نلتقيك اليوم يا وطني!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 12:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-30-2008, 11:47 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نلتقيك اليوم يا وطني!


    مرور الذكري الثالثة لرحيل الزعيم الاسطورة الثائر د/جون قرنق دي مابيور

    في مثل هذه الامسية في الثلاثون من يوليو من العام ( 2005) وقعت حادث تحطم طائرة الهليكوبتر الرئاسية الاوغندية التي كانت تقل القائد التاريخي الثائر البطل الدكتور/ جون قرنق دي مابيور مهندس فكر السودان الجديد الذي فقد حياته ومن معه جراء ذلك الحادث الماساوي الاليم . ونحن نمر اليوم بالذكري الثالثة لرحيله نكرر تعازينا لشعب السودان العظيم في كل مكان. والي الملايين الذين خرجوا لاستقباله لدي وصوله الاول للخرطوم في التاسع من نفس الشهر . ونحن مازلنا يغمرنا حزن عميق واسئ باشد ما يعجز الاقلام خطه باي تعبير. حيث كان حدثا مروعا وفقد جلل. التهئنة والتجلة لروحه النقي . ولكل شهداء شعب السودان عبر التاريخ ، سائلين لارواحهم الخلود في عليين. ونخص بالتحية والتجلة لكل اسر الشهداء علي راسهم السيدة/ المناضلة ماما ربيكا وكل افراد اسرة الفقيد العظيم التحية والتجلة تكرارا لهم . ولقيادة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان. كما نقدم بالتهنئة الخالص من القلب لارواح كل شهداء الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان افرادا وضباط صف وقادة منهم اذكر الراحل العظيم المناضل يوسف كوة مكي حكيم الثورة ، والمناضل المهندس داؤود يحي بولاد الذي يظل حادث اغتياله عار علي جبين هؤلاء القتلة المتامرين علي حقوق شعبه، ودليل صارخ علي النية المبيتة لارتكاب الابادة ضد شعب السودان في دارفور الان. ولا ننسي ابدا الشهيد البطل عبدالله ابكر قائد ثورة دارفور الفتية الان، وكل رفاقه الميامين من الذين قدموا ارواحهم رخيصة ضد الظلم العدوان علي حقوق شعب دارفور خاصة، والسودان عموما. وجمالي جلال الدين ورفاقه في احداث العاشر من مايو الماضي حيث استطاعوا لاول مرة الوصول الي القتلة في مواقع انطلاق طيرانهم الحربي لقصف الابرياء في قراهم في فيافي دارفور. كما نعبر عن حزننا العميق وفقدنا الجلل لهم جميعا ولصديقنا العزيز المناضل العقيد معاوية محمد ابكر يانس الذي انتقل الي الرفيق الاعلي وهو في طريق عودته الي الوطن اثر علة لم تمهله قليلا وسببها ايضا رصاصة العدو الجاسم علي صدر شعب السودان الان. لهؤلاء ولكل من لم نذكر اسمه من شهداء الحرية والديمقراطية لشعب السودان في كل مكان في الشرق الفتية. والشمال التاريخ منذ الغزوات الاجنيبة الي كجبار الشامخ. ومن الجنوب الصامدة علي جمر الثورة منذ حوالي الستون عاما من الكفاح من اجل الحرية. ومن دارفور الثورة الجرح النازف الان. ولكل الذين فقدوا ارواحهم هناك بالابادة الجماعية، وعبر التاريخ. وفي الجبال النضال، حيث يرقد الراحل الحكيم كوة ورفاقه رمزا لنضال بنات وابناء شعب النوبة عبر التاريخ. والنيل الازرق مهد الفونج العظيم وكردفان مهد الثورة السودانية الحديثة . وشهداء الجزيرة الخضراء ونضال ابناء وبنات العاصمة المثلثة. وكل قطرة دم سالت في كل شبر من ارض السودان التحية والتجلة لارواحهم جميعا ولكل اسرهم وذويهم الصبر الجميل ولهم مرة اخري الخلود في عليين.
    وبعد:-






    (عدل بواسطة Arabi yakub on 08-01-2008, 10:52 PM)

                  

08-01-2008, 11:03 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    بات من الصعوبة بمكان ان اعبر عما يجوش بخلدي عن المفكر الثائر الدكتور/ جون قرنق دي مابيور . وعادة ما افتقد الكلمات لاضعهم في عبارة لاخطها في اي مكان. لاقول انه قد ارتحل عن دنيانا الي الرفيق الاعلي. وهو ما زال معي في كل منحي من حياتي حيث اراه يقف شامخا امامي وهو يتحدث بما تعودنا السماع اليه وهو يخاطب قضايانا العامة خاصة واحيانا حتي الخاصة.
    فالراحل قرنق شخصية مؤثرة بحق ومتفرد ويغمرك بشعور وجداني عاصف لا تستطيع الفكاك منه ابدا. وهو رجل بحجم الوطن وماساته بل بحجم افريقيا كلها بلا ادني جدال . وسوف لن نستطيع اعطائه حقه مهما بذلنا من مجهود في سرد سيرته. وذكر عطائه الثر بلا حدود عبر مسيرة حياته الخاصة قبل التحاقه بالنضال من اجل شعبه وبعد التحاقه بمسيرة النضال خلال سنواته الطويلة. فهو رجل اسطورة بحق . ولكن لكل منا الحق في التناول للجوانب المتعددة من حياته الملئ بالاحداث المصيرية الكبيرة في خلال حوالي الاربعون عاما الماضية.
    وساحاول هنا ما استطعت في التطرق لنذر يسير من عطائه الممتد بحجم الوطن ومصيره. وشئ ولو قليل من سيرته العطر وامل في ان اوفق بقدر يتناسب مع ما الت اليه اوضاعنا الان بعد غيابه المفاجئ ونحن اذ نمر بالذكري الثالثة لرحيله ورفاقه الميامين.
    - مثله مثل اي طفل سوداني في اقاليمنا النائية المهمشة تاريخيا. حيث ولد الراحل قرنق في حضن والدين ام واب يحترفان رعي المواشي والزراعة في جنوبنا العظيم. في العام ( 1945)
    ونشا وترعرع بين اقرانه في بيئة تفتقد ادني مقومات التنمية حيث لا يوجد اي خدمات تساعد الانسان فردا او جماعة. ويعتمد الفرد في كل شئ علي مجهوده الشخصي في بيئة بدائية صعبة. علي الرغم من ان جنوب السودان لم تكن بتلك القساوة كالاقاليم الاخري التي غالبا ما يغلب فيها الجفاف والتصحر. الا ان الجنوب ايضا يكتنفه الكثير من المخاطر في ذلك الزمن. فالراحل قرنق ابن الفقراء المهمشين والمستهدفين تاريخيا حتي في حياتهم القاسي هذا ، فهو ابن هذا الواقع المزري بامتياز. ويدرك تمام الادراك منذ نعومة اظافره هذا الواقع الاسن.
    ومنذ الوهلة الاولي كان له موقفا مع هذا الواقع التحدي . ويحكي عنه طرفة انه عندما كان يافعا دون سن المدرسة تقريبا ، يقول الطرفة انه قد جلس بين جمع من اقربائه فاعطي حليبا لكي يشرب،
    ولسبب ما ، رفض شرب الحليب . فقام احدهم بضربه لارغامه علي شرب اللبن. الا انه رفض ايضا . بل ترك شرب اللبن نهائيا؟ وسواء صحت هذه القصة الطرفة او لم يصح الا انها لها دلالاتها، ويوحي بان قائدنا ابن بيئته وكان يملك قراره منذ اليوم الاول. فنشا قوي العود ، فلم يهادن ولم يلين ابدا. وهذا ما اكده في مستقبل الايام خلال مسيرته الصعبة.
    كان الراحل قرنق رجلا قوي الشكيمة شديد المراس. استراتيجيا في خططه ، يعرف اهدافه جيدا ويحددها بدقة، متناهية ويخطو بثبات وعزيمة قوية وارادة حرة نحو تحقيقها مهما كانت التحديات الجسام التي تواجهه. هذا ما عرفه عنه كل الملمين بتفاصيل عنه. واذكر هنا عبارة الرفيق دينق الور عندما سئل في التلفزيون السوداني بعد رحيل القائد قرنق، ماذا كان يمثل لكم الراحل اثناء حياته: فاجاب الرفيق الور ان القائد قرنق كان في شخصه يعتبر الرجل المؤسسة . وان فقده في هذه الظروف نكسة حقيقية بالنسبة لنا؟ واتفق تماما مع الاخ الرفيق دينق الور واعرف تماما ماذا كان الراحل قرنق بالنسبة لنا ، و لكل شعب السودان والمهمشين علي وجه الخصوص حيث انه ابنهم الاول المدرك لحقيقة معاناتهم بلا جدال.
    ونفس السؤال تقريبا قد وجه الي القائد الرفيق مالك عقار فقال: ان الراحل شخص لا يستطيع اي منا ملئ حذائه مهما كان. ولكننا امامنا افكاره ورؤاه ويمكننا العمل معا علي تحقيق افكاره ورؤاه لتحقيق اهدافنا وهو خدمة شعبنا بتحقيق السودان الجديد الذي يسع الجميع دون تمييز.
                  

08-01-2008, 11:06 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    كان الراحل مفكرا ثاقب الفكر والرؤي وادرك مسئولياته نحو شعبه في وقت مبكر جدا حيث انه ومنذ تخرجه من الجامعة في تنزانيا ، وقبل ان يحضر الماجستير ثم الكتوراه وماجستر العلوم العسكرية، انضم الي حركة الانانيا . وعندما ابرم اتفاق اديس ابابا في العام ( 1972) وهو ضابط صغير برتبة النقيب وحديث العهد بالحركة الا انه وضع ملاحظاته حول سير الاتفاق واصر علي تضمينه في الاتفاق. وفي مقدمة الملاحظات ان يحتفظ الحركة انذاك بجيشه كضمان ذاتي لتنفيذ الاتفاق. وبينما رفضت كل ملاحظاته من قبل الجميع بما فيهم قادته في الحركة الا ان الايام اكدت ضرورة وصحة ما ذهب اليه في ملاحظاته. وبعد عشرة سنوات من السلم عاد النميري وبجرة قلم الغاء تلك الاتفاقية بتقسيم الجنوب، وحل مجلس التنسيق للجنوب المنبثق بناءا علي الاتفاق. وحتي الان بعد اتفاق نيفاشا فان من الواضح لولا احتفاظ الحركة الشعبية بجيشه الشعبي لكان من السهولة جدا لحزب المؤتمر الوطني الطرف الموقع علي نيفاشا الغاء ها دون كبير عناء ، خاصة بعد رحيل القائد التاريخي جون قرنق. والاحداث التي وقعت خلال الثلاث سنوات الماضية حتي الان، توضح بجلاء انه بامكان حزب المؤتمر الوطني الغاء الاتفاق لابسط سبب ، لولا وجود الجيش الشعبي ، واشتعال الازمة في دارفور الجريح الان.
    - لم يجد ابناء الجنوب بدا لحل اخر حيث فشلت كل المساعي لارجاع الرئيس النميري من قراراته الجمهورية الفوقية.
    مما افضي الي اضطرار ابناء الجنوب السوداني لحمل السلاح مرة اخري حيث التمرد مرة اخري، ودخول الاحراش تحت قيادة الراحل قرنق شخصيا، فكانت ميلاد الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان تحت قيادة الراحل الدكتور جون قرنق الذي التحق لاحقا بمجموعة اخري، فقاموا بتاسيس الحركة الشعبية كجناح سياسي وفق رؤي فكرية واستراتيجية واضحة ومختلفة تماما عن النهج القديم للتمرد في الجنوب السوداني. ولقد احدث قيادته للحركة تحولا تاريخيا مشهودا وتغييرا كبيرا حيث انه ساهم اسهاما كبيرا وفعالا في طرح فكر السودان الجديد الذي اصبح هو البرنامج الملهم
    للحركة الشعبية والجيش الشعبي . شخصوا بدراية جادة و دراسة مستفيضة ان اساس المشكلة مشكلة السودان كدولة ، وليست مشكلة الجنوب كما ظل يردد لدي الجميع. ونادوا بوحدة السودان علي اسس جديدة يتساوي فيها الجميع بناءا علي ما هو واقع في الارض بالفعل. بعيدا عن الشوفينية السياسية والتعريفات السطحية. واعلنوا ان الوحدة القائمة الان وحدة مزيفة ولا يخدم احدا . ولا يعبر عن كل شعب السودان المتعدد الاعراق والاثنيات والثقافات . لانه مفصلة علي اوضاع محددة لا تشمل بالضرورة كل مكونات شعب السودان التاريخي والمعاصر. ونادوا بالتحرير من شنو وليس من منو؟ حيث ان هناك اشياء من صنع البشر خلقت حواجز بيننا كشعب واحد. وظلت تفرقنا وتخلق الحروب العبثية بيننا. وما دام هي من صنع البشر فمن البديهي تركه والتحرر منه لنوسس وحدة يشملنا جميعا وفق ارادتنا الحرة . ونبي دولة لنا جميعا تخدم اغراضنا وتحفظ امننا وسلامتنا ، وتصون مصالحنا بتساوي وعدالة وحرية راسخة، دون ادني تمييز ديني/ ثقافي/ عرقي.
    كان هذا التحول في نهج التمرد من الجنوب قد احدث ربكة للطرفين معا شمالا/ وجنوبا.
    فالجنوبيون السودانيون وعلي راسهم معظم النخب ان هذا التوجه بدا غريبا عليهم بعض الشئ . ويرون انها من غير الممكن تطبيقه في الواقع نسبة لتجربتهم الطويلة المريرة مع اهلهم في الشمال عموما ، وهو ما ظل يعرف بالشمال السياسي العربي المسلم ، مقابل الجنوب المسيحي الزنجي . فكان هم ابناء الجنوب ان يتم حل مشلكتهم الاقليمي في اطار الوحدة او حتي الانفصال. ولا طائل لهم بباقي مشاكل السودان حيث الوضع اكثر تعقيدا وتزمت في مواقف اهل الشمال عموما ونخبهم خاصة.
                  

08-01-2008, 11:40 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    اما الشماليون وخاصة النخب الحاكمة فيرون ان اساس المشكلة تمكن في الجنوب فقط . باعتبار الاختلاف الديني/ العرقي والتي خلقتها الاستعمار الانجليزي حسب وجه نظرهم، حيث انهم ظلوا يقولون ان الاستعمار الانجليزي هي التي وضعت سياسة المناطق المقفولة بين الشمال والجنوب وعملت علي تنصير الجنوب وهنا جوهر المشكلة بالنسبة لهم. وبالتالي الاستعمار هي التي خلقت المشكلة وحالت دون الوحدة بين الشمال العربي المسلم ، والجنوب الزنجي الافريقي التي اصبحت مسيحيا ايضا. وهنا واضح ان كوتة من الخم والتناقضات. الا اننا لسنا بصدد الخوض في هذا الملف الشائك الا بقدر ما يخدم غرضنا من هذا المقال في ذكري زعيمنا الراحل البطل جون قرنق. ولكن نستطيع ان نقول تعليقا بسيطا علي مجمل هذه المزاعم التي توحي بوضوح ان البريطانيون هم من حالوا دون ان يكون الجنوب عربيا مسلما كما الحال في الشمال قهرا . فالجنوب اساسا افريقيا زنجيا منذ يومه الاول. واضافة الدين المسيحي فالمسيحية اصلا كانت ديانة الشمال نفسه منذ عهود بعيدة. وحتي الان المسيحيون موجودون في الشمال ايضا . اما ان يكون السبب سياسة المناطق المقفولة التي امتدت لفترة محدودة ولاسباب واضحة ايضا وقبل الاستقلال بحوالي العقدين . فان حروب التعريب والاسلمة قهرا من قبل الشمال وبعد الاستقلال ضد الجنوب في داخل اقليمهم كانت الاطول مدة والاكثر اقفالا للجنوب ودمارا وقهر، وانتهاك صارخ للوحدة المزعومة. وتجاوز بمراحل عديدة لما فعله كل انواع الاستعمار. وما حدث في الشمال تحديدا هو ايضا من الاستعمار ليس الا. وعلي كل فلقد ظل اهل الشمال ايضا ينظرون بنوع من الازدراء والتعالي تصل لدرجة العنصرية لاهلهم في الجنوب عموما. وبالتالي كانت نظرتهم لطرح الحركة الشعبية علي ان المشكلة مشكلة الشمال ايضا اي مشكلة السودان اساسا. وبينما هم ظلوا في نظرتهم الكلاسيكية الواهية علي ان المشكلة مشكلة الجنوب فقط . لكن ايضا الايام اثبتت الان ان جوهر المشكلة مشكلة السودان بالطبع. ولا يحتاج حتي لذكر الادلة التي باتت اوضح من الشمس. في مقدمتهم المحك التاريخي الذي نمر به الان بينما يقف الجنوب شامخا يقدم مرشحا مناضلا لرئاسة الجمهورية. في الوقت الذي نحن نصرخ بطفولة في وجه مدعي المحكمة الدولية لجرائم الحرب السيد/ لويس مورينو اوكامبو عليك الله خلينا؟ والله ماني مخليكم جميعا؟ وما خفي اعظم؟
    لقد استطاع الراحل قرنق بطرح رؤية السودان الجديد قلب الطاولة علي الجميع شمالا وجنوبا. وبات واضحا الان ان المخرج الوحيد لبناء دولة سودانية موحدة طوعا هو تطبيق مفاهيم السودان الجديد الذي يعترف ببعضنا البعض اولا ، بناءا علي حقائق مكونات السودان التاريخي والمعاصر كما هو واقع حيث التعدد، العرقي ، الديني، الثقافي التي يجب ان تكون كلها عوامل ثراء وقوة وليست عوامل للتفرقة والتمييز فالانقسامات علي اساسها ، وليس استيعابها ايجابا لخلق الوحدة في التنوع.
    ونواصل:

    (عدل بواسطة Arabi yakub on 08-01-2008, 11:47 PM)

                  

08-02-2008, 00:42 AM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1998

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    كمرود
    عربي يعقوب 0
    شكرا عزيزي الفاضل على هذا المجهود
    العظيم من أجل قائدنا الملهم ونحن
    ندخل العام الثالث من رحيله الى جوار
    ربه 00 انه كان قائدا فذا وزعيما فريدا
    اشاد به الأعداء قبل الأصدقاء ، قاتل وحارب
    أعداءه بقوة وشجاعة ، واقام معهم سلام الشجعان
    عندما جنحوا الى السلم 00 وها نحن أبناء السودان
    نفتقده فقدا عظيما ، غير ان هذا الفقد يجب ان يعطينا
    دفعا جديدا وقويا من أجل بناء هذا السودان بناءا جديدا
    00 وعلى خُطاه نسير حتى النصر النهائي الذي هو Inevitable
    والى الأمام والكفاح الثوري مستمر 000000

    بريش 0
                  

08-02-2008, 09:29 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: عبدالغني بريش فيوف)

    الرفيق/ عبد الغني لك التحية والتقدير
    شكرا لك علي المرور بالطبع هي محاولة ارجو ان اوفق في تسطير بعض من الكلمات عن الراحل الاسطورة د/ جون الذي مازال حيا بيننا. ولو كان للموت خيارات لوجد الراحل قرنق وبعض من صحبه الابرار الملايين فداءا لارواحهم الزكية. واصلا نحن بكل بساطة ميتين ميتين.
    واذكر ان لنا صديق من ابناء مليط كان يعمل معلما بالفاشر الثانوية ثم ولي. فيقول اننا للاسف ولدنا اموات؟ الله يطراه بالخير لا ادري اين هو الان،
    شكرا لك مرة اخري
                  

08-02-2008, 10:53 PM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1998

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    واحد وعشرون عاماً قضاها في احراش الجنوب مقاتلاً، يقابلها واحد وعشرون يوماً قضاها حاكماً ، لتنقضي حياته قائداً في نفس الغابة التي خرج منها مقاتلاً ومن سخرية الاقدار وغرائب الصدف ان كل عام قضاه في الغابة محارباً يقابله يوم قضاه في الخرطوم رئيساً. وان كتابه الذي اجتهد في توثيق وجهات نظره حول حكم السودان الجديد والذي اطلق عليه عنوان "جون قرنق ورؤيته للسودان الجديد واعادة بناء الدولة السودانية"، صدر في نفس يوم اعلان وفاته.
                  

