الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-17-2008, 08:34 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام..


    Quote: تساءل سايمون إنغرام مندوب البي بي سي عن كيف تكون الديمقراطية بدون أحزاب معارضة:
    الترابي:
    لا توجد أحزاب سياسية هنا. لأنه ببساطة هذه الأحزاب الموجودة في السودان ليست سوى طوائف دينية تعود إلى القرن التاسع عشر، تقودها أُسر فقط. وليس هناك نخب أو مثقفين أو شيء من هذا. ولكني أرى أنه حتى في الغرب فإن الأحزاب السياسية بدأت في الزوال ولا تعني أي شيء وهي أشبه بفرق الكرة التي تتنافس للفوز، فالأحزاب تتنافس للفوز بالسلطة. ليس لديهم تفويض مستقل للناخبين.. نحن نحاول أن نؤسس نموذجنا في الإنتخابات. نحن تعلمنا من تجربة الغرب الكثير، تعلمنا من سلبياتها ومن إيجابياتها طبعا. ونحن نحاول أن نبني الديمقراطية بصورة أساسية من الأسفل.

    سايمون إنغرام: لا يزال هناك الكثير من الجدل حول سِجِل السودان فيما يخص حقوق الإنسان وهناك تقارير تشير إلى انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، خصوصا في الجنوب. والآن نفهم أن السودان يرفض استقبال مندوبين من منظمة العفو الدولية أو مندوبي الأمم المتحدة. من المؤكد أن هذا سوف يُكرِّس الصورة [السيئة] التي يظهر بها السودان في الغرب.

    الترابي:
    حسنا، لا أعلم، ولكننا قد سمحنا لشخص من المفترض أن يكون ممثلا للأمم المتحدة بالحضور إلى السودان. لقد اتضح لنا أنه شخص جاهل جدا. لا يعرف القانون ولا يعرف اللغة العربية ولا يتحدث اللغة الإنجليزية بشكل جيد جدا، ولا يكاد يعرف الكثير عن السودان؛ ولكنه كتب تقريرا يُرضي سادته هناك، وأنا متأكد أنه يريد فقط أن يُدفع له [مال]. ومنظمة العفو ما هي؟ أنت تعرف من يدفع لمنظمة العفو، ونحن نعرف أنه مثلا لو كان الأمر يخص مسلماً في الحبس فإن منظمة العفو لا يهمها ذلك، وقد كنت أنا شخصيا محبوس لمدة سبع سنوات ولم تتدخل منظمة العفو ولم أظهر في تقاريرها أو شيء من هذا.


    ـــ
    هذه بعض التجارب والشهادات التي كتبها كاسبر بيرو مقرر حقوق الإنسان المكلف من الأمم المتحدة ووثقها الدكتور أمين مكي مدني في كتابه "جرائم سودانية بالمخالفة للقانون الإنساني الدولي 1989 ـ 2000".

    Quote: محمود عتيق ـ التجربة والشهادة:
    أبلى الصحفي محمود عتيق بلاءً حسنا في توثيق تجربته في بيوت الأشباح من خلال عشر مقالات تم نشرها في صحيفة "الفجر" اللندنية في صيف عام 1997. تكمن أهمية تلك المقالات في أنها شملت أيضاً شهادات عن معاناة بعض زملائه المعتقلين، وأماكن الاعتقال والأشخاص الذين قاموا بممارسات التعذيب والمعاملة اللاإنسانية. يذكر عتيق اعتقاله في "الواحة"، أحد بيوت الأشباح المعروفة، وتعرضه هناك للإساءة والضرب المتكرر بالسياط والخراطيم وإجباره على الوقوف لعدة أيام بلا نوم مرفوع الأيدي، وعصب عينيه بقطعة قماش ذات رائحة كريهة. ويذكر اسم أحد زبانية التعذيب ويصفه بأنه الأسوأ بينهم ويدعى أبو زيد، وربما كان هذا الشخص هو عينه الذي أشرف على تعذيب "أبو زيد محمد صالح" مستنكرا أن يحمل الأخير نفس إسمه، كما أسلفت الإشارة. ويذكر عتيق شخصاً آخر يدعى مصطفى دكين، كان يصلي بالمعتقلين ثم يأمرهم فور الانتهاء من الصلاة برفع أيديهم وإغماض عيونهم ثم مواجهة الحائط. ومن ضمن من أشار إليهم عتيق من المعتقلين الآخرين النور إبراهيم الدور، رقيب أول سابق في القوات المسلحة، تم اعتقاله ضمن عدد من أبناء النوبة في أبريل 1992 فيما سمي بالمؤامرة العنصرية. وعوض عباس كان يدرس في ليبيا وعاد ليعمل بالزراعة تم اعتقاله بدلاً من خاله الذي تبحث عنه سلطات الأمن. وخالد الحاج الحسن الموظف بشركة بيطار، وأبو بكر عبد المجيد الطيب.

    وتواصل مذكرات عتيق لتحكي عن بعض أفراد الأمن الذين يستعملون أسماء حركية منهم حسن الطاهر، عادل سلطان، وليد حسن عبد القادر، الفاتح مصطفى حمد، يعتقد أنها ربما تكون الأسماء الحقيقية لهم، إضافة إلى عبد الله طوكر، حسن مقبول، جهاد، عبد الرحمن، عبد اللطيف، يوسف، الفاتح عبد الوهاب. وعن أساليب التعذيب تتحدث المذكرات عن "الطابور" و "أرنب نط"، وتعني أن يجبر المعتقل على أن يمثل أرنباً بوضع كفيه على ركبتيه جالساً على أصابع القدم ويبدأ بالقفز إلى الأمام في ذلك الوضع، و "الطيارة قامت" وهو الوقوف على أصابع إحدى القدمين ورفع الأخرى إلى الخلف وإفراد اليدين إلى الجانبين مثل جناح الطائرة. و "ست العرقي" ـ بائعة الخمر البلدي ـ وهو أن يمسك المعتقل أذنه اليمنى بيده اليسرى ثم يدخل يده اليمنى في الدائرة التي تكونت من هذا الوضع وينحني حتى يضع سبابة اليد اليمنى على الأرض دون أن يثني الركبتين، ثم يفرض عليه أن يدور حول نفسه بأقصى سرعة جاعلا من أصبع يده اليمنى مركزا ثابتاً للدائرة، ويستمر في ذلك حتى يسقطه الدوار على الأرض، وفي هذه الأثناء يستمر الضرب بالسياط والهراوات "تجويد الأداء".

    ويحكي عتيق عن الليلة التي أُحضر فيها التيجاني حسين إلى المعتقل ملطخاً بالدماء ورموه أمام المعتقلين في حوض من الطين، واستمروا في ضربه ضرباً مبرحاً يأمرونه بالوقوف وهو عاجز عن الحركة والكلام. وعن أحمد حمدان الذي تعرض لنفس المعاملة. ومن المعتقلين أيضا عبد المنعم عبد الرحمن عضو نقابة المهندسين، وفيصل حسن التيجاني وحسن هاشم، ومحمد وداعة الله، وعلي أحمد حمدان ناهل، والتيجاني مصطفى، وأحمد دهب، ونادر عباس، وعلي أبو بكر، والحاج مضوي محمد أحمد، وميرغني عبد الرحمن، وكمال الجزولي، وسيد هارون، والعميد (م) نصر حسن بشير، وآدم المبارك، ومقدم شرطة (م) عيسى، وملازم أمن (م) الجمري، وفاروق أحمد آدم، وسيد أحمد الحسين، والمأمون، وخالد الحاج، وعوض عباس، وفوزي أمين، وحسن محمد عثمان، وصلاح العالم، وتيراب تندل آدم، وبكري عديل، ومجدي محمداني، وإدريس نوري إدريس، وهناك آخرون غيرهم ورد ذكرهم تعرض بعض هؤلاء أو الآخرون إلى جرعات من التعذيب قد تكشف عنها الأيام.

    كما ورد في المذكرات تقرير عن كاميليو أودونجي، محافظ توريت السابق، يفيد أنه في يوم وصوله إلى المعتقل تم وضعه في زنزانة وقيدت يده اليمنى على قضبان نافذة الزنزانة، وكان يتعرض للتعذيب في محاولة لاستنطاقه بالإعتراف. وبعد فترة أعلن خلالها النظام استعادة توريت، تم تقييد يد كاميليو الأخرى على النافذة وزاد الحصار عليه ومنع من الخروج ومن الماء. وظلت التهديدات تتواصل عليه لكي يتكلم وهو يرفض. وفي 15/9/92 جاء رئيس الحرس "نور الدايم" ليأمر المعتقلين بدخول الزنازين، ونصحهم بالنوم مبكراً لأن هناك "طابور" في منتصف الليل وحتى الصباح. أثار هذا الأمر غير العادي قلق بعض المعتقلين، وبعد قليل تم إطفاء أنوار الفناء الخارجي، وفي منتصف الليل شعر المعتقلون بحركة خافتة فرأيا شخصين يدخلان زنزانة كاميليو ويخرجانه منها وهم حفاة ويسيرون بهدوء وحذر، ويتوقفون أمام الزنازين للتأكد من أن الجميع نيام. وبعد قليل خرجوا من الزنزانة وهم يحملون كاميليو في سرير يحمله ثلاثة أشخاص ويسير الرابع من خلفهم يحمل حذاء كاميليو، وقبل خروجهم قذف أحدهم الحذاء في سقف البيت المجاور وأخذوا كاميليو في سيارة عبر البوابة على مسمع من المعتقلين. وفي اليوم التالي غاب أبو زيد عن العمل وعاد في اليوم الذي يليه يرقد في سرير الحرس مغطياً وجهه بيديه، ثم يغادر ليعود لمواصلة عمله بعد يومين، وكان كاميليو قد مات بالفعل!!

    يضيف تقرير المقرر الخاص لحقوق الإنسان أمام لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة أن كاميليو تعرض لربط خصيتيه بحبل ربطاً محكماً، وبعد ذلك ضُرب حتى الموت. [هامش: مذكرة الأمين العام إلى الجمعية العامة 601/48/A بتاريخ 18 نوفمبر 1993]


    يتواصل..
                  

06-17-2008, 08:52 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    ولم يتورع الترابي ولا البشير وبقية المشاركين في الحكم عن مواصلة انتهاك حقوق الإنسان..

