ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن (2) حياته وشعره

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 04:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-18-2008, 05:51 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن (2) حياته وشعره (Re: عبد القادر الرفاعي)

    ديوان ألقرشيات:
    للشاعر قرشي محمد حسن
    بقلم : الدكتور موسى عبد الله حامد
    أستاذ كرسي الجراحة


    * قرشي شاعر اتصلت روحه الشفيفة
    بلطائف الإلهام.

    * هو سوداني أصيل ووطني غيور قومي النظرة محب للحرية.

    سعدت بالاطلاع على ديوان " ألقرشيات " للشاعر السوداني الراحل المقيم الأستاذ قرشي محمد حسن عليه الرحمة . فالديوان حافل بقصائد مرتبة ومبوبة على هيئة مجموعات تتناول كل مجموعة منها غرضا من إغراض الشعر وهدفا من أهدافه . لقد بدا الشاعر نظم الشعر منذ أربعينيات القرن الماضي , فأجتمع له مع تعاقب الأعوام رصيد وافر من الشعر المقفى وقدر غير قليل من الشعر الحديث, والشاعر لا يتقيد كما يقول في مقدمة ديوانه بمذهب معين في كتابة الشعر المقفى غير إن شعره المثبت بين دفتي هذا الديوان يوشك إن يمس جميع القضايا التي ظل الشعراء منذ أزمان قديمة يستلهمونها ويعبرون عن انفعالهم بها, ولقد ضاع مما نظمه الشاعر شيء كثير كما يقول . وتلك واحده من مظالم الدهر التي كثيرا ما يمنى بها أهل صناعة الشعر والأدب والثقافة في بلادنا . وذلك أنهم يواجهون عقبات النشر الكأداء وتعوذهم مؤونة الإنفاق على الطباعة فتظل روائعهم حبائس الطروس لا تعرف طريقا إلى القراء . ومن عجب الإعسار وقلة النصير رفيقان ملازمان لهذه الطائفة من الناس في أكثر الأحيان ! فإذا تقادمت العهود على هذه المكنونات وأذهلت أصحابها عنها شواغل العيش الملحة وسرعة إيقاع الإحداث صار مآلها إلي الضياع , يلتمسونها إذا انتبهوا فلا يقفون لها على اثر .
    ولكن شاعرنا الراحل – ولله الحمد والمنة – تمكن بعون من ربه من إبداع قدر كبير من إشعاره في مخطوطة ديوانه قبل رحيله . فأهتم بهذه الثروة الشعرية من بعده ابنه الشاب النابه التقي الورع اسأمة قرشي محمد حسن حتى اشرف على جمعها على الآلة الكاتبة بهذه الصورة التي بين يدي . وهاأنذا اكتب لها هذا التقديم المتواضع نزولا على رغبته وتلبية لطلبه , ووفاء لوالده الراحل المقيم الذي تربطني به وشائج القربى وأواصر العقيدة .
    لقد طرق شاعرنا في ديوانه هذا شتى الأبواب وولج أكثر المداخل التي عادة ما يلجها الشعراء المقتدرون . فأثمر ذلك عنده تنوعا خصيبا في مادة الشعر وأنساقه وبحوره وقوافيه , وتبيانا زاهي الألوان في المعاني والأهداف التي ألحت عليه , فسلطت أحاسيسه بنارها و أعانه علي التعبير عنها بهذا الشعر الرصين اتصال روحه روحه الشفيفه بلطائف إلا لهام وعيون رقائق الإبداع . أن الذي يطلع على هذا الديوان على مهل وتؤده يقف لا محالة على ملامح شخصية الشاعر ودخيلة نفسه . فهو سوداني أصيل ووطني غيور ملئت جميع أقطار نفسه بحب هذا الوطن وحب الحرية . ومع خصوصية انتمائه لمدرسة فكرية معينة فهو قومي النظرة واسع الآفاق , شديد الوفاء لبلاده على امتداده ولأهلها على تباين سحناتهم ومشاربهم . يقول في مطلع قصيدة " بلادي " (1945م)

    يا بلادي فدتك روحي ونفسي
    في رباك النهر المقدس يجري
    يا بلادي لقد وهبتك عمري
    أنت مهد الصبا ومسقط راسي
    والرؤى والجمال تملا نفسي
    ودفعت الشرور عنك بترسي

