وبالناس: رَوَّى قلمه غير راحم ........منصور خالد (8)...د. عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 10:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة منصور عبدالله المفتاح(munswor almophtah)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-24-2007, 00:49 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وبالناس: رَوَّى قلمه غير راحم ........منصور خالد (8)...د. عبد الله علي إبراهيم

    ومنصور خالد (8)

    وبالناس: رَوَّى قلمه غير راحم



    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]

    (نظرنا في العنوان إلى بيت أبي الطيب المتنبىء : ومن عرف الأيام معرفتي بها وبالناس روي رمحه غير راحم)



    من نافلة القول ذكرنا بأن الود بين جريدة الناس والحزب الوطني الاتحادي بزعامة السيد إسماعيل الأزهري الأزهري في الفترة 1957- 1958 كان مفقوداً. فقد كانت الصحيفة بوقاً لخصمه السيد عبد الله خليل البيه الذي ورث رئاسة الوزاراء عنه في 1956. فهي لم تكن منبراً لحزب البيه، حزب الأمة، حتى لتلتزم بما قد يلتزم به. كانت هي صوت البيه لا تشرك به. وما زاد من تبعتها تجاه البيه أمران. اولهما أن عقل التحرير فيها كما نزعم كان الأستاذ منصور خالد المحامي حديث التخرج من جامعة الخرطوم ومدير اتصالات البيه. أما الأمر الثاني فهو أن البيه نفسه كان يمر بفترة شقية من حياته السياسية اضطر معها إلى الاستنجاد بالجيش ليمسك بزمام البلد بانقلاب 17 نوفمبر 1958 . ولم تحظ مقاصد هذا الانقلاب ودخائله بنظر تاريخي بعد يعيد النظر في مسلماتنا عنده. وخدمت جريدة الناس البيه في أصيل عمره السياسي حيث جفاه حتى حزبه والدوائر الغربية التي أحسنت الظن فيه قديماً. وبدا أن الأزهري الذي أخرجه البيه من الباب عائد من الشباك في ترتيبات سياسية غربية لضبط البلاد وردها إلى التوازن من الغلو في معاداة الغرب والتعلق بجمال عبد الناصر. وأشرفت على هذه الترتيبات سفارات غربية بالخرطوم سعت لعقد حلف سياسي حكومي بين حزب الأمة والوطني الاتحادي يسلون منه البيه سل الشعرة من العجين.

    وتولت الناس عن البيه حرب الأزهري القوي بين جمهرة المدن ورافع علم البلاد المستقلة. وقد اتبعت خطتين للنيل من صورة الأزهري وحزبه الوطني الاتحادي وقادته. أما الخطة الأولي فهي "التحوين أو الحيونة" وأعني بها تصويرهم كحيوانات. وهذا باب معروف في تمييز المرء،الإنسان، نفسه عن الآخر، الحيوان. وأقصى ما يبلغه الواحد في مثل هذا أن يصف الآخر بأنه سحار أو "نم نم" آكل لحوم بشر. أما الخطة الأخرى فهي الأبلسة. واعني بها تصوير الأزهري ورفاقه كبؤرة فتنة اجتماعية وتخريب سياسي.

    وليس أدل على تحوين الإتحاديين من قبل الناس من وصفها زعامة الأزهري كغراب ينعق بالخراب. وجاء هذا في قول حاج أم قلة ويرمز الاسم إلى محرر بالناس سليط اللسان موهوب في النظم ربما كان هو الأستاذ خالد أبو الرووس خريج المعهد العلمي بأم درمان والمسرحي الذي اشتهر بمسرحية "خراب سوبا". سألوا الحاج عن معنى البيت:

    إذا كان الغراب دليل قوم يمر بهم على رمم الكلاب

    فشرحه وقال لهم إن الغراب هو الأزهري ومصداق ذلك الكلاب التي ذبحها أنصار حزب الشعب الديمقراطي في طريقه خلال زيارته لهم في عقر دارهم بالشمالية بعد أن شق عصا الطاعة على السيد علي الميرغني. و خصصت الناس باباً اسمه "غاب أب شنب" لرصد سياسات الاتحاديين رامزة إليهم بحيوانات معترف لها بالمكر والأذى. وتمارس هذه الحيوانات الاتحادية و الشيوعيون، ورفاق دربها، التخريب في غابة عليها وحيد القرن وهو البيه. وقد أخرج وحيد القرن، وهو رمز السودان قبل أن نصير إلى صقر الجديان في عهد الرئيس نميري، البيه من الحيوانية إلى البشرية الغراء. وقولهم "غاب أب شنب" في اسم الباب هي بعض قولنا "غاب أب شنب، وهو السيد المطاع، ولعب أب ضنب" وهو الفأر الذي يحاكي خبالاً صولة الأسد. وهو مجاز عربي سوداني في انفلات الأمر لغيبة الضابط والرابط. ومع أن الباب غالباً ما حرره السيد خالد أبو الروس إلا أنني حدست أنه ربما كان لمنصور دوراً في منشأ هذا الباب وخياله التحريري بصورة عامة. فقد بدا لي الباب مما استمد أسلوبه في السخرية مستعيناً بالحيوان من كتاب "حيوانات الحقل" للكاتب الإنجليزي جورج أورويل الذي صدر في 1945. وكان الكتاب وما زال أكثر الكتب شيوعاً في باب السخرية بنظام الاشتراكية تحت ستالين. ولم يبلغ شيوعه وخطره حتى كتابه "ألف تسعمائة أربعة وثمانين" (1949) الذي جاء بمصطلح "اللغة المزدوجة" لتصوير تعذر قولة الحق في الاتحاد السوفيتي. وكان منصور معجباً بالكتب الهازئة (حتى لا نقول المعادية) بالشيوعية. وقد حدثني الأستاذ محمد إبراهيم نقد إنه كان يستلف مثل تلك الكتب من منصور زميله بكلية الخرطوم الجامعية.

    اختارت جريدة الناس حيواناً مناسباً لكل من الشخصيات والقوى المناوئة لوحيد القرن والتي تريد الشر بغابته. وكثيراً ما أخذت الناس على وحيد القرن تساهله مع هذه الحيوانات المخربة. فأزهري في حظيرة وحيد القرن هو أبو القدح أي السلحفاة. ونظر المٌسَمي هنا إلى هئية جسد الأزهري من عنقه. فقد وصفته الناس في موضع آخر ب "الركام البشري" وسمته في موضع آخر ب"القنفذ" وقالت في موضع آخر أنه حيا موكباً ما بيده القصيرة .واختار صاحب "غاب أب شنب" للسيد يحي الفضلي، دينمو الحزب الاتحادي كما كان يوصف، رمز الدب. وربما تأثر المسمي هنا بما كان يٌرمز به إلى روسيا وهو الدب. وقد تسيس الرمز بتبني روسيا للشيوعية فصار الدب الروسي في الغرب صورة لمكر الشيوعية وعدوانيتها. وسمى صاحب الباب السيد مبارك زروق بالغزالة. وقد عٌرف عن الرجل عنايته بأناقته حتى سمته جريدة الناس نفسها ب"الفتى الأنيق المعطر". ووقفت أمام المحكمة تدفع عنها تهمة القذف بحق مبارك. أما الغراب فهو السيد حسن عوض الله. وسمت الناس الشيوعيين ب"الثعالب الحمراء" التي احتمى بها الاتحاديون بعد طردهم من الغاب، أي مجلس وزراء الغاب. وعابت على وحيد القرن صمته عن فعائل الثعالب تعمل في الخفاء كالخفافيش.

