|
|
 اختفاء مناوي ..
|
نيالا: محجوب حسون
شددت قيادات بارزة في حركة تحرير السودان جناح (مناوي) على ان رئيس الحركة موجود بالميدان لحل بعض الإشكالات التي تواجه قواته في القطاع الأوسط (مهاجرية، لبدو، قريضة)، متوقعة عودته قريباً الى الخرطوم. لكن ناشطين وخبراء في الشأن الدارفوري شككوا في هذا الحديث، واعتبروا (اختفاء) مناوي مناورة للضغط على شركائه في المؤتمر الوطني والضامنين الدوليين والإقليميين لتحسين ورفع مستوى الأداء لصالح الاتفاقية في دارفور والتفاوض مع الحركات الأخرى التي رفضت التوقيع على ابوجا، وأشاروا الى ان الرجل تقع على عاتقه اعباء ضخمة لإنجاح السلطة الانتقالية، ربما لم تتوفر لديه الخبرة والتمويل والمساندة، في وقت رهنت قيادات في الحركات المسلحة عقد الحوار الدارفوري- الدارفوري بتحقيق السلام والعودة الطوعية والتحقيق في الجرائم التي وقعت، كما قللت من اهمية وجود القوات المشتركة (اليوناميد) على أرض دارفور وانعكاسها على الوضع الأمني لمحدودية صلاحياتها وعدم قدرتها على الدفاع عن المدنيين.
ملل وقلق
طالب القيادي بحركة تحرير السودان جناح مناوي مصطفى الجميل الحكومة بتنفيذ الترتيبات الأمنية بـ"حذافيرها"، منوهاً الى ان الحكومة حاولت الالتفاف على ابوجا بإلحاق الموقعين على السلام ما بعد ابوجا في الترتيبات الأمنية، وتابع "قاتلنا وناضلنا ولن نقبل بالذين تم إلحاقهم مؤخراً". وأبلغ الجميل (السوداني) أمس ان الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في ابوجا يخص ثلاث حركات (عبد الواحد نور، العدل والمساواة وجيش تحرير السودان)، طبقاً لما ذكرته ابوجا، وأشار الجميل الى ان الحركة تملك جيشاً قوياً ولكنها تعوزها الإمكانات، مشيراً الى ان قواتهم تفتقد المعينات علاوة على الملل الذي أصاب جميع أهل دارفور بسبب عدم تنفيذ الاتفاقية.
وفيما يتعلق بالحوار الدارفوري ـ الدارفوري، اوضح الجميل انه لا معنى للحوار مع وجود حرب، متهماً الحكومة بعدم الجدية في تنفيذ ما تم التوقيع عليه، وتابع: "الحوار الحقيقي يقود الى سلام حقيقي"، مشيراً الى انه لم يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه لإعمار دارفور والذي حدد له (700) مليون دولار ولا بنسبة (1%). وقلل الجميل من أهمية وجود القوات المشتركة (اليوناميد) على أرض دارفور، منوهاً الى أنها لا تملك حق الدفاع عن نفسها وصلاحياتها محدودة، الى جانب انها لا تستطيع الدفاع عن المدنيين. وفيما يتعلق باختفاء مناوي اشار الجميل الى ان اختفاءه حديث ليس له معنى وهو موجود في الميدان مع قواته في القطاع الأوسط (مهاجرية، لبدو، قريضة) لوضع بعض الترتيبات وسيأتي قريباً.
تحذير من مجاعة
وحمل رئيس اللجنة القانونية بحركة تحرير السودان - جناح مناوي عبد العزيز سام، الحكومة اسباب عدم تنفيذ الاتفاقية والترتيبات الأمنية، مشدداً على انها السبب في تأزيم الوضع الأمني في دارفور وأبيي وكل السودان. وقال سام "مع الأسف الحكومة تصنع الأوهام وتسوقها للناس ثم تصدقها"، لافتاً الى وجود حركات "صنعتها الحكومة متمثلة في الإرادة الحرة وغير الحرة وحركة تحرير أُم وأب"، على حد قوله، مشيراً الى ان الحركات التي ولدت بعد السلام (ابوجا) ليست حركات ولكنها تنظيمات سياسية صنعها المؤتمر الوطني،مطالباً الحكومة بعدم تجزئة الحلول للقضايا. وطالب سام الحكومة بتنفيذ الاتفاقية حتى لا يجد مواطن دارفور نفسه في مجاعة طاحنة ستضرب الإقليم لتكون ازمة مضافة للإقليم الذي يعاني من الحرب، وتابع "كل شعب دارفور في فجوة غذائية ومهدد بمجاعة". ورهن سام عقد الحوار الدارفوري- الدارفوري بتحقيق السلام والعودة الطوعية والتحقيق في الجرائم التي وقعت وأسبابها، ومن الذي ارتكبها، وقال "لا يوجد حوار في ظل وجود الحرب"، وتابع "إما البندقية او اللسان".
