|
|
 ملف الفنان التاج مصطفى
|
ملف الفنان التاج مصطفي:
ياغايب عن العين... أم يا نسيم أرجوك
أعداد و أشراف:د.عبد القادر الرفاعي
إهداء الملف:
إلي د. الصادق ازرق.
إلي الدبلوماسي الشاعر صلاح أحمد محمد صالح.
والى الشعراء محمد طه القدال.
والي محمد الحسن سالم حميد.
وبالطبع إلي الحبيب الغالي الشاعر محجوب شريف. .
التاج مصطفي...سحروك ولا مالك
بقلم: د.عبد القادر الرفاعيالإهداء إلي :
أصدقائي خالد الزين الحبيب
ود.مرتضي الغالي
باغت العمر التاج مصطفي وهو في الثانية والسبعين ولكن ميقات الأجل لم يؤخر حصاد زرعه الوفير ، فالتاج شب علي الغناء مبكرا ومضي بعد أن عرف حجم موهبته وأدرك نوع إبداعه وقوة اندفاعه وان مشروعه كان قد اكتمل و أزهر و لم يعد فيه من مزيد. إذا تحدثنا عن أرث التاج مصطفي في الموسيقي عموما وفي الغناء في السودان وخصوصا ، تتجلى قيمته علي نحو بارز وبناء.
إذ ما إن بوسع نقاد فن الغناء أو الباحثين في فن الموسيقي الحديثة أن يدخلوا بهذا الباب من دون بعتبة التاج مصطفي وداره
فمن هو هذا المغني الموهوب و الموسيقي البارع الذي اثري وجداننا مثلما اثري المكتبة الموسيقية السودانية بمؤلفات هامة أظن إن المدرسين و الدارسين يحتاجونها في ذات الوقت ؟
ما هي ميزة التاج مصطفي عن غيره في هذا المجال ؟
حين ولد التاج مصطفي ( سيرته الذاتية مضمنة ) ولد معه في الوقت نفسه و ترعرع عشرات الأشخاص و لكن موهبته مكنته و وحصنته بموقع متميز بين أبناء جيله .
ربما كان لظروف السودان دورا كبيرا في التعتيم علي الفنان التاج ومعه الفنان الراحل العاقب محمد حسن وغيرهم من المغنين والعازفين الأفذاذ ، ومع ذلك فالحقائق تبقى صلبة ويبقى التاج مصطفى والعاقب محمد حسن ورفاقهم وغيرهم عينة رائعة من تلك الثورة القومية المحاصرة.
وإذا علمنا بأن المفكرين العرب الأوائل قد صنفوا الموسيقى كواحدة من العلوم الرياضية إلى جانب الطب والفلك، أدركنا الميزة التي تمتع بها التاج مصطفى في بحثه عن التفقه في علوم الموسيقى وزيادة الكشف عن أسرارها، وسعيه لوضع يده على مفاتيحها وطاقاتها وخصائصها. هكذا وجد التاج نفسه أمام هذا العلم الهام وأن يطلع على عالم ساحر رحيب كما يقول، وعمق فهمه على المستويين المعرفي والتكنيكي.
يبقى أن يقف المرء باحترام شديد لشعب السودان الذي ما انفك ـ رغم محنته الممتدة ـ لعقود من الزمان ـ أن يدفع أفواجاً من الفنانين والموسيقيين والعلماء الموهوبين في حقلي الغناء والموسيقى من أمثال التاج مصطفى وإبراهيم الكاشف وعثمان حسين وحسن عطية وأحمد المصطفى ومصطفى سيد أحمد وآمال النور وفرقة عقد الجلاد والسر عبد الله ووهبه وبدر التهامي إلى آخر العقد النضيد.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
لقاء مع الفنان الراحل
التاج مصطفى
أجرى اللقاء: د. عبد القادر الرفاعي
الغناء ... كيف اكتشفت صلتك به وكيف تعرفت على موهبتك؟
** والله.. يا أخي المسألة بالنسبة لي ما مسألة اكتشاف ـ علاقتي بالغناء علاقة قديمه جديده.. يمكن أقول أنها بدت من زمن بعيد.. منذ الطفوله، أنا اتكلمت كتير عن أثر الصوفيه.. وعن أثر الثقافة السائده زمان أيام كنا بندرس في المعهد العلمي .. أثر علي كثير جداً الشعر العربي والمديح والدوبيت والأغاني الشعبية.. دي كلها مشحونه بالموسيقى والايقاعات وهكذا... كده بدت العلاقة. وكده شبيت وانطلقت.
أستاذ التاج... إذا طلبنا منك أن تحدد لنا من خلال الموسيقى التي أبدعتها والغناء العذب الذي تميز به انتاجك ـ نقصد أن تقيِّم لنا عطاءك... ماذا تقول؟
** الحقيقه ما بقدر على إجراء هذا التقييم أنا أشوف الشيء الصحيح أن يقوم بي ده الناس اللي أحبو انتاجي الغنائي والموسيقي... هذا دور النقاد والناس والمهتمين اللي تابعوا قضية فن الغناء... وأضيف أن تقييمهم لإنتاجي لازم يتم من خلال تقييم شامل لدور الفنانين والمغنيين اللي عاصروني وعاصرتهم، ومن هنا المقارنه بين ما انتجه ابناء جيل هو أنو بساعد على الاجابة على سؤالك.
أستاذ التاج... هل توقفت عن العطاء؟؟ أم ما تزال؟؟
** والله تعرف مافي فنان حقيقي بيتوقف عن العطاء... لكن الصحة ليها أحكام وكذلك العمر.
هل أدى استاذ التاج رسالته كاملة؟
** والله أنا ما أقدر أقول أني أديت رسالتي كامله... ليه؟ لأني مش رسول أو نبي، لكن أنا راضي عن ما قدمته من مجهود. راضي من نفسي، ويمكن أزيد باني سعيد أني حضرت التقدير والتقييم لجهودي.
أستاذ التاج... تتابعت وجهة نظرك مع وجهة نظر عميد الأدب العربي الدكتور طه حسن. فقد سئل العميد ذات مره عما إذا كان يعتقد بأنه قد أدى رسالته كامله؟ فقال: "أنا مهما يطل عمري لا أملك أن أكمل رسالة، وأنا غير راض عن نفسي وعن عملي. ولعل الرسل هم وحدهم الذين أتموا ما أنيط بهم من رسائل وما نحن برسل"؟
** التاج مصطفي معلقاً ((صدق)).
أستاذ التاج... ممكن نسمع منك قصة أغنية يا نسيم أرجوك؟
** جداً .. الحقيقة الأغنية دي ـ أقصد يا نسيم أرجوك، أنا تعرفت على الأغنية عن طريق صديق عزيز هو الاستاذ عبد الله علي أردب، معلم يسكن جوار مسجد الأمين عبد الرحمن بمدينة أم درمان شارع مكي ـ العمدة وكان وصلتوا عن طرق صديق تاني اسمه احمد عيسى (مغني) وفني طباعة، لاحقاً التحق بمعهد الموسيقى والمسرح... كنا بالإشتراك مع المرحوم خالد ابو الروس والاستاذ سوميت وأيضاً محمد فضل المولى التوم (ضابط عظيم)... كنا كلنا نعمل في فرقة خالد ابو الروس للتمثيل ـ عوض الحسين صاحب الاستاذ علي شمو... وكان عوض طالب بالمعهد العلمي... البيوت السودانية كان شى عادي جداً تستضيف الطلبه ... ما كان في كلفه... عوض الحسين كان يسكن مع صديق ليهو طالب في بيتهم... مره عوض دخل البيت، بيت صاحبه ده ووجد أخته في الديوان نايمه بره، كان البيوت فيها برندات، لما شافتو راحت جاريه وعوض رجع... اخوها عاتبها... ليه تنومي بره؟ ... أم صاحبو قالت ليه اختك دي قاعده على المنسج: "كان في توب اسمه الحمام طار" ... المهم البنت دي بعد ده رقدت واتغطت وما قامت تاني. بعد تجهيز الجنازة وبعدين بعد التشييع عوض الحسين كتب الأغنية، (يا نسيم أرجوك).
ثم ماذا عن عوض الحسين؟
** عوض الحسين أكمل المعهد العلمي وسافر إلى مصر ودرس بالأزهر الشريف، بعدها رجع إلى السودان والتحق بالتدريب بالمعاهد العلمية، أصبح مدير المعهد العلمي بكريمة، ثم نقل إلى المعهد العلمي في مدينة كسلا، ثم مدرسة الخرطوم الثانوية العليا بنين... عوض الحسين كلما يجي الخرطوم يتكرم بزيارتي، أنا كنت مدرب بالتدريب المهني، نقعد أنا وهو ونستعيد الذكريات ... يقول لي يا التاج ما تقول توفيت، هي لسه عايشة في وجداني ... قصت البنت دي أثرت عليهو شديد واصبح زاهداً في الحياة.
أستاذ التاج: انت خليت سكن حي العرب موطن فن الغناء في أم درمان ... لماذا انتقلت للسكن بام بده؟
** شوف ياخي أنا جيت أم بده بتأثيرالفنان الراحل المرحوم العاقب محمد حسن ... العاقب قال لي يا التاج ياخي أخير باقي عمرنا نقضيهو جنب بعض ... ده السبب ... لكن أنا أطلب منك شخصياً أن تهتم بتراث العاقب الغنائي والموسيقي. العاقب فنان كبير ولكنه ظلم ... أتذكر في سنة 1974م دعوهو لي برنامج في التلفزيون ودخلوا معاهو في أسئلة اتحولت لي مواجهة ... أثناء النقاش واحد من المشاركين في البرنامج قال ليهو وريني انتو عملتو شنو؟ ... طبعاً الكلام ده فيهو انكار شديد مش للفنان العاقب فقط وإنما لينا كلنا ده أنا كان رأيي وأنا أشاهد البرنامج. العاقب محمد حسن أبدع أغنية "هذه الصخرة"، "نحنا اتلاقينا مره"، "إدللي" ، "حنيني إليك" ، ده على سبيل المثال لا الحصر، أحب أضيف دراستو للموسيقى في مصر وقبلها بدايتو ليها في السودان ولكن لم يجد إهتمام ولا إنصاف... عشان كده أنا أرجوك تعمل حاجه من أجل العاقب.
حاشيه:
"أثناء الحوار أحس الفنان التاج مصطفى بضيق في التنفس مما جعلنا نتوقف عن مواصلة الحوار". مضى بعض الوقت ولم نتمكن من معاودة زيارته إلا في المستشفى وبعد خروجه من المستشفى لم نذهب له إلا في زيارات للإطمئنان على صحته.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عماد شمت)
|
ياسلام عليك ياابو خليل الله يعطيك العافيه
شكرا عبدالقادر الجميل واصل ونحن نواصل معك هذا المشوار الجميل
رحم الله الاستاذ التاج مصطفي ربنا يجعله من الابرار في جناته ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عماد شمت)
|
انصاف
كلمات عبد الرحمن الريح
ــــــــــــ
يا روحي أنصفني في حكمك
لأنه قاسي علي أنا يا حبيبي ظلمك
ـــــــ
تظلمني والأيام قد تنصف الإنسان
يشاهد المحبوب عفواً عيان وبيان
بالنسبة للطفك والرقة يا فتان
ما كنت تظلم من أضحى بيك ولهان
تتركني في الماضي مع إنه في الإمكان
تجدد الذكرى وتنسي كل الكان
ــــــ
هيامي بيك يا فاتن مصدره الإنصاف
أنصفت حسنك حب وأنصفت حبي عفاف
ذوبت قلبي معاني رقيقة في الأوصاف
هومت نفسي خيال في معبدك طواف
وسكبت روحي على كاس المحبة سلاف
هل بعد هذا أكون لسهام نواك أهداف
ـــــ
أنا يا حبيبي غرامي تركته للأيام
تركت حب ودموع وتركت شوق وهيام
عودت نفسي إذا ما اشتدت الآلام
أصبر على الحرمان وأضحى بالأحلام
جنة هواي العذري ندية كالأنسام
تخلي نار الشوق برداً علي وسلام
ـــــــ
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: فيصل محمد خليل)
|
يــــا غايــــــــب عــــن الــــعـــيــــن ...
أنــــت مــــوجـــــود فــــي عـيـــــنـــي الاتــــنــــــــيـــــن
هواك لازال بواليني ...
خيالك جوه في عيوني..
لكن انت ناسيني ....
وانا الاشواقي ليك زايدين..
يــــا غايــــــــب عــــن الــــعـــيــــن ...
أنــــت مــــوجـــــود فــــي عـيـــــنـــي الاتــــنــــــــيـــــن
وليه يا روحي متخاصمين....
بعد ما كنا متحابين...
ياروحي الفراق لمتين...
فراق يومين عليّ سنتين....
يــــا غايــــــــب عــــن الــــعـــيــــن ...
أنــــت مــــوجـــــود فــــي عـيـــــنـــي الاتــــنــــــــيـــــن
ياغايب عن عيني....
حصل ايه بينك وبيني....
تجافيني وتعاديني....
وتترك قلبي بين نارين..!!
يــــا غايــــــــب عــــن الــــعـــيــــن ...
أنــــت مــــوجـــــود فــــي عـيـــــنـــي الاتــــنــــــــيـــــن
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
ملف التاج مصطفى
شهادة الموسيقار المصري: محمد عبد الوهاب
عن جيل الصواريخ والمؤثرات الصوتية
في هذا الزحام من مطربي أشرطة الكاست، أنهم يتخذون الفن وسيلة لا غاية... وسيلة للشهرة السريعة والحصول على شقة وتلفون وعشرات البنات المعجبات ... ولو أنهم أدركوا أو عرفوا أنهم لو اتخذوا الفن هدفاً فإن الفن يعطي الموهوب منهم، صاحب الصوت الحسن المقبول من الناس، أضعاف أضعاف ما يتعجل الوصول إليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مجلة المصور: العدد 3436/17/8/1990م
ملف التاج مصطفى
شهادة الموسيقار: الطيب خليفة
تتلمذ التاج مصطفى على عازف القانون المصري/ مصطفى كامل
إنعكست ثقافة التاج الموسيقية على أعماله الغنائية
التاج مصطفى هو أول مطرب سوداني من أبناء جيله ثقف نفسه بدراسة علم الموسيقى على يد الأستاذ الموسيقار/ مصطفى كامل عازف القانون المصري والذي كان معلماً بالبعثة التعليمية المصرية بالخرطوم (مدرسة الملك فاروق الثانوية) ، وكذلك رئيس أوركسترا الإذاعة السودانية في الخمسينيات. وقد انعكست ثقافة التاج الموسيقية على أعماله الغنائية والموسيقية الحديثة. واستطرد الموسيقار الطيب خليفة مؤكداً ان التاج مصطفى مجددٌ في الموسيقى في المقدمات الموسيقية واللازمات الموسيقية الصغيرة فضلاً عن طريقة أدائه في الغناء نفسه، وقد ساعدته ثقافته الدينية والصوفية وعلاقته بجمعية أبوروف (مجموعة فراج الطيب) والحوارات الشعرية في انتخاب نماذج من الشعر العربي وأدائها بصورة رائعة.
شهادة الدكتور/ علي شلش
النقد المتنوع
النقد المتنوع هو نوع من المغامرة والارتياد لأراضي جديدة. ولكن من قال أن الناقد أو الأديب يجب أن يخصص قلمه لإبداع دون آخر؟
إن تاريخ الفن العالمي يقول بوضوح شديد أن التخصص مسألة مطلوبة في العلوم التطبيقية، أما في الإنسانيات فلا يوجد تخصص من هذا النوع على مستوى الإبداع. وفي رأيي أيضاً أن الإبداع والنقد وجهان لعملة واحدة، وهذه العملة هي حاجة الإنسان إلى الزاد الروحي أو العقلي أو الوجداني. قد يكون الناقد نفسه مبدعاً أو المبدع نفسه ناقداً لأن النقد شكل من أشكال الإبداع، رغم أنه يستند إلى نص أو أحياناً يعالج نظرية الإبداع في حد ذاتها بشكل عام.
ـــــــــــــــــــــــ
المصدر: دكتور/ علي شلش
مقابلة في مجلة آخر ساعة المصرية
(العدد 2915/ التاريخ: 5 سبتمبر1990م/ ص45)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
التاج مصطفى ... صورة في الذاكرة
بقلم الدكتور/ عبد القادر الرفاعي
لست أنساك والقيوم تجاوبن *** وروح النهار في اضمحلال
(الناصر قريب الله)
لم أعرف أي مغني كان يصدح بالغناء ولكني تتبعت الأثر ... كان السحاب يتدرج في الأفق ويسحب بأذياله الضوء الخريفي الشاحب ... ليترك السماء تموج بزرقة داكنة، كان الهواء مشبعاً برائحة الماء والسكون تتخلله فرقعة الرعود وبرق الخريف.
تلك الأيام، كنت في السابعة من العمر تحركت من بيتنا في حي الملازمين بأم درمان شرقاً متجهاً غرباً في خط مستقيم حتى بلغت جامع الضرير ومن هناك واصلت المشي ... هطل المطر مدراراً فأفزعني صوت الرعد فجريت ... دخلت المنزل المجاور لمخبز العطا شمال مدرسة الهداية الأولية (1912 ـ 1962م). كان في البيت أناس كثيرون ... من غرفة الديوان إنساب صوت الفنان عثمان الشفيع "في الضواحي وطرف المدائن " و "الشادن الفتان أحييت خيالي" و "الشال منام عيني وفؤادي جارحو" ... طربت أيما طرب. ثم انساب صوت التاج مصطفى "يا بهجة حياتي" و "يا غايب عن العين" و "أحبابي يا عيني أنا" وبادله الغناء (كورس) عثمان الشفيع، علمت لاحقاً أن ذلك اليوم يوم صبحية عرس ابنة عابدين عوض (ترزي الجيش) ... وقفت مبهوراً استمع للغناء الجميل حتى توقف المطر فمضيت في طريقي مخترقاً حارة المنعمية لشراء الكسرة من حبوبة سكات ثم عدت أدراجي. والآن أين ذهب كل هذا؟ ويردد الصدى ذهب يا ابن الدهشة في الماضي السحيق.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
الفنان التاج مصطفى
وتطور الغناء في السودان
بقلم: طارق فريجون/ مخرج تلفزيوني
الملهمة والفراش الحائر نقطتا تحول في تاريخ الغناء السوداني
في آخر سهرة إذاعية من راديو أم درمان، شارك فيها الفنان الراحل التاج مصطفى، أشار الفنان الراحل إلى أغنيته "الملهمة" وشاعرها عبد الرحمن الريح وقرنها بأغنية الفراش الحائر وشاعرها قرشي محمد حسن وأن هاتين قد دشنتا مرحلة انتقال بين مرحلة الحقيبة وانطلاق الغناء الحديث. هذه الواقعة توثق لجانب من الحوار الدائر حول تاريخ الغناء الحديث في السودان وتتعداه إلى حاضرنا المثقل بأسئلة لا يجد الناس لبعضها جواباً. الحوار هو نبض الشارع عندنا... بل يتجاوزه إلى آراء حادة حول الغناء في حاضرنا وعن مستقبله... يعتقد البعض أن ما نشهده اليوم أشبه بمسرحية من مسرحيات العبث... فأحداثها غير معقولة... وتطوراتها لا يمكن فهمها... أما نهايتها فهو مالا يمكن لأحد أن يتنبأ به!
على أية حال، الصورة في ساحة الغناء ليست بهذه العتامة، فكما تعيش وتستمر تلك الأصوات المعجزه فيها نطلق عليهم "الراحلين الباقين" مثل ابراهيم الكاشف وحسن عطيه والتاج مصطفى وأحمد المصطفى وعائشه الفلاتية وآخرهم مصطفى سيد احمد... الخ هؤلاء الذين مازالوا يملأون أسماع السودانيين ويسيطرون على وجدانهم بأغنيات عبقرية خالده في تراث حي يلازمنا في رحلة الأيام والسنين. وتلك الأصوات التي أستمر بقاؤها في أسماعنا بقوة وإقتدار حتى لو أحتجب أصحابها أو اعتزلوا الغناء مما لا يزال يحفظ للآذان السودانية تراث الأجيال في رواد الموسيقى والغناء.
ولعلنا ندعم وجهة النظر القائلة بأن الصورة ليست قاتمة في ساحة الغناء، ذلك لبروز عدة أصوات واعده في حدائق الغناء الجميل ويمثها جمال فرفور، عصام محمد نور، نادر خضر، عاصم البنا ووليد زاكي الدين بالإضافة إلى الأصوات النسائية، وغيرهم ـ لابد أن تحكمها الموهبه وتفرض عليها الخروج للناس في اطار فني جديد.
وفي الحقيقة فإن المسألة ليست بهذه السهولة، إذ لا يمكن أن تكفي الدراسة في المعاهد وكليات الموسيقى في غياب الموهبة والأداء بإحساس عميق بأن تصنع مطرباً يسمعه الناس ويحبون صوته. ولكن الحقيقة تبقى... الوجوه الجديدة لابد أن تتدفق في شرايين الأغنية السودانية لأننا لو قفلنا على الوجوه الموجودة والتي ما تزال على قيد الحياة، أو تلك غادرت الدنيا، فإن هذا سوف يوقعنا في دائرة التكرار عاجلاً أو آجلاً.
والوجوه الجديدة ليست مطلوبة في الغناء وإنما مطلوبة في مجال التلحين والتأليف الموسيقي. بهذا وحده نستطيع أن نبني لفن الغناء نهضه جديدة وتزواجاً مستمراً بين الجيل القديم والجيل الجديد حتى لا يلفظ فن الغناء أنفاسه ونكون نحن الخاسرين. لا نستكثر على شعبنا وقد تجاوز تعداده الثلاثين مليوناً أن يفرز آلافاً بل عشرات الآلاف من المطربين الموهوبين.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
لقاء مع مولانا محمد التاج مصطفى المحامي
أجرى الحوار: دكتور عبدالقادر الرفاعي
والمخرج: طارق فريجون
* ألحان التاج مصطفى وأغانيه كلها تعبير عن ذكريات ... مثلاً لحن أغنية أنصاف في الأصل كان لحناً لنشيد من كلمات الشاعر محمد بشير عتيق ـ وبعدها طلب التاج مصطفى إلى عبد الرحمن الريح قصيدة تتماشى مع ذلك اللحن ـ أنصاف نظمها الشاعر الراحل عبد الرحمن الريح استجابة لطلب التاج في حفل خاص (أسماء أنصاف+عفاف).
- وفي مرة تقابل التاج مصطفى مع عتيق وسأله عن أحوال الوطن (يعني عايز تعليق على الأوضاع) فرد بشير عتيق قائلاً:
"تسألني عن حالي وعارف بلادي تقسمت أحزاب بين النوادي"؟
• نبحث عن قصيدة بليتني مثلاً؟؟
• عمل منظم للقلب ـ لكن الوفاة حدثت نتيجة لانسداد في المعدة .
• لحن للكاشف عدة أغاني ـ رسائل ـ غصباً عنك ـ ولهما صورة (الكاشف والتاج) الصورة موجودة في إرشيف جريدة الصحافة.
• عائشة الفلاتيه لا تحتمل الجلوس فترة طويله ـ التاج يحفظ اللحن للتنقاري والتنقاري يذهب لتحفيظه لعائشة الفلاتيه.
• الموسيقار المصري مصطفى كامل لما يوزن القانون يوزنه على صوت عائشه الفلاتيه.
• كان يصغى بصورة عميقة حينما تغني عائشه الفلاتيه ـ لحن التاج للفلاتيه (عني مالهم) وأغاني أخرى.
• كانت بداية التاج مع اسماعيل خورشيد ثم انتقل إلى عبد الرحمن الريح ثم إلى عتيق ثم للشعر بالفصحى.
• عاود العلاقة مع عبد الرحمن الريح في مهرجان الثقافة الأول بقصيدة مطلعها:
أشجانا باللحن البديع
في الروضه عصفور الربيع
أشجـانا باللحن الشجي
خـلا الطيور تقبل تجي
للروض فصايل تلتجئ
في جو فرايح بنفسجي
ـــ
ذكرنــا أيام كان وكان
صور لنا الحاضر جنان
• عادت المياه إلى مجاريها ولم يفارقه التاج حتى وفاته.
• للشاعر اللبناني بشاره الخوري أغنية (المها أهدت إليها المقلتين).
• يواصل مولانا محمد التاج أن الفنان عثمان حسين قد أشار من قبل إلى أن الفنانين لم يعرفوا ضبط الآلات الموسيقية إلا بعد إصرار التاج على مهمة الضبط.
• كل إنتاج التاج مصطفى مستمراً خلال الفترة 1947 ـ 1962.
هل توجد رسائل خاصه به؟ نعم كثيرة جداً أحاول أجهزهاعشان تنشر ضمن الملف.
• أغاني التاج 124 أغنية.
• صديق التاج مصطفى نجار اسمه عبد القادر عبد الرحيم، عنده أغاني التاج المعروفة وغير المعروفة.
• هناك رسائل من رمضان حسن في الجنوب.
• نشأت صداقة حميمة بين التاج مع الشاعر محجوب شريف والشاعر عمر الدوش.
• كانت له علاقة قوية مع السياسي عبد القادر عباس تمساح.
• عبد الخالق محجوب كان يرتل القرآن بصوت جميل خلال الفترات التي كان يقضيها مختبئاً في بيتنا في أم بده أثناء فترة عبود. وكان التاج مصطفى يرى أن المرحوم عبد الخالق محجوب فلتة في تاريخ الشعب السوداني و وفاته كانت خسارة كبيرة على البلد. لكن هذه إرادة الله.
• منح التاج مصطفى بيته بامبده للحزب الشيوعي السوداني أيام نظام الفريق عبود لوضع ماكينات الرونيو في تلك الفترة. الذين اشتركوا في هذا العمل هم مهندس/ صديق يوسف ابراهيم و صائغ اسمه محمد نور السيد وقريب له دكتور اطفال اسمه يحي عمر.
• عقدت اجتماعات للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في بيتنا عدة مرات.
• محمد التاج ـ كنت أقول لوالدي ما لا أقوى أن أقوله لصديقي.
• لا يعترف التاج بان أغانيه الشهيرة ظلمتها أغانيه الخفيفة.
• غنى عيون الصيد كاملة في سهرة الإذاعة وأداها بصورة مختلفة.
• يتحدث التاج مصطفى عن مدير الإذاعة الأسبق متولي عيد بثناء عظيم.
• العاقب محمد حسن+ التاج مصطفى + الفاتح الطاهر وأملوا مع مصطفى كامل.
• واصل التاج مصطفى دراسة الموسيقى بالجامعة الشعبية.
• تقابل التاج مع صلاح أحمد إبراهيم في ايطاليا وكان يعمل (عامل طلبة) ... في الليل سمعهم إيطالي فأخذهم إلى مكان تؤدى فيه ليلة الذكرى ـ واشتروا لنا بدلتين.
• الشيخ قريب الله جد التاج مصطفى، ومذكور في أزاهر الرياض جدنا السايح قريب الله الشيخ قريب الله.
• أعز صديق للتاج هو العاقب محمد حسن، هو الذي تسبب في رحيلنا من حي العرب لأم بده.
• عندنا ثلاثة أخوات، جنوبية (ميري دينكاويه) وبقيت معنا أيضاً بعد وفاة أمها وتربت معنا حتى تزوجت أيضاً.
• لدينا أخ من جبال النوبة اسمه محمد علي من أبناء النوبه من عمره 6 سنوات.
• ولنا أخ تركي وآخر لبناني عاشا معنا 33 سنه حتى تزوجا.
• أبناء التاج مصطفى وبناته هم: محمد التاج+ الهادي التاج (محاسب) في السعودية.
• إحساس تخرجت في (كلية الشريعة الجامعة الاسلامية)
• هويدا تخرجت في (كلية التجارة)
• خالد التاج (خريج تجاره)
• مجدي التاج خريج (كمبيوتر/التقانة)
• سراج التاج.
• فاطمه التاج تخرجت في (أم درمان الإسلامية ، أصول الفقه)
• الوالدة حنانة مصطفى الشيخ ابنة عم التاج.
• زرنا مصر وقدموا لنا أغنية الوالد التاج (ليلة الذكرى) شعر حسين بازرعة وأخذونا لزيارة الأوبرا وقدموا لنا ليلة الذكرى.
• مقدمة موكب الذكريات للموسيقار مايسترلي. نفذ مايسترلي المقدمه ولم يكمل.
• كان عنده علاقة مع الشيوعيين وكان متفتحاً على الناس.
• كانت عنده علاقة قويه مع الإمام عبد الرحمن المهدي.
• حتى ناس الإنقاذ يزوروهو (الزبير محمد صالح) .
• كان يصرف ما عندو للمحتاجين .
• كان صديقاً للمرحوم عبد الماجد أبو حسبو، والزعيم إسماعيل الأزهري. والمرحوم عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ وقاسم أمين وحسن إبراهيم دبلوك (نائب وكيل وزارة العمل).
• له صداقة قوية مع يوسف الفكي (أول زيارة يقوم بها بعد صلاة العيد لأسرة يوسف الفكي).
• في زيارتنا للبنان غنيت (المها أهدت اليها المقلتين) ـ أعجب بها اللبنانيون وكان علي اللبناني حاضراً وكذلك الفنانة صباح والفنان وديع الصافي.
• علي اللبناني (كان يدرس بالجامعة الإسلامية بأم درمان) ويسكن معنا في البيت. ومازالت علاقته مع أسرتنا مستمرة.
• التاج مصطفى كان من مشجعي المريخ. وفي فترة من حياته كان يحمل الأثقال بنادي المريخ.
• آل شلقامي (دكتور نصرالدين ودكتور نور الدين) يرجع لهم الفضل في عودة التاج مصطفى للغناء.
• سافر التاج مصطفى كثيراً (مشرفاً على امتحانات التدريب المهني) بالفاشر ونيالا وجنوب السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
الاخ العزيز د. عبدالقادرالرفاعى
و الاخ العزيز طارق فريجون
أفرحنى هذا البوست عن المبدع الكبير التاج مصطفى ، فالتاج قمين بالاحتفاء ، جدير بان يعلى من يعرفون قدره بين الورى
اسمه ، و ينشروا على الناس سيرته الفريدة .
حادثتان و دلالة :
1 - كنت أحاور الفنان الراحل رمضان حسن ، و انا أعد يحثا صغيرا عن الوعى الطبقى بين محترفى الغناء لدينا .
سألت رمضان : انت يا رمضان فنان مشهور ، لكنك شغال عامل بسيط ... كيف قادر توفق بين الوضعين ديل ؟
قال رمضان ببساطته و و ضوحه المعروفين : يا خوى الفن فن ، و الرزق عند رب العالمين .....
و مالك يا خوى كلامك بقى لى زى كلام التاج مصطفى ؟
.................
2 - عندما كنت اشارك فى تحرير الملحق الثقافى بجريدة الميدان ، أهدى الى الدكتور الفاتح الطاهر نسخة من شريط أعده فى روسيا ،
فيه تنفيذ بالبيانو و الوتريات لمقدمات و موسيقى اغان سودانية انتقاها الفاتح ، احداها للتاج مصطفى ، و كلفنى بتوصيل نسخة أخرى
للأستاذ محمد ابراهيم نقد ، الذى أعجب بالشريط و اقترح على الكتابه عنه . قادنى مشروع الكتابة الى محاوة اصحاب تلك الاغنيات
و من بينهم العاقب و التاج . فى لقائى مع التاج قلت له :
- انت يا التاج دخلت الحزب الشيوعى سنة كم ؟
بانت وراء نظارته الوان الدهشة و الضيق و الحرج ...و قال :
- انت القال ليك انى دخلت الحزب الشيوعى منو ؟
ذكرت له الاسم .
قال : غريبة . و صمت
ثم قال ، و لم يزل تحت وطأة الانغعال : حأعمل فيهو بلاغ .
ضحكت . و واصلنا الحوار عن الفاتح و موسيقاه .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: فيصل محمد خليل)
|
الملهم التاج مصطفى
بقلم: اسماعيل الجزولي
* التاج تجسيد حديث شجي وصوت هامس وغناء عذب:ـ
امتدت علاقتي بالراحل المقيم الفنان الأستاذ التاج مصطفى أكثر من 23 عاماً أي منذ حوالي (1982م) عندما كان يزور أبناء عمومته جيراني أبناء الشيخ عبد المحمود الشيخ الطيب بالثورة الحارة الخامسة. حتى ذلك الحين كانت معرفتي به كأي معجب بفنه فقط... ولكن منذ ذلك التاريخ عرفت التاج الإنسان والصديق الوفي الذي يوقر الكبير ويحترم الصغير محباً ومحبوباً من زملاءه وأصدقاءه وطلابه ومعارفه. جلسنا سوياً في أمسيات عديدة مع رفاق آخرين فكان دائماً فارس هذه المجالس ذو عقل يشتعل ذكاءاً ونفس تتألق صفاءً ذو سريرة طاهرة واخلاق تعطر عذوبة كان مفتوناً بكل ما هو جميل مولعاً بالأدب متحدثاً لبقاً يسمع في صمت ولا يقاطعك اطلاقاً في الحديث ولا غرابة في ذلك فقد اكتسب كل ذلك من أدب التصوف فهو سليل أسرة الشيخ الورع قريب الله ابو صالح شيخ الطريقة السمانية. كان من أصحاب الرأي في كل ما يهم الفن والفنانين وكان أبرز المهمومين بالفن وتطويره.
له كثير من الأفكار والمقترحات والرؤى لتطوير التعليم المهني:ـ
كانت له أفكار ومقترحات ورؤى لتطوير التعليم المهني ومعالجة قضاياه المتشعبة خاصة أنه من كبار اساتذة التدريب المهني تتلمذ على يديه الآلاف ولم يشغله الفن عن أداء دوره التربوي لهذا النوع الهام من التعليم. كانت بيننا صلة ود ومحبة يزورنا ونزوره دائماً يحكي بصوت هامس ولكنه واضح عذب شجي عن ذكرياته وبداياته وعلاقاته بالآخرين وعن أم درمان القديمة عن الفن والفنانين والأدب القديم والحديث فكان موسوعة ثقافية وكان هناك دائماً تنازع في النفس انتركه يتحدث أم نطلب منه أن يغني فكانت معظم جلساته معنا حديثاً عطراً أكثر من غناء شجي والذي كما يعلم الجميع أنه كان علماً من أعلامه الظاهرة ووردة من زهوره العطرة ، عركه الدهر وخبر وخبرته الأيام فكان ثمرة ذلك فناناً متألقاً أثرى الساحة الفنية بل كان من رموزها القلائل الذين سموا بفن الغناء لحناً وأداءً. وأضرب مثلاً بأغنيتين فقط أولاهما (أيها الساقي) والثانية التي يقول مطلعها:
يا نسيم أرجوك روح لها وحييها
وبالغرام البي والشجون أحكيها
إلى أن يقول :
إن أبت أو صدت سيبها تتبع تيها
فهي جاهلة وغارقة في حنان والديها
والأغنية الأخرى باللغة الفصحى للشاعر ابن المعتز والتي يقول في مطلعها:
أيها الساقي اليك المشتكى
قد دعوناك وإن لم تسمع
إلى أن يقول:
غصن بان مال من حيث التوى
بات من يهواه من فرط الجوى
خفق الأحشاء موهون القــوى
كلما فكــــر في البين بكى
ويحه يبكي لما لـــم يقــع
وذلك يدل على اختياره النصوص الأدبية الرصينة والتي سكب فيها عصارة فنه لحنا وأداء ليعطر أجواءنا أريجا مازال شذاه يفوح كلما استمعنا لهذا الفنان المبدع. ذهبت اليه يوم جمعة ومعي قريبه الأستاذ سيف الدين عبد المحمود والأستاذ المربي مبارك أحمد الحاج بعد خروجه من المستشفي وإجراء وإجراء عملية ناجحة له قبل حوالى سنة من مرضه الأخير فوجدنا معه آل شلقامي ، سعادة القنصل نصر الدين شلقامى وشقيقه وجلسنا معه بعض ساعة كانت مفعمة وكانت روحه المعنويه فى عنان السماء مستمتعاً بتلك الزيارة وخاصة من آل شلقامى الذين هم الأقرب إليه أصدقاء منذ أكثر من أربعة عقود . وعلمت من ابنه أن تلك أول مرة بعد خروجه من المستشفى يكون بذلك التألق فآلينا على أنفسنا أن نكرر زيارتنا له. هذا الفنان ذو القلب الرقيق والمشاعر المرهفة والوفاء الصادق النبيل . يتجلى ذلك الوفاء فى يوم تكريم سعادة القنصل نصرالدين شلقامى من مدارس الخرطوم العالمية وكان ذلك قبل فترة غير طويلة من وفاته . لقد كنت فى ذلك الحفل حضورا ففوجئت بحضور الأستاذ التاج ذلك الحفل على كرسيه المتحرك رغم مرضه مع إبنه البار محمد التاج المحامي الضليع الذي ظلّ ملازماً له في كل تحركاته. فعاتبته على الحضور والمشقة من هذا المشوار من أقصى أم درمان إلى أقصى الخرطوم وخاصة أن السيد نصر الدين سوف يعذره إذا لم يحضر ولكنه قال لي بصوت قاطع أنه مادام هنالك نفس فيه لابد أن يشارك صديقه في يوم تكريمه ، وقد شاركه حضوراً وغناءً فأين نحن من هذا الوفاء الصادق النادر.
في حفل التأبين الذي أقامته جامعة الأحفاد للبنات تخليداً لذكراه العطرة وما قام به من جلائل الأعمال عامة ولتلك الجامعة الفتية خاصة التقيت بشخص كنت اتوقع أنه آخر من يغشى مثل هذه الحفلات والمنتديات ذلك الأخ المربي استاذي مبارك يحي عباس فاستغربت لمجيئه ولكن زال ذلك الاستغراب عندما علمت أنه من مدمني وعشاق فن التاج بل يحتفظ بكل أغاني التاج مصطفى سواء أكانت في اسطوانات أو شرائط كاسيت ومتتبعاً لكل نشاطه منذ أمد بعيد. هذا هو التاج الذي تغلغل في وجدان ذلك المربي الوقور وغيره كثيرون من مختلف المقامات.
أعزائي الأستاذ سيف الدين عبد المحمود والمدير عبد الوهاب العياشي والباشمهندس خليل محمد طه والمهندس اللاعب الفنان عطيه محمد الأمين الجابري (هل من عودة هل) إلى تلك الامسيات والليالي الجميلة العطرة ولا يسعني هنا لمخاطبتكم إلا قول الشاعر خليل فرح حينما نعى نفسه في رحلة مرضه الأخيرة للقاهرة من خلال قصيدته (ماهو عارف قدموا المفارق) والتي يقول في أحد أبياتها (مجلسك مفهوم شوفو رايق ==== عقده ناقص زول ولا تام) لقد فقدنا واسطة العقد وتفرق شمل لقاءاتنا وباعدت الأيام وضنك المعيشة بيننا.
ألا رحم الله الفنان التاج مصطفى الذي غالب المرض بقوة عزيمته وصدق إيمانه فأبت روحه إلا أن تنتقل إلى بارئها راضية مرضية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
• اسماعيل الجزولي 1/12/2005م
رئيس المجلس الأعلى للبيئة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
في ذكرى الفنان الراحل التاج مصطفى
شعر: صديق مدثر
كنت يا تاج نسمة أسعدتنا
بشعور قوي نبيل المعاني
كنت يا تاج بسمة في دجانا
تبعث النور في الفؤاد المعاني
يا سليل الشيوخ قد كنت فينا
علماً دافق الفن والايمان
وتدرجت في الحياة اصيلا
مفعماً بالغرام للسودان
خلق زانه الوقار وطبع
جاء من منبع الصفاء المصان
روحك السمحة استخارت طريقا
وتفانت لرفعة الفنان
صوتك الحالم انسياب مريح
انقذ الروح من لظى الأشجان
وبعثت النسيم وهو رقيق
ليناجي الحبيب في تحنان
ويغطيه بالعفاف ليغفو
في هدوء على أنوف الحسان
ذلك الصوت قد اتى بشعاع
فيه طيف من مشرقات الحنان
فيه بشرى لعالم ليس فيه
ما يؤدي بالوجد للحرمان
وتغنيت للأماني لتبني
بيديها سعادة الانسان
تلك دنيا صورتها بلحون
خالدات كاروع الالحان
وتركت الدنيا وفي السمع صوت
ذهبي يجوش في الوجدان
أيه يا تاج استرح وستلقى
كل فضل في جنة الرحمن
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
رحم الله الفنان القامة التاج مصطفى ... الذي قدم لنا الرائعات من الأغاني الخالدة في وجدان
السودانيين ، شكرا د. عبد القادر على هذا التوثيق الرائع ولا يأتى الوفاء إلا من أهل الوفاء.
وتقبل الله الفنان الأستاذ/ التاج مصطفى قبولا حسنا بقدر ما أسعد الناس بأغانيه الجميلة وسيرته العطرة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: حسن إبراهيم خليفة)
|
الملهمـــــــــة
كلمات:عبد الرحمن الريح
غناء:ـ التاج مصطفى
نور العيون انتى الامل
طال الفراق وانا
في اشتياقي.. كيف العمل
انت الامل.. وانت الرجا
والفرحة يا نور الدجا
اضمن الي عمري النجا
لو طيف خيالك لي جا
في الكون الكرى.. هل ارى
شخصك قريب.. هل ترى
انا في انتظاري لم ازل
يا ملهمة شعر الغزل
ــــــ
عيوني يا اخت الزهر
في حبك اعياها السهر
في جسمي تأثيرك ظهر
لو كنا مجتمعين سوا
ما كان على قلبي احتوى
حر النوى
ونار الجوى
وظلم الهوى
لكن انا.. اهواك يا كل المنى
.... مهما حصل
ـــــــ
امالي في الدنيا الجديدة
تتحقق امالي العديدة
بعد الجفا
القى الوفا
وحسن الصفا
اتهنا برؤياك هل؟
هل من وصال يا روحي.. هل؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: فيصل محمد خليل)
|
الابن حسن ابراهيم خليفة
لك التقدير على كلماتك التي تفيض صدقاً ووفاء ..
والشكر موصول لك ياأخ فيصل محمد خليل على أساليبك المبدعة في إحياء ذكرى الفنان التاج مصطفى.. شعراً ونغما .
ً
عبد القادر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
في وداع التاج مصطفى: ليلة الذكرى .. وأشجان الرحيل..
يلاك معاي في الزورق الزاهي الجميل!
بقلم الدكتور / مرتضى الغالي
لي صديق حميم أرسل لي عبر الهاتف المحمول رسالة غاية في القصر والبلاغة و (العجز عن السلوان) رغم محاولة تلمس العزاء عشية رحيل التاج مصطفى إلى الضفة الأخرى من الوجود والساحل الآخر للمصير البشري، قال فيها: أعزيك ونفسي وأحباب الطرب الأصيل واللطف الجزيل. وأعزي كل مزامير ومعارف الدنيا في رحيل التاج الذي يمثل (موت دنيا) وانطواء صفحة باذخة من (الذوق والجمال) والأناقة والرصانة والعذوبة!!
