البكاء الجميل على صدر شمعة فاتنة......

كانني اتذكر بالامس فقط حضوري لهذه البلد الضبابيه وذات البرد الذي يلسع حتي نخاع العظم منا...

كانني اتذكر مطار هيثرو الصاخب بضجيج الطائرات وانين القادمين لاول مره..

وابتسامة موظفة المطار البارده برود اهلها ..

ثم يا الهي......................

الجليد الذي مشي فينا .. خالعا احذيته.. وجلده .. وملابسه... فقبل جلودنا الافريقيه.. وسب ولعن أستوائيتنا

واعلن علينا البرد والنزله ....

وكانت حرب منذ البدايه.. حرب ليس فيها منتصر .. او خاسر ..

حرب عرجاء مفقوءة العينين.. بكامل عدتها وعتادها.. من حزن وفواتير غاز التدفئه.. والكهرباء اللعينه..

كل الاعين ذات اللون الازرق والاخضر تتكئ عليك دون خجل وكانها تسألك من اين اتيت يا صاحب جلد الكاكاو... وبقايا البهار وقليل من

حضاره؟؟

كل الاعين ترسلك الي مستحيل العيش .. معهم ..

وتلك النظرات يا الله الذي خلقتنا من امشاج مرعوبه بحمي الاستواء واللهيب .. تلك النظرات التي تتهكم علي تلك الكتب التي نحملها

ذهابا وايابا.. كاننا نضحك علي انفسنا ولا مجيب الا صوت زمهرير البرد الذي لا يعرف مجامله......

حلمنا الوحيد الذي يدفئنا ... ذلك الامل الذي يسافر من اركان العالم اتيا من عيون..... اجمل الامهات واروع النساء....

عيون امي فاطمه بت حسن.. وامي عاشه بت حسين .. عندما ودعونا بقبلاتهم الحاره.. واسروا علي مسامعنا ما ترجع وجرابك فاضي...؟؟)

فنمتلئ بحماس وحرارة القلب الافريقي ونتذكر قول .. هاشم صديق : وحات دمي النزف يوم داك وبل الطين اقيف واركز...

ونواصل الدردقه والحرث في لغة تكاد تكون مع الجن متماهيه ؟؟

8888

وحدنا كنا نقاوم ..

وحدنا كنا نعد اليوم للذي يليه ..

وحدنا كنا نشد اللحم علي عظامنا ..

وحدنا يا اخت دمي كنا نفك طلاسم الحصار...

وحدنا ... نعد للالم مجدا خلف جيادنا....

*****
وحدك يا اختاه كنتي تمشين كل الطرق..

وحدك كنتي تنزعين اقنعة الاتجاهات.. وتصبيها في ميزان قامتك فتعدلين الظل خلفك ..

فيتحرك في ميزان نبؤتك؟؟

لو يشاء او لم يشاء..

ثم تعتنقك السماء ..

تزين بها جدران مجدها ..

ليغشاك من يغشاك...

ويتقمصوك صكا للغفران ..ومجدك الذاهب منك واليك .. يتكور صداه..

كم كنتي وحدك..

تزينين ايقاع رعشك...

كم انتي وحدك .. سنديانه ... علي ضفاف نهرك..

وطمث الحقيقه... زهرك؟؟

........

هي هجره اخري ..ان نكتب ..

هي هجره اخري... فالنكتب.

ليس غريبا انني حضرت لهذه البلاد في الثامن من فبراير...1991

سنلتقي قريبا ..

ونضحك علي الجليد الذي اصبح اسمرا بقدرة قادر..

سنضحك...

(عدل بواسطة ibrahim kojan on 02-28-2008, 01:59 AM)
(عدل بواسطة ibrahim kojan on 02-28-2008, 02:02 AM)
(عدل بواسطة ibrahim kojan on 02-28-2008, 02:04 AM)