وعن أثر تواجد قوات (اليوناميد) على الأمن في دارفور اشار سام الى انه لا فرق بين قوات الاتحاد الأفريقي الضعيفة وقوات (اليوناميد) الأضعف، وتابع "هم كسالى وجوعى"، مطالباً بوجود قوات دولية حقيقية كتلك الموجودة بدولة لبنان. ونفى سام كذلك اختفاء كبير مساعدي رئيس الجمهورية مناوي وقال انه موجود في الميدان ويقوم بحلحلة بعض المشكلات، مضيفاً ان الحركة عازمة على تنفيذ الاتفاقية وليست في شوق الى الخصام، وتابع "نعرف الحرب والسلام ولكن نتخير السلام".
وفي السياق قال العضو البرلماني بحركة وجيش تحرير السودان - جناح السلام اسماعيل الأغبش، ان قواتهم داخل معسكرات التدريب لتنفيذ الترتيبات الأمنية وما تبقى منها هم الآن قيد عملية الدمج والتسريح الـ((DDR. وقال الأغبش ان نجاح تجربتهم اغرت الحركات الأخرى للحاق بهم في عملية الدمج متوقعاً لحاق حركة مناوي بالترتيبات الأمنية.
وقال الأغبش انهم لا يستطيعون اكمال مشاريع التنمية في دارفور وإعادة النازحين الى قراهم دون الترتيبات الأمنية، مشيراً الى انه كلما اسرعت الحركات في دمج قواتها تكون قطعت شوطاً كبيراً في تنفيذ ابوجا.
وأشار الى ان تنفيذ الترتيبات الأمنية يضيق سقف التفاوض للحركات الرافضة لا سيما المتعلق بالجانب الأمني. وأوضح الأغبش انه بدون تنفيذ بند الترتيبات الأمنية سيدفع الحركات الرافضة لاتفاقية ابوجا الى اتهام الحكومة بعدم الجدية ورفع سقف التفاوض بالمطالبة بضمانات اخرى على رأسها جيش منفصل، مشيراً الى ان هناك مجموعات كبيرة ترغب في عملية الدمج لأنها لا تريد ان تتحمل مسؤولية فشل اتفاقية ابوجا. وأوضح الأغبش انه لا مفر للحركات الموقعة غير الترتيبات الأمنية وأن تخطو فيها خطوات جادة حتى لا تجد الحكومة ضالتها في وصف الحركات الموقعة بأنها لا تريد تنفيذ ابوجا.
مناورة سياسية
من جهته قال الكاتب الصحفي والخبير في شؤون دارفور عبد الله آدم خاطر، انه اذا اختفى مني اركو مناوي فإنه سيكون بدافع المناورة السياسية، بسبب انه يبدو فقد الاتصال بقاعدته العسكرية والشعبية وقال خاطر ان مناوي تقع على عاتقه اعباء كبيرة لإنجاح السلطة الانتقالية سواء في الترتيبات الأمنية او الإعمار والتنمية او إعادة العلاقات الطبيعية بين مكونات الإقليم، مشيراً الى انها أعباء ضخمة تقع علي عاتق مناوي.
شوكة حوت
وقال عدد من النازحين بالمعسكرات في دارفور استطلعتهم (السوداني) ان اتفاقية ابوجا "ضررها اكبر من نفعها وزادت هموم الإقليم"، وشبه احد القيادات الأهلية الاتفاقية بـ"شوكة الحوت" التي لا تتحرك الى الأمام او الخلف بل تظل عالقة بالحلق "محلك سر"، مشيرين الى معاناة النازحين في المعسكرات سواء داخل او خارج السودان متسائلين: "اين ابوجا من هموم مواطن دارفور؟". فيما اشار عدد من طلاب دارفور الى المعاناة الكبيرة التي يجدونها في الجامعات بسبب عدم الالتزام بإلغاء الرسوم الدراسية وفقاً لما ورد في الاتفاقية، وكذلك وجود
مشكلات سنوية بسبب الرسوم.
|
|
 
|
|
|
|
عبد اللطيف السيدح
A.Razek Althalib
.jpg)
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست