حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة اشراقة مصطفى(Ishraga Mustafa)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-01-2007, 04:21 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية (Re: Elkalakla_sanga3at)

    العزيزة إشراقة .. تحية طيبة
    أرجو أن يكون في هذا المقال ما ينطوي على أسئلة مفتوحة في جدل الهوية فلقد كتبته في محاولة للتخلص من إحساس ضاغط بشأن هذه الهوية (السودانوية)... أتمنى أن يكون فيه مايغري بالجدل . محمد جميل
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    إشكالات السودانوية*

    ربما كان الافتراض الذي يحمل مطابقة ما ، في : أن فكرتنا عن أنفسنا أهم بكثير من فكرة العالم عنا ؛ هو بالضبط ما تحيل عليه محاولة هذه الكتابة ، فيما خص الهوية السودانية . والحال أن هناك الكثير مما يمكن أن يمرر تساؤلات عن هوية ظن الكثيرون أنها تنطوي على بنية مكتملة و ناجزة ، فيما كان الواقع يشتق علامات فارقة في الحقل الدلالي والاستراتيجي الذي تكشفت فيه أزمات هذه الهوية وعللها.
    وبالرغم من أن هناك ما يدمجنا في علل مشتركة أنتجتها الثقافة العربية الأوتقراطية من ناحية، والفاعليات التاريخية والمعاصرة ،التي حجبت آفاق الرؤية المفترضة لمؤشرات هذه الهوية من ناحية أخرى ؛ فإن هناك أيضا ما يحيل على علل ذاتية تخص ذاتنا السودانوية ، وصور استجاباتها لمعطيات التكوين الذي صاحب النشوء الدولتي الهش في السودان ، والموقع الديمغرافي الملتبس ضمن ذلك التكوين .
    وغني عن القول أن الالتباس دائما لا يفضي إلا إلى جعل الإشكالات المتعلقة بالهوية ثقافيا ، وإثـنيا ، وتاريخيا ، قضايا معلقة ، ومعطيات قابلة للتذرر في ضبابية المعنى دون أن تحيل إلى مفاهيم متماسكة عن تلك الإشكالات ، فضلا عن تأويلها في إبداع مواز يجعل منها مخزونا تلقائيا عبر أدوات الإبداع المختلفة.
    ربما كان من أهم إشكالات السودانوية : الهوية الديمغرافية المشككة أثنيا في غالبها وعلاقتها الملتبسة بالثقافة واللغة العربية . ذلك أن الثقافة السودانية الغالبة حتى الآن لم تستطيع أن تحقق فرزا واضحا بين صورتها العربية التاريخية الملتبسة بالتقاليد الأوتقراطية ، وبين تمثلها الإيجابي ، وإعادة إنتاجها كمعطى مستقل عن الإنشداد الفج إلى فضاء عربي مجاور ، هو أيضا يعاني من أزمة وحيرة عصية في إدراك ذاته وإدراك العالم من خلالها ، لكنه ينحو بصورة ما إلى تقبل ما يتوافق معه في مستوى خام من مظهر شكلي يقترن شرطيا ً باللون ، والفن (فلنقل الغناء) والزخم التاريخي لنشأة الحواضر العربية في المشرق والمغرب ، دون أن يكون واعيا ، بسبب تلك الحيرة ، للكثير من المعاني الثقافية القابلة للإندراج في وعي أعلى ناظم لمفاهيم قيمية فيما خص مفهوم الأمة ، بعيدا عن ذلك المستوى الشعبوي الخام .
    والحال أن عدم القدرة على فرز تمثلات الثقافة العربية في السودان ، عن ما ارتبط تاريخيا وعضويا بها في نشأتها الأولى من عنصر بشري (عرق) ـ العرب ـ ونماذج تأويلية لخصائص الحياة القبلية العربية في صورتها التاريخية المرتبطة بالتقاليد أكثر منها بالقيم ، هو الذي يجعل هذه الثقافة السودانية غير قادرة على إنجاز مصهر وطني لجميع السودانيين بمختلف أعراقهم ودياناتهم . ولعل في تجربة (المشروع الحضاري الإسلامي) للدكتور الترابي الذي أسس ، ومازال ، صورة فجة وصارخة لعينة من تلك التمثلات ، المرتبطة بالتأويل الآيدلوجي للدين ، عبر انقلاب الإنقاذ في العام 1989، ما يكشف لنا جليا تلك القطيعة التي أحدثها مع كل ما كان يمثله سودان ما قبل الإنقاذ (رغم إشكالاته القابلة للتعديل) من رصيد لإمكانية تأسيس أو مواصلة تأسيس صورة ما ، مدركة للسودان ـ ولو على نحو غير كاف ـ بعيدا عن الواقع الذي نعيشه الآن في حال أشبه بالمسخ منها إلى أي ملامح أخرى لـ(سودانوية) متعارف عليها ضمنيا ً بين الشعب السوداني ، وإن لم تكن بمستوى عميق يفرز هوية ناضجة وفاعلة في الإبداع السوداني (نقصد بالإبداع هنا معناه العام أي في كونه الرافعة الحقيقية للازدهار في جوانب الحياة المختلفة ، لأن الإبداع هو الذي يجسد القيم العليا ـ الحق والخير والعدل والجمال ـ في تمثلات الأفراد لها عبر المبدعين سواء أكان ذلك الإبداع فنيا ً أو علميا ، أو سياسيا ، اجتماعيا وبكلمة : إنسانيا) . وبالرغم من أن خطايا (الإنقاذ) غيبت ملابسات محايثة لها في تفكك تلك السودانوية ، كانهيار التوازن الدولي القطبي بين أمريكا والاتحاد السوفيتي في العام 1989 الذي زامن بداية انقلاب (الإنقاذ) ، وكذلك ظهور ثورة المعلوماتية والاتصالات مع بداية التسعينات ، وما صحابها من أفول تأثير البنيات الرسمية لإعلام الأنظمة والدول (الذي كان يلعب دورا مهما في صياغة الهوية الجامعة على نحو ما) وحرب الخليج الثانية التي كشفت هشاشة النظام الإقليمي العربي ، بالرغم من كل ذلك كان يمكن للهوية السودانوية أن تستأنف صيرورتها ، لولا مفاعيل الأيدلوجيا الدينية للإنقاذ التي استمرت 16 عاما ، وجسدت قطيعة مع مرحلة سودانية أو مشروع لسودانوية كانت تستجيب لتفاعلات الحياة السودانية على نحو مقبول .
    وكان بالإمكان الإصغاء إلى الكثير مما حدث على هامش الإنقاذ من حفريات في الذاكرة التاريخية السودانية ، كالمراجعات التاريخية والأكاديمية للدكتور جعفر مرغني ، وكتابات عبد الهادي الصديق ، والصادق الفقيه ، والدكتور عبد الله علي إبراهيم حول الهوية السودانية، وغيرهم . بيد أن هذه الكتابات كانت على نحو ما ـ ويا للمفارقة ـ انتباها متأخرا ً ، وردود فعل على تحولات الواقع نحو أفق مجهول ومفتوح على كل الاحتمالات المأساوية لمفاعيل الآيدلوجيا الإسلاموية (للإنقاذ) ؟ أي أن ما كان مسكوتا عنه ، أو معلقا ً من مقومات (السودانوية) معرفيا ، وسياسيا ، وتاريخيا ، وتنمويا أصبح ينتج آثاره الخطيرة والمدمرة بعد أن تضافرت ظروف عديدة في إطلاق شروطه الناجزة ، وبفعل التناقضات الكامنة فيه ؟ .
    وهذا يحيلنا بالضرورة إلى أن التحديات أخطر وأكبر بكثير من الاستجابات في هذه المرحلة ؛ فإذا كان دخان القنابل الزمنية لتلك التراكمات بدا واضحا ً للعيان ، سياسيا وثقافيا ووجوديا ، فإن الرصيد الذي يمكن أن يكون قاسما مشتركا للسودانيين لا يزال يمتلك قابلية التجديد ، ولكن بشرط إعمال النظر المعرفي العميق ، والنقد الموضوعي لكل الأيدلوجيات والأساطير التي أسست لهذا الواقع الذي نعيشه ، بثقافة نقدية صارمة تسعى لإعادة صياغة هوية سودانوية موجودة ، بالإمكان والقوة ، وغائبة بالفعل ـ بحسب المناطقة ـ وبالرغم من أن مصادر الشرعية السودانوية تندرج بالأساس في ذاكرة تاريخية متعددة الأصول والمنابع ، إلا أن الآيدلوجيا التعليمية السودانية في مناهج التعليم السوداني جففت الكثير من تلك المنابع ـ دون قصد ربما ـ وهي تستلهم لحظة الوعي الحديث الذي ارتبط مروره بجغرافيا ثقافية معينة ، والذي تزامن مع فاعليات مؤثرة مرت بتلك الجغرافيا وأثرت فيها كالاستعمار التركي ، والبريطاني ، والجوار الثقافي لمصر ومالزم من ذلك في نشوء طبقة من الشمال تعلمت وأسست التعليم السوداني على صورتها ، وبنحو ظهرت معه الثقافة السودانية العربية على تلك الشاكلة التي ذكرنا ، أي بذلك النحو الذي كرس عجزها عن فراق مثالها التاريخي الخام .
    ولكن رحيل الوعي إلى وسط السودان (الخرطوم تحديدا) بعد الاستقطاب الذي أنشأته المهدية حول (البقعة) " أم درمان " لأغلب أهل السودان تحت عنوان : قتال الكفرة. وبعد تأسيس الإنجليز الإدارة الاستعمارية في نفس المنطقة ، بدا واضحا أن هذا الوعي هو مركز الجذب لفاعليات أخرى تراكمت فيما بعد ، وأسست ما يشبه حاضنة لكيان ثقافي تواطأ على استمزاجه جميع السودانيين ، وكان هذا الكيان مفارقا ـ على نحو ما ـ لأصوله الأولى الخام في الشمال ، فيما ظل محتفظا ً بالسمة العامة للثقافة العربية ـ رغم عللها ـ ولعل الإمكانات المتعددة التي سمحت لنشوء حياة حضرية مستقرة في الوسط هي التي أفرزت سمات عامة لمشروع هوية ـ خصوصا في الغناء ـ بمراحله المختلفة . ذلك أن الغناء هو الأيقونة الصافية لجماليات الهوية السودانوية وتحققها على نحو مثالي ، وهو ما كان بالإمكان أن يتحقق في حقول أخرى لو تم إدراكها على نحو من التجرد والمعرفة والاستشراف ، في الفكر والتاريخ والسياسة ألخ . ولا يعني هذا أنه لم يتحقق شيء في تلك الحقول ، بقدر ما يعني أنه لم يكن كافيا، كما أنه نشأ هكذا اتفاقا ً، ووفق صيرورة لم تحدق في ذاتها بما يكفي لنشأة هوية يتأسس عليها مفهوم الأمة ، ومشروع الدولة ـ الأمة ، على نحو ما تحقق للأمم الأوربية ، وكان نتيجة لثورات حقيقية في كل الحقول المعرفية والفنية والفكرية التي أنتجت ـ فيما بعد ـ ثورات اجتماعية/ تاريخية أسست لمفهوم الدولة بوعي استراتيجي عميق ؛ ولذلك فإن الثورات التي قامت في تاريخ السودان لم تنجز شروطها ، إما لتأسيسها على مفاهيم دوغمائية نتيجة لتأويل أيدلوجي غير معرفي ، وبالتالي عدم قدرتها على الاستمرار والتجدد بفعل تناقضاتها الذاتية (أنظر مراجعات الدكتور كمال الجزولي لآيدلوجيا الثورة المهدية في جريدة (سودانايل الإلكترونية) ، وإما نتيجة لضغوط منفعلة بواقع مضطرب ، وشعور شعبوي مبهم لا تسبقه منظومات فكرية وقاعدة نخبوية واسعة و قادرة على التحكم الجذري بمسار الثورة بعد حركة الجماهير (كما بدا ذلك في الحالة الثورية في أكتوبر 1964) وكل ذلك يرتبط بالمعنى الثوري في المفاهيم والأفكار (للأسف كلمة ثورة تم ابتذالها على نحو نزع معناها الذي هو : التغيير الحقيقي الجذري الشامل والمتجدد) .
    وعلى هذا لا تنفك الهوية السودانوية ، في محاولة انبعاثها الجديد، بشكل ما ،عن معنى ثوري يراكم معطياتها من كل تلك المنظومات الثقافية والفنية والفكرية التي تحدد أمة ما من البشر. ذلك حين تقع الأمة على صورتها ، تكف عن الشعارات وإعادة إنتاج الوهم . وقد لا نبالغ لو قلنا أن التحديق في صورة عميقة للهوية وتجسيدها عبر علاقات ملموسة في وعي السودانيين ، بحيث يكون إدراكها وتمثلها عبر الحواس ، أي عبر يوميات الحياة السودانية في الحرية و الكرامة والحقوق والواجبات ، التي يكفلها الجميع للجميع عبر علاقات جدلية خلاقة ، وعبر الفن والغناء وعبر القانون والدستور والخدمات وبكلمة عبر دولة حديثة تؤسس لكل ذلك في علاقة الحكم بالمحكوم . في ظل هذه التحديات العملاقة التي تواجه عمل مثل هذا ، ربما كان ذلك يحتاج لاستجابات على مستوى عال من التعقيد والتركيب والإزاحة الدائمة نحو تغييرات بطيئة ، لكنها أكيدة المفعول ـ بحسب المثل الإنجليزي الشهير ـ فالتدمير الذي حدث لإمكانات هذه الهوية ، ورصيدها المفترض في عهد (الإنقاذ) كان كبيرا ، بالإضافة إلى أن ذلك الرصيد كان صورة للهوية أكثر منه كينونة متجذرة تمتلك سلطتها الواعية في المعرفة والسلوك السودانيَين . فما تكشف بعد نهاية عصر الاستقطاب الدولي أي نهاية الحرب الباردة في العام 1989 ، وبعد 44 عاما من تلك الصورة الخادعة والهشة (للكيانات) و(الأوطان) المفترضة في الشرق الأوسط التي عاصرها جيلان على الأقل ، بدا لنا الآن جليا ً صعوبة تجديد هوية لا بد منها، مع إدراك مر وقاس هو: ضياع طاقات فكرية وسياسية ( كان يمكن أن تختزن فكرة جادة عن الهوية لو صرفت وقتا من جهدها) في الهامش الأيدلوجي لعصر الاستقطاب لدى جميع القوى السياسية والفكرية السودانية دون أن تعرف أن ذلك الهامش كان سقفا قابلا للانهيار(كما حدث بالفعل وانهارت معه كل الآيدولجيات) لفاعليات تاريخية ومعاصرة (غربية تحديدا) تحكمت فيه، وأن التخلف هو الذي كان القناع الخفي لما بدا لتلك القوى أنه إسهاما في ذلك الهامش بآيدلوجيا أسسها الاستعمار في البلاد المستعمرة . ولقد كان من الصعب الإفلات من ذلك الاستقطاب في معناه الفكري والسياسي ، إلا لقامات فكرية فردية كبيرة (عبد الله العروي ـ مالك بن نبي ـ قسطنتين زريق ـ كمال جنبلاط) أدركت ذلك دون أن يكون لها القدرة على إقناع جماهير ونخب وشعوب ملجومة بأيدلوجيا عتيدة لا يمكن الفكاك منها . الأخطر من ذلك أن الذي ترتب على هذه المعرفة اليقينية بعد سقوط الإتحاد السوفيتي وثورة المعلومات والاتصالات هو: أن الذي بدأ يتخـَّـلع اليوم هي تلك (الكيانات) و(الأوطان) التي حال دون تفتيتها أوضاع ُالحرب الباردة . فلم تكن هناك في السودان ـ كما في الدول العربية ـ طبقة برجوازية (الطبقة الوسطى) حقيقية ـ كما كان مظنونا ـ تمنع تلك (الأوطان) و(الكيانات) من الانهيار الذي نراه اليوم ، ولم يكن هناك مقدمات عميقة وذاتية لإجتراح معرفة خلاقة لعلاقة الهوية السودانوية بصيرورة ومصير السودان على المدى الإستراتيجي البعيد. طبعا كان ذلك عسيرا ً دون أن يكون مستحيلا ً .
    وحاجتنا اليوم إلى الحريات ، بعد أن فشلت كل الخرافات الفكرية والسياسية للحرب الباردة ، وبعد فشل الإسلاموية السياسية مؤخرا في السودان ، هي الضمانة الوحيدة لتجريب أفكارنا النسبية فيما يجب أن نكشف ضرورته بعيدا عن الآيدلوجيا.
    ذلك أن الذي يخلق الهوية السودانية ويمنحها سلطة التأثير في الوعي والسلوك السودانـَيين إنما هو الإبداع ؛ الإبداع بمعناه الشامل الذي ذكرناه في بداية هذا المقال ؛ وهذا الإبداع لا يمكن أن يتنفس وينتج آثاره الفاعلة في الحياة إلا في مناخ الحريات ، وعليه من خلال الحريات يمكن للأفكار أن تختبر جدواها. لكن الحريات في نفس الوقت تحتاج إلى تضحيات ونـُخب تستعد لتلك التضحيات لتدور عجلة الإبداع من جديد . فليس هناك أعقد من خلق هوية تـتسرب بفاعلية ويسر في أعماق السودانيين ، والعكوف على مقدمات معرفية (وليس آيدلوجية) فيما خص هذه الهوية في كل مجالات المعرفة والإبداع الذي يعني : تجسيد العمق والبساطة في أقنوم واحد لتحقيق التأثير الإيجابي المطلوب (هنا يمكننا أن نقول أن الغناء السوداني بمدارسه العديدة
    ومراحله المختلفة هو خير مثال للمعنى العميق الذي ينبغي تحققه في المجالات الحيوية الأخرى لهذه الهوية في الحياة السودانية) .
    بيد أن المفارقة في إشكالات الهوية السودانوية أنها تنطوي على وعي يوحي غموضا لبعض مصادرها ، حين تختزن هذه المصادر تعبيرات تستلهمها بوعي أيدلوجي لدى بعض القوى والتيارات فينتج عنها نتائج مدمرة ، وردود أفعال معاكسة لا بسبب ذلك المصدر الذي يعاد إنتاجه ، بل بسبب التأويل الآيدلوجي لذلك المصدر. وكثيرا ما يصبح ذلك التأويل بعد أن يتكرس في حركة تاريخية (كالمهدية مثلا ، والتي هي بالقطع إحدى مصادر السودانوية) إلى مصدر رديف من مصادر السودانوية ،أي أنه في مثل هذه الحالات يصبح الفرز المعرفي للإسلام (الذي هو مصدر أصيل من مصادر السودانوية أيضا) عن الآيدلوجيا عملا مركبا وشديد التعقيد ، وقد يعاد أنتاج الأدلجة الإسلاموية مرة أخرى (كما حدث ويحدث حتى الآن مع انقلاب "الإنقاذ" ) . والحال أن الفرز المعرفي بين الآيدلوجيا والإسلام هو ما يمكن أن يشتق تأويلا جاذبا للإسلام في مصادر هذه الهوية ، دون أن يكون هذا الفرز آيدلوجيا عكسية للأيدلوجيا الإسلاموية ، أي تلك القراءات الأنثروبولوجية للغربيين ، وتلاميذهم . وكذلك يمكن للثقافة العربية في السودان أن تنتج تأويلا يفصل فيها بين القيم الإنسانية التي تنطوي عليها ، وبين التقاليد الأوتقراطية المتخلفة التي تختزنها الذاكرة الشعبوية لتلك الثقافة والممارسات التاريخية التي استندت عليها.
    في هذا الصدد لا بد أن تجد الإفريقانية الصرفة (أي الزنوجة التي هي مصدر أساسي من مصادر السودانوية ) ، والمنعكسة ـ أحيانا ـ كرد فعل سلبي لأوتقراطية الثقافة العربية ، لا بد أن تجد لها تأويلا يرتقي ببعض صورها الشعبوية إلى مصاف تصغي لكل التراكمات الإيجابية في محيطها الإثني المشترك مع الثقافة العربية . ذلك أنه ربما كان مأزق الإفريقانية في السودان هو مأزق ملتبس بين حاجز اللغة الذي يحد من تناغمها في محيط الزنوجة خارج السودان ، وبين الوهم والظلم الذي خلقته الذاكرة الشعبوية للثقافة العربية عبر انجذابها الفج أحيانا لكل ما هو عربي ، فيما هي في نفس الوقت ، تخفي أو تحاول أن تخفي سمات ظاهرة لكيانها الهجين ، مما أدى إلى ردود أفعال كانت الإفريقانية الشعبوية إحدى آثارها التي كان لابد من انبعاثها .
    والحال أن اكتشاف القيم الإنسانية في ذلك الهجين السوداني الغالب ، واختبار معناها الإبداعي في كل مجالات الحياة ، هو صميم هذه الهوية السودانية . وسنحتاج مرة أخرى إلى الاستشهاد بالغناء الذي ينطوي على معنى إنساني باعتباره إبداعا خالصا . فالغناء السوداني جسد ذلك في لغته العربية وإيقاعه الأفريقي ، وكان بتلك الحالة الأقنومية مصدرا من مصادر الكشف عن هذه السودانوية الجميلة والأصيلة في الفن.
    ولهذا فإن فحص الأوهام والإلتباسات التي تذهب بالأفريقانية إلى الفراغ ، وتذهب بالعروبة المندفعة ـ بفجاجةـ نحو الواقع العربي المعاصر إلى الضياع ، هو المشروع المعرفي الذي لا بد أن يؤسس له المبدعون السودانيون مبررات جاذبة في كل حقول المعرفة والحياة السودانية أي : العكوف على إعادة صياغة لـ(سودانوية) جديدة .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * عن صحيفة الحياة اللندنية 6/10/2006

    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 06-01-2007, 04:27 PM)
    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 06-01-2007, 04:36 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-28-07, 04:54 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية النصرى أمين05-28-07, 05:12 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-28-07, 05:18 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-28-07, 05:25 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-28-07, 05:26 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ahmed Suliman05-28-07, 05:37 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-28-07, 05:52 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-28-07, 05:45 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Mahjob Abdalla05-28-07, 05:50 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-28-07, 07:32 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية esam gabralla05-28-07, 05:57 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-28-07, 07:34 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية kamalabas05-28-07, 06:01 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-28-07, 07:36 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-28-07, 06:14 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-28-07, 07:26 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية نصار05-28-07, 06:15 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية مروان جمال الدين05-28-07, 07:21 PM
      Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-28-07, 07:30 PM
        Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية عبدالكريم الامين احمد05-28-07, 07:42 PM
          Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-28-07, 07:49 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-28-07, 07:38 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-28-07, 07:58 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-28-07, 08:07 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-28-07, 08:08 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية محمدين محمد اسحق05-28-07, 09:01 PM
      Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-28-07, 11:16 PM
        Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-30-07, 03:09 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-28-07, 09:36 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-28-07, 11:17 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Mutwakil Mahmoud05-28-07, 11:24 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 05:41 AM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-28-07, 11:44 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية عبدالغني بريش فيوف05-29-07, 00:25 AM
      Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية هاشم نوريت05-29-07, 00:33 AM
        Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية عبدالغني بريش فيوف05-29-07, 01:52 AM
          Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية عبدالغني بريش فيوف05-29-07, 03:02 AM
          Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 05:52 AM
          Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-30-07, 09:01 AM
        Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 05:42 AM
      Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 06:03 AM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-29-07, 01:42 AM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-29-07, 02:49 AM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 05:57 AM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Adrob abubakr05-29-07, 04:48 AM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 05:37 AM
      المهجر/المنفى ودوره فى إجتراحات وتحولات هويتى Ishraga Mustafa05-29-07, 07:15 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 06:02 AM
      Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Abdulgadir Dongos05-29-07, 06:16 AM
        Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 06:47 AM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Abdelmuhsin Said05-29-07, 07:30 AM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 07:46 AM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Abdelmuhsin Said05-29-07, 07:52 AM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 07:58 AM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Abdelmuhsin Said05-29-07, 09:54 AM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Abdelmuhsin Said05-29-07, 10:18 AM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 11:03 AM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية إدريس البدري05-29-07, 11:15 AM
      Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية ابو جهينة05-29-07, 12:55 PM
        Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 01:21 PM
      Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 01:18 PM
        Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Tragie Mustafa05-29-07, 01:56 PM
          Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 03:07 PM
            Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 05:14 PM
        Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Hisham Osman05-29-07, 05:39 PM
          Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 05:45 PM
            Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Kostawi05-29-07, 08:47 PM
              Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-30-07, 08:38 AM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-29-07, 07:21 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 07:25 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-29-07, 07:31 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-29-07, 07:57 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية وليد محمد المبارك05-29-07, 08:06 PM
      Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-30-07, 05:50 AM
        الاسود- الابيض... كمصطلح و كهوية سياسية Ishraga Mustafa05-30-07, 08:14 AM
      Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-30-07, 08:24 AM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية willeim andrea05-30-07, 11:12 AM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-30-07, 11:36 AM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية esam gabralla05-30-07, 11:36 AM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية esam gabralla05-30-07, 11:43 AM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-30-07, 11:51 AM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Deng05-30-07, 12:08 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-30-07, 02:32 PM
      Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Kostawi05-30-07, 03:37 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-30-07, 07:54 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-31-07, 07:22 AM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-31-07, 02:35 AM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية عبدالغني بريش فيوف05-31-07, 04:47 AM
      Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-31-07, 12:24 PM
        Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية bent-elassied05-31-07, 02:58 PM
          Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-31-07, 06:35 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha05-31-07, 06:12 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa05-31-07, 06:19 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha06-01-07, 04:09 AM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa06-01-07, 07:26 AM
      Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Elkalakla_sanga3at06-01-07, 02:30 PM
        Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية محمد جميل أحمد06-01-07, 04:21 PM
  Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Bashasha06-01-07, 08:53 PM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Biraima M Adam06-01-07, 09:42 PM
      Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa06-02-07, 08:40 AM
    Re: حوار هادىء مع بشاشا حول مفهوم الاسود وتحولات الهوية Ishraga Mustafa06-02-07, 08:36 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de