08-02-2008, 10:58 PM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1998

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: عبدالغني بريش فيوف)



    قرنق- البشير...الغرماء الحلفاء

    في مطلع السبعينات، انضم قرنق الي حركة انيانيا الانفصالية التي قادت التمرد علي حكومة الخرطوم منذ عام 1955 بزعامة الفريق معاش جوزيف لاقو.،غير ان اتفاقية السلام التي وقعها لاقو مع الحكومة في نفس العام قصرت عمر تمرده. بموجب اتفاقية السلام، تم استيعاب قرنق، برتبة النقيب في الجيش الحكومي ، حيث زامل الرئيس البشير في الدفعة 18بفرقة المشاة.
    ووجد فيه البشير فيما بعد خصماً لدوداً وحليفاً قوياً مؤمناً بالاتفاقية وملماً تمام الالمام بتفاصيلها الدقيقة، ومراحل تنفيذها فوصفه بالشريك الاصيل في السلام..
                  

08-03-2008, 08:42 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: عبدالغني بريش فيوف)

    الرفيق بريش شكرا لك علي الاضافة ونامل المزيد. وحتما سنواصل ؟
                  

08-03-2008, 08:50 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    لقد ذكرنا ان خرق اتفاق اديس ابابا بقرار جمهوري فوقي من طرف الرئيس النميري هي القشة التي قصمت ظهر البعير.( The Last Straw That Breaks The Camels Back ) وقد سبق ذلك القرار السئ ، الطريقة التي عولجت بها اوضاع الكتيبتين ( 104 و 105 ) في بور وبيبور حيث الاسلوب القهري والقمعي الذي انتهج لبسط الامن والضبط والربط لاعادة الكتيبتين الي المدار العسكري بعد ان تم اهمالهما طويلا بعد اتفاقية اديس ابابا. كانت تلك الاحداث بمثابة الشرارة الاولي لاشعال الفتنة .
    كانت قيادة الحركة الشعبية علي وعي تام بمشاكل البلاد منذ بيانه الاول في 16 مايو (1983)
    مستفيدين من تجارب التمرد الاول والخبرات التي اكتسبوها من واقع السودان تاريخيا . ومما تمكن لهم الاحتكاك بهم من الشعوب الاخري وتجاربهم في حلول نزاعاتهم الداخلية ووضع لبنات الاستقرار والسلام الدائم. عليه كانت ميلاد مشروع السودان الجديد الذي ذكرنا اهم مضامينه.
    وعندما قامت الانتفاضة الشعبية في ابريل ( 1985) و التي يعتبر الحركة جزء اصيل فيها. فقد طالبت قيادتها بوضوح في جميع ادبياتها بضرورة انعقاد مؤتمر قومي دستوري National Constitutional Conference) ) يجمع كافة الاحزاب السياسية والنقابات المهنية والشخصيات المستقلة لوضع دستور دائم للبلاد ، تحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم اولا، الجيش والسلطة، الدين والدولة، التمثيل الاقليمي في الهرم السلطوي، توزيع الثروة القومية ، وكل المرتكزات والدعامات الاساسية التي يقوم عليها اي مجتمع حضاري عادل. بالاضافة الي موضوع الهوية التي باتت امرا شائكا ومعقدا بالطبع. ويري قيادة الحركة ان الطريق الي تحقيق هذه الاهداف الكبيرة الهامة لا تتم الا وفق شروط معينة علي الحكومة الانتقالية القيام بها عاجلا كتلبية لاصوات جماهير الانتفاضة ، وتهيئة المناخ لاجراء محادثات سلام عاجل. والشروع في عقد المؤتمر القومي الدستوري كحسم نهائي لكل ازمات البلاد. وعلي الحكومة - ايا ما كانت - اثبات حسن النية وذلك بالغاء الاحلاف العسكرية الموقعة في العهد المباد بين السودان والدول الاجنبية . الغاء قوانين سبتمبر ، رفع حالة الطوارئ في البلاد.
    لقد كان الراحل قرنق حريصا جدا علي قضية شعبه وبناء وطنه علي اسس واضحة ثابتة ومتينة. توطئة للخروج من رحم الازمة والمعاناة الطويلة . عليه كان حريصا كل الحرص علي هذه المبادئ الهامة منذ اليوم الاول للتمرد في العهد المايوي ومرورا بالفترة الانتقالية ثم المرحلة الحزبية. ولو كان للنخب الحاكمة من الشمال ذرة من المسئولية تجاه شعب السودان عموما واهلهم في الجنوب خصوصا، الذين ظلوا يكتون بنيران حروبهم العبثية، واستجابوا لهذه المطالب المتواضعة والهامة جدا، وسعوا سعيا حثيثا جادا لعقد ذلك المؤتمر التاسيسي الهام . لما استمر الحرب اساسا ولما وصل البلاد كله لما هو فيه الان. فدولة كالسودان مساحة وشعوب متابينة بعض الشئ يجب وضع اعتبار خاص لهذا التباين والاعتراف بها كواقع ومخاطبتها سلما بغية الوصول لاتفاق معها وفق ارادة حرة نزيهة دون ان يفرض اية جهة او جماعة باية ذريعة نفسها قهرا علي حساب التباينات التي تمثل الجماعات الاخري. ومن ثم التاسيس والبناء عليها. وبالضرورة تحتاج لمثل هذه الافكار والاطروحات كشروط لازمة وضرورية. لتجاوز اية ازمة انية او حتي مستقبلا. وكان لزاما ان يتفق عليها قادتها ونخبها، ويسعون عن جادة علي تحقيقها وتثبيتها في الواقع حتي يتمكنوا من تكوين امة في اطار دولة موحدة تمثل اراداتهم الحرة المستقلة. ومن ثم النهوض ببلدهم في طريق التنمية والتقدم، بعد وضع اساس متين لهيكل الدولة والتامين عليها لضمان وجودها و استمرارها موحدا.
                  

08-03-2008, 08:54 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    فدول كالولايات المتحدة . وبريطانيا وحتي سويسرا الصغيرة ، ودول اخري كثيرة الان تنعم شعوبهم بالاستقرار والامن والسلام الدائم . حيث ضمان حياة الفرد واطمئنانه علي حقوقه الفردية وضمان استمرار مصالحه.
    كل هذا لم تاتي قضاءا وقدرا وانما بفعل بشر من الرجال والنساء حرصوا علي تحقيق كل هذا. فسعوا سعيا جادا دون كلل او ملل ، فتنازلوا كثيرا عن مواقفهم المتشددة كافراد او جماعات مختلفة ومتباينة لصالح تاسيس وبناء الدولة الواحدة التي تشملهم وتضمهم جميعا. وتحفظ لهم حقوقهم الاساسية بتساوي. وتضمن وتامن لهم مصالحهم المشتركة. وحتي المخلتفة كاختلاف الاعراق والاديان والثقافات واللغات. وحتي العملات النقدية المختلفة في اطار الدولة الواحدة.
    ومن المفارقات ان هذا السودان ليس بذلك التعقيد منذ الاستقلال حتي ايام طرح هذه الافكار من قيادة الحركة الشعبية بل استطيع ان اقول ان السودان هي الدولة الوحيدة التي ظلت موحدة قضاءا وقدرا منذ الاستقلال حتي الان. بينما ظل ابنائه يفترقون بالمواقف المتزمتة المتشددة لدرجة التعصب فالاحتراب فترة زهاء الاربعون عاما لتصل الان درجة الابادة الجماعية بين بعضهم البعض . والسؤال الهام الذي ظل ويظل يلاحقنا ما هي الاسباب الموضوعية الجوهرية التي حالت دون ان ياخذ النخبة الحاكمة في الشمال هذه الافكار ماخذ الجد منذ الانتفاضة وحتي سقوط الحكومة المنتخبة بانقلاب الانقاذ؟ وما هي بدائلهم واطروحاتهم القومية التي كانت اكثر اهمية من هذه الطرح القومي الهام والتي حالت دون قبولهم به؟ وماذا فعلوا حتي بما لديهم من افكار واطروحات ان وجد وهم علي سدة السلطة ؟ فالسلطة تقرر كل شئ بالطبع؟
    يظل هذه الاسئلة الهامة دون اي اجوبة منطقية تسندها الواقع حتي الان؟ ويحتاج لمزيد من الطرح والبحث المستفيض.
    ومن مفارقات الاقدار ان نفس النخب التي عجزت وسوفت بل رفضت الاستجابة والسعي الجاد لعقد المؤتمر القومي الدستوري عندما كانوا علي هرم السلطة الانتقالية والمنتخبة ايضا وحتي جزء منهم جاءوا في سنام الانقاذ ومكثوا فيها حتي الان تقريبا. وبعد حوالي حوالي الثلاثون عاما عاد نفس الاشخاص يطالبون بعقد نفس المؤتمر مع تزوير طفيف في الاسم دون التطرق الي المحتوي. مما يؤكد ايضا علي ان للحركة الشعبية روئ ثاقبة وشاخصة لقضايا السودان وطرق حلها سلما . ويرجع الفضل الي الراحل العظيم الدكتور جون قرنق العقل المصمم لهذه الافكار المتطورة والمبكرة ايضا. ولو قدر انعقاد ذلك المؤتمر في ذلك الزمن لكان اكبر انجاز تاريخي يحققه شعب السودان عبر مسيرته النضالية. ولكان حدثا بحجم انتفاضته التاريخية ضد التسلط والاستبداد. وتلبية حقيقية لذلك الحدث النادر العظيم. كما لا يستطيع احد من التنظيمات ان ينسب النجاح لنفسه لوحده وانما يحسب علي انها انجاز حققه شعب السودان عبر ممثليه ونخبه لا اكثر.
                  

08-03-2008, 08:54 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    اسف للتكرار عن طريق الخطا؟

    (عدل بواسطة Arabi yakub on 08-03-2008, 08:57 PM)

                  

08-03-2008, 09:02 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    والان نحن في مفترق طرق وان ما حققته الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة الراحل الفذ قرنق عبر مسيرة نضاله المستميت حتي الوصول الي نيفاشا لجلب السلام لاهلنا في الجنوب خاصة ولاهل السودان عموما، بعد التجربة الطويلة من المعاناة والمرارة تصل لدرجة حروب الجهاد والابادة من قادة هم ما زالوا موجودون حتي الان علي هرم المسئولية والقيادة. حتما لا يستطيع احد ضمانهم والرجوع الي عقد المؤتمر الذي يعجز طارحوه الان توضيح لا لبس فيه : الي ماذا يرمي بالضبط عقد المؤتمر الان؟ لا سيما وهم من اهمل انعقاده قبل ثلاثون عاما وهم في سدة الحكم؟ وهم ايضا الاكثر اعتراضا علي نيفاشا الان؟ . فكيف يتعامل مع نيفاشا وما هو اجندته الرئيسية؟ ومن هو الضامن الاساس لسريان ما ينبثق عنه في الواقع؟ وجملة من الاسئلة والشكوك تحيط بشخص الطارح نفسه تنتاب الجميع. حيث انه حتي الان فان مياه دافقة بكثافة جرفت الجسور كلها وليس جسرا واحدا.
    لقد استطاع الراحل قرنق بجدارة من الولوج الي جوهر قضايا السودان. وبنفس القدر استطاع بقدرة متفردة اختراق نفس كل مواطن سوداني في اية بقعة من السودان. علي الرغم من الحواجز التاريخية بين الشمال عموما والجنوب. والطوق الحديدي التاريخي المفروض علي الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان بصفة عامة وعلي الراحل قرنق نفسه لتشويهه في شخصه الكريم ، من قبل جهاز الدولة بكاملها وعلي طول حياته حتي قبل ان يكون متمردا يحمل السلاح ؟ الا انه فوق كل هذا استطاع باعجوبة تصل لدرجة الاعجاز ان يشغل حيزا متفردا داخل نفس كل سوداني حتي اللحظة.
    ولدي هنا قصة من الواقع ذو صلة بهذا الامر وفيها بعض الجوانب قد يكون متعلق بشخص اخر. ولكني اراها ضروريا تسطير جانب من حياته تخليدا لذكراه هو ايضا . فبينما يمر الذكري الثلاثين لوفاته. يصادف مرور الذكري الثالثة لرحيل صحبه من علي البعد الراحل الاسطورة جون قرنق ليس للمقارنة بالطبع ولكن لعوامل هامة اخري منها هذا الجانب الهام من حياة الراحل قرنق كيف انه كان يخاطب شعبه بدءا بالمواطنين العاديين ويعرف قضاياهم . و يخاطب واقعهم بلغة بسيطة يفهمها او فهمها معظم اهل السودان منذ وقت مبكر. فاخترق نفوس الملايين من المواطنين الكرام الاحرار. فخرجوا جميعهم من كل ثوب لاستقباله يوم وصوله الاول. ايضا من اسباب ربط هذه الاشياء . العنوان الذي اخترته لهذا المقال حيث يكاد يكون مربط الفرس كما يقال. ( نلتقيك اليوم ياوطني) اغنية بلبل افريقيا المغرد نغما ولحنا متفردا من اجل الحرية الفرعون وردي . وهذا جانب هام ايضا في حياة الراحلين ، ويتعلق حتي بشخصي الضعيف حيث مازلت حيا اتذكر. وكل هذا سنتطرق ببعض التفصيل في المقال القادم . وامل ان لا استغرق كثيرا والقصة قد افرد ت لها عنوانا جانبا باسم:.
    قصة اخري في مسار الراحل الاسطورة قرنق.
    1- نموذج لاصحاب الاسطورة قرنق من علي البعد:-
                  

08-04-2008, 03:06 AM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1998

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)


    قومية الحركةالشعبية لتحرير السودان 00

    لم يكن قرنق راضيا عن اتفاقية اديس ابابا عام 1972 و التي كان ينقصها الضمانات الكافية، حسب قوله الا انه قبلها علي مضض.، لعل ذلك عائد الي سعة افقه وكثرة اطلاعه ورؤيته المستقبلية لمآلات الامور. فقد كان اول عسكري جنوبي جامعي في صفوف الجيش. وبالتالي اكثر تأهيلاً اكاديمياًًَ من الكثيرين ممن يرأسونه 0
    ساهم عمل قرنق في العديد من مناطق السودان الامر الذي مكنه من فهم العقلية السودانية مما شكل فرقا ظاهراً في حركته التي ضمت لاول مرة كثير من ابناء الاقاليم الشمالية السودانية علي سبيل المثال عمل الدكتور منصور خالد وزير الخارجية السابق مستشاراً لقرنق حتي وفاته، وكذلك كان الحال بالنسبة للسيد ياسر عرمان الناطق الرسمي باسم الحركة 0
    جعلت وحدة خطابه السياسي وصدقه في الالتزام بالمبادئ الوحدوية التي يدعو لها، من قومية الحركة وامكانية جلب فكرته الي ارض الواقع، امراً لا يتطرق إليه الشك 0
    قاد قرنق نضالا شرساً في احراش الجنوب وغاباته الاستوائية الكثيقة، ومن فوهة البندقية ومن بين نباتات الاسبيستوس، تمكن من انتزاع مكانة كبيرة لذلك القدر الهائل من الجنوبين، الذين استقبلوه في الخرطوم استقبال الفاتحين 0
                  

08-04-2008, 03:12 AM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1998

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: عبدالغني بريش فيوف)


    عجلت سياسة الرئيس السابق نميري (1969-1985) باعادة تقسيم الاقليم الجنوبي الي ثلاثة ولايات، باعلان قرنق تمرده - لانه اعتبر تصرف نميري تنصلاً عن اتفاقية السلام الموقعة في 1972. وقاد تمرده منذ عام 1983.
    كما ساعد اعلان الرئيس السابق نميري، فرض قوانين الشريعة الاسلامية عام 1985 في ترجيج كفة قرنق. حيث اخذت الحرب بعداً قوميا استغلته الحركة الشعبية احسن استغلال في مواجهة الحكومات التي حاربتها.

    (عدل بواسطة عبدالغني بريش فيوف on 08-04-2008, 03:16 AM)

                  

08-04-2008, 03:33 AM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1998

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: عبدالغني بريش فيوف)



    New Sudan vision is a dream within reach
    Thursday 10 May 2007.
    By Jacob K. Lupai*

    May 9, 2007 — New Sudan was a concept born out of a critical analysis of its opposite, the Old Sudan. The New Sudan concept became a vision with the honest desire to transform the Old Sudan into a secular nation of prosperity where race and religion will have no bearing on one’s citizenship. Arab racism, Islamic bigotry and discriminatory practices are the most divisive issues in the Sudan because they are the major factors in the marginalisation of the majority non-Arab Sudanese in the peripheries. Unfortunately the New Sudan vision was only and is championed by the Sudan People’s Liberation Movement (SPLM).

    In its manifesto of 31st July 1983 the SPLM pointed out that the so-called problem of Southern Sudan is really a general problem in the Sudan and it is generally a problem of backward areas in the whole country that is particularised and exacerbated in the South by successive oppressive minority clique regimes in Khartoum. This was the genesis of the New Sudan vision. The SPLM under its charismatic leader Dr John Garang de Mabior came to the conclusion that there was no viable alternative except to pursue the vision of a New Sudan through any means possible until it was realised based on the realities of the Sudan. The SPLM expressed its confidence that, “the various ethnic and religious groups in the Sudan can use the historic and contemporary diversity of the Sudan to forge and evolve a correct Sudanese identity and entity, which the SPLM has called the New Sudan, or otherwise, the Sudan would break up into at least two independent states”. The SPLM considers the Old Sudan a nation of racism, tribalism and religious intolerance as represented by the National Islamic Front (NIF) now split into two and renamed the National Congress Party (NCP) which is the ruling party and the People’s Congress Party (PCP) respectively led by ardent Islamcists and fanatical followers who may also be hypocrites.

    In a meeting in Yei in Southern Sudan the SPLM reiterated its commitment to the vision of the New Sudan to transform Sudan into a free, just democratic and decentralised system of government based on the free will and popular participation of its entire people. In an interview the SPLM Secretary General said the New Sudan vision is the only political programme that can create a country enabling all Sudanese to feel the sense of belonging, and to create space for all the Sudanese. The Secretary General said the SPLM vision of New Sudan is the only way forward to maintain unity of the country. Of course this is easier said than done. Although it may not be impossible to realise the New Sudan vision it is going to be very difficult unless the Islamicists grip on power is weakened. How to do that is an open question.

    The government of Southern Sudan (GOSS) and the SPLM are bitterly complaining against the NCP for its deliberate attempt to torpedo the Comprehensive Peace Agreement (CPA) between the North and the South. The CPA covers a referendum for the South in 2011 to test the opinions of southerners either for unity or independence. It is most likely that unity may be identified with the Old Sudan that has caused so much suffering and deep wounds that independence may be the preferred option. However, fears have been expressed that a vote for independence may cause untold sufferings again, perhaps the fear of the unknown. The alternative it is said is the pursuance of the New Sudan vision. How far this is realistic in a religiously fanatic and racially biased society is again an open question.

    All that being said the New Sudan vision is a dream within reach but only if the marginalised are not themselves embroiled in factionalism and sectarianism. However, it should be obvious that the New Sudan vision cannot be imposed on reluctant people by the barrel of the gun as the vision of an Arab Islamic state in the Sudan couldn’t be imposed on reluctant people. For the New Sudan vision one would have expected it to be embraced with open arms as perfect conditions for a paradise on earth would have been realised. Nonetheless what may appear a paradise to the visionaries may be a hell to others. The racists and Islamic bigots would find the New Sudan vision a hell on earth as they would have been deprived of their imagined first class citizenship and religious purity. This may explain why the Sudan has been at war with itself for the last half century. The racists and Islamic bigots, and the secularists have different visions for the Sudan which unfortunately have been always on a collusion course. Naturally racism and religious bigotry are not conducive pillars of a nation such as the Sudan with its multiplicity of ethnic and religious diversities. The Sudanese are aware of this but seem to be paralysed to do anything concrete to resolve the Sudanese identify crisis. What is now known of Sudan is that it is a country not at peace with itself and let’s hope this does not progress to make the Sudan the sick man of Africa. Somalia is already a failed state. One wonders whether our beloved Sudan will be the next.

    The marginalised of the Sudan are the majority. Unfortunately although the marginalised enjoy a numerical superiority they are nowhere organised to cause a threat to the entrenched minority racist clique. In fact the marginalised majority appear to be the minority because some are used to destabilise their own. The marginalised find themselves hopelessly fragmented that the wise saying of the old “unity is strength” does not seem to be part of the marginalised strategy to confront racism and religious bigotry. For example in Southern Sudan although the wounds of marginalisation were deeper southerners were fragmented with others supporting the very government that was marginalising their fellow southerners.

    The SPLM after articulating the New Sudan vision took it seriously and its military wing the Sudan People’s Liberation Army (SPLA) went into full combat gear to realise the vision. Unfortunately the forces of darkness long hand engineered a split in the ranks of the SPLM/A. The split was obviously the work motivated by greed for power. After having miserably failed to accomplish their mission the conspirators ended up with the very racist government they had fled from to join the SPLM/A in the first place. The SPLM/A under its able leader persevered in the face of mounting odds but when the struggle was about to bear fruit the same conspirators hurriedly raced back probably with no regrets and are now in leadership positions in government representing the SPLM . This only goes to illustrate that the marginalised are at times a curse unto themselves. There is no guarantee that such characters will not race back to the racists at any opportune time for favours.

    The arm of darkness did not stop in the South. In western Sudan in Darfur for example the marginalised are not any different from their brothers from the South. The government long hand encourages tension in the area by arming militias of the different ethnic groups to cause havoc on the other. Instead of unity to face the common adversary the ethnic groups in Darfur are locked in internal tensions against each other. In eastern Sudan the Beja who have been marginalised by the successive regimes in Khartoum rose up in arms to assert their legitimate right as equal citizens of the Sudan. However, in-fighting never spared the Beja. The Beja have suffered internal tensions, like most liberation movements in the Sudan, between radical leaderships supported by traditional groups interested in dominating eastern Sudan. The struggle of the Beja has been to rid themselves of marginalisation, poverty, ignorance and backwardness. The Beja claim they are struggling for a federal arrangement for the region in eastern Sudan where the people can govern themselves. They have complained of being marginalised and that their region has been left to poverty and neglect. People in Darfur in the west have similarly complained of marginalisation and neglect of their region. A similar complaint was echoed in the south.

    The New Sudan vision as a dream within reach is not far fetched. It is based on the popular discontent of the majority of the population of the Sudan with the system of governance that is utterly discriminatory. The unity of the marginalised in the south, east and west could instantaneously make the New Sudan vision a reality not a dream. The main issue is how to bring the east and the west to share the New Sudan vision articulated by the south. The east and the west complained bitterly that they were marginalised as the south. However, they seemed to have become jealous of the south getting all the attention in Kenya during the tortuous negotiations that produced the CPA. In fact the Beja campaigned unsuccessively to take part in negotiations in Kenya between the government of Sudan and the SPLM, which were expected to lead to a peace agreement.

    Like the people of Darfur the Beja also suffered when the NCP aggressively promoted its version of Islam in the region by launching army attacks on Beja mosques and religious schools. It can be seen that religion may have little to do with the marginalisation of the south but it is actually Arab racism to dehumanise the non-Arab majority of the Sudan. Understanding this as the case the New Sudan vision becomes imperative to realise. The racists in the Sudan played the religious card to marginalise the people of the south. However, they were caught with their pants down when their racism was exposed in broad day light as they desecrated mosques and religious schools of non-Arab who are supposed to be fellow Muslims in the east and the west. Truly the SPLM New Sudan vision of a non-racist and non-theocratic Sudan may guarantee stability, peace and unity. There is no short cut as the racists would like to deceive people by exploiting religious sentiments which are nothing but a camouflaged racism against the majority non-Arab population of the Sudan.

    To be fair not all Sudanese Arabs are racists for the SPLM wouldn’t have them in its ranks. The racists are a minority but the reason they are so powerful is probably because they have usurped power through the manipulation of religious sentiments that they are acting in the name of Islam and God. Nonetheless the east and the west have known that their marginalisation and neglect have nothing to do with Islam but racism or “Awlad al Bailed” boastful manner as their mosques and Islamic schools have been desecrated. With this knowledge the marginalised should be able to mobilise to make the New Sudan vision a dream within reach.

    The New Sudan vision can be realised when the east and the west stop being ethno-centric. They should take the example of the south in articulating the New Sudan vision. The east and west seem to concentrate too much on their marginalisation and very little on the New Sudan vision. The south was accused for concentrating on itself. Now the New Sudan vision is for the whole country. It shouldn’t only be the south to be fighting for the vision. One way forward is for the east, west and the south to come together in a historic move to share the New Sudan vision. This can be done through a conference. This may offer a hope for the Sudan to stay united. The coming together of the marginalised regions may accelerate the pace of the demise of the racists. With the strength of the SPLA, SLA and the Beja Congress the NCP will have its days numbered. For now the NCP, filled with religious fervour thinks it is invincible.

    The Sudan does not have a secular army like the one in Turkey. It is the SPLA that seems to be a secular army. It does not subscribe to any religion but will protect any human rights abuse regardless of religion. The SPLA since its inception has been fighting for a vision that most prophets will approve. There is no prophet that sanctions the murder of innocent women, children and helpless old people. The destruction in the south, east and west in the name of a religion only shows the bankruptcy of using religion to subjugate others. To stop the marginalisation of any Sudanese there is a strong need for the SPLM, SLM and the Beja Congress to come together to elaborate on the New Sudan vision if the unity of Sudan is to be sustained. The NCP as a religious party tainted with racism is incapable of maintaining the unity of Sudan through the free will of the people except by the use of arms which has, however, proved unachievable.

    There has been a fear expressed about independence to Southern Sudan because of the Abyei issue. First of all nobody other than the people of Abyei chose to be annexed to the north. Secondly the people of Abyei have always campaigned, led by their prominent son Dr Francis Deng, for the unity of Sudan with Abyei as the bridge between the south and the north. However, it is difficult to tell what influence Abyei as a bridge had when the north unleashed its fire power on the south. Nobody of course will doubt the tremendous contribution of the people of Abyei to the liberation struggle for the emancipation of the marginalised people of the Sudan. The question, however, is should Southern Sudan be held hostage by the Abyei issue? Shouldn’t southerners vote in the referendum even if the Abyei issue was not yet settled? These may be legitimate questions that need honest answers. Naturally the SPLM which negotiated the CPA may have the answers. Eventually the SPLM will have to make a decision as to what level the CPA has been implemented as acceptable for southerners to go for the referendum. The SPLM which has the best interest of the south will surely not let it down.

    The body language between the President of the Republic of Sudan and the President of the Government of Southern Sudan (GOSS) may speak volumes. A non-verbal communication expert may detect that the two presidents’ body language at times seems to show that all is not fine. Let’s hope that nothing serious flares up prematurely. The fear expressed may have a grain of truth to reckon with. However, nothing may happen because the other may try to play a waiting game for the other side to take the initiative to provoke a situation for an advantage to be taken of. This in a way may mean that nothing drastic will take place in the meantime. People may therefore get on with their lives without unnecessary fears.

    For independence to Southern Sudan it seems it is inevitable. Southerners have suffered as much as the Eritreans or the East Timorese in their struggle for democracy, equality and justice that it is difficult to see how southerners will vote any different from the Eritreans or the East Timorese. The NCP has already failed miserably to make unity attractive. What is there left for unity to be attractive. What the NCP may be capable of is to torpedo the CPA. However, our trust is with the SPLM/A to uphold the CPA. The SPLM Secretary General’s statement that the SPLM was the only political force that could achieve independence to Southern Sudan was reassuring. Also, the fact that the USA was giving $30 million to upgrade the SPLA into a professional and defensive army suggested the south wouldn’t be left at the mercy of the NCP in the event of an all out war. The SPLA will be capable to defend itself and the people of the south.

    It is unlikely that Abyei will be the Sudanese equivalent of Khasmir. The people of Abyei may be happier to live in the north than be part of the south. However, they have the right as stipulated in the CPA to exercise their democratic right to decide through the ballot box whether to remain in the north or join their brethren in the south. Obviously the SPLM has responsibility for Abyei. The people of Abyei have always been welcome in the south among their brethren. The south is also a home to them. During the Addis Ababa era the people of Abyei worked in then Southern Region administration some with ministerial portfolios. It is hoped that the issue of Abyei will be resolved peacefully.

    If Sudanese are very serious about the unity of Sudan they may need to vote overwhelmingly for the SPLM to implement the New Sudan vision that will guarantee the unity of Sudan in diversity. If this does not happen in the expected elections in 2008 then the south may be heading for independence. By now people should have been aware of which factors are contributing to disunity in the Sudan. The factors are Arab racism, Islamic bigotry and discriminatory practices. In the final analysis the Sudan may need a secular army like the one in Turkey that is the guarantor of unity in diversity. However, time seems not to be on the side of unity. The NCP may have difficult decisions to make.

    *
                  

08-06-2008, 00:24 AM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: عبدالغني بريش فيوف)

    الاخ العزيز الرفيق بريش لك التحية والود وشكرا لك مرة اخري علي الاضافات القيمة. وسنعود واسف علي الغياب لبعض المشغوليات وهي ايضا امور عامة حالت دون التواصل ولكني حتما ساواصل لتسطير بعض من الجوانب في حياة الراحل الاسطورة قرنق وبعض من اقواله وسنتطرق ايضا الي ذكر القليل مما قيل عنه من بعض محبيه . ولقد ادرجت شيئا عن شخص اعزه وارتبط عن طريق الاذاعة بالراحل قرنق في الايام الاولي للتمرد . حيث كانت اذاعة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان التي كانت تبث برامجها من اثيوبيا وساحاول ذكر بعض من حياة هذا الشخص ايضا لاعطاء خلفية. وكما ذكرت باعلاه فانه ايضا انتقل الي الرفيق الاعلي منذ ثلاثون عاما ونمر الان بذكراه الثلاثين فاردت ان اذكره ايضا تخليدا له مع صحبه الراحل قرنق وساواصل اذا امد الله في الاجال؟
    فائق الشكر والتقدير لك والي المزيد والكفاح مستمر؟
                  

08-06-2008, 01:25 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    التحيه لك اخي عربي يعقوب و القومه لك وانت
    تحي ذكرى القائد د.جون قرنق...مؤسس السودان الجديد باذن الله.
                  

08-06-2008, 03:31 AM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Tragie Mustafa)

    Quote: في الذكرى الثالثة لرحيل القائد الفذ

    هذا هو جون قرنق !!

    د. عمر القراي
    [email protected]

    أول ما رأيت د. جون قرنق ، رأيته يقف وهو في كامل زيّه العسكري، يحمل في يده قبعته العسكرية، وفي يده الأخرى حقيبة، في ركن نقاش، كنت أقدمه بكلية الزراعة في جامعة الخرطوم في عام 1983م .. وذلك بعد ان تخرجت من الجامعة بسنوات، وفرغت للتحضير للماجستير. وبعد أيام، حين بدأت الدراسة، كان د. جون من ضمن اساتذتي الأجلاء، وكان وقتها يعمل مديراً لإدارة البحوث العسكرية، قد تبرع للمشاركة في تدريس طلاب الماجستير، بلا مقابل.. واذكر بالإضافة الى د. جون ، د. بابكر إدريس، ود. كامل ابراهيم حسن، وبروفسير فرح حسن آدم، والاستاذ الأمريكي الزائر د. براين ديسلفا، والذي ترك د. جون معه أوراق امتحاننا، حين قرر السفر للجنوب، لينشئ الحركة الشعبية لتحرير السودان.

    لم تمنع د. قرنق مكانته كأستاذ، أن يقف في ركن نقاش يؤمه الطلاب، ويتجافى عنه الاساتذة .. ولم يؤثر فيه، انه يلبس الزي العسكري، ويشارك طلابه المدنيين، الاستماع لمختلف وجهات النظر، التي كانت في الغالب، تهاجم الحكومة التي يعمل في جيشها .. كان الى جانب تواضعه الجم، حريصاً على سماع مختلف الآراء وجهات النظر، ومهتماً اهتماما بالغا، بالشأن السوداني، وما يدور في ساحة الحوار الفكري والسياسي، الذي كانت جامعة الخرطوم في ذلك الوقت، رأس الرمح فيه .

    إلتقيت به بعد ذلك عدة مرات، في حوارات متفرقة، كان فيها مهتماً بان يعرف رأي الجمهوريين في مشكلة الجنوب، وكيفية التغيير .. أهديته كتابين احدهما باللغة الإنجليزية، كان الجمهوريون قد أصدروهم عن موضوع الجنوب، حين بدأ نميري موضوع التفسييم، وإعادة النظر في اتفاقية أديس ابابا . كان يبدي إحتراماً كبيراً للاستاذ محمود محمد طه، ويقف عند ما ينقل له من عباراته . وأذكر من العبارات، التي وقف عندها، وكررها أكثر من مرة، عبارة الاستاذ محمود ( حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال ) .

    بعد ذلك تابعت مثل كثير من السودانيين، إذاعة الجيش الشعبي لتحرير السودان، التي كانت تبث من اثيوبيا، إذ طرح فيها قرنق نفسه كمفكر، وحركته كحركة ثورية، ذات برنامج واضح المعالم .. برنامج لا يرمي الى حل مشكلة الجنوب، رغم انها المشكلة الماثلة، وانما يرمي الى حل كل مشاكل السودان، على ضوء رؤية السودان الجديد، متجاوزا لكل الولاءات القديمة،والتصورات الخاطئة ، التي اليها ترجع كافة مشاكلنا . وحتى يضع الأسس للسودان الجديد، درس د. جون تاريخ السودان القديم والحديث، وتعرف على الثقافات العديدة المنتشرة في الشرق والغرب والشمال . وقرأ كثيراً لكل ما كتب السودانيون أو غيرهم عن السودان . وتعرف عن كثب، على افكار، ومواقف السياسيين الشماليين والجنوبيين، بمختلف احزابهم، وشتى رؤاهم . وكانت خلاصة فكرة قرنق، هي خلق سودان جديد، قادر على قبول، واستيعاب، ما به من تباين ثقافي .. وذلك من أجل قيام دولة حديثة، موحدة ، قائمة على مبادئ حقوق الإنسان، يتقاسم فيها ابناؤها السلطة، والثروة، والمسئولية، في مساواة تامة، بغض النظر، عن اختلاف العنصر، والدين، واللغة، والجنس، والموقع الجغرافي، في أي مكان في هذه الرقعة المسماه السودان .

    كان نظام مايو يترنح تحت ضربات الفساد، والغلاء، وفشل مشاريع التنمية، والتناقض المزري بين المجاعة المعلنة، وتقطيع أيدي الجوعى، باسم القوانين الإسلامية !! وإمام المسلمين الذي كان يعدل له الترابي الدستور، ليجعله خليفة للمسلمين، مدى الحياة، ويوصي بالخلافة لمن يشاء بعده ، كان يهرب اليهود الفلاشا الى اسرائيل، تعاوناً مع اليهود، الذين يحتم فهمه السلفي للاسلام قتالهم لا مواددتهم .. في هذه الظروف، أنشأ د. جون قرنق الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان، وبدأت المقاومة المسلحة من الجنوب، وألحقت بالنظام المتهالك هزائم منكرة .

