ملف الشاعر صديق مدثر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 01:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-22-2008, 11:55 PM

محمد الجزولي
<aمحمد الجزولي
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر صديق مدثر (Re: عبد القادر الرفاعي)

    Quote: أهدى عاصمة الثقافة "مفقودات الحركة الابداعية"
    صديق مدثر: تنقصنا دار للأدباء تتاح فيها الحريات
    الخرطوم - أحمد يونس مكنات:


    بدأ الشاعر السوداني الكبير صديق مدثر أبو القاسم حديثه معي وكأنه يغار من قصيدته “ضنين الوعد” الرائعة الشعرية التي يغنيها سفير النوايا الحسنة المطرب والمغني الشهير عبدالكريم الكابلي، كان مثقلا بأوجاع الشعر...وقال ان تسميته بشاعر “ضنين الوعد” مع جمالها ونجاحها فيها انتقاص من قدر أعماله الشعرية الأخرى، وحين وصفناها بيتيمة “دوقلة المنبجي” لم يعجبه الوصف، وتحدث بشهية عن فتوحاته الشعرية، كأنه يقف في “عكاظ” يلقي شعرا أمام زهير والنابغة..الحوار مع صديق مدثر كان كشفا ومعاناة.. كان كشفا لأنه أنار سجل شعرية ظل مظلما ينيره هونا بعض قبس من “ضنين الوعد” .. ومعاناة لأنه نقل معاناة الشاعر حين يشب وحين يستمع للشعر وحين يحتدم الاصطراع في “المطارحات الشعرية”، وحين يناديه داء “المتنبئ” فيرتاد البلاد “بحثا” عن امارة يطلبها، وحين تنغلق الكوة التي هو فيها. وهنا نص الحوار:

    شاعريتك هل التقيتها مصادفة أم لتنشئتك دور في ذلك؟!

    هذه مناسبة ليعرف القارئ، بعض جوانب حياتي التي ظلت بعيدة عنه لقد شهد هذا البيت يقصد بيته في أم درمان العاصمة الوطنية السودانية بيت الشيخ أبي القاسم جدي لأبي صراعا ومعركة ضد الادارة البريطانية، فالشيخ أبو القاسم حين أسس المعهد العلمي فكر في تطبيق نظام التعليم الأزهري في المعهد العلمي، مما أغضب الانجليز، وتطور الصراع بينه وبينهم إلى مرحلة قطع “الجراية”، والجراية هي الاعانة التي كانت تقدم لطلاب العلم آنذاك، ولأن الرجل كان ذا شخصية قوية، وكان بعيد النظر، لم يأبه لقطع الجراية، ولجأ الى الخيّرين والنيّرين من السودانيين أمثال الشيخ أحمد حسن عبدالمنعم، وقادا معا حملة “وطنية” سريعة جمعت فيها الجراية لمدة خمسة أعوام فأصبحوا في غنى عن “جراية” الانجليز.

    كان الشيخ أبو القاسم فقيها تلقى مبادئ الفقه والعلم على يد الشيخ محمد خير، كما كان شاعرا رقيقا يدهش الناس بمفرداته الجميلة المرهفة التي لا يتوقعونها من شيخ بهذا الوقار، لأنها تخالف السمت. والمفردة المألوفة لدى الشيوخ.. اسمع على سبيل المثال لوحة الشيخ أبي القاسم هذه:

    فتورٌ بجفني من أحب سباني

    وتوريد خديه استطار جناني

    ترى رقة وشاعرية حبيبة لا ينقصها الوقار، فلو أنه قال: “أطار” لكان في المعنى خروج، لكنه ضعّف الفعل بإدخال السين والتاء عليه، مستخدما أسلوبا تعبيرياً، لم يستخدمه الاّ التجاني يوسف بشير.

    في هذا البيت والجو الملهم نشأت، وحولي كثير من الأعلام في الشعر والأدب: محمد أحمد محجوب، والدكتور عبدالحليم محمد، وعبدالحميد أبوالقاسم، وابن عمتي الراحل عبدالحفيظ هاشم، والخير هاشم، ومحمد الحافظ هاشم وكان شاعراً مجيداً.

    فكيف لا أكون شاعراً وأنا انتمي لكل هذا الفيض الشعوري والشعري؟!

    لكن قل لي كيف بدأت تجربتك كشاعر؟

    لم اعرف شاعريتي الاّ بعد كتابة قصيدتي “فتاة الوطن” ولها قصة، فهي كتبت للبنات في مدرسة الاتحاد الثانوية العليا حين طلبت مني ادارة المدرسة عن طريق ابنة عمي اعداد كلمات مناسبة لتكون شعارا لها، وأن تقوم كريمات أسرة أبي العلا اللائي كن يدرسن في مدرسة الاتحاد بإعداد اللحن المناسب مستفيدات من العلاقة الوثيقة التي كانت تجمع أسرتهن بالفنان الراحل أحمد المصطفى، فأعددت “فتاة الوطن” كأول عمل شعري أقدمه للناس.

    توقف الشاعر صديق ليعزمني على مزيد من التمر “البركاوي” (ضيافة أهل أم درمان)، ومع حلاوة التمر والحديث قلت له: ألم تسبق “فتاة الوطن” أي محاولات شعرية؟

    أولى محاولاتي في رثاء شقيقتي كانت فاشلة، فحين قرأها الوالد قال لي: ألم تسمع بشخص يدعى الخليل بن أحمد؟ أجبت لا فقال لي الخليل بن أحمد أعد “نظاماً” لضبط الشعر، فهو ليس نثرا وتحكمه قافية و”مقاسات” معينة، لو زادت أو نقصت يختل الوزن، وانه “اخترع” ستة عشر بحراً للشعر لضبطه، وللشاعر الكتابة وفق قوانينها مع المحافظة على التفعيلات.

    ونصحني بقراءة كتاب “علم العروض” للخليل بن أحمد الفراهيدي وقال لي ستجده عند الشيخ سليمان في “مكتبة أم درمان الوطنية” .. حين اطلعت على الكتاب لم افهم منه شيئاً، كان أشبه “بالجبر “ والطلاسم “خانات ومسافات، ساكن ومتحرك”، لكن الوالد شرح لي الفكرة.. منذ ذلك الحين صرت أهتم للوزن، ونادراً ما أخطئ في العروض، أو بناء القصيدة ووزنها..

    فتاة الوطن كانت محطتك الأولى، رغم أن شهرتها ليست بشهرة “ضنين الوعد” لماذا تحتفي بها كل هذا الاحتفاء؟

    فتاة الوطن قصيدة مهمة جداً بالنسبة لي، لأني نلت بموجبها تكريماً معنوياً لم يحظ به شاعر من قبل.. لم يكن تكريماً مادياً لأننا شعراء ذلك الزمان لا نجري وراء التكريم المادي.. فحين تحولت القصيدة الى نشيد وعنوان للمرأة السودانية، كنت جالساً في الصفوف الخلفية، كنت مرتبكاً لأن كل وجوه المجتمع السوداني وعلى رأسهم الزعيم الأزهري وحكومته كانوا حضوراً، في تلك اللحظة المشحونة بالانفعال وبالمشاعر طلبت منهم سكرتيرة المدرسة أن يحيّوا شاعر القصيدة.

    وبعد نهاية الحفل قال لي النقيب العميد الراحل يوسف بدري ممازحاً: “لو انك يا صديق كنت في زمن هارون الرشيد لما نلت مثل هذا التكريم، ولاكتفى الخليفة بالقول: أمرنا له بأربعين ألف دينار” فإذا أضفنا لذلك أن مغني القصيدة كان أحمد المصطفى، يمكنني القول انها تستحق مني هذا الاحتفاء.