    ولم تسلم مصر من هذه الحيونة. فقد قال باب "غاب أب شنب" أن الأحزاب تفرط في وحدة الغاب باللغط بينما تتربص مصر بالغاب. وسمى الأحزاب ب "الضفادع" التي تنق فتفسد وحدة البلاد في وجه "النسر" وهو رمز مصر الجمهوري. والاتحاديون بعامة ضباع وذئاب. فقد انزعجت الناس لكثرة المواكب التي نظمها حزب الأزهري لتحيته في كل موضع. فقالت إن الحيوانات نفرت عن أبي القدح الذي ساح في أنحاء الغاب يستعطفها بموكب هزيل فلم يجد غير الثعالب الحمراء والضباع الهزيلة. ولسبب غير واضح من السياق غضبت الناس من حسن عوض الله فقالت إنه يريد العبث بالغابة. وربما كان حسن عوض الله هو الذي نظم حشود الاتحاديين للتظاهر من أجل زعيمهم. وقالت إن الغراب، وهو حسن عوض الله، سار في ركاب أبي القدح مدة طويلة ودرس على الدب الخبيث الماكر. وزادت بأنه حاول أن يتودد للأسد (هل هو نعت آخر للبيه صاحب الغاب؟) فطرده شر طردة. ولمحت الناس إلى خلاف بين الأزهري ويحي الفضلي فقالت إن الدب هدد بفضح أبي القدح بينما توسلت له الغزال، مبارك زروق، ان لا يفعل حرصاً على وحدة الحزب.

    ومن جهة أبلسة الحزب الوطني الاتحادي وزعيمه فقد كتبت الناس تاريخهما كما شاء لها انعدمت فيه الرجاحة وفجرت لغته فتحول إلى "ردح" مما اشتهرت به الحواري المصرية. فالاتحادي في رأي الناس حزب كان عهد حكمه للسودان (1954-1956) أسود "كممت فيه الأفواه، وأضحت الأهواء الشخصية والأغراض الدنيئة من سماته. وسالت في عهده دماء الشهداء الأنصار في مظاهرتهم لدي قدوم الرئيس المصري محمد نجيب في مارس 1954. وعلقت الناس على ليلة سياسية أقامها الحزب قائلة: "إن الجرح الكبير الذي فتحته حماقات الأزهريين في ضمير الشعب، هذا الجرح لن يندمل بليلة سياسية . . . ضمير الشعب ما زال يدمي مما صنعه هؤلاء الحمقى في هذه البلاد طول تاريخهم الأسود المخضب بدماء الشهداء والأبرار." ومن رأي الجريدة القديم أن الحزب الاتحادي عالة على مصر. وقد وقفت أمام المحاكم تدفع تهم القذف التي ناشتها حين كتبت عن تكفف الحزب مصر المال. وسنعرض لمحاكمة الناس هذه حين نكتب تاريخ الصحيفة وصاحبها مما توفر لنا من مادة. وقالت الجريدة أن الأزهري بَشِم (شبع) من المال المصري حتى أن الصورة التي أٌخذت للأزهري أمام البرلمان في مظاهرة جمعوا لها "غوغاء وسوقة ومتبطلون" من أزقة الخرطوم وحواري أم درمان لن تظهر "من فرط الأموال التي ابتزها من مصر ودماء أول مارس وكوبر والجنوب وسوق نخاسة نواب البرلمان". وقالت مرة إن الأزهري لا يأنس الحشمة في نفسه فيحمل على البيه لأنه تلقى سيارة هدية من ألمانيا (الغربية) بينما عربته هو الشفورليت من " من أموال صلاح سالم (2 ألف جنيه)استجداها وأعطاها له في مرحاض مطار الخرطوم".

    ولم أر من استخفت به صحيفة كالأزهري من الناس. فهو عندها ليس بشيء لا يلجمها عن شتمه احترامها لذاتها نفسه ناهيك عن منزلة الرجل في الوطن مهما اختلفنا معه. فليس هناك صفة لا تلصقها بالأزهري بالغاً ما بلغت من الفجور والإقذاع. فجاءت بعنوان يقول " وطاولت الأرض السماء سفاهة" وصفت في نصه الأزهري بأنه "دعي أحمق" واشارت إليه ب "هذا الذليل المزعوم" وتمنت لو أن "حمرة الخجل تعرف طريقها إلى هذا الدعي الصفيق الذي يجهل قدره بين الرجال". وقالت إن البيه رئيس الوزراء ينوي مقاضاة الأزهري لحديثه عن مزارعي الجزيرة "الذي اتسم بغير قليل من التهور وعدم تقدير الواجب الوطني". ووصفت كلمة صدرت من الأزهري عن السيدين أمين التوم وإبراهيم احمد، قطبي حزب الأمة، بأنها انحدرت إلى "إسفاف لئيم" و"حديث رذيل" لم يراجعه "بعض الرقعاء الذين يحركون هذه الدمية المكتنزة". وقالت إن الأزهري يخيل له بأنه فوق القانون ولكن المسئولين مصممين على سوقه إلى ساحة العدالة كما يساق "الأفاقون والمتبطلون". وكانت الناس تشتمه عربي وعامي. فقد رسمت كاريكتيراً يقود فيه البيه قاطرة الرخاء والأزهري يضع صخوراً على القضيب. ويقول البيه لأزهري: "سكة يا فارغات . . . أم حجباتن بعر".

    ولم تترك جريدة الناس للحزب الاتحادي جنباً يرقد عليه (انظر الصناديق باسفل هذا المقال). فجاءت الجريدة ببابها "حجيتك ما بجيتك" بفزورة سألت "إن شالو ما بنشال وإن خلو سكن الدار". وصحيح الحل فلكلورياً هو "الرماد" ولكن إجابة الناس كانت "الحزب الوطني الاتحادي". وهو حزب وصفته الجريدة بأنه يتكون من لمة ناس "عديمين شغلة وأولاد قهاوي" و أن "القائد الكبير لي الحكاية دي المجاهدة الكبيرة ست الصون والعفاف السيدة "الطقطاقة" عاد يا ناس دا كلام" (أنظر بعده). ثم عاد محرر الناس ينعى حشد الأزهري لهتيفتة أمام دار السفير الفرنسي يوم حفله بذكرى الثورة الفرنسية "العطرة". وصف ذلك بأنه "وصمة عار سوداء حالكة" لعصبة "المتبطلين التي يسمونها الحزب الوطني الاتحادي". وهو حزب متهالك "يريد إرضاء ذلك القنفذ البشري الذي يسمونه أزهري ببضع تصفيقات فاجرة". فأصبح هذا ديدنهم في المناسبات من أفراح وأتراح يهتفون لهذا الشخص المنهار. فحتى أمام منزل السفير الفرنسي، البعيد عن بيوت الأهالي، صفقت لأزهري الفلول في "فجور بَيِّن كل ما أطل ذلك المسخ برأسه".

    وأسفرت الناس في استهجانها الحزب الوطني الاتحادي عن بغضاء عظيمة للنساء من نوع "ما للنساء وللسياسة". وكانت السيدة حواء الطقطاقة، مغنية سيرة الأعراس، هدفاً لسهام هذا التهوين من حزب الأزهري. وولاء الطقطاقة للأزهري معروف بالطبع حتى أنها ترتدى، أمد الله في عمرها، في المناسبات الحزبية علم السودان مثلث الألوان الذي رفعه الزعيم في أول يناير 1956. ومن صفات ذم حزب الأزهري عند كتاب جريدة الناس قولهم عنه إنه "حزب حواء الطقطاقة". ففي باب "أضحك مع الناس :الطقطاقة وكيلة وزارة" قالت "المجاهدة الكبيرة والهتافة الممتازة" إن ألأزهري وعدها بأن تكون وكيلة وزارة الدفاع لو صار رئيساً للوزراء. وأضافت الجريدة أن ألأزهري أضاع الجنوب بالوعود، وفقد الحكومة بالوعود، وعادى المصريين بالوعود، وسوف يقضي على الطقطاقة بذلك الوعد. وفي موضع آخر قالت الناس إن الأزهري رجل لطيف وأنها تقول ذلك عن اقتناع. ولإقناع القراء حكى المحرر عن استقبال نساء كوستي للزعيم بالزغاريد في المحطة. فأستبشرن به: "وحلاتو يايمه". فوقف فيهن رجل المذكرات (وكان الأزهري ينشر آنذاك مذكراته بجريدة الأيام وهو ما سنتناوله في مقال قادم) التي ستغير تاريخ السودان أو لعله غَيّره حقاً يقول: "أيتها الأخت كاميليا ويا زميلات الكفاح المرير ويا جزءاً من كيان هذا البلد الأبي العنيد. إن كفاحكن سأسجله ضمن مذكراتي السياسية لتخلدن على مر الدهور وكلام من القبيل ده". وتقترح الناس على الأزهري إضافة فصل عن كفاح كاميليا وحواء الطقطاقة وهما من مشاهير النساء عنوانه "هؤلاء كافحن مع أزهري". وأكدت الناس أن هذا الفصل سيكون فصل الختام في مذكرات الرجل..

    وتطلعت الناس لانتخابات 1958 لتضع حداً فاصلاً لزعامة الأزهري المدعاة. وانتهزت سقوط مرشحين للحزب في انتخابات محلية في شندي والقضارف في مارس 1957 فرسمت الزعيم في كاريكتير بالجريدة وقد إنصَب عليه ماء بارد وهو مخضوض. وكان التعليق "أول الغيث". وتنبأت الجريدة بأن تلك الهزائم هي العلائم الأولي في أصيل زعامة الرجل. وكتب حاج أم قلة عن سقوط الأزهري:

    "فرعون" اتخذل وجات الأمور معكوسة وين يلقى الخلاص من سر عصاية موسى

    وقد رأينا أن نضع القاريء في هذا الإطار من استسخاف الناس للأزهري ليسهل عليه فهم الحلقة القادمة. وهي حلقة سنتناول فيها ما كتبته جريدة الناس في المذكرات المضادة لتلك التي كان ينشرها الأزهري بجريدة الأيام في يونيو 1957 مستعيناً بمحررها الأستاذ بشير محمد سعيد.

    صندوق

    "حزب الأمة سيسلمها عيسي" عبارة من آخر الخمسينات

    "ازهري بين البذل والإغراء"

    تحت هذا العنوان كتبت جريدة الناس كلمة لئيمة بحق الأزهري في مناسبة خروج رجلين من الختمية عن الوطني الاتحادي. فقالت كنا "نود أن نقول لذلك الركام البشري المترهل الذي يسمونه أزهري" إن ابتعاد هؤلاء الرجلين سببه أنهما لا يريدان أن يبقوا "في ذلك القطيع الملوث الذي تتقدمه ففرا من حزبك الموبوء فرار السليم من الأجرب". فقد ذهبا عنك خيار الناس "حتى لم يبق لك يا أبا جهل إلا تلك العصابة الآبقة والقطيع الخاسر وكلهم لا يملكون لك نفعاً". ونقلت الجريدة عن ألأزهري قوله إنه سيحكم البلاد بفطرته السليمة واعترضت الجريدة قائلة بأن الأزهري ليس له من هذه السلامة إلا "الرأس الذي يشبه فؤاد أم موسى". ونقلت عنه كذلك إنه قال إن حزب الأمة جزع على مستقبله السياسي ولكن الأمر عند جريدة الناس خلاف ذلك لأن الجَزِع هو الأزهري جزعاً جعله يهذر بالحديث عن "اللكوم وبنات الحور (وهي قصص وردت في مذكرات الأزهري كما سنرى في الحلقة القادمة). وأكدت الناس أن حزب الأمة سيظل يحكم البلاد رضى ألأزهري وكوكبته الجاهلة من حوله أم أبوا: "سيحكمونكم حكماً لن يقاس عمره بعد اليوم بالشهر والسنوات بل بالأجيال والآباء حتى لا يبقى على الأرض من الكافرين ديارا. هذه هي الحقيقة التي يجب أن تلقى طريقها إلى رأسك حتى لا تمضي تردد على الناس مثل هذا الإفك اللعين الذي يدبجه لك نَشَّاء جاهل وبيزنطي مغرور" (الناس 16-6-57).



    صندوق

    يحي الفضلي: حريق لاقي حريق

    (اشتهر السيد يحي الفضلي، دينمو الوطني الاتحادي، بالشدة على الخصوم في الليالي السياسية حتى أن جمهور الحزب كان يجازيه على تلك الشدة بقوله : "حريق، حريق". وقد ردت عليه الناس فيما سيرد أدناه بحريق فوق حريق).

    لم تكتف جريدة الناس بالرمز للسيد يحي الفضلي ب "الدب" كما ورد في صلب المقال بل وصفته بذلك بصريح القول. فقد قالت إنه هو "الخنزير البري المكتنز". وزادت بأن جراءته في تحويل الحق إلى باطل والباطل إلى حق يسميه علماء اللغة "صفاقة ووقاحة". "وهما صفتان لا نخال الآخرين يملكون مجاراة يحي لأن لهم وازعاً اسمه الضمير ولأنه لهم "بعض الأصول في هذا البلد يرعونها ويحرصون عليها". وآخر "صفاقاته" بحسب الجريدة نعته للسيد ميرغني حمزة، أول وزير أشغال سوداني وممن بقوا مع الختمية بعد خروج شيعة الأزهري عليهم، بأنه "رسام مكتب الأشغال، وعبد الرجعية" و"الرجل المتخاذل". واستغربت الناس ذلك من يحي "المخلوق الذي عاش عمره (يتبتل ) في بؤرة الفساد الضاري، عاش ينشر الدس، ويقتات على الكذب، ويبني مجده الزائف على الإفك والضلال البين". وضرب محرر الناس مثلاً على سوء يحي بمقارنته عملاق كميرغني مع ذلك "الفأر الأجرب الذي يسمونه حسن عوض الله". وقال المحرر إن "العصبة الأزهرية بما فيها شيخها الضليل الجاهل أبو الكوارث ناهيك عن هذا التابع الخامل الذي يسمونه حسن عوض الله" مصيرها الفشل "سيما والمنافسة منافسة في ميدان الخدمة العامة الوطنية الواعية لا في ميدان الربيع لكرة القدم". والمعروف أن حسن عوض الله، الغراب، ذو مساهمة مذكورة في الحركة الرياضية بأم درمان التي يقع فيها ميدان الربيع بحي العباسية. واستنكرت الناس على يحي، الذي وصفته هذه المرة بأنه "الخنزير البريء"، فن الرسم وهو وحسن عوض الله قعد بهم التحصيل "ليشغلا بعلمهما وظيفة كاتبين في مكاتب الدولة يوزعان البريد ويلزقان الطابع، ويمارسان نشاطاً آخر في وقت الفراغ لن يشرفهما بحال" (الناس 2-2-1958).

    لم نكتب بعد تاريخ الحريق في الوطن.
                  

العنوان الكاتب Date
وبالناس: رَوَّى قلمه غير راحم ........منصور خالد (8)...د. عبد الله علي إبراهيم munswor almophtah06-24-07, 00:49 AM
  Re: وبالناس: رَوَّى قلمه غير راحم ........منصور خالد (8)...د. عبد الله علي إبراهيم munswor almophtah06-24-07, 09:19 AM
    Re: وبالناس: رَوَّى قلمه غير راحم ........منصور خالد (8)...د. عبد الله علي إبراهيم Mohamed Abdelgaleel06-24-07, 12:20 PM
  Re: وبالناس: رَوَّى قلمه غير راحم ........منصور خالد (8)...د. عبد الله علي إبراهيم Adil Osman06-24-07, 01:38 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de