السكة الحديد وخيارات التأهيل والتطوير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 08:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2008, 03:44 PM

Abbas Mohamed
<aAbbas Mohamed
تاريخ التسجيل: 08-04-2008
مجموع المشاركات: 73

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السكة الحديد وخيارات التأهيل والتطوير

    السكة الحديد وخيارات التأهيل والتطوير

    الدكتور عباس محمد حسن

    جاء في الأنباء أن السيد وزير النقل والطرق والجسور تعهد بالعمل الجاد من أجل إعادة السكة حديد لسيرتها الأولى وأن من أولويات وزارته النهوض بالسكة حديد عن طريق انشاء عدد من الخطوط الموازية وتأهيل اعداد اخري ... ، كما أفاد السيد وزير الدولة بوزارة الطرق والجسور المشرف على هيئة السكة حديد أن وزارته وضعت خطة لنهضة وتطوير وإعادة السكك الحديدية بالصورة المثلى، وهو ما أكده ايضا المدير العام لهيئة السكة الحديد ومن ذلك يتضح أن هناك خطة لتأهيل وصيانة الخطوط الموجودة بجانب الأعداد لخط مواز جديد تبلغ تكلفته مليارا و154 مليون دولار ( استنادا الي ما جاء بشبكة الصين بالانترنيت بتاريخ 2 مارس 2007 ) فهل حقا تحتاج هيئة السكة الحديد الي بناء خط مواز جديد بكل يلك التكلفة الهائلة ؟؟؟ وما هو اتساع الخط الجديد ؟؟ وهل نطبق ما اوصت به دراسات معاهد الطرق والنقل من انه اذا تقرر استبدال أو انشاء خط جديد فاننا فورا يجب ان نصعد الي مستوي سرعة قصوي 350 كم/س ؟؟؟ وهل استنفذت السكة الحديد كل طاقة تحسين وتطوير الخطوط الموجودة ؟؟ وهل وصلت الي حدود السرعة الممكنة لأتسع خطوطها الحالية المسمي بالضيقة (حواي المتر ) وهي السرعة التي أثبتت الدراسات أنها يمكن ان تصل الي 120 كيلومتر في الساعة ؟؟ واذا كان بالأمكان زيادة السرعة والكفاءة وتخفيض وفت السفرللركاب والبضائع بتكاليف قليلة اذا كانت الوسيلة هي ادخال تحسينات علي الخطوط والوحدات الحالية بينما يتكلف ذلك مليارات وملايين الدولارات اذا تملكتنا حمي انشاء خطوط موازية جديدة واستخدام وحدات متحركة جديدة مخالفة لما هو موجود لدينا فما الذي يدعونا الي اختيار البدائل المكلفة ونحن نعلم ان حجم الطاقة الترحيلية الأجمالية غير البترولية هي نصف الطاقة الترحيلية لوسائل النقل البري الأخري ؟؟؟؟ ولكن دعونا نفصل ذلك بصورة مبسطة استنادا الي تجارب الدول التي سبقتنا في مضمار التحديث والتطوير والي المراجع العلمية المذكورة أدناه ..
    أن مااصاب هيئة السكة الحديد من تدمير منذ أمد بعيد يواجه المسؤولين بسؤال هام وهو كيف تستطيع السكة الحديد أن تواجه المنافسة الخطيرة التي تمثلها وسائل النقل الأخرى سواء من النقل البرى أو الجوى؟ فإن تحسين مستوى شبكات الطرق وإقامة طرق ممتازة عريضة ذات اتجاهين وذات مسارات متعددة للنقل السريع مع زيادة سرعة السيارات وزيادة أحجامها يجعل من النقل بالسيارات منافساً خطيراً للسكك الحديدية، كما أن النقل بالطائرات النفاثة ذات الحجم الكبير الذي يجعلها قادرة على نقل أعداد ضخمة من الركاب والبضائع وبسرعة فائقة يجعل منها أيضاً منافساً خطيراً.
    فإذا وقفت السكك الحديدية عند حدود مستوياتها التقليدية بقطاراتها الحالية وخطوطها ووحداتها وسرعاتها وقدراتها أو إذا عادت سيرتها الأولى فقط فلن تجد سوى الهجران وخسران رهانها في المنافسة، فما هو الهدف الإستراتيجي لخطة السكة الحديد للنهوض والتطوير وماهى الصورة المثلى التي يراد إعادة السكة الحديد إليها.
    لقد اتجهت معظم إدارات السكك الحديدية العالمية إلى زيادة سرعة القطارات فحققت اليابان منذ أمد بعيد وعلى شبكة خطوطها ذات الأتساع الضيق (متر واحد تقريبا بين القضيبين) سرعة 120كم في الساعة وأصبحت سرعة 120كم/الساعة أمراً عادياً وعاماً في عديد من سكك حديد العالم – وكما هو واضح فإننا لانتحدث هنا عن السرعات الرهيبة على الخطوط ذات الأتساع العالمي العريض (1.435 متر) والذي سيرت عليه قطارات بسرعات بدأت من 210كم/الساعة حتى وصلت إلى 350كم/الساعة.
    إذن فلابد من دراسة دقيقة للإمكانيات الفنية والاقتصادية لزيادة السرعة ليكون الهدف منافسة السفر بالوسائل الأخرى وذلك بمقارنة التكاليف التي ستصرف على مشروع زيادة السرعة بالزيادة المنتظرة في إيرادات نقل الركاب والبضائع مع ضرورة قيام دراسات فنية لتحديد أثر تلك السرعات العالمية على جميع مكونات الخط ومنشأته ووحداته وإمكانيات تحسينها بما يتفق مع السرعات العالمية وذلك بالضبط ماتم تنفيذه تدريجياً في اليابان في خط توكيادو بدء من سرعة 128كم/س إلى 176 كم/س ثم إلى 200 كم/س ثم إلى 240 كم/س.
    وتلخيصاً للدروس المستفادة من تجربة اليابان التي لاقت نجاحاً كبيراً وأصبحت مصدراً هندسياً وعلمياً للانتقال في تطوير السكك الحديدية تدريجياً بالاستعانة بالدراسة العلمية والاقتصادية والتجربة العملية لزيادة السرعة على الخطوط الحالية حتى الوصول إلى 120 كم/الساعة فيمكن إتباع الخطوات التالية والتي أوردها مفصلة الأستاذ المهندس/ محمود عبدالوهاب استنادا إلى المراجع المذكورة أدناه ومن واقع تجاربه ودراساته لتجارب العديد من البلدان المتقدمة في مجال السكك الحديدية:
    1- البدء بإجراء الدراسات الفنية والاقتصادية لزيادة السرعة على الخطوط الحالية على الطبيعة وعلى ذات الخط وذلك بتحديد مسافة تتراوح بين 30 – 50 كم لعمل تجارب بتسيير قطارات الاختبار على هذه المسافة وبسرعات تزيد عن السرعة العادية تدريجياً وتسجيل أثر هذه السرعة على الخط والمنشأت والوحدات ثم إدخال التحسينات الممكنة في مسافة التجربة وفى الوحدات وإعادة التجارب لعمل القياسات من جديد.
    2- تهدف هذه التجارب إلى دراسة راحة الركاب أثناء السرعات المختلفة (Comfort) وقياس الإجهاد (Stress) في أجزاء العربات وغيرها والتعرف على العوامل التي تحدد السرعات الممكنة.
    3- دراسة العلاقة الحسابية بين السكة وسلوك العربة تحت تأثير الظروف الديناميكية والمقارنة بين تصميمات مختلفة للقضبان بأوزان مختلفة والفلنكات بأنواع مختلفة ووسائل تثبيت القضبان بالفلنكات والتزليط وسمكه ونوعه واستعمال قضبان طويلة (ملحومة) وأنواع اللحام المختلفة للقضبان وأنواع جديدة لتحاويل السكة مع استعمال زوايا مختلفة للانحراف وتصميمات للتقاطعات.
    4- دراسة حالة الجسور تحت تأثير السرعات المختلفة وذلك للعمل على تقويتها وتدعيمها.
    5- تحديد تأثير السرعات العالية على القضبان بقياس الانحناءات وكذلك تحرك القضبان طولياً.
    6- تجميع البيانات المتعلقة بالقدرات الاقتصادية وتحديد السرعات العالية التي يمكن الوصول إليها مع الأخذ في الاعتبار التكاليف الإنشائية واحتياجات الصيانة لكل من السكة والوحدات المتحركة وفى نفس الوقت المقارنة مع وسائل النقل المنافسة لذات الخط.
    7- لإجراء هذه التجارب والدراسات تبنى عربات خاصة للتجارب تزود بالآلات والأجهزة لتسجيل القياسات أثناء السير بسرعات التجارب، وتستمر هذه التجارب فترات طويلة تصل إلى عام أو عامين وعلى ضوء هذه التجارب توضع الخطة اللازمة لزيادة السرعة إلى مستويات متعددة وتحدد الأعمال اللازم تنفيذها لتحقيق كل من هذه السرعات حتى الوصول إلى 120 كم/س ثم تحسب تكاليف المشروع في كل حالة وفى نفس الوقت تجرى الدراسات الاقتصادية لتحديد الزيادة المنتظرة في الإيرادات بتكاليف الإنشاءات وتكاليف الصيانة لتتضح منها الخطة النهائية الجديرة بالتنفيذ.
    غير أن التجربة اليابانية قد أوضحت أن أعمال التحسينات اللازمة لمواجهة السرعات العالية وهى في حالتنا هذه 120 كم/س عادة ماتشمل:-
    1- مراجعة تخطيط الخط لتحسين المنحنيات بما يتفق مع السرعة العالية وتعديل أحواش (جمع حوش) المحطات لتفادى أي معوقات لزيادة السرعة.
    2- تنفيذ قطاع الجسر المناسب وميوله الجانبية وعرضه وتغيير الطبقة العليا التي قد تكون غير صالحة لأسباب تتعلق بنوع التربة.
    3- تحسين مستوى السكة باستعمال قطبان جديدة ذات قطاع أكبر مع لحام القضبان لإلغاء الوصلات التقليدية بينها وتغير الفلنكات بما يناسب السرعات العالية (مثلاً فلنكات خرسانية سابقة الإجهاد) وتغيير أنواع التحاويل المجمعة من قضبان باستعمال تقاطعات وحدة واحدة ولحام أجزاء التحويلة.
    4- وضع الحجر المكسور أو الزلط المناسب (Ballast) لتحسين توزيع الأحمال.
    5- زيادة ارتفاع الظهر عن البطن في المنحنيات مع إعادة تخطيط المنحنيات وكذلك إعادة ضبط المنحنيات الرأسية.
    6- تقوية الكباري الحالية أو تصميم كباري جديدة.
    7- مراجعة مسافات الإشارات لضمان مسافات كافية لوقوف القطارات عند فرملتها وهى بسرعة عالية.
    8- إلغاء جميع المزلقانات واستبدالها بممرات سفلية أو علوية.
    9- بناء وحدات متحركة مناسبة للسرعات العالية وكذلك ورش جديدة للصيانة.
    10-استعمال وسائل جديدة لتحميل جسم العربة على الدناجل (Car Suspension) تكفل راحة الركوب مع السرعات العالية (مثال سست الهواء Air Springs).
    11-إيجاد نظم جديدة للإشارات والاتصالات تناسب السرعة العالية والتشغيل
    الأتوماتيكى للقطارات واستعمال اتصال إذاعي (أو أي وسائل حديثة) بين القطارات والمحطات ونقط الصيانة.
    وكما أوضحت المراجع المذكورة فإن محاولة الوصول إلى سرعة 120 كم/س ليست بالسرعة المرتفعة جداً مما يعنى أن انتشار موجة الانحناء في القضيب لا يمثل مشكلة فكما هو معروف فإن دوران عجلة القطار على قضيب السكك الحديدية ينحني تحت تأثير الحمل الذي تنقله العجلة وعندما تزداد سرعة العجلة وتقترب من سرعة انتشار الموجات خلال مادة القضيب فإن مقاومة غير عادية تنشأ وعلى ذلك فأن عجلة القطار تكون مصحوبة بموجات ثابتة كبيرة السعة يترتب عليها تدمير القضيب ولحسن الحظ فأن سرعة 120 كم/س تعد ضئيلة جداً ولاتمثل خطراً على القضيب، كما أن حد السرعة بالنسبة للالتصاق اللازم بين عجلة القطار والقضيب وحيث أن العجلات تسيرها قدرة Power تستمد من احد منابع الطاقة وقوة الجر تعطى كرد فعل للقضيب نتيجة لجاذبية الالتصاق بينه وبين العجلات وقد وجد حسب دراسات يابانية أن حد السرعة يصل إلى 370كم وهى سرعة كبيرة بالنسبة لـ 120كم/س أما بالنسبة لمشكلة الاهتزاز فإنه من المعروف أنه مهما كان قضيب السكة الحديد مستقيماً من الناحية الهندسية فإن قطار السكة الحديد لايمكنه التخلص من الاتجاه الذاتي لإحداث الذبذبة الناشئة من نفس القطار والغير ثابتة المقدار، وهذه الظاهرة الملازمة لعربة السكة الحديد والتي تسمى القفز (Hunting) أثبتت الدراسات الحديثة أنها لاتمثل عقبة كبيرة أمام زيادة السرعة.
    كما اثبتت الدراسات أن الاهتزاز الناشئ عن عيوب في السكة (Track Irregularity) فإنه لايمكن القضاء عليها نهائياً مهما بلغت العناية بصيانة السكة ولكن يمكن تحسين تحميل جسم العربة على البواجى (Suspension System) للتقليل من توصيل الذبذبات من العجلة إلى جسم العربة.
    أما بالنسبة للمشكلات الناشئة عن منحنيات السكة وخاصة لضمان راحة الركاب وسلامة القطار فإن الخبرة العامة المتبعة هي تعلية القضيب الخارجي في المنحنى لتعويض قوة الطرد المركزية التي تعمل على العربة أثناء دورانها فوق المنحنى ولكن هذا الميل إذا كان كبيراً يعطى شعوراً بعدم الراحة للركاب مع احتمال انقلاب العربة إذا تعرضت لرياح شديدة في اتجاه مركز المنحنى ولهذا السبب يمكن تحديد مقدار ارتفاع القضيب الخارجي للسرعة العالية في حدود 120كم/س إلى 150مم وإيجاد نصف قطر المنحنى المناسب لهذه السرعة (يلاحظ أن خط توكيادو حدد ارتفاع القضيب الخارجي بـ 180 مم مع منحنى نصف قطره 2500 متر ليعطى سرعة حوالي 200 كم/س دون أن يسبب ذلك شعوراً غير مريح للركاب.


    إن تشغيل القطارات بسرعة 120 كم/س له مشاكل عملية وميكانيكية وكهربائية ولكن الخبرات المكتسبة الآن لدى كثير من السكك الحديدية العالمية تمكننا من حلها بسهولة ويسر وخاصة فيما يتعلق بقوة وتحمل الدناجل ووقاية سطح العجلة الملامس للقضيب من التآكل وقوة كرسي الدنجل ...الخ. فنحن لانسعى إلى تحقيق تشغيل قطارات بسرعات فائقة (Super High Speed) إذ عند ذلك فلابد من استعمال نظام للجر خال من الالتصاق أو الطفو فوق العجلات وهذه مجالات يمكن التحدث عنها كآفاق للمستقبل لاعلاقة لها بالحاضر.

    إن الأمر كله – كما تجمع كل المصادر - مرتبط بالإمكانيات الفنية والاقتصادية والظروف الحالية لشبكة الخطوط الحديدية وإمكانيات تحسينها وماهى السرعة العملية التي يمكن أن نصل إليها بقطاراتنا وماالمقصود بالسرعة بالنسبة للراكب هل هي السرعة التي ينطلق بها القطار أم الوقت الذي ينقضي بين مغادرته المحطة الابتدائية إلى وصول المحطة النهائية، لاشك أن الهدف بالنسبة لرجال السكة الحديد ينبغي أن يكون باستمرار هو تقليل وقت السفر بين محطة وأخرى أو زيادة سرعة انتقال الراكب، وبالنسبة لقطارات البضائع والتي تشكل عنواناً لبطء السير وفى نفس الوقت فهي تسير على نفس الخطوط التي تسير عليها قطارات الركاب وبذلك أصبحت باستمرار عقبة في إنشاء جداول مسير القطارات نظراً لأن مسير قطارات متوالية بسرعات مختلفة لدرجة كبيرة هو أكبر عائق أمام الاستفادة بالكفاءة الكاملة للخط.
    إن المهم هو التكاليف التي تتحملها السكة الحديد أو الدولة للوصول إلى هدف زيادة السرعة والكفاءة وتخفيض وقت السفر، إن هذه التكاليف ستبلغ أقصاها إذا تملكتنا حمى إنشاء خط سكة حديد جديد لتحقيق ذلك الهدف واستعمال وحدات متحركة جديدة تخالف الوحدات الموجودة التقليدية التي نستعملها في الوقت الحالي وفى هذه الحالة فإن علينا أن نعرف أننا سننفق ملايين ومليارات الدولارات بينما ستنخفض هذه التكاليف كثيراً إذا كانت الوسيلة تعتمد على إدخال تحسينات في الخطوط والوحدات الحالية بينما تنعدم أي تكاليف (تقريباً) إذا أمكن إدخال مقاييس جديدة معقولة لتنظيم تشغيل القطارات الحالية يترتب عليها تحقيق أهدافنا في زيادة السرعة والكفاءة وتخفيض وقت السفر ولكن كل ذلك يفرض علينا دراسة المشكلة من جميع زواياها حتى نستطيع بلوغ الهدف بأقل التكاليف، و تلك هى الهندسة في أشمل وأعمق معانيها ( انظر مستقبل السكك الحديدية ) .
    إن مايجب أن يعنى به القائمون بإدارة السكك الحديدية هو السرعة التجارية أو وقت السفر الشامل إذ لامعنى لأن يسير القطار (ركاب أو بضاعة) بسرعة عالية ثم يتوقف في المحطات لأي سبب كان سواء لمقابلات أو في نقط تفرعات الخطوط لانتظار قطارات فرعية – هذه السرعة التجارية تنبني على اعتبارات مميزة وترتبط بكفاءة الأجهزة وإمكانيات التشغيل فتحديد الوقت اللازم لإتمام خدمات الركاب والعفش والطرود والبريد (إن وجدت) وتحديد الوقت اللازم لتعديل تكوين قطار أو لتغيير قاطرة والوقت اللازم للمرور على نقط الإشارات في الخطوط المفردة...الخ يعتمد على كفاءة الأجهزة، أما إمكانيات التشغيل فإنه ينبني عليها تحديد الوقت اللازم للركاب للحاق بالقطارات وكذلك لنظافة وتموين العربات بالماء والكهرباء وغيرها، وضبط السرعات وأوقات الوقوف في الخطوط المفردة للقطارات الطوالي، إذن فالسرعات التجارية يمكن زيادتها إذا أدخلنا التحسينات في العوامل التي تتلخص في:
    1- الخط – التخطيط (Layout) والأجهزة والمنشآت الثابتة.
    2- الوحدات المتحركة – القاطرات والعربات.
    3- نظم تشغيل القطارات.
    إن الاعتبارات الاقتصادية هي الأساس لأي دراسة فنية ففي هذه المشكلة أي هدف زيادة السرعة التجارية فإن المشكلة الأساسية هي التحقق من هل يمكن زيادة السرعة بتنفيذ أعمال تتعلق بالخطوط والأجهزة والوحدات المتحركة أم يمكن الحصول على نفس النتيجة ببساطة بتحسين نظم التشغيل واللوائح التي تحكم تنظيم خدمة القطارات؟
    فإذا لجأنا إلى اعتبار أن زيادة السرعة تتطلب بالضرورة بناء خط جديد فإننا ندخل أنفسنا في متاهات لا حدود لها إذ سيبرز سؤال جديد : هل السرعة التي تبنى على أساسها الخط الجديد هي السرعة التي نرغب الوصول إليها حالياً أم السرعة المرتقبة في المستقبل حتى لا نضطر مستقبلاً لتكرار المشكلة ؟!
    ولكن ماهى السرعة المرتقبة مستقبلاً؟
    التقارير الحديثة لمعاهد الطرق والنقل تقول : إذا تقرر استبدال خط سكة حديد حالي بمسار جديد وسمحت الموارد الحالية فإننا يجب فوراً أن نصعد إلى مستوى سرعة قصوى 350 كم/س للخطوط المستوية و 300 كم/س للخطوط المنحدرة و 260 كم/س للخطوط الجبلية.
    ومن ناحية أخرى فيجب تغيير الصورة التقليدية لقطارات البضائع بطيئة السير والتي تشكل أكبر عائق أمام الاستفادة بالكفاءة الكاملة للخط والتي تضعف قدرة السكك الحديدية على منافسة وسائل النقل الأخرى بل وتؤثر بشكل كبير على الدخل القومي باعتبارها أكبر وسائل نقل البضائع، وفعلاً تغيرت تلك الصورة في كثير من بلدان العالم حيث أخذت السكك الحديدية في تطوير خطوطها ووحداتها المتحركة ومحطاتها وأحواشها مع أعدادها بالتصاميم الحديثة وتزويدها بوسائل التشغيل والتحكم الأوتوماتيكي ومن ثم بدت قطارات البضائع في عديد من إدارات السكك الحديدية في صورة جديدة ففي الولايات المتحدة تسير قطارات البضائع بين الولايات الشرقية والغربية بسرعة تقارب 180 كم/س ويقطع القطار (Super) المسافة بين شيكاغو ولوس أنجلوس ومقدارها 3520 كم في أقل من أربعين ساعة أي بسرعة متوسطة 88 كم/س والقطار يتكون جميعه من عربات حاويات وناقلاتTrailer and Container Train ، كما تسير قطارات نقل الخامات والبضائع في الولايات المتحدة الأمريكية بسرعة 112 كم/س والقطار مكون من مائتي عربة سكة حديد تصل حمولة العربة الواحدة إلى مائة طن ومتوسط الحمولة 75 طن أي أن القطار الواحد يبلغ طوله حوالي 3 كيلومترات ويحمل خمسة عشرة ألف طن من البضائع أو الخامات .

    وفى اليابان تسير قطارات البضائع على خط توكيادو ليلاً بسرعة 130 كم/س والقطار يتكون جميعه من عربات سطح خاصة لحمل الحاويات هذه القطارات هي بحق روح نهضة السكك الحديدية السريعة والتي تعكس عصراً براقاً للسكك الحديدية فقد عادت الصناعات الكبرى لتعتمد اعتماداً أساسياً على السكك الحديدية كوسيلة قادرة على النقل السريع والانتظام في مواعيد شحن وتفريغ وتسليم البضائع مع الاحتفاظ بميزتها التقليدية وهى كفالتها لأعلى درجات الأمان (المراجع ) .
    على أن تشغيل مثل هذه القطارات السريعة بحمولتها الكبيرة وفى مواعيدها المحددة هو في حد ذاته التحدي الكبير حيث ينطوي على مشاكل صعبة تحتاج إلى حلول ولابد له من إمكانيات ضخمة ومقدرة فائقة على استعمال أحدث مبتكرات التقدم الفني والتقني ويتركز ذلك بصفة أساسية في تطوير أحواش فرز البضائع ووسائل الاتصال بين الأحواش وبعضها وبينها وبين محطات البضائع وإعداد محطات الشحن والتفريغ بتصميمات ومعدات تواجه الحركة السريعة ثم أعداد خطوط ووحدات متحركة قادرة على مواجهة القطارات السريعة ذات الحمولات الكبيرة فلايمكن الاعتماد على نظام يلحق عربات البضاعة بعد مغادرتها نقط الشحن المختلفة بقطارات محلية تنقلها إلى أقرب حوش فرز حيث يتم إعادة تكوين قطارات جديدة لتتجه إلى أحواش فرز أخرى وفى كل من هذه الأحواش يتم تكوين قطارات محلية لتوزيع العربات على محطات التفريغ في دائرة هذا الحوش، ففي هذا النظام يكون الوقت طويلاً للنقل كما أن تاريخ وصول العربة إلى جهة التفريغ من الصعب تحديده مسبقاً.
    ولكن رغبة جمهور العملاء في استجابة السكك الحديدية المنتظمة لتقديم العربات للشحن في وقت معين والقدرة على إعطاء ميعاد أكيد للوصول لجهة التفريغ وبالسرعة المطلوبة هو الوسيلة الأكيدة لضمان إقبال العملاء على السكك الحديدية، كما أن التشغيل السليم لقطارات البضائع يعتمد على قدرة الجهاز المشرف عليها على تجميع البيانات عن القطارات المختلفة والعربات المتاحة للشحن بكافة أنواعها وبجميع محطات الشحن وعن طلبات العملاء المتوالية والمقابلة بينها وبين العربات المتاحة والقطارات الممكنة إلحاقها بها وأصدار التعليمات والتوجيهات بذلك وكل هذه المعلومات والبيانات والتعليمات مع ازدياد حجم الحركة وسرعتها والانضباط المطلوب في المواعيد أصبح أمراً فوق طاقة الجهد البشري.
    فنشأت الحاجة إلى أسلوب حديث يعتمد على العقل الإلكتروني حيث يطبق الآن على كثير جداً من السكك الحديدية حيث يجمع الجهاز الالكتروني كل البيانات والمعطيات ابتداءً من مراكز البيع في جهات الإنتاج ونقط الشحن والتفريغ وسير القطارات والعربات الفارغة المتاحة في كل موقع وأنواعها...الخ، ويعطى الجهاز نتائج هذه البيانات على ضوء المعلومات المخزنة في ذاكرته على شكل تعليمات تشغيل حيث تعطى للجهاز طلبات العملاء كمعطيات وقبول طلب العميل يبدأ خلال فترة معينة قبل ميعاد القطار المطلوب ويدرس هذا الطلب أوتوماتيكيا بناء على المعلومات المخزنة بالجهاز ونتيجة الدراسة تعطى تلقائياً لوحدة الجهاز الموجودة في محطات الشحن والتفريغ مع إمكانية تعديل الطلب أو إلغاؤه حسب رغبة العميل ويقوم الجهاز بتجميع وتوزيع البيانات والإجابات والتعليمات على الجهاز التي تطلب منه سواء الجهات الخارجية كالعملاء أو الداخلية وهى محطات الشحن والتفريغ ومراكز القطارات وإدارات الحركة (ويجمع البيانات الإحصائية لجهاز المراقبة) وهو يعطى الموافقات على طلبات الشحن ثم يعطى التعليمات لتقديم العربات للشحن وضمها على القطارات المطلوبة.
    ونموذج قبول طلب للشحن على الخطوط الحديدية اليابانية يعطى العميل وبسرعة فائقة الموافقة على نوع العربة المطلوبة وميعاد تقديمها وميعاد إلحاقها بالقطار وفى التاريخ الذي طلبه ويعرف العميل بذلك ميعاد وصول بضاعته بهذا القطار لمحطة الوصول وبذلك يمكن للعميل أن يرتبط تجارياً بتوزيع سلعته ومثل هذه الخدمة السريعة للسكك الحديدية هي الخدمة المثلى التي تتيح للسكك الحديدية أن تواجه متطلبات العصر الصناعية والتجارية وتعطى القدرة في نفس الوقت على مواجهة وسائل النقل المنافسة وزيادة على ميزاتها التقليدية وهى القدرة على النقل بأحجام كبيرة ولمسافات طويلة فإن مزايا استخدام العقل الألكترونى يعطيها المرونة والسرعة الفائقة والمواعيد المضبوطة لشحن وتفريغ وتسليم البضائع من جهات الإنتاج إلى جهات الاستهلاك.
    إذن فالصورة التي يجب أن تكون عليها السكك الحديدية أن أرادت النقل السريع للبضائع هو إعداد أحواش فرز قادرة على مواجهة حجم الحركة الكبيرة والسرعة المطلوبة للتشغيل وإعداد محطات للبضائع مجهزة بوسائل الشحن والتفريغ وإعداد خطوط حديدية قادرة على مواجهة الحمولات الثقيلة والسرعة الزائدة.
    لقد تم تطور وتقدم كبير في تصميم أحواش الفرز حتى أمكن الوصول إلى الاتوماتيكية الكاملة بما يحويه ذلك من سكك للاستقبال وسكك للفرز وسكك للسفرية وسكك للفرز الجغرافي بكل تقسيماتها الفرعية وقمة تتحكم في تصريف العربات وترتيبات معينة للفرامل والتحكم الاتوماتيكى في سرعة العربات الهابطة من القمة والتشغيل الاتوماتيكى للتحاويل (أنظر نموذج دكتور هيرينجبون) إن أحواش الفرز هي بحق عصب السكك الحديدية والنهوض بالسكك الحديدية يعتمد أساساً على التطور والتقدم في هذه الأحواش والتركيز حتماً على تنشيط حركة تكوين قطارات البضائع لتتم في أقصر وقت ممكن لزيادة كفاءة النقل بالسكك الحديدية فحوش الفرز الذي يشتغل يدوياً فإن أقصى طاقة له هو فرز من ألف إلى 1500 عربة يومياً ولكن بإدخال الوسائل الحديثة في إعداد أحواش الفرز الاتوماتيكية فقد أمكن الوصول إلى فرز أكثر من 8000 عربة يومياً وقد درس بمعاونة الأبحاث العلمية المستندة إلى نظرية الاحتمالات تتابع العربات على قمم أحواش الفرز الكبير فباستعمال أجهزة حاسبة الكترونياً لتحديد النقط التي تبدأ فيها وحدات (عربات مفردة) العربات الهابطة من القمة في ترك القطار الهابط والإقتراق للدخول على مجموعة التحاويل المؤدية للسكة المراد الوصول إليها من سكك الفرز وتحديد المسافات المشغولة من سكة القمة من هذه العربات أو الوحدات أثناء انحدارها، وهذه المسافة تمثل المقياس الرئيسي الذي يمكن به حساب سرعة التدفيع على القمة (Humping Speed) في وقت محدد وهذه المسافات بعد حسابها بمعرفة العقل الحاسب تنقل بواسطة جهاز اتصال عن بعد لتشغيل قاطرات التدفيع بالسرعة المناسبة لكل عربة أو وحدة عربات وكلما أمكن مغادرة هذه العربات بسكة القمة بأسرع مايمكن ترتب على ذلك أن المسافات المشغولة من سكة الانحدار من القمة تكون أقصر ويمكن بناء على ذلك زيادة السرعات على القمة لدرجة كبيرة وبذلك نزيد من كفاءة حوش الفرز حيث يمكنه فرز عدد أكبر من العربات ويصبح ممكناً نظرياً الوصول إلى حد أقصى لعدد العربات التي يمكن فرزها يومياً وهى حتماً أكثر من 8000 عربة يومياً .
    فأحواش الفرز تقوم بفرز وتستيف عربات البضائع بينما تقوم مراكز التبادل بنفس الوظيفة ولكن بالنسبة للطرود ورسالات البضائع وتتركز الصعوبة الكبرى في طول فترة بقاء البضائع بها. وقد ظهرت تحسينات متعددة لكفاءة التشغيل في مراكز التبادل وذلك بتحويل التشغيل اليدوي إلى تشغيل اتوماتيكى بما يتضمنه ذلك من منشآت مناسبة في الأجهزة الاتوماتيكية الناقلة المزودة بآليات التحكم الإلكترونية المعاصرة.

    الخلاصة:

    لقد ورد في الأنباء أن المسئولين عن أمر السكة الحديد من السيد/ وزير النقل إلى المدير العام يتعهدون بالعمل الجاد من أجل إعادة السكة الحديد لسيرتها الأولى وأن هناك خطة ما قد أجيزت لإنشاء خطوط موازية وتأهيل وتطوير إعادة للصورة المثلى للسكة الحديد. وكل ذلك رائع إذا تأسس على أسس علمية صحيحة تتغلب على المنافسات الخطيرة التي تواجهها من وسائل النقل الأخرى وتقارن تكاليف الخيارات المتعددة بالإيرادات المتوقعة وترفض تدخلات اللوبيات المختلفة الباحثة عن مصالحها في أروقة اتخاذ القرار وهى معركة شرسة سوف تستخدم فيها كل الأسلحة فإذا كانت كلفة النقل الجوى بالطائرات تصل إلى 19 ضعفاً للنقل بالسكك الحديدية وكلفة النقل بالشاحنات تصل إلى حوالي 5 أضعاف مقارنة بالسكة الحديد وإذا تطورت مساهمة الهيئة للحصول على نصيب كبير من نقليات السلع الإستراتيجية وإذا استطاعت الهيئة جذب ثقة المسافرين والزبائن أو العملاء التجاريين بتوفير سبل الراحة والأمان والسرعة فإن المعركة مع قطاعات النقل الأخرى لن تكون سهلة فهاهي وسائل الإعلام تحدثنا عن اجتماعات تعقد ومطالب تبحث عما يسمونه بمهددات قطاعات النقل الأخرى لإلغاء الرسوم والجبايات ووقف تدهورها ومعالجة قضايا إعسارها وإغراقها وتبيان ما لتلك القطاعات من مساهمات وطنية في تخفيف حدة العطالة وتبيان أهمية المشاركة في وضع التشريعات !! فهل ستنتظر (اللوبيات) هدم المعبد على رأسها حيث تسجل السكك الحديدية نصراً كبيراً بتأهيل بنياتها الأساسية وتطويرها وزيادة سرعة قطاراتها إلى ما فوق المائة كم/ساعة وكسب ثقة الجمهور والزبائن وتعود الصناعات ومراكز الإنتاج لتعتمد اعتماداً أساسيا عليها فينطلق القطار الواحد وهو يحمل خمسة عشر أو حتى عشرين ألف طن، وهل ستترك تلك المبالغ الضخمة والتكلفة العالية التي يتطلبها تطوير السكة الحديد تنساب بهدوء سلس ودون عوائق لتحتل السكة الحديد مكانتها الاقتصادية والاجتماعية الهامة.
    وهل سيسمح بتمكين الهيئة من توسيع طاقاتها الترحيلية وتوصيل خدماتها لكل المناطق والمساهمة في تخفيض منصرفات النقل مما يساهم في تخفيض التكلفة والقيام بدورها في تركيز أسعار النقل حسب دورها كناقل رئيسي بمزاياها الفنية والاقتصادية المتعددة وصداقتها للبيئة ، وإذا كان إجمالي صادرات وواردات البلاد السنوية غير البترولية لاتزيد في المتوسط عن 3.9 مليون طن بينما الطاقات الترحيلية للشاحنات الموجودة حالياً تصل إلى 7 مليون طن سنوياً فيمكننا تخيل عتق المعركة القادمة!!! (تقرير ورشة عمل حول قضايا النقل بالسودان) ...
    لقد ورد في الأنباء أن شركة سكك حديد سينشوان التابعة لمجموعة السكك الحديدية الصينية ومجموعة هندسة السكك الحديدية بالصين قد وقعتا مع وزارة المالية السودانية اتفاقية مشروع الخط الثاني من السكك الحديدية الذي يربط ميناء بورتسودان بالخرطوم ويبلغ حجم العقد ملياراً و154 مليون دولار أمريكي ويبلغ طول هذه السكة الحديدة 792 كم ويشمل المشروع سلسلة من البرامج وسيستغرق تنفيذ المشروع خمسة سنوات وتراقبه شركة دورنير الألمانية (أنظر شبكة الصين – الانترنت 2مارس 2007م)، وفى تصوري أن تجديد الوحدات المتحركة والجرارات وتجديد الخطوط وتقوية الجسور وتحسين توزيع الأحمال وإعادة تخطيط المنحنيات وتقوية الكباري وإلغاء المزلقانات واستبدالها بالممرات السفلية أو العلوية ومراجعة مسافات الإشارات وإيجاد نظم جديدة للإشارات والاتصالات وتطوير أحواش فرز البضائع ووسائل الاتصال بينها وبين محطات البضائع وإعداد محطات الشحن والتفريغ بتصميمات ومعدات مناسبة والاستفادة من منتجات العصر الالكتروني كل ذلك بغرض زيادة سرعة حركة قطارات الركاب والبضائع ومن ثم ضمان ثقة الغالبية العظمى من جماهير الركاب والعملاء فإن كل ذلك سيحتاج إلى إعتمادات ضخمة إذ أن تلك العمليات مكلفة جداً حيث يتم استيراد معظمها من الخارج وبالأسعار العالمية التي تشهد ارتفاعاً كبيراً ولن تقل تلك التكلفة عن مبلغ المليار و 154 مليون دولار المرصودة لإنشاء خط ثاني مواز وما فائدة إقامة خط مواز ثاني إذا كان الخط الأول يعانى من إهمال في الصيانة وفى نقص استيراد جرارات أو عربات جديدة لسنوات طويلة أوصلت السكة الحديد إلى حالة عالية من التردي حتى وصل الأمر إلى أن حوالي 70% منها تجاوز عمره الإفتراضى.
    ثم أليس غريباً أن تتعامل أمريكا وأوربا وغالبية الدول الآسيوية مع النقل بالسكك الحديدية على أنه المستقبل بدليل ماتشهده من زيادة في الإقبال على إنشاء خطوط جديدة في معظم دول العالم كما يجرى تجهيز الكوادر الفنية المناسبة التي تقوم بإنشائها وتشغيلها ورصد الميزانيات الضخمة لدراسات تطويرها وزيادة سرعتها بينما يتراجع الاهتمام بذلك عندنا بل نسعى إلى تدميرها وتقسيمها كالغنائم بين شركات لاتملك الرؤيا الإستراتيجية لأهمية هذا المرفق في وحدة البلاد وسلامتها، وذلك بحكم تكوينها كشركات ربحية تبحث عن مصالحها.

    أتمنى أن تجد السكة الحديد طريقها إلى النصر والتطوير رويداً رويداً بدءً بتأهيل كامل لخطوطها ووحداتها وجراراتها وجسورها وكباريها ونظم إشاراتها ومحطاتها وأحواشها ولا يمكن إنكار دور السكة الحديد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي منذ بدايات القرن الماضي والى المستقبل البعيد، حيث ستظل السكة الحديد مؤسسة عامة مملوكة للدولة إذ أن أمر الخصخصة غير وارد فمن الناحية الاقتصادية نجد أن أصول السكة الحديد تبلغ أكثر من عشرين مليار دولار فأين ذلك المستثمر الذي يمكنه دفع مثل هذا المبلغ الضخم وليس هذا فحسب بل عليه بعد ذلك أن ينفق على تحسينه وتشغيله وأن يضمن عائداً يغريه على المغامرة، ويكفينا أن يكون لدينا سكك حديدية ملكية عامة لناقل وطني تساهم في تخفيض منصرفات النقل ومن ثم تخفض التكلفة وتساهم في ربط أجزاء البلاد وتقوية وحدتها ونقل ملايين الناس يومياً بأمان وراحة ونقل ملايين الأطنان بسرعة وكفاءة وتعود (سيرتها الأولى) و(صورتها المثلى)...!! وينطلق القطار فيصل عطبرة في ثلاث ساعات ويصل بورتسودان في 8 ساعات وذلك فقط بتأهيل الموجود والوصول الي سرعة تقارب المائة في الساعة دون الدخول في متاهات الخطوط الجديدة باتساعاتها المتباينة ... وبذلك تعود السكة الحديد لتلهم الكتاب ذكريات عزيزة وتلهم الشعراء غناء وشوقا ... !!!!!!!!!!!!!


    الدكتور عباس محمد حسن
    الخرطوم بحري

    المراجع:

    1- مستقبل السكك الحديدية : أ.م . محمود عبدالوهاب.
    2- ديناميكية حركة وسير القطارات : د. شريف فتحي الشافعي.
    3- جغرافيةالنقل في الوطن العربي : د. سعيد عبده
    4- سكك حديد اليابان القومية J N R.
    5- مجلة السكك الحديد العالمية.
    6- معهد الطرق والنقل بجامعة تريست.
    7- Maglev System
    8- British Railway Atlas
    9- Practical Railway Engineering
    10- Computer Aided Simulation In Railway Dynamics
                  

08-06-2008, 04:44 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السكة الحديد وخيارات التأهيل والتطوير (Re: Abbas Mohamed)

    بوست موفق
    بس يخيل لى إنو مسألة السرعة حتى 120 ليست بتلك الأهمية خاصة إذا حتكلف كل هذه الكلفة
    يعني الركاب إذا لقو 80 كيلو فى الساعة كفاية جدا ودا معناه مدنى الخرطوم فى ساعتين
    وبالنسبة للبضائع ما فارقة كتير
    زمان درسونا فى الإقتصاد إنو تكلفة النقل بالسكة حديد واحد على 16 من النقل البرى
    وهنا تكمن قوة وأهمية السكة حديد
    أما النقل الصحى صحى رخيص فهو النقل النهرى ما داير خطوط و لا غلبة زى مركب وميناء
    محتاجين ليهو شديد لربط الجنوب بالشمال
    هى أمنية
    أن أسافر بالقطر من بورتسودان حتى واو وبالباخرة من الخرطوم حتى جوبا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de