وجدت نفسي أدندن بما أفاض به علينا التاج من اختياراته البديعة، ذلك الموشح الذي يقول في أحد مقاطعه:
ما لعيني عشيت بالنظر
أنكرت بعدك ضوء القمر
وإذا ما شئت فافهم خبري
عشيت عيناي من طول البكا
وبكى بعضي على بعضي معي!!
مدخلات كثيرة من الرهافة والرقة والشفافية والابداع وعلو التذوق، جعلت التاج مصطفى (الرجل الحبوب) يختار من بين أشعار الدنيا هذا الموشح المترع بالأشجان (أيها الساقي إليك المشتكى) متجاوزاً (زرياب والموصلي)، ذلك الموشح الذي نظم أغصانه وأفنانه وتفريعاته (ابن زهر الاندلسي) وينسبه بعض الناس إلى (ابن المعتز) تارة و(ابن الخطيب) تارة أخرى. ولم يتوقف الرجل عند هذا الموشح الاندلسي فذهب إلى (موشح سوداني) متدفق صدر عن وجدان حسين بازرعة وخرج من بين (الحشا والأضالع):
تعالي واسمعي في الليل نجوانا
تعالي فالربى غنت للقيانا
ورف الطير في الأغصان نشوانا
وعودي قد كفى هجراً
بقرب الجدول السحري
وبين خمائل الزهر
تعالي يا منى عمري
نجدد ليلة الذكرى
هذا هو موشح (ليلة الذكرى) الذي أحدث فيه التاج مصطفى فتوحات غربية وعجيبة في المقدمات الموسيقية والأنغام الصادحة و (الميلوديات) الخافتة التي تماثل سريان الماء الصافي على حصباء الجداول الرقراقة!!
وليست هذه غير بدايات الإبداع الموسيقي النغمي الغنائي الجديد لهذا الرجل، حيث انفلت في مرحلة لاحقة إلى عتبة جديدة لم تعد فيها حدود (جرأة) الألحان والأوتار السودانية، كما كانت في سابق عهدها عندما اخضع الملهمة لعبد الرحمن الريح لملكوت الإبداع الطاغي:
نور العيون إنت الأمل
طال الفراق.. وأنا..
في اشتياق.. كيف العمل؟
ثلاث مرات وثلاث نقلات من المقاطع المنغومة وفق معاني كلماتها. والتي يسلم فيها كل مقطع انفاسه ونهايات تنهيداته الموسيقية (صاغ سليم) في أعلى ما يمكن أن يصل إليه الإبداع النغمي من ذروة. إلى المقطع الآخر الذي يتسلم الأمانة في دقة الحريص وحرص الواثق.
أنت الأمل وأنت الرجا
والفرحة يا نور الدجى
أضمن إلى روحي النجا
لو طيف خيالك لي جا
في الكرى .. هل أرى..
شخصك قريب يا هل ترى؟!
ثم بعد أن ينتهي هذا المقطع على خير ما يكون الترجيع. وعند التقلب ين (الأمل والرجاء) يأتي المقطع التالي الذي يتحدث من خلال الحروف والموسيقى عن:
عيوني يا أخت الزهر..
في حبك أعياها السهر..
في جسمي تأثيرك ظهر..
لو كنا مجتمعين سوا..
ما كان على قلبي احتوى:
حر النوى..ونار الجوى.. وظلم الهوى..
عبد الرحمن الريح والتاج مصطفى من أعاجيب مخلوقات الله التي أرسلها لتعطير الدنيا وسع ما يستطيعان.. وقد فعلا الأعاجيب وقد انطوى صدراهما على أسرار غريبة من (خيرية) الكلام والألحان والاختيار:
تعالي نرتوي من فيض روحينا
ونملأ من نسيم الفجر صدرينا
هكذا يغني التاج في موشح (ليلة الذكرى):
وعودي فالسنا قد شع حولينا
وذاب الموج في الأمل.. فأصغينا
.. إلى أنغامه السكرى
تتناجى الضفة الخضرا
فعودي قد كفى هجرا
وجددي .. ليلة الذكرى!
هذه هي المساحة التي التقت فيها انغام وايقاعات (السادة الصوفية) لدى التاج مصطفى، مع ألحان وترانيم الغناء الجميل! قال لنا التاج مصطفى مره أنه كان قريباً من أداء يا حنوني ولم استغرب!! نظرت إلى الطريقة التي تتم بها (الختمة).. الليلة..
يا حنوني..
عليك بزيد في جنوني .. الليلة..
هذه أيام عبد الرحمن الريح في الكلمات وفي الألحان وعائشة الفلاتية في الأداء:
من نورك المتوقد
يا الأخر الليموني
ختفت موية بصري..
وعميت عليا عيوني .. الليلة!
المرجع: جريدة الصحافة - العدد 3986 بتاريخ 3 يوليو 2004م
يتبع..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
في وداع التاج مصطفى: ليلة الذكرى .. وأشجان الرحيل..
يلاك معاي في الزورق الزاهي الجميل!
بقلم الدكتور / مرتضى الغالي
نواصل..
لم يتوقف التاج مصطفى عند موشح أيها الساقي:
ليس لي صبر ولا ليد جلدُ
يا لقومي عدلوا واجتهدوا!
انكروا شكواي معا أجد
مثل حالي حفه أن يشتكي
كمد اليأس .. وذل الطمع
فقد مضى إلى حيث تسوقه نفسه (الأمارة بالإبداع) ولم يسترح حتى وقع على الشاعر العباسي (محمد بن سليمان) الذي يقال له في كتب الأدب القديم (الشاب الظريف) فغنى له في لحن سوداني بديع:
لا تخفى ما فعلت بك الأشواق
وأشرح هواك فكلنا عشاق
ثم بعد ترجيع الكمانات و(نترات) آلة القانون و(زهزات) العود يعود ليقول:
فعسى يعينك من شكوت له الهوى..
في حمله .. فالعاشقون رفاق
ثم هو أيضاً يتجاوب مع الرومانسية الجديدة في لبنان ويغني لبشارة الخوري .. "الأخطل الصغير":
المها أهدت إليها المقلتين
والظبا أهدت إليها العنقا
وقبل ذلك كان التاج مصطفى قد ذهب إلى القاهرة والتقى مع عبقريين آخرين من رموز طبقات المبدعين السودانيين (عبد المنعم عبد الحي وبرعي محمد دفع الله). وهذه فترة أغاني (يا عين يا ساهرة) و (نعيش سوا) وانشودة (هيا يا أخي يداً يداً). فقد كانت تلك أيام العدوان الثلاثي على مصر الحبيبة!
هذه أيام المدرسة الوترية الغنائية الجديدة والتنافس الحميم بين التاج مصطفى وابراهيم الكاشف وعبد الحميد يوسف.. وعبد الحميد يوسف مغن (غير ساهل)، انظر له (غضبك جميل زي بسمتك).. وانظر له (قسماً بي عيونك ما استهواني دونك.. يا روحي العزيزة..) وانظر له (فصل الربيع أقبل أتى) وانظر له (يا حمام سيب هديلك.. يا الهمك في غيرك.. نوم ساعات قلايل لما يطل بديرك)!..
أما الكاشف فلا يحتاج جنونه العبقري وعبقريته المجنونة إلى (رفع ضوء).. ومما يروى عن الكاشف (سماعاً من غير توثيق) انه كان قد انزعج كثيراً من بزوغ عبقرية التاج مصطفى. وأحس فيه منافساً خطيراً وهو (الغيور على الصدارة)، فلم يكن الكاشف يقبل بأن تسارى نجمه في المدارات العليا (كواكب أخرى).. وعندما سمع الكاشف في ذروة هواجسه تلك أن التاج مصطفى ذهب ليدرس الموسيقى.. تنفس الصعداء .. وقال لمن حوله ما معناه (خلاص.. الله يريحنا منو)، فقد كان الكاشف من مدرسة (السليقة) وروادها العظام الذين يحسبون أن أية (علمنة) أو مدارسة للغناء أو تنويت للموسيقى يفسد الصنعة. ويجعل من يدخل في (هذه الورطة) أسيراً لقيودها!..
قد يشفع ذلك للكاشف إذا سمعت ألحان (صابحني دايماً وابتسم) أو (وداعاً روضتي الغناء).. أو (تعال نترك الماضي) أو (ليه نسيتني يا ناسي) أو (حبيب الروح إلاما).. أو (باسم الحب) أو (تعالي يا صباح) أو (ذكرياتي) أو (الشوق والريد) أو أغنية طه حمدتو نسيج وحدها (حبي القديم يا كنار)..
وما حاجة الكاشف لدراسة الموسيقى؟.. لكن هل (ارتاح) الكاشف حقاً من التاج مصطفى ولو على سبيل الدعابة؟!..
أيضاً يقول التاج مصطفى في ما أذكر أنه قام بتلحين ست أغنيات لعائشة الفلاتية منهن الحبايب (عني مالن صدوا واتواروا) التي كتبها التنقاري صاحب (كيف لا أعشق جمالك)!!
