عثمان مرغني: مره اخري !!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-29-2024, 02:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة علي عسكورى(Asskouri)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-31-2004, 06:22 PM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    موضوع الكاتب عثمان مرغني من الراي العم 31-12-04

    الجمعة31ديسمبر2004
    الآخر لمشروع سد مروي الوجه
    الحلقة الثالثة
    يقلم : عثمان مرغنيتقبل في وطن جديد لم تظهر بعد محاسنه و مرة أخرى في الشمالية
    منطقة منزوعة الإنسان..!!
    المقاهي والكافتيريات والاستراحات والمساجد التي تستلقي على جانبي الطريق امتصت كثيرا من وحشته ورهبة المخاطر التي كان يحسها عابروه في الماضي .. "كافتريا الحميدي" على مشارف أمدرمان ثم استراحة الشريان في منطقة "التمتمام" .. ثم قهوة "أم الحسن" .. وغيرها سلسلة طويلة من مصدات الوحشة في هذا الطريق الصحراوي.. الذي يفترق في (الملتقى) حيث يتفرع الى ثلاثة أذرع يسافر اليمين منها في اتجاه الشمال الشرقي تلقاء مدينة مروي .. ويواصل الوسط سفره الى شمال الشمالية عبر الدبة الى دنقلا .. والطريق الأيسر يتجه نحو مدينة "الملتقى" أو "الحامداب الجديدة" التي كانت مهبط الهجرة الأولى للمرحلة الاولى من المتأثرين بسد مروي ..
    وبرحابة المساحة التي تحتلها الولاية الشمالية الا انها منطقة منزوعة الإنسان .. فقد رحل عنها جل أهلها وتركوا الموارد الشحيحة فيها للقلة التي يستلزم وجودهم لفلاحتها ورعاية الوصل بالمكان والتاريخ والأرض .. فحسب التقديرات الرسمية نصف مليون نسمة فقط هم سكان الولاية الشمالية كلها.. يحتلون مساحة أكبر من مساحة جارتنا مصر .. وهم بالعدد أقل من سكان حي واحد في (شبرا) بالقاهرة او حتى في الحاج يوسف أو امبدة ..
    وكلما سلكت طريقا صحراويا قفرا تراءت لي صورة صديقي وزميل الدراسة المهندس الطاهر احمد سالم الذي راح ضحية رحلة التيه التي قام بها مع بضعة من رفاقه عام 1996 في طريقهم من مدينة كريمة الى مدينة دنقلا عبر الطريق المعروف ( المحيلة) الذي يشق صحراء لا يرى فيها اثرا ولا علامة ... فخرجوا من ديارهم يوم الجمعة على ظهر عربة "بوكس" ولم تكن الرحلة تتطلب أكثر من ساعتين للوصول الى دنقلا لكنهم تاهوا في صحراء بلا آخر واستنفدوا كل ما معهم من ماء وغذاء وبدأوا بعد يومين فقط (اى الأحد ) في التساقط كأوراق الخريف واحدا تلو الآخر الى أن كان آخرهم عميد كلية الآداب بجامعة دنقلا الذي كتب على ورقة تفاصيل ما حدث وصلى على رفاقه الموتى ثم تمدد داخل السيارة التي كانوا يستغلونها وأوصد الابواب وانتظر ساعته .. ولم تعثر عليهم فرقة البحث الا بعد سبعة ايام بعد ان سجلوا شهادتهم لله على نكد الطبيعة وضيعة الانسان في بلد تعيش وكأنها على حدود القرن الثامن عشر ..
    مستعمرة "الحامداب الجديدة" ..!!
    اتجهنا صوب المدينة الجديدة التى استوطنها أول فوج من المهجرين.. مستعمرة (الحامداب الجديدة) أو الملتقى كما يعرفها الناس .. ولا تقلقكم كلمة "مستعمرة" فهي في اللغة من الإستعمار أى "إعمار" الأرض ..وهي عبارة عن مشروع زراعي أقيم خصيصا لاستيعاب المرحلة الاولى من التهجير .. مساحة المشروع حوالى (13) ألف فدان الا أن نصفها فقط مستصطلح حاليا فالنصف الآخر ما زال ينتظر المستوطنين الجدد الذي لم تكتمل عملية تهجيرهم بعد وما زالوا في قراهم في منطقة السد.
    المجمعات الاسكانية في المشروع موزعة على ثلاث قرى .. الأولى ويطلق عليها " القرية واحد " إدارية يسكنها الطاقم الاداري والفني المسئول عن المشروع الزراعي وبعض الخدمات الحكومية وهي منازل جميلة وكبيرة وبينها استراحة فندقية راقية وكلها من طابق واحد ..
    أما القريتان الآخريتان " اثنين وثلاثة " فهي التي يقطنها المهجرون .. وقد خططتا بصورة عصرية من حيث سعة الشوارع والميادين وتوزيع البيوت الى مربعات وتوفر الخدمات الرئيسية مثل التعليم العام بمختلف مراحله والمراكز الصحية والمساجد والأسواق وخدمات المياه والكهرباء..
    المستوطنون الجدد يكابدون حالة الاحساس بالمرحلة الانتقالية .. الانتقال من العزلة الجغرافية الضيقة الى رحابة المجتمع المفتوح الباحث عن كماليات الحياة المدنية .. وحالة الحنين للوطن الذي لا يزالون يجدون ريحه .. وحالة الهاجس من المستقبل في وطن جديد لم تظهر بعد محاسنه و عيوبه ..كان ذلك واضحاً في نظراتهم ومن خلف الحروف في أحاديثهم ..
    ربما وحدهم الأطفال هم من ينظر بعين الرضاء لكل شيء في الوضع الجديد فقد خلقوا لزمان غير زمان آبائهم الذين قاسوا متعة وشظف العيش في جوار النيل بكل خصوبة وضيق ارضه .. والاطفال ليسوا معنين كثيرا بمفردات العاطفة تجاه الموطن الاول .. سألتهم في الفصل السادس في مدرسة الأساس " من منكم يملك عجلة ؟ " رفعوا كلهم ايديهم الا قليلا .. ظهور الحمير لم تعد تناسب جيلهم وفي قراهم القديمة لم يكن في قائمة الاحلام أن يذهبوا الى مدارسهم الا سيرا على الأقدام او على ظهور الحمير أو بالمراكب عبر النيل .. هل تصدقون ان الأطفال من عمر الفصل الأول في مرحلة الاساس يمكثون في " الداخلية " في مدارسهم لأنه من المستحيل أن يجدوا وسيلة لنقلهم الى مدراسهم البعيدة كل يوم .. طفل في السادسة من عمره يفتقد نعمة البقاء بين أبويه حيث تلتقفه " الداخلية " بكل وحشتها وجفاف لياليها ..
    سألت رجلا في مدينة الملتقى.." من أين تجدون اللبن الحليب ؟؟ "
    رد بكل تلقائية .. " نحن هنا نشرب الألبان المعلبة "
    سألته مرة أخرى .. وأين ماشيتكم التي كنتم تعتمدون عليها في اللبن ؟
    رد ببساطة .. إما بعناها او تركناها هناك ..
    قليلون الذين اخذوا معهم ماشيتهم لان الموطن الجديد لم يكن جاهزا بما يكفي لاستقبال تلك الحيوانات التي ستحتاج من أول يوم لمطعهما من الحشائش .. البعض أحضر الماشية وهم الذين اخضرت مزارعهم بسرعة وتأقلموا وعبروا حالة الإحساس الإنتقالي بأعجل ما تيسر ..
    المنزل الجديد الذي ناله كل مهاجر تتراوح مساحته بين ثلاث فئات الأكبر (1200) والأوسط (900) والأصغر (600) مترا مربعاً .. تتوسطه المباني التي تتكون من حجرتين وصالون ومطبخ وحمام ومرحاض .. مبني بالطوب الاحمر ومبطن بالطوب الأخضر حتى يتلائم مع حرارة وبرودة طقس تلك الأصقاع الصحراوية ..
    من مال التعويضات السخية التي نالها المهجريون امتشقت في اسطح العديد من المنازل هوائيات التقاط البث التلفزيوني وآخرون أفضل حالا ظهرت اطباقهم الفضائية الرقمية (ديجيتال) وفي كل الأحوال تتوفر هذه الخدمة الترويحية في النادي الكبير الذي اقيم وسط كل قرية..
    من المؤكد ان لكل مهاجر الى ( الملتقى ) قائمة شخصية طويلة من حسابات الأرباح والخسائر التي جناها أو فقدها بسبب التهجير .. لكن العامل المشترك بينهم تقريباً هو الحزن المكتوم على الوطن القديم .. عاطفة اشتهر بها الشايقية الذين يكونون الغالب الكاسح من هذه المرحلة الأولى من التهجير..
    تحت الطبع .. مستعمرة " امرى الجديدة" ..!!
    عبر طريق نصفه مسافته أسفلت والباقى طريق ممهد تتخلله تلال صخرية واودية وصلنا الى مدينة "امرى الجديدة ".. الوطن الجديد للمرحلة الثانية من التهجير .. سيكون من نصيب سكان جزيرة "امري" وهم خليط من الشايقية والمناصير .. ويقع الوطن الجديد في منطقة "وادي المقدم" الخصيبة وقد اختاره الأهالى بأنفسهم لخصوبته وقربه من الطريق القومي والنيل معا.. وتتكون "امرى الجديدة" من أربع قرى تتوسطها مدينة وتأخذ القرى بالترتيب الأرقام من واحد حتى خمسة بينما حازت المدينة على الرقم (3) .. وقد شاهدت المنازل تكاد تكتمل في كل القرى والمدينة حيث تسابق الزمن أربع شركات مقاولات نصفها من القطاع الخاص لاكمالها قبل ميقات التهجير .. ومنازل المستوطنين في "امرى الجديدة" تكاد تكون نسخة من تلك التي رأيتها في (الملتقى ) سوى بعض التعديلات الفنية التي سأوردها لاحقا ..
    مشروع "امرى الجديدة" مساحته (35) ألف فدان ويروى بمضخات ضخمة شيدت على النيل تعمل حالياً بالجازولين لكنها قادرة على التحول الى الكهرباء بلا تعديلات رئيسية في انتظار الكهرباء التي ينتجها سد مروي ابتداء من يوليو من 2007..
    وصلنا الى مدينة مروي ليلا .. مكثنا قليلا في الاستراحة التي شيدتها ادارة السد ثم واصلنا طريقنا الى مدينة السد التي اقيمت على ضفة النيل اليسرى حيث موقع السد .. كان منظرا مهيباً الأنوار تسطع من البعد فتظهر وكأنها مدينة كبيرة في وسط الظلام الدامس في تلك المنطقة المنسية .. شعلة من وهج تملأ المكان وضجيج الآليات والنشاط الذي لا يتوقف دقيقة واحدة ليلا او نهارا..
    آلة الزمن .. العودة الى الماضي..!!
    في صباح اليوم التالي تجولنا لعدة ساعات في موقع السد .. خلية النحل التي تغدو وتروح فيها آلاف الآليات والبشر من الصينين والسودانيين ..وفي منتصف النهار قطعنا طريقا شبه مسفلت الى مدينة "كريمة" مركز الشايقية الاول ومنها عبر طريق صحراوي موحش ومخيف الى محلية "الكاب" قلب المناصير ..
    لولا قضيب القطار الذي يتمدد على مد البصر في الصحراء لما أمكن لنا أن نتبين الى أية متاهة نحن سائرون .. لا معالم ولا أثر في الأرض .. وصحراء ممسوحة البصمات لا تصلح الا لتصوير فيلم عن فجر الاسلام ..
    كانت السيارة التي نستغلها قادرة على السباحة في سطح الرمال فهي من ذوات الدفع الرباعي المصنوعة خصيصاً لمثل هذه المتاعب لكنها مع ذلك كانت بين الفينة والأخرى تغطس في الرمال فتئن ثم نترجل عنها فندفعها بالأيدي بصعوبة فتتحرك .. وكنا كلما أبحرنا في عمق الصحراء يراودنا احساس بآلة الزمن التي ترتد الى الوراء .. رحلة الى الماضي في دنيا يقف الانسان فيها وحيدا أمام الطبيعة بلا خدمات أو مكتسبات الحضارة الحديثة التي شقى الانسان في اختراعها وتطويرها..
    القرى متناثرة ترتاح في المساحات الكبيرة الشاغرة .. والبيوت داخل القرى متناثرة - أيضا - على قدر المساحات الخالية فيها .. كل شيء يبدو واسعا وشاغرا الأرض الزراعية الضيقة على شريط النيل الذي يرقد بعيدا في عمق المجرى وينسحب رويدا رويدا حتى تصبح عملية ضخ المياه منه مرهقة للآلة والانسان الذي يدفع أضعاف الكلفة ليروى جزءا يسيرا من مزرعته الصغيرة ..
    ومع ذلك يقف الانسان شامخا في وسط كل هذا الضيم والشقاء .. علاقة الانسان هنا بالأرض ليست "مصلحية" مباشرة ..فهي أرض صماء عزيزة في حجمها ومساحتها الضيقة .. لكنه ارتباط هوية وجذور ووجدان ( صخورنا ولا مكة) عبارة قالها "محمد احمد" شاب في الثلاثينات من عمره مزارع في قرية في محلية "الكاب" قالها عندما أبديت له دهشتي من ضيق الأرض وصعوبة استصلاحها وبعد الماء عنها ..
    وعندما يرخي الليل استاره في هذه المنطقة يصبح للظلام ملمس خشن من شدة السواد .. القرى لا تكاد تبين العارفون بدروبها وحدهم هم الذين يستطيعون الانتقال بينها ليلا .. والعقارب السامة تنتشر في المكان .. لم أرها لكن الحكاوى عنها كثيرة .. تقتل البعض خاصة الأطفال في غياب الرعاية الصحية وتباعد المسافات الى أقرب مركز صحي أو مستشفى ..!
    حتى ..الأحلام لها حدود ..!!
    المواطن في تلك المناطق يعيش على ما تنتجه مزرعته نباتيا وحيوانيا.. لا يشكل الطعام مشكلة لأى فرد في القرية حتى ولو لم يكن يملك مزرعة .. ففي إحدى قرى "أمري" وجدت خمسة أسر غريبة عنها من قبيلة مشهورة بالعمل في مجال تصنيع الأواني المنزلية المعدنية لا علاقة لهم بالزراعة أو الأرض ومع ذلك لا يعانون مشقة في الحصول على طعامهم من مزارع أهل القرية .. وتتوفر اللحوم بتوفر الثروة الحيوانية التي يعتني بها اصحابها ويعلفونها من مزارعهم الصغيرة والحشائش التي تنمو على ضفاف النيل ..
    في بعض أجزاء الرحلة كان الأمر يتطلب عبور النيل بالمراكب المعدنية الصغيرة التي تتكيء على ضفاف النهر وكأنها ملك مشاع لمن أراد العبور .. والنيل هنا يحتشد بالتماسيح الشرسة التي تعود الناس على سماع دراما اختطافها للإنسان والحيوانات .. حكوا لي قصة شاب اقتطع التمساح ذراعه قبل ايام قليله .. وفي داخل الجزر الفسيحة كجزيرة" أُولى" بضم الهمزة يعيش الأهالى حياة معزولة عن العالم الخارجي يربحون من عزلتهم أمانا كبيرا .. يتركون حاجياتهم في العراء في أى مكان ولا يخافون عليها السرقة أو الضياع .. حصانة ذاتية لا تحتاح الى عين الرقيب .. وفي المقابل فإن العزلة جعلتهم يكابدون شح الخدمات ووعورة الانتقال من مكان الى آخر ..
    البيوت كلها - تقريباً - مشيدة من الطوب الأخضر ( الطين) .. فسيحة في (الحوش) وفقيرة في مستلزمات الحياة..فلا كهرباء أو ماء .. حتى المراحيض تبدو شحيحة في عددها ونوعها .. ولا يبدو أن الطموح في تلك الأنحاء ييسر للإنسان أن يحلم أبعد من رزق يومه وقليلا مما يحفظ بعض الشكل الاجتماعي.. فمهما عظم ثراء الانسان فإنه لن يحلم ببيت جميل أو مدرسة عصرية لأولاده .. حتى للاحلام هنا حدود .. وحدود ضيقة جدا ..
    بين "المناصير" .. و" الشايقية ".. هواجس !!
    في هذه الأنحاء يرقد تاريخ طويل جدا لحضارة الانسان السوداني .. وقد عاش الملوك القدماء وبنوا ممالكهم على ذات الرقعة الضيقة لكنها كانت في زمانها كافية لهم وليقيموا عليها كل ذياك السؤدد .. ومن هنا عبر الغزاة والمحتلون ومنهم من قضى نحبه على أيدي المناصير مثل الجنرال "ستيورات" الذي يقول الأهالى إن بقايا باخرته العسكرية لا تزال قابعة في الشاطيء ..
    الخارطة القبلية في هذه المناطق محيرة للغاية .. فقبيلة المناصير التي تقع بين فكي كماشة قبيلتي الرباطاب شرقا والشايقية غربا تتداخل مع القبيلتين بصورة محيرة تكاد تطمس معالم الفروق بينهم خاصة للعين الغريبة عنهم حتى طريقة مط الحروف التي اشتهر بها الشايقية تبدو سمة مشتركة مع المناصير في مناطق "امرى" و" الحماداب" حيث التداخل مع الشايقية بينما روح الفكاهة و سلاطة اللسان والرد الذكي السريع تبدو عند المناصير في المنطقة الأقرب الى قبيلة الرباطاب.. وفي أحيان كثيرة يبدو صعبا التفريق بين أفراد هذه القبائل للتشابه حتى في السحنة .
    لكن مع ذلك فإن هناك ثمة بقايا حساسيات مشتركة بين المناصير والشايقية .. في بعض مناطق الشايقية يطلقون على المناصير كلمة " الزوارة" . أى " الزائرون" وقد شرح لي بعض اهالى المنطقة أن الاستدراج التاريخي للكلمة جاء من وفود المناصير التي كانت "تزور" الشيوخ في مناطق الشايقية .. فصاروا في مخيلة الشايقية أقرب الى الحجاج الوافدين " الزوار" .. وفي باطن هذه الكلمة يحس المناصير بشبهة الاستعلاء والتفاضل العرقي.
    هذا الهاجس الداخلي جعل المناصير يستريبون في " مؤامرة" شايقية الصنع تستهدف اخراجهم من أرضهم وتفريغها من الوجود السكاني المناصيري ثم العودة اليها عن طريق مشاريع تنمية مصاحبة للسد .. وأسهم في تعضيد فكرة "المؤامرة" في خاطرهم وفرة القيادات في ادارة السد التي تنتمي الى قبيلة الشايقية..
    بل ذهب المناصير أكثر من ذلك في تخيل مؤامرة الشايقية عندما بدأت مدينة "مروي" تتبرج ببعض المشاريع العمرانية الحديثة تمثلت في مشاريع سفلتة الطرق الداخلية وتشييد مطار جديد بدرجة " دولي" واقامة جسر على النيل بين مروى وكريمة بديلا للـ"بنطون" الفقير الذي كم أهدى النيل شاحنات كبيرة كانت تنزلق بكامل شحنتها الى قاع النهر عند محاولتها الصعود الى سطح "البنطون" ..
                  

العنوان الكاتب Date
عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri12-31-04, 06:01 PM
  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri12-31-04, 06:22 PM
    Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri12-31-04, 06:30 PM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-01-05, 04:37 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-02-05, 05:58 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-02-05, 08:40 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-02-05, 11:26 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-03-05, 05:41 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-04-05, 08:42 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-04-05, 05:19 AM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-03-05, 04:35 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-09-05, 04:59 PM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-10-05, 07:13 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-12-05, 06:45 AM
    Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-05-05, 12:00 PM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-08-05, 06:00 AM
  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-01-05, 08:44 AM
    Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-01-05, 08:56 AM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-01-05, 12:59 PM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-03-05, 09:38 AM
  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-05-05, 04:47 AM
  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Omer5401-06-05, 00:19 AM
    Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-06-05, 08:49 AM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-06-05, 01:15 PM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-07-05, 04:43 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-09-05, 07:39 AM
            Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! معتصم ود الجمام01-09-05, 05:50 PM
              Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-09-05, 07:54 PM
              Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-11-05, 11:16 AM
                Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-15-05, 04:00 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-13-05, 06:44 AM
            Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-19-05, 05:24 PM
              Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-28-05, 12:48 PM
                Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-29-05, 08:34 AM
                  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-30-05, 08:18 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de