ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 03:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-18-2008, 03:07 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم

    (1) كلمات مخلصة “ ينبغي ألا تموت"

    بقلم د. عبد القادر الرفاعي
    -

    الحياة تمضي من الباب الضيق (أندرية جيد) .
    - لا فرق يا مولاي بين النهر والمجرى .

    هذه المرة كانت المناسبة مناسبة سعيدة، لقد جاء على عبد القيوم إلى القاهرة في عام ١٩٩٤م وسمح لنا أن نلتقي في دار أستاذنا محجوب عثمان، نتيجة حظ استثنائي بـ: الأستاذ التيجانى الطيب، سمير جرجس، د. منصور نصيف، محمد عبد الغفار، الشيخ عووضة، وشخصي... وكان الأستاذ "شيخ العرب" فاروق أبو عيسى هو صاحب الدعوة احتفاء بالشاعر على عبد القيوم. وتبعت ذلك أمسية أسطورية، غناء وموسيقى وشعر وذكريات وأحاديث عن العائلة والجذور والانتماء، عن القهر وصمود الشعب السوداني في مواجهة “الإنقاذ"، وكل ما يعود كما يبدو لزمن طويل مضى وحاضر مثقل بالمعاناة الرهيبة التي تعرض لها السودان وشعبه.

    قرأ على عبد القيوم مجموعة من أشعاره كانت بالنسبة إلى أقرب ما تكون إلى (حجة الوداع) وبين البداية والنهاية خواطر للموت.. وانتهت بمسافة للحنين وحوار مع الذات- الأصدقاء وأمنيات للآخرين ورفاق الدرب، كان اللافت فيها للاهتمام أن على عبد القيوم يحتمي بالماضي في مواجهة الموت، بتوق وفرح وحرارة مشاعر دافقة، وظل يهرب إلى عالم آخر وزمن آخر وأناس مازالوا ينبضون في دمه.

    أعيد هنا جانبا من ثلاثة نصوص من أشعاره في تلك الأمسية الرائعة الفريدة.. كانت بحق أمسية الوداع ..نصوص.. لكنها ليست ككل النصوص الأخرى، وكلما ذكرت عليا تراءى أمام ناظري علىّ يقرأها... وفى ذكراه التاسعة أكتب عنه وعنها، لأن الكتابة عنه تلزمنا بحفظ عهد وكلمات من لم يعد باستطاعته أن يودعنا بغيرها. في النص الأول علي يقول:

    كان حد الموت مشهورا على حد السلاح
    وصلاح
    الفتى السمح المحيا
    ينشر الأقمار في درب اليسار
    الشيوعيون لما ينعم الأحباب منهم بالتحايا
    الشيوعيون ملح الأرض
    قوت للخناجر
    والعساكر يشربون الخمر في ساح الشهيد

    " نوفمبر ١٩٦٥ م "

    كلمات مخلصة “ ينبغي ألا تموت"

    علي يقول هنا لرفاقه شيوعيى السودان إبان الهجوم الغادر الذي شنته القوى التي هالها صعود الحزب الشيوعي في وسط الجماهير الشعبية.. لقد هال علياً أن يطعننا من الظهر من كان واجبه النضال من أجل تعزيز الديمقراطية العائدة في زخم ثورة أكتوبر 1964المجيدة.

    على يقول:

    أية خوان حتحوت
    الذين استمرأوا ظلمة المستنقع الآسن دهرا
    ألجموا الأطفال إلحادا وكفرا
    شوهوا التاريخ إسفافا وغدرا
    وتمادوا
    شعبنا أعتي وأدرى

    في دار استأذنا محجوب عثمان في شارع الشهيد فؤاد عبد الحكيم الجمال المتفرع من شارع الطيران بمدينة نصر، بكى على عبد القيوم وهو يحكى عن قصيدة “ كان وجه الموت مشهوراً “:

    لم أكن أدر بالضبط أنني هبطت إلى الأرض وأنا أشاهد الهجوم الذي شنته القوى التي أحالت في دقائق دار الحزب الشيوعي في شارع السيد على في بيت المال بأمدرمان إلى ركام وخرائب.. في ثواني هدموا الجدار وحطموا المقاعد والآلة الكاتبة، وسقط الشباب الشيوعي على الأرض، كسور ورضوض في الساقين والأيدي والأسنان.. وكدمات في الوجوه وأهرقت دماء زكية.. اجتاحني إحساس حزين، لا ادري إن كنت سقطت على الأرض بعد أن انثنت ركبتاي فركعت كالذي يصلى، أم أنني غبت عن وعيي .. ثم تبدل حالي فارتقيت محلقا في فضاء واسع مترام لا تحده حدود.. انثنت ركبتاي مرة أخرى وأوجعني أسفل قدمي حين ارتطمت بالأرض مرة ثانية.. عرفت ساعتئذ بأنني كنت اهبط واصعد هبوط وصعود » : وعرفت أكثر أنها إحدى حالتين أن الحياة " يبلغها كل من يتعرض للغدر الرهيب أم تعبرّ من الباب الضيق".

    أيها العاجز طوح سيفك الغاشم
    أو تصطاد نجمة
    وتشابى فوق ساقيك الكسيحين،
    تمالك
    ربما تبلغ قمة
    هل رأيتم يا قطيع الضأن يوما
    كف عنز غيرت تاريخ أمة ؟!

    كان على عبد القيوم في العشرينات من عمره الجميل، أشير هنا إلى النص الثاني لعلي:

    أي المشانق لم نغازل شمسها
    ونميط عن زيف الغموض خمارها،
    أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها
    أي الأناشيد السمّاويات
    لم نشدد لأعراس الجديد
    بشاشة أوتارها
    نحن رفاق الشهداء....

    الخ القصيدة تلك التي سارت على كل لسان. تقول الشاعرة الأمريكية لوسيل كليفتون:

    "إن الناس يستجيبون لأغنية الشعر لأن الشعر يمنح الناس القدرة على اكتشاف إنسانيتهم" ، وتستطرد : "ولأن الشعر عندما يغنى، يمنح الناس سلواناً والتئاماً"، وتضيف: "أنا اكتب لكي تلتئم جروحي وتشفى روحي".

    لماذا يواجه على عبد القيوم ؟ ويصور هنا السؤال طعم المعارك ومعاني الموت والاستشهاد والأحزان والآلام... ثم الخلود ؟؟ تلك المعاني في أبسط حالاتها لا تعدو أن تكون ذرة واحدة في بحر لجي الأمواج.. تئن فيه الرياح... ما ضاع فيها المجداف ولا ضاع الملاح.. هكذا كان يفكر على عبد القيوم..ولكنه رغم ذلك، كان يلح على اكتشاف تفسيرات كافية... في الحالتين كان على يفكر بالشعب والناس وبكفاح السودانيين صعوداً وهبوطاً. وبالطبع فأن السمتين لا تنطويان على معنى آخر غير معناهما، ذلك أن الكثيرين ممن هبطوا، مازالوا راسخين على تلك الأرض.. ولعله استدرك: أن جميع الذين في تلك الأمكنة، وهم الآن عاكفون على حل، قد نالوا المجد.

    لغز الزمان والمكان.
    النص الثالث لعلى عبد القيوم، ليس معي الآن، وعبثا حاولت العثور عليه فلم افلح، النص مثبت في ديوان شعره " الخيل والحواجز " :

    في ظلمة الليل الذي أسر
    يدلف الجنود إلى الجبانة الكبرى
    جثة خلتها ولدي
    فوجدتها بلدي ؟
    لا فرق يا مولاي بين النهر والمجرى

    اشعر بحزن شديد لفقداني ديوان " الخيل والحواجز "..

    طالما أنه لا فرق عنده بين النهر والمجرى، أقول إن على عبد القيوم هنا مثل الصوفي محي الدين بن عربي، إذ يقول: "إن النهر يظل وفيا لمصبه" (راجع كتاب د.محمد عمارة عن محي الدين بن عربي) أو كما قال.. المهم عندنا وقوف علي عبد القيوم أمام اللغز بدهشة الفنان الطفولية يقف على عبد القيوم حائراً .. هي أربعة عقود ونيف: ( 1958 – 1969 – 1989 ) ويتجاوز على الدهشة لأن سلطان الوعي ما بلغ مداه إلى ذلك الحد الذي دفع الأنظمة الثلاثة إلى البطش والمشانق والرصاص والسجون في مواجهة أبناء شعبنا العزل. أنظمة تنتظر من المثقف والشاعر والفنان والمناضل أن يكونوا تروساً في آلية القمع وأدوات لدعايتها، فالمثقف والفنان إما ليس معها أو ضدها، وفى كلا الحالين لا يملك حق الاختلاف معها، والسودانيون - يستطرد على - بسبب الأمية الثقافية وأمية الحرف - ليسوا قراء كبارا، وعلينا أن لا نعيش في وهم (بيروت تطبع .. ، وجمهور السياسة والأدب والثقافة في بلد يتجاوز تعداده الثلاثين مليونا لا يتجاوز طباعة الرواية أو ديوان الشعر ألف نسخة.. ) . وكما في كل نظام ممقوت شعبيا، غدت عداوة المستبد المتسلط لأي مثقف- شاعراً أم كاتباً - معياراً لجودته وتهافت القراء عليه، وقبلها تهافت أجهزة الإعلام. ويتساءل على عبد القيوم ماذا في:

    " والربا أرخت حوالينا الظلالا
    ثم ذاب الموج في الشط وسالا"

    لقرشي محمد حسن

    كيف تحرق الأغاني التي ساهمت في تشكيل جانب كبير من وجدان الشعب السوداني؟ ويواصل بحرقة:

    هكذا، هكذا، فالأزمة أعمق من ذلك بكثير.. الأصولية بل كل أنظمة الاستبداد تعتمد على إشكال الحكم الديكتاتورية الأخرى بأمرين: اعتمادها على الحزب الواحد لكبت المجتمع المدني وضمان السيطرة، وتفشيها في حياة الفرد الشخصية لاسترقاقه بالتحكم.

    هكذا انتهت السهرة، وافترقنا وهكذا مضى علي عبد القيوم، يفكر ويدخن بشراهة احترقت بسببها رئتاه وبسبب غياب أوكسجين الحرية في بلاده.. تركها على عبد القيوم كما جاء إليها، منسجما مع نفسه ومتصالحا مع الناس وخاليا من الازدواجية المقيتة بين الفنان وسلوكه. عاشت ذكراه .. فالتاريخ يقتحم وجوها بارزة منها ويحقنها بدلالات تضعها في مستوى الرموز الخالدة.
                  

09-18-2008, 03:45 PM

عبدالوهاب همت
<aعبدالوهاب همت
تاريخ التسجيل: 12-27-2002
مجموع المشاركات: 851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: عبد القادر الرفاعي)

    يادكتور علك طيب
    لاتقطع الكتابه فجأة عن أصحاب السير العظيمه,. أرجو أن تواصل مع علي ومن ثم تنتقل الى الخالد أبوالكد لتكون في شكل ملفات كامله وبعد الكد ليكن الدويش ومحمد ميرغني والخاتم وشكاك وبتول السني المرأة الشامخه
                  

09-18-2008, 05:21 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: عبدالوهاب همت)

    في هجاء الكتابة

    شعر : علي عبد القيوم


    أهذه غيبوبة

    الموت

    أم الحلول في

    الأشياء

    أيتها الكآبة

    المحروقة

    المشوهة

    الشمس في

    دمي

    والنار في

    عروقي

    فكيف تصلينني

    على صقيع

    الحزن والبكاء

    أنا الذي

    غنيت للجميع

    دونما تطرف

    ولا رياء
                  

09-18-2008, 05:31 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: عبد القادر الرفاعي)

    (2) علي عبد القيوم .. السينمائي والشاعر

    بقلم : المخرج السينمائي / عبد الرحمن نجدي


    من كتاب " ترى من أنطق الحجر".. على عبد القيوم 1943-1998م

    "سأكون حيث عشت حياتي متوازن الذات أمام الطارئات لأواجه الليل والعواصف... والجوع والسخف... والحوادث والإخفاقات كما تفعل الأشجار والحيوانات " والت وايتمان.

    لم تكن السينما في السودان بالنسبة للكثيرين منا أكثر من حلم ، جاء وقت كاد بعضنا أن يصدقه ولكن سرعان ما انطفأت الديمقراطية لتطفئه معها آخرون كانوا أكثر واقعية فاعتبروه عالما بلا ملامح أو على الأقل لا يمكن التعرف على ملامح خصوصية له ، ففضلوا الابتعاد أو الهجرة إلى بلاد الله الواسعة وقليلون انسحبوا ) قرفا، ومن هؤلاء كان السينمائي والشاعر ( على عبد القيوم )والذين يعرفون طبيعة على عبد القيوم يدركون مغزى هذا الكلام ، فهو لم يستطع أن يتواءم مع ذلك الجو الخانق الذي كان يسود الحياة الثقافية والفكرية في بداية الثمانينيات ففضل الاغتراب والضياع، رغم أن بقاءه في السودان لم يتواصل لأكثر من ثلاثة أعوام ، قضاها محاولا أن يضع بصماته كسينمائي سوداني ، بعد سنوات مضنية قضاها في دراسة فنون السينما ببولندا فأخرج فيلمه القصير (أربعة أيام في جزيرة سعاد) ( ١٦ مم ٢٦ دقيقة)، والذي يصور فيه تجربة الزار في السودان .

    في هذا الفيلم تتحرك الكاميرا وسط عالم من المهمشين والمخدوعين يقاومون بشدة ظروف حياتهم القاسية وسط إيقاعات الزار المجنونة لتتحول تلك الإيقاعات إلى مناخ درامي تتحقق فيه وحدة الجو النفسي. المكان هنا مجرد من أية هوية ، وأنماط من بشر لا يجمعها سوى الوهم المشترك . وقد شارك الفيلم في مهرجان (أوقادوقو) ببوركينا فاسو عام ١٩٨٢م .

    عاش على عبدالقيوم حياته متنقلا ، لم تكن حريته تلك أكثر من شبح يطوف به العالم متحررا من أي التزام ، فقيراً بصورة شبه دائمة ، وكان يمتلك وراء مظهره المكتئب روحا متمردة ومتماسكة، وميلا واضحا للدعابة وكرما لا تخطئه العين.

    ولد على في عام ١٩٤٣ م ، وتخرج ببكالوريوس الآداب في جامعة الخرطوم عام ١٩٧٠ م ، ثم سافر لبولندا لدراسة فنون السينما بأكاديمية الدولة العليا بلودز التي تخرج فيها عام ١٩٧٨ م. وعلى عبد القيوم شاعر وكاتب معروف ، ومن مؤسسي المسرح الجامعي، وأحد رواد حركة السينما في السودان . عمل بالترجمة وكتب تمثيلية للإذاعة بعنوان( عشرون عام في محاكمة صديق) بثت عام ١٩٧٠ م . بدأ النشر منذ عام ١٩٦٤ م ومثل السودان كمندوب عن اتحاد الأدباء والفنانين السودانيين بمؤتمر الكتاب الآسيويين والأفارقة في نيودلهي عام ١٩٧٠ م ، كما مثل السودان أيضا بلجنةالثقافة السينمائية المنعقدة بالكويت بإشراف لجنة التخطيط الشامل للثقافة العربية التابعة لمنظمة الإيسسكو . بدأ حياته العملية متأخرا بالعمل رئيسا لوحدة الإنتاج بمؤسسة الدولة للسينما في الفترة من 1981- 1983 ) حقق فيها فيلمه القصير ( أربع أيام في جزيرة سعاد) وأشرف وساهم في إنتاج عشرة أفلام دعائية لشركة بيطار المحدودة الخرطوم، كما أشرف على الكوادر السينمائية في الدورة التي نظمتها المؤسسة مع مؤسسة الأوديكام الفرنسية.

    خلال تلك الفترة تعاون مع شعبة الإعلام بمعهد الدراسات الإضافية بجامعة الخرطوم ، وأشرف على بحوث مجموعة من الطلاب، كما قام بتدريس تاريخ نظرية السينما،ومادة النقد التطبيقي ، بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح.

    غادر دولة الكويت في بداية عام ١٩٨٤ م للعمل في وظيفة باحث ثقافي بالمجلس الوطني للثقافة والفنون، ثم مترجما بمعهد الكويت للأبحاث العلمية، ورئيس قسم الإعلام والمعلومات في الفترة من ( ٨٦ - ١٩٩٠ م)؛ وهناك كتب السيناريو الخاص بالفيلم الوثائقي الإعلامي معهد الكويت للأبحاث العلمية ) مدته ٣٠ دقيقة .

    بعد حرب الخليج انتقل للدوحة للعمل في قسم العلاقات العامة بمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية؛ وفي عام ١٩٩٧ م غادر لقبرص ثم بولندا لتكون محطته الأخيرة، كما خطط لها ليعود بعدها للسودان مثواه الأخير.

    رحم الله علي الذي زاملته عندما ضمنا مكتب واحد بمؤسسة الدولة للسينما كما جاورته في الدوحة ردحا من الزمن .

                  

09-18-2008, 05:36 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: عبد القادر الرفاعي)

    (3) أثر ثورة أكتوبر 1964م على الشاعر علي عبد القيوم

    بقلم د. فتحي فضل


    ثورة أكتوبر 1964م في السودان هي التي مارست الأثر الأعمق في التكوين الوجداني للطالب الشاب الشاعر والمناضل علي عبد القيوم سواء في مسيرته النضالية اللاحقة أو اختياراته الفكرية والسياسية وانجازاته الأدبية والإبداعية.

    على أن علياً لم يكن وسط الجماهير في ثورة أكتوبر الديمقراطية فحسب، بل كان عنصراً أساسياً في حركة الطلبة والحركة الثورية التي وضعت الأسس لحركة الشعب في إسقاط نظام عبود ... قرأنا بتمعن أدب " الإضراب السياسي العام " وتناقشنا ساعات وساعات في جدواه، خاصة أن فئة شامي – يوسف عبد المجيد قد رفضته، وتقاعست أحزاب الجبهة الوطنية في تبنيه.

    انخرط ذلك الجيل في التعبئة المستمرة للإضراب عن طريق المظاهرة والكتابة على الحوائط والندوات داخل سور الجامعة، ودخل علي الوجودي – الشيوعي ثورة أكتوبر وساهم في ذلك الدمج المصيري بين النضال التحرري الوطني والأفكار التقدمية لآفاق التغيير الاجتماعي في البلاد.

    وفي قلب الحركة وفي خضم الحركة الجماهيرية ومعاركها المتعددة تفتح الوعي السياسي للطالب علي عبد القيوم، ولعل هذا الواقع هو الذي جعل من علي مناضلاً دؤوباً في كل المستويات ، ومعبراً حقيقياً عن ذلك الجيل من حركة الطلبة الذي شارك بفعالية في التحضير والانخراط في ثورة أكتوبر، حيث صار عضواً بالحزب الشيوعي حوالي تلك الفترة الغنية، وتعرف على الماركسية من باب الالتزام وقراءاته السابقة للوجودية ، ومن باب الإعجاب الشديد بالقيادة التاريخية لتلك الفترة، خاصة عبد الخالق محجوب. إن نجاح الإضراب السياسي كان البرهان العملي للارتباط بين الإمكانياتو بين النظرية والتطبيق . العملية كلها صبت في خانة تنوير ذلك الجيل ومعرفة الإمكانيات الثورية الهائلة لشعبنا. لذا بدا طبيعياً أن ينخرط علي عبد القيوم ويسهم في التعرف المدروس للماركسية نظرية ووسيلة تساهم في الوصول لحلول أصلها واقع البلد. النظرية والممارسة العملية بالنسبة لعلي هي عملية متواصلة منذ فجر تلك البدايات حتى آخر لحظات عمره.

    انطلق مع أقرانه في الجامعة وشارك في المظاهرات، وحمى بجسمه وصوته أبناء الجنوب بعد أحداث الأحد الدامي. ومنذ ذلك الزمان حمل علي في كيانه الفخر والعناد الخلاق.

    من مقال: د. فتحي فضل
    في رثاء علي عبد القيوم

    المصدر: "من ترى انطق الحجر ص ١٧"
                  

09-18-2008, 06:48 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: عبد القادر الرفاعي)

    الاستاذعبدالقادر الرفاعى
    شكرا جزيلا..
    والكتابة مقام..وفى حضرة الراحل على عبدالقيوم انحناءات..وصمت..اذ الصمت فى حرم الجمال جمال
    تسجيل حضورومحبة
                  

09-18-2008, 06:55 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: عبد القادر الرفاعي)

    مرحبا بالدكتور عبدالقادر الرفاعي
    الحقيقة لأول مرة أقرأ لك مساهمات
    في هذا المنبر.
    وجميل أن تكتب عن أمثال المرحوم الفذ
    علي عبدالقيوم...ومتابعين.


    __________________________
    لقد نسيت ايميلك أرجو ارساله علي
    [email protected]
                  

09-18-2008, 09:41 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: عاطف مكاوى)

    على عبد القيوم




    مت فى قلبى



    مت فى قلبى ..

    ولم ابكى عليك

    فمعين الدمع ..

    قد امضى قديماً

    قبل ان ادنو اليك

    ان عقلى يتعجب

    كيف قلبى فيك يخدع

    انا قد مُزقت قبلاً

    وتناثرت بعيداً

    مثل اوراق الشجر

    وتجرعت كؤوسك

    وتوسدت الضجر

    ***********

    مت فى قلبى فدفنتك

    هذه القلب الحجر

    تربتى اطهر من ان

    يدفن فيها من غدر

    هكذا الغدر امرّ

    مت فى قلبى..

    وادارى قلبى المكسور

    كبراً قد تبسم

    فدفنى فى الربيع الغض

    والاشراق فى الغابات اطعم

    زبحاً كفاك قلبى

    وتوسدت قلباً من حجر

    انت ظلم انت جور

    انا احساس وحب وشعور

    انا فى العالم فرح

    انا فى الظلم نور
                  

09-20-2008, 01:38 AM

محمد الجزولي
<aمحمد الجزولي
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 2983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: فيصل محمد خليل)

    مصطفى بحيري ينعي علي عبد القيوم





    حين عبر عبد القيوم البوابة

    بيني وبينك ماء ترقرق

    ما بينك وبين الماء احترق

    إلى علي عبد ا لقيوم


    ثلاث غزالات

    في الأفق الاشهب

    لحن

    حين رأيتك تلك الليلة

    تنعطف

    قلت: سلاماً... زمانك والمكان.

    ثلاث غزالات

    في أدهم الأفق

    نحن

    حين رأيتك

    رميت عقب السيجارة خارجاً

    ودلفت منعطف القــــصـــيدة
                  

09-22-2008, 06:45 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: عبد القادر الرفاعي)

    اخي عبد القادر الرفاعي
    هذا واحد من أجمل البوستات التي قرأتها مؤخرا ياليت قومي يعلمون
    علي عبد القيوم لم يلق ما يليق به من الأنتياه
    ليتنا نحيي ذكراه ..ليتنا نوفه بعض ماله علينا من تكريم
    ليتنا نقرأ أدبه الجليل ففيه درر ما تأتى لكثير منا امتاع بصائرنا بضياءها.
    تاج السر الملك
                  

09-22-2008, 07:22 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: Tagelsir Elmelik)



    رحم الله على
    الشاعر السينمائى الكاتب والمترجم والانسان النبيل
    والف شكر أخ الرفاعى وانت تفرد اجمل الملفات __ تحياتى
                  

10-04-2008, 03:32 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: Osman Musa)

    عن صديقه الشاعر الراحل / علي عبد القيوم ،
    كتب الأستاذ / سيد عيسى – المستشار القانوني بسلطنة عمان:

    كان له القدح المعلى في تشكيل وجدان جيلنا


    بداية الشكر والتقدير للصديق الدكتور عبد القادر الرفاعي على ما يقوم به من عمل نبيل نحو أناس عظام كان لهم القدح المعلى في تشكيل وجدان جيلنا ، من أمثال الشاعر الراحل المناضل علي عبد القيوم ورفاقه من الأدباء والشعراء والفنانين . والشكر موصول لكتاب منبر سودانيزأونلاين ، وعلى رأسهم شيخهم الأستاذ / عبد المنعم خليفة، لإسهامهم الرائع ، والذي بلا شك ، يشكل إضافة حقيقية لحركة الوعي والتنوير في هذا الزمن المظلم . وليسمح لي الزملاء في المنبر ببضع سطور عن الراحل المقيم الصديق/ علي عبد القيوم.

    ترجع معرفتي بالأخ علي عبد القيوم إلى بداية عقد الستينات ، ونحن في المرحلة الثانوية- مرحلة تكوين الشخصية ، والانكباب على الاطلاع العام، وتحسس أقدامنا على أعتاب العمل السياسي في الحركة الطلابية (إضرابات ومظاهرات) . وكان منزلهم العامر بحي البوستة ملتقى الأصدقاء ، حيث يتم التفاكر فيما نحن مقدمون عليه ، وتجري المناقشات الساخنة في شتى المواضيع .

    في تلك الفترة ، وعن طريق الأخ علي ، تعرفت على الأستاذ الوطني المخضرم المرحوم/ يونس الدسوقي الذي كان يمدنا بنصائح غالية ويحفزنا على الاطلاع .. كان الأستاذ يونس يردد علينا دائما عبارته " يا علي أنت وصاحبك عشان ما تكونوا قيادة حقيقية للطلاب ، يجب أن تثقفوا أنفسكم في ضروب المعارف المختلفة" .. وكان الأستاذ يونس يمدنا بالكتب، ويشترط الفراغ من قراءة الكتاب في مدة محددة وإرجاعه مع تقديم ملخص مكتوب له، والإعداد لمناقشة ما ورد في الكتاب معه !.

    المحطة الثانية كانت مرحلة الدراسة في جامعة الخرطوم ، التي التحفنا بها سوياً في العام الدراسي 1962-1963م ؛ وقد شهدت تلك الفترة نضالات الشعب السوداني - والحركة الطلابية جزء أصيل منها- ضد الدكتاتورية العسكرية الأولى ، والتي توجت بالانتصار الرائع لثورة أكتوبر .. وما تلى ذلك من زخم هائل في تلك السنوات على جميع الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية .. وقد صاحب تلك الفترة مد ثوري في المنطقة، إذ كانت حركات التحرر العربية والإفريقية في عنفوانها.

    كان لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم والجمعيات المنضوية تحت لوائه دور بارز في الحركة السياسية في البلاد.. وكان الصديق علي عبد القيوم في قلب هذا النشاط من موقعه القيادي في أجهزة الاتحاد المختلفة، وفي قيادة الجبهة الديمقراطية وجمعية الثقافة الوطنية. كان علي مثالاً للأديب والشاعر الملتزم بقضايا شعبه ووطنه .. شجاعاً مقداماً سواء في إبداء الرأي، أو في قيادة المظاهرات التي اتسمت بالعنف والعنف المضاد، وذلك رغم جسمه النحيل.

    عندما غادر الأخ العزيز الراحل علي عبد القيوم السودان لدراسة السينما - وكان خياره الأول دراسة المسرح – أذكر موقفين أحدهما طريف والآخر محبط . الموقف الطريف تمثل في قول منسوب لوالده عندما علم أن علياً يود السفر للخارج لدراسة السينما ، فكان رده : " يا علي يا ولدي البنعرفه السينما دي الناس بيدخلوها ، وما سمعنا أنه الناس بيقروها " .. أما الموقف المحبط والذي ذكره لي الراحل العزيز أنه عندما طرح موضوع دراسة المسرح على أحد قيادات حزبه ، كان الرد : " يا أخي الموضوع ده ما قاعدين يقوموا بيه ناس ود أبقبورة وتور الجر ". وقد أحبط ذلك علياً كثيراً .. وللتخفيف قلت له " يا أخي ربما الرجل قال ليك الكلام ده من باب الهظار ، وعايزك ما تسافر وتقعد في البلد " . غير أنه نظر إلي بصرامة شديدة وقال لي : " أنا بعرف الهظار وبعرف الجد " .

    أود أن أختم هذه السطور بما جاء في رثاء الأخ الصديق / فتحي فضل للراحل علي: " النظرية والممارسة العملية بالنسبة لعلي هي عملية متواصلة منذ فجر تلك البدايات حتى آخر لحظات عمره " ؛ وكان في ذلك مثل الشعراء العظام من أمثال ناظم حكمت وبابلونيرودا ..

    ألا رحم الله الأخ الصديق الراحل / علي عبد القيوم .. وفي هذا المقام أقترح إعادة طباعة ديوان شعره " الخيل والحواجز “، وأهيب بالأخ د. عبد القادر الرفاعي تولي هذا الموضوع ؛ ونحن على استعداد - مع أصدقاء الراحل العزيز- لتنفيذ هذا المشروع .
                  

10-04-2008, 04:53 PM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: عبد القادر الرفاعي)

    الاستاذ عبدالوهاب الرفاعي.. واصل فى سيرة هذا العملاق الذى ما يزال باقى فى وجداننا....
    بالمناسبة انا صديق لشقيقكم عبدالحليم الرفاعي فى فرجينيا...
    خالص التحايا.

    سيف جبريل
                  

10-04-2008, 11:00 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: Saifeldin Gibreel)

    عزيزي عبدالقادر
    قبل أن آتيك ببعض ذكرياتي عن الصديق الراحل علي عبد القيوم، دعني آتيك بالقصيدة التي تبحث عنها واسمها "ما أشبه العشاق بالأنهار والأسرى" وي له من إسم عجيب!
    يقول علي:
    ما أشبه العشاق بالانهار والأسرى
    في آخر اليل الذي أسرى
    دلف الجنود بجثتين إلى الجبانة الكبرى
    الجثة الأولى:
    جسد نحيل خلته جسدي
    فوجدته بلدي
    لا فرق يا مولاي بين النهر والمجرى!
    والجثة الأخرى:
    جسد نحيل خلته ولدي
    فوجدته جسدي
    لا فرق يا مولاي بين الموت والميلاد والمسرى!
    +++++++
    مولاي ... يامولاي ... يا بلدي ويا ولدي
    يا أنت يا زادي زيا عضدي زيا سندي
    أسرى بنا عشق لجراحنا .. أسرى
    فاحمل صليبك صاعدا
    متحدرا
    كالنهر في المجرى
    واحمل معي بلدي
    متحملا كمدي
    يا أنت يا نبت الجراح الغر يا ولدي
    وأعيونك بالأصيل
    وقد كسا بدمائه أفق الفجيعة
    مدهشا ظلماتها ...
    سيفا اضاء ببرقه ديمومة الذكرى
    واشعل ضميرك بالأحزان يا املي
    وحدثني
    عن لحظة حبلى
    حطيت باحلام القرون
    توهجت آفاقها
    بالمجد والبشرى
    يا أنت يا طفل الجراح البكر
    يا لهف المواعيد
    توج فؤادك
    -غب اليأس
    بالإنشاد

    يزحم ساحة العيد
    لا فرق يا مولاي
    بين العاشقين الكاظمين الوجد والأسرى
    فأنهض فديتك مثل النهر في المجرى
    وأشبع بلادك من أشعارها شعرا
    لافرق يا مولاي بين العشقين الكاظمين الوجد والأسرى
                  

10-05-2008, 01:00 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: Sidgi Kaballo)

    علي عبد القيوم: ذكريات

    كان حد الموت مشهورا على حد السلاح
    وصلاح
    الفتى السمح المحيا
    ينشر الأقمار في درب اليسار
    الشيوعيون لما ينعم الأحباب منهم بالتحايا
    الشيوعيون ملح الأرض
    قوت للخناجر
    والعساكر يشربون الخمر في ساح الشهيد

    أيه أخوان حتحوت
    الذين استمرأوا ظلمة المستنقع الآسن دهرا
    ألجموا الأطفال إلحادا وكفرا
    شوهوا التاريخ إسفافا وغدرا
    وتمادوا
    شعبنا أعتي وأدرى

    كنا طلابا بالثانوي عندما نشر علي قصيدته والتي أطلقنا عليها اسم "الشيوعيون ملح الأرض" بل ظل زملاء لنا ينادوننا بملح الأرض
    ثم مرت الأيام وجاءت الإجازة الصيفية بعد إمتحان الشهادة في 1967، وقد كان صيفا غائظا، جاء فيه شقيقي محمد عوض كبلو لأمدرمان من موسكو وجاء أصدقاءه فتعرفت على النصيري وعلي عبدالقيوم وعبد العظيم محمد عبدالحفيظ وأستمرت علاقتي بأصدقاء محمد كبلو هؤلاء بشكل مستقل وبحكم وجودي في الجامعة ورثت تلك الصداقات وتطورت ولعل العلاقة مع علي عبد القيوم كانت ذات طابع مختلف فهو الذي بادر بالإهتمام بي ورعايتي وأظنه بدأ ذلك وفاءا لصديقه محمد كبلو. ثم تطورت العلاقة الشخصية.
    كانت أجمل اللحظات هي أن تصاحب علي في العودة من سينما غرب للجامعة كداري أو تشرب معه قهوة في حضور عم السر الذي كان يدير مقهى النشاط أو تجلس جلسة تحت أشجار معهد أبحاث البناء وحبذا لو كانت في حضور طه أمير.
    أخرج علي عبد القيوم بالإشتراك مع صديقه طه أمير للمسرح الجامعي أيها الرجل كم أنت جميل و سمك عسير الهضم ولقد لاقت المسرحيتان نجاحا كبيرا.
    كان علي عبد القيوم هو المنظم لمهرجان الشعر الذي يشكل جزءا مهما من المهرجان السنوي لجمعيتي الثقافة الوطنية والفكر التقدمي. وقد بدأت هذه المهرجانات عام 1965 وأستمرت حتى بعد تخرج علي وحتى حل الجمعيات الفكرية عام 1971.
    وعلي شاعر مقل ولكنها يكتب شعرا كثيفا في صوره وفكرته وموسيقاه ويطرق مواضيع عجيبة ومدهشة وكنت أعشق ذلك فيه، فكم مرة طلبت منه قراءة جرداق المطر أو إمرأة منافقة، بل كم مرة خلال فترات المعتقل رددت تلك القصيدتين في ليالي السمر والمجلات الناطقة. يقول علي في إمرأة منافقة
    كانت ولم تزل منافقة
    تختال مثل الطاؤوس
    لكنها تختال بين الرفض والوافقة
    لذا هجرتها ...
    هجرتها كما عشقتها .. إلى الأبد
    يا قدرتي على الصمود
    يا تماسكي
    مدد .. مدد ...مدد

    أما جرداق المطر فهي قصيدة ثورية من طراز فريد تتحدث عما نسميه الظلم الواقع على الهامش الآن وقد تحدث عنه علي عبد القيوم عام 1965 بعد زيارته لجبل مرة
    وكان علي يحب جرداق المطر أيضا وقد صدرها ديوانه الخيل والحواجز
    يقول علي:
    في هذه الظهيرة الندية العيون
    لابد أن أقول شعرا للمطر
    ++++
    لما دعت عجوزة من أرض فور حافية
    - جاءت لتحتمي بنا من جلدة السحاب-
    بأن ننام – بعد دفقة السماء- عافية
    خرجت للطريق
    يا طيبون، مهرجانكم
    والأرض لم تزل غريقة بالماء
    والخور يستطيل عزة وكبرياء
    بهرجني
    كما عيونكم
    تطرزت
    بالعشب
    والدليب
    والذرة
    وشالني وحطني فوق السماء الممطرة!
    أندلق الأطفال في المياه كالأسماك

    وأنتشرت ثياب العاملات في الأسواق
    كالشباك
    تصطاد كل نسمة وكل وهجة شمسية
    وها هنا ....
    تسمرت الخطى
    تشدها روائع العبير والبهار
    ويحتوي دروبها الدهش
    من بعد ما تبخر الخريف
    واستنشقته فوهة الرمال الساخنة
    وضيعته في قبور الجوع والعطش
    لكنما هذا المساء
    طوحت به
    مرجيحة النسيم
    وأنتعش
    هذا المساء لو يباع
    تنهشه الخرطوم من عيونكم
    حتى تبل ريقها
    ويستجم السادة الكبار
    تحت أذرعه
    وتستحم في ندائه الشوارع المرصعة
    لكنه يقر في براءة الرمال
    يستفزه توهج الأسفلت والحديد ...
    ......لا يباع
    وهذه الخرطوم –بت دار الصبح –
    لصة الذراع
    تسرقكم نداوة الرذاذ
    كي تقر في بيوت السادة الكبار
    بعد الخريف، ذهبا وجلنار
    ومركبات جافلات بالعوين والخدم
    وأنتم هنا ....
    لا شئ غير رنة الجرداق
    غناؤكم ألم
    خرفكم ألم
    ربيعكم ألم
    لكنما ربيعنا ربيعكم
    لو تبغضونه، يجيئكم
    مزدهر الكفين، راقص الهشاب
    بعد الخريف الواعد السحاب.


    وكانت آخر مرة ألتقيت فيها بعلي عبد القيوم هو يوم 22 يوليو1971 وكنا ألتقينا في الموكب هو وعبد العظيم محمد عبد الحفيظ ومحمد الجاك وذهبنا بعد الموكب لمنزل عبد العظيم بالسجانة حيث تناولنا طعام الغداء وسمعنا بالإنقلاب المضاد ونزلنا محمد الجاك وشخصي للخرطوم وتركنا علي مع عبد العظيم ولم أراهما الإثنين فقد توفى عبد العظيم عام 1973 بالخرطوم وسافر علي لبولندا وعندما عاد 1980 كنت أنا بالمعتقل وخرجت بعد أن غادر هو للكويت.
    وكلما أقرأ مرثيته لعلي المك أشعر كأنما كتبتها في رثائه خاصة عندما يقول:
    يا علي المعلى
    يا رحاب المودة
    يا طفل عصر الفضاء الرحيب ويا تاجنا قد تجلى

    ولم يكن غريبا أن يزين الراحل حسين شريف ديوان علي بلوحات رائعة ومعبرة.

    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 10-05-2008, 09:29 PM)

                  

10-05-2008, 11:43 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم (Re: Sidgi Kaballo)


    الأصدقاء الأعزاء:

    عبد الوهاب همت

    محمد عكاشة

    عاطف مكاوي

    فيصل محمد خليل

    محمد الجزولي

    تاج السر الملك

    عثمان موسى

    سيد عيسى

    سيف الدين جبريل

    صدقي كبلو

    لكم التحايا والود والأمنيات الطيبة بمناسبة العيد ..أعاده الله عليكم بالصحة والسعادة ، وعلى بلادنا بالخير والتقدم والسلام .. والشكر لكم على كلمات الترحيب الودودة، وعلى تقديركم لهذا الجهد المتواضع في التوثيق للثقافة الوطنية .

    إن مشاركاتكم المزدانة بعبارات الحب والوفاء لأصدقائكم الشعراء الراحلين الأعزاء / علي عبد القيوم وعمر الدوش، وإضافاتكم القيمة والمبدعة ، وإسهامكم في إحياء ذكراهم العطرة وبعث تراثهم الوطني والثقافي ، لشيء يبعث على الرضاء والمسرة والاعتزاز.

    أعدكم بمواصلة هذه الملفات ما استطعت، طالما أنتم بمثل هذه الروح تمدون العطاء والتشجيع.

    عبد القادر الرفاعي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de