|
Re: قطبى المهدى : محاولة تغيب الحقائق .. والإسفاف اللغوى (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
Quote: أما التغييب المتعمد لممثل الحكومة السودانية وتجاهل الحكومة أصلاً والإصرار على دعوة قادة الحركة بإعتبارهم حكام دولة الجنوب، والإيحاء بألا دخل لحكومة السودان في الشأن الجنوبي.. فكل هذا يكشف عن الطبيعة المتخلفة لهذه العصابة التي ابتليت بها الولايات المتحدة والشعب الامريكي. هذه الحكومة التي تدعي أنها زعيمة العالم المتحضر وأنها القوة العظمى الوحيدة، لم تتعلم بعد شيئاً إسمه »المجاملة الدولية« »Comity of Nations« ولا تهتدي بالقانون الدولي في سياستها الخارجية بل تلجأ للبلطجة.. وسوء الأدب كأساس وحيد لممارسة علاقاتها مع الآخرين. هذه هي نفس العقلية التي إستخدمت القنبلة الذرية ومحقت بها مدينتي هيروشيما وناجازاكي بمواطنيهما الأبرياء من أطفال ونساء وعجزة وبكل ما فيها من مدارس ومصانع ومستشفيات. وهي العقلية ذاتها التي صنعت مأساة فيتنام وافغانستان والعراق وتريد أن تكرر ذلك في السودان. حفنة من اليهود والأصوليين النصارى المتهورين والبلطجية العنصريين.. لقد سودوا وجه أمريكا واساءوا للشعب الامريكي أيما إساءة.. فلم يعد أحد يصدق أن هذا السلوك هو سلوك شعب متحضر.. أو ديمقراطي جدير بأن يدعي أن دولته هي قائدة العالم الحر. لقد »لبد« هؤلاء يوم كان الإتحاد السوفيتي يهددهم بجبروته فلم نسمع بهم يتدخلون بجيوشهم لإنقاذ شعوب أوروبا الشرقية بدعوى حقوق الانسان أو الحرية المفترى عليها. لكنهم الآن يفعلون ذلك مما يؤكد أنها »البلطجة« وحدها وليست القضية أو المباديء. نحن لا نعتمد على أحد غير الله ثم شجاعة شعبنا.. لكننا بعد ذلك نراهن على وعي الشعب الأمريكي وعناصره الليبرالية الحرة التي ستدرك يوماً ماجَّرته عليها هذه العصابة الحمقاء. وستكون ردة الفعل من داخل أمريكا. أما السيدة الوزيرة فأرجو أن تتجول في أحياء الأمريكيين الأفارقة لتكتشف زيف الحفاوة »والحنِّية« التي إستقبلها بها جزارو العراق وفلسطين.. وأن جنوب السودان لا يختلف عن الجنوب الامريكي.. وأن نفطه لا يختلف عن نفط العراق.. لقد عشنا يا ربيكا كأفارقة في أمريكا فنحن نعرف.. السعيد من إتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه. |
دعنى يا سيدى أولا, أبدأ بهذه الجزئية من مقالك الثانى أعلاه , لتبيين مدى حالة الإنفصام والكذب والنفاق التى تعيشون فيها.
لقد وصفت الحكومة الأمريكية , ولمجرد أنها تجاهلت الحكومة "السودانية" وممثلها فى واشنطن , بالبلطجة وسؤ الأدب , وبالعصابة المتخلفة التى أبُتليت بها الولايات المتحدة , وبأنهم حفنة من اليهود والأصوليين النصارى المتهورين والبلطجية العنصريين .. الذين سودوا وجه أمريكا واساءوا للشعب الامريكي أيما إساءة . ثم أخذت عليهم بأنهم " لبدو" عندما كان الإتحاد السوفيتى يهددهم بجبروته . ثم أدعيت بأنك لا تعتمد على أحد غير الله ثم " شجاعة شعبكم ", ولكنك رجعت مرة أخرى لتراهن على وعي الشعب الأمريكي و"عناصره الليبرالية الحرة" التي ستدرك يوماً ماجَّرته عليها هذه "العصابة الحمقاء" , وعلى ردة فعله التى ستكون من داخل أمريكا.
بالله عليك , هل فى وجهك ذرة حياء واحدة ؟؟.
هل حقا تتوهم أن الحكومة السودانية على طرف نقيض من كل هذه النعوت والأوصاف التى أطلقتها على الأدارة الأمريكية ؟؟.
ثم , ما هذه اللغة التى تخاطب بها الحكومة الأمريكية والأمريكان ؟؟ .. { لقد "لبد" هؤلاء يوم كان الإتحاد السوفيتى يهددهم بجبروته } !!
أليس أنت أحد مستشارى "رئيس الجمهورية" ؟؟. وقبل هذا .. ألم تكن متقلدا لمجموعة من المناصب السيادية والأمنية فى بلد أبتلى الله به حكمكم .. أسمه السودان؟؟.
أرأيت الآن , لماذا تتناوش السودان وشعبه كل هذه الخطوب والمحن ؟؟.
يا سيدى العزيز , كان من الأجدى والأولى لكم قبل كل هذه الولولة , وأنتم المغتصبون للسلطة , الإبقاء على صلات الود بينكم وبين شعبكم . كان من الأفضل لكم ولوطنكم ولشعبكم , وأنتم بلا تفويض لحكم الشعب , أن تمدوا يد الرحمة والعطف لهذا الشعب .. تحسبا لهذا اليوم الذى تتداعى عليكم فيه الأمم تداعى الأكلة على قصعتها . ولكنكم , ومنذ اليوم الأول , أخترتم وبملء أرادتكم , أن تحتقروا هذا الشعب وتحتقروا ثورته الشعبية فى أبريل بإطلاقكم سراح كل من حاكمهم الشعب من مجرمى نظام مايو . وأخترتم وبملء أرادتكم , أن تذلوا وتهينوا وتنكلوا وتبطشوا , وفى كل ساعة من ساعات اليوم الواحد , بهذا الشعب وتشردوه فى كل بقاع الأرض . هذا الشعب الذى جئت أنت الآن .. تتباكى عليه وتحتمى به وبشجاعته .
منذ الثلاثين من يونيو 89 , وبمجرد إغتصابكم للسلطة من حكومة شرعية منتخبة , لم تألوا جهدا قط , فى حل وعزل وإبعاد كل الأحزاب السياسية وقوى المجتمع المدنى السودانية عن الساحة السياسية, وأنفردتم وحدكم بحكم البلاد , وبإصدار قرارها السياسى والأمنى وبالتحكم فى كل مواردها الإقتصادية . ولم تألوا جهدا قط , فى سجن وتعذيب وقتل وتشريد مئات الآلاف من مواطنيكم . لقد كنتم يا سيدى , ولا زلتم , بلا رحمة , وبلا أخلاق .. وبلا ضمير .
كنتم , ولا زلتم , بلا رحمة , عندما سفكتم دماء طلاب الجامعات السودانية فى شوارع الخرطوم , وأعتقلتم وعذبتم فى بيوت الأشباح المئات من أعضاء القيادات النقابية والحزبية ومن أفراد الشعب , وفيهم من مات تحت وطأة تعذيبكم وقسوتكم , {وبالطبع , لا يُسأل خبير مثلك تدرب على فنون الإستنطاق والتعذيب فى أيران عن تفاصيل ووسائل التعذيب هذه}. لقد أحلتم الآلاف من مواطنيكم الى "الصالح العام" ولم تفكروا حتى فى مصير من يعولونهم من أسر وأطفال . وأقمتم المحاكم الظالمة , ونصبتم المشانق للناس وقتلتم , وبلا رحمة , مجدى وجرجس الطيار وفى حر أموالهم. وحولتم الحرب الأهلية فى الجنوب الى حرب جهادية , وفوًجتم لها الآلاف من شباب الوطن الذين قضوا فى محرقة حرب لقتل مواطنيكم فى الجنوب وقصف مدنهم وقراهم . وحتى هؤلاء الشباب الذين أجبرتموهم على هذه الحرب الظالمة , لم تتوانوا لحظة فى تصفية من تمرد منهم عليها فى معسكرات الأعداد والتدريب لها . ولم تكتفوا بمآسى وفظائع حرب الجنوب , فأشعلتم حروبا أهلية أخرى فى الشرق وفى دارفور , وقصفتم المدن والقرى , وقتلتم مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال , وشردتم الملايين من مواطنيكم وحولتموهم الى لاجئين داخل وخارج وطنهم.
وكنتم , ولا زلتم , بلا أخلاق , عندما قتلتم المئات من جنود قوات الحركة الشعبية بعد أسرهم . وعندما عذبتم وقتلتم "بولاد" بعد أسره. وعندما عذبتم وقتلتم الدكتور "على فضل" بدق مسمار فى رأسه , بعد أن أجبرتموهو على تسليم نفسه ليفدى شقيقة الذى أعتقلتموه لإجبار الدكتور "على فضل" على تسليم نفسه . وكنتم بلا أخلاق عندما حصدتم العشرات من مواطنى مدينة بورسودان الذين خرجوا فى مسيرة سلمية للمطالبة بحقوقهم .
وكنتم , ولا زلتم , بلا ضمير , عندما نهبتم موارد وأموال الوطن والشعب , بلا حياء أو خجل , وحولتموها الى منافعكم الإقتصادية الشخصية , وأسستم بها الشركات الخاصة بكم وبأسركم , وشيدتم بها الدور الفاخرة لكم ولأسركم , بينما شعبكم " الشجاع " يتضور جوعا فى المنافى ومخيمات اللجؤ .
بعد كل هذا , تأتى وتخاطب الشعب السودانى , بأنك لا تعتمد على أحد غير الله .. وعلى شجاعته !! .
مرة أخر يا سيد قطبى المهدى , هل فى وجهك ذرة حياء واحدة ؟؟.
|
|
|
|
|
|