    وحين قامت إنتفاضة مارس/أبريل 1985م، وأطاحت بنظام نميري، أجهضت الانتفاضة بتولي الجيش بقيادة سوار الدهب السلطة . ورغم ان الخدعة جازت على كثير من المثقفين، واعتبروا الحكومة الجديدة من ضمن الإنتفاضة، إلا انها لم تجز على قرنق، فسمى حكومة سوار الدهب مايو الثانية ورفض التعامل معها. ولقد كان حدسه صائباً ، إذ ان تلك الحكومة على قصر فترتها، سعت لتمكين الجبهة الإسلامية ، وانتهى زعيميها بوظائف كبيرة في منظمات إسلامية دولية .

    وحين جاءت حكومة السيد الصادق المهدي المنتخبة (1986-1989م)، تصور بعض المثقفين ان قرنق سيوقف حركته، ويحضر للخرطوم، ليعمل عملاً سياسياً، أو يشارك في الحكومة . ولقد ذكر بعضهم ان د. جون يجب الا تكون له أي مشكلة مع النظام الديمقراطي. وتساءلوا : الحركة الشعبية لتحرير السودان تريد ان تحررنا من منو ؟ لقد تحررنا من السفاح نميري، واقمنا نظاماً ديمقراطياً . ورد قرنق: ( التحرير مش من منو . التحرير من شنو ؟ التحرير من الفقر، والجهل، والمرض، والظلم ) !! لقد كان يرى ببصيرته الثاقبة، ان الصادق المهدي لا يختلف عن الجبهة القومية الإسلامية في شئ .. وانه يواصل برنامجهم، ولهذا لم يلغ قوانين سبتمبر، التي بسببها أطاح الشعب بنظام نميري، رغم انه في الدعاية الانتخابية، كان يقول انها لا تساوي المداد الذي كتبت به !! ومع ذلك، ولأن قرنق كان يؤمن بالسلام، وبالوحدة، فقد عقد مع السيد الصادق اتفاقية كوكادام، ولما لم ينفذ السيد الصادق شيئاً من تلك الإتفاقية، عقد قرنق اتفاقية أخرى مع السيد محمد عثمان الميرغني في 1988م ، ولكن ضغوط الجبهة الإسلامية، حليفة السيد الصادق في ذلك الوقت، منعته من الموافقة على اتفاقية قرنق-الميرغني . وحين رضخ لهم، شعروا بضعفه، وبقرب اتجاه السلام، إانقلبوا على حليفهم ، واطاحوا به، وجاء انقلاب الإنقاذ 1989م.

    ومنذ بدايتها، اتجهت حكومة الانقاذ الى قهر المواطنين في الشمال، حتى لا تظهر اي معارضة، تعطل برنامجها الذي كان في الاساس، محاولة للقضاء التام، على الحركة الشعبية، واخضاع الجنوب للمد العروبي الإسلامي، الذي كان زعماء الجبهةالإسلامية، لجهلهم بحقائق الدين، وبقامة العصر، يظنون انهم يمكن ان يطبقونه في السودان . وحتى تحقق الجبهة الإسلامية ، ذلك الغرض وجهت كافة امكانيات البلاد لشراء السلاح، ولاستيعاب اعداد كبيرة من المواطنين في القوات النظامية، وفي ما انشأته من الدفاع الشعبي . ولقد أدى تسخير الاقتصاد للحرب، الى افقار الشعب، بصورة لم تحدث له من قبل.. وتزامن هذا الافقار المتعمد للشعب مع تحويل موارد البلاد لأفراد الجبهة، فأثروا ثراء فاحشاً، تحت شعار " التمكين" .. وحتى يقبل الناس مثل هذا الوضع، دون مقاومة، استعملت السلطة أبشع صور القمع والتعذيب في بيوت الأشباح .. ثم زادت من استعمال سلاح الافقار المنظم، حتى ينشغل الشعب بالقوت، عن أي عمل سياسي . وحتى توفر الكوادر البشرية، لهذه الحرب الضروس، التي ظنت حكومة الإنقاذ، انها ستقضي بها نهائياً على الحركة الشعبية، حتى انها اسمتها " نهاية المطاف" ، اخذت تختطف الشباب من الشوارع، وتحملهم الى معسكرات التدريب، قسراً ، لفترة وجيزة، ثم ترسلهم لميدان المعركة بالجنوب، دون تأهيل كاف. وكان من الطبيعي، أن يقتل هؤلاء الشبان بكميات كبيرة، حتى عمت المآتم معظم البيوت في العاصمة .. وكان لابد للحكومة من ان تجعل الشعب يقبل هذا الوضع الشاذ، فخرج عراب الحركة الإسلامية د. الترابي، بفكرة شيطانية لتحويل المآتم، الى حفلات عرس، إذ كان يخبر أهل الميت، بانه الآن في الجنة مع الحور العين !! ثم وظفت وسائل الإعلام، خاصة البرنامج الشهير " في ساحات الفداء" ، لتشيع أكاذيب عن خوارق تحدث للمجاهدين في الجنوب .. مثل قتال القرود معهم، وسماعهم هتاف الملائكة، وشمهم ريح الجنة . ومع كل ذلك، هزمهم قرنق، واحتل مدن كبيرة، وسيطر على منطقة واسعة، مما اضطرهم للتنازل عن الطموح الديني بنشر الإسلام في الجنوب، الى قبول التفاوض بغرض تحقيق السلام . وحين وضعت الحرب اوزارها هزمهم قرنق هزيمة أخرى، أبلغ اثراً، وذلك حين سلمهم آلاف الاسرى من الجيش الشمالي وعجزوا هم ان يسلموه اسير واحد من الحركة الشعبية ، لأنهم كانوا يقتلون كل من يقدرون عليه من الاسرى دون رحمة .

    وبعد حوارات كثيرة، برز فيها قرنق كسياسي متمكن، لم يستطع محاورية من الجبهة الإسلامية، رغم براعتهم في الخداع، ان يجعلوه يوقع اتفاقاً يمكنهم في المستقبل من التنصل، أو التزييف لما جاء فيه ، تم التوقيع على اتفاقية السلام الشامل في عام 2005م، واوقف نزيف الدم . ولكن قرنق الذي بذل حياته كلها من أجل السودان الجديد، لم ينعم به، ولا حتى ببدايته، فمات بصورة غامضة، لا زالت مجهولة، وربما كشف المستقبل أبعادها .

    ظل قرنق الى آخر ايام حياته، على طرحه للسودان الجديد الموحد، وطرح ضرورة تحرك مواطني الريف لأخذ حقوقهم بأنفسهم .. وفتح ابواب الحركة الشعبية لكل مواطني الهامش . وبالفعل سرت روح الحركة الشعبية، في جبال النوبة، وفي الإنقسنا، وفي شرق السودان، وفي دارفور. والى قرنق يرجع الفضل في ثورة هؤلاء البسطاء، ووعيهم بحقوقهم، وتشجعهم للوقوف للدفاع عنها . لقد أصبح د. جون قرنق دمبيور، هو رمز المواطن السوداني البسيط، الذي وعى بظلمه، وهب واقفاً للدفاع عن حقه، في الحياة الإنسانية الكريمة . ولقد أهّل قرنق لهذا الدور الفريد، مقدرته الفائقة على التضحية، والعيش مع البسطاء في الاحراش، لسنوات عديدة، وتقدم الصفوف في كافة المعارك التي خاضها الجيش الشعبي لتحرير السودان . وهذا بطبيعة الحال، خلاف السياسيين الآخرين، فقد درجوا على التمتع برغد العيش، ووثير الفراش، وحفظ انفسهم من المخاطر، وارسال ابنائهم ليتعلموا بالخارج ، وارسال ابناء المواطنين ليموتوا في الجنوب

    في عام 2002م زار د. جون قرنق الولايات المتحدة الامريكية . فقامت الجامعة التي نال منها درجة الدكتوراه، وهي جامعة ولاية أيوا بأميز، بدعوته لتكريمه في حفل، رأى هو ان يكون مخاطبة للسودانيين الموجودين بالمنطقة وما حولها، عن الوضع السياسي في السودان، ورؤية الحركة الشعبية لمستقبل البلاد. ولقد إتصل بي الأخ ياسرعرمان، ودعاني لحضور تلك المناسبة، وكنت حينها أقيم في ولاية أيوا نفسها، في مدينة أيوا سيتي، التي تقع على مسافة تبعد ثلاث ساعات . وبالفعل حضرت تلك المناسبة القيمة .

    في بداية المحاضرة تحدث أحد اساتذة د. قرنق السابقين ، وقرأ من آخر بيانات الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وقال هذا ما يقوله قرنق ، كقائد حركة تغيير ، في وطنه ، اليوم ، وما يطرحه كحل لمشكلة بلده ، بعد حوالي عشرين عام من النضال ، فماذا كان يقول قرنق عندما كان طالباً ؟ وكان يحمل أيضاً اطروحة قرنق للدكتوراه ، وقرأ منها من المقدمة التي يلخص فيها د. جون مشكلة السودان ، وتصوره العام لكيفية حلها ، فضجت القاعة بالتصفيق ، لما سمع الحاضرون من الانسجام التام ، بين حديث قرنق الماضي حين كان طالباً، وتصوره بعد ان أصبح قائداً !! فعلق البروفسير بانه لا يعتقد بان هناك قائد لحركة تحرر وطني في أفريقيا ، أو غيرها ، يملك رؤية واضحة بهذه الصورة ، سوى ان اتفقنا أو اختلفنا معه !!

    وعندما تحدث قرنق ، أوضح قضيته بطريقته المعهودة ، وذكر ثلاثة سناريوهات وضعها في شكل معادلات وذكر من ضمنها خيار الاتفاق على السلام . ثم قال ما يمكن ترجمته كالآتي " لقد قاومنا قوانين سبتمبر بدون تردد منذ اعلانها ، واعترض عليها أيضاً بعض المثقفين، ولكن أكبر من قاومها ، وقدم روحه فداء لنا جميعاً ، وضعضع بذلك سطوة السلطة ، وحرك الشعب بالثورة عليها، انما هو الاستاذ محمود محمد طه ، فلنقف جميعاً اجلالاً لشهيد الوطن، ورمز عزتنا، وكرامتنا، ووحدتنا " . وعلى اثر حديثه هذا ، وقف الحاضرون الذين لا يقلون عن الخمسمائة شخص ، فصفق قرنق وبدأوا جميعاً يصفقون ، ثم بدأ أحدهم يترنم بحداء ، بلغتهم مع الضرب على الارض بالقدم ، وأخذوا جميعاً يرددون معه بما فيهم قرنق نفسه .. عرفنا فيما بعد انه نشيد ، بلغة الدينكا ، يقال عندما يموت زعيم القبيلة وهو يدافع عنها !!

    لقد عاش د. جون قرنق حياته كلها، يحمل قضية شعبه في قلبه، لم يساوم فيها ، ولم يتهاون ، ولم يهادن ، ولقد قدم قضية الوطن على راحته الشخصية وحياة اسرته واهله. ولقد أحس الشعب بفطرته التي لا تخطئ بكل هذا ، فاستقبل د. جون قرنق بصورة لم يستقبل بها زعيم سوداني قط . فعبر البسطاء والمهمشين، الذين يعيشون في اطراف العاصمة ، في بيوت من الصفيح والكرتون لا يصلها الماء والكهرباء، عن فرحهم بالرجل الذي عاش حياته من اجلهم ، وكان في ذلك رسالة لكافة الزعماء والسياسيين، لكنها لم تزدهم الا حقداً، وحسداً للقائد الفذ ..

    لقد كان د. جون صادقاً فيما يعتقد، مؤمناً بالله وبالوطن، يعيش آلام الفقراء، ويحلم بعهد خلاصهم، وحريتهم، وأمنهم، ورخائهم . كان عمله كله صلاحاً، وخيراً للناس فجزاؤه بفضل الله عليه- ولا نزكيه على ربه – النعيم المقيم . إقرأوا ان شئتم قوله تبارك وتعالى ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) . فسلام على جون قرنق في الخالدين .

    د. عمر القراي



    هذا المقال الشهادة للدكتور الباحث عمر القراي اضافة من الواقع وشهادة حق عن الراحل الاسطورة قرنق
    مع فائق شكرنا وتقديرنا للدكتور عمر
    وله التحية فهو دائما ظل عونا صادقا لنا في مقالاته وتحليلاته القوية لامور شائكة ظلت تشغل بالنا كثيرا له الشكر مجددا
    ولقد اثرت نقل المقال من سودانايل


    شكرا تراجي علي المرور ولك التحية ايضا.
                  

08-08-2008, 08:19 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    - نموذج لاصحاب الاسطورة قرنق من علي البعد:-

    لقد كان جدي لوالدي رحمه الله شخصية ليس فريدا في اهل السودان ومثله مثل الكثيرين من ابناء هذا السودان خاصة الاجيال الذين تعاملوا مباشرة مع بيئاتهم الصعبة. فكان لزاما علي الفرد منهم ان يحقق له شيئا بجده وكده دون اي عون مباشر او غير مباشر. فكانوا يتسمون بقوة الارادة والتصميم والثبات في المواقف واستخدام عقولهم نحو الاشياء كتحديات امامهم في الواقع. ومنهم من تعلق طموحهم في المشاركة في الحياة العامة ولو بالاهتمام والمتابعة من علي البعد وادلاء الراي حول الاوضاع العامة . خاصة وهم قد عاصروا الاستعمار الانجليزي وحياة ابطال المقاومة لا تفارقهم اذهانهم . حيث قصص ابطال الثورة المهدية وما تلاها من احداث. مرورا بثورة اللواء الابيض. وجملة من الاشياء الهامة تواجهم في حياتهم. ومنها ما يروي لهم او ينقل اليهم شفاهة عن طريق اخرين. وعندما ظهرت الاذاعة كانت لها دورها الفاعل في حياة الناس واصبحوا يعتمدون عليها حتي في عباداتهم كاعلان هلال رمضان. وكل الاخبار كانت عن طريق الاذاعة في القري النائية.
    يعتبر الوالد محمد عبدالله عامر من ضمن تلك الاجيال . كان قد حرص منذ ايامه الباكر بعد ان اكمل حفظ القران وتعلم القراءة والكتاب فترة زهاء العشرة سنوات في الخلوة حسب ما ذكر. حيث احترف الرعي بما تركه لهم والدهم من مواشي ثم احترف الزراعة بشكل موسع فتزوج واستقر في احدي القري يتالف من حوالي مائة وعشرين اسرة بضواحي نيالا. ثم احترف التجارة بدءا بتجارة المواشي والجمال احيانا. وكانت مدينة الابيض المركز التجاري الرئيسي لمعظم اهل السودان عموما وناس الغرب خصوصا فذهب الي الابيض مرات عديدة لجلب البضائع وبيع المواشي والجمال. ولديه رزمة من القصص والذكريات بالابيض خاصة الايام الاخيرة من حكم الانجليز.
    استطاع ان يحقق له شئ من الثروة حيث عاش مستور الحال حتي وفاته عليه الرحمة والغفران في العام (1988.) عن عمر يناهز ( 64) عاما حيث قال انه ولد في العام الاول للحرب العالمية الاولي. و نشا انصاريا علي السكين بالوراثة من ابوه حيث يقول ان ابائه قد شاركوا بفعالية في الثورة المهدية. وذهب مع والده في وقت مبكر الي ام درمان لمبايعة السيد/ عبد الرحمن المهدي. واستمر علي هذا المنوال في مبايعة ال المهدي ، كما التقي بمعظم قيادات حزب الامة من الشمال الذين زاروا نيالا خاصة الذين كانوا ياتون للتصويت في دوائر دارفور حتي في ستينات القرن الماضي. بالاضافة الي نواب حزب الامة المحليين. حيث انه حرص علي ان يكون منطقته مقفولا لحزب الامة . كما كان له علاقة بالاستاذ احمد ابراهيم دريج منذ ان كان زعيما للمعارضة بالبرلمان. وحتي ايام توليه منصب حاكم اقليم دارفور. اعتقل في العهد المايوي مرتين حيث كان يمقت الحكم العسكري عموما ويكره النظام المايوي الي حد لا يمكن تصوره . ولديه فلسفة هنا يستند فيها الي واقع تجربته الشخصي وما تعرف عليه من قصص في العهود الغابرة حيث يقول: ان العسكري مهما بلغ من الرتب ومهما حمل من نياشين في كتفه، فهو بواب لا اكثر؟ و يقول: نحن من قمنا وحتي في عهود السلاطين ، فان العسكري هو الحارس لباب السلطان ، ويحفظ الامن ويحمي حدود السلطنة ويحارب دفاعا عن السلطنة اذا نشب حرب مثلا.
                  

08-08-2008, 08:21 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    كان صديقي الفكري من البداية ومنذ اول عام قضيته في المدرسة حيث شكل لي التحدي الاول ( The First challenge) في مسيرتي التعليمي. وكل ما قضيت عاما ظننت انني سوف اتجاوزه فكرا ومعلومات جديدة، الا انني فشلت تماما حتي توفي . فقد حرمني كثيرا من صداقات اقراني ومزاملتهم لانني سريعا ما اهرب اليه في القرية في كل اجازاتي من المدرسة ولم اجد جليسا غيره طيلة وجودي في القرية. وبت قرويا من الطراز الاول. ( قوازي 100% ) حيث احب القرية حتي اللحظة. خاصة في زمن الخريف حيث اطير مسرعا الي القرية وغالبا ما اعود متاخرا من موعد انتهاء الاجازة المدرسية. وقد منحني فرصة حقيقية للحديث معه بحرية واتفاصح معه في كل شئ. ولم يفرض علي ابنائه شيئا، و كان دائما يقول لهم خلوا بالكم . فاذا مت انا فانكم سوف تتشتتوا شتيتة الجداد؟ ولا يحجر علي احد. ولا يتدخل في شئونهم الخاصة علي الاطلاق.
    وذات مرة سالته عن ارائه اعلاه بخصوص العسكر. فقلت له انت يا جدي عاوز المشير النميري يجئ يقعد يحرس ليكم الحدود بين تشاد والسودان او افريقيا الوسطي وخلاص ؟ فاجاب: ايوى نعم ما دا شغلوا وباخذ عليه راتب؟ واذا ما عجبو حراسة الحدود يمشي يحرس القصر الجمهوري . ولكن لا يتدخل في ادارة الناس و يتولي شئونهم .
    كان لا يخشي شيئا في حياته وفي قول ارائه. وطرح افكاره وقناعاته. صلبا لا يجامل علي الاطلاق. ولا يخشي الموت ابدا . ومات كانه كان يؤمن بالمقولة تقبل الموت برضي كامل، ليصبح الموت عذبا كعذوبة الحياة) كما لا يهتم بما يقوله الناس كثيرا ، ولا يتحدث عنهم الا بقدر ما يعرف يقينا.
    ومن المفارقات انه منذ البداية كان مقتنعا بان امام الانصار الهادي المهدي قد قتل؟ وهنا يقول ان الشيوعيون هم من كان وراء ذلك . لان النميري كعسكري لا يفهم كثيرا . فالشيوعيون هم جابوا النميري في السلطة ، تامروا معه علي قلب الحكم المنتخب، وضرب الانصار وقتل امامهم. ويقول ان النميري اساسا ابن الانصار وتربي في ود نوباوي ولا يستطيع ان يقوم بذلك العمل الاجرامي الا لان الشيوعيون حرضوه وقاموا بما قاموا به.
    كان يمقت رجال الاتحاد الاشتراكي ولجانه الفئوية ، وجماعات سكر التموين. حيث لا يتعاون ولا يتعامل معهم علي الاطلاق. ولم يصوت يوما لمرشحي مجلس الشعب . وكان مقاطعا لنظام مايو مقاطعة اكثر صرامة من المقاطعة مع اسرائيل الان. ويصفهم باوصاف غريبة جدا. واذكر ذات مرة قدمت اليه ، وقلت له يا جدي ناس سكر التموين اتشاكلوا مع بتاع الاتحاد الاشتراكي. وحكيت له القصة فاستمع حتي انهيت القصة كاملة. فقال لي: يا عربي يا ولدي ديل كلهم ما ناس ديل بس ( جلد بني ادم ملصق في شيطان؟) فاحترت تماما وكدت اصدقه بالفعل؟ واردف قائلا: يعني الواحد فيهم تلقاهو يحلف القسم علي اشياء محددة . وهو يعمل اي حاجة؟ ومستعد يحلف اليوم ، وغدا والي يوم القيامة مستعد يحلف القسم؟ ويحلف حتي في اشياء هو لا يعرفه ولا يعرف معناه حتي وهكذا؟ ما في بني ادم بعمل كدا الا الشيطان؟ ونميري ذاتو زييهم هو جمع هؤلاء من الذين لا ذمة لهم لياكلوا اموال الشعب. ويخربوا ذمم الناس وخلاص؟
    كان دائما يمثل لي التحدي الاول كما ذكرت فلقد ادخلني في اول تحدي عصيب لم انساه الي الابد.
                  

08-08-2008, 08:22 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    عندما اكملت عامي الاول في المرحلة الابتدائية فاحرزت نتيجة الاول. وذهبت اليه في القرية فاحتفي بي خير احتفاء. وكنت فرحا جدا وبعد اسبوع تقريبا زاره مجموعة من اصدقائه الانصار من مناطق اخري بتنسيق مسبق بينهم،
    ودون اخطار مسبق لي ناداني ، وكان دائما يناديني من ابعد مكان باعلي صوته تجدني اهرول جريا بالذهاب اليه. فاجلسني وسطهم وامرني ان اقرا منشور حزبي سياسي من صفحتان ونصف تقريبا؟ فكان تحديا قاسيا وامتحان عصيب في مرحلة تعليمي الباكر. فارتجفت يداي حتي اليوم ارتجف. وتصبب مني العرق مع انني نادرا ما اعرق حتي في اعلي درجات الحرارة. وبقدرة قادر قرات المنشور! ولكن حتي اليوم لا ادري كيف قراته، ولا اتذكر كلمة منه سوي البسملة واحبابي في الله ، والتوقيع الصادق المهدي؟ وبعد ثلاث ايام من ذلك الحدث اقتحمت الشرطة القرية، وداهم منزله واقتيد الي السجن في نيالا. حيث كانت احداث ما يسمي بالمرتزقة الماساوية في تلك الايام . وبينما كنا نحن في هالة من الصدمة و الذعر بسبب المداهمة البوليسية المسلحة فاصبنا بالذهول والهلع. وتجمع اهل القرية يشاهدون في صمت مطبق. كان هو طبيعيا جدا ويناقش ويجادل مع رجال الشرطة الذين كان من بينهم رجال امن الدولة بالزي المدني. ودخل مع احد افراد الشرطة في نزاع ونحره حتي ظننا ان رجل الشرطة سيطلق عليه النار. وذلك بعد ان تم تفتيش منازل الاسرة ، فامر الضابط بان ياخذ اشيائه ليذهب معهم. فدخل الي قطيته لجلب اشيائه. ودخلت انا معه ودخل رجل الشرطة بسلاحه بعدنا. فقام بدفره الي الخارج وخرج معه وقال له: لا تدخل معي ولا تعقبني تاني؟ وتدخل الضابط ومنع العسكري بالفعل.
    فتم اعتقاله للمرة الثانية ولكن اخرج بعد فترة وجيزة لا يتجاوز الشهرين تقريبا.
    ويبدو انه كان مخترقا ولكنه كان لا يابه باحد علي الاطلاق؟
    ايضا يمقت الاخوان المسلمين جماعات الترابي (الكيزان الان) ويقول انهم بتاجروا بالدين. ويصفهم بانهم ( كالابورقي) الوطواط ولديه شرح معقد جدا حيث يقول: هؤلاء كالوطواط الذي ياتي طائرا مع الطيور باعتبار انه ضمن الطيور. لكنه غالبا يطير ليلا في الظلام؟ واحيانا بالنهار ايضا؟ ثم يظهر في الواقع ان لديه اسنان واذنين باعتبار انه فار؟ ويقول انهم اخوان المسلمين ولكنهم ليسوا مسلمين في حقيقة امرهم.
    فهؤلاء هم الكيزان بالطبع ممكن يكونوا اي حاجة في واقع الامر.
    واذكر انه كان له نقاشات جادة مع الراحل المقيم الشهيد المهندس داؤود يحي بولاد خاصة عندما كان مرشحا عن الجبهة الاسلامية القومية ايام الديمقراطية الثالثة . و كثيرا ما يزوره في القرية. وكان المهندس بولاد دائما يقول له يا حاج محمد انت قاعد في حالك ما تتغير كلو كلو؟
    كان لديه احكام غريبة علي الاشياء ومنطق عقلي لا يقبل الجدل. ويؤكد ان الرجال الذين حاربوا الانجليز قطعا لم يكونوا مثلنا؟ كانوا لهم تصميم وارادة ومنطق خاص بهم.
                  

08-08-2008, 08:23 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    واذكر في العام ( 1985) قام بعقد قران ابنته فدفع المهر خمسة جنيهات اخرجها من جزالنه الضخم المصنوع من الجلد. بينما في نفس العام بفترة وجيزة ، قام بعقد زواج ابنه للمرة الثانية ودفع المهر خمسمائة جنيه؟ ولقد اعترضته بشدة الا انه لم يقتنع بما اقول. حيث يقول ان هذا الامر يتعلق باولياء الفتاة وهو مسئول عن ابنته. ولكنه غير مسئول عن مطالب الاباء الاخرين. وقلت له يجب ان يكون المهور موحدة او متقاربة نوعا ما. الا انه رفض ايضا. ولكنه قام بدفع مبلغ ثلاثمائة جنيه لام ابنته وهي زوجته الثانية؟
    لقد كان احداث محاكمة الاستاذ/ محمود محمد طه حدثا مدويا في الايام الاخيرة للعهد المايوي وفي تلك الايام ايضا اعتقل الصادق المهدي. وكان الانصار عموما في حالة من الترقب. ولم اكن بالقرية لحظة اعدام الشهيد الاستاذ/ محمود لظروف المدرسة . ولكني ذهبت الي القرية بعد الانتفاضة في ابريل. حيث اطلق سراح كل المعتقلين بينما الاستاذ محمود قد اعدم في يناير. فسالت جدي عن رايه حول الاعدام فقال: نميري راجل ظالم وكذاب ساكت ، فهو ذاته ما عندو دين. ومحمود دا انا سمعت بيهو من زمان واظنه من الصوفية . ولكني لا اعرف طريقته دا شنو؟. و في ايام الاحزاب قالو عنه مرتد ولكن واضح ان التهمة غير صحيحة لانه لو كان صحيح كان تم محاكمته بالردة من الزمن داك؟ بعدين الردة حكمه ما موجود نصا ، ولا يجوز الا اذا اعتدي واعلن الحرب او دعا مباشرة الي الالحاد. ونميري ما عندو اية علاقة بهذه الاشياء. فهو ذاته الشريعة بحاكمه لانه فاسق، وجاء الي الحكم بالانقلاب وقتل الناس. ومحمود انتقد النميري في اكاذيبه ولذلك قام بقتله؟. محمود دا راجل دكران، وشجاع حسا الهوانات القاعدين ديل زول كان يقدر يقول كلامه داك مافي؟
    طبعا لم اكن اتوقع منه هذه الاجابة ايضا لان معظم الناس خاصة العاديين منهم حتي في المدينة يقولون ان محمودا كان مرتدا. وسالته كيف عرفت كل هذا؟ فقال: لقد نعوه في اذاعة الحركة، وتحدث عنه اذاعة لندن، وصوت امريكا، ومونت كارلو. كل هذه الاذاعات قد نقلت وقائع محاكمته؟
                  

08-08-2008, 08:25 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    كان متعلقا بسماع الاخبار عبر الراديو بدرجة لا يمكن تصوره. خاصة اذاعة البي بي سي القسم العربي و الاذاعات التي ذكرهم اعلاه . و يتمتع بذاكرة قوية في تجميع معلوماته ومن ثم روايتها مرة اخري . معظمها ما مر به في شخصه من احداث خاصة وعامة. وكيف كان يتعامل الانجليز مع الناس ، وكانوا يسمونهم بالمفتش الانجليزي . وعلي سبيل المثل يقول ان عبود في عام ( 1959) قال كذا كذا في الاذاعة؟ او اذاعته الاذاعة الفلانية مثلا؟ ولا يستمع الي اذاعة ام درمان في السنوات الاخيرة الا لاثبات رؤية شهر رمضان. و يبدو من واقع تجربته يعتبرهم كذابون ليس الا. وما يقولوا الاشياء الحقيقية، ويكثرون من الاغاني وهو لا يحرم الاغاني ولكن يراها ليست ضرورية للاستماع طول الوقت وكان يسميهم بالجملة ( بنات ام درمان)، وقتهم كلو قاعدين يغنوا بس؟. وهنا مفارقة عجيبة حيث يستمع الي اغنيات الاستاذ وردي وفنانه الاول. وهنا يقول ان الفنان محمد وردي فنان وطني قومي. وهو يغني للوطن وهذا حق واجب. ولو ان ساستنا فقط طبقوا اغاني محمد وردي لحلت مشكلة السودان. واحيانا كنت اتصور انه منحاز لمحمد وردي بحكم الاسم محمد ولكني عرفت بالفعل ان هذا غير صحيح في الواقع. و كان يستمع الي اذاعة المعارضة في ليبيا في السبعينات. ولكنه تحول بعد المصالحة واستبدل تلك الاذاعة باذاعة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان. منذ ان بدات تلك الاذاعة بثها من اثيوبيا. وكان اللقاء مع الدكتور/ جون قرنق. وكما ذكرت فان وضعه كان مريحا جدا حيث اسس تجارته ولديه مواشيه عند زوج ابنته الكبري ، وعنده مجموعة ضخمة من الاغنام. وبني له دكان ( زنكي) في سوق المنطقة يعمل فيها احد ابنائه. ويمارس النشاط الزراعي في الخريف عن طريق الايدي العاملة . ويمارس بعض النشاطات الزراعية الخفيفة، ويزوره اصدقائه ويزورهم وكان يذهب الي الاسواق احيانا للالتقاء باصدقائه ومعارفه. ويفصل في نزاعات اهل المنطقة الا انه لم يكن طرفا في اي عمل عام اخر. حيث ان نشاطه الحزبي كان مجمدا حتي الانتفاضة فعادوا الي انشطتهم الحزبية حيث مازال انصاريا يحفظ راتب المهدي عن ظهر قلب . وحزب امة حتي النخاع.
    - كان في مكتبته مجموعة من الكتب الدينية رغم ان الكثير منها قد ضاع بسبب الصراع السياسي في العهد المايوي. وكان اخر ما في مكتبته بعد رحيله كتاب الام للشافعي، ومجلدان للشيخ شلتوت والامام ابوزهرة وكتاب للامام الغزالي وكتاب لابوسليم عن تاريخ المهدية ، وكتب احاديث للبخاري ومجموعة من الكتب الصغيرة تتعلق بالصلاة والزكاة وعدد كبير من نسخ راتب المهدي. بالاضافة الي مجموعة ضخمة من المصاحف منهم ماهو مكتوب باليد. وشرح الطبري والجلالين واذكر ذات مرة وجدت كتابا بعنوان الادب والاشتراكية للدكتور لويس عوض تقريبا فذهلت الا انني وجدت مكتوبا عليه اسم عمي الذي يعمل بالتعليم الان.
    وكمية من الاشرطة (الكاسيت ) تسجيلات قران كريم وراتب المهدي، وخطب للصادق المهدي واخرون. ومن المفارقات كان لديه شريط خطاب كامل للراحل الشريف حسين الهندي القطب الاتحادي المعروف . وقد احضر اليه في اواخر السبعينات بواسطه احد ابناء اقاربه الذي كان بجبهة المعارضة انذاك
    وكان يردد عبارة مشهورة للشريف قد قالها في الخطاب حيث يقول: ان النميري يحاكم من سرقة قطعة خبزة، ويترك الذين يسرقون الملايين من اموال الشعب. كان هو ايضا يردد هذه العبارة لاثبات رايه عن الفساد المايوي وينسبها الي الشريف بالفعل.

    (عدل بواسطة Arabi yakub on 08-09-2008, 04:37 AM)

                  

08-08-2008, 08:27 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    بدا الرحلة مع اذاعة الحركة وكان ينتظر لحظات البث بشوق رهيب ، ويعد له اعدادا كاملا. ولا يتحدث مع اي شخص الي ان ينتهي البث لم يهتم احد معه بادئ الامر. وعندما اكون معه كان القاسم المشترك بيننا حيال هذا الامر هو اغنيات الفرعون وردي التي كانت تبث يوميا عبر تلك الاذاعة. وبعض من مارشات الجيش الشعبي لتحرير السودان. منها موسيقي السلام الجمهوري ولم ادرك اهمية هذا الامر مطلقا حتي بعد الانتخابات في العام ( 1986). وعندما حضرت في الاجازة كان الناس من اهل القرية اصبحوا يتسائلون لماذا يستمع محمد عبدالله دا الي اذاعة التمرد حتي الان؟ نميري ومشي في شنو تاني؟ مع المتمردين الجنوبيون؟ واصبحت اتعرض لبعض الاسئلة من اهل القرية ، مثل يا عربي جدك دا يستمع الي اذاعة التمرد حتي الان. ونميري مشي والصادق المهدي استلم الحكم. فهو عاوز شنو تاني؟ وذات مرة جلست امامه وقلت له: ياجدي الناس بتقول انك انصاري والصادق استلم الحكم وانت مازلت كانك معارض؟ حيث تستمع الي اذاعة المتمردين في الجنوب؟ ، فرد قائلا: اول حاجة الجنوبيون ديل مواطنون اصحاب بلد واهل كتاب وهم ناس مجاهدون حاربوا الاستعمار مع الامام المهدي. والمتمردين ديل ناس عندهم قضية ويحاربون حتي الان. ونميري رجل لا عهد عنده ولا ذمة حيث قام بنقض العهد والعهد كتاب وقرا اية من القران لاثبات كلامه . ونحن الان في انتظار السيد/ الصادق ليحل المشكلة ويوقف الحرب. وناسك ديل مغفلين ساكت ، ما عندهم اية قضية. والحرب دا اذا ما وقف اولادهم حياخذهم الحكومة ويوديهم الي الحرب. وما عارف بعد داك هم يعملوا شنو؟. ثم اردف قائلا: بعدين جون قرنق دا راجل عاقل، ويعرف كل شئ عن السودان. فهو متعلم خالص ، فهو دكتور؟ ورجل صادق يعرف يقول الحقيقة تمام عن اية حاجة في البلد؟.
    يومها انا اكتشفت المفارقة الكبري بيني وبين هذا الرجل؟ وحاولت اقنع نفسي ان جدي دا كلامه ما صحيح ؟ الا انني لم اجد اي مبرر لهذا الزعم لانني اطلاقا لم اجد منه هكذا كلام؟. بل عودنا علي الصدق لانه عادة ما يكتشفك لو حاولت تكذب عليه. كان يستمع الي الراحل قرنق بشغف رهيب عندما يتحدث باللغة العربية عبر برنامجه الشهير ( القائد مع الثوار)، وتسمعه يضحك بصوت عالي وهو يستمع الي خطبه؟ حتي يستغرب من كان حوله، ولا يهتم باحد؟ واحيانا بعد انتهاء البث يواصل في الضحك ويعلق حيث يقول: والله جون قرنق دا راجل مصيبة! راجل عجيب كلو كلو! والكلام ما بفتش ليهو ابدا وما يقوله صحيح مائة المائة؟.
    ومن الطرائف ذات مرة قدمت من السفر ووضعت حقيبتي امام منزل جدتي وسلمت عليها و من معها . ثم ذهبت الي مقر جدي حيث لديه شجرة لالوبا كبيرة بجانب قطيته وبجانب الاخر راكوبة ضخمة حيث يجتمع فيه زواره. بالاضافة الي عدة قطاطي مجاورة للضيوف ومخازن اشيائه من محاصيل وغيره. وعادة يضع عنقريب يفرش فيها بساط او شملة منسوج من صوف الحيوانات ويضع وسادته ويتكي علي جانبه ويستمع الي اخباره. خاصة في الامسيات حيث زمن بث الاذاعة.
    فسلمت عليه فوقف وسلم علي بترحاب. وسالني عن احوال الناس. وصادف ان البث علي وشك، وفجاءة بدات الموسيقي معلنا بداية البث. فصمت وشرد بذهنه الي الاستماع. واحيانا تسمعه يدندن بموسيقي البث. ويردد مع الاستاذ وردي ابيات نتلتقيك اليوم ياوطني بصوت مسموع . كما يردد همهمات وردي في رائعيته يقظة شعب.
    نادت جدتي فذهبت لها فاعطني مائدة طعام فحملت علي ان اعود الي مكان جدي. فقالت لا لا ما تمشي اقعد هنا واكل انت. جدك حس مع ناسو ديل ما باكل الا ينتهي معاهم؟ فقلت لها: ناسو منم؟ فقالت: ناسو البكلمو في الرادية ديل، هو تاني ما بسمع ولا بشوف الا ينتهي معاهم وانت جيعان جيت من السفر اقعد اكل؟.
    فاستغربت جدا! ووجدت ان الامر اكبر مما كنت اتصور علي الاطلاق.
    واذكر ذات مرة سالني عن اللغة الانجليزية وطالبني بضرورة تعلم اللغة الانجليزية. و يبدو لي ان دافعه انه خلال استماعه الي اذاعة الحركة حيث بعض البرنامج والكلمات تبث باللغة الانجليزية وهو لا يعرف معناها وهذا كان وراء هذا الطلب حسب اعتقادي.
                  

08-08-2008, 08:28 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    لقد خلق تحول جذري في تفكيري تماما، وبدات اهتم باخبار الحركة في الفترة الديمقراطية و بت لا اصدق ما يقوله الحكومة والجرايد عن الحركة كما بدات اناقش مع اصدقائي ان للحركة قضية . و في المدينة لا تجد الفرصة للاستماع الي الاذاعة الا احيانا حيث التلفزيون وشئ من الجرايد ومشاغل اخري كثيرة، خاصة ونحن في مقتبل الحياة وادراك الاشياء واهميتها. كما ان زمن بث اذاعة الحركة قصيرا ، وفي زمن غالبا ما لا تستطيع الانضباط معه. ولكن بعد وفاته المفاجئ حيث انه اصيب بالمرض فجاءة بعد ان كان سليما معافي. فاحضرناه الي المدينة في اليوم الثاني لاصابته بالمرض . وقابلناه بالطبيب. ولقد شعر بالتحسن وفي صباح اليوم التالي كان جالسا علي السرير واستقبل رهط من الزوار . وطلب من الجميع الانصراف لقضاء حوائجهم . الا انه وعند الحادية عشر صباحا من ذلك اليوم فارق الحياة. وكان اخر كلماته ايضا اتذكره جيدا حيث قال: ما عارف السيد/ الصادق حتي الان لم يتمكن من عمل سلام مع الحركة في الجنوب. واذا لم يعمل السلام فلم يستطيع الاستمرار في الحكم، ولم يستقر البلد لان الحرب دا ماليهو لزوم، وبسبب دمار لكل حاجة؟ وبعد نصف ساعة تقريبا من هذه الكلمات توفي. وكانت صدمة حقيقية بالنسبة لي، كما لاول مرة في حياتي يتوفي شخص امام عيني . حيث فجاءة وبعد كلمات بسيطة خر ساكنا دون حراك. رحم الله جدي ومعلمي الاول الرفيق محمد عبدالله عامر وصحبه الراحل قرنق وصحبهم من الابرار ولهم جنة الخلد مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا.
    واضح ان بالسودان رجالا لم ينالوا حظا من التعليم الا انهم لو كان الامر بايديهم لما احتربنا ولما استمر الحرب بيننا يوما واحدا.
    لقد عدت الي الاستماع الي اذاعة الحركة لاعاود ذكري جدي. فاذا بي ايضا التقي بالدكتور/ قرنق وافكاره الهامة والواضحة. وكان ايضا ان ساعدني الحظ في ان اجد في مكتبة عمي كتاب الدكتور/ منصور خالد: السودان في النفق المظلم ، قصة الفساد والاستبداد في السودان ولقد اثرت بعزيمة قوية علي قراءة كل الكتاب والذي اوضح بالفعل قصة الفساد والاستبداد في السودان. واكتشفت من الكتاب انه يحتوي بعض مما كان يقوله خاصة فيما يتعلق بالفساد وعدم الثقة في النميري والانظمة العسكرية عموما . وعندما قرات عبارة الدكتور منصور التي قال فيها: ولنميري في اختيار وزرائه شئون، فلو جمعت له تسعة وتسعون صالحا وواحد غير ذلك لاختار هذا الواحد؟ وكان جدي ايضا يعتقد جازما ان كل الذين جمعهم النميري كانوا فاسدين ليس الا؟
    وواضح ان اغاني الاستاذ وردي ضمنهم هذه الاغنية التي اخترتها عنوانا لهذا المقال بمناسبة مرور الذكري الثالثة لرحيل الزعيم الاسطورة قرنق . كان قد شغل باله هو ايضا كما ظل يشغلنا جميعا حتي الان. وربما كان هو وراء بثها في اذاعة الحركة انذاك ومعها يقظة شعب بموسيقاها ولحنها وادائها المتفرد، وهناك الكثير من اغنيات هذا الفرعون تتناول جوانب هامة من مشروع السودان الجديد نفسه. وعندما استمع الي هذه الابيات من يا بلدي يا حبوب للسفير الحردلو حيث يقول:
    يا ليل يا ليل يا نيل نيلي نيلية
    يا مرمي تحت الشمس للقيلة ضلية
    يا سحنة نوبية يا كلمة عربية يا وشمة زنجية؟
    فعندما استمع الي هذه الابيات يترنم بها الفرعون وردي ، احس واري ان السودان الجديد واقع يتقدم امامي،؟ وبدءا بالنيل العظيم فان كان هذا النيل العملاق لم يكن حتي اليوم عاملا طبيعيا للوحدة الطوعية بين الجنوب والشمال تحديدا. فلا داعي للوحدة اساسا. ولكن المؤسئ حقا اننا نغالط التاريخ والجغرافيا معا . ولدينا معاول متفردة في هدم المنطق برمته هدما ماساويا بالادعاءات والمزاعم الفارغة والاوهام .
    اما باقي الابيات فهي فقرة من فقرات السودان الجديد بلا شك؟ وصدق جدي عندما قال ان اغاني محمد وردي لوحده لو طبقناها في الواقع لحلينا مشاكل السودان دون كبير عناء. ولكن لا حياة لمن تنادي؟
    ونواصل
                  

08-23-2008, 06:39 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    لكل من تابع هذا البوست نقدم الاعتذار للغياب الطويل، وسنواصل من حيث انقطع الحديث. وواضح مما اوردناه من سيرة الوالد الراحل الرفيق/ محمد عبدلله عامر له الرحمه ولصحبه من الابرار وعلي راسهم الاسطورة / قرنق الذي استطاع بجدارة من التوغل والنفاد داخل اهل السودان منذ وقت مبكر للثورة وانه قد اخترق عميقا في نفوس الكثيرين من شعبه في كل انحاء السودان وان ما اوردناه يعد نموزج لاخرين كثر في بلاد السودان بلا شك.
    وسنواصل اذا امد الله في الاجال.
                  

08-24-2008, 01:40 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    يقول المناضل الافريقي نلسون مانديلا في سفره النفيس (LONG WALK to FREEDOM)
    ( ان المرء كي يقود قومه عليه ان يعرفهم حق المعرفة)
    ان الراحل/ قرنق كان يتمتع بهذه المعرفة عن يقين عبر تجربته واهتمامه الكبير بالشان العام السوداني عموما. حيث ذهب الي الشمال في بواكير شبابه. ثم عاد للالتحاق بتمرد الانانيا فاضطر رئيس الحركة السيد اللواء/ جوزيف لاقو علي اعتراض التحاقه لصغر سنه . وطلب منه العودة لمواصلة تعليمه. فقبل بذلك الاقتراح ، وعاد بارادة وتصميم منقطع النظير لمواصلة تعليمه . وفور تخرجه من الجامعة التحق بالحركة، وواصل الكفاح المسلح في الميدان قبل اتفاق اديس ابابا بثلاث سنوات تقريبا. كل هذا يوضح ان الرجل كان يدرك مسئولياته التاريخية وحجم معاناة شعبه في الجنوب خصوصا والسودان عموما. وفي واقع الامر فان جون قرنق ابن بيئته بالطبع. حيث ان شعب الجنوب قد وقفوا وقوفا صلبا في وجه كل انواع الاستعمار وتطوعوا كمقاتلين اشاوس في صفوف الثورة المهدية ضد الاستعمار التركي . كما ان الغزو العربي منذ ايام غزوة بن السرح الي شمال السودان ، الا انهم لم يتمكنوا من التوغل جنوبا. والذي كان يعد بمثابة الانتحار في ذلك الزمن . خاصة وهم قوم قد قدموا من الصحراء، ولم يتعودوا علي الحياة في الادغال الاستوائية، ناهيك عن ان يخوضوا فيها حربا لا قبل لهم بها باعتبارهم غزاة وافدون ليس الا. وبنفس القدر فان الغزو الانجليزي/ المصري
    الذي جسم علي شمال السودان وبسط هيمنته الكاملة بعد سقوط الدولة المهدية. الا ان مقاومة اهل الجنوب قد استمرت ضد الاستعمار الانجليزي - المصري، حيث واجهوا مواجهة شرسة لم يتمكنوا من اخضاع كل ارض الجنوب لسيطرتهم الا في العام ( 1930)
    وفي هذا الصدد يقول الدكتور عمر مصطفي شركيان في كتابه التويثقي القيم - النوبة في السودان – نضال شعب في سبيل العدالة والمشاركة في السلطة- حيث ضرب مثلا لنضال شعب الجنوب ومقاومتهم الشرسة للاستعمار الانجليزي المصري حيث قال: ( لقد تجسد نضال اهل الجنوب السوداني فيما قاله سامبا - زعيم الياو في جنوب تنزانيا الي الغزاة الالمان في العام ( 1890) فماذا قال الزعيم الياوي؟ يحدثنا الجهبذ في التاريخ الافريقي - باسل ديفيدسون - في تاليفه: - قضية الشعوب - ان الزعيم الياوي تفوه قائلا: ( بحثت عن سبب تافه يجعلني اطيعك فلم اجده ، واذا كانت الصداقة هي ما تريد ، فانا مستعد لهذه الصداقة الان ودائما، ولكنني لم اكون ابدا من رعاياك ) ان الصورة التاريخية التي رسمها سامبا شبيهة بالتي حدثت في جنوب السودان في عصور خلت.
    كانت تجربة التركية والمهدية كفيلة بان تجعل قبائل الجنوب تنظر الي كل الدخلاء بالعداء المستحكم او افضل الاحوال باللامبالاة وعدم التعاون.
                  

08-24-2008, 02:09 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    وكان واضحا ايضا موقفهم الوطني المبكر قبيل الاستقلال مطالبين بحقوقهم الوطنية المشروعة في وطنهم. في الوقت الذي كان باقي اقاليم السودان يخطون في نوم عميق . والرضي بمجرد بهجة الاستقلال. مما كلفهم ثمنا باهظا الان. حيث الانتهاك الصارخ لحقوقهم الوطنية في كل منحي من حياتهم. وتهميشهم بالكامل من الدولة السودانية المستقلة . وحتي اللحظة لم يتمكنوا من استعادة حقوقهم الوطنية في وطنهم طيلة فترة ما بعد الاستقلال وهي فترة ايضا تساوي فترة مكوث الاستعمار الاجنبي. الا ان السلطات الوطنية بعد الاستقلال هي الاكثر بطشا وتنكيل بمواطنيهم وانتهاكهم الصارخ لابسط الحقوق الوطنية المشروعة؟
    فالدكتور الراحل قرنق هو ابن ذلك الواقع المقاوم ابدا . وكل رفاقه كذلك ، بل حرص الراحل علي ان يتقدم خطوة هامة في تاسيس دولة حديثة علي اسس متينة وراسخة تحفظ للجميع حقوقهم بتساوي كما ذكرنا.
    كان الراحل قرنق شخصية يمتاز بحضور البديهة، عمليا و ذكيا في نفس الوقت. او كما قال عنه احد المراقبين انه ذكيا ويعرف انه ذكي (He’s Intelligent And He Know That He’s Intelligent)
    انه ذكيا في تدبير الامور لا ذكاء استغفال الناس . وعندما ذهب الي ليبيا لتسويق فكرة السودان الجديد للزعيم الليبي العقيد القدافي فعلق القدافي قائلا: ( عندما يذهب الجيش الشعبي نحو الخرطوم فسوف يعتبره اهل الشمال جيشا غازيا ) فرد القائد قرنق ( هو ليس بالطبع ولكن حين يصل الجيش الشعبي الي مدينة واد مدني في الجزيرة بوسط السودان - فسوف يكون تحت قيادة قائد يسمي محمد احمد من اهل الشمال انفسهم)
    لقد شكل الاسطورة قرنق رمزا حقيقيا للجميع. واصبحت افكاره واطروحاته املا يلبي طموحات الجميع ، حتي خارج الحركة الشعبية لتحرير السودان، وخاصة مقاتلي الجيش الشعبي الذين هم في معظمهم متطوعون من اجل قضيتهم العادلة ، وايمانهم الراسخ بافكار ورؤي الحركة التي طرحها الراحل قرنق. فقد احدث تحولا جذريا في تفكيرنا جميعا . وكسر الحواجز التاريخية المصنوعة عبثا بيننا كابناء وطن واحد. وبات مقاتلي الحركة والجيش الشعبي اكثر وعيا وتفكير في مستقبل السودان بكامله وليس اقليم من اقاليمه. وكان وجوده الدائم في وسط الثوار المقاتلين ومعايشة قضاياهم بنفسه احدث بينهم شعورا انسانيا في المقام الاول.
                  

08-24-2008, 02:11 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    واذكر هنا لقاءا اجرته صحفية لبنانية لمجلة الجيل اللبنانية في بداية التسعينات من القرن المنصرم واذكر بعض مما خطتها الصحفية في مقدمة اللقاء حيث قالت:
    لقد قررنا اجراء لقاء مع زعيم التمرد في جنوب السودان العقيد/ جون قرنق. وحسب ما علمنا عنه في بادئ الامر انه لا يتواجد الا في الفنادق ذات الخمسة نجوم في العواصم الاوربية ، والمدن الامريكية. ويقضي القليل من الوقت في العواصم الافريقية مثل اديس ابابا العاصمة الاثيوبية او العاصمة الكينية واليوغندية، حيث يتواجد احيانا . فحزمنا امتعتنا الي العاصمة الاثيوبية وهناك توصلنا الي حقيقة مفادها ان له مقر دائم لقيادة حركته في نيوروبي العاصمة الكينية. ولكنه غالبا يتواجد مع قواته في ادغال الجنوب السوداني. فحزمنا امتعتنا مرة اخري الي العاصمة الكينية وبعد وصولنا العاصمة الكينية حيث اوضحنا لهم هويتنا. فطلبوا منا الانتظار للاتصال بمكتبهم . وبعدها اخذنا بسيارات الي ضواحي نيوروبي ووجدنا حظيرة كبيرة وهي المقر الرئيسي للجيش الشعبي بقيادة العقيد / جون قرنق. و لسوء حظنا العاثر لم نجده ، حيث لم يكن متواجدا بالمقر. وكان مشغولا بالعمليات ومتواجدا بالميدان. مما زاد امرنا تعقيدا ولكنهم تطمئنونا بانهم سيوصولوننا اليه بامان.
    وبعد يومين من المشي في احراش الجنوب السوداني ، فجاءة ظهر امامنا ساحة تحيط بها الغابات نصبت بها خيمتان تحيط بهما مجموعة من الابقار ، والجنود بزيهم العسكري مدججين بالسلاح . فاقتربنا من احدي الخيمتان وفور نزولنا من السيارة التي كانت تقلنا،
    وكعادة الزعماء والقادة ، ينهض جون قرنق ويخطو خطوات لاستقبالنا بهفاوة ويومئ الينا بالدخول الي الخيمة التي بها مقاعد من خشب للجلوس.
    يبلغ من الطول حوالي المائة وثمانون سنتمرا، عريض المنكبين اصلح الراس ، خط الشيب علامة في لحيته الذي كان متدليا . يبدو من وجهه حدة الذكاء والصرامة والحزم . كما يبدو عليه علامات التعب والاعياء . يرتدي بزته العسكرية وينتعل حذاء غير ملمع ( بوط )، ويضع مسدسا في جراب من جلد في جانبه. يجلس علي كرسي من خشب وامامه طاولة مغطاء بقطعة قماش حمراء يضع فوق الطاولة جهاز معالجة الكلمات، وجهاز اتصال يستخدمان بمولد كهربي صغير. اشار باصبعه الي جهاز معالجة الكلمات ( الكمبيوتر) وقال هذه زوجتي الثانية؟ This My Second Wife’s) ( وانفرج من بين شفتيه ابتسامة يكاد لا يري- لا تعليق-
    وكان حوله مجموعة من العساكر كل ما اقترب احدهم منه يحييه ويبادلهم هو كذلك. و يحذو باحترام وتقدير كبير لدي من حوله.
    هذا هو الثائر الاسطورة / جون قرنق دي مابيور .
    واتمني ان يكون قد وفقت في نقل هذه المقدمة كما هي حيث انني اطلعت عليها قبل حوالي اربعة عشر عاما تقريبا.
                  

08-29-2008, 10:14 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    ولهذا كله كان الاحتفاظ باسري الحرب من الطرف الاخر اصبح شيئا طبيعيا في وسط كل المقاتلين في الجيش الشعبي لتحرير السودان. وحسن التعامل معهم حسب الامكانات الشحيحة اساسا. و بشخصيته الكارزمية المرحة والمتواضعة بين الجميع قد خلق ترابطا متفردا مع كل من عاشره . خاصة قوات الجيش الشعبي الذين تحملوا مشاقات مضنية يفوق التصور. الا انهم كانوا دائما في اعلي مستوي لمعنوياتهم رغم ضراوة الحرب، وطول امدها وصعوبة الحياة في وسط الاحراش حتي في اللحظات القصيرة للسلم . بل اصبح الجيش الشعبي قبلة لكل مضطهد وكل جسور اراد ان يصنع تاريخا في الدفاع عن نفسه، والاسهام في بناء وطنه ورفع معاناة شعوبهم المهمشة والمضطهدة من قبل الحكومات المتعاقبة في المركز المعتدي علي الجميع دون هوادة . وبات الايمان بمبادئ السودان الجديد الذي يشمل الجميع. والعمل تحت قيادة الدكتور جون قرنق دي مابيور هي السلوي والملاذ الامن لكل حر تواق الي التغيير، و بناء دولة المواطنة الحقة. حيث العدالة والمساواة. بين الجميع والحرية والتنمية المتوازنة بين كافة اقاليم السودان. ويجدر بي هنا ان اذكر شهادتين لنفر عرفتهم كما اعرف نفسي حقا . ومنهم اخي وصديقي العزيز الراحل المقيم المناضل العقيد/ معاوية محمد ابكر يانس ذلكم الفتي الذي نشا تواقا الي الحرية وبسط العدل حتي في داخل منزلهم العامر. حيث كان يواجه والده ضابط الشرطة العميد/ م الان امد الله في ايامه ومتعه بالصحة والعافية- كان يواجهه في المنزل بهموم الشارع . وماذا يفعل رجال الشرطة تجاه المواطنين ايام مايو الاخيرة. وكان الوالد لا يجد حرجا في ان يتجاوب معه بل احيانا يساله ماذا شاهدت يا معاوية هذه الايام ؟ هل هناك شكاوي من احد تجاه الشرطة؟ واذكر ذات مرة قال لي الوالد يا اخي صحبك دا الا يشتغل مع ناس حقوق الانسان. لانه لا يقبل من اي رجل شرطة ان يحاول الاساءة الي مواطن عادي. ومنذ مدة دائما ينقل لي اي حاجة شاهده في الشارع من رجال الشرطة؟
    لقد كنت اتحدث مع معاوية وهو في اسمرا عقب وفاة السيدة/ الفاضلة والدته. وبعد تقديم التعازي، دخلت معه في نقاش صريح عما هم فاعلون الان في لواء السودان الجديد؟. وعن اخبارهم الخاصة؟ فقال لي بالحرف: يا عربي انا الان لا املك شيئا ولا اريد شيئا . وحس لو امرني القائد قرنق لادخل النار لدخلت؟ ولكنه لن يفعل بالطبع؟ واردف قائلا: تعرف لماذا؟ لان هذا الرجل يعرف كل قضايانا وقضايا شعب السودان وهو اهل لكل هذا؟ وقد وهب حياته وعلمه وفكره وكل شئ عنده من اجل تحقيق العدالة والمساواة والتنمية المتوازنة في في كل اقاليم السودان الموحد. وهذا هو هدفنا ولا نريد شيئا اخر وهو حل مشاكل شعب السودان لا اكثر.
    ولقد كان الراحل قد انضم الي قوات الامة فور خروجه من السودان في العام (1997) وقد ترك الجيش السوداني وهو برتبة النقيب. ولعلاقته الشخصية بزميله في الجيش عبدالرحمن الصادق المهدي انضم الي قوات الامة بادئ الامر ، وليس لانه اساسا حزب امة. وقبيل اتفاق جيبوتي اثر الالتحاق بلواء السودان الجديد التابع للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان المرابط بشرق السودان انذاك. رحم الله الرفيق المناضل معاوية وقائده الراحل قرنق فلقد كان الفرق بين وفاتهما حوالي الاسبوعين. وكل منهما كان مهموما بقضايا وطنه. منهمكا في العودة الي الوطن والاسهام الفاعل في بنائه وازدهاره.
                  

08-29-2008, 10:16 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    - وبنفس الشعور الصادقة اتصل بنا الاخ الرفيق المقدم/ حقوق ابوبكر محمد رمضان الذي كان ايضا بلواء السودان الجديد بشرق السودان. فقلت للاخ الرفيق ابوبكر اها انتم عاملين كيف؟ فقال لي: يا عربي ان الحياة في الميدان صعبة جدا كما تعلم، و نحن الان نفتقد ابسط الحاجات الخاصة، واخوك طبعا زول بتاع لحوم وانت عارف . لكن المسالة دا اصبحت في خبر كان ولا نجد الا بالكاد. ولكن فوق كل هذا فنحن معنوياتنا في السماء؟ لان انت عارف د/ جون عارف كل زول ومشكلته كمان؟ ولهذا نحن مطمئنين خالص وفخورين جدا بهذا الوضع ومعنوياتنا عالية جدا وجاهزون لكل الاحتمالات ولا نبالي؟
    اما الرفاق المقدم شارلي وصامويل وكل الرفاق في الميدان خصوصا ، واشقائنا من ابناء الجنوب عموما وعلي الرغم من ضراوة الحرب في اقليمهم ، ومرارة الحياة وشظف العيش في اماكن اخري من نزوح الي ملاجئ . الا انهم ظلوا طوال سنين الحرب الطويلة في اعلي معنوياتهم. وكانوا علي قلب رجل واحد حتي الذين لا علاقة لهم بالسياسة، الا انهم كانوا جميعا يثقون تماما في قيادة الدكتور/ قرنق ويدركون حنكته، وامانته وصدقه ، في انه سيصل بهم الي الحل العادل لقضيتهم وسينالون حقوقهم الكاملة. وسوف ياتي السلام و الامن الدائم ولو بعد حين. وما كانوا ابهون بما يخوض فيه السياسيون حتي من ابناء الاقليم الذين يعتبرونهم ان لهم اغراض اخري. خاصة عندما حدثت الانشقاقات الاخيرة في صفوف الحركة في بداية التسعينات وبالرغم من بعض التبريرات المنطقية لحد ما. باعتبار ان هناك من يري انهم لا يستطيعون تحقيق النصر في ظل الجهاد الاسلامي الديني هذا لاقامة السودان الجديد في كل السودان. وعليهم ان يحتفظوا باقليمهم وكفي؟ فكان ظهور الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان، و الجبهة المتحدة لاستقلال جنوب السودان، واسماء اخري. الا ان ثبات الحركة الشعبية والجيش الجيش الشعبي لتحرير السودان الام . علي مبادئها وطرحها الواضح تحت قيادة الاسطورة قرنق الذي استطاع ان يلهم جميع ابناء جنوب السودان من الوقوف خلفه مهما كانت الصعوبات والتحديات. ومهما كان الثمن. وكان المنطق الذي رد به القائد قرنق تجاه كل هذه الدعاوي واضحا جدا وكفيلا باقناع الجميع. فلقد قال لهم: ( ان الذين يريدون الانفصال الان، فان الانفصال ايضا لا يتم من الجنوب وانما كل شئ هناك في الخرطوم . وفي كل الاحوال الحرب قائم ضدنا. عليه دعونا نعمل معا في مواجهة العدو المشترك ، وعندما نمشي نحن في طريقنا الي الخرطوم لتحقيق السودان الجديد ، فعندما نصل لحدود بتاع الجنوب بتاعكم اعطونا تمام هناك . ونحن سنواصل الي الخرطوم لتحقيق السودان الجديد . ونشوف انتم بتعملوا شنو بالجنوب بتاعكم دا)
                  

08-29-2008, 10:18 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    لقد اكد تلك الاحداث ايضا جدارة القائد قرنق وحنكته في مواجهة الازمات الصعبة والتحديات الجسام. وقد ادار الازمة بقدرة خارقة ، بمقتضاها استطاعت الحركة ان تتجاوز تلك الاحداث الجسام بجدارة متفردة، وعلي الرغم من الهجمات الوحشية للمجاهدين الدبابين وما ورائهم من امم وشعوب، وسياسات فرق تسد التي ظلت تستخدمها حكومات المركز حتي اللحظة بين ابناء الوطن الواحد، والاقليم الواحد ، بل حتي بين القبيلة الواحدة. مستغلين عدم الوعي في المجتمع السوداني عموما والجنوب خصوصا. بالاضافة الي ضيق الحال والافقار المتعمد كاداة من ادوات الحرب للابادة او التطويع و بيع الذمم ...الخ؟ الا ان الحركة وقفت بكل صلابة في مواجهة كل هذه التحديات رغم الامكانات المادية الشحيحة الا انها قد تصدت لكل ذلك بامتياز. واعادت بناء هياكلها والهمت مؤيديها في بذل المزيد من الجهد والانخراط في العمل النضالي طوعا. وخرجت وهي قوية اكثر من ذي قبل. ودارت الايام واكدت كل ما ذهب اليه الراحل الاسطورة قرنق وعاد الجميع الي الحركة الام باعتبار انها صاحبة الخيارات المتاحة الممكنة والمفضلة لدي الجميع خاصة دعاة الوحدة الحقيقية العادلة في الجنوب والشمال معا. وبهذا يكون الحركة الشعبية بقيادة الراحل الاسطورة قرنق قد فتح افقا جديدا لبناء الدولة السودانية علي اسس متينة تسنده حقائق الواقع السوداني المتعدد يسوده العدل والمساواة تحت دستور علماني يفصل فيها قضايا الحياة السياسية عن امور الدين التي تتعلق بين العبد وربه الي حيث يقوم يوم الحساب
    وبهذا قد اقفلت الذرائع والادعاءات الفارغة علي ان اهل الجنوب انفصاليون. هذا ما ظل تاريخيا يقال ولكن الواقع يوضح بما لا يدع مجالا للشك ان اهل الشمال السياسي وقادتهم هم الانفصاليون قولا وفعلا. وهذا ما نختم به المقال.
                  

09-08-2008, 11:14 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    - كان القائد الاسطورة/ قرنق يتمتع بالثبات في المواقف بعكس تماما ما كان يروج عنه من قبل خصومه عبر معظم وسائل الاعلام ، خاصة اعلام حكومات الخرطوم. وهنا نود ان نجلي حقيقة عن ترويج شائعة غير صحيحة ظلت مصاحبة لسيرته حتي اللحظة. وهذه واحدة ضمن رزمة من الاقوال المفبركة والشائعات عن الراحل ظلت مصاحبة طيلة تاريخه. ومنها ما دحضته الحقائق الان، ومنها ما تم نسيانه بمرور الايام ، ومنها ايضا سعت جهات ذو صلة بايضاح ما البس حوله بصدد الغرض المتعمد. واذكر هنا ايضا ما كان يحاك في الكتابات العامة عن ماركسية قرنق. وهنا قد عكف الدكتور العالم منصور خالد لتوضيح هذا الجانب . كما اذكر المقولة التي كانت متداولة ايضا عن ان جون قرنق قد دخل علي اللواء جوزيف لاقو قائد التمرد الاول اثناء التفاوض في اديس ابابا بغية التوصل الي اتفاق اديس ابابا الشهير في ايام حكم المشير الدكتاتور جعفر النميري . وبينما كانوا علي وشك التوصل الي التوقيع النهائي . فقد دخل علي اللواء/ لاقو ضابط من ضمن قواته برتبة الملازم اول، وبعد ان قدم التحية همس الملازم في اذن اللواء وسلمه ورقة مكتوبة كاد ان ينصف جهود الوصول الي الاتفاق. وكان ذلك الملازم هو جون قرنق؟ وقد قرا المذيع عمر الجزلي هذا السؤال بهذه الصيغة تقريبا من ورقة مكتوبة الي الفريق جوزيف لاقو عبر برنامج اسماء في حياتنا في التلفزيون السوداني. فكان رد الفريق. بالنفي الكامل. بل اذكر انه قال هذا الكلام غير صحيح وملخبط ؟ وقال ان جون قرنق كان منذ ان انضم الي الانانيا قد استوعب برتبة النقيب ، لانه خريج جامعي. وكانت الحركة قد درجت علي العمل بالنظام المعمول به في الجيش السوداني انذاك.
    وهذه الرواجة ايضا مفادها ان العقيد/ جون قرنق كان قد ابتعثه المشير النميري للتفاوض مع الفرقة التي اعلنت تمردها في الجنوب فتمرد هو الاخر. فهذا الكلام ايضا غير صحيح بالمرة . والذين اطلقوها غرضهم التملص من مسئولياتهم حيال استفحال الاوضاع هناك بناءا علي تصرفاتهم باصدار الاوامر باستخدام القوة لفرض الانضباط بين الكتيبتين، بل النميري هو بنفسه من قام بالغاء الاتفاق بقرار جمهوري ولم يتراجع عن قراراته. وهو ووزرائه ومسئوليه من اهملوا امر الكتيبتين اللتين شكلتا النواة للتمرد. ولقد كان هناك وساطة للحل قد اجتمعوا بالنميري شخصيا وطلبوا منه التراجع عن قراراته اولا. الا انهم كان مصيرهم الاعتقال. فتحت كل هذه الظروف لا يوجد منطقيا مكان لمندوب شخصي ومن الجنوب تحت اية ذريعة او حجة. بالاضافة الي اننا كان هذا الامر مثار اهتمامنا ولقد جمعنا الصدف بالراحل المقيم سعادة العميد/ م محجوب ناصر الذي علمت بنبا وفاته مؤخرا حيث اخبرني عبر الهاتف الاخ الرفيق/ فيليب بذلك النبا الحزين. ولقد تاثرت كثيرا واصابني الحزن لما ظللنا نفتقدهم من رجال حملوا علي عاتقهم لواء الوطنية في زمن كنا ننعم فيه بشئ بالامن والطمانينة خاصة فترة ما بعد اتفاق اديس اباب. الا انهم اثروا الرحيل عن دنيايا سريعا الواحد يلو الاخر في زمن نحن في احوج ما يكون اليهم والي تجاربهم وخبراتهم. سعادة العميد كان رجلا في غاية البساطة دمث الاخلاق ملم بتفاصيل دقيقة عن الحياة السياسية عامة والعسكرية علي وجه الخصوص في السودان. وقد ترك الجيش مبكرا علي ما يبدو . وكان مقيما في العاصمة السورية دمشق. ثم ذهب الي ليبيا وقد اجتمعنا في يوم جميل في غرفة بمقيميها وزوارها الكثر في لحظات نادرة ايضا. غرفة في الفندق الكبير بالعاصمة الليبية طرابلس. حيث كانت ضيفتنا المناضلة الام / ربيكا قرنق حرم الراحل الاسطورة قرنق. وكانت الام ربيكا هي من تولت بنفسها توزيع الشاي والماء لنا ونحن جلوس غرفتها وهي زائرة بدعوة رسمية من العقيد القدافي لحضور موتمر المراة العالمي في ليبيا في العام (2000 ) وبادرت الام ربيكا باخطارنا وتعريف العميد بانه صديق شخصي للعائلة منذ ما قبل التمرد. وقالت بالحرف ان سعادة العميد هو اخر من وقع اورنيك الاجازة لنا ونحن في اجازتنا السنوية. وعندها بادرت بالسؤال بان هناك قول بان الدكتور/ قرنق قد خرج في مامورية من النميري شخصيا؟ فتولي حضرة العميد بثقة مطلقة الرد لي فقال: ان هذا القول مردود تماما فان الاجازة كانت السنوية الثانية تقريبا للدكتور قرنق واسرته وهو بقسم البحوث العسكرية. واردفت الام ربيكا بعد ان اكدت كلام العميد بان لا علم لها بهذا الامر. واضافت بان حضرة العميد هو الرئيس المباشر لمكتب الدكتور بقسم البحوث العسكرية.
    ولقد نمت العلاقة بيننا وسعادة العميد الذي ظل يبادر هو بزياراتنا في اماكننا وعادة ما تجده محاطا بكمية من المهمشين و( الابسماك ) في معظم المحافل في ليبيا. ويبدو انه ايضا كان قد اكتشف هذا التلاحم الاخوي الصادق من قبل الجميع. الا رحم سعادة العميد محجوب ناصر وادخله فسيح جناته واللهم اله وذويه الصبر الجميل.
                  

09-08-2008, 11:15 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    ايضا ذكر الاستاذ الجليل مولانا/ ابيل اليير انه بينما كان شخصه بالجنوب يسلم عهدته بعد اقالته من رئاسة مجلس التنسيق ، قد ذهب الي جوبا لتسليم ما بعهدته من مهمات، منها المعدات الخاصة بمشروع قناة جونقلي للحكومة الولائية الجديدة برئاسة جوزيف طمبرا الذي تم تعينه من قبل النميري بعد الغاء اتفاق اديس ابابا. فقد ذكر مولانا الير انه قابل العقيد جون قرنق واسرته في طريقهم الي بور . وقلت له ان الطريق ربما يكون غير امن نسبة لتمرد الكتيبتين هناك ومن الاحسن ان نوفر لك حراسة يا سعادة العقيد. الا انه رفض وقال انه سيحصل؟ ومنذ تلك اللحظة كان تمرده ولم يذكر اي جهة رسمية كان قد ابتعثه في مهمة .
    وهناك كتب من الشائعات والاساطير التي حيكت والصقت بشخص الراحل الاسطورة قرنق كما ذكرنا سالفا. واذكر في اللقاء الجماهيري العاصف بمصيف جنزور بالعاصمة الليبية طرابلس في العام ( 1999) حيث وقف الباشمهندس محمد صالح حربة امام المنصة حيث يجلس الدكتور قرنق والوفد المرافق له. وهم الرفيق الاستاذ/ دينق الور ، القائد ادوارد لينو، الاستاذ/ عمر عبد الرحمن ادم والدكتورة فهتف المهندس باسم السودان الجديد والدكتور قرنق ثم اردف قائلا: والله يا د/ جون انا كنت معتقدا ان اجد في راسك قرون؟ حيث ان الدعاية والاساطير التي كنا نسمعها عنك ما كنا نتوقع ان نجدك هكذا قائدا محنكا ورجل دولة حديثة بالفعل. فانت انسانا تفيض بالانسانية اولا، ورجلا متواضعا وصادقا تستحق الاحترام والتقدير علي مستوي افريقيا. وبينما واصل المهندس في حماس منقطع النظير في سرد هذه الكلمات كان الدكتور قرنق قد انفجر بالضحك فيما قاله المهندس باننا كنا نتوقع ان نجد عندك قرون؟ ثم عقب عليه الدكتور بالثناء والتقدير بكل تواضع العلماء وقال له يابا شمهندس ما معروف ممكن شغلو دا قرون صغيرا كدا انتا لسه ما شفتم؟ فهاج القاعة بالضحك مرة اخري.
    وبالاضافة الي ثبات الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان تحت قيادة الراحل علي مواقفها الثابتة طيلة فترة الحرب الذي استمر واحد وعشرون عاما. ايضا هناك مواقف ثابتة لدي الراحل قرنق الذي ظل علي مبادئه ابدا فكان صارما في التعاطي مع الخصوم ، ولم يتنازل قيد انملة عما يؤمن به ويمليه له ضميره. ولم يفرط في حقوق شعبه يوما، ولم يتهاون حيالها ابدا.
    اذكر هنا ثلاث نماذج جرت حديثا من الحكومة السودانية كمحاولات لاستمالته واحداث اختراقات جانبية بعيدا عن الوساطات المعلنة والمساعي الجادة بالنوايا الصادقة لايجاد طرق حل عادل ونزيه لقضية حقيقية وازمة معاشة لشعب كامل. ولا علاقة لها بالافراد في حد ذاتهم. وهنا عادة ما يضمر الحكومة نوايا لايمكن ضبطتها. خاصة وان تجربتنا الطويلة مع حكومات الخرطوم علمنا الكثير. فبينما كان الحكومة هي التي اقترحت وساطة الايقاد ، الا عندما جلس الطرفان لاول مرة في العام (1994) رفضت الحكومة مقترحات الوساطة جملة وتفصيلا. واستمر في الحرب بلا هوادة . وعمدت الحكومة علي فتح طرق اخري غامضة وملتوية للالتقاء بالدكتور/ جون قرنق علي انفراد الا ان القائد قرنق ظل رافضا الالتقاء بهم
    و عندما انعقد قمة الرؤساء الافارقة في (9/ 9/ 1999) في طرابلس الغرب للتضامن مع الجماهيرية الليبية وفك الحصار عنها
    بسبب ازمة لوكربي . فحضر الدكتور/ قرنق ايضا ضمنهم . وكان وكالات الانباء قد تناقلت لنا خبرا مفاده ان الزعيم الليبي معمر القدافي مصر علي الجمع بين الرئيس السوداني عمر البشير ، والعقيد جون قرنق زعيم حركة التمرد في السودان. وعندما اجتمع بنا الدكتور قرنق في اللقاء التاريخي الجماهيري . حيث كان محور سؤالي له عن انه سيقابل البشير ام لا؟ فقال: بالحرف بالطبع هم بيقولوا جون قرنق جا هنا عشان شنو؟ عشان يقابل البشير؟ ولكني اقول لكم انني لن اقابله؟ لاننا لدينا الية للتفاوض تكونت بطلب من الرئيس البشير شخصيا. وهي وساطة الايقاد التي اتفقنا عليها منذ العام (1994) وهم رفضوا مبادئ وسطاء الايقاد وعادوا الي الخرطوم لمواصلة الحرب، وتركونا هناك. فنحن حتي الان الوفد المفاوض بتاعنا لسه هناك قاعد في التربيزة بتاع التفاوض. عليهم هم اذا جادين للبحث عن الحل السلمي ان يعودوا الي هناك في كينا. و اوكد لك يا عربي انني سوف لن اقابله مهما كان؟ وبالفعل كان ذلك. ايضا في العام (2000) تقريبا طلبت الحكومة السودانية من الزعيم الجنوب افريقي المناضل نلسون مانديلا الجمع بين قرنق والبشير دون مقدمات او اية اجندة واضحة للاجتماع. الا ان الجميع فوجئوا بوجود الدكتور/ جون قرنق بجانب الزعيم الجنوب افريقي في بريتوريا وكان يختم زيارته قبل يوم كامل من وصول البشير وكان ان اعلن الزعيم مانديلا انه لا يستطيع التدخل في الشان السوداني السوداني في ظل مبادرة الايقاد. وانه يؤيد ويدعم مبادرة الايقاد. ولكنه سيسعي جادا في الجمع بين الرئيس السوداني ونظيره اليوغندي لازالة الخلاف بينهما.
                  

09-08-2008, 11:16 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    ثم ثالثا ايضا وبينما كان الدكتور/ قرنق في اجازة عمل قصيرة بنجيريا في ضيافة الرئيس اوبا سانجو في العام (2001) حيث كانا الاثنين في قرية الاخير ففوجئوا بوصول النائب الاول للرئيس السوداني الي العاصمة النيجيرية يطلب لقاء الرئيس ابا سانجو ويرجو منه جمعه بالدكتور/ قرنق الا ان الدكتور/ قرنق رفض رفضا قاطعا واوضح انه في وضع لا يمكنه من اجراء لقاء بهذه الطريقة المفاجئة . حيث ان للحركة مؤسسات ومستشارون كلهم ليس لهم علم مسبق بهذا. وتحت اصرار الرئيس النيجيري علي المقابلة الا ان الدكتور/ قرنق رفض تماما وقال: ان هذه قضية شعب وفي الاخر فان الامر كله يتعلق بالكرامة الانسانية؟ مما دفع بالرئيس النيجيري برد ضيفه الغير مرغوب فيه.
    وعشرات المحاولات الفاشلة في استمالة مواقفه الا انهم قد واجههم بصرامة وحزم . وكان مصير كل محاولاتهم السرية المغرضة قد باءت بالفشل الذريع. وربما استطاعوا استمالة الكثيرين من الذين لم يكن لهم اي مواقف ثابتة. بل ان التجربة اكدت انهم لم يجنوا الا الفشل الذريع من تلك اللقاءات الانفرادية. الا الراحل قرنق فلم يلن يوما ولم يجامل احدا. وكان يعلم علم اليقين ما الغرض من مثل هذه المحاولات حيث تجارب الاخرين قبله امامنا.
    وكان ايضا يفصل فصلا كاملا، بين القضايا العامة. والجوانب الاجتماعية والانسانية والتعاطي بايجابية مع خصومه في النقاش العام. الا انه لا ولن يجامل ساعة الجد. ويمكن ان يضحك معك اليوم كله ولكنه قطعا لم يتنازل قيد انملة عما هو مؤمن به و ما هو مكتوب في اوراقه الذي يحمله معه عادة.
                  

09-19-2008, 09:57 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    وللراحل قرنق مزايا متفردة بالفعل فهو شخصية مؤثرة بحق واثرة ويمتع بطول بال رهيب ورحابة صدر منقطع النظير. و يحبذ الاستماع بامعان الي محدثه اولا. ثم يقوم بالرد دقيقا ومنضبطا في ردوده ، وفكه لحد الخيال ويستطيع لبرهة ان ينتزع من جليسه - ايا كان - البهجة والابتسامة حتي من خصومه التاريخيين المعدلجون. واذكر ايضا في اول لقاء لنا به وكنا مجموعة محددة ، فقدمنا القائد الرفيق ادوارد لينو وعرف اسمائنا وجلسنا لوقت ليس بالقصير علي الرغم من مشغولياته الكثيرة. الا انه اثر الجلوس معنا بقدر كافي ، ولا يقارن بكل من قدر لنا الاجتماع بهم حتي مع قياداتنا التاريخية وباعداد هائلة من الجماهير. الا انهم سرعان ما تجدون ان الزمن قد انتهي. ولا يتجاوز الساعتين حتي في كبري الاجتماعات العامة والخاصة ايضا. الا ان الراحل قرنق كان عكس هذا تماما. اللهم الا اذا لقاءا عابرا دون تنسيق مسبق. ومهما كان عددكم ولو شخصا واحدا فانه يعطيه الوقت الكافي ويركز في الاستماع اولا.
    فعندما خلصنا وقمنا بتوديعه ودونما اتوقع منه فقال: يا عربي الاسم دا مهم خالص ولازم تحافظ عليهو لان السودان الجديد دا لازم يكون كل الاسماء برضو موجودة؟
    فعلق احد الحضور همسا شريف برضو وكدا؟ فالتقط الهمس ورد سريعا: ايوا شريف برضو؟ وادرف بسرعة البرق: ما كلنا شرفا؟ واطلق ضحكة عالية اضحك الجميع دون ان يدركوا كيف انهم ضحكوا حتي.
    ايضا في لقاء جنزور المذكور اعلاه وكان لقاءا جماهيريا. حضره جمع كبير من مهمشي السودان الذين منهم من حضر لاول مرة لقاءا عاما مطولا مع زعيم سياسي. فجلس معنا القائد الدكتور/ جون قرنق احدي عشر ساعة متواصلة دون ان يتحرك مترا، ورفض حتي للطعام. واحضر اليه وجبته. ضمن ما احضر للجميع في القاعة. واكد ان السودان الجديد يجب ان يتساوي فيه الناس بدءا بالطعام، فلا سادة ولا قادة بين اهل السودان الجديد. لقد افرغ الجميع ما بدواخلهم ولم يبقي شئ امامنا الا الوداع . فخرج مع الحضور جميعا خارج القاعة ودون اي حراسة بجانبه يقف الثائر المتمرد جون قرنق مواطنا عاديا يحيط به مجموعة ضخمة من الابسماك المهمشين ، المشردين من قراهم ووطنهم ؟ ويودع الجميع فردا فردا ويعاود معهم ذكر الاسماء واخذ الصور التذكارية افرادا وجماعات؟ وكان واضحا عليه علامات السعد والابتهاج . فادهشنا جميعا. وادخل في نفوس الجميع الشعور بالمكانة التي يليق بهم. وكان اغلبنا ظل يقول والله انا ما مصدق ان هذا الرجل هو جون قرنق الذي ظللنا نسمع عنه واحيانا نسبه وفقا لما يقال عنه. وشعر الجميع انهم لاول مرة يجتمعوا مع زعيمهم بالفعل واخوهم الحميم اولا. ولا غرابة فان هناك من علق وقال جون قرنق دا حياته في خطر، ولا يمكن ان يستمر. وكان لنا رفيق فكه الا انه سئ الظن. وهذا الاتهام اوجهه له بعد الذي حدث. مع احترامي وتقديري له وهو رجل مناضل بحق وعرفته مثقف مطلع واستفدنا منه كثيرا في ايام كنا نفتقد الكثير ، ولا نجد فرصة للاطلاع بالمرة. فكان هو لديه رصيد مسبق. حيث استطاع في وقت مبكر ان يدرس في ثلاث جامعات، اكمل في كل منهم التخصص الذي التحق من اجله، ونال شهاداته بامتياز. وضمنهم قد عكف علي دراسة الاديان ( علم اللاهوت) فكان لاهوتيا متطرفا بادئ الامر، الا انه عاد عاقلا اكثر مما يجب . ومن خلال مناقشاتي الطويلة معه وقتما نجد سانحة للالتقاء. حيث كان يقول ان سبب البلاء الافريقي في اهم جانب منه هو الاديان المستوردة الي القارة . حيث كانوا يستبطنوا في طياتهم اغراض استعمارية. و في بادئ امرهم قد ركزوا علي عدم الدعوة بوضوح قولا وفعلا الي المساواة الحقيقية بين البشر. وانما عمد حاملي هذه الاديان الي فرض الطاعة كاوامر منزلة من الله وهي في اغلبها اوامرهم هم واجتهاداتهم التي لا تخلو من اغراض مبطنة تجاه الانسان الافريقي تحديدا. واحيانا التطويع قهرا واذلالا في الاوساط الافريقية.
                  

09-19-2008, 09:58 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    فكان صديقنا مشتائما بعض الشئ ، وعادة ما يقول لنا يجب علينا ان نضع في اعتبارنا ان امثال القائد الدكتور/ جون قرنق يجب ان يكون دائما تحت رعاية خاصة محكمة. وكان لديه صديق نيجيري يمثل له رمزا حيا لبعض قناعاته. و النيجيري الذي اصبح صديق لنا جميعا . كان امره عجب! فكان يقول انه نشاة مسيحيا في اسرة مسيحية وعندما دخل الجامعة في لاغوس لدراسة الطب بادئ الامر. ولظروف خاصة لم يستمر في دراسة الطب. وبعد ثلاث سنوات من التجميد عاد لدراسة علم النفس في جامعة اخري. وعندها التقي بمجموعة من الزملاء المسلمين من ابناء نيجيريا في لاغوس ايضا. وعندها اقتنع بان يدخل الاسلام واصبح مسلما ملتزما حسب ما قال. بل كان جادا لدرجة ان حفظ سور من القران كان يتلوه امامنا. و بعد ان اكمل الجامعة بعدة سنوات حيث تزوج وانجب طفلان الا انه فجاءة ترك الاسلام والمسيحية معا، وعاد لا دينيا بالمرة. ويقول انه قد اضاع وقته في امور لا جدوي منه سوي التعصب والانحياز الاعمي نيابة عن الله في سمائه، وهو قادر علي كل شئ بالطبع. اذن لماذا نحن نحترب هنا ، ونخلق العداوات بيننا عبثا؟. فان تكون مسيحيا في نيجيريا بالذات فلابد ان تكون بصورة او اخري تمارس الانحياز للمسيحية ضد الاسلام كدين واتباعه. وتنظر ضمنيا علي انهم علي خطا ما. وربما من الطبيعي ان تحمل السلاح ضدهم ، وهم ابناء وطنك واهلك ايضا. وكل شخص حتما سيموت يوما ما؟ فلماذا انت مستعجل علي قتلهم لابسط الاسباب؟ وفي امور لا يتعلق بك كفرد سواء كنت مسلما او مسيحيا؟ وكذلك ان تكون مسلما فالمصيبة اكبر؟ فالمسيحي كافرا يجب قتله. او معاداته ابدا. ولا يمكن باي حال الثقة فيه بدليل انه لايمكن علي الاطلاق ان يزوج بالمسلمة. وهذا امر هام وفصل ديني خطير ويرمز الي اشياء اشد خطورة في المجتمع الواحد. وفي احسن الحالات فانها عنصرية دينية. ويمس ركن هام من اركان العدالة في الاسلام. وهناك نصوص في القران تؤكد هذا واقوال الفقهاء وهكذا دوليك الي الابد. ولا جدوي من الاثنين وضياع للوقت لا اكثر. فالحياة فرصة نادرة يجب ان نحقق فيها شيئا لانفسنا بجهدنا بعيدا عن كل هذا؟ فانا افريقي حر واؤمن بالقيم الافريقية والانسانية وادعو الي العدالة والمساواة بين البشر عموما. ولا علاقة لي بهذه الدعاوي الاستعمارية التي ظلت تقعدنا عن بناء انفسنا. ولا يوجد شيئا مجانا . والسعادة لا تاتي في ظل القنوع بالفقر والعوز والحرمان. هكذا كان يقول النيجيري اللا ديني. ويبدو واضحا عليه التاثر بما ظل يحدث في نيجيريا بين الحين والاخر، من صراعات دموية طائفية بين المسيحيين والمسلمين. وكان يحكي عن تلك الاحداث بالفعل . والاخوة الليبيون كانوا يقولون لنا انتو الافارقة ما عندكمش نبي ولا رسول؟ بمعني اننا لسنا من الاهمية بمكان لارسال نبي او رسول. وكان العقيد القدافي في ايام توجهه العروبي وفي ذروة تلك التوجهات حيث خطب ذات مرة فقال : ان النبي محمد هذا نبي الامة العربية. اما الافارقة والامريكين والهنود والباكستان عليهم البحث عن انبيائهم. ربما يجدوهم لان الله يقول في القران لكل امة جعلنا نبي ) فكان صديقنا علي وعي بكل هذا.
                  

09-19-2008, 10:00 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نلتقيك اليوم يا وطني! (Re: Arabi yakub)

    وضمن استنتاجاتي عبر مناقشاتي معه، وبما لدي من شوية مطالعات فتوصلت الي استنتاج مفاده ، ان مشاكل المضطدين في الارض صعبة الحلول. وخاصة قضايا السود في الارض ، فيبدو انهم محكومون بهذا الوضع المزري الذي هم فيه منذ ان تم خلقهم . واختار خالقهم هذا اللون الجميل (الدوكو ) لهم. وجعلهم اقلية في الارض عموما، فالسود هم الاقل بالطبع. و ان الاديان كلها قد ساهمت في اذلال السود وترسيخ مفاهيم وصمهم بالدونية. بناءا علي لونهم ليس الا. واول من وقف ضد الغاء الرق الكنيسة ، ولا يوجد في اي دين قرار حاسم حيال هذا الامر. بل في معظم الاحيان العكس. وان اول رئيس امريكي قام بتحرير العبيد السود في امريكا تم اغتياله في مناسبة عامة . وهو في سدة الحكم. ولم يجف مداد قراراته حيال السود. ثم السيد الدكتور مارتن كنج. صاحب الحلم الكبير فقد مات مغتالا بناءا علي حلمه الكبير بتحقيق العدالة والمساواة للسود. وكل القادة الافارقة اصحاب الافكار والمشاريع الحقيقية للنهوض بالسود في افريفيا قد فقدوا حياتهم اغتيالا دون تحقيق مشاريعهم وافكارهم. والوحيد الذي نجي باعجوبة من هذا الطريق القاتل هو المناضل نلسون مانديلا. ولكن بعد ان قضي سبعة وعشرون عاما في السجن وخرج عجوز في خريف العمر لايستطيع ان ينجز شيئا الا رمزا لا اكثر. عليه فكنت اري ان المخاطر هنا حتمية. وامثال المناضل المفكر الدكتور/ جون قرنق كان يجب ان يعطي عناية خاصة. كما يقول رفيقنا اعلاه. وفي الواقع انا كنت في ايام الحرب واشتداد المعارك، كنت دائما ينتابني حالة من التخوف علي حياته وهو موجود في قلب المعارك ضد العمليات التي يقودها جيش حكومات الخرطوم المعتدية علي شعوبهم في احراش ارض الجنوب . والذي يجعل لاهلنا في الجنوب عموما الدفاع عن ارضهم وعرضهم ضرورة حتمية ومقدسة من اجل الوجود، ناهيك عن المبادئ والمطالب العادلة التي كان ينادي بها الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان. وان كنت لم انجر وراء الشائعات الكثيرة التي كانت تملا الدنيا بانه تعرض واصيب، وجرح . واحيانا قتل عشرات المرات كذبا وتلفيق محض . ولكن بعد توقيع اتفاقية السلام قد اطماننت تماما وما عاد ينتابني تلك الصرعات . ولكن كان القدر له احكام اخري ايضا. واذكر عندما قتل المناضل سافمبي قال مصطفي عثمان اسماعيل وزير الخارجية انذاك. ان علي قرنق ان يتعظ بما جري لسافمبي. وان مصيره حيكون كما حدث لسافمبي. فكانما الرجل قد ضمن لنفسه الحياة ابدا و نسي انه وحكومته قد اعتدوا علي شعب السودان بحاله غصبا عنهم. ويومذاك ومازال حتي اللحظة فان شعب السودان اكثر غضبا وانتقاما منه هو وحكومته اكثر من الشيطان نفسه. وكل يوم جديد الانتقام في زيادة اكثر من اي وقت مضي ايضا. ثم ياتي نفس مصطفي عثمان في تلفزيون السودان اثناء وفاة الراحل قرنق، ليقول بكل نفاق انه تعرف علي الراحل فقط اثناء زيارته القصيرة للخرطوم. حيث قال السيد الوزير/ والله انا بعد اجتماعي به في القصر قلت: انه هذا هو الشخص الذي ابحث عنه للعمل معه؟ هذا هو وزير خارجية السودان يجهل معرفة وتقييم مواطني بلده وقياداتهم . وهم خصومه المتوهمون ايديولوجيا الذين ظل يقاتلهم في اقاليمهم عشرات السنين. الا انه يجهلهم ويجهل حقيقتهم تماما . وفي نفس الوقت كان يبحث عنهم لكي يعمل معهم وهو نفسه جاء علي ظهر دبابة ليلا كما ذكرنا؟ ولا ادري السيد/ الدكتور الوزير اين كان يبحث عنهم وهم ليس لهم قصورا بالطبع؟ ومتي بدا بحثه عنهم؟ اللهم الا اذا كان يبحث عنهم في كوكب اخر؟ ولو كان قد بحث عنهم في جنوب لبنان لوجدهم طيلة المدة. وليس في جنوب السودان العظيم؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de