    Quote: هيلري بوما وآخرين:
    في بداية أغسطس 1998 م ، إثر إعلان الحكومة في الخرطوم عن حدوث تفجيرات في مواقع استراتيجية عدة في العاصمة، عرضت السلطات رجلاً على شاشات التلفزيون اعترف باشتراكه في التفجيرات واتهم الحاج عبد الرحمن نقد الله والشيخ عبد المحمود أبو، من زعامات حزب الأمة والأنصار، بتدبير التفجيرات. بعد ذلك عدلت الحكومة عن السير في ذلك الاتجاه واعتقلت القس الكاثوليكي لينو سبت والقس هيلري بوما، وتم نقلهما إلى مكان سري. بعدها بأيام تم اعتقال خمسة وعشرين شخصاً، جميعهم من جنوب السودان، اتهموا بتدبير التفجيرات. وقد تم احتجازهم برئاسة القوات المسلحة لمدة شهرين تعرضوا أثنائها [هكذا جاءت في الأصل] لتعذيب استمر حتى تقديمهم أمام محكمة عسكرية في الخامس من أكتوبر 1998 م، حين التقوا لأول مرة بمحامييهم. وأعلن جميع المتهمين تعرضهم لتعذيب شديد تم على إثره انتزاع اعترافاتهم. وأكد المقرر الخاص لحقوق الإنسان أن ثلاثة من المتهمين توفوا إثر التعذيب وتم دفنهم بسرية، وثلاثة أخرين يحاكمون غيابياً. وقد قام المقرر الخاص بأخذ صور فوتوغرافية للمتهمين توضح آثار التعذيب بشكل فاضح، وأن الاعترافات التي تم انتزاعها تحت تهديد السلاح at gun point. [هامش: تقرير المقرر الخاص أمام لجنة حقوق الإنسان E.4/ 1998/38 add.s بتاريخ 9 أبريل 1999 ص 44] وعلى الرغم من عدم التحقيق في دعاوي التعذيب أو اتخاذ أي إجراء بشأنه، ظل المعتقلون في زنزانات صغيرة، والقس هيلري بوما في حبس انفرادي، تمنع عنهم الزيارة والعناية الطبية والغذاء الصحي. [هامش: المصدر السابق ص 45، تم إطلاق المتهمين جميعاً في ديسمبر 1999 في إطار ما يسمى بمساعي الوفاق الوطني]
                  

06-17-2008, 09:43 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    من كتاب الدكتور أمين مكي مدني "جرائم سودانية بالمخالفة

    Quote: عصام فرج الله:
    مدير إدارة النقد الأجنبي، ببنك نيما. تعرض للتعذيب في مباني جهاز الأمن الاقتصادي في أوائل سنة 2000 بسبب ما لديه من معلومات عن انهيار البنك وتورط بعض كبار المسؤولين في ذلك. تفيد التقارير أنه طعن [حقن] بحقنة سامة للتخلص منه. أحيل بعدها بأيم إلى مستشفى الشعب في حالة تشنج كاملة توفي على إثرها.

    في تقريره الأول أمام لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فبراير 1994، ذكر المقرر الخاص المستر كاسبار بيرو ما يلي:

    "تلقى المقرر الخاص معلومات مدعمة بأدلة حسنة عن عدد كبير من حالات التعذيب وسوء المعاملة. وعلى أساس هذه المعلومات، يعتقد المقرر الخاص أن التعذيب، في الجزء الشمالي من البلد، ممارسة واسعة الإنتشار بوجه خاص في مراكز الاحتجاز السرية المعروفة باسم "بيوت الأشباح"، إذ يقال أنه أصبح من الأمور الروتينية أن يتعرض فيها المعارضون السياسيون المشتبه فيهم للتعذيب على أيدي قوات الأمن. وقد تلقى المقرر الخاص تفاصيل عن نحو عشرة من بيوت "الأشباح" المزعومة في الخرطوم. ويعتقد أن واحداً من المعتقلات المشهورة، أشار إليه عدد من ضحايا التعذيب المزعومين (وتلقى بشأنه المقرر الخاص عدة رسومات تخطيطية متطابقة تماماً) يقع بالقرب من مصرف "سيتي بنك" في الخرطوم".

    وفي الغالبية الساحقة من الحالات، يستخدم التعذيب فور إلقاء القبض على الشخص، لانتزاع اعترافات منه، وفي بعض الحالات، يبدو أن التعذيب يطبق كعقوبة على الانتمام المزعوم للمعارضة. وتشمل أساليب التعذيب المبَّلع عنها الضرب والحرق والصدمات الكهربائية على مواضع حساسة من الجسم، والاعتداء الجنسي بما في ذلك الاغتصاب والتهديد بالإخفاء والإيهام بالإعدام. وفي حالات قليلة ذكر ضحايا التعذيب المزعومون أنهم ضربوا ضرباً مبرحاً أمام أفراد أسرهم، وتلقى المقرر الخاص، خلال بعثته الثانية، معلومات من عدة مصادر تفيد أن الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم في نيسان/أبريل 1993، للاشتباه في تآمرهم ضد الحكومة، قد تعرضوا في الواقع للتعذيب المبرح (A/48/601، الفقرة 46). وقيل أن أحدهم، وهو الطريفي الطاهر فضل، أُجبر على الوقوف في لوح معدني ساخن مما أحدث حروقاً خطيرة في قدميه".

    وأفادت التقارير أيضا بتطبيق سوء معاملة في شكل الحرمان من الطعام والماء والنوم والرعاية الطبية اللازمة. كذلك تطبيق أشكال من المعاملة المهينة، وعلى سبيل المثال ذكر عدد من الضحايا المزعومين أنه لم يكن يسمح لهم، بعد أن تعرضوا للتعذيب المبرح، بالسير بشكل طبيعي وإنما كانوا يجبرون على القفز أو الزحف".

    توالت تقارير المقرر الخاص إلى لجنة حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة حول انتهاكات حقوق الإنسان بصفة عامة، والتعذيب بصفة خاصة، في كل عام طوال الأعوام التالية. ففي تقريره المؤرخ في الثلاثن من يناير 1998 م ذكر المقرر الخاص ما يلي:

    "واستمر خلال 1997 م، كما في الأعوام السابقة، وجود تقارير عن قيام قوات الأمن بتعذيب المعتقلين ومعاملتهم بأساليب مختلفة من المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة، كما كانت طرق التعذيب المذكورة في التقارير مشابهة لما مورس منها في الأعوام السابقة: الضرب الصدمات الكهربائية والتعريض للشمس لساعات، الأمر الذي يمكن في هذه الظروف المعينة أن يفضي إلى تشويه وأمراض جلدية أخرى دائمة. إضافة إلى صب الماء البارد على الجسد العاري، والاغتصاب خلال الاحتجاز والتهديد بالاغتصاب، والحرمان من النوم، ورفض تقديم الطعام والعلاج الطبي، وإجبار بعض المعتقلين على مشاهدة تعذيب غيرهم". [هامش: تقرير المقرر الخاص إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان E/cn.4/1998/66 بتاريخ 30/1/1998.]

    وفي تقريره أمام لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أبريل 1999 م، أي بعد صدور الدستور وإلغاء حالة الطوارئ وتفاخر الحكومة بالعودة إلى الشرعية الدستورية وإطلاق الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان، يقول المقرر الخاص:

    "تمكن المقرر الخاص إبان زيارته من الحصول على معلومات تؤكد الشكاوي بخصوص التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة، أقنعته بأن أجهزة الأمن تماس التعذيب بطريقة واسعة في معظم حالات الاحتجاز. فضلاً عن ذلك، علم المقرر الخاص بالوحشية التي يعامل بها الجنوبيون على أيدي قوات الأمن" [هامش: تقرير المقرر الخاص إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان E/cn 4/ 1998/38/add.I بتاريخ 9 أبريل 1999].

    كما تضمنت تقارير المنظمات الدولية غير الحكومية لحقوق الإنسان تقارير عديدة عن مسألة التعذيب في السودان. فقد أوردت العفو الدولية في يناير 1995 م ما يلي: [هامش: دموع اليتامى، منظمة العفو الدولية، 1995، ص 26.]

    "إن التعذيب وسوء المعاملة أمران ثابتان وملازمان للاعتقال بواسطة أجهزة الأمن، إذ يبدو وكأن الضرب المبرح ونظام التمرينات الرياضية القاسية السائد، والوقوف تحت أشعة الشمس تعتبر أساليب معتادة لمعاملة السجناء". وقد نشرت منظمة العفو الدولية في أبريل/ نيسان 1992 شهادات سجناء اعتقلوا في الخرطوم خلال شهر يوليه/ تموز 1991 م، وضعوا فيها تحت التعذيب وتعرضوا لسوء المعاملة في كل من رئاسة جهاز الأمن وبيوت الأشباح. ووصف أولئك المعتقلون الضرب قبل الاستجواب والكي بقطع معدنية ساخنة وإجبارهم على التدحرج على سطوح رملية ساخنة، وإرغامهم على الوقوف دون أدنى تحرك لمدة أربع وعشرين ساعة متصلة".
    "وينقل المعتقلون إلى "بيوت الأشباح" بطرق تحول بينهم وبين معرفة الأمكنة التي يقتادون إليها، وتشمل هذه الطرق حشر المعتقلين تحت مقاعد حافلات صغيرة، أو إجبارهم على الرقود على خلفية عربية نقل وتغطيتهم ببطانية قبل انطلاق العربة بسرعة في شوارع الخرطوم. ويسلم المعتقلون إلى ما يعرف بـ "لجان الاستقبال" في بيوت الأشباح التي تقوم بضربهم ثم حبسهم في زنازين شديدة الازدحام. ويشمل النظام السائد في بيوت الأشباح مختلف صنوف المعاملة التي تعرف باسم "الإدارة الداخلية"، وهي مأخوذة ـ فيما يبدو ـ من أساليب التأديب والمعاقبة داخل القوات المسلحة، وتشمل أشكالاً مختلفة من التمرينات المكررة وكي الجسم في أوضاع غير مألوفة".

    "قد أنكرت الحكومة هذه التقارير جملة وتفصيلاً؛ غير أن ثمة سجناء من الذين اعتقلوا في سنوات لاحقة وصفوا تعرضهم لأساليب من سوء المعاملة تكاد تكون مطابقة لما سبق. فقد وصف صحفي، اعتقل عام 1992 لمدة ثمانية أشهر، كيف عُذب بعد أن فتش ضباط الأمن بيته وعثروا على قائمة بأسماء رجال أعدموا في أبريل/ نيسان 1990 م، وبينهم اسم صهره" وذلك في إشارة إلى تجربة الصحفي عتيق التي سبقت الإشارة إليها.

    هذه بعض حالات التعذيب التي سمح المجال الحصول على بعض التفاصيل حولها من الضحايا، ومن تقارير منظمات حقوق الإنسان والمقرر الخاص ولجان الأمم المتحدة المختصة. وهذه الحالات لا تمثل إلا غيضا من فيض ومن مئات، إن لم يكن ألوف، حالات التعذيب التي تعرض لها المواطنون في بيوت الأشباح وأجهزة الأمن وسجون الجبهة الإسلامية. وكما جاء في مقالات الصحفي عتيق التي سبقت الإشارة إليها:

    "... إن أسماء المعتقلين التي تبرزها أجهزة الإعلام ونشرات المنظمات الدولية وصحافة المعارضة السرية في الخرطوم هي أسماء للزعماء السياسيين والنقابيين والصحفيين المعروفين، وهم أقل من 1% كم مجموع المعتقلين الذين تعج بهم المعتقلات في كل وقت ولا يعرفهم أحد". [هامش: جريد الفجر اللندنية، 13/8/1997]
                  

06-17-2008, 11:28 AM

عثمان عبدالقادر
<aعثمان عبدالقادر
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 1296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ/ د.ياسر
    الله يعطيك العافية ويجزيك عن هذا الجهد الذي تبذله .
    على فكرة ، اتصلت بالدكتور طارق اسماعيل وجددت له الدعوة لتسجيل
    تجربته مع الإنقاذ وقد وعد مشكوراً بذلك عند عودته للرياض
    خلال يومين لأنه الآن خارجها ونحن في انتظار عودته اليوم أو غداً
    انشاء الله.
    أبوحمـــــــــــــــــــــــــــد
                  

06-17-2008, 11:43 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    عزيزي عثمان عبد القادر

    تحية لك وللدكتور طارق إسماعيل. ويا ليته يفعل.. سأنقل المداخلات التي كتبتها في بوست آخر إلى هنا.