    ثم ماذا بعد فتاة الوطن؟

    بعد فتاة الوطن اتجهت لكتابة “الشعر السياسي” فالمعركة “ضد الجمعية التشريعية “ كانت على اشدها، وكان بقاء الجمعية أو ذهابها مرتبطاً باستقلال البلاد أو بقاء الاستعمار، فالمستعمرون الانجليز كانوا يحاولون تطويل أمد الجمعية التشريعية، وكان الوطنيون يريدون ذهابها .. وفي هذا قال الزعيم الأزهري قولته الشهيرة: “لن نقبلها ولو جاءت مبرأة من كل عيب”.

    فقلت:

    أبرزوها للشعب يحرسها الموت

    فشبّت على المدى والطعان

    فهي حمراء من دماء الضحايا

    وهي سوداء من لهيب الدخان

    والقصيدة طويلة تسربت من ذاكرتي.

    حدثنا عن حال الشعر والشعراء في زمنكم الذي وصفت؟

    كان الشعر في أوج عظمة فتوحاته وعنفوانه، كان يمثل نبض الناس وأحاسيسهم الجياشة، وكانت “ليلة المولد النبوي” مناسبة شعرية قومية كبيرة يتبارى فيها الشعر والشعراء فأبرزت العديد منهم، وكانت أندية الخريجين منبراً ثقافياً يحتال على “الانجليز” والاستعمار بالشعر والثقافة، لكنها تطورت الى منتديات ومنابر سياسية لمكافحة الاستعمار.. كانت تقدم فيها قراءات شعرية ومنافسات و”مطارحات شعرية” في جيد الشعر وجيد الالقاء. ولا أدري لماذا توقفت المطارحة الشعرية الآن ؟

    كانت هنالك جوائز للشعر والالقاء وكانت “المكتبة الوطنية في أم درمان” نموذجاً “للتكافل الثقافي”، تبرع كل عضو بكتاب، وتبرع أحد الأعضاء بمنزله فكانت النتيجة مركزاً للتوعية وإلهاب المشاعر الوطنية ضد مؤسسات الاستعمار وكان لها منتدى شهير كل جمعة وحين فطن المستعمرون لها أغلقوها.

    من كان من الشعراء المشاهير ابان ذلك العهد؟

    لقد درست على أيدي أساتذة شعراء اذكر منهم: محمد عبد القادر كرف، وهو أحد زملاء التجاني يوسف بشير، وكان من اعظم شعراء ذلك الزمان، وأرجو اصدار ديوانه الشعري. ثم الشاعر بابكر أحمد موسى الذي كان شاعراً عبقرياً متمكناً من العربية والانجليزية، وأول سوداني كتب شعراً بالانجليزية بعد محمد أحمد المحجوب .. كان الأفق الشعري يضم أيضا، أبا المعالي عبدالرحمن، الهادي آدم وغيرهما من الشعراء .. ومعهم توفيق اسحق الأديب والناقد والمهتم بالحركة الأدبية والشعرية وله باع طويل فيها.

    ماذا كنتم تقرأون في تلك السنوات؟

    أول ديوان شعر اهتممت به كان ديوان “اشراقة” للتجاني يوسف بشير، كنا وزملائي نحفظه عن ظهر قلب، ثم قرأنا أحمد شوقي، العقاد، عبدالرحمن شكري، المازني، ومصطفي صادق الرافعي، ولطفي السيد، أساطين الثقافة العربية آنذاك الذين كانوا يؤثرون عليها، كان الحدث الثقافي يحدث في مصر فيؤثر على السودان من حلفا الى نمولي.. وكانت مجلة “الرسالة” التي كان يصدرها أحمد حسن الزيات توزع من حلفا الى الفاشر، وكانت رائجة، وحين توقفت “الرسالة” عن الصدور، قال الزيات في وداعه للقراء: “لا أنسى ان مجلة الرسالة كانت رائجة في السودان اكثر من مصر ووجدت سنداً سودانياً كبيراً”. وكنّا نقرأ كثيراً، ونناقش ما قرأنا في الأندية الثقافية.

    كانت جلسة النادي اليومية تبدأ “بصحن الفول المصلح” وتعقبه “كأس شاي صاموتي” في هذا الزخم الثقافي ومن رحمه ولدت “ضنين الوعد”، و”الحبيب العائد”.

    على سيرة “ضنين الوعد” فالنقاد يصفونها بأنها كيتيمة الشعر العربي المنسوبة لدوقلة المنبجي وانك لم تقل بعدها أو قبلها ما يوازيها؟

    هذا القول مطلق على عواهنه، فضنين الوعد ليست يتيمة لأني كتبت بعدها “الحبيب العائد” وغناها محمد وردي وصادفت نجاحاً كبيراً، وهي أطول أغنية مسجلة في الاذاعة بعد الطير المهاجر لصلاح أحمد ابراهيم.

    ومع أنها أحدثت دوياً كبيرا، لكني لم أتوقف عن الكتابة بعدها، لم ينضب معيني وتلتها كما قلت “الحبيب العائد”، ثم “سبأ”، وأوبريت التعليم مع الشاعر عوض حسن أحمد في بخت الرضا.. لقد قدمت بجانب ضنين الوعد قصيدة “أيادي الخير” للحركة التعاونية و”عروس الحقل” للقطن في الجزيرة، والآن أعطيته قصيدة جديدة يعكف على تلحينها للاشتراك بها في احتفالية الخرطوم عاصمة الثقافة العربية يقول مطلعها:

    بلمح فيك صورة خالدة

    أشوف في لمحتك ماضي.

    وأنا ارفض تسميتي بشاعر ضنين الوعد، لأن في ذلك الكثير من التعميم وعدم الدقة، فقد قلت شعراً كثيراً غيرها على رغم الدوي الذي أحدثته.

    ظللت في الغربة طويلاً، أي غربة هي غربتك؟ هل تطارد امارة مثلما فعل المتنبي أم انك مللت “المعاناة” التي لا تفيد الابداع؟ أم ماذا؟

    لا علاقة لغربتي بأي غرض شعري، فقد حدثت مصادفة، ودفعتني لقبولها ظروف تعليم الأبناء، والآن بمجرد أن اكملوا دراستهم فها أنذا قد عدت نهائياً لانتفاء مبررات الاغتراب..أفادتني الهجرة كثيراً، قرأت أكثر، واستوعبت الحياة اعمق وعرفت “قيمة الوطن “ ومعاناة البعد عنه، لقد كنا نهتم ببلادنا في مغترباتنا اكثر مما نهتم بها ونحن فيها، ولعل الحنين، وفقدان التفاصيل الحميمة يجعلان الواحد منا اكثر التصاقاً بسودانيته، لاسيما حين يكون بعيداً جغرافياً عن بلاده، أنا مع المقولة التي تقول: “من لم يغترب فلن يعرف قيمة الوطن”، فكل الجمعيات والروابط والمنتديات التي أقمناها في المغترب كان الهدف منها أن نلتقي لنتحدث عن الوطن .. أعددت في مغتربي “أوبريت رسالة أخرى للمرأة”، وهو قصيدة مستوحاة من قصة بطولة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد، ثم أعدت كتابة سيرة “تاجوج والمحلق “ برؤية جديدة، أعدت فيها تأسيس الجوانب العقلية التي تميزت بها “تاجوج “ الى جانب الصورة العاطفية والجمالية... خلاصة غربتي كانت ثلاثة اوبريتات طويلة.

    تقسيم الشعر الى غنائي وغير غنائي يعده البعض تقسيماً اعتباطياً لأن علاقة الشعر بالغناء هي الموسيقا والايقاع في كل، هل تقول بذلك أم أن لك رأياً آخر؟

    في ديواني بعض قصائد لا تغني، أقرؤها وتستفزني كثيراً، لكني أرى أنها ليست للغناء والتلحين على الرغم من أن الشعر نفسه يعتمد على الموسيقا لكني لا أقول أو بالأحرى لا أستطيع القول إن أي شعر يمكن أن يغنى.

    بعيون القادم من خارج الأسوار بفعل الغربة كيف تنظر الى الواقع الابداعي في السودان اليوم؟

    أنا لم انقطع.. أتواصل بشكل أو آخر مع الواقع الابداعي، لكني أستطيع القول ان مضمون الشعر والابداع الشاب والمعاصر رغم انه تغير كثيراً لكن محصلته النهائية جيدة، بعد عودتي التقيت كثيراً من المبدعين، وأستطيع القول بملء فمي إن الحركة الابداعية والثقافية بخير، ويمكن أن يزداد هذا الخير اذا استطعنا نحن الأجيال القديمة أن نمد جسور التواصل بيننا وبين الشباب، والمشكلة التي تعاني منها الحركة الابداعية حسب ظني تنحصر في انعدام هذه الجسور، وباستمرار ظللت أطالب بمد هذه الجسور التي تربط الأجيال وتخلق التواصل بينها.

    حدثنا عن صلتك باتحاد شعراء الأغنية، وهل لهذا الاتحاد دور راهن يمكن أن يلعبه؟ وهل تعد نفسك واحداً من هذا الاتحاد؟

    تربطني صلات وثيقة بمؤسس هذا الاتحاد الراحل محمود ابراهيم فلاح الرجل العصامي الذي انتقل من عامل بسيط الى نقابي بارز وفنان كبير و”مرجع” في الغناء السوداني، يحفظ الأغنية ولحنها وطريقة الأداء التي يؤديها بها مختلف الفنانين .. وصلتي الأخرى بالاتحاد يمثلها الشاعر أحمد ابراهيم فلاح شقيق محمود، وهو صاحب أغنية “عيوني وعيونك أسباب لوعتي” .. من خلال هذين الشقيقين كانت صلتي بالاتحاد الذي اسهم في ابراز الكثير من الفنانين البارزين، فلأحمد فلاح يد طولى في تشجيع الشعراء والمغنين .. وهذا الاتحاد يجب أن يستمر ويبقى ليؤدي دوره في صقل الفنانين وتقديم المساعدة لهم، بالاضافة لضرورته كمنبر يومي يلتقي فيه أهل الابداع ليتناقشوا حول هموم الابداع.

    لعلك لحظت أن هنالك ما يطلق عليه غناء الشباب سواء كان الأمر بعد عودتك أو قبلها، كيف تنظر اليه؟

    ما يطلق عليه غناء الشباب، أو الأغنية الشبابية هو مجرد تقليد للغرب، ويمكن أن نلحظ صراع الأصالة والتقليد بوضوح في تراثنا الابداعي، لقد عارض الشاعر أحمد محمد صالح علي الجارم في قصيدته “عيد الجلوس” التي يقول مطلعها:

    عيد الجلوس صدقت وعدك

    بالمنى وصدقت وعدي

    حين قال:

    أخلفت يا حسناء وعدي وجفوتني ومنعت رفدي

    “فاروق” يا أمل البلاد ودرة الرأي الأسد

    علم شباب الواديين خلائق الرجل الأشد

    علمهم أن التمسح بالفرنجة غير مجد

    وأبِنْ لهم أن العروبة ركن اعزاز ومجد

    انظر كيف كان الموقف الشعري ساطعاً في موقفه من التقليد آنذاك، رغم أننا لم نكن متحجرين أو نخشى الرأي القادم من خارج الأسوار، لأننا أقوياء بثقافتنا التي تستطيع هضم الجديد والافادة منه في تطورها دون احساس بالدونية، نحن نرحب بجديد الفكر بشرط ألا يكون فيه اسفاف، أو ما ينبو عن الذوق العام.

    الخرطوم اليوم عاصمة للثقافة العربية عام 2005 ماذا اعددت للمناسبة؟

    أعددت للمناسبة قائمة أسميتها: “مفقودات الحركة الابداعية في السودان” رصدت فيها شعراء وأعمالا ابداعية كثيرة مهملة أو منسية، وسأضعها أمام وزارة الثقافة لنشرها.

    وفي لقاء مع وزير الثقافة قلت له لقد عثرت على ديوان الشاعر “كرف” فوعدني بنشره.. سنركز على النشر، ويجب ان ننتهز الاحتفالية للبحث عن المفقودات الابداعية السودانية من شعر وغناء، ورواية وقصة ونعيد نشرها، ثم نشرع فوراً في ردم الهوة بين الأجيال وبناء جسور بين ثقافات الأجيال المختلفة وجيل الشباب.

    أنت قادم من بلاد أكملت بناء البنى التحتية للثقافة ترى ماذا ينقصنا؟

    تنقصنا دار للأدباء، تتاح فيها الحريات الكاملة لأن الابداع لا يتنفس الا في جو الحريات، نحمد الله ان هامش الحريات الآن صار أوسع، ويمكننا بالوعي اتاحة المزيد منه.. ونحتاج إلى الاهتمام بالمجلات الأدبية والثقافية ودعمها مثل “مجلة الخرطوم”، وطباعتها بمستوى يليق بمكانة السودان الثقافية، وان نهتم بالنشر لنقل الثقافة العربية في السودان إلى العالم، وأقول الثقافة العربية في السودان بلا حساسية لأن الثقافة العربية منذ ان كانت لم تكن ذات صبغة عنصرية وهي ثقافة غير متحيزة، فنحن لا ننظر للعرق باعتباره موحداً أو حاجزاً أمام التوحد، وفي التراث العربي من أبدع وأجاد فهو “الأديب” بغض النظر عن منبته العرقي.


                  

العنوان الكاتب Date
ملف الشاعر صديق مدثر عبد القادر الرفاعي09-19-08, 12:58 PM
  Re: ملف الشاعر صديق مدثر عبد القادر الرفاعي09-19-08, 01:13 PM
    Re: ملف الشاعر صديق مدثر عبد القادر الرفاعي09-19-08, 01:19 PM
      Re: ملف الشاعر صديق مدثر عبد القادر الرفاعي09-19-08, 01:28 PM
        Re: ملف الشاعر صديق مدثر عبد القادر الرفاعي09-19-08, 01:37 PM
          Re: ملف الشاعر صديق مدثر عبد القادر الرفاعي09-19-08, 02:35 PM
  Re: ملف الشاعر صديق مدثر صديق الموج09-19-08, 02:44 PM
    Re: ملف الشاعر صديق مدثر فاروق أبوحوه09-19-08, 04:34 PM
      Re: ملف الشاعر صديق مدثر محمد سنى دفع الله09-19-08, 06:57 PM
      Re: ملف الشاعر صديق مدثر عبد القادر الرفاعي09-19-08, 06:58 PM
        Re: ملف الشاعر صديق مدثر فيصل محمد خليل09-19-08, 08:12 PM
          Re: ملف الشاعر صديق مدثر عبد القادر الرفاعي09-19-08, 11:12 PM
            Re: ملف الشاعر صديق مدثر محمد الجزولي09-22-08, 11:55 PM
  Re: ملف الشاعر صديق مدثر طارق ميرغني09-23-08, 03:01 PM
    Re: ملف الشاعر صديق مدثر فيصل محمد خليل09-23-08, 11:09 PM
      Re: ملف الشاعر صديق مدثر محمد الجزولي09-23-08, 11:34 PM
      Re: ملف الشاعر صديق مدثر saber alhawatti09-23-08, 11:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de