|
Re: إتحاد طلاب جامعة الجزيرة .. التجربة والتاريخ (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
من أصقاع السودان المختلفة , كنا فى حدود المأئتى طالبا وطالبة .. فقط لا غير , عندما حضرنا للدراسة عام 1978م , كأول دفعة فى جامعة الجزيرة .
كان للجامعة منذ نشأتها أربعة كليات فقط : كلية الزراعة , كلية الإقتصاد والتنمية الريفية , كلية العلوم والتكنولوجيا .. وكلية الطب . وكان طلاب كل دفعة للكليات الأربعة لا يتعدى الخمسين طالبا .. وذلك حسبما ما يتطلبه النظام الدراسى الأمريكى الجديد , وهو نظام الـ ( Course Unit System) , الذى أخُتير للدراسة فى هذه الجامعة . كان من حسن حظنا أننا لم نجد أمامنا من يستهزء ويسخر منا من خلال هزليات "البرلمة" المعروفة فى الجامعات , وكان من سؤ حظنا فى الوقت نفسه , أننا لم نجد أيضا من يأخذ بيدنا ويوجهنا الى ما يجب , وما لا يجب , فعله فى مختلف ضروب الحياة الجامعية. فكان قدرنا ان نبدأ إى شئ وكل شئ من .. الصفر .
عندما حضرت أول مرة , وكشأن الجميع , كان فى إستقبالى مشرفوا الإسكان بالجامعة , وهم الذين أرشدونا الى غرف الإسكان المختلفة فى داخليات الطلاب فى الكلية الإعدادية . تعرفت على الحجرة والسرير والدولاب خاصتى , ووضعت شنطتى .. وخرجت الى النجيلة التى أمام الداخلية لأستطلع هذا العالم الجديد . وكان أول من ألتقيت خمسة من أبناء مدنى (التى كنت أتوجس منها ومن سكانها .. قبل ان أصلها) , وهم الأخوة بدر الدين بشير , وعبد الناصر , ومحمد الأمين الجعلى ومبارك وعبد العظيم عبد الغنى . كانوا يمرون على الطلبة والطالبات الجدد وهم يحاولون أن يخلقوا جوا من الإلفة والتعارف بين الجميع . كنت جالسا وحدى عندما أتوا الى وسألونى " الأخ من وين " ؟ , فأجبت: من كسلا , ولم أسكت , والأخوان من وين , فأجابوا كلهم : "من مدنى" . فكان ردى وبتلقائية : "الله يكافينا شركم" , وحاولت الإبتعاد عنهم , وركض خلفى عبد العظيم وعبد الناصر وأمسكا بى وهم يضحكان , "تعال يا شاب , ناس مدنى مالم ؟" , وتعالت صيحاتهم وضحكاتهم , فأنضم ألينا الجميع .
وذهبنا فى مساء نفس اليوم , كمجموعات كبيرة , وتناولنا أول وجبة لنا من الفول الضاحك و"المصلح" , فى سوق مدنى .. لأن "السفرة" لن تبدأ العمل إلا فى الغد .
|
|
|
|
|
|