    وهي قصيدة لا تخلو من رنة حزن وآسى وإحساس غائر بمرارة الجحود . وفي قصيدة " المجد للوطن والسيادة للشعب " يحي الشاعرة ثورة رجب (ابريل 1985م)
    فيقول في آخرها :

    حريتي عادت وعادت فرحتي
    سأعود للتغريد سباق الخطى
    لا وزن للإنسان وهو مقيد
    إني هدمت السجن والسجانا
    طلقنا أصوغ الشعروالالحان
    إن الطيور تغازل الأغصان

    والشاعر منحاز بكليته لقضايا بسطاء الناس في جميع إرجاء الوطن , تشهد على ذلك في ما يشهد من شعره قصيدة " الأرض والناس والجوع " التي جاء في بعض قوله :
    في الغرب يا للغرب في وقت المصيف
    تحيا جموع الناس من ماء الخـريف
    في الشرق وقف الجائعون على الرصيف
    هي محنة , بل هي قصة الجوع المخيف

    والشاعر عاشق للحرية مدنف بها مستهام . فها هو يحي ثورة أكتوبر بقصيدة " يوم الحرية " التي يستهلها بقوله :

    يا أيها الشعب الأبي تحية
    عجبا تزلزل بالحجارة مدفعا
    أو كلما شهر الطغاة سلاحهم
    فتحت جموع الشعب عرض صدورها
    من شاعر نظم القريض عقودا
    ويفل عزمك في القتال حديدا
    أو سددوا طعناتهم تسديدا
    شوقا تريد من الرصاص مزيدا !؟!

    ولقد برع الشاعر بوجه خاص في إبداع الأناشيد الوطنية نذكر منها " نشيد العلم " الذي كتبه في مطلع عام 1956م وبدأه بقوله :

    اليوم نرفع العلم
    إنا نسجنا خيطه
    شعارنا بين الأمم
    الخفاق من عرق ودم

    ولعل من أروع أناشيده " نشيد كرري " الذي جاء في بعض قوله :

    أهل المرقعة السـراة العـــــابده
    جباهـم لله خـرت ســــــاجدة
    عقدوا " الظروف " مع الأيادي العـاقدة
    بجهادهــــم أيام احمــد عنده

    ومما يميز شخصية الشاعر وأغوار نفسه قوة وجدانه الأنصاري ووفائه لتعاليم الثورة المهدية وفكرها التوحيدي السني القويم وتراثها الجهادي الزهاوي الفريد . وهو استقلالي النزعة صوفي المشرب والرؤى , ولكن في اعتدال لا يزيغ ولا يغالي ووسطية لا تحيف على احد ولا ترضى لاستقلال البلاد ووحدة أرضها وحرية أهلها بديلا . ولذلك فهو كثير التغني بأمجاد المهدية , وليس أدل على ذلك من قصيدته المسماة " الدعوة المهدية في قصيدة " "فهذه القصيدة " إلياذة " روائية كاملة , تشمل وحدها على أكثر من مائتين وثلاثين بيتا من الشعر السلس الجزل , وتوشك بمفردها إن تكون سفرا حاويا لتاريخ الدعوة المهدية الفكري والجهادي منذ ميلاد صاحب الدعوة وحتى اقتحامه لحصون الخرطوم وتأسيسه لمدينة أم درمان حاضرة لدولته الإسلامية المستقلة . فالرجل ليس شاعرا فحسب وإنما هو شاعر مؤرخ . فلا جرم لم يتعاظمه الجهد والضنى حتى جمع وحقق طائفة نفيسة من إشعار المدائح لتسعة من إعلام الشعر الشعبي المهدوي وهم : الأمير محمد ود التويم , احمد أبو شريعة و احمد ود سعد و محمد ود تميم , احمد القلع , احمد ود سليمان , الزين أبو كساوي , المنبور محمد ومحمود ود سوركتي . وذلك في كتابه " قصائد من شعراء المهدية " الذي صدر لأول مرة عام 1974م عن المجلس القومي لرعاية الآداب والفنون – وزارة الثقافة والإعلام . وقد خصني الشاعر – عليه رحمة الله – بنسخة من هذا الكتاب تحمل إهداء رقيقا بتوقيع في عام 1987م , وهي اليوم عندي من مكنوناتي الأثيرة التي تزدان بها مكتبتي . واصدر الشاعر خمس كتيبات بالغة الأهمية تشمل بعض تراث المهدية الروحي وهي : كتاب " الصلاة للإمام المهدي " وكتاب المختصر من كلام الإمام المهدي المنتظر " ,وكتاب "الصيام للإمام المهدي ",وكتاب " دلائل المهدية " وكتاب " من مجالس الإمام المهدي " . وكتاب المجالس الأخير هذا ( وهو مجلس الطاهر محمد التاتاي ) ذو أهمية كبرى وقد سبق به الشاعر غيره في هذا المجال الهام .
    قال الشاعر في معرض اعتزازه بجمعه لشعر المدائح في قصيدته " عندما ضاقت بي الأرض ":

    لقد طفت في الآثار شرقا وغربا
    أنقب في المدائح حقبة
    إلى إن كشفت الكنز عقدا منضدا
    هلموا إلى "أدب المدائح" واشهدوا
    أنقب في ذهب عزيز على الشاري
    وامشي مع التاريخ طورا بأطوار
    فصاح به الشادي وغنى به الساري
    منابع ألهامي ومطالع أقماري

    نحن إذآ أمام شاعر متعدد الملكات متنوع أنماط العطاء الثقافي اخذ من كل فن بطرف . فهو صحفي عمل دهرا بجريدة النيل اليومية وجريدة الأمة , وفنان خصب المشاعر رفيع الذوق تغني برقائق إشعاره العاطفية رواد الطرب وفن الغناء في البلاد. وهو فوق ذلك ينطوي على إحساس عميق بانتمائه العربي والأفريقي على السواء . فقد كتب في عام 1950م قصيدة " فلسطين" التي استهلها بقوله :

    وطن العروبة منذ طوال الحقب
    والقبلة الأولى التي ما برحت
    تنقلني الأشواق في إرجائها
    طوي النبي أرضها في ليلة
    وكبر المسيح في مسجدها
    ومهبط الوحي ومحراب النبي
    تهزني أرجوحة من طرب
    في مهرجان من حقول الأدب
    وشق بالأنوار جوف الحجب
    وصلى في محرابها المقصب

    وقال في قصيدته " أغنية لفلسطين" ( 1950م)

    فلسطين لا تحـرر بالأغاني والخطب
    لن يعود الحق والمجد المضاع المغتصب
    إلا إذا ثرنا وفجـرنا الدمـاء بكـل درب

    وفي قصيدة " الحرب الأهلية في لبنان " يبلغ الشاعر ذروة في قوة العبارة وصدق الشعور. وتعبر عن قوة إحساسه بانتمائه الأفريقي قصائد منها " أغنية لإفريقي " ( 1946م) , وفجر البعث الإفريقي " ( 1946م) , "وأغنية لروديسيا " يقول في بعضها:
    ياليل السود متى تشرق في وطني شمس الحرية ؟
    الشمس تدور على بـلدي بأشعة نور ذهبية
    وانأ معصـوب ويدي فــي وطني مغلولة
    وكل بـــــــلادي مقتــــــولة

    هكذا يطير شاعرنا بأجنحة الشعر الخضر يحلق في الافاق فهو يحي ثورة إيران ويناجي سفينة الفضاء ابولو , ويعتز بنجيب محفوظ في قصيدة " المفرد العلم " ويحي" "فتاة الغد " في بلاده بنشيد وطني تنويها بدور المرأة النضالي الرائد.
    لن يخفي على متصفح لهذا الديوان ان الشاعر شديد الاعتزاز بنفسه وتراث أسرته الجهادي , ولكن من غير اشر وبطر أو غرور . فاعتزازه بنفسه وعطائه الوطني المتجرد في مجالات العمل الصحفي والثقافي وإحياء التراث وتأصيله ألهمة شعرا يقارع به جحود الجاحدين , ويأسى به على بلاد تضع أهل الرفعة وتعلي شأن أهل الملق والرياء , فهو لا يمدح الملوك والزعماء كما يقول , وقد نزه لسانه عن الهجاء . أما المراثي فهي عنده شواهد منبئات عن حقيقة إحزانه وعن صدق مشاعره ولطافة روحه . تنبجس في وجدانه المعاني فتواتيه للتعبير عنها الكلمات الصحائح المبتغاة طائعة منقادة , لتستقر مطمئنة بلا قلق ولا اضطراب في المواضع التي هي مواضعها من البيت الشعري . ولذلك جاء رثاؤه للإمام عبد الرحمن مثالا حيا لاجتماع قوة العاطفة والقافية والمعاني والكلمات في قصيدة . ورثى أباه بكلمات قطعا من نياط الفؤاد , مستلهما في حزنه الهادي والوقور بركات إسلافه الصالحين الميامين في جزيرة لبب وارض القباب , وشائما في سيرة والده العطرة كبرياء النفس المكنون في جوهرة التواضع , وبكى أم أولاده بأبيات حرى ألفاظها وحروفها الدموع. ولقد أبت الدنيا إلا ان تفجعه في بعض خلانه وخلصاء روحه الحميمين, فرقرق الحزن في وجدانه الوفي سلسالا من الكلمات الصوادق الرقاق في حق كل من الشاعر الخالد إدريس محمد جماع والأستاذ حسن الطاهر والأستاذ يوسف محمد إبراهيم ( زميله في جريدة الأمة ) , عليهم جميعا رحمه الله . ورثى جده الخليفة محمد شريف بقصيدة تؤرخ لبعض إحزان الوطن بأسره .
    ان للآسي في نفس الشاعر لموضعا , وهو موضع شبيه بالذي وطأه الشاعر الخالد التجاني يوسف بشير في نفسه لمثل هذا الآسي . كلاهما يشتاق ألي أيام الخلوة وأزمان المعهد العلمي فيسكب ادمعا دما حري من شعر الحنين . كلاهما يكابد مرارة الظلم _ وامضة ظلم ذوى القربى _ فيدفع عن نفسه الأذى بشعر ذرب اللسان يناجي كبرياء الجرح و يستنصر بعزة الصمود . تنبئك في ديوان" القرشيات" عن شي من هذا قصيدة " رسالة إلي الإمام الهادي ". ويلوح لك وجه من أوجه الحزن النبيل في قصيدة "القلم الضائع " التي جاء في بعضها قوله:
    أحسست في وطني بالضياع وكيف تحتقر القيم
    فبكيت عمرا قد مضي وقرعت قارعة الندم
    فماذا هو قائل لو عاش إلى يومنا هذا , أو رأى الإحياء الموتى وسمع ما يسمعون ؟ ولقد بلغ التقارب الوجداني بين الشاعرين ومن تأثر شاعرنا بصنوه التجاني ان عارض قصيدة " أنشودة الجن " بقصيده اسماها "أنشودة الحب" تسير على وتيرتها وتتداعى على نمطها وتماثل إيقاعها . غير أنها فيما نرى لا ترقى لجودتها , والله اعلم .
    أما على صعيد الوجدان الديني فقد أبان الشاعر عن نقاء روحي أصيل ومحبة للمصطفى – عليه أفضل الصلاة والسلام – بعيدة الأغوار. فهو يقول في قصيدة " الله جل جلال " :

    هفت نفسي إلى محرابك القدسي
    سما اسمك القدسي عن كل محدث
    وتعلم ما في الأرض من متحرك
    إلى ملكوت لا يصور بالحس
    وذاتك جلت ان تصور باللمس
    ومن رطب غض ومن ساكن يبس

    وللشاعر طائفة من إشعار المحبة في الذات المحمدية منها : " في مهبط الوحي " والمدينة المنورة " , و "صلوا عليه وسلموا تسليما " , و " وصلاة في المسجد النبوي الشريف " , و " والكعبة المشرفة " , وغير ذلك من شواهد ولطائف الوجدان الروحي الشفيق .
    وتشكل الرباعيات في هذا الديوان لونا من ألوان الشعر هو طارف وتليد في ذات الوقت . تحتشد في الرباعية الواحدة فيه بطاقة من المعاني والإشارات التي تومض وتتلألأ من بضع كلمات قلائل متوافقات يؤدين الغرض من روائهن بلا مشقة على القاري المتفكر . ففي هذه الرباعيات اشراقات من أضواء الحكمة , وأنوار من وهج الصفاء الروحي , ولواذ إلى حظيرة القدسي من باب الذل المحض والافتقار . تشهد على ذلك رباعيات " مع الله جل جلال " , " رسالة الغفران " , و " باب التوبة مفتوح " وفي . الرباعيات أيضا مقاطع من السخرية الهادية العذبة مما تصوره رباعية " الغلاء " , " ورباعية " أبو الدرداق " بوجه خاص , ورباعية " لو كان هما واحدا " ,ورباعية هل تعرفه " , ورباعية مرئية ابريل " وفيها معاني الصبابة والتشبيب طائفة من ألوان . أما رباعية " الذكريات " فهي نزف من جرح الشاعر الذي ظل غائرا في نفسه لا يندمل حتى فارق الدنيا مغفورا له بإذن الله.وتقف رباعية "قطرات الندي " شاهدا علي تنوع ملكات الشاعر واتصال روحه ووجدانه برقائق التجاني يوسف بشير شاعر الحب والجمال .
    ان ديوان " القرشيات مرآة صادقه لمسيرة الشاعر قرشي محمد حسن الفكرية والنضالية والابدعية في الحياة ؟ وهي مسيرة كابد الشاعر على امتدادها ألوان من الأتراح . وذلك انه نهض منذ أزمان باكرة يحمل في فلبه هموم بلاده ارثآ متصلا من إسلاف صبر شروا مجدها وعافيتها بالدم الغالي والمهج الأثيرة والنفوس الكبار . وكان قدره ان يقاتل على صعيد الجبهة الثقافية بجند الإيمان و كنانة الرأي وسهام الشعر يرمى بها حدق المكارة يزود بها عن بلاده الغبن ويقرع عنها البأس والهوان هذا هو " نسب " قصائده الذي أشار إليه الإهداء في صدر الديوان . إذا رثى ابكي وانتحب جهرة وغص بالدموع . وإذا شدا أشجى واجلي عن الأفق سحائب الغموم , وإذا هفا تذكر فانثنى وعاد حثيث الخطى إلي حظيرة تقواه . فما كان لحياة فنان رقيق العواطف مثله ان تخلوا من ومضات غبطة ولحظات سرور تتقصى سراعا وتزول ... " إلا ان أيام السرور قصار " لذلك احتفل بأمرها على قصر مكثها , فسالت من خاطره أناشيد الفرح وأغاريد الصبابة يقاتل بها اليأس ويطرد بها الشقاء وصقلت الأيام الرواكض مرآة القلب فجاءت أهازيج الإخبات والصفاء الروحي مثل نقوش "الشرافة " وحروف " اللوح " لتجعل من الديوان بأكمله روضه شعر يانعة متباينة الأغصان والإزهار والقطوف . ولذلك كان إهداء الديوان " لكل إنسان له ذوق وتفكير وقلب " فدونك أيها ألقارئي صاحب هذه النعوت بستان من القصائد " القرشية " فاتخذ لنفسك فيها مسرحا ومقيلا .









                  

العنوان الكاتب Date
ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن (2) حياته وشعره عبد القادر الرفاعي06-18-08, 05:16 AM
  Re: ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن (2) حياته وشعره عبد القادر الرفاعي06-18-08, 05:39 AM
    Re: ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن (2) حياته وشعره عبد القادر الرفاعي06-18-08, 05:51 AM
  Re: ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن (2) حياته وشعره Hamid Elsawi06-18-08, 06:01 AM
    Re: ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن (2) حياته وشعره عبد القادر الرفاعي06-18-08, 06:12 AM
      Re: ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن (2) حياته وشعره عبد القادر الرفاعي06-18-08, 10:33 AM
        Re: ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن (2) حياته وشعره عبد القادر الرفاعي06-19-08, 04:12 PM
          Re: ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن (2) حياته وشعره عبد القادر الرفاعي06-19-08, 07:13 PM
            Re: ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن (2) حياته وشعره عبد القادر الرفاعي06-19-08, 07:56 PM
              Re: ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن (2) حياته وشعره عبد القادر الرفاعي06-26-08, 11:53 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de