    ـــ

    أنقل هنا هذه الصفحة 87 من كتاب الدكتور أمين مكي مدني "جرائم سودانية بالمخالفة للقانون الإنساني الدولي" كمنوذج لبداية السير في طريق إحراق السودان وذلك يتمثل في انتهاك حقوق الإنسان..

    Quote: فاروق محمد إبراهيم النور:

    أستاذ جامعي كان يدرِّس بكلية العلوم بجامعة الخرطوم. روى تجربته في خطاب بعث به إلى رئيس مجلس ثورة الإنقاذ، بواسطة مدير سجن كوبر بتاريخ العشرين من يناير 1990 م. تداولت أجهزة الإعلام الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والمقرر الخاص ولجنة الأمم لحقوق الإنسان هذا الخطاب بشكل واسع. يروي د. فاروق أنه اعتقل في الثلاثين من نوفمبر 1989 م أمام مبانس الجامعة، وأخذ إلى رئاسة جهاز أمن الدولة. نقل بعدها معصوب العينين إلى منزل، اتضح فيما بعد أنه كان مقر لجنة الإنتخابات، حيث تعرض لجميع أنواع التعذيب من الركل والضرب على رأسه وبالسياط على جسده. ثم نقل إلى مرحاض تغمره المياه حيث قضى ثلاثة أيام دون نوم، وبعدها نقل إلى حمام مع خمسة آخرين حيث استمر التعذيب، ومنعوه من الاستحمام والوضوء. وأثناء نقله إلى الحمام صُبَّت عليه كميات من الماء المثلج. وفي الثاني عشر من ديسمبر نقل إلى سجن كوبر مع آخرين، منهم المهندس هاشم محمد أحمد، مدير عام السكك الحديدية السابق، ومحجوب الزبير رئيس اتحاد العمال، والصادق الشامي عضو مجلس نقابة المحامين، ود. حمودة فتح الرحمن ود. طارق إسماعيل. وكان التحقيق مع د. فاروق عن أماكن وجود آخرين تبحث عنهم السلطات لا علم له بمكانهم، والإدلاء بمعلومات عن اجتماع مزعوم لهيئة أساتذة جامعة الخرطوم. وأثناء التحقيق الذي قام به العميد بكري حسن صالح، عضو المجلس العسكري ورئيس جهاز أمن الثورة، ووزير الدفاع الحالي قال إنه، أي العميد بكري، لا يقر مساق المادة التي يدرسها د. فاروق بالجامعة!! وطالب فاروق بتقديمه للمحاكمة إن كانت هناك أي تهمة ضده، أما المادة التي يقوم بتدريسها فهذا شأن مجلس الجامعة وليس اختصاص العميد بكري، الذي لم يصل إلى مستوى الدراسة بالجامعة. ويعيش د. فاروق حالياً في المهجر في القاهرة.



    بكري حسن صالح.. وزير الدفاع سابقا والآن وزير رئاسة الجمهورية والآن هو المسئول الأول عن الطيران المدني ومطار الخرطوم..
    هل يستغرب الإنسان إذا وصل مطار الخرطوم وهيئة الطيران المدني إلى هذا الدرك؟؟
    هل تعرفون ما هي المادة التي كان يدرِّسها الدكتور فاروق والتي اعترض عليها بكري حسن صالح.. إنها نظرية التطور!! مفارقة عجيبة تدعو للتأمل.. كيف يمكن لمطار الخرطوم أن يتطور في وسائل مكافحة الحرائق في الطائرات إذا كانت أعلى شخصية مسئولة عنه تحمل مثل هذه العقلية؟؟!!
    ـــ
    ملحوظة: الأستاذ الدكتور فاروق محمد إبراهيم يعيش الآن في السودان.. له مني التحايا والإجلال..
                  

06-17-2008, 11:45 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    يقول الدكتور فاروق في خطابه الشهير إلى رئيس حكومة الإنقاذ فيما بعد يصف حالة التعذيب الذي تعرض له قبلها بعدة سنوات:

    Quote: (إن ما يميز تجربة التعذيب الذي تعرضت له في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 1989 ببيت الأشباح رقم واحد الذي أقيم في المقر السابق للجنة الانتخابات أن الذين قاموا به ليسوا فقط أشخاصاً ملثمين تخفوا بالأقنعة، وإنما كان على رأسهم اللواء بكري حسن صالح وزير الدفاع الراهن ورئيس جهاز الأمن حينئذ، والدكتور نافع على نافع الوزير ورئيس جهاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم ومدير جهاز الأمن حينئذ. وكما ذكرت في الشكوى المرفقة من داخل السجن العمومي وأرفقت نسخة منه لعناية اللواء بكري، فقد جابهني اللواء بكري شخصياً، وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي، ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم، كما قام حارسه بضربي في وجوده. ولم يتجشم الدكتور نافع، تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم، عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم، وعن زمان ومكان انعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة، ثم عن أماكن تواجد بعض الأشخاص ـ كما ورد في مذكرتي ـ وكل ذلك من خلال الركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأفعال وأقوال أعف عن ذكرها. فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرودة والهدوء، وكأنما كنا نتناول قهوة في نادي الأساتذة.)
    انتهى
                  

06-17-2008, 11:50 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    من كتاب الدكتور أمين مكي مدني المذكور بعاليه صفحة 87 ـ 88:

    Quote: د. طارق إسماعيل:
    يروي د. طارق إسماعيل قصة اعتقاله في السادس والعشرين نوفمبر 1990 م وأخذه معصوب العينين إلى منزل مجهول، حيث احتجز في غرفة صغيرة، وعندما طلب الوضوء أخذوه إلى حمام وأمر بخلع ملابسه والاستحمام بماء مثلج كي "يغسل ذنوبه"، وحين رفض أرغم على ذلك تحت تهديد السلاح. بعذ ذلك عصبت عيناه وتعرض لضرب مبرح في كل أنحاء جسده. واستمر إرغامه وأطباء آخرين بالإستحمام بالماء المثلج والتعرض للإساءة والضرب لمدة ستة أسابيع، كما تم تهديده بخلع أظافر أصابعه، وقاموا بإطفاء أعقاب السجائر على مواضع مختلفة من جسمه، وظلت آثار التعذيب فترة طويلة بعد إخلاء سبيله. يعيش الآن في المهجر بالمملكة العربية السعودية.


    ملحوظة: بلغني أن الدكتور طارق إسماعيل وهو عضو في هذا المنبر وعد بأن يكتب تجربته ويتوسع في وصف ما تعرض له من زبانية نظام الإسلامويين العسكري في تلك الأيام..

    ــ
    ــ
    من نفس المرجع بعاليه ص 88..

    Quote: أبو زيد محمد صالح:
    وزير الخدمة العامة في عهد الحكومة الديمقراطية. تم اعتقاله وأودع مباني جهاز الأمن حيث أخضع لمعاملة قاسية وللضرب والتعذيب، وأبدع في تعذيبه أحد أفراد الجهاز يدعى "أبو زيد" مستنكراً عليه حمل نفس الإسم! وكان يوسعه ضرباً كلما ذكر "أبو زيد محمد صالح" إسمه أو كلما رد على من يناديه به. أجبر على الوقوف رافعاً يديه في أعلى السطوح تحت وهج الشمس والحر في عز الصيف، وعند الإفراج عنه عصبت عيناه ووضع في سيارة نصف نقل أخذته إلى مكان ما وسط مدينة الخرطوم وترك مرميا على قارعة الطريق.


    ــ
    ــ
    صفحة 90 من المصدر نفسه:
    Quote:

    س . ت
    حجب إسمه لأسباب أمنية، اثنين وأربعين سنة من مواطني كسلا أدلى بشهادة مكتوبة إلى المقرر الخاص جاء فيها:
    "ألقي القبض علي في العاشر من كانون الثاني / يناير 1995، وأفرج عني في آذار/ مارس 1995 وحدث بعد فترة طويلة من التعذيب. وقد عذبت في أجزاء كثيرة من جسدي ومن بينها رأسي وعيناي وأعضائي التناسلية. وخلال احتجازي تعدى على زوجتي أفراد الأمن مما أدى إلى حملها، ونقلت باستمرار (خلال الاحتجاز) من "بيت الأشباح" إلى آخر وأنا معصوب العينين، لكني تمكنت من التعرف على أحد مراكز الاحتجاز ويقع بالقرب من القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم، وتتولى الإشراف على هذا المركز عناصر أجنبية مدربة على مختلف طرق التعذيب. استعملت هذه العناصر أدوات كثيرة مثل الكراسي الكهربائية، ولقي عدد كبير من المعتقلين السياسيين السودانيين حتفهم داخل مراكز الاحتجاز هذه دون علم أقاربهم، وقد ألقي القبض كذلك على ابني وأبناء المعتقلين السياسيين الآخرين المعارضين للنظام"

    هامش: تقرير المقرر الخاص إلى لجنة حقوق الإنسان في الدورة 50، 9 ، 5 / 50/ A بتاريخ 16 أكتوبر 1995

    أكد المقرر الخاص أنه شهد بوضوح آثار جروح ذكر المعتدى عليه أنها نتجت عن إدخال مسامير في أذرعه ورجليه، إضافة إلى حروق في جسده وتورم في عينه نتيجة رشه بالغاز.
    هامش: المصدر السابق.


    تعليق: السودانيون لا يستخدمون عادة أسماء الشهور مثل آذار وتموز كما جاء في هذه الصياغة.. يبدو أن تقارير المقرر الخاص تتم ترجمتها أو إعادة تحريرها بواسطة كتاب عرب ربما يكونون من الشوام أو العراقيين.. هذا هو تفسيري لهذه المسألة..

    ــ
    ــ

    فلنقرأ ماذا حدث للقس اليابا جيمس سرور وجاء في ذلك الكتاب صفحة 91 فهو يعطي فرصة للتأمل..




    القس البابا جيمس سرور:
    رئيس اتحاد الأحزاب الجنوبية، التقى المقرر الخاص في الثاني عشر من سبتمبر 1993 م. أُخذ من منزله في السابعة من صباح أحد الأيام، واقتيد إلى مقر الأمن في الخرطوم حيث تم احتجازه. ويذكر أنه قيل له "كن حذراً فالمقرر الخاص لا يزال هنا الآن. لكنه سيغادر بعد أسبوعين، أما أنت فسوف تبقى هنا". وفي مناسبة اعتقال مرة أخرى وصف القس سرور ما حدث له إلى المقرر الخاص على النحو التالي: "وصلنا مكتب الأمن بالقيادة العسكرية الساعة 6:30 صباحاً من يوم الثامن عشر من مايو 1994 م، وهناك انتظرت الضابط المسؤول من الساعة 6:30 صباحاً إلى الساعة 9:45 صباحاً. وبعد ذلك دخل شاب قصير وربما كان برتبة رائد وأغلق الباب خلفه، وأصر على أن أبوح بكل ما ذكره لي سفير الولايات المتحدة وبالمخططات الأمريكية ضد السودان. فأجبته أننا لم نتطرق إلى أي شيء ضد السودان، فاستشاط غضباً وأخذ يضربني ضرباً مبرحاً، ثم قال إن لي ثلاثة خيارات: إما أن يحبسني في تلك الغرفة دون طعام إلى أمد غير محدود وأنني أعلم النتيجة، وإما أن يعتقلني ويلقي بي في السجن بحيث لا أرى الشمس مرة أخرى بقية حياتي، أو أن يقتلني في هذه الغرفة ويدفنني في مبناهم رغم أنه لا يليق أن يدفن فيه "كافر" لأن هذا المكان مقدس. وقال لي إنه ليس هناك جهة تستطيع أن تعرف ما حدث إذا ما قتلني في ذلك المكان والأوان. وبعد أن أشفى غليله من تعذيبي قرابة ثلاث ساعات ونصف، رأى أن يتوقف عن ضربي لما بدا على وجهي من كدمات..."
    هامش: تقرير الأمين العام إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة 539/149 A، بتاريخ 19 أكتوبر 1994.


    أما ما حدث في دارفور فقد تم توثيق بعضه بالصورة والصوت والشهود فأحاطت بنظام الإنقاذ جريمتها..

    ولن تخرج منها إلا بالإلتزام بمطالب المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن. هذا أقصر طريق وأيسر سبيل..
                  

06-17-2008, 12:06 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    ومهما حاول نظام البشير أن ينأى الآن بنفسه عن بن لادن ولكن لا أحد "عاقل" يصدق أنه قد تغير من "البشير القديم".. الذي يقطع الشريط مع بن لادن:



    ..
                  

06-18-2008, 07:58 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)


    في تقديري أن كثيرا من أبناء دارفور المتعلمين الذين انخرطوا في الحركة الإسلامية لم يفعلوا ذلك إلا لأنهم يئسوا من الأحزاب الأخرى وخاصة حزب الأمة في الاهتمام بتنمية دارفور. وقد بدأ تذمرهم وتململهم من أفعال حكومة الترابي والبشير منذ بداية التسعينات. استمرت حركة الثورة المسلحة في دارفور في منتصف التسعينات وقد واجهتها حكومة الترابي البشير بعنف تعدى حاملي السلاح وطال المدنيين الأبرياء، وكانت الحكومة تصفهم بعصابات النهب المسلح، وقد أورد الدكتور أمين مكي مدني في كتابه "جرائم سودانية بالمخالفة للقانون الإنساني الدولي" في الفصل الخامس هذه الانتهاكات..


    Quote: الإنتهاكات في دارفور
    يتميز إقليم دارفور بكونه من أكثر أقاليم السودان كثافة سكانية، ويسكنه مزيج من القبائل ذات الأصول العربية والأفريقية التي تقتسم أراضيه في الزراعة والمرعى، غير أنه لم ينل الاهتمام الكافي من الحكومات المركزية المتعاقبة في قضايا التنمية والخدمات المختلفة، مما أدى إلى هجرة أعداد كبيرة من السكان إلى أنحاء البلاد الأخرى، سعياً وراء التعليم أو العمل، خاصة عمالة الزراعة والعمل البسيط أو التجنيد في القوات النظامية. كما أن النزاعات بين القبائل العربية والأفريقية أفرزت سلبياتها على تطور الإقليم، وقد فاقم من حدتها تدخل حكومات الخرطوم المختلفة أحياناً بعقد مؤتمرات صلح تحت إشرافها، وأحيانا بالتدخل المباشر لحشد القبائل العربية ومدها بالسلاح، الأمر الذي استمر دون حسم أو معالجة موضوعية حتى وقوع الإنقلاب العسكري في يونيو 1989.

    أما حكم الجبهة العسكرية، فقد تمادى في تأجيج الفتنة العنصرية وذلك من خلال خلق تنظيم جبهوي مواز للإدارة الأهلية التي كانت سائدة، والتقليل من شأن هياكلها، وسلطاتها بتعيين "أمراء" من الموالين للجبهة الإسلامية، وذلك بهدف إيجاد أرضية مناسبة لبث أيديولوجيته عبر مشروعه الحضاري لإعادة صياغة المجتمع والإنسان السوداني قفزاً فوق الواقع.

    في هذا السياق، وبدعوى محاربة ما سمي بالنهب المسلح، قام النظام الحاكم بارتكاب انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان وللقانون الإنساني الدولي. غير أن البعد الجغرافي للمنطقة عن بقية القطر وإصرار النظام على تنفيذ ممارساته دون رقابة صارمة حال دون رصد تلك الإنتهاكات أمام المحافل الدولية، خاصة لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. فلم يقم المقرر الخاص بحقوق الإنسان قاسبارو بيرو او خلفه بزيارة المنطقة، أو محاولة جمع معلومات عنها. كما أن المنظمات الدولية غير الحكومية لم تول الإقليم الاهتمام الكافي كما حدث في حالتي جبال النوبة وجنوب السودان، كما رأينا.

    بسبب ذلك، لا نجد أنفسنا في وضع يمكننا سوى الإشارة إلى بعض التقارير التي وردت في بعض الإصدارات، منها الإفادة التالية التي تلقتها المنظمة السودانية للحقوق من أحد مواطني الإقليم [هامش: دورية حقوق الإنسان السوداني، العدد الثامن، يوليو 1999، ص 36 ـ 37].

    الإسم: سليمان حسب الرسول
    تاريخ الإعتقال: 27/5/1993
    تاريخ الخروج من السودان: 23/2/1997

    الحالة: كان شاهداً على انتهاكات النظام لحقوق الإنسان بغرب السودان، خاصة بمنطقة "دارفور"، وذلك بمباركة وقيادة والي دارفور في ذلك الوقت العقيد طبيب/ الطيب محمد خير "سيخة" ويروي بعضاً من ممارسات النظام الحاكم تجاه الشعب السوداني: أحداث "ودعة" 91 ـ 1992: بدأت مجزرة منطقة ودعة عندما أرسلت الحكومة كل ثقلها وعتادها الحربي إلى تلك المنطقة، بحجة تفريق القبائل من الاقتتال والقضاء على عصابات النهب المسلح، حسب زعم الحكومة. وقد أرسلت الحكومة عدة كتائب مشاة من اللواء السابع بالفاشر ونيالا، وعدة ألوية من قوات الدفاع الشعبي. وقامت هذه القوات بحرق وتدمير ثماني عشرة قرية بمنطقة "إسباندوما"، وحُرقت امرأة مع مولودها الذي لم يبلغ خمسة أيام ونُهب مبلغ ثلاثمائة ألف جنيه من زوجهاالذي يدعى "إبراهيم أبو حبيب" وهو الآن مختل عقلياً بعد أن شاهد تلك الجريمة البشعة.

    قامت قوات أخرى بقيادة الملازم أول بغدادي، واسمه الحركي "صدام"، في ضواحي منطقة "ودعة"، بإغلاق أبواب مسجد المنطقة أثناء صلاة الظهر، وإطلاق النار في كل الإتجاهات على المصلين، فقتل أربعة وعشرين شخصاً في الحال. وقد حدث هذا مظلة الخطة الأمنية لـ "ودعة" تحت قيادة قائد اللواء السابع مشاة المنطقة الغربية.
    ومن القرى التي تم حرقها وتدميرها وتهجير أهلها:
    1ـ ثلاث قرى بمنطقة إسباندوما.
    2ـ قرية جريوة.
    3ـ قرية زغاوة لموا.
    4ـ أربع قرى بمنطقة خزان جديد.
    5ـ ثلاث قرى بمنطقة ودعة.
    6ـ قرية كروة حلة آدم.
    7ـ قرية تيلقو.

    اغتيال داؤد يحيى بولاد: بعد الأحداث المشهورة بدارفور، خاصة "وادي صالح" وعد الغنم والمناطق المجاورة لها، تم القبض على قائد تلك الحركة "بولاد" والتحقيق معه بمدينة "نيالا". وتمت تصفيته سريعاً دون محاكمة تحت إشراف والي دارفور، وبعدها ألقي القبض على مجموعة من قواته وقتل آخرون في الطريق بين نيالا والفاشر، وبالتحديد في "وادي دوماية" وقتل جميع الأسرى باستثناء من يقل عمره عن الثامنة عشرة. واثناء اعتقال عدد منهم بسجن "شالا" بالفاشر، قام جلادو النظام، وتحت إشراف الوالي شخصياً، بالضغط عليهم وإرغامهم على الدخول في الإسلام مقابل تقديم الماء والغذاء والعلاج، ورفض ذلك العرض عدد منهم يقدر بحوالي أربعة وعشرين أسيراً، وعلى رأسهم الملازم يورينو، من قبيلة الدينكا بحجة أنهم لا يعرفون سوى المسيحية، لكن لا مانع لديهم من دخول الإسلام ولو مكرهين. وكان رد فعل السلطات أن دبرت سراً اغتيالهم، فأرسلت ليلاً أفراداً من جهاز الأمن العام والاستخبارات التابعة للواء السابع، والتي كان يرأسها العقيد ركن عثمان محمد صالح، بالإضافة للرائد أمن/ جودة، وأفراد من الاستخبارات وهم: آدم تموا ـ أبو آمنة عباس مصطفى عباس ـ ود. حامد أحمداي وآخرون، حيث أخرجوا الأسرى من سجن شالا وكان ذلك بحضور ملازم سجون / أحمد محمد أحمد قبة، ومساعد سجون/ محمد شرارة، والرقيب سجون/ إبراهيم أبو كك، وبعض أفراد قوات السجون. وتم اقتيادهم وعلى رأسهم الملازم يورينو، والملازم عبد الرحمن من قبيلة الفور، وهو معاق نتيجة إصابته بطلق بشظية طلق ناري، إلى مقر الاستخبارات باللواء السابع، وزج بهم في مستودع أسلحة "كونتينر" لمدة أربعة أيام، توفي منهم ستة بسبب الحر والجوع والعطش.

    بعدها تم عقد اجتماع برئاسة عقيد ركن/ جوهام مدير مكتب الوالي، وعقيد/ عثمان محمد صالح مدير شعبة الاستخبارات العسكرية، ورائد أمن/ جودة، مدير أمن محافظة الفاشر بالإنابة ويعقوب آدم حسين، أمين أمانة المؤتمر الوطني ـ التنظيم الحاكم ـ وشخصيات أخرى، وكان الغرض من الاجتماع البحث في كيفية تصفية الأسرى. أما الستة الذين ماتوا داخل مستودع الأسلحة، فقد تم تسليمهم لشخص يُدعى عبد النور لدفنهم، وهو ملاحظ مقبرة جماعية بالقرب من "قوز أبو زريقة"، وذلك حسب إفادات شهود العيان.

    مجزرة شرق منواشي 1992 م: قام المقدم/ كمال محجوب الرشيد، وملازم أول/ سراج الدين، بارتكاب مجزرة بشرق منواشي راح ضحيتها اثنا عشر شخصاً من أبناء قبيلة الزغاوة بدارفور، حيث قاموا بإطلاق النار على هؤلاء الأبرياء دون هوادة وقتلوهم جميعاً. وبعد ارتكاب تلك المجزرة بيومين علم ذووهم بالأمر وتم إبلاغ السلطات ثم نقلوا إلى مستشفى الفاشر، وتجمع ما لا يقل عن عشرة آلاف مواطن للتظاهر ضد تلك الجريمة البشعة، إلا أن السلطات قامت بمحاصرتهم مدججة بكافة أنواع الأسلحة وأمرت أسر الضحايا باستلام الجثث وإلا فالعواقب وخيمة. لكن مواطني الفاشر تضامنوا مع أسر الضحايا وطالبوا بمعرفة الأسباب، ومحاكمة المجرمين منفذي هذه المجزرة، لكن الحكومة رفضت ذلك وأعلنت تهديداتها عبر مكبرات الصوت بإمهال المواطنين ربع ساعة فقط لمغادرة المكان، وإلا فسوف يطلقون النار عليهم من الأرض والجو بواسطة طائرة مروحية. وعندما انقضت المهلة انطلقت المروحية، عندها فقط فر المواطنون خوفاً من الهلاك.