وفي فترة العدوان الثلاثي التاج والتاج مصطفى في مصر صدرت عنه اغنيات أخر منها (يا ثائر يا منتقم) و (يا اخوتي على ضفاف الاطلسي).. وله كذلك في الوطنيات (نشيد العلم).. واغنية تقول: هل هي غيرها؟!.. (رددي زهواً تراتيل النشيد) هناك درجة عالية من السمو غير مرقي (ليتني أنساك) هي أغنية (عازف الأوتار) لحسين بازرعة:
يا عازف الأوتار
مالك على قلبي
أشعلت فيه النار..
من جمرة الحب
أغنية جميلة أخرى تطابق النهج التاجي المصطفوي (راحة الضمير انت السمير.. القلبي برتاح ليك كتير).
زينة الشباب..
في العمراب..
أنا قلبي داب..
إيه سببو غير..
شبابك الغض النضير؟!
هذا هو (اللطف) الذي جعل هذا الانسجام بين الرجل وبين ما يغني:
بالنسبة لي لطفك والرقة يا فنان
ماكنت تظلم من قد اضحى بيك ولهان
تتركني للماضي مع إنو في الإمكان
تجدد الذكرى وتنسى كل الكان!..
يا روحي انصفني.. في حكمك
لأنو قاسي علي.. أنا يا حبيب ظلمك
وغنى التاج مصطفى من الأغنيات الهادئة .. (من أيام صباهو.. حبيب قلبي حباهو).. لعبد الرحمن الريح. بالإضافة إلى (عيون الصيد). كان يحب من أغاني الحقيبة (أنت بدر السما في صفاك) ويغنيها أيضاً بطريقته (الطيبية) التي تشبه مصافاة أهل (أم مرَّح):
قلبي دون الناس اصطفاك
روحي تسمو سماك ألفاك..
هذه هي تعابير الصوفية وكلا الأغنيتين لعلي المساح (للمفارقة):
قلبي واله بيك ما نساك
عانى فيك العنا من أساك
تكفي زورة طيفك عساك
يا حبيب القسا سيب قساك!!
علي المساح الذي كتب أيضاً (نغيم فاهك يا أم زين دواي):
أقيم ليلي وأحسب سهاي
يغيب عقلي .. وافقد نهاي
أنا ألفى جسمي ظاهر وهاي
أغيثيني .. دنا انتهاي
أما (ليتني أنساك) التي كتبها اسماعيل حسن، فقد كانت اغنية مذهلة في تركيبها اللحني بالتمهيد الهادئ الذي (يسبق العاصفة)، ثم في نضج قضية الأغنية في مرحلتها (الوسطى الاعدادية) قبل الشكوى الداوية أو اليأس العاصف الجميل من خلاصة عذابات الهوى:
قد مللت بكاي وتركت هواي..
.. حبي والآلام والجوى وشقاي
ليتني أنسى ما جنته يداي..
قد عرفت الحب.. أقسى من دنياي
فاتركي روضي .. أنت يا سلواي .. أنت يا سلواي..!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
في وداع التاج مصطفى: ليلة الذكرى .. وأشجان الرحيل..
يلاك معاي في الزورق الزاهي الجميل!
بقلم الدكتور / مرتضى الغالي
نواصل..
ومع إسماعيل خورشيد كانت أيام (الطقاطيق) والأغنيات الخفيفة أو الراقصة وتلك المتوسطة (بنت الشجون والتلقائية) ذات الحواشي الفكهة:
(يا بهجة حياتي.. وصالك ساعتو ياتي)!! ومثل (أحبابي يا عيني أنا).. وبعض من أشباه هذه الأغنيات التي كتبها التاج مصطفى بنفسه.. أما ادريس عمر فقد كتب (السادة لونو خمري). وهناك (يا غائب عن العين) للطيب يوسف هاشم:
جفاك مازال مواليني
وصورتك ديمة في عيني
لكن انت ناسيني
أنا الأشواقي ليك زايدين
حرام تجفو ويطول بيني
وعارف وجدي وحنيني
حرام يا روحي تأذيني
وتعرض حبي للحاسدين!!
والأغنية التي أقامت الدنيا ولم تقعدها (باخوي واخوك) كانت من كلمات عوض الحسين (يا نسيم ارجوك).. تشعر أن هذه الأغنية قد مرت عبر (مصفاة كونية) فجاءت زاكية الصوت واللحن والأداء والكلمات:
أن تصادف وكانت ..
نايمه لا تصحيها
وكن أديباً احذر أن تمس خديها
وكتب له عبد الرحمن الريح (سحروك ولا مالك) فقال التاج مصطفى: تعالوا لأريكم كيف يكون أداؤها:
.. سحروك يا حبيب
أظنك كنت خايف
من عين الرقيب
وإلا يا حبيب ..
كيف خاطرك يطيب؟
وكيف موعد زيارتي
.. عن بالك بغيب..؟!
قمة أخرى صعد إليها الفن السوداني الغنائي الرفيع عندما جاءت مثيلات ليالي البندقية وجنادل القنوات وهمس العشاق. وأظن الكلمات للرائع علي محمود التنقاري:
يا للاك معاي في الزورق
الزاهي الجميل
.. نعبر ضفاف النيل سوا
هذه نزهة في مدارج الألحان سواء أكانت رحلة على النيل أو في الخيال .. هكذا كانت كل اهازيج الربيع تتدفق من حي العرب ومن (بيوت الطين):
.. شاهد جمال تلك الرياض
شوف الزهور مزدانة في ثوب من بياض
زي غانية تختال في الضحى
برزت شموس .. ما أوضحا
ولاحقاً أخذ التاج مصطفى موقعه مرة في مسابقة متعجلة للأغاني الجديدة. وأيضاً غنى للربيع (أشجانا باللحن البديع: في الروضة عصفور الربيع).
غنانا باللحن الشجي ..
خلا الطيور تقبل تجي
في الروض فصائل تلتجئ
في جو فرايحي بنفسجي
أغنية من ذات العيار ومن هذه المناخات، لعلها من ابداعات اسماعيل خورشيد الخفيفة الظريفة ذات الكلمات السهلة والأجواء اللطيفة.. (يا نسيم قول للأزاهر)
الغرام دا هُوَ هُوَ
من زمن آدم وحواء
السكن في قلبي جوا
اعرفوهو مين دا هوا؟
***
قلبي ليه داب كلموني
الحبايب.. ظلموني
ليتهم لو أنصفوني
اسماعيل حسن يعود ليغني له التاج مصطفى (موكب الذكريات) سألت الليالي وشط الخيال.. ثم هناك أغنية أخرى من كتب كلماتها يا ترى (أسمر كالبان ليناً يتثنى)... ثم أغنية وطنية (ها هنا مرقدي).
ذكريات الأمس لاحت ..
يا لها من ذكريات ..
إدريس عمر غنى له التاج (فقدت حبيب ألمني بُعدو: وذقت عذاب الهجر بعدو).. أما اسماعيل خورشيد فإنه يعود عبر ألحان التاج مصطفى إلى أغنية عظيمة السيرورة في (الذوق والجمال والخدود السادة ... أدو قلبي النار حرقوه زيادة):
انت يا خدود قولي لي الأزاهر
الحبيب هناك في صباهو الزاهر
صد عني ونام نومة السعادة
وهناك اغنية فيها من الشجن ما تنوء بحمله العصبة أولو القوة، كانت من أواخير الإبداعات اللحنية (التريانة):
أهي الأيام مضت أسراب
سحاب أبيض كأنو رهاب
.. يمر في حقل أعمارنا..
وما قادرين نكون أحباب!!
بقية أسرارها يُسأل عنها عباس تلودي ومحمد التاج مصطفى و(شلقامي أخوان) ومعاوية جمال الدين ومصعب الصاوي وشيخنا دكتور الرفاعي وآل نور الدين وبقية العترة الطيبة التي كان يجمعها حب إبداع هذا الصوفي الفنان وغرة الفن الوتري البديع!!
وقصة التاج مصطفى مع الفنان الكبير مصطفى كامل المصري صاحب آلة القانون فصل آخر من الإبداع.. وأغاني التاج هي الأعلى التي استحلبت آخر ما لدى آلة القانون من نغمات وتراجيع.. وقانون مصطفى كامل هو الأكثر في استقطار أشهى دفقات الابداع اللحني في أغاني التاج.. وتجليات القانون وفراغاته و (مسكوتاته) في أغاني التاج لا تحتاج إلى إشارة إلا إذا احتاج النهار إلى دليل!!
يتبع ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
في وداع التاج مصطفى: ليلة الذكرى .. وأشجان الرحيل..
يلاك معاي في الزورق الزاهي الجميل!
بقلم الدكتور / مرتضى الغالي
نواصل..
