يا ثوار دارفور بأبوجا : لا لأي تنازل .. و ليذهب سالم أحمد سالم الي ... حيث يشاء

Quote: المتمردون يهددون اتفاق السلام في دارفور ابوجا (رويترز) قال مراقبون إن فرص التوصل الى اتفاق سلام في منطقة دارفور بغرب السودان بدت ضئيلة يوم الاثنين رغم تمديد المفاوضات لمدة 48 ساعة واستشهدوا على ذلك بعدم ابداء المتمردين اي مرونة. وبعد انتهاء المهلة الاصلية عند منتصف ليل الاحد وافق وسطاء الاتحاد الافريقي في وقت مبكر يوم الاثنين على اعطاء الحكومة السودانية وحركتي التمرد في دارفور مهلة جديدة تنتهي عند منتصف ليل الثلاثاء للموافقة على خطة مقترحة للسلام هي ثمرة عامين من المحادثات. لكن بحلول صباح يوم الاثنين غادر علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني العاصمة النيجيرية ابوجا مكان انعقاد المحادثات. وكان طه قد وصل قبل ثلاثة اسابيع وعقد اجتماعات مباشرة مع قادة المتمردين وهو ما انعش الامال في التوصل الى اتفاق. وقال دبلوماسي يشارك عن كثب في المحادثات ان طه غادر لان اجتماعاته الاخيرة مع قادة المتمردين اعطته انطباعا بانهم ليسوا مستعدين لاجراء محادثات حقيقية. وقال الدبلوماسي الذي وصف حالته المزاجية بانها "محبطة" ان "اجتماعاته (طه) مع حركات التمرد امس كانت سيئة للغاية. كانت .. بصراحة.. مهينة جدا للحكومة." ولدى المتمردين الكثير من الاعتراضات على قضايا تتعلق بالامن وتقاسم السلطة واقتسام الثروات وهي المجالات الثلاثة التي يغطيها اتفاق سلام اقترحه الاتحاد الافريقي. ويقول وسطاء الاتحاد الافريقي ان المتمردين يصرون على ضرورة الوفاء بالكامل بمطالب معينة مثل منصب نائب رئيس لمواطني دارفور وحكومة اقليمية وهو امر غير ممكن تماما. وقال المصدر الدبلوماسي "اعتقد ان الفرص ضئيلة للغاية.. لا اعتقد ان الحركات تدرك انها تضيع فرصة كبيرة..الشيء الوحيد المتبقي لميني هو ان يدرك ان اللعبة انتهت." وكان يشير الى ميني اركوا ميناوي زعيم الفصيل الرئيسي لحركة جيش تحرير السودان المتمردة المنقسمة. ويعتبر ضم فصيل ميناوي هو المفتاح لاي اتفاق لان معظم القوات الموجودة على الارض تابعة له. اما بالنسبة لعبد الواحد محمد النور زعيم الفصيل الاخر في جيش تحرير السودان فهو معزول في حين يقول دبلوماسيون ان حركة العدل والمساواه الاصغر تعد الاكثر مرونة بينهم. وحمل المتمردون من اقليم دارفور الذي يعيش فيه خليط عرقي السلاح في بداية عام 2003 بسبب ما يعتبرونه اهمالا من الحكومة المركزية التي يهيمن عليها العرب. ويتهم المتمردون الحكومة باستخدام ميليشيا الجنجويد لسحق تمردهم. واسفر الصراع عن مقتل عشرات الالاف كما فر أكثر من مليوني شخص من ديارهم الى مخيمات في دارفور وتشاد المجاورة بسبب عمليات احراق ونهب واغتصاب. وقال الاتحاد الافريقي الذي ينشر سبعة الاف جندي من قواته في دارفور انه رغم توقيع هدنة في عام 2004 الا ان كل الاطراف لاتزال تواصل القتال. ويقول مراقبون ان المتمردين اهدروا تعاطفا دوليا كبيرا اما الحكومة التي ينظر اليها على نطاق واسع بانها الطرف السيء فقد استخدمت اوراقها الدبلوماسية بشكل صائب تماما. واعلنت الخرطوم يوم الاحد انها ستقبل اتفاق السلام المقترح ومن المقرر ان يوقع رئيس الوفد الحكومي يوم الاثنين على الوثيقة بالاحرف الاولى. وهذا يعني قبول الخرطوم لها رغم انه مازال بالامكان تعديلها. وباظهار استعدادها للتوقيع على الاتفاق رغم ما لديها من تحفظات تكون الخرطوم قد اعطت للمجتمع الدولي ما يريده بينما جعلت المتمردين يظهرون وكأنهم غير راغبين في السلام. ويطالب الاتفاق الحكومة بنزع سلاح ميليشيات الجنجويد قبل ان يلقي المتمردون اسلحتهم ويقول دبلوماسيون ان قبول الخرطوم هذا الطلب يعد انفراجة. ويكافح دبلوماسيون امريكيون يوم الاثنين لتنسيق تبادل التنازلات حول قضيتين امنيتين شائكتين على امل ان تساعد الانفراجة في هاتين النقطتين في فتح الطريق امام مفاوضات اوسع نطاقا. والقضيتان تتعلقان بنزع سلاح الجنجويد ودمج القوات المتمردة في صفوف الجيش السوداني. ويمثل نزع سلاح الجنجويد مشكلة للحكومة لان العديد من الميليشيات القبلية في دارفور ينظر اليها من قبل مجتمعاتها على انها مشروعة ولا تريد الخرطوم ان تجد نفسها مضطرة لنزع اسلحتها جميعا. وتريد وضع اليات للتحقق من نزع السلاح مما يعكس هذا القلق. ويريد المتمردون دمج بعض مقاتليهم في القوات المسلحة السودانية ويشكون من ان وثيقة الاتحاد الافريقي لا تفي بهذا المطلب حسب رغباتهم. وعرض دبلوماسيون امريكيون قائمة تتضمن مقترحات تسوية وقال امين حسن عمر المتحدث باسم وفد الحكومة انه لا يزال بالامكان ادخال تغييرات جوهرية فيما يتعلق بقضية دمج المقاتلين المتمردين.