    مجزرة شمال مليط 93 ـ 1994: قام المقدم/ كمال محجوب الرشيد ومجموعته بالقبض على ثمانية مواطنين من قبيلة الزيادية ـ آل محكر ـ بشمال "مليط"، وقاموا بتوثيقهم بالحبال ثم جروهم بواسطة عربات "لاندروفر" إلى أن تنصلت أطرافهم. وتوفي اثنان منهم في الحال أما البقية فقد وضعت على رؤوسهم إطارات سيارات بعد سكب مواد حارقة عليها، وأشعلوا فيها النار، حيث ماتوا جميعاً، متأثرين بتلك النيران. وعندما علم ذووهم بالحادث قاموا بفتح بلاغ وإثارة القضية، لكن السلطات قالت إنهم من عصابات النهب المسلح، وأنهم قاوموا رجال الجيش، وما زالت القضية مفتوحة.


    الترابي ليس بريئا من هذه الانتهاكات في دارفور، فهو مشارك فيها، ولكن حدوث المفاصلة بينه وبين البشير أعطاه الفرصة لمحاولة تغيير جلده فبدأ يتحدث عن قضية دارفور بطريقة مختلفة ربما استمالت بعض منسوبي الحركة الإسلامية، وقد سعد هو بالحركة المسلحة في دارفور لأنها سوف تضعف الحكومة.. وكما شاهدنا في بداية هذا البوست في الفيديو فإن الترابي عندما كان في السلطة ـ 1995 ـ أنكر هذه التهم.. وسوف تظهر التحقيقات فيما بعد ضلوعه هو وكبار قادة الإنقاذ في هذه الجرائم.. النهاية اقتربت فها هو مجلس الأمن بالأمس يقول "السودان يجب ان يستجيب للمحكمة الدولية"..




    Quote: Last Update Tuesday, 17 June 2008 09:12:16 ص


    مجلس الامن يقول السودان يجب ان يستجيب للمحكمة الدولية



    لويس مورينو اوكامبو

    الامم المتحدة (رويترز)

    قال مجلس الامن الدولي يوم الاثنين ان السودان ينبغي ان يكف عن تجاهل الجرائم التي ارتكبت خلال الصراع في دارفور ويسلم الاشخاص المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب الى المحكمة الجنائية الدولية.

    وقال المجلس في بيان وافق عليه الاعضاء بالإجماع "يحث المجلس حكومة السودان وكل الاطراف الاخرى في الصراع في دارفور على التعاون الكامل مع المحكمة تماشيا مع القرار رقم 1593 (لعام 2005) من اجل وضع حد للإفلات من العقاب على الجرائم التي ارتكبت في دارفور."

    واصدر القضاة في المحكمة الجنائية الدولية التي انشئت في عام 2002 في لاهاي كأول محكمة دائمة لمحاكمة الافراد على جرائم الحرب مذكرتين باعتقال سودانيين مشتبه فيهما في ابريل نيسان العام الماضي ولكن الخرطوم رفضت تسليمهما.

    وقال لويس مورينو اوكامبو كبير ممثلي الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية لمجلس الامن في الخامس من يونيو حزيران ان السودان لا يتعاون مع المحكمة ولا يتخذ اجراء من ناحيته ضد الاثنين وهما الوزير احمد هارون وقائد الميليشيا على كشيب.

    وقال انه بدلا من ذلك يقوم المسؤولون السودانيون "بحملة منظمة... لمهاجمة المدنيين" في دارفور. وقال مورينو اوكامبو انه سيقدم لقضاة المحكمة الجنائية في يوليو تموز ادلة على ضلوع مسؤولين سودانيين اخرين في جرائم دارفور.

    وقال دبلوماسيون في مجلس الامن ان ليبيا عارضت الصياغة الاصلية للبيان ولم توافق على تأييده الا بعد تخفيف لغته بحيث يؤيد "وضع حد للافلات من العقاب" بدلا من ان يطالب صراحة بالالتزام بمذكرتي الاعتقال الصادرتين من المحكمة الجنائية الدولية.

    وقالوا ان من المرجح ان الصين أيدت البيان الخاص بالسودان لتجنب جذب مزيد من الاهتمام غير الضروري لعلاقتها الوثيقة بالخرطوم قبل اولمبياد بكين.

    وقال سفير السودان لدى الامم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم لرويترز هاتفيا من الخرطوم ان بيان المجلس لم يغير موقف بلاده من المحكمة الجنائية الدولية.

    وقال "لن نسلم أحدا." واضاف قوله ان النظام القضائي السوداني قادر على مقاضاة اي مجرم حرب سوداني.

    ورفض السودان التعاون مع المحكمة الجنائية لانه مثل الولايات المتحدة ليس طرفا فيها. ولكن مسؤولين امريكيين يقولون ان السودان ليس له خيار الا التعاون معها كما هو مطلوب بموجب قرار مجلس الامن 1593 الذي يعد ملزما قانونا.

    وأصر السفير الامريكي زلماي خليل زاد الذي يتولى الآن الرئاسة الدورية لمجلس الامن على ان تأييد الولايات المتحدة لبيان المجلس لا يعني ان واشنطن غيرت موقفها بشأن المحكمة.

    غير ان ريتشارد ديكر مدير برنامج العدالة الدولية في منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ومقرها نيويورك قال ان هناك تغيرا ملحوظا في موقف الولايات المتحدة من المحكمة.

    وقال للصحفيين "هذا الدعم للعدالة يمثل ابتعادا اخر عن موقف واشنطن السابق من المحكمة الجنائية الدولية المبني على تصورات خاطئة ويتسم الى حد بعيد بطابع ايديولوجي."

    وقال ديكر ايضا ان البيان يظهر موقفا أكثر تشددا لمجلس الامن بشأن الخرطوم التي قال انها تحاول "تعويق العدالة من خلال تكرار وعود لا يتم الوفاء بها بقبول قوات حفظ السلام."

    ولم يتم نشر سوى تسعة آلاف جندي وشرطي من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور المزمع ان تضم 26 الفا وهو ما يرجع لاسباب من بينها إصرار السودان على ان يكون أغلبهم من الدول الافريقية.



    ويقول خبراء دوليون ان ما لا يقل عن 200 الف شخص قتلوا في دارفور كما نزح 2.5 مليون منذ بدء التمرد عام 2003. وتقول الخرطوم ان عشرة آلاف فقط قتلوا.


                  

06-19-2008, 07:12 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    الجرائم الكبرى في دارفور بدأ نظام الجبهة بارتكابها منذ التسعينات .. لا عجب إذن إذا سمعنا الفريق عبد الرحيم محمد حسين يلجأ أخيرا إلى الإحتماء بمصر ويتواطأ معها لبيع أراضي سودانية ويقول أن السودان به 7 مليون أفريقي في دارفور..

    تحية للدكتور أمين مكي مدني الذي ضمَّن كتابه "جرائم سودانية بالمخالفة للقانون الدولي" هذا الخطاب المفتوح للمجتمع الدولي والذي يشمل هوائل وفظائع..



    Quote: خطاب مفتوح إلى المجتمع الدولي
    المذابح والتطهير العرقي الخفي في غرب السودان


    القاهرة ـ جمهورية مصر العربية
    ص.ب: 1963 ميدان العتبة
    تليفون: 2024836096 ـ 2024860681

    إن الإنتهاكات الشنيعة الواسعة وإساءة استخدام السلطة الذي يمارسه نظام الجبهة الإسلامية، بات معروفاً وموثقاً، ومعظم الذي تم توثيقه بواسطة المنظمات الدولية، العاملة في مجال حقوق الإنسان شمل التطهير العرقي والرق والانتهاكات الواسعة في مناطق الحرب في جنوب السودان، وجبال النوبة. وهذه الشنائع تستحق الإهتمام الذي وجدته، لكن هناك مناطق أخرى في السودان انتهجت فيها الجبهة الإسلامية سياسات مماثلة بنتائج متساوية مع ما حدث في مناطق الحرب. لكن لم يتم التعرض لهذه الجرائم إلا بصورة سطحية وسريعة، وهنا نتناول الفظائع التي ارتكبها النظام ضد المساليت ي حملة حصدت الآلاف وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار إلى الجارة تشاد.

    المساليت يعيشون في أقصى غرب السودان على الحدود مع تشاد، وكلهم مسلمون البعض يتحدث العربية وفي نفس الوقت يتحدثون لغتهم الخاصة ويتعايشون وفق موروثاتهم الثقافية، ومثلهم مثل الجنسيات غير العربية كالفور والزغاوة فهم يتعرضون لهجمات منظمة من المليشيات العربية المسلحة المدعومة بنظام الجبهة، وهذه الميشيات تقوم بشكل منظم بذبح المدنيين من غير العرب، وحرق القرى مما أجبر العديد من المجموعات على هجر أرض أجدادهم، وباختصار يمكن القول أن نظام الجبهة يتبنى سياسة التطهير العرقي ضد السكان من غير العرب في غرب السودان.

    إن الحرب الأهلية الطويلة عادة ما يطلق عليها أنها نزاع بين العرب المسلمين في الشمال والأفارقة المسيحيين في الجنوب، وبالرغم من الصحة النسبية لهذا التقسيم، إلا أنه لا يستوعب التمايز الثقافي والاجتماعي المعقد لكل من الشمال أو الجنوب.

    حكومة الجبهة الإسلامية هي حكومة إسلامية جزء من سياساتها الظاهرة والمعلنة هي أسلمة السودان كله، وتستخدم الجبهة مفهوم "الجهاد" في حربها ضد الثوار في الجنوب الذين تصفهم "بالكفار"، لكن في غرب السودان ـ حيث المواطنون مسلمون ـ فالحديث عن الأسلمة هو كلمة كودية لشيء آخر، ويكمن خلف الأسلمة في شمال السودان نظرة عنصرية عميقة للتعريب، وما يفسر ذلك هو الهجخة الشرسة على مسلمي الغرب بالرغم من تجذر الإسلام داخلهم وانتمائهم التقليدي لحزب الأمة. فالجبهة تعتبر غير العرب طابوراً خامساً يحتمل أن يحاربها بسبب أنهم ذوو ثقافة أفريقية. وبالتالي تسعى لتحطيم المرجعية التقليدية للسلطة في هذه الكيانات. ولتغيير التركيبة الإثنية في غرب السودان لاحتواء ما يتخيله النظام خطراً عليه.

    لقد ظلت حكومة الجبهة تغذي العنف في غرب السودان، فمنذ بداية التسعينات أججت الصراعات القبلية الموجودة أصلاً في المنطقة، وحقيقي أن غرب السودان يتميز بتنوع عرقي واسع، حيث تعيش جماعات عرقية متباينة جنباً على جنب، وصحيح أيضاً أن هناك صراعات تنشأ بين الحين والآخر بسبب النزاع على مصادر الثروة، خاصة بين المجموعات غير المستقرة والمزارعين المستقرين، وهذه النزاعات عادة يتم احتواءها وفق تقاليد موروثة، فإذا كان الصراع الحالي هو تطور طبيعي للنزاعات القديمة كما تدعي الجبهة، فإنه كان سيجد حلاً مثلما حدث في الماضي، لكن هذا غير صحيح لأن غرب السودان رغم النزاعات ظل منطقة مسالمة منذ الاستعمار.

