|
Re: الحرب الضروس بين السنة والشيعة .. الى أين ؟؟ (Re: adil amin)
|
الأخ عادل أمين
تحياتى الطيبة
تعدد المذاهب المتخلفة , وإنقسام الفرق الدينية المتصارعة فى الإسلام , قديما وحديثا , واقع مخيف ومؤلم , وهو , وبلا أدنى شك , سبب التخلف المزرى الذى عاشته , وتعيشه .. وبإستمرار , كل الشعوب التى شاء لها قدرها أن تعيش فيما يُسمى بالعالم الإسلامى .
معارك جانبية طاحنة بين المسلمين أنفسهم .. مستمرة لأجيال , رجال دين وضعوا كافة خدماتهم وجهودهم تحت إمرة الحكام الظالمين لإدامة حكمهم , فجعلوا همهم الأول تشويه الدين نفسه من خلال وعيد وتهديد وإلهاء البشر , وإضاعة جهودهم فيما لا يفيد ولا ينفع , وتخدير عقول وقلوب الناس وتقييدهم ومنعهم من إستخدام الفكر والعقل والعلم فى مواجهة مشاكل العصر وحلها . ولم يكتفوا بهذا كله , بل توجهوا الى خلق العداوات وتغذيتها بين الشعوب والدول المختلفة , وهدم الجسور الواصلة بينهم , مما يخدم قضيتهم الأساسية فى إدامة هذا التخلف والإنحطاط الدائم لهذه الشعوب .. الإسلامية .
وعند الحديث عن الإختلاف الحاد بين السنة والشيعة , ففى ظنى , إن المشكلة الأساسية تكمن فى هذه "القدسية الكاملة" التى أضفاها , ويضفيها , علماء الدين على كل الرجال والنساء من الصحابة الذين عايشوا , وعاشوا فى , زمن الرسول الكريم , وفى تلك المحاولات المستميتة من جانبهم على إظهار هؤلاء الصحابة كأناس بلا نواقص أو أخطاء, ووضعهم فى هذا المنحى فى مصاف الأنبياء والرسل . وليس أدل على هذا القول , من تعمد النسيان والإهمال المستمر لتفاصيل الأخطاء والإختلافات الدموية والتى راح ضحيتها عشرات الآلاف من المسلمين , والتى حدثت بين هؤلاء الصحابة , وحتى المبشرين بالجنة منهم .
لماذا , مثلا , هذا التجاهل والإخفاء المتعمد , لحدث تاريخى مهم وخطير , كمحاصرة بيت الرسول الكريم ومحاولة حرقه من قبل صحابة أجلاء يقودهم عمر بن الخطاب نفسه , حيث كان بداخله وقتها , فاطمة بنت رسول الله "سيدة نساء العالمين" , وأبن عمه على بن أبى طالب , وأحفاده الحسن والحسين "سيدى شباب أهل الجنة" ومعهم جمع من الصحابة , الأجلاء كذلك , لمجرد أنهم رفضوا مبايعة أبى بكر لخلافة المسلمين ؟؟.
لماذا , مثلا ثانيا , هذا الإمتناع المتعمد عن الخوض فى تفاصيل تلك الإختلافات الدموية التى دارت بين أم المؤمنين عائشة وأمير المؤمنين , وقتها , على بن ابى طالب "رضى الله عنهما" , والتى أدت الى تلك المعركة الدموية بينهما , والتى تعرف بـ" معركة الجمل" ؟؟.
وهل كان فى مصلحة الدين الإسلامى نفسه , وفى مصلحة إنتشاره وتوسعه , أن يتم إضفاء هذه القدسية على هؤلاء الصحابة , وإخفاء أخطائهم المدمرة والقاتلة , والتى لا زالت عواقبها مستمرة الى اليوم ؟؟.
مجموعة من التساؤلات المشروعة جدا , والتى يمكن لها أن تطول وتستمر الى ما لا نهاية , خوضا فى الكثير من تفاصيل زمن "الخلافة الراشدة" , مرورا بالعهدين الأموى والعباسى , والعهد العثمانى .. الى يومنا هذا .
لك جزيل الشكر
|
|
|
|
|
|