الموسيقار الموصلي ............. ومشروع الفرح القادم للدناقله

Quote: التراث النوبي سعدت كثيرا بالنبأ الذي قرأته في البورد الخاص بالدكتور عمر بوب حول تجربة تاصيل وتوثيق الأغنية الدنقلاوية عبر أحد أشهر وأعلم كوادرنا الموسيقية الاستاذ يوسف الموصلى انها تجربة ستكون ذات تأثير كبير وعلامة مميزة في هذا الفن النوبي الذي يعتبر اصل الفنون في السودان، والأساس الذي ارتكزت عليه أغنية الطمبور والتي يحاول البعض حاليا تجييرها لفئة معينة أو لقبيلة محددة، علما بأن الطمبور(الكسر) آلة نوبية قديمة، ويعتبر من أقدم الالات الموسيقية التي استخدمت في العالم، ولعل الاستاذ الموصلى أدرى بهذه الحقيقة ان عدم اهتمام النوبة بفن الطمبور أو اظهار ما لديهم من فنون راقية في هذا المجال يعزى الى تعدد الايقاعات والالحان المتنوعة الموجودة في خاطرة هذا الشعب، لذلك اشتهر النوبة كأعلام في كافة أنماط الغناء الشعبي وفيما يسمى بأغنية الوسط في السودان وعدم تركيزهم على نمط معين، بدءا من أغنيات الحقيبة التي كان لخليل فرح الدور الكبير في تحويلها الى أغنيات حديثة مع انه عاصر بداياتها الأولى لكنه بما يتوفر عليه من حس موسيقي أصيل استطاع أن يؤصل فنا آخر أصبح هو الآساس للأغنية السودانية الحديثة، ثم الفنان محمد وردي فالموصلى والقائمة طويلة جدا ان ظهور هؤلاء المبدعين كان نتاج اتكائهم على ارث موسيقى عريق جدا مكن لهم التفرد والاصالة، وهذا ما نريد توضيحه للناس عمليا، وليس عن طريق التنظير أو التمنيات الفارغة التي لا تؤصل شيئا0 ان فكرة بعث هذا التراث كان مدار مناقشات عديدة من لدن المهتمين بالتراث النوبي في مدينة جدة على وجه الخصوص، وكنت أكرر دائما وفي العديد من المحافل والمناسبات الثقافية ان الاستاذ الموصلي هو الأقدر على بدء مشروع كهذا يهدف الى تاصيل هذا التراث النوبي العريق، ومن ثم فقد سعدت جدا حين قرأت هذا الخبر عن امكانية تحقيق هذا الحلم الكبير ورغم وجاهة هذه الفكرة الا ان هنالك عدة أمور يجب استصحابها لضمان نجاح التجربة وتحقيق الأهداف المرجوة منها0 فليس القصد ان نتوجه بهذه الرسالة الى المتحدثين بالدنقلاوية أو المحسية فقط- وان كان الناشئة من ابناء النوبة ممن ولدوا في أرض غير نوبية هم المستهدفون أيضا= بل نشر الثقافة النوبية على غير النوبة من أهل السودان0 ان كل التجارب العظيمة من قبل بعض المبدعين من أبناء النوبة من أمثال نور الدين سيد على ، محمد صالح فضل طبق والشاعر جلال، لم تتعد تجاربهم الابداعية أبناء الدناقلة فقط، لسبب بسيط يتمثل في عدم فهم هذه اللفة من قبل سائر أبناء السودان، ولم تصاحب تلك التجارب ترجمة صحيحة لابداعهم، كما ان التوزيع الموسيقى للآعمال الموسيقية التي صدرت لم تقم على أسس علمية صحيحة أو على موهبة حقيقية تنشر هذا التراث0 لذلك ظلت متداولة بين الناطقين بهذه اللغة فقط، كما ان أغنيات الطمبور التي استخدمت ايقاعات الدليب لم تكن اضافة حقيقية يمكن أن تضع النوبة ضمن دائرة فن الطمبور في السودان0 من كل ذلك نخلص الى ان هذه التجربة يجب أن يتوفر لها كافة عوامل الانتشار، من اختيار جيد للنصوص المغناة، الى ابتداع فكرة للترجمة تحافظ على الاصل النوبي وفي نفس الوقت تخاطب المتحدثين بالعربية، الى اعتماد الالحان الشعبية السائدة في المنطقة وما أكثرها ووضع التوزيع الموسيقى الملائم، مع الحرص على توظيف الطمبور كآلة اساسية وبكافة الايقاعات المتوفرة في المنطقة من الايقاع النوبي الى الجابودي الى الدليب والعرضة وما الى ذلك من ايقاعات متنوعة أخرى0 ان هذا العمل الكبير يتطلب تضافر جهود كافة أبناء النوبة وخاصة الشعراء المبدعين منهم، واعتقد أن مدينة جدة ستعتبر محطة مهمة في هذا الاطار لوجود عدد من المبدعين والشعراء المميزين أمثال الشاعر نور الدين سيد على، ومحمد صالح طبق، اضافة الى ان جدة تعتبر مركزا يسهل دعوة كافة المبدعين اليها، كما أنه توجد بمدينة الرياض جمعية نشطة من ابناء النوبة وفيهم فنان اعتقد بأنه يملك خامة صوتية جيدة ويجيد التحدث بالدنقلاوية وهو الفنان عثمان حميدة الذي قد يعتبر اضافة حقيقية لهذا المشروع0 ومن هذا المنبر فانني آمل أن يتمكن الموصلى بزيارتنا في مدينة جدة للتفاكر حول هذا الموضوع وبحث امكانية تفعيل هذه الفكرة بالشكل الذي يرضي طموحات الحادبين، ولدينا فكرة شاملة عن هذا المشروع والذي سبق وان تناقشنا حوله كثيرا في كل من جدة والرياض والسودان، كما كنت قد بدأت مشروعا لتأصيل هذا الفن في برنامج خاص لى باذاعة دنقلا0 نكرر الدعوة بضرورة التعجيل في انجاز هذا المشروع ، كما نكرر دعوتنا لكل من الاستاذ الموصلى والدكتور بوب لزيارتنا في جدة أو التواصل معنا 0 سيف الدين عيسى مختار الزورات