    الأسباب الحقيقية لتطور النزاعات والصراعات في التسعينات هي سياسات الجبهة الإسلامية المتمثلة في تسليح وتمويل القبائل العربية ومليشياتها، والعمل على تعميق الصراعات العرقية والعنصرية في غرب السودان. وفي الجانب الآخر قامت حكومة الجبهة بنزع سلاح القبائل غير العربية، بما يجعلهم أهدافاً سهلة للقبائل العربية المسلحة جيداً، وبهذا تقوم الجبهة بإثارة الفتنة العرقية ضد القبائل غير العربية.

    بدأت مشاكل المساليت منذ خمس سنوات حينما قامت الجبهة الإسلامية بإنشاء ثلاثين إمارة في دار مساليت، وعينت معظم أمرائها من العرب، خاصة من منطقة "أم جالول"، ورأى المساليت في ذلك استهدافاً لسلطتهم التقليدية. وقد كانت ردود فعلهم غاضبة تجاه هذه القرارات مما خلق توتراً بينهم وبين العرب، وبدأت أعمال العنف والعداء، وكان رد الحكومة على ذلك هو عزل حاكم غرب دارفور محمد أحمد فضيل وتعيين اللواء حسن حمدين، مما جعل المنطقة عملياً تحت حكم عسكري. وبدأ الحاكم الجديد بحملات اعتقالات واسعة وسجن وتعذيب، استهدف أبناء المساليت خاصة المتعلمين والعُمد والشيوخ وأعضاء مجلس الولاية.

    "وبدأت المليشيات العربية عملياتها بمهاجمة القرى في أغسطس 1995، وفي بداية الهجمات تمت مهاجمة مجموعة قرى "مجماري" شرق الجنينة، وتم في هذه الحادثة تدمير كل القرى وحرقها، وقُتل خمسة وسبعون مواطناً وجرح مائة وسبعون آخرون، وتمت سرقة ستمائة وخمسين رأساً من الماشية. وفي حادثة مماثلة هاجمت المليشيات العربية قرية "شوش تا" جنوب غرب الجنينة مساء الخامس من يوليو 1996، وقتل على الأقل 45 مواطناً، معظمهم من النساء والأطفال. وتم نفس الشيء في قرى "قدير"، "كاسي"، "بارونا"، "ميريامتا"، "كادمولي"، وقرى جبال "بيرتابيت".

    "ومعظم هذه الهجمات كانت تتم ليلاً، وعند وصولهم للقرية يبدأ المهاجمون بإشعال النيران في كل القرية، والمواطنون الذين يهربون من النيران تحصدهم بنادق المليشيات العربية وتوافق الهجمات مواسم الحصاد. وبهذا تقوم بتعريض المساليت لخطر المجاعة. وباختصار فإن الهدف من الغارات هو التحطيم المنظم لجماعات المساليت وتعريضهم للمجاعة وإجبارهم على هجر أرض أجدادهم.

    وهذا يمثل أمراً أكبر بكثير من مجرد الصراعات القبلية أو العرقية، وهذه الانتهاكات منظمة بشكل دقيق وموجهة بواسطة حكام المنطقة. ففي واحدة من أسوأ الهجمات على قرى جبل "جنون" قُتل عدد من أفراد المليشيات بواسطة المساليت، ووجدت وثائق تثبت تنظيم هذه الهجمات بواسطة الجبهة الإسلامية. ومن بين القتلى وجد مواطن سوري يدعى محمود محمد شقار، وليبي اسمه فتحي عبد السلام، وجزائري يدعى بلومي حماد، وعدد من المواطنين التشاديين. وبذلك تنفذ الجبهة هجماتها بالتعاون مع تنظيمات الأخوان المسلمين الأجانب، بالرغم من كل ذلك فإن الجبهة تدعي أن هذه الهجمات مجرد أكاذيب مغرضة.

    وقد تصاعد العنف في يوم السادس والعشرين من مارس 1997 حينما هاجمت المليشيات العربية منطقة "بايدا" في الجنوب الغربي من دار مساليت، واستخدمت المليشيات الخيول وعربات "اللاندكروزر" التي تحمل المدافع. وفي اليوم التالي كانت قرى "عجباني" و "أندريقا"، "ميرم تاه"، تيمبيلي"، "حرازا"، "أم خرابة"، "بيوت ثلاثا"، "عشابة"، "صابرينا"، "كاسي"، "شوش تا"، "كال كوتي"، "وكاسيا" قد دمرت تماماً، وقتل أكثر من أربعمائة وأربعين مواطناً بينهم مائة وخمسون امرأة وخمسون طفلاً، وتم تشريد أعداد هائلة إلى أماكن غير معلومة. وهناك شبهة أن يكون قد تم استرقاقهم بواسطة المليشيات، ويوم الرابع من أبريل 1997 م قتل قائد المليشيات والذي اتضح أنه عقيد في الجيش السوداني.

    وفي أواخر أبريل 1997 استخدم نفس الأسلوب في مهاجمة منطقة "أسبرنيا" شرق الجنينة، وفي غضون خمسة أيام تم تدمير وحرق حوالي مائة وخمسين قرية من قرى المساليت، وقتل أكثر من خمسمائة مواطن، وشرد حوالي ثلاثة آلاف آخرون وتم نهب أربعمائة رأس من الماشية.
    "وفي عام 1998 م نفذت المليشيات أربعة هجمات على الأقل على مناطق "قدير"، "هشابة"، "جبل لي بيري"، وقتل في هذه الهجمات حوالي أربعمائة وثلاثين من أبناء المساليت، وتم حرق حوالي مائة وعشرين قرية ونهب ثلاثمائة وتسعين رأساً من الماشية.

    وخلال كل هذه الفترة كانت الحكومة تقوم بمد المليشيات العربية بالسلاح والمعدات والعربات وتعدهم عسكرياً، في المقابل يتم نزع سلاح المساليت، ويفرض عليهم قانون الطوارئ الذي يقيد من حريتهم وحركتهم ويعرضون للاعتقالات الجماعية والقتل خارج نطاق القضاء. ويتم تجنيد شباب المساليت قسرياً ويرسلوا إلى مناطق الحرب في الجنوب ليشاركوا في "الجهاد"، ويترك شباب العرب ليشنوا الهجمات على المساليت كبار السن المتبقين مع النساء والأطفال.

    وبتصاعد الهجمات بات جلياً أن هدف الجبهة الإسلامية هو التطهير العرقي الشامل لقبائل المساليت، وفي يوم السابع عشر من فبراير 1999 م أول أيام عيد الفطر المبارك شنت الجبهة هجوماً شاملاً على دار مساليت. ففي ذلك اليوم وجد أحد المزارعين من أبناء المساليت، ويدعى الحاج إسماعيل إسحق عمر من قرية "تباريك"، أن هناك أبقاراً ترعى في مزرعته. وحينما حاول طردها أطلق عليه صاحب الأبقار النار وأرداه قتيلاً، وعلى صوت الرصاص هرع ثلاثة من القرويين المساليت إلى مكان الحادث، فكان نصيب اثنين منهم الموت أحدهم شيخ القرية ويدعى شيخ أبكر وابنه اسحق، وتم جرح الثالث وهو معلم اسمه عثمان صندل. وبمجيء المزيد من أبناء المساليت حدث صدام قُتل فيه أحد الرعاة العرب، وحينما حاول زعماء وشيوخ العرب والمساليت فض الاشتباك حدث تبادل للنيران قتل فيه أحد الزعماء العرب، واسم عبد الهادي محمد ريقة، وحينما بلغ الأمر السلطات انتهزتها فرصة لتصفية أكبر عدد من المساليت. فأعلن وزير الداخلية عبد الرحيم محمد حسين عبر الإذاعة بياناً أشاع فيه أن المساليت قد قاموا بقتل كل زعماء العرب في دار مساليت، وأعلن أن المساليت أصبحوا خارجين عن القانون ومناهضين للنظام ويشكلون طابوراً خامساً في غرب السودان. وبهذا الإعلان، وبتحرك من النافذين في الجبهة في دارفور، تم فتح الباب على مصراعيه للمليشيات العربية لشن هجمات كاسحة وواسعة على المساليت.

    وتم عقد الاجتماعات التي شارك بها عرب من دارفور ومناطق أخرى في السودان وأيضاً من خارجه، وأعلنت الحرب على المساليت وقدمت السلطات المزيد من السلاح والعربات والمعدات والمال... إلخ. وتم إغلاق المنطقة ومنع أي مواطن من مغادرتها، وفي الهجوم الكاسح الذي تم الإعداد له والذي بدأ في يناير 1999، استخدمت طائرات الهيلوكوبتر لمساندة المليشيات وقتل في هذه الهجمات أكثر من ألفي مواطن وجرح الآلاف، واضطر عشرات الآلاف للهرب إلى تشاد حيث يوجد الآن أكثر من مائة ألف لاجئ من أبناء المساليت. وتواصلت الهجمات على من تبقى من المساليت، حيث قتل في مارس الماضي أكثر من مائة مواطن بواسطة المليشيات العربية.

    تعتبر أوضاع اللاجئين من أبناء المساليت في تشاد حرجة لأنهم، حتى الآن، لا يتلقون أية مساعدة من أي جهة أو أية منظمة، ويواجهون خطر المجاعة وتزداد معدلات الوفيات في أوساطهم. ومن أكثر المسائل رعبا للمساليت هي خطر ترحيلهم بواسطة السلطات التشادية إلى السودان مرة أخرى بدعاوى أنهم مجرمون مطلوبون بواسطة العدالة، مما يعرض الزعماء أو القياديين لخطر الإعادة ومواجهة السجن أو التعذيب أو الموت في السودان.

    وفي خلال مدة أقل من شهرين منذ بداية الهجمات على المساليت، تم توقيع معاهدة بين السلطات التشادية والسودانية تم بموجبها الاتفاق على التعاون الأمني. ووقعت وثيقة في "إنجمينا" عاصمة تشاد في الفترة ما بين العاشر إلى الثالث عشر من فبراير 1999 م بواسطة د. مصطفى عثمان إسماعيل ووزير الخارجية التشادي محمد صالح نزيف، الذي ينتمي للقبائل العربية التي تنفذ الهجمات على المساليت. ففي هذه الاتفاقية اتفق الطرفان على سياسة موحدة حيال اللاجئين بواسطة الأجهزة العدلية. وهذا ما يعرض الفارين من المساليت إلى تشاد لبطش السلطات السودانية ويهدد حياتهم.

    "وقد نجح النظام في فرض ستار دائم على الجرائم التي ارتكبها ضد المساليت في دارفور، لذلك لابد من نشر هذه الفظائع على أوسع نطاق ممكن إذ لابد من وقف حملات التطهير العرقي الجارية، وهذا لن يحدث ما لم تمارس أقصى الضغوط الممكنة على حكومة الجبهة الإسلامية في السودان".

    داؤود إبراهيم صالح
    محمد آدم يحيى
    عبد الحفيظ عمر الشريف
    عثمان أبكورة
    ممثلو جماعة المساليت في المنفى.

    وفي بيان لاحق صادر في الثاني من مايو 2000 أكد محمد آدم يحيى، الناطق باسم ممثلي المساليت في المهجر، في القاهرة ما ورد في الخطاب المذكور أعلاه وتعمد النظام تشويه أسباب الأحداث والصراعات والخلافات بين سياسة حكم الجبهة الإسلامية ونسبها تارة إلى طبيعة النزاعات التاريخية بين القبائل العربية وغير العربية، وتارة أخرى باتهام القبائل غير العربية، خاصة المساليت، بالخيانة والطابور الخامس حسب ما جاء في إعلان وزير الداخلية عبد الرحيم محمد حسين في أوائل 1998 م. ويختم الناطق باسم المساليت حديثه بما يلي:

    „The recent behavior of the Arab Militias against the Massalit civilians casts doubt on any change in the government stance to watch human rights. These militias operate with the backing and in tandem with government soldiers deployed in Western Sudan to restore peace. There is a strong need to focus attention on the actions of the government and the Arab militias in Western Sudan”
    مراجع:
    تقرير المقرر الخاص أمام لجنة حقوق الإنسان E/en.4/1999/38/Add.I بتاريخ 9 أبريل 1999.
    دورية حقوق الإنسان أبريل 1998،
    Sudan Updte, london. 20 March 2000
                  

06-18-2008, 03:50 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    من كتاب الدكتور أمين مكي مدني "جرائم سودانية بالمخالفة للقانون الإنساني الدولي 1989 ـ 2000".

    Quote: الانتهاكات في جبال النوبة

      اعتمد الناظم الحاكم فلسفة التوجه الحضاري الذي يعني بالأساس تكريس مفاهيم سيادة الإنتماء العربي والإسلامي، وتهميش كل ما هو غير ذلك، وإرغام ذوي الانتماءات المختلفة للانصياع لذلك التوجه وقبول الدرجة الثانية من المواطنة، أو مواجهة البطش والإبادة والترحيل القسري من مناطقهم ليحل مكانهم العرب المسلمون. كما قامت السلطات، من خلال القوات المسلحة والدفاع الشعبي التابعة للجبهة القومية الإسلامية، بانتهاج سياسة القرى المحروقة من خلال قصف مدن وقرى الجبال، وقتل الرجال والشباب بدعوى تعاونهم مع أو انتمائهم إلى حركة التمرد.

      ظلت منطقة جبال النوبة بسبب تلك الممارسات منطقة مقفولة، يحظر على الأجانب والسائحين والدبلوماسيين والصحفيين الاقتراب منها أو زيارتها لأي سبب كان، وليس بالإمكان حتى استخراج إذن استثنائي لدخول المنطقة. ارتكبت القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبي فظائع بشعة وجرائم ضد الإنسانية، كالتعذيب والقتل والإبادة الجماعية والترحيل القسري وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية دون ذنب، ودون أن تكون هناك حالة حرب أو نزاع مسلح بين الحكومة وأبناء جبال النوبة. وقد جعلت السلطات من المثقفين والمتعلمين من أبناء النوبة أطباء ومحامين ومعلمين وموظفين وقادة اجتماعيين أهدافاً خاصة لذلك البطش والترويع.

      كما انتهجت أجهزة النظام القمعية سياسة لا إنسانية تجاه النساء والأطفال. فبعد أن يتم قصف قرى الجبال وحرقها وقتل أعداد كبيرة من سكانها، تدخل القوات إلى تلك الأماكن وتقضي على كل من كان حياً من الرجال والشباب الذين لم يتمكنوا من الفرار، ثم تجمع النساء والأطفال ويتم توزيعهم على ما تم تسميته "قرى السلام"، حيث يتم إجبار غير المسلمين على إشهار إسلامهم وتغيير أسمائهم إلى أسماء مسلمين ويتم ختان الأولاد. وبعد ذلك يأتي رجال القبائل العربية لاختيار النساء وأخذهن "زوجات" لهم واصطحابهن مع عدد من الأطفال ليعملن معهم في منازلهم أو مزارعهم بأسلوب لا يختلف عن الاسترقاق والسخرة.

      ينبغي أن نذكر في هذا السياق أن تلك الممارسات البشعة التي مارسها النظام في جبال النوبة، والتي وصلت حد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، على الرغم من تستر النظام على ممارساته وإغلاق المنطقة في وجه الصحفيين والأجانب، بمن فيهم الدبلوماسيون والسياح، ما كان لها أن تصل إلى تلك الدرجة من القسوة والفظاعة لولا تجاهل المجتمع الدولي وانصرافه عما يدور في تلك المنطقة، وعدم إدراجها في أولويات اهتمامه كما في في مناطق أخرى من العالم. ولا يعفي المعارضة السياسية ومنظمات حقوق الإنسان السودانية والإقليمية عدم إيلاء الاهتمام الكافي لتلك الأوضاع. لكننا نسجل بكل التقدير جهود بعض المنظمات الدولية وخوضها المخاطر والصعاب لكشف تلك الحقائق، منها مؤسسة Beekabo Pictures [هامش: فيلم "The right to be Nuba" قام بتصويره Emma Sharp, Hugh D. Aybovry في العام 1993] التي تمكنت، بعون من المنظمة السودانية لحقوق الإنسان، من الدخول إلى تلك المناطق عبر الدول المجاورة بمساعدة الحركة الشعبية. وكذا مؤسسة African Rights التي فعلت نفس الشيء. وقد قامت كل من المؤسستين بتصوير فيلم وثائقي تناول تحقيقاً دقيقاً عن الأوضاع ومقابلات الضحايا والمعاقين وتصوير القرى المحروقة، بما فيها المنازل والكنائس والمساجد. كما قامت الأخيرة بإصدار كتاب شمل نتائج زياراتها. [هامش: كتاب "Facing Genocide: The Nuba of Sudan " أصدره Alex Duval, Yohannes A. Ajawin في 1995.] أيضا اهتمت منظمة العفو الدولية بنشر تقارير وافية ومفصلة عن تلك الانتهاكات نشير إليها فيما بعد.

      على الرغم من التقصير العام الواضح في هذا الصدد، تظل دلائل وبيانات كثيرة عن الأحداث التي قام بها المسؤولون من خلال القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبي والتي تعد مخالفات وانتهاكات صريحة للقانون الإنساني الدولي تقتضي محاسبة ومحاكمة المسؤولين عن ارتكابها.

      كما تضمنت التقارير السنوية التي تقدم بها المقرر الخاص الدكتور قاسبار بيرو، منذ توليه أعباء منصبه في العام 1993 م حتى استقالته في 1998 م، أدلة دامغة تؤكد ارتكاب تلك الجرائم. في هذا الصدد تذكر منظمة Africa Right في مقدمة كتابها المشار إليه:
      „Do the Crimes against the Nuba warrant the Term “Genocide”? They certainly fit the legal definition contained in the 1984 Genocide Convention, and if the Sudan Government is able to pursue its programme unhindered for one or two more years, many thousands of Nuba people will have been killed, the majority of women and girls raped, and children separated from their parents and subjugated to forcible change of identity, in addition to the tens of thousands who will have perished in the Nuba people will no longer exist in a recognizable state. They will be politically subjugated and socially dismembered with their distinctive cultures obliterated.
      [هامش: المرجع السابق. جدير بالذكر أن تلك المنظمة حصلت على عدد من الإفادا المشفوعة باليمين حول عدد من الانتهاكات، وسوف يأتي الوقت الملائم للكشف عنها خاصة ممارسات التعذيب والتصفيات والإبادة التي أشرف عليها العقيد أ. خ. الذي نقل ليعمل ملحقاً بإحدى السفارات بالخارج]

      وقد أشارت تلك المنظمة إلى أن تقريرها، وهو الأول من نوعه بالنسبة للمنطقة، استند على شهادة أكثر من مائة وثلاثين شخصاً من ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان التابعين للمنظمة، ووثائق سرية من أوراق القوات المسلحة السودانية. ولهذا التقرير أهمية بالغة وعناية بتوثيق معلومات دقيقة معظمها مستقاة من شهادات الضحايا وذويهم ونشطاء حقوق الإنسان على الأرض في المنطقة، مما يقتضي دراسته بتفصيلز

      وعودة إلى المقرر الخاص بيرو في تقاريره السنوية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان بجنيف. فقد أوضح في أول تقرير له أن الصراعات والمنازعات الاجتماعية بين العرب والنوبة كانت، قبل انقلاب الجبهة، يغلب عليها الطابع القبلي، لكن في معظم الحالات كان يتم التوصل إلى تسوية وفقاً للعادات والتقاليد المحلية [هامش: مذكرة الأمين العام للأمم المتحدة إلى الجمعية العامة للدورة 48 متضمنة تقرير المقرر الخاص A/ 481601 بتاريخ 18 نوفمبر 1993 ص 19.] "بيد أن هذه المنازعات لم تعرض للخطر ما للمجتمعات المحلية المختلفة من علاقات تاريخية وثقافتها البيئية ولا بالمحافظة على هويتها العرقية والثقافية. إذ كان من المألوف التزاوج وحتى وجود أناس ينتمون إلى ديانات مختلفة داخل الأسرة الواحدة. ولكن ابتداء من منتصف الثمانينات تغيرت هذه الحالة بشكل درامي وبالتالي ما لم توقف العملية الحالية المتمثلة في اجتثاث المجتمعات المحلية للنوبة، فقد تصبح هذه العملية غير قابلة للإنعكاس" [هامش: المرجع السابق ص 20].

      تعرَّض التقرير إلى فترة الديمقراطية الثالثة وإنشاء المليشيات العربية التي عرفت باسم "المرحلين"، التي أعيد تنظيمها في سنة 1989 م حينما عرفت باسم "قوات الدفاع الشعبي"، التي أضفى عليها نظام الجبهة طابعاً قانونياً بموجب مرسوم صادر في نوفمبر 1989 م، مما جعل مواطني المنطقة عرضة لكافة أنواع الفظائع التي ترتكبها قوات الدفاع الشعبي والجيش والأجهزة الحكومية الأخرى، ومن قوات الحركة الشعبية من جانب آخر. [هامش المرجع السابق ص 20].

      يصف المقرر الخاص زيارته إلى المنطقة في سبتمبر 1993 م، والتي قامت بترتيبها سلطات الحكومة محددة المواقع التي يجوز له زيارتها، وأخرى منع منها لأسباب أمنية أو بسبب الأمطار. يقول المقرر الخاص أن ما لمسه إبان تلك الرحلة هو "حالات الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان التي ارتكبت في المنطقة المذكورة، وتجدر الإشارة مرة أخرى إلى أنه بالنظر إلى الطابع المعقد لهذه المسألة ينبغي النظر إلى هذه الحالات بوصفها عناصر في سياق أكبر، ويتميز هذا السياق بعملية جارية وتعتبر مستمرة تلقائياً في العديد من جوانبها بالفعل، وهي ترمي إلى استئصال هيكل مجتمعات النوبة التقليدية". [هامش: المرجع السابق ص 21].

      من الواضح أن تقرير المقرر الخاص يشير إلى انتهاكات وقعت أيضا من قبل الحركة الشعبية، وذلك في إطار الحرب الدائرة بين الحكومة والحركة، وسعي الأخيرة لتوسيع نطاق الأرض التي تسيطر عليها وتأمين سندها من الرجال والسلاح والمؤن. بينما يصدق القول أن انتهاكات حقوق الإنسان لا تصح حتى بمثل هذه التبريرات، وتبقى الحقيقة في الفرق بين دوافع تلك الاعتداءات ودوافع الانتهاكات التي تقوم بها الحكومة من خلال الجيش وقوات الدفاع الشعبي، المتمثلة في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للمنطقة، من خلال قتل أو نقل السكان وإحلال قبائل عربية مسلحة مكانهم، بدعوى التوجه الحضاري العربي الإسلامي، دونما أي اعتبار لكون أبناء النوبة مواطنين سودانيين، وإن كانوا ليسوا عرباً أو جميعهم مسلمين.

      ويؤكد المقرر الخاص أن زيارته إلى المنطقة أحيطت بوجود أمني مشدد، اختار له الأماكن التي يزورها ومنعه من مناطق أخرى بدعوى وعورة الطرق أو رداءة الطقس أو وجود قوات تمرد في بعض المناطق. وحتى في الأماكن التي تمكن من زيارتها، لم تترك له حرية الاتصال بمن يرغب من المواطنين العاديين دون حراسة ورقابة مشددتين، فيما عدا حالات استثنائية. كما لاحظ المقرر الخاص وجود أعداد كبيرة من المليشيات المدنية المسلحة وإشارات عديدة تؤكد وجود عناصر "الجهاد" ضد المواطنين، رغم إنكار الحكومة لذلك. وسعت السلطات وبعض المواطنين المرعوبين إلى إرجاع معظم حالات عدم الاستقرار إلى هجمات المتمردين، غير أن المقرر الخاص تمكن من الحصول على إفادات عديدة وجهت الاتهام إلى سلطات الحكومة وقوات الدفاع الشعبي التي شاركت في حرق القرى واعتقال وتعذيب واغتيال المواطنين وإجبار الشيوخ والنساء والأطفال على الرحيل إلى "قرى السلام". [هامش: المرجع السابق ص 26 ـ 328].

      أشار المقرر الخاص على وجه التحديد إلى عمليات قتل خارج نطاق القضاء وإعدام بدون محاكمة. ففي رسالة بتاريخ السادس من أكتوبر 1993 م وجهها المقرر الخاص لوزير العدل بخصوص عيسى شريف أحمد، وموسى شريف أحمد، وخليفة آدم الأزرق، وأحمد الأزرق، الذين نقلوا من سجن الأبيض في مايو 1993 وأعدموا على يد الاستخبارات العسكرية في منطقة تقع خارج قرية سلاره. [هامش: المرجع السابق ص 29]. وفي نفس الرسالة أعطى المقرر الخاص أسماء تسعة أشخاص ذكر أنهم اختفوا من سجن الأبيض، وزعم أن ثلاثة منهم هم إسماعيل سلطان (ابريل 1992) وكرتبير بشير (يونيه 1992) وإبراهيم بشير (يناير 1990) توفوا نتيجة التعذيب وسوء المعاملة. [هامش المرجع السابق ص 29].

      وفيما يخص التشريد والترحيل القسري، أكد الشهود للمقرر الخاص أنه في صيف 1992 م جرى نقل أعداد من الأشخاص المشردين من المعسكرات حول كادقلي إلى شمال كردفان بمبادرة من السلطات في الأبيض، يقدر عددهم بحوالي عشرين ألف شخص من النوبة، نقلا في عشرين شاحنة لا يعلم مصيرهم. لكن شاهدا أفاد المقرر الخاص أن بعضهم قضى في مخيم شمال كردفان. [هامش: المرجع السابق ص 30]. وينهي المقرر الخاص تقريره بالاستنتاجات الآتية:

      "المقرر الخاص لا يتردد في الاستنتاج بأنه حدثت انتهاكات فادحة لحقوق الإنسان في السودان، بما فيها أعداد كبيرة مما يجري خارج الإطار القضائي من ضروب القتل، والإعدامات بإجراءات وجيزة، والاختفاءات الجبرية أو غير الطوعية، التعذيب المنظم، والاعتقالات التعسفية الواسعة للمشتبه بأنهم من المناوئين. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن هناك عدداً من الأشخاص تعرضوا للانتقام بعد أن نقلوا معلومات للمقرر الخاص". ويخلص المقرر الخاص إلى الاستنتاج بأن "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تقع بصورة خاصة على نحو واسع النطاق في جبال النوبة، حيث يبدو أن الحكومة تتسامح مع السياسة التي تتبعها السلطات المحلية في إفراغها المنطقة من السكان في حربها مع الجيش الشعبي لتحرير السودان. ويبدو أن أحد المكونات الهامة لهذه السياسة هو النقل الإجباري للسكان من مكان إقامتهم وأحيانا النقل الإجباري العام للسكان النوبيين". [هامش: المرجع السابق ص 31.]

      لم تتوقف اتهامات المقرر الخاص عند هذا الحد، بل توالت في جميع تقاريره الأخرى تندد بانتهاكات الحكومة المتواصلة. ففي تقريره امام الدورة الخمسين للجنة حقوق الإنسان ذكر المقرر تقريراً حول إعدام ثمانية وستين من شيوخ النوبة في جبل أوتورو في أواخر 1991 م، وأشار إلى شهادة مصورة بالفيديو قدمها أحد الشيوخ الناجين من تلك المجزرة موضحاً أن الشيوخ استدعوا لاجتماع مع السلطات الحكومية، وعند وصولهم لم يكن هناك اجتماع، بل تم اعتقال جميع الحضور، وتوثيق أيديهم خلف ظهورهم، وأخذوا إلى سجن قضوا فيه تسعة وخمسين يوماً. وفي إحدى الأمسيات تم نقلهم في شاحنة إلى مكان ما حيث أطلقت عليهم النار، وجرح الشاهد في رأسه، وتمكن من التسلل إلى الغابة حيث قضى أربعة أيام، وكان جميع الآخرين قد قضوا نحبهم.

      ويقول المقرر الخاص أن ألوف المواطنين المدنيين تمت تصفيتهم بهذه الطريقة، وأن أماكن إقامتهم وانتمائهم العنصري ودياناتهم غالباً ما تؤخذ ذريعة لاتهامهم بالتعاون من حركة التمرد. [هامش: تقرير المقرر الخاص إلى لجنة حقوق الإنسان في دورتها الخمسين E/en. 4/1994/48 ص 8.] ويستطرد التقرير:

      "وادعى أن أفراداً من الجيش ومن قوات الدفاع الشعبي والمليشيات قد أعدموا بلا محاكمة مئات المدنيين من المسلمين والمسيحيين على السواء، وتنفيذ هجمات عشوائية واسعة النطاق على قرى النوبة التي يشتبه في تعاونها مع جيش تحرير شعب السودان. وتفيد الشهادات الواردة بأنه كان يتم، أولا، تطويق القرى ثم قصفها بالمدافع لتطهير المنطقة من أي جنود تابعين لجيش تحرير شعب السودان. وبعد القصف، تدخل قوات المشاة إلى المنطقة فتطلق النار عشوائياً، وكثيراً ما تعدم الشباب في الحال. وتفيد عدة مصادر أن للجيش وقوات الدفاع الشعبي حرية التصرف المطلقة في هذه العمليات، فأي شخص يحمل سلاحاً أو أي شاب أو أي شخص يحاول الهرب أو يقاوم الاعتقال يتعرض، فيما يبدو، لخطر الإعدام. وعلى سبيل المثال، ذكر شخص للمقرر الخاص أنه يقال أن ستة وثلاثين مدنيا قتلوا في مطلع 1990 م عندما هاجمت المليشيات قرية تومو، وقيل أن عدد منهم ماتوا حرقاً في منازلهم، ومن بينهم "كانو كافي" الذي كان يحاول الخروج من منزله فدفعوه إلى الداخل ثم أشعلوا النار في المنزل". [هامش: المصدر السابق، ص 9]. ووصف شخص آخر كيف هاجم الجيش والمليشيات قرية النقطة (بالقرب من أم دولو) في الصباح الباكر في شباط / فبراير 1991 م فقد أحرقت المنازل، وقيل أن ثلاثة وعشرين مدنيا قتلوا، منبينهم ثلاثة أطفال ماتوا في الحريق، وفي ربيع وصيف 1992 م قيل إن "تلال تولوشي" هوجمت هجوماً واسع النطاق، وتفيد الشهادات الواردة بأن مئات من المدنيين قتلوا في هذا الهجوم، مات العديد منهم نتيجة القصف المدفعي المكثف بينما مات آخرون حرقا داخل منازلهم، أو قتلوا بإطلاق الرصاص عليهم عن كثب. وذكر شاهد عيان للمقرر الخاص أن سيدة مسنة، كانت ضمن مجموعة من النساء سترحل إلى بلدة كادقلي، قتلت رمياً بالرصاص لأنها لم تستطع الإسراع في المشي. وفي هجوم على قرية العتمور النقرة في كانو الأول / ديسمبر ادعي أن قسيساً، وهو "ماتي النور"، وأكثر من عشرين فرداً من طائفته قد حبسوا داخل الكنيسة وماتوا في الحريق الذي أشعل فيها عمداً".

      ويواصل التقرير سرد وقائع أليمة عما حدث لبعض المواطنين الآخرين وقراهم وممتلكاتهم. ويكاد الأسلوب الذي يصف به المقرر الخاص تلك الوقائع مطابقاً تماماً لشهادة "خالد الحسيني"، ضابط الأمن وشقيق حاكم كردفان الشهير اللواء سيد الحسيني الذي أشرف على تلك العمليات، وسنعرض لتلك الشهادة لاحقاً.

      ويصف تقرير لمنظمة العفو الدولية بالتفصيل العمليات الحكومية التي استهدفت تدمير النوبة وقتل الآلاف وإعادة توطين عشرات الألوف في قرى السلام، واغتصاب النساء واختطاف الأطفال، وتدمير المنازل ومخازن الغلال والماشية والمحاصيل، وقطع الصلات بين المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة والعالم الخارجي. إضافة إلى تعرض قيادات النوبة والمعتقلين للاعتقال والتعذيب والتصفية الجسدية، ويورد التقرير أحداثاً بعينها تصف بتفصيل ما وقع من دمار مع تسمية القرى والضحايا الذين تعرضوا للتعذيب والتصفيات. [هامش: دموع اليتامى: مرجع سابق ص 78 ـ 85، راجع أيضا تقرير منظمة العفو الدولية "ويلات الحرب" مرجع سابق لمزيد من التفاصيل].

      نتيجة لتلك الأعمال البشعة، التي استهدفت إبادة قبائل النوبة وترحيلهم من مناطقهم، والتصفية الجسدية للرجال والشباب وخاصة العناصر المتعلمة منهم، اضطر الألوف إلى هجر البلاد والعيش في المنفى، للعمل ضمن تنظيمات قائمة مثل الحزب القومي السوداني ومنظمة "نوب" NOB ومنظمة تضامن النوبة بالخارج، للعمل على فضح انتهاكات النظام لحقوق أهاليهم. ففي لقاء مع سليمان رحال، رئيس المنظمة الأخيرة، مع مجلة "الحوار" التي يصدرها المنبر الديمقراطي بلندن، ذكر رحال أن المنظمة قامت بمبادرة من أبناء جبال النوبة خارج السودان في 1991 م "بعد أن وصلت ممارسات القمع والتقتيل والتعذيب والتشريد لأهلنا في جبال النوبة على يد نظام الخرطوم مرحلة ما كان من الممكن أن نصمت عليها أو نغض الطرف عنه. هذه الممارسات وجهت بصفة خاصة ضد المثقفين والمستنيرين من مواطني جبال النوبة... [هامش: مجلة الحوار، العدد الثاني، يونيه 1993، ص 15]. ويواصل ليقول: "منذ سبتمبر 1990 م وحتى يناير 1991 م، أي خلال أربعة أشهر فقط، تم اعتقال مائة واثنين من مثقفي جبال النوبة ومعظمهم من خريجي الجامعات، ومعلوماتنا المؤكدة تقول أن عدداً كبيرا منهم قد تمت تصفيته بدون محاكمات... إنها محاولات مخططة للإبادة وتدمير الثقافات عن طريق تغييب حملة الثقافة والفكر المستنير". [هامش: المصدر السابق ص 16]

      "أما الدلائل المادية فهي عديدة، في مرحