر(راجع دواوينه الساقية، وليل المغنين ،وكتاباته في المسرح) .

    أشعار عمر الدوش تعبير حي وصادق عن قصة الوطن وأهله في صراعهم اليومي المرير مع الموت المتمثل في الظلم والعواصف الغادرة يقابلونها بأشرعتهم الممزقة وعزمهم الذي لا يلين .. ذلك المستمد من أساطير كالصخور؛ ففيها روح أسطوري حنون ولكنه غائص كالجذور بالأرض. "الساقية لسه مدورة " تلك هي صيحة الاحترام العميقة التي أطلقها عمر الدوش على لسان أحمد " أبن الشعب " بطل القصةالأول الذي يؤمن بضرورة النضال من أجل الحياة وهو في عنفوان شعوره بقواه التي لا تخور وآماله التي لا تخبو، أحمد الذي يعرف كيف يكون ترويض الصعاب .. يصرعها بفتوة الفار .. يعبر بحور .. يهدم جبال بوقع أقدامه فتهتز الأرض من تحته.

    هي قصة بلادنا قبل ثورة أكتوبر ١٩٦٤ م وبعدها في زمن الحرب ضد الشمولية الوالغة في دمائنا إلى يومنا هذا ... صورعمر الدوش ببراعة مدهشة أثار الصراع السياسي والاجتماعي على حياة الناس وما خلفه ذلك من عواصف وتناقضات كادت أن تفترس حياتنا، ولكنها في البدء والختام قصة الانتصار على شروط الحياة لقاسية وقصة الإرادة السودانية الغلابة:

    "أحمد حكا

    ووسد الرأس الضراع

    والشوف نواحي النيل تكا

    وصاني أبوي

    الموج بيهدم كل رخوة على الجروف

    شد الضراع

    والنيل بقاوم من زمن كل الظروف

    شد الضراع

    زي المراكب مع الشراع

    لازم تعرفو الظلم جاي من وين عليك

    وعلى شان يكون الحق ليك

    تعبر بحور، تهدم جبال

    والحق هو النضال

    والحق في ساحة مجزرة

    والنصر للفأس والرجال

    ولي سواقي مدورة"

    لم يفصل عمر الدوش إحساسه الصادق بالمشكلات الجمالية عن الاهتمامات السياسية والقيم والأخلاق الأصيلة، فهو في هذا مثل أفلاطون: "تذكر لأشياء مقدسة كانت النفس الإنسانية قد تأملت وتملت فيها أثناء وجود سابق لها ملؤه الغبطة والمجد" . والفن يحاكي الواقع ، لكن عليه أن يختار ما يحاكيه وان يتمسك بما هو صحيح ومستقيم وجميل، الفن الذي يضع نفسه في خدمة السياسة والأخلاق والقيم والناس (راجع الفن والتصور المادي للتاريخ لجورج بليخانوف – ترجمة جورج طرابيشي – منشورات دار الطليعة بيروت) .

    عمر الدوش الشاعر الفنان لم يكتف في فنه بتوفير المتعة الجمالية بل تجاوز ذلك بقناعة فرضت عليه أن يخدم بأوسع ما تنطوي عليه هذه الكلمة ونبلها .. وعن طريق الفن وصل الإنسان إلى الوعي ذلك أن مضمون الفن هو المصلحة العامة، لهذا فإن لغة الأثر الأدبي ومضمونه وتركيبته وطابعه الجمالي قد تحددت في إطار ذلك المضمون والتصور الذي كونه عمر الدوش لنفسه عن الواقع والتجربة التي يمتلكها وبالفكر الذي يعبر عنه. وكما سنرى، فأن المأساة الوطنية في يوليو 1971 م ،على فجيعتها ،تثير في عمر الدوش روح التحدي وتجعله يعلن قبول المعركة حين وقف الوطن كله حيث بدأت المعركة، ويوم وقف العالم مروعاً أمام الاجتياح المايوي الحاقد يصفي حسابه مع حركة التقدم وقواها الاشتراكية "والحق في الساحة مجزرة" . قلة من الناس باستثناء المناضلين المؤمنين بقضيتهم ظلوا على أمل لا يتطرق إليه الشك، وكان عمر الدوش من هؤلاء، وعليه وهو خارج الجدران (كان عائداً من زيارة لمصر) بعد الهزيمة بأسبوع واحد ، ورفاقه استشهدوا ومن تبقى منهم كان خلف الجدران مما جعله ينطوي على ألم مضاعف ... يقول الدوش في رسالة إلى صلاح العالم، والرفاعي ،ومحجوب شريف وكل الشهداء الأحياء، عنوانها: " رسالة إلى رفيق غائب " :

    الصمت بعدك يا رفيقي صار أعزل

    والظل بعدك يا صديقي عاد أطول

    يا حبيبي عد إلينا

    أنت أجمل

    هكذا تبكي السواقي والمصابيح الضريرة

    والمسافات التي لم نمشها

    عفواً كميلاد القصيدة

    وحينما يسألني عنك الرفاق الأصدقاء

    أقول أنه يحبكم ... يعزكم ... يجلكم

    وأنه يغني للسواقي مثلكم

    تحت ستار الصمت والهزيمة
    *******

    نشرت هذه القصيدة والتي بعث بها إلي داخل سجن كوبر، في مجلة تصدرها وزارة الشباب والرياضة في العام 1972م .كانت رسائل عمر الدوش وهداياه لرفاقه السجناء ، وثيقة شديدة الأهمية عن حياته/ حياتهم في السجن، وهي شهادة عن الصداقة العميقة التي كانت تربطه بهم ، وعلى المشاعر والأفكار والمبادئ السامية التي وثقت العرى والوشائج الحميمة التي لم تقو يد الدهر على مسها حتى رحيله.

    كان عمر الدوش مجدداً متمكناً من فن الشعر لم يقلد أحداً وعجز مقلدوه ... كان عمر الدوش سمح المحيا جميل الصوت وكان في صوته خامة غنائية عذبة تؤهله لأن يكون مطرباً مرموقاً كان معروفا أن صوته فيه شيء من العاطفة وشيء من الرقة والدفء والحنان ... كون عمر الدوش فرقة للغناء بعد اعتقاله في سجن كوبر "1973م" ، وشاركه فيها الغناء صلاح عباس (طالب الحقوق) وضياء الدين طالب الاقتصاد جامعة الخرطوم)؛ كان ثلاثتهم يبدءون الغناء في ليالي السجن القاتمة الموحشة:

    يا خالق الوجود أنا قلبي كاتم سرو

    ما لقيت من يدرك المعنى بيهو أبرو

    و"أذكري أيام صفانا" وغير ذلك. في عيد رمضان عام ١٩٧٣ م استمع إليهم الراحل بشير محمد سعيد ومعه عابدين إسماعيل وعبد الوهاب بوب ومصطفى عبد القادر وميرغني النصري ومشاوي المحامي وآخرون ممن كانوا معتقلين. علق الراحل بشير محمد سعيد: أن لهؤلاء الشباب أشياء ثلاث، عذوبة الصوت ورقة الإحساس ونبل القضية؛ فلن يهزموا أبداً.

    ومع الأيام كتب عمر الدوش "الحزن القديم" :

    بتطلعي أنت من غابات ومني أنا

    ومن صحية جروف النيل مع الموجة الصباحية

    ومن شهقة زهور عطشانة فوق أحزانها متكية

    بتطلعي أنت من صوت طفلة وسط اللمة منسية

    عمر الدوش هنا مثل أمير الشعراء أحمد شوقي الذي قال "والزهر في أكمامه بكى".

    ومنذ أن غادر عمر الدوش دنيانا وأنا أهم بالكتابة عنه فلا تواتيني قريحة ولا يساعفني بيان ولعل اللوعة على فقده الحميم – لايعرفها إلا الحميم – تعصب الفم وتعقد القلم، ولكنني ظللت ونفسي نتهامس وأين الوفاء؟ وحق الإخاء؟ ورفقة صدق ومبدأ وفكر خمساً وأربعين سنة؟ مع أن طيفه ما بارحني وصورته ما انتقلت من عيني إلى خاطري. . هذه كلمات من قلبي إليك يا عمر الدوش، يا خفيف الروح، يا حبيب الروح يا أنس الحياة وصافي الود ويا رفيق الوتر.. هذه الكلمات عنك أرسلها إلى محمد ميرغني نقد ، وطه وخالد الكد ، وميرغني المحسي ، وعلي عبد القيوم، وأبو ذكرى في عليائهم ؛ وإلى الأحياء الشهداء محجوب شريف ، وصلاح العالم ، ومبارك بشير، وكمال عووضة ، ومحمد المهدي بشرى ..وإلى زوجتك سعاد محمد الحسن وبنياتك
    "كان بدري عليك " .
                  

09-30-2008, 11:42 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    النحل طاف المراعي وأهداك السلام رحيق ( 2 – 2 )

    بقلم: د. عبد القادر الرفاعي


    كانت الثورة حلما ضائعا طوال سته عشر عاما بعد 1971م ، وكان ضياع الحلم مصدر إلهام صاغ منه عمر الدوش أعظم قصائده في العاطفة والثورة والتحريض ومناجاة الشعب والوطن وفى عزاء النفس بديلا لليأس والقنوط..

    كم عانى الدوش من الضيق والضجر خلال تلك الأيام التي بعث خريفها على السأم واليأس،أية مأساة صامته مستترة بكل ما فيها من قسوة وشقاء تلك التي اجتاحت الوطن ونهض بعدها مناضلون أشداء على طريق البطولة والخلود .. واستلهم منها عمر الدوش ملاحم كبيرة .. وعجز الاغتيال والقهر والغياب خلف أسوار السجون عن قهر إرادة الدوش وكفاح هؤلاء المناضلين.. يقول عمر الدوش في " أربع رسائل لقياس حمى الوطن" (ظهرت بعنوان خطابات في حمى الوطن في ديوانه ليل المغنين صفحة ٣٢.

    (1)

    فتحت جوابك الأول

    لقيتك لسه يا وطني بتكتب بالعمار والدم

    (2)
    ولسه بتسكر امدرمان

    على الشارع بتتكوم

    وترضع من سدر مسلول

    نهودها تدوسن العربات

    ترضع فى الكلاب مشنوقة

    من عينيها في الساحات

    وتضحك في زمن مسموم

    (3)
    ولسه بترقد الخرطوم تبيع أوراكها للماشين

    تطل من فوق عماراتها

    وتلز أطفالها في النيلين

    وترجع للرقاد تانى

    فتحت جوابك الأول

    أشوفك فى جواب تاني

    مشيت اتمشى فوق همك

    وصلني جوابك التاني

    يحيض الغيم على سطورك

    يقطر من سماك دمك

    ******

    هكذا ظل عمر الدوش يصور الوحش المايوي الذي أنشب مخالبه وتربع على مائدة وطن نثرت عليها جثث الشهداء والأبطال..ظل عمر الدوش يتابع أنباء المعارك وتفاصيل المقاومة حتى لحق بالذين يحبهم داخل سجن كوبر معتقلاً، فيفور فيه الحقد ويلتهب حماسه فيرسم صور المناضلين والوطن فيرفعهم في نفسه، فيقول:

    (4)
    وترجع للرقاد تاني

    فتحت جوابك الأول

    اشوفك فى جواب تانى

    (5)
    مشيت اتمشى فوق همك

    وصلني جوابك التانى

    يحيض الغيم على سطورك

    يقطر من سماك دمك

    بشوف في جوابك التانى

    (6)
    مدن مبنية متكية

    بتمرق من شبابيكها

    عيون برموشها مطفية

    شرك لي كل قمرية

    وأماني كثيرة مخصية

    (7)
    شوارع بالنهار والليل

    مدبسة بالحرامية

    معلقة في صدور الناس

    كلاب أسنانها مبرية

    على مر السنين تحسب شهور

    أيامها عبرية

    مشيت اتمشى فوق همك...

    وصلني جوابك الدمك

    وبعد هذه الصورة القاتمة وأحزان النفس غدا عمر الدوش عنوانا لمقاومة الألم ورائداً في الارتفاع على الظلم وداعية للصمود والمقاومة، ويقول:

    رقدت على البحر غنيت مليت

    أحزانى بالأمواج

    جرحت الدنيا بالدوبيت

    جريت لي ساحة الشهداء

    لقيتم لا وطن لا بيت

    دخلت منازل الأمات

    وطليت لي شقاء الأخوات

    مرقت كأني زولا مات

    لقيت أطفالي في الشارع

    بيجرو على أمل واقع

    رقدت على البحر غنيت

    واتذكرت أهلن لي

    ساكنين في سجن كوبر

    مليت أفراحي بالأمواج

    وشديت الرحال قمت

    لحد الليلة ما عدت

    شابيك فتحن أبواب

    وأبواب فتحت حارات

    وهكذا وكما نرى، كان عمر الدوش شجاعاً ، وكان هدير الطاقة الثورية في نفسه مجلجلاً كالرعود، لقد كان واعياً وكذلك واثقاً أن شعبنا مدرك لأهمية التغييرات الثورية وان السودانيين في طموحهم إلى إحداث تلك التغييرات الثورية يحتاجون لمن يغنى لهم على الدرب الصعب..لمن يخاطبهم بالكلمة التي تنفذ إلى القلب وتأسر المشاعر وتذكي أوار النضال، وفى رسم الصورة التي تسكن أوجاعهم وتعبر عن بؤسهم وشقائهم وتطلعهم إلى الأمام.. والى تطلعهم إلى الحرية مهما اشتدت المعاناة وازدحمت التضحيات.. يقول الدوش:

    كنت معاك يا وطني

    على حمى الجواب الفات

    صحيت ولقيتك الشارع

    وكت تتمايل النخلات

    وترمي على التراب

    ضلك.. على أيامك الجايات

    هنا فقط تجسد الأمل وتحول الحلم في عيون عمر الدوش ليصبح حقيقة ، وانطلق الشعب المارد إلى الشارع ليصفى حسابه مع القتلة:

    وفى جوابك الرابع

    لقيت الناس على الشارع

    وصوتك من كهوف طالع

    كواريك في السماء السابع

    كواريك للسماء السابع

    كواريك للسماء السابع


    كانت أغنية " خطابات في حمى الوطن ” أربعة، يجمع بينها خيط واحد لا يظهر إلا عند القراءة والانتهاء منها، وكان الخيط الواحد الذي يربط بينهما جميعاً..يربط بين الهوة المروعة العميقة التي خلفتها الهزيمة والمتغيرات الصاعدة من أجل تجاوزها.. متغيرات تراكمت في صورة مزيج مركب من عناصر اشمل كثيراً من التقاعس والانهزام.. وثمة ملاحظة أخرى على تسلسل المعاني في الخطابات وهى تقيس حمى الوطن، وأقصد صعود الشعب من البئر العميقة حتى انفجار الشارع.. لننظر إلى وحدة التوقيت.. ووحدة الزمان والتاريخ وحتى انفجار انتفاضة الشعب.. لقد كانت الحرية هي القاسم المشترك بينها جميعاً.

    هكذا، برزت الوحدة بين عمر الدوش وأحزان أماني وانتصارات شعبنا، جسدها في "خطابات حمى الوطن" ، في " أيام الرعب والموت" و " الطريق إلى المعتقل " و "النضالات الممتدة ليل نهار " ، وهى القصيدة التي فيها أروع ما كتب في شعر المقاومة، ثم انتصار الشعب المؤزر في ابريل ١٩٨٥ م.. تلك القصيدة التي كتبها عمر هي أعظم ما جادت به القريحة الخلاقة للدوش، ثم انقطع بعدها عن مواصلة الكتابة بأسباب الرحيل المرّ.

    وأخيراً، وفى رثاء عمر الدوش لا تسعفنا كل المراثي التي خطها يراع الشعراء منذ القدّم وحتى رحيله الفاجع.. نستعير من مراثي صلاح عبد الصبور :

    ” نحن لم ننسى، ولكنّ طويل الجرح يغري بالتناسي

    عندما يخلع صيف ثوبه بعد شتاء مكفهر الوجه قاسٍ

    وعلى عقبيهما يأتي خريف مجدب دون نداوة

    وتعري كفه العالم من كل بهاء وحلاوة

    عندما ينقلب التذكار عبئاً وعذاباً وقصوراً

    وبكاءً أخرس النبرة وحشياً ضريراً

    عندما يلجئنا الحزن إلى بطن جدار

    ليسفي فوقنا مثل تراب الموت زهرة

    زهرة ميتة طال عليها الاحتضار

    لا نرى إلا التناسي مهرباً من موتنا

    موتنا القادم في وضح النهار

    ***********************
                  

09-30-2008, 11:54 AM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    Quote: عندما يلجئنا الحزن إلى بطن جدار

    ليسفي فوقنا مثل تراب الموت زهرة

    زهرة ميتة طال عليها الاحتضار

    لا نرى إلا التناسي مهرباً من موتنا

    موتنا القادم في وضح النهار


    انه الدوش

    الحزن الذي قبع بالقلب

    إنه الدوش

    الفرح الذي خبأت روحه
    تحت قبعة الرحيل.
    ولم ينطفئ وميض ما كتب.
    ولن.

    .
    .
    رحل
    وترك فينا حروف
    تضاهي قامة الوطن.
    .
    فلنكتب عن الجمال
    فلنكتب عن هذا الدوش
    الجميل.
    .
    .
    كل التحايا عبد القادر
    وكل سنه وإنت طيب.
    .
    لا تتوقف
    وبلا شك
    نحن معك
    ومع الدوش
    الجميل.
    .


    ودي مواسم عيد
                  

09-30-2008, 11:59 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    الصديق الودود عبد القادر
    تحياتى
    ذات عام منتصف التسعينات
    كتبت عن الدوش فى صحيفة الاتحادى فى القاهرة
    كتبت عن مسرح الدوش
    (نحن لانمشى فى جنازة المطر )
    وكان حاضرا تلك الايام صديقنا الراحل خالد الكد
    يومها قال لى
    ـ مالك تقلبين على المواجع ؟
    وكنت اتقلب فى مجامر الذكرى
    احاول ان اوصل القارئ الذى لايعرف الدوش بالدوش
    لكم كان ذلك قاسيا
    وشكرا لله ان الدوش كان قد طالع ذاك المقال
    لكم كان فرحى كبيرا
    لكنه مضى
    احكى لك عنه
    مرة كنا طلابا ما نزال فى المعهد العالى للموسيقى والمسرح
    جاء يوما ضاحكا كعادته
    سالته عن سر ضحكته (للاسف لم ادرس على يديه حيث كنت فى قسم النقد وكان يدرس طلاب التمثيل والاخراج)
    لكن كنا اصدقاء ما يجمعنا كان كثير
    كنت احكى عن سر ضحكته
    قال
    ـ جيت راكب تكسى وعندى اخر عشرة جنيه ، فى التكسى كانت الاذاعة تبث اغنية (الود)
    سالت السائق
    ـ عارف شاعر الاغنية دى
    اجابنى
    ـ كيف دا عمر الطيب الدوش
    ـ قلت ليهو ـ طيب ما داانازاتى عمر الدوش
    قال
    ـ لمن جيت نازل حلف ما يشيل منى العشرة جنيه
    وعرفت سر الضحكة
    تخيل مقدار تلك الصوفية والزهد والمحبة التى كانت قائمة بين البشر ؟
    كنت قد اشتغلت بعد التخرج فى الاذاعة
    جئته ذات يوم قائلة
    ـ يا استاذى اكتب لى مسلسل للاذاعة اواى حاجة منك
    قال لى
    ـ اول حاجةخلي ناس الاذاعة يدفعوا لى اجرى فى الحزن القديم ، بناديها
    وياله
    ليته كان حاضرا هذه الايام فى ظل ما يجتاح العالم من مايسمى بالملكية الفكرية وحقوق المؤلف
    يا ليته كان ما يزال بيننا
    فما زلنا نحتاجه
    ربما
    له الرحمة تتسع ولنا حسن العزاء
                  

09-30-2008, 11:51 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    ومنذ أن غادر عمر الدوش دنيانا وأنا أهم بالكتابة عنه فلا تواتيني قريحة ولا يساعفني بيان ولعل اللوعة على فقده الحميم – لايعرفها إلا الحميم – تعصب الفم وتعقد القلم، ولكنني ظللت ونفسي نتهامس وأين الوفاء؟ وحق الإخاء؟ ورفقة صدق ومبدأ وفكر خمساً وأربعين سنة؟ مع أن طيفه ما بارحني وصورته ما انتقلت من عيني إلى خاطري. . هذه كلمات من قلبي إليك يا عمر الدوش، يا خفيف الروح، يا حبيب الروح يا أنس الحياة وصافي الود ويا رفيق الوتر.. هذه الكلمات عنك أرسلها إلى محمد ميرغني نقد ، وطه وخالد الكد ، وميرغني المحسي ، وعلي عبد القيوم، وأبو ذكرى في عليائهم ؛ وإلى الأحياء الشهداء محجوب شريف ، وصلاح العالم ، ومبارك بشير، وكمال عووضة ، ومحمد المهدي بشرى ..وإلى زوجتك سعاد محمد الحسن وبنياتك
    "كان بدري عليك "
    يا ايها الصديق الوفي لك الحب والتحايا الندية
    حينما كلن المعهد العالي للموسيقى والمسرح في قصر الشباب والأطفال كنت اعمل مساعد تدريس
    لأستاذنا الدوش وكان ندرس الصف الثالث تمثيل وكنا نعتمد على الشعر في التكوين الدرامي
    كان الوقت صيفا وانتفاضة ابريل في لحظاتها الأخيرةوقابلني في الممر بالمبنى الصغير
    وضمني واخذ يبكي حتى دخلنا في نوبة بكاء مرير وقال لي اخيرا انتصرنا حنضوق للفرح طعم
    لم يكن يعرف ان هذا الوطن السريالي يمكن ان يغير طريقه في لحظة لهذا كان لفنان مثل الدوش يتمتع
    باحساس شفيف ان تهتز روحه ولا ينهزم بكل التعب الفي الدنيا كان يقاوم بالقصيدة والمسرحية
    حتى قادته خطواته الى المشي في (( جنازة المطر ))
    كان مستنيرا لايعلوا عليه احد بسيط لم يرتاد الأبراج العاجية يدخل دار الرياضة ويشجع ويتفاعل
    يشاهد المواهب ويدعمهم يساند كل من يحتاج الى المساندة والتشجيع ...
    في اخر ايامه حكى لي الصديق الموسيقار همزة سليمان ان الدوش كان يكتب قصائده على الرمل ليلا
    وتاتي رياح الصباح لتمسح الحروف من الرمال وتضيع القصايد
    لك محبتي وللدوش المغفرة والرحمةوالسلام
                  

09-30-2008, 12:22 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: محمد سنى دفع الله)

    وطن

    قصيدة للشاعر عمر الدوش :


    *****

    حأسأل عن بلد رايح

    وافتش عن بلد سايح

    وأسأل عن أمانينا

    الما بتدينا صوت صايح

    وأسأل وين مخابينا

    إذا جانا الزمن لافح

    وأسأل عن بلد مجروح

    واعرف الجارحو ليه جارح

    وأبكي علي بلد ممدوح

    واعرف المادحو ليه مادح

    وأحلم بي حلم مسروق

    لا هو الليلة لا امبارح

    أعلق في جناح سفري

    خطابات لي زمن فجري

    وأدخل من درب سري

    لكل مضاجع الأحزان

    وأضفر من شجر بلدي

    بروقاً مارقة من صدري

    *****

    حأسأل عن بلد غاطس

    لحدي الليلة في الوجعة

    أنط فوق سرجي واتحزم

    أقوم من وقعة لي وقعة

    أخت إيدي البتوجعني

    على السأم البراجعني

    وأسأل يا وطن .. يا بيتنا

    ليه شوقك مواجهني

    ليه حبك مجهجهني

    وليه تاريخ زمن خسران

    موكر لسه في سجني

    ******

    حأكتب لي شجر مقطوع

    مسادير

    يمكن يتحرك

    خطابات لي طفل مجدوع

    يقوم يجري

    يقع

    يبرك

    رسالة لكل قمرية

    إذا دم الشقا اتوزع

    على كل البيوت

    ما ترك

    *******

    وأسأل عن وطن رايح

    وأديكم خبر جارح

    بأنه جميع جموع الناس

    حيفضلوا لا كراع لا راس

    ونشتري في الدكاكين يوم

    مسابح من دموع الناس

    مساحيق من هموم الناس

    زهج يتعبا في الأكياس

    ونعلن في المزاد علناً

    وترغي الجوغة والأجراس

    " نبيع الطفلة والكراس !"

    ******

    وأصرخ يا وطن

    يا بيتنا

    ليه ما تبقى لينا الساس

    قدر ما تجري فيك أفكار ..

    يزيدوا الحبس والحراس

    قدر ما تجري فيك الخيل

    يدوسوا الهيبة والإحساس

    وأسأل يا وطن رايح

    أذا كل القبور دخلت

    بيوت الناس

    بلا استئذان

    بلا صلوات

    بلا أكفان

    جريمة ..

    أسائل الدفان

    جريمة ..

    أطلب تمن قبري

    من البائع في أي مكان

    وأقولك يا وطن

    رايح

    واقولك يا وطن آمر

    سلام النفس ما كافر ..

    ولا كافر ..

    ولا كافر ..

    *******
                  

09-30-2008, 12:37 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    د.عبدالقادر
    اتابع باهتمام ماتكتب..
    وصديقى عوض الوراق كذلك..جبنا سيرتك وعلى وعمرومحجوب ..على وعد ان تأذن لنا بالزيارة ايام هذا العيد
    محبتى
                  

09-30-2008, 12:49 PM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: محمد عكاشة)

    * ولد عمر الطيب الدوش في مدينة شندي1948
    * تخرج في معهد الـموسيقي والـمسرح-قسم الـمسرح- عام(1974)وهي اول دفعه تتخرج في الـمعهد ومن زملائه هاشم صديق واسحاق الحلنقي وصلاح الدين الفاضل وناصر الشيخ...وفي قسم الـموسيقي كان محمد وردي وانس العاقب وعثمان مصطفي..وبناديها اتولدت هناك..وكذلك رائعة عصافير الخريف للـمبدع الحلنقي..وهنالك افادة من صلاح الفاضل تقول ان عمر الدوش قد كتب الـمقطع الاول لاغنية عصافير الخريف علي السبورة(..ليه يا عصافير الخريف )ثـم قام الحلنقي وعلي ذات السبورة مجاوبا فكانت هذه الرائعة
    * نال دراسات عليا في الـمسرح بأكاديمية براتسلافا للفنون..ماجستير في الفنون الـمسرحية والاخراج(14يونيو..1983)
    * اول اغنياته هي اغنية (الود) التي يتغني بها الفنان محمد وردي وقد كتبها في النصف الثاني من الستينات عندما كان طالبا بالثانوي
    * عمل معلما بـمدارس الدوش ومحاضرا بالـمعهد العالي للموسيقي والـمسرح


    نقلا عن مدونة الشاعر عمر الطيب الدوش
    اعداد ابوبكر سيداحمد
                  

09-30-2008, 12:47 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    من رسائل الشاعر / عمر الطيب الدوش من تشيكوسلوفاكيا

    المرسل إليه: صلاح العالم

    براغ 7/7/1976م:

    عزيزي صلاح

    منذ أسابيع والرغبة في الكتابة إليك تتملكني... فليكن، وإنما نبدأ نحن من حيث لم ننته بعد... فليكن...ولكن مر أن نلوك وحدنا الذكرى، وأمر أن نجابه ذواتنا وأيدينا خالية من عرق أصحابنا... ففي هذه المدينة تعلمت شيئا واحدا جديدا: أن أمشي مزهوا بذكرى أصدقائي.. فليكن..ثم أنى توهمت أنى أستطيع أن اصنع شيئا بدونكم وهاأنذا ألوم نفسي واطمح أن أراكم بلحظة تختلط فيها الأماني بخيبات الأمل .. بالتطلع الواثق نحو الغد بكم.. حلم الفراشات وعيد الذكريات..يا صديقي صلاح، إني احبك.. وما يؤلمني إنني حتى الآن لم اصنع من أجلك شيئا مفيدا ولكن عزائي أننا معا ربما ننجح يوما ما في عمل شيء رائع لهم جميعا.. الذين في الخاطر والذين لماَّ يزالون في رحم الخاطر بعد.. فيا صديقي صلاح.. أنني أحبهم كما أحبك..أمي حرم..آه.. إن الكلام عنها أشبه بالطواف، فلتصلى من اجلي، لأني اذكرها في كل جملة عن البسطاء والفقراء والثوار.. وفى كثير من اللحظات التي انتابتني فيها حالات ضيق الصدر والاسترخاء والكسل الطفولي، كنت أراها فأتماسك، أما الآن فأنى أتذكرها فأتهالك ذكرى وحنينا. فيا صديقي صلاح، إني أحبها كما احبك.

    شوقي وأمنياتي لأختي وصديقتي آمال.. شوقي وأمنياتي لصديقتي إنعام فهما- يا لفرحي- إيقاع أغانينا الجديدة..أكتب لي، ولو جملة واحدة.. إنني أشمك فيها فأحيا.

    * حاشية: هذه رسالة عمر سلمها ساعي البريد- وصلاح العالم معتقل في سجن شالا بالفاشر- لإدارة السجن.
                  

09-30-2008, 02:30 PM

عبدالوهاب علي الحاج
<aعبدالوهاب علي الحاج
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 10548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)







    pluginspage="http://microsoft.com/windows/mediaplayer/en/download/"
    id="mediaPlayer" name="mediaPlayer" bgcolor="#000000" showcontrols="false"
    showaudiocontrols="false" showtracker="-1" showdisplay="0" showstatusbar="0"
    videoborder3d="-1" enabletracker="false"
    src="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    url="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    autostart="-1" designtimesp="5311" loop="false">


    رحمك الله ايها الجميل بقدر ما اثريت مكتبتنا المقرؤة والمسموعة

    وشكراً اخي الرفاعي على هذا البوست الرائع

    ومعك باذن الله
                  

09-30-2008, 02:58 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبدالوهاب علي الحاج)





    الشاعر / عمر الدوش





    الشاعر / محجوب شريف





    الدكتور / خالد الكد
                  

09-30-2008, 04:06 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)





    الشاعر الدوش والفنان أبو عركي البخيت
                  

09-30-2008, 03:19 PM

عبدالوهاب علي الحاج
<aعبدالوهاب علي الحاج
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 10548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

                  

09-30-2008, 06:06 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    دامت ايامكم اعيادا
    جميل في العيد ان نتذكر انسانا جميلا كالدوش
    مودتي
                  

09-30-2008, 06:53 PM

Salah Yousif
<aSalah Yousif
تاريخ التسجيل: 01-24-2004
مجموع المشاركات: 176

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    عزيزي الدكتور عبد القادر الرفاعي

    لك صادق الود وخالص التحيات0

    أرجو أن تسمح لي بتنزيل هذا المقال الذي كتبته كمفكرة بجريدة الخرطوم في 4/11/1998 بعد وفاة الشاعر الراحل عمر الدوش وهو من المفكرات التي نشرتها في كتاب بعنوان نبض الخاطر ضمن منشورات
    دار عزة0

    وداعاً عمر الدوش

    كان موضوع مفكرتي قبل الأخيرة عن الشاعر المرحوم على عبد القيوم ثم تغيبت أسبوعين علمت خلالهما، وأنا في بنغلاديش، بوفاة الصديق الشاعر عمر الطيب الدوش0 فتعمدت بعد مواصلة الكتابة أن لا تكون مفكرة العودة أيضاً مواصلة لأدب المراثي، خاصة وأن كثيراً من أصدقائه ومحبي روائعه أعطوه بعضاً من حقه المهضوم0 ثم أنني من ناحية أخرى أردت أن استجمع أنفاسي واستدعي أياماً خلت كانت حافلة بمآثر زميل الدراسة الشاعر عمر الدوش، له الرحمة بقدر ما أعطي الوجدان السوداني من كلمات منظومة وتجارب منغومة0 وبعد، لا أملك إلا القول بأن عقد التسعينات كان عقد شؤم، إذ فقدنا فيه قائمة من المبدعين ضمت عثمان خالد وعلي المك وصلاح أحمد إبراهيم وخالد الكد ومصطفى سيد احمد والعاقب محمد الحسن وعلي عبد القيوم وعمر الدوش، فيا لها من قائمة فقد جلل0

    لقد بدأت علاقتي بالشاعر عمر الدوش في الخمسينات حين كنا أولاد دفعة بمدرسة حي العرب الوسطى بأمدرمان، وأقر وأعترف بحقيقة سبق أن أشرت إليها وهي أننا – عمر الدوش وأنا - لم نكن من الذين تفتحت زهورهم الإبداعية أو الثقافية في ذلك الوقت0 وربما كانت الجمعية الأدبية بالنسبة لنا بمثابة الحصة الإجبارية نساق إليها دون رغبتنا لنستمع فيها إلي إسهامات زملاء المرحلة الدراسية أمثال حسن بلة وعبد الله دراج ومحمد بانقا والطيب محسن وعبد الحليم القوصي وآخرين لا تسعفني الذاكرة بأسمائهم ، إضافة إلي زيدان إبراهيم الذي تفتقت إمكاناته اللحنية في أناشيد المدرسة0 وحتى لا أبتعد كثيراً عن هذه الخاطرة، فقد التيقت ذات مرة بدار البروفيسور عبد الله دفع الله بالبروفيسور حسن بلة وظللت أتأمله وأنحت حجارة ذاكرتي إلي أن خرجت بشبه قناعة بأنه نفس الشخص الذي زاملني في مرحلة الوسطى أو ربما كان قبلي بسنة أو بعدي بسنة لا أذكر على وجه الدقة، لكنني لم أشأ أن أتطرق لذلك الأمر وقتها حتى لا أغير مسار الحديث العام0 ولعل هذه الجزئية أكدها لي زميل الدراسة أيضاً حمدي خيري الذي سمعت صوته قبل شهرين ورأيته في الأسبوع الماضي لأول مرة منذ أربعين عاماً0 فها هو حسن بلة الذي كان قريباً للمنابر الثقافية والأدبية ونال فيما ذكر حمدي كتاب الخمائل لمؤلفه إيليا أبو ماضي جائزة على مجهوداته في الجمعية الأدبية، يبدو الآن بعيداً عن دنيا الثقافة والأدب من حيث العطاء ليصبح طبيباً لا يشق له غبار، لكنني لا أشك مطلقاً في أن له حاسة تلقي يقظة وقدرات تعبير كلامي طلقة، بينما قذفت الأيام والتجارب بصديقي الشاعرعمرالدوش وشخصي الضعيف لنصبح ممن يتعاطون بضاعة الكلم، وربما بلا قدرة على استثمار بضاعتنا البائرة، بينما وضع زميلنا زيدان إبراهيم بصماته على خريطة الغناء السوداني بما أهله للصعود للقمة0

    وفي أواخر الستينات كانت لي لقاءات مع الصحفيين محمود محمد مدني وصديق محيسي أيام جريدة (السودان الجديد)، وكانت لا تخلو من نقاش جاد في الأدب والفن وبخاصة الشعرالغنائي0 ففاجأنا ذات مرة محمود مدني بمقاطع من قصيدة عمر الدوش (بناديها) قبل أن يفرغ وردي من تلحينها0 وبدأ محمود يترنم بمدخلها في إيقاعية متمرسة مضفياً إليها دفقاً من مشاعره الفياضة0
    بناديها
    وبعزم كل زول
    يرتاح على ضحكة عيون فيها
    أنا بحلم إني في أكوان
    بتدخل من مراسيها
    عصافير نبتت جنحات
    وطارت للغيوم بيها0
    ودون أن يبوح باسم الشاعر كان يراهن بأن شاعر هذه الأغنية، رغم أنه مغمور، إلا أنه سيلج الساحة كالاعصار0 ولما كنت أعرف أن لمحمود محاولات شعرية، فضلاً عن حفظه لأغلب خرائد الشعر الجميل بصرف النظر عن قائله، فقد ملت إلي الاعتقاد بأنها من كلماته وربما كان يستدرجنا ليعرف رأينا فيها قبل الاعتراف، لكنه فاجأني حين قال بأنها لشاعر يدعى عمر الدوش0 ولم يكن وقتها يعلم أن عمرالدوش هو زميلي الذي باعدت بيني وبينه دروب التحصيل الدراسي بعد المرحلة الوسطى فلم نعد نلتقي إلا لماما0 وقد زاد دهشتي أن عمر الصامت الخجول، يأتي بتلك الرؤية الشجاعة والصارخة محطماً حواجز التقاليد0 ولعل المتأمل في مضمون هذه الأبيات يحس بأنها تحمل دعوة (للفرجة) في حبيبة الشاعر حتى لأولئك الذين يعجبون بمحاسنها، في زمن يتكتم الناس فيه على مجرد البوح عن مشاعرهم، ولا شك أنها نظرة جديدة تنضوي على تمرد غير مألوف وشجاعة لا يتجرأ على الإتيان بها إلا من ملك زمام أمره لدرجة التفاخر العلني، فضلاً عن أنها تنم عن ثقة مفرطة0 وإذا كان لنا مجال للتأمل فلننظر إلي صورة (عصافير نبتت جنحات) لنجد فيها نموذجاً للصبر مقروناً بفرحة الانطلاق إلي عوالم الحرية 0 وشاعر بهذه الأدوات لابد أن يكون له شأن كبير، وقد كان0

    وتشاء الأيام أن يعطي وردي لهذه الكلمات أبعادا لحنية رائعة رسخت الطريق أمام عمر الدوش ليدفع بأخريات جرت كل واحدة منهن على ألسنة الناس0 وهنا يحضرني أن كنت مرة في مقام ظننت أن ما سيسود فيه من غناء لن يتخطى مستوى أغاني السباتة أو على أحس الفروض أغاني آخر الليل0 لكنني وجدت إصرارا وتجاوباً وانسجاماً لسماع أغنية (الساقية لسه مدورة) مرات ومرات رغم أن كلماتها عالجت برمزية مأساة الإنسان الكادح، وصارت بعد رواجها سبباً لجرجرة الشاعر للأجهزة الامنية0 عندها عرفت أن الكلام الصادق النابت من باطن تربة الواقع يعرف طريقة إلي القلوب الصماء برغم كل القيود المضروبة حوله0

    ولابد أن يكون الشاعر المتمكن من أدواته صادقاً مع النفس، فقد كانت أغنية الود التي دفع بها فيما بعد تحمل بين طياتها تجربة مليئة بالأسف والحزن لم يملك الشاعر إزاءها سوى التعبير بسجيته المجردة من المساحيق مستخدماً أزميل صدقه وسراج وضوحه0

    زمان كنا بنشيل الود
    وندي الود
    وفي عينينا كان يخضر حنانا زاد
    وفات الحد

    أنها في تقديري مناحة في قالب شعري فريد زاخر بالصورة الموحية بالتفكر في أفاعيل هذه الدنيا القاسية0 فحسبما أعلم أن أغلب الشعراء ومنهم عمر الدوش يعيشون تجارب قصائدهم بوجدانهم لذلك تجيء كلماتهم معبرة دائماً، فما أروعه حين يقول في الحزن القديم التي جاءت مؤخراً وبعد دخول الشاعر في مراحل حياتية متشابكة ومعقدة :

    بتطلعي انتي من غابات
    ومن وديان ومني أنا
    ومن صيحة جروف النيل
    مع الموجة الصباحية
    ومن شهقة زهور عطشانة
    فوق أحزانها متكية
    بتطلعي انتي من صوت طفلة
    وسط اللمة منسية

    وكان الشاعر عمر الدوش يحب الحياة الحرة بعيداً عن قيود الأهل، فسكن في فترة من أيام شبابه بالموردة حيث كانت داره ملتقى للأدباء والفنانين0 وبحكم الجوار كنت على صلة به وعلى ما أذكر كان الشاعر اسحق الحلنقي والصحفي القاص محمود محمد مدني والملحن ناجي القدسي أكثرنا حضوراً0 وفي تلك الأيام المليئة بزخم الارتباطات والعلائق يقرر عمر الدوش أن يلتحق بمعهد الموسيقى والمسرح لدراسة الدراما فيقدر على التوفيق ويحقق حلمه بل ويضيف على ذلك دراسات عليا بالخارج في مجال المسرح0 ثم تأتي أعوام التيه فتجعل الفجوة كبيرة بيني وبين ما أبدع أخيراً من رواية شعرية بعنوان (ضل الضحى) ومسرحياته (نحن نمشي تحت جنازة المطر) و(عبد الغفار) إضافة إلي ديوانه (الساقية) 0

    وبعد، أيها الصديق الصدوق لا يتسع المجال لذكر مناقبك ولكنني أوجزها في أنك كنت صادقاً مع نفسك ومع الآخرين وكنت أبيض القلب رقيقاً كما النسيم، وكنت كعصفورالشاعر صلاح عبد الصبور، تكفيك من الشراب حسوتا منقار ومن بيادر الغلال حبتان0 ومن عجب أن هذا القليل مكنك لتعطي الكثير من الدرر الخالدة، فنم قرير العين0 لم أجد حولي من معارفك سوى الأخ عبد الله الفاضل فتبادلنا العزاء وأحسب أن الصديق والزميل صلاح العالم هناك في أمد رمان الجديدة أكثر الزملاء ألما لفراقك، لكونه ظل معك في أيامك الأخيرة بعد أن أخذ الزمن من حولك أغلب من تصطفي وفرق شمل من أبقي منهم0

    صلاح يوسف
                  

09-30-2008, 10:26 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: Salah Yousif)


    الساقية

    شعر : عمر الدوش



    الساقيَهْ لسّه مدوِّرَهْ

    صوت القواديس والمياه

    طلَعَتْ

    مَشَتْ

    متْحدِّرَهْ

    مدَ البصر

    لفَّ الظلام

    حَوْل الجدوال أسْوِرَهْ

    نعْسَان خضارهْا الا نْتَكَى

    ورمى الغُصون

    متْكسِّرَةْ

    مَدّ الخيال

    غنّت مُدُن

    والساقيَهْ طاحونة الأنين

    طُول الليالى

    مدوِّرَهْ

    تحت الهجير

    تحت الظلام

    تحت المطر

    الساقيَهْ لا زِم تستمر

    *****

    الساقيَهْ لسَّهْ مدوِّرَهْ

    وأحمد ورا التيران يَخُب

    أسيان يفكّر مُنْغَلِب

    ما بين بُكا الساقيَهْ

    مابين طُفولَهَ بتِنْتَحِب

    فى اللّى ما شين المدارس

    فى المصاريف

    فى الكُتُب

    في اللّى ضاق عنُّو المكان

    وهسَّه

    سافَر

    واغتَرب

    لِمُدُن بعيدَهْ تنوم وتصْحى

    على مخدّات الطَرَب

    والساقَيهْ طاحونة الأنين

    طول الليالى بِتنْتَحِب

    تحت الظلام

    تحت المطر

    عزِ الشتا

    الساقيَهْ ثانيَهْ تقيف تكون

    آمال عريضَهْ مُشَتّتَهْ

    وأكباد صغيرَهْ مفتّتَهْ

    تحت الظلام عِز الشِتَا

    أحمد حكى

    وسّد الراس الضُراع

    والشوف
    نواحى النيل تَكَا:

    وصّانِى أبُوى

    الموج بيهْدِم كُل رخوَهْ

    على الجروف

    شِد الضُراع

    زى المراكبى مع الشراع

    لازِم تعرفو الظلم جاي

    من وين عليكْ

    وافتَح عينيكْ

    على زهور الغابَهْ والأدغال

    على الاطفال

    وعشان يكون الحقِّ ليكْ

    تَعْبُر بحور

    تَهْدِم جبال

    الحق هو هو النضال

    والحق فى ساحة مجْزرَهْ

    والنصر للفاس

    والرجال

    ولى سواقى مدوِّورَهْ

    *****
                  

10-01-2008, 01:44 AM

ريهان الريح الشاذلي
<aريهان الريح الشاذلي
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 2178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    حتي لا ننسي
    Quote: من رسائل الشاعر / عمر الطيب الدوش من تشيكوسلوفاكيا

    المرسل إليه: صلاح العالم

    براغ 7/7/1976م:



    Quote: * حاشية: هذه رسالة عمر سلمها ساعي البريد- وصلاح العالم معتقل في سجن شالا بالفاشر- لإدارة السجن.


    شكرا استاذ عبدالقادر علي البوست( اجمل عيدية)...
                  

10-01-2008, 02:38 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    الاخ عبد القادر
    سلامات ..وكل عام وانت بخير
    شكرا على هذا البوست التوثيقى لقامه ادبيه كالدوش
    ويقينى ان التوثيق حاجه ملحة جدا ومفقوده
    عنت لي بعض الخواطر ارجو ان تخدم السياق العام وان كانت تعوزها
    الصرامه الاكاديميه غير انها قد تعكس شيئا من استيعاب المتلقى العادي
    لجماليات الصوره الشعريه عند الدوش .. والتى اعتقد ان اكثر ما يميزها المباغته ,

    بناديها
    وبعزم كل زول يرتاح
    على ضحكة عيون فيها

    تأخذك المباغته وتلجمك الدهشة عند مدخل القصيدة .. تحس ان المفردة فى طرف لسانك , بيد انها عصيه .. قريبة جدا منك , وحايمه جواك ولكنها بعيده المنال .. وهذا ما اسميه حيوية الصوره
    الشعرية , فهى تكاد تنبض بالحياة , تلامس الواقع لا بفوقيه واستعلاء ولكن بعفويه مصدرها الواقع
    نفسه فهى منه واليه تنتمى

    وأحْلم اني في أكوان
    بتْرحَل من مراسيها
    عصافير
    نبّتَت جِنْحات
    وطارت
    للغيوم بيهَا
    مسافرِ من فرح لى شوق
    ونازِل
    في حنان ليهاَ
    أغنّي مع مراكب جات
    وراها بلاد حتمْشيهَا
    واحزَن لي سُفُن جايات
    وما بْتلقَى البِلاقيها

    وهنا وبعد مباغتة المدخل يدخلك الدوش فى زقاقات اليفه وشديدة الشجن , يدور بك بمفردات بسيطه بين مدارات بلاغيه ما انزل الله بها من سلطان .. يسري فيك حزن يلازم وجدانك ولن تستطع معه صبرا .. حالة الترحال او السفر بين محطات العشق , الفرح والشوق والحنان الفيها
    ثم انتظار ما قد لا يجى ..

    ولمّا تغيب عن الميعاد
    بفتِّش ليهَا في التاريخ
    واسأل عنَّها الاجداد
    واسأل عنّها المستقبل
    اللسّع سنينو بُعاد
    بفتِّش ليها في اللوحات
    مَحَل الخاطر الما عاد
    في شهقَة لون وتكيَة خط
    وفي أحزان عيون الناس
    وفي الضُّل الوقَف ما زاد

    يشهق لون وتتكئ الخطوط ويسافر خاطر لن يعود فى فنتازيا الحضور الكثيف رغما عن انف الغياب ..
    الترجل على صهوات الزمن ماضيه ومستقبله , والسؤال هنا وهناك , فهى تمتد تاريخا يطول وكأن
    العشق ازلى الوجود وموجودا كمعنى راسخ فى القدم , ويتداعى فى مستقبل آت .. ولكن الدوش لا يجنح هنا للهروب من الحاضر فيعود سريعا لاحزان عيون الناس والحال الواقف والضل الوقف ما زاد

    يا الله ..

    بناديــــــهَـا
    والاقيـــــهَــا
    واحِس بالُلقيا زي أحلام
    حتصْدِق يوم
    والاقيــــــهَــا
    واحْلًم في ليالي الصيف
    بَسَاهر الليل
    واحجِّيـــهَــا
    ادوبي ليهَا ماضيهَا
    واطنْبِر ليها جاييــهَا
    وارسِّل ليها غنوَة شوق
    واقيف مرات واْلُوليهَا
    بنادِيـــــــــهَــا
    وبناديــــــــهــا
    وبناديـــــهــا


    تري كيف يكون الحرف اليفا لهذا الحد .. كيف العشق وكيف الحنين وكيف الحنان ان لم يترقرق منسابا متدفقا عطوفا ورقيقا كهمسات خاشعة فى حضرة الحبيب المافى ..

    تحياتى

                  

10-01-2008, 02:04 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: محمد حيدر المشرف)

    كل سنة وانت طيب عبدالقادر الرفاعى
    الشاعر المدهش الدوش كتب شعرا سيخلد فى الذاكره السودانية (المدونة والشفاهية)
    للدوش مسرحية رائعة محرضة حملت السلاح وتتدفق ابداعا بعنوان "نحن نمشى فى جنازة المطر"
    كان نصها بحوزتى فى الفترة من 1985 - 1988
    ثم التقطها أحد الاصدقاء وغطس حجرها
    أتمنى ان يكون النص بحوزتك،أو بحوزة تستطيع وصولها بسهولة
    لو ارسلت لى منها نسخة عن طريق الأيميل ساكون من الشاكرين

    (عدل بواسطة عبدالغفار محمد سعيد on 10-02-2008, 01:10 PM)

                  

10-01-2008, 08:07 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    د الرفاعي
    برغم صداقتي للراح المقيم الدوش
    الا انني اعترف بان هناك شاعرين
    تمنيت أن اتغنى باشعارهما
    هما
    عمر الطيب الدوش
    ومحجوب شريف
    الا انني لم أوفق
    ========================
    الدوش هو احد علامات الشعر السوداني الصادق
    واصل وكلنا قراءة
    تحياتي
                  

10-01-2008, 08:28 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: Elmosley)

                  

10-01-2008, 08:27 PM

عبدالوهاب علي الحاج
<aعبدالوهاب علي الحاج
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 10548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

                  

10-01-2008, 09:01 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبدالوهاب علي الحاج)

    الـــــــــــــود
    الشاعر عمر الطيب الدوش

    أعيشهْا معاكَ لو تعْرف
    دموع البهجَهْ والأفراح
    أعيشهْا معاكَ واتأسّف
    على الماضى اللّى ولَّىَ وراح
    على الفُرْقَهْ الزمانا طويل
    على الصبر الّى عِشْنَاهو
    مع طُول الألم والليل
    زمان كُنّا بنَشيل الوُّد
    ونَدِّى الوُّد
    وفى عينينا كان يكْبَر
    حناناً زاد
    وفات الحدَ
    زمان ما عِشْنَا فى غُرْبَهْ
    ولا قاسينا نِتْوحّد
    وهسَّع
    رُحْنا نتْوجّع
    نعيش بالحسرَهْ نتأسّف
    على الماضى اللِّي ما بِرْجَع
    أحبَّك
    لا الزمن حوّلْنى عن حُبّك
    ولا الحسرَهْ
    وخوفى عليكَ يمْنَعْنى
    وطول الإلفَهْ والعُشْرَهْ
    وشوقى الليك طوَّل
    لسّه معاي
    ولى بُكْرَهْ
                  

10-01-2008, 09:20 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: فيصل محمد خليل)

    --------------------------------------------------------------------------------

    كِبْرَتْ كُراعى من الفرح

    نُص فى الأرِض نُص فى النِّعال


                  

10-01-2008, 09:50 PM

أحمد طراوه
<aأحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)


    ( ملفات ) علي طريق الوطن - الدائري !
    وهي للحق ملفات من النوع أكس X- Files

    .. تحياتي يا (روى) ، بالله لا تغيب ، واصل التواجد ما استطعت
    الي ذلك سبيلا

    * احس يا عبد القادر بان (الود) بوصفها ليرك و أفكار
    قد اعطت الراحل الدوش براْة الخروج من مدرسة الواقعية
    الاشتراكية ماركة ناس ستالين و قومسيار الثقافة السوفيتي
    زيدانوف ، صاحب فيرامانات الشعر و الغناء و الكتابة
    الادبية

    .. و يبقى السؤال ، ما هي تلك المدرسة التى ضمت
    الدوش و محجوب شريف ؟ ّ!

    .. نعود ، لدوحتك الظليلة يا زول ابوروف / حي
    المراكب
                  

10-02-2008, 01:48 AM

ASHRAF TAHA
<aASHRAF TAHA
تاريخ التسجيل: 08-04-2007
مجموع المشاركات: 1017

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    Quote: إن الروائع الفنية تحافظ على قيمتها حتى بعد زوال الحضارات التي أنجبتها


    رحمك الله

    تركت الشعر بعدك

    إستجداء

    إلا من غفر الله
                  

10-02-2008, 01:05 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: ASHRAF TAHA)

    الأخ عبدالقادر الرفاعي
    الاخوة المشاركون هماوليمثلهم زميل دراسته الأخ صلاح.وهل كان الدوش معكم في أباداماك يا صلاح؟
    تحياتي وعيد سعيد
    ذكرى الدوش تدوم وتدوم.هو رائد الصور الشعرية الجديدة في عاميتنا التي فجرها الشباب الجديدمن بعده لآخر مدى وهم يتوسمون خطاه.انحياز الدوش للقصيدة وللتامل فيها إنحياز صادق كلفه حياته.تبقى الذكرى وهي كلمة أثبرة لدى هذا الشاعر الفذ.فنشكركم على إبقاء ذكرى الدوش حية فينا يا عبدالقادر.
                  

10-02-2008, 08:11 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: Bushra Elfadil)

                  

10-02-2008, 08:19 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: فيصل محمد خليل)

    تــــاجــوج


    تاجوج بتكْتب بالشمال

    منحوتَهْ في شكل اكتئاب

    بتْكحَّل الإبل النحيلَهْ

    بالمشاوير النبيلَهْ

    وتعشِّي ضيفان القبيلَهْ

    بالأناشيد الطويلَهْ

    موهوبَهْ زي كل البنات

    في الأسى المنْسُوج خيال

    واتخيّلَت

    إنو المُحلَّق حابَّهَا

    تلجوج بتحْلِب من غيوم كسلا

    المطر

    وتوزِّع القش والشجر

    بتفرِّق الهم والكدر

    حفيانَهْ تجري ورا السراب

    تاجوج بتكتٍب بالحراب

    تاجوج بتكتِب بالشمال

    وبتْرتِّق التوب والنعال

    وتمْرُق الهم الموكّر

    في قلوب كل الرجال

    تاجوج سؤال

    تاجوج غزال

    تاجوج مُحال

    تاجوج خيال

    اتخيّلَتْ انّو المحلّق ساكّهَا

    بي طريق شاقِي الغمام

    يا يتامي

    يا غلابَهْ

    شوفوا لي تاجوج زمام
                  

10-02-2008, 08:40 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: فيصل محمد خليل)

    وكتـب الاستــاذ/ عبـد العـال السيــد فى جريدة الصحـافـة

    صـــرخــة
    المبـدعــون ســـلام

    كُتب في: 2004-05-16




    لا اذكر متى واين التقيت بالشاعر الراحل الطيب عمر الدوش ولكن فقط اذكر انها كانت المرة الاولى والاخيرة في امسية هربت تفاصيلها من دفتر العمر واذا لم تخن ذاكرتي الغربال فان الراحل الدوش كان برفقة عوض حسن احمد شاعر -او تذكرين صغيرتي- لابي داؤود وكنت ايامها في بداية المرحلة الجامعية وتكر سبحة الايام وتصلني آخر ابداعات الراحل الدوش في الغربة البطالة عبر صوت سيد الغناء السوداني مصطفى سيد احمد في نص -سحابات الهموم- ويمضى الدوش الى الضفة الاخرى وتبقى اعماله اجراساً تحرك الوجدان في زمان اصبح كل شيء فيه برسم التعليب من المشاعر والغناء وحتى الابتسامة.

    واذا كانت هناك اسماء في فسيفساء الاغنية السودانية ما زالت تقبض على جمر التوهج امثال هاشم صديق، ومحجوب شريف، ومحمد طه القدال، وعاطف خيري، ومدني النخلي وصلاح حاج سعيد، فإن الدوش رحمه الله كان نموذجاً متفرداً في التعاطي مع الكلمة الغنائية المتعالية على سخيف الكلام وهزيله. فقد كان يكتب النص بحبر ناصع البياض وخلاب حد الافراط، ويدفع بالكلام الشعبي باتجاه افق جمالي ينبض بعافية الابداع، ولا يمتلك المتلقي معه الا ان يقول -يا سلام منك انا آه يا سلام-، مما يجعل كلماته تعبر بنافذة الوجدان وكأنك لم تسمعها من قبل، ورغم ان اعمال الدوش الغنائية شحيحة قياساً الى ابداعه، فانه لم يكن يستعير الجملة من طرقات الناس وهاجسهم اليومي كما هي، بل كان يطرِّز خطابه الابداعي بما يكفل احداث الدهشة لدى المتلقي الذي يقف مشدوهاً امام كلام عميق زاخر بالصور والاخيلة المسكونة بالبكاء الشفيف كما هو الحال لرائعته سحابات الهموم. وهذا النص رغم فرط الحزن الذي يتسلقه تجد فيه عزاءً لحزنك وتضرب الحزن بالحزن. واذكر كنت في احدى الامسيات وحيدا بالسيارة والطريق موحش وطويل وامتدت يدي الى مسجل السيارة وبدأ مصطفى سيد احمد سامقا في فضاء الحزن وهو يردد:

    سحابات الهموم يا ليل

    بكن بين السكات والقول

    ورغم الحزن الفارط في هذا النص الا انه ينسيك احزانك، ولكن ثمة حزناً من نوع آخر يدلف الى ذاكرتك -من دون احم ولا دستور-. فقد مضى الدوش ولكن لم نسمع أن واحداً من المهتمين او المتشدقين بالهم الثقافي تتبع سيرته فهل هناك من فكر يا جماعة الخير بالغوص في نسيج حياته منذ ان جاء الى ام درمان وهو يحمل ابداعه حافياً ونقياً وعرفته الدروب متسكعاً وهائماً حد البكاء، وهل هناك من فكر في بث برنامج تلفزيوني متنقلا في الشوارع ولا اقل البيوت التي سكنها الدوش في ام درمان وام بدة، فقبل عدة ايام قرأت ان منزل سيد درويش وغيرها من منازل المبدعين في مصر تم تحويلها الى متاحف ومزارات، ولكن نحن امة من صفيح -اي والله من صفيح- والمضحك والمبكي انني شاهدت قبل عدة ايام برنامجاً صباحياً في صاحبتنا الفضائية السودانية سدد الله خطاها وجعلها زخراً للامة ونفع بها الناس فقد كان البرنامج فقرة احتفالية بالمذيع طارق جويلي لمرضه -شفاه الله- وهطلت عليه اتصالات الكترونية من اصقاع الدنيا، وطبعا ليس لدي اعتراض بان تحتفي صاحبتنا الفضائية بكادر يعمل بها فالوفاء -مطلوب يا ولدي مطلوب- ولكن فقط اتساءل اين يا ترى كانت الفضائية حينما كان الدوش يعاني وفي لحظاته الاخيرة، وهل شمَّر احدهم عن ساعديه وخرجت الكاميرا لإجراء حوار توثيقي معه، وهل فتح احدهم الخط الساخن لمخاطبته وهل... وهل ؟ حسناً، فربما كانت الفضائية السودانية مصابة بالزكام او بوعكة صحية في تلك الايام فشفاها الله وشفى كوادرها وكثر الله من برامجها الاحتفالية بالمرضى من مذيعيها "وليشرب المبدعون من البحر ". وسامحووووووني
                  

10-02-2008, 09:09 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)
                  

10-03-2008, 04:36 AM

Salah Yousif
<aSalah Yousif
تاريخ التسجيل: 01-24-2004
مجموع المشاركات: 176

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    الأخ الدكتور بشرى الفاضل

    تحياتي وكل عام وانت بخير

    ردا على سؤالك 00 لم يكن الشاعر عمر الدوش عضوا بتجمع أبادماك
    ولكنه لم يكن كذلك من الواقفين ضده، بل كان صديقا لأغلب أعضاء أبادماك0

    مع جزيل الشكر0

    صلاح يوسف
                  

10-03-2008, 05:49 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: Salah Yousif)

    سحابات الهموم
    عمر الطيب الدوش


    سحابات الهموم .. ياليل
    بكن بين
    السكات والقول
    وباقات النجوم الجن
    يعزن فى المطر
    فاتن عزاك ..
    رجعن
    وشوق رؤياك زمان مشدود
    على أكتاف خيول... هجعن
    وصوت ذكراك .. مكان
    يجرى
    يلاقى السيل ...
    وسر مدفون بصدر النيل
    **
    ولولا الذكرى مافى
    أسف
    ولا كان التجنى ... وقف
    وصوت ذكراك رزاز صفق
    على خطوات بنات ..
    سجعن
    وشوق رؤياك ..
    حنين لى رحلة فى المجهول
    ولولا الذكرى مافى
    ..وصول
    ولولا الذكرى مافى ..
    إصول..
    ولولا الذكرى مافى شجن
                  

10-03-2008, 11:34 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: فيصل محمد خليل)

    مرحب دكتور عبد القادر الرفاعي ووجودك لا شك سيكون إضافة حقيقية.
    إليك بعض ما كتبت في مذكراتي في المعتقل عن عمر في عامي 1973/1974
    عمر الدوش ذلك الرائع
    لعل وجود عمر الطيب الدوش، الشاعر، ذو الصوت العذب، والحس الفكاهي الساخر، والمخرج والممثل المسرحي المتمكن ولاعب الشطرنج الذكي، المحب للقراءة والإطلاع، طيب المعشر والمحدث البارع في ليالي الأنس ولحظات الفرح والدبرسة (وهي تعبير في المعتقلات للحظات الكآبة وأنخفاض الروح المعنوية) كان زادا لي ولرفاقي في المعتقل.
    كنت أعرف عمر الدوش منذ 1970 عندما ألتقيته مع صلاح العالم ومحجوب شريف، ثم ألتقينا عدة مرات بعد ذلك، ولم يتغير عمر الدوش في تعامله معنا كأصدقاء رغم أنه أصبح شاعرا مشهورا بعد أن زاعت قصيدته الساقية بين الناس.
    وألتقينا في المعتقل، حيث السجن يكشف معادن الناس والوقت يسمح بالمعايشة المستمرة فتعرف الشخص منذ أن يفتح عينيه وحتى يغمضهما للنوم، تعرف ماذا يحب وماذا يكره، ما يضحكه وما يحزنه، ما يطربه من الأغاني وما يردده من أشعار الآخرين، وإذا أقتربت من الإنسان أكثر وفتح قلبه فإنك تعرف بعيونه عائلته وعالمه في الخارج ماضيه وآماله. وكم من صداقات نشأت في المعتقل وأستمرت لما بعده، وأنا أزعم أن السجن قد عمق علاقتي مع عمر الطيب الدوش فرأيت عمر الإنسان كما لم يتاح لكثيرين غيري.
    وعمر رائع ومدهش ومرهف الإحساس، وأذكر أننا كنا نلعب الشطرنج دائما فيأتي الأخ المرحوم عباس برشم للعب معنا فكنت كل مرة أهزم عباس وكان عمر يتضايق من ذلك ويقول لي أنني "عديم الذوق" فعباس هو الوحيد من المجموعة الأخرى (التي كانت تضم الأخوان وحزب الأمة) الذي يأتي للعب الشطرنج (طبعا هذا خلافا للأخوين مكي وعلاء من طلاب حزب الأمة الذين يلعبون الكوتشينة مع الزملاء)، فكيف لي أن أهزمه كل مرة، فقلت لا مجاملة في الشطرنج فأصر هو أن يجامل وأن ينهزم لعباس وفعلها عدة مرات وكنا نضحك عليه فيقول أن تلك مرونة سياسية تتطلبها ظروف السجن. وكان عمر يحكي لنا نكاتا كل يوم تقريبا ولم نكن نعرف من أين يأتي بكل تلك النكات، وكنت معجبا بنكتة حكاها فرددتها بعد ذلك في أماكن مختلفة فلم أستطع أن أترك نفس الأثر الذي تركه عمر فينا، فعمر عندما يحكي النكتة كان يمثل و"يحاكي" بطريقة مدهشة وأنا لا أملك قدراته تلك.
    قام عمر بإخراج مسرحية "الفيل يا ملك الزمان" ومثل فيها ميرغني الشايب الذي سرقه القانون من التمثيل. وقام بإخراج عدد من الإسكتشات الرائعة وغنى وقرأ شعرا فجعل المعتقل أكثر إنسانية.
    أصبح عمر عضوا بالحزب الشيوعي في المعتقل عام 1974 ولذلك قصة. فذات مساء وكان فرع الحزب بالمديرية مجتمعا، جاء عمر وأراد أن يجلس، فنهضت وسقته بعيدا وقلت له أن هذا إجتماع لفرع الحزب وهو ليس عضوا فيه وعدت وواصلت الإجتماع، وبعد الإجتماع ذهبت لعمر لأعتذر له وأوضح لماذا فعلت ذلك فوجدته غاضبا وقال لي كيف تعقدون إجتماعا بدوني وشرحت له أنه ليس عضوا في الحزب رغم أننا نعتبره من أقرب الناس لنا، فقال "ولكني شيوعي وماركسي" فسالته لماذا لاينضم للحزب فقال لم يطلب منه أحد ذلك ولم يشعر بالحاجة لذلك لأنه يشارك الشيوعيين كافة النشاطات إلا الإجتماعات، فعرضت عليه عضوية الحزب فوافق وقرر أن يكتب طلبا، وكتب طلبا رائعا، رد عليه الزميل سليمان حامد الذي كان موجودا بالكرنتينة ج ردا رأئعا آخر ونقل لنا قرار قيادة الحزب بالسجن لإرساله للنشر بالخارج ولكن للأسف حدثت أحداث في السجن أدت لوقوع كثير من الوثائق في يد إدارة السجن ومن بينها طلب عمر الدوش.
    وأطلق سراح عمر الدوش بعد إكماله الفترة المقررة في القانون (6 شهور وعشر أيام) وعاد لمعهد الموسيقى والمسرح وتخرج بمرتبة الشرف وبعث لجمهورية تشسيكسلوفاكيا فحاز على درجة الماجستير وعاد ليعمل أستاذا بمعهد الموسيفى والمسرح. وكان عمر الدوش قد تطوع لإصطحاب جثمان الزعيم العمالي العظيم قاسم أمين من براغ للخرطوم.

    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 10-04-2008, 09:28 PM)

                  

10-04-2008, 10:20 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: عبد القادر الرفاعي)

    طلب مني قريبي الصديق مصطفي البطل ان اضيف ما يلي :
    Quote: ل (سعاد) قصة تروي !



    مصطفي عبد العزيز البطل

    [email protected]





    و أكمل وأحري ان يقال: ( لسعاد قصة تروي يعرفها محيسي ). فأما محيسي فسآتيك الي امره و خبره بعد حين لو لزمت الصبر قليلا ايها القارئ الكريم. و اما سعاد فانه اسم لقصيدة شاعت و ذاعت للشاعر الراحل عمر الطيب الدوش وغناها بمسماها الجديد، " اوبريت سعاد"، عبقري الغناء السوداني عبدالكريم الكابلي. وعمر شاعر مجيد، مافي ذلك ريب، وبعض شعره يربض في حنجرة فنان الشعب محمد وردي. و لم يقدّر الله لي ان التقي عمر الدوش او ان اعرف صحبته كما عرفها محيسي. و اقرب ما وضعتني تصاريف الحياة من عمر الدوش كان عندما شرع في مقاضاة صحيفة (ظلال) ثم تنازل عن دعواه في كرم و ايثار، و ذلك علي عهد اشرافي علي تحريرها في النصف الاول من التسعينات. و اصل الموضوع و مختصره ان محررا ناشئا و ضع علي احدي صفحاتها خبرا يقول عن الشاعر عمر الطيب الدوش انه نزيل بمصحة كوبر للامراض العقلية، ولم يكن الخبر صحيحا و لا قريبا من الصحة. و حتي لو كان صحيحا و تنبهت الي وجوده علي صفحات الجريدة، قبل ذهابها الي المطبعة، لقمت بنزعه و عنفت المحرر علي ايراده، ذلك انني شديد الحساسية تجاه هذا النوع من الاخبار التي تنضح خبثا و التي يوردها المحررون بظاهر التعاطف مع المبدعين و باطن الترويج والكسب الرخيص. ما علينا، و ما لنا بالقديم وقد مضي لشأنه و نحن اولاد اليوم. وبين يدي، في صباحي الاغر هذا، ورقتان الاولي من ستة صفحات بعنوان " لسعاد قصه تروي " و الثانية من عشرة صفحات تشتمل علي قصيدة " سعاد " في نصها الاصلي الكامل كما كتبها شاعرها الراحل في مائة و ستة و عشرون سطرا تزيد و لا تنقص. و بعد قراءتي للقصيدة عمدت الي موقع الكابلي علي الشبكة الدولية واستمعت الي الاوبريت مثني و ثلاث بصوته الفريد الآسر الشديد الرواء. ووجدت ان القصيدة المغناه تبلغ نحوا من نصف القصيدة الكاملة كما كتبها عمر او اكثر بقليل، مع شئ من التحوير والتدوير في بعض من الاجزاء المغناه استلزمت بعضها ضرورات ربما استشعرها الكابلي وحده دون غيره، و لكن محيسي لم يرض عنها كما تظهرنا اوراقه الخاصة التي سنتلصص عليها معا بعد لحيظات، و بعضها الاخر أملته محظورات يعقلها لفوره كل من القي بنظره الي القصيدة، فما احسب ان يوجد بين ظهرانينا من يظن ان بوسع الكابلي، و الحال هو الحال، ان يتغني مثالا لا حصرا ببيت يقول: ( و ركعت للعرقي البكر)، دون ان يؤخذ الي محكمه النظام العام في زمن غنائه لها فيري ما لا يسره و لا يسرنا. و من الحق الذي لا مرية فيه ان (نسبة الكحول) في نسخة القصيدة الاصلية عالية نوعا ما. وهذا العامل، بالاضافة الي طول القصيدة، يحولان دون نشرها في نسخة الصحيفة الورقية، فما اظن ان ( كيزانا ) سابقين كصحبي في (الاحداث) ينشرون في صحيفتهم، حتي بعد ان هجروا ( الكوزنة ) و تركوها وراءهم ظهريا، ابياتا من نوع: ( طبّيت قزازتي مرقت عِنْ طرف البلد / وسكرت جد ) او من شاكلة: ( الصدق من جنس الزنا / العافية مولودة سفاح / الرنة في الوتر الاصيل تلقاها في قاموس نكاح ). و لكنني عقدت العزم علي ان اثبت النسخة الكاملة للقصيدة الاصلية في الموقع الالكتروني الجماهيري ( سودانيزاونلاين)، ثم في موقع الصفوة من مثاقفة الاسافير المعروف بالسودان للجميع (سودان فور اول دوت اورغ)، فتحري هلالها وانظرها ان شئت – ايها العزيز الاكرم - في ذينك الموقعين. وآخر ما عندي لاقوله لك بشأن " سعاد " هو انني اشركت استاذنا الكبير محمد المكي ابراهيم ( الشاعر الدبلوماسي – شاء الدكتور حسن موسي ام أبي) في قراءة الاوراق فأضاف الي محتواها معلومة جديدة مفادها ان الدكتور حسن ابشر الطيب كان هو من حرك ساكنه فحمل القصيدة، و قد رأي فيها ما رأي، الي مطربنا الملهم عبدالكريم الكابلي و زنّ في اذنه زنينا حتي لحنها و غناها علي ذلك النحو المدهش البديع، و هو ما اكده لي بعد ذلك صاحب الاوراق.



    وكنت قد وقعت علي الوثيقتين وانا افتش في اوراق صديقي محمد الحسن محيسي. وانا رجل فتاش، فان كانت لك، رحمك الله، اوراق تخاف عليها من ضوء الشمس كما يخاف محيسي علي اوراقه، فسارع بتخبئتها واحسن حرزها اذا رأيتني في الطريق اليك. و كنت قد عثرت قبل هاتين المادتين علي مرثية كتبها محيسي في رثاء خدنه الجميل الخاتم عدلان، لعلها من أسمي ما قرأت في باب بكاء باقٍ علي راحل، والقاها امام الجمع في النادي السوداني بأبي ظبي قبل سنوات ثم عاد فأخفاها طي اوراقه، وارهقني محيسي من امري عسرا حتي رضخ لاصراري علي اعادة نشرها في ( الاحداث)، ولعلك صادفتها، يا رعاك الله، في عدد الصحيفة الصادر في الثالث والعشرون من ابريل المرادف للذكري الثالثة لرحيل الخاتم. ثم دعني وانا في سبيلي لاخلي بينك و بين سعاد و قصتها كما وجدتها في اوراق الرجل القديمة التي كتبها في الاصل لنفسه لا لغيره، مع ان صياغتها، و صياغة اغلب اوراقه، تبدو للقارئ و كأنها تخاطب آخرين خطابا مباشرا، احدثك حديثا موجزا عن محيسي. و لا يختلطن عليك امر فمحيسي يكبرني سنا فلست من لداته، و كثير من اصدقائي مثله يكبرونني سنا، واجدني الوح بفارق السن لسبب و احد وهو انك واجد في حديثه عن سعاد و قصتها اسماء عديدة لرفاق دربه من اصحابه و اكفائه، وجل هؤلاء اسماء معروفة في سماوات السودان. و ليس ثمة سبب ثان لهذا التلويح فلست ممن يخفون اعمارهم او يحيطونها بستارات الغموض. و في عقيدتي علي اية حال ( ان عمر المرء ما قد سره / ليس عمر المرء مر الازمنة ). والاستاذ محمد الحسن محيسي، كما عرفته واريد، لاغيظه، ان اعرفك به ايضا تعريفا مفتوحا مفضوحا يزلزل طبيعة التواضع والتحفظ التي تطبع شخصيته بطابع ثقيل، هو قارئ ممتاز و مثقف من طراز نادر، قال في شأنه توأم روحه الراحل الخاتم عدلان علي ملأ من الناس ذات يوم انه لا يعرف كتابا ذا قيمة صدر في الاربعين سنة الماضية و لم يقرأه محيسي. و ربما ذكرته صحبته السابقة في جامعة الخرطوم كواحد من مؤسسي الجمعية الفلسفية و سكرتيرها لسنوات متعاقبة. ثم انه من صنف المثقفين الذين يحملون السودان في حدقات العيون، توافيهم همومه في السحر ولا تبرحهم في العشيات. و هو الي ذلك من العلماء المتخصصين في مجال الادارة العامة وقد عمل في الزمن الذي مضي استاذا و رئيسا للجنة العلاقات الدولية باكاديمية السودان للعلوم الادارية قبل ان ينتقل الي شركة البترول الوطنية في امارة ابي ظبي مديرا لدائرة التنمية الادارية التي ظل بها حتي صدر قرار حكومة الامارة مؤخرا بتعيينه مستشارا عاما لدائرة الخدمة المدنية. و ها قد اوفيت بما وعدتك به من تصريح و ايضاح فاليك اذن بسعاد و قصتها.

    ( لسعاد قصة ):

    ( حتي لا يجمح الخيال، وهذا زمن الجموح ابادر الي القول ان ( سعاداً ) المقصودة هي قصيدة الشاعر الفحل عمر الطيب الدوش التي كتبها في سبعينات القرن الماضي و سارت بذكرها الركبان بعد تلحين و غناء الاستاذ عبدالكريم الكابلي لها في النصف الثاني من التسعينات. وقد لحنها كابلي في شكل (اوبريت)، و سنعود لهذا لاحقا. لي مع هذه القصيدة قصة تستحق التسجيل حتي لا يذهب جزء مهم من تاريخ تلك القصيدة ادراج الرياح. اذ اسعدني الحظ ان شهدت ميلادها و كان ذلك في اوائل السبعينات، وهي سنوات عجاف. و لولا شاعرية عمر الدوش المتوقدة لما ولدت سعاد في ذلك الزمان العقيم. و في ابي روف، في دار آل الكد - طه و خالد الكد - التي كانت وستظل باذن الله عامرة بأهلها، والمساء في اوله والجو صحو، كما يقول الادباء، لا اذكر المناسبة علي وجه التحديد، لعلها مناسبة وطنية او دينية او ربما خروج خالد من السجن و ما اكثر دخوله اليه. و الحضور لفيف من المثقفين من اصدقاء طه و خالد وآخرون ايضا. وطه رجل (حمول) كما كان يسميه الصديق محمد ميرغني نقد، لأن طه (ذلك الاسد الرابض) كما اسماه صلاح احمد ابراهيم يحتمل من ( الاصدقاء) ما لا يحتمل غيره. بدأت النشوة تسري في معظم الحضور، و ثار اللغط. لا بد انهم يناقشون قضية سياسية، و ما اكثر تشعبات القضايا السياسية في وطننا و ما اكثر جدل المثقفين حولها. كنت اجلس مع طه الذي انتبذ مكانا جانبيا. انضم الينا عمر الدوش، كث الشعر متوقد العينين متوهج "الشاعرية"، و في الوجه رهق يكاد ينطق بان سببه عاطفي! سأله طه: هل تسمعنا جديدك الشعري؟ انفجر عمر الدوش ضاحكا ضكته المجلجلة تلك، مع انه ليس في السؤال ما يضحك و قد ادهشني ذلك في حينه، ولكنني ادركت سره فيما بعد. كنت قد عرفت عمر عن طريق خالد قبل اشهر قلائل من ذلك التاريخ، وكنت التقيهما يوميا بعد ذلك. كانا وقتها قد شببا بفتاتين من المعهد الفني (هكذا كانت تسميته سابقا) يذهبان لزيارتهما عند نهاية كل اسبوع، وقد صحبتهما في ذلك المشوار الراتب مرة او مرتين، ولكن تلك قصة اخري. يستذكر خالد قول محمد ميرغني نقد عني. وكان محمد ميرغني آخر من تعرفت عليه في تلك المجموعة الرائعة، النادرة ندرة الزئبق الاحمر، و في زمن قياسي نمت بيننا مودة خاصة. كان من القضاة الذين اقالهم نميري في احدي هوجات السبعينات فافتتح مكتبا لممارسة المحاماه. قال لي محمد ميرغني غير مرة: ( انت نوع من الناس انقرض، ماذا تفعل في هذه الدنيا؟ اني اخاف عليك الموت). قالها امام جمع من الاصدقاء المقربين، و لكن للقدر مفارقاته – سبحان الله - فقد ذهب هو و ذهبوا جميعا و بقيت انا في خلف كجلد الاجرب. و قديما قال لبيد ينعي بؤس دنياه وقد غاب عنها الاحباب: ( ذهب الذين يعاش في اكنافهم / و بقيت في خلف كجلد الاجرب ). تركوا لي من بعد رحيلهم احزانا لا نهائية و ذكريات افراح تثير الاحزان و مراتع تقلب المواجع، فتأمل و اعتبر! اعود فأقول: ضحك عمر الدوش ضحكته المجلجلة تلك عندما سأله طه الكد عن جديده الشعري. والواقع انني لم افهم جيدا قول الادباء ( انفجر فلان ضاحكا) الا عندما سمعت ضحكة عمر الدوش. لملم عمر ضحكته. اعطاه طه سيجارة يستحثه لقول الشعر، كانت آخر ما في العلبة فوضعها فارغة علي الطاولة امامه. بدأ عمر يستذكر بشئ من الصعوبة الابيات الاولي من القصيدة، قصيدة " سعاد ": ( دقت الدلوكة .. قلنا الدنيا ما زالت بخير / أهو ناس تعرس و تنبسط ). و ظل يكرر هذين البيتين عديد من المرات. كنت تري المعاناه في كل قسمة من قسماته و هو "يولد" الابيات توليدا او يستذكرها استذكارا فلم اكن ادري. كانت تلك لحظة مفصلية بالنسبة لي، لم اشاء ان تفوتني. اخذت علبة السجائر الفارغة من الطاولة، فضضتها و طفقت اكتب ما تجود به قريحة عمر دون ان يلاحظ ذلك فقد كان مستغرقا في "توليده" او تذكره. كان عمر يردد الابيات و يغير بعض الكلمات في كل مرة، في معاناة واضحة، ولادة حقيقية، حتي كتبت صفحتين بعد ان احضرت ورقة اخري، او ما يقارب ذلك مما استولده او ا ستذكره من شعر. كان طه مطرقا يستمع. وهو الاديب الاريب، العارف باسرار الديانات و اللغي و بعض ما يرويه عمر من شعر. و لما انتهي عمر من رواية القصيدة قلت له: ( اقترح ان تسمي هذه القصيدة " علي ود سكينة ")، فاستحسن طه الكد مقالتي و ثناها علي الفور.



    في الجانب الاخر هدأ اللغط السياسي و خفت نوعا ما هدير بقية الاصدقاء، فانضم ثلاثتنا اليهم، طه و عمر و انا، و تناولنا العشاء، ثم تفرق الجمع بعد ان ( تقضي الليل الا اقله) في قول عمر ابن ابي ربيعة. في اليوم التالي ( ذهبت السكرة و جاءت الفكرة ). حاول عمر تذكر ولو بعض ابيات من القصيدة فلم تسعفه ذاكرته المشتعلة بامور كثيرة، فاستنجد هاتفيا بطه الكد لعله حفظ بعض ابياتها، فاخبره طه انني كنت اكتبها علي ورقة صندوق السجائرو اوراق اخري. في ذلك اليوم ما كدت اغادر مكتبي في ديوان شئون الخدمة حيث مكان عملي حتي رأيت خالد الكد و عمر الدوش في انتظاري. بادرني عمر بضحكته المجلجلة تلك: ( اين علبة السجائر؟). لم افهم السؤال فاجبته بسذاجة: ( انت تعرف انني لا ادخن )، زادني عمر باريحيته المعهودة ضحكة مجلجلة اخري واردف قائلا؛ ( اقصد القصيدة التي كتبتها البارحة ). لثوان معدودات فكرت ان انكر، وقبل ان اجيب فاجأني بالقول: ( طه الكد رآك تكتبها وانا لم اعد اذكر منها سوي مطلعها ). سدّ علي السبل، لان طه رجل صدوق، لا يعرف سبيلا الي مدارك الكذب و لا يعرف الكذب سبيلا الي لسانه. رجعت مكتبي و عدت بنسخة مكتوبة بخط واضح. شكراني ووضع عمر النسخة في جيبه دون ان يحاول قراءتها.

    بعد ذلك بسنوات طويلة، في عام ، ١٩٩٤ وقد جرت مياه و (دماء) كثيرة تحت الجسر، قابلت خالدا في لندن وكان عائدا لتوه من السودان، و تذكرت تلك الامسية فسألته عن عمر الدوش، تغيرت نبرة صوته و قال بعد هنيهة صمت: ( خلاص..عمر ما بتلحق )، و خيم صمت حزين.



    قبل عامين، اثناء اجازتي السنوية بالسودان، كنت البي دعوة عشاء مع الصديق العزيز الدكتور صديق امبدة في منزله العامر بالطائف. تذاكرنا تلك الايام الخوالي، وورد ذكر " سعاد " فاذا بالدكتور صديق يفاجئني بصورة من تلك النسخة الاولي، تلك التي كتبتها في اوائل السبعينات بخط يدي و طفق يقرأ منها للاصدقاء الحضور، كانت تلك لحظة تاريخية اخري بالنسبة لي، اذ بتجربة كاملة حسبتها انطمرت تحت ركام السنين العجاف، و ما اكثرها في سيرة الوطن الجريح، تعود حية كاللهب في الوجدان، وجدان كل من حضر تلك الجلسة، و كان فيهم الشاعر الفذ كامل عبد الماجد و محمد المهدي بشري و سليمان محمد ابراهيم و الشاعر عبدالعزيز جمال الدين و الدكتور المهندس عثمان الخير والشاعر كمال عووضة الذي ربما لم يسمع به الكثيرون و لكنه شاعر عميق الشاعرية وان لم يجد اسمه ما هو مستحق له من ذيوع و شهرة.



    ذاك ما كان من امر (سعاد) القصيدة، اما (سعاد) الاغنية، او الاوبريت كما اراد لها الكابلي ان تكون فتستحق النظر. وكما قد علم الناس، بعض الناس علي الاقل، فان الاستاذ الكابلي قام بتحريف و تبديل العديد من الابيات والكلمات. و ما انا بناقد للشعر و للنقد ادواته التي لا املك منها شيئا. ولكنني مع ذلك استميح اولئك الذين ربما وقعت هذه السطور تحت اعينهم يوما ما عذرا اذ امنح نفسي حرية التعليق لما لهذه القصيدة من مكانة خاصة في نفسي. و بعض الكلمات التي غيرها و حورها كابلي في القصيدة اعتقد انها ( محورية ) فلماذا بدلها كابلي تبديلا؟ هل كان التغيير لضرورة سياسية لانها لا تتماشي مع خط النظام السياسي؟ بئس السبب اذن، لان كابلي بذلك يكون قد افرغ القصيدة من بعض معانيها. ام هل كان التبديل لضرورة فنية؟ وذلك ان صح لتعذرعليّ فهمه واستيعابه، لان الكلمات والجمل البديلة التي اتي بها كابلي جاءت بنفس القافية والروي. و قد اثار استغرابي حقا في القصيدة / الاوبريت ، واترك التعليق علي اللحن و الموسيقي للمتخصصين، اضافة كابلي بعد هذه الابيات: ( بقيت {بتشديد القاف} قزازتي مرقت عِنْ طرف البلد / و انا جاي راجع اجهجهو / لاقاني هو / سايق العساكر و الكلاب / قبال يقولوا لي سلام / ختوني في قعر السجن )، اضافته من عنده بلحن مرح: ( ان شا الله ما تضوقو السجن )، مما يوحي من طرف خفي بحالة من ( الجرسة) لا تناسب شاعرا مناضلا مثل عمر كما لا تناسب النفس النضالي الذي انتظم ذلك الجزء من القصيدة. غير انه ربما كانت من المحامد المؤكدة لتلحين و غناء كابلي للقصيدة انه لفت اليها انظار الناس و افسح لها موقعا مؤكدا في سجل الخلود فضلا عن انه حفز المهتمين للبحث عن النص الاصلي و مدارسته و الاستمتاع بروائه و غنائه و طاقته الابداعية. واتمني ان تقوم احدي الصحف بمهمة نشر النص الاصلي الكامل بغير تحريف او تبديل او تحوير احقاقا للحق و وفاء لصاحبها الراحل المقيم الشاعر عمر الطيب الدوش ). انتهي النص.



    و هنا ادرك محيسي الصباح فسكت عن الكلام المباح.



    نقلا عن صحيفة ( الاحداث )
                  

10-04-2008, 09:12 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: abubakr)

    وصاني أبوي

    الموج بيهدم كل رخوة على الجروف

    شد الضراع

    والنيل بقاوم من زمن كل الظروف

    شد الضراع

    زي المراكب مع الشراع
                  

10-05-2008, 01:01 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش (Re: فيصل محمد خليل)

    الأصدقاء الأعزاء

    فاروق أبو حوة

    سلمى الشيخ سلامة

    محمد سني دفع الله

    محمد عكاشة

    عبد الوهاب علي الحاج

    أبو بكر سيد أحمد

    صلاح يوسف

    ريهان الريح الشاذلي

    محمد حيدر المشرف

    عبد الغفار محمد سعيد

    يوسف الموصلي

    فيصل محمد خليل

    أحمد طراوة

    أشرف طه

    بشرى الفاضل

    صدقي كبلو


    لكم التحايا والود والأمنيات الطيبة بمناسبة العيد .. والشكر لكم على كلمات الترحيب الودودة، وعلى تقديركم لهذا الجهد المتواضع في التوثيق للثقافة الوطنية .

    إن مشاركاتكم المزدانة بعبارات الحب والوفاء لأصدقائكم الراحلين الأعزاء / علي عبد القيوم وعمر الدوش، وإضافاتكم القيمة والمبدعة ، وإسهامكم في إحياء ذكراهم العطرة وبعث تراثهم الوطني والثقافي ، لشيء يبعث على الرضاء والمسرة والاعتزاز.

    أعدكم بمواصلة هذه الملفات ما استطعت، طالما أنتم بمثل هذه الروح تواصلون العطاء والتشجيع.

    عبد القادر الرفاعي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de