ولديه أغنية باسم (النيل) وأخرى (يا نور عيني أحبك) لعلها لفؤاد أحمد عبد العظيم.. والتاج يقول أنه عالج في مرحلة مبكرة أشعاراً رومانسية لمحمد أحمد محجوب. وقام بتلحين وغناء مليط لمحمد سعيد العباسي.
حياك مليط صوب العارض الغادي
وجاد واديك ذي الجنات من وادي
أوأنه كتب من كلماته أغنية جديدة لمليط (كفاك جمال.. وادي ونخيل وتلال.. شلالك الثرثار..) .
هذه هي الفترة التي غنى فيها حسن عطية لمحمد احمد محجوب القمر الأخضر (فيردولونا) وغنى (أذكريني يا حمامه) لمحمد بشير عتيق:
كل من في الكون ناما
عيني ليه فقدت مناما
إنت يا الكاحلك نعاسك
يزدري الأغصان مياسك
حظي زي لو فرعك اسحم
الجحيم من هجرك أرحم
عني يا الشاغلك دلالك..
غير تواشيحه الصوفية وملامحه العرفانية، له (أوبريت الحج) وله (قومي يا سلمى أسقي أزهارك). وقد قرن كلماتها أن لم تخني الذاكرة بمحمد دسوقي.. ورحلته مع سيف الدسوقي طويلة.. وكذلك هناك محمد حسن علي في أغاني من التاريخ كما يقول عنها.. وله قصة مع أغنية (أطير بي فوق بي غرب السوق) راحت علينا تفاصيلها. ولكن التاج قد ربط في بعض أحاديثه بين إلهام أغنية أخرى جميلة وبين رائدة الصحافة النسوية في السودان (تكوى سركيان).. الأغنية هي:
من يوم فراقك يا بدور
.. أنا تعبان ضمير وشعور..
ومحمد عبد الله الأمي الشاعر الخطير العاف غنى له التاج مصطفى (عيونك علموا عيوني السهر.. خدودك اخجلوا النور والقمر). ويقول التاج حسبما يتذكر أن أول أغنية بالعربية الفصحى لعبد الرحمن الريح تغنى بها، هي أغنية تحمل مطلع (أي لون في الزهور).. ويقول أنه غنى للسر قدور (أتوه في الليل مع النسمات) وربما (ذكرياتي فيها أنت). ولكن (أجمل جميل) هي من أغنياته بكلمات عبد الرحمن الريح. وفيها تحولات من السلم الخماسي إلى السباعي.. وكذلك غنى لعبد الرحمن الريح (غنوا معاي وباركوا معاي) (الليلة أسعد ليلة) لحسن وني. و (في المسرة) لسيف الدسوقي و(حكاية حب) ذكر معها الفاتح الطاهر مرة. و(حياتي فداك) لعبد الرحمن الريح.. وذكر أغنية أخرى (تعال خفف علينا).
وأغنية عبد الرحمن الريح "انصاف" كانت دنيا قائمة بذاتها ومحطة لن ينساها قطار الغناء السوداني:
غرامي بيك يا فاتن مصدرو الانصاف
انصفت حسنك حب.. وانصفت حبي عفاف
دوبت روحي معاني دقيقة في الأوصاف
هومت نفسي خيال في معبدك طواف
سكبت روحي على كأس المحبة سلاف
.. هل بعد هذا أكون لسهام نواك أهداف؟!
ويعرف الموسيقى معرفة وثيقة وابتكاراته فيها غريبة وعجيبة، معرفة وخبرة وصنعة واتقان وإلهام وجرأة وابتكار ومفاجآت وأوابد واكتشافات لا تخطر على بال ملحن، مع رقة وعذوبة وتلقائية وأغوار بعيدة تنقر في الأوردة الداخلية. و (العصب الخامس).
يعرف التم تم من باب (أعرف عدوك).. ويرسم على منواله من ابتكاراته وتجديداته الكلام المهذب الجميل واللحن الراقي شديد الاعتداد.. ويحترم أغلاني الحقيبة (من على البعد). ولكنه قام بتطويع أغنية (عيون الصيد الناعسات عيوني.. عيون النيل حاكن عيوني). وأدخلها في مداره وضمن مسارات مجرته (حامدة شاكرة). وهناك أغنية لعلها لخورشيد رشيقة لطيفة هي (حيران في الحب.. أنا أعشق مين؟!).
وكان يتحدث عن أغنية اسمها (حياتي فداك). وقال مرة أنه غنى في حفلة مع كرومة وابراهيم عبد الجليل وذكر أغنية (سامي الشعور زارنا وشرفنا في دارنا) والكلمات لعتيق، قال أنه جلس مع كرومة. والتاج قال عن كرومة (الألحان التي عملها كرومة الله يعلم زول في السودان ثاني يعملها) والعهدة عليه!!
يتبع ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
في وداع التاج مصطفى: ليلة الذكرى .. وأشجان الرحيل..
يلاك معاي في الزورق الزاهي الجميل!
بقلم الدكتور / مرتضى الغالي
نواصل..
وكان يتحدث بمحبة كبيرة وتقدير واضح للفنان العذب رمضان حسن صاحب (يا حبي الرزين الجاير علي) و (أنا سلمتو قلبي وقايلو أمين عليهو) و (الأمان الأمان من فتكات عيونك) و (الزهور صاحية وأنت نايم) و (الجمال والحب في بلادي).. و(احباب قلبي).. وهلمجرا..!
جنتان مدهامتان لا يمكن تجاوزهما.. أغنية "صفي القلب يا روحي.. نعم أقبل شقاي في هواك" والأخرى تحمل اسم أطياف يغني فيها:
رب ليل يا حبيبي ضمنا فيه السمر
وحديث الحب نجوى بين أضواء القمر
قدر الحب علينا فاستجبنا للقدر
وبمثلما كان سخياً في الإبداع الغنائي، كان التاج كريماً (أجواداً) في بذل معرفته في تعليم الصنائع وفنون البناء والمعمار لأجيال وأجيال. والذي لا يماري فيه أحد أن له عائلة صغيرة دافئة محبة له إلى درجة الوله، عالمة بابداعه وروحه السمحه. وهو عاشق لها إلى درجة أنه لا يحفل بالدنيا وهو في وسطها جالس على قلب سريره يحمل عوده مداعباً لأوتاره، أو وهو يحتضن كراسته يكتب أو مداعباً لأولاده وبناته وكأنه نديدهم أو (طريدهن)، أو وهو بين شلة أصدقائه ينثر المفاكهات.. وله أسرة كبيرة تضرب في ذراري فيوض العشق الصوفي والمصافاة، لهم به وله بهم صلات واشجة هي من شؤون الأرواح لا عالم (الناسوت). ولا يكادون يفرقون بين فيه الراقي في أداء الأغاني أو تنغيم المدائح.. أو تلاوة الأوراد..!
أبناؤه وبناته لكل من يعرفهم ويعرفهن هم وهن (مراهم الجروح) ومستودع الشهامة والأدب والمروءة السودانية الرفيعة!!
وفي وداعة نعود إلى موشح (أيها الساقي).. هذا الرجل الذي كان إلى آخر لحظاته يتنقل على (الكرسي المتحرك) ليساهم هنا وهناك في تجميل الحياة في أريحية غامرة.. هنا تتماهى وتتطابق لذعة فراق الأحباب ووداع الراحلين.. ولا نجد غير أن نردد معه:
كبد حرى وقلب يكف
يذرف الدمع .. فلا ينذرفُ
أيها المعرض عما أصف
.. قد نما الحب بقلبي وزكا..
لا تقل في الحب إني مدعى ..!
انتهى ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
الأكرم عبد القادر الرفاعي
نَعمتَ مؤرخاً تُرجع صدى الفنان الراحل التاج مصطفى ،
وتُحيي سنة طيبة : هي الوفاء لمُبدعينا .
قيل أن الرئيس المصري الراحل ، كان يُعلق على الأغاني
الراقصة دون كلمات شعريةذات قيمة :
ـ ما سمعتوش المطرب السوداني التاج مصطفى بيغني :
يا نسم أرجوك روح لها وحييها !
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الفنان التاج مصطفى (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
الأخ العزيز عبد القادر
يحلو لي دوماً أن أروي ذكرياتي عن سر تعلقي بغناء
التاج مصطفى. كان يوم عيد في بداية الخمسينات
من القرن الماضي. أثناء سيري في منطقة تعرفها
يا عبد القادر جيداً تقع شرق منزل أَل الطويل في بورتسودان.
إذ يأتيني صوت التاج هو يصدح:
إنت الأمل إنت الرجاء
يا فرحة يا نور الدجى
وكانت الملهمة التي ظلت
عالقة في وجداني منذ ذلك التاريخ.
الأخ عبد القادر لك تحياتي وتقديري لهذا الجهد التوثيقي الكبير
جمال الدين بلال
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Adam Mousa
فيصل محمد خليل
عماد شمت
Moawia Mohammed
Abomihyar
عبدالله الشقليني
sharnobi
ELTOM
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست