|
الحرب الضروس بين السنة والشيعة .. الى أين ؟؟
|
يقول سنى :
ألا لعنة الله على الرافضة ولعنة الله على الخميني ولعنة الله على أبولؤلؤة المجوسي ولعنة الله على صبحي الطيفلي
فيجيبه شيعى:
ألا لعنة الله على صدام مبيد النساء والأطفال ولعنة الله على ملك السعودية الخائن ... ولعنة الله على تنظيم القاعدة الأرهاربى ولعنة الله على حماس سافكة دماء الأطفال
نوع هذه اللغة , وما شابهها , هو تمتلئ به ساحات الحوار والمنتديات الأسفيرية حول العالم , بين الكثيرين , من السنة والشيعة هذه الأيام . فلم تظهر الى العلن يوما , وتطفو الى السطح بهذا الوضوح وهذه القسوة , سمات الإختلاف الحاد والهوة المتسعة العميقة , بين هذين المذهبين الإسلاميين , السنة والشيعة , كما ظهرت به بعيد إنطلاق الحرب الإسرائيلية اللبنانية .. والتى لا زالت رحاها تدور حتى الأن.
كانت الإختلافات بينهم , ولفترة طويلة , مخفية داخل العبارات الدبلوماسية والكلمات المنمقة الرقيقة , التى توحى بأن هذا الإختلاف "البسيط" إنما هو إختلاف فى بعض الأمور "الفرعية" للدين ليس إلا , وأنه لن يؤثر يوما فى تآلف المسلمين ووحدتهم .
ثم بدأت تظهر الى السطح بعض هذه الإختلافات وفى إشكال محدودة , ولكنها قاسية ودموية فى بعض الأحيان , كبعض الأحداث التى وقعت فى أفغانستان قبل وبعد سقوط حكم طالبان , وأتسع مداها وأزدادت دمويتها فى الهجمات المتبادلة وإستهداف مساجد الطائفتين فى باكستان , لتزداد ووتتسع أكثر وأكثر , بل وتصبح أقرب الى شكل الحرب الأهلية .. كما حدث , ويحدث يوميا , فى العراق .
أما إنفجار الوضع بينهم على هذا النحو الحاد والسريع والشامل , والذى يخوض فيه كل مسلمى المعمورة الآن , فإنما يدلل , وبقوة , أن دوام هذا الحال "الخاطئ والمعوج" .. من المحال . وكما ظل ديدن الشعوب العربية والإسلامية فى الإنصراف والتلهى ببعض الأمور الجانبية التافهة بدلا عن مواجهة المشاكل المزمنة والمستعصية لمجتمعاتهم وتحليلها وتشريحها .. لإيجاد الحلول العملية الناجعة لها , وعلى نسق إخفاء ومداراة الأوساخ تحت السجاد العجمى الأنيق , بدلا من إزاحته والتخلص منه ومن تبعاته , ترُكت هذه الإختلافات , العقائدية والمذهبية الكبيرة , تنمو وتزدهر فى صدور وعقول الطائفتين , ولإجيال عديدة , وظلت الهوة تتعمق وتتسع بين الجانبين فى تمويه وصمت مريب من قبل كل القادة والإئمة والمفكرين للأمة الإسلامية .
ولربما كانت طبيعة الحكم الدكتاتورى المتسلط , والآلة الأمنية القمعية للحكومات العربية والإسلامية , والذى يعنى معهما الغياب التام للأعلام الراشد الحر , والصحافة والمنابر الحرة , وحجر الأقلام النظيفة النيرة التى تسعى الى صلاح وتقدم الأمة , هو ما أدى الى دفن جمر نيران القتنة بين السنة والشيعة تحت الرماد , طيلة هذه الفترة الطويلة , إلى أن هبت عليها رياح الحرب اللبنانية الأسرائيلية القوية .. وأشعلت أوارها .
وأيا كان الأمر , وفى هذا الصراع الإسرائيلى اللبنانى المستعر , وعلى الرغم من أن بعض الدول العربية "الكبيرة" فضلت أن تقف منه موقف المتفرج , هذا إن لم تقف فيه سرا الى جانب دولة إسرائيل نكاية فى الطائفة الشيعية وفى حزب الله الذى يمثلها فى هذا الصراع من جهة , وخشية من تزايد النفوذ الإيرانى فى كل المنطقة على حساب النفوذ العربى .. من جهة أخرى , فلن يستطيع كائن من كان , أن ينكر على حزب الله صموده الأسطورى أمام أكبر وأقوى جيوش منطقة الشرق الأوسط قاطبة , بل وإذلاله أمام كل العالم , وإلحاق أكبر الخسائر بعتاده وبجنوده . ولا أحد يستطيع أن ينكر على السيد حسن نصر الله تنظيمه وقيادته لهذا الحزب مما مكًنه من تحقيق هذا النصر الكبير وإحتلال هذة المكانة العالية فى قلوب وعقول الكثير من المسلمين حول العالم .
ولكن , فى نفس الوقت , وعلى الجانب الآخر , هل يمكننا التغاضى عن هذه الشطحات العقائدية الكبيرة للشيعة عن الإسلام الذى نفهمة ونعرفه كسنة , وهل بإستطاعتنا حقا إغفال هذه الحملة الشعواء , التى يطلقها أئمة الشيعة ومفكريهم , فى حق رموز إسلامية أساسية , وفى حق أسماء فى حجم أبى بكر وعمر وأم المؤمنين عائشة , رضى الله عنهم جميعا ؟؟.
وأخيرا , هل يمكن السماح لهذه الحرب العقائدية والفكرية , والتى تتطور الآن الى حرب قتالية مدمرة , أن تستمر ؟؟.
أم من الأفضل وضع وطرح مجموعة الإختلافات الفكرية والعقائدية على الطاولة أمام الجميع , وتشريح جميع أركانها وجوانبها عبر الحوار الفكرى الحر والشفاف والعاقل , فى منابر علنية حرة , وذلك من أجل تضييق وردم الهوة بين الطائفتين .. لإرساء السلام الحقيقى بينهم ؟؟.
|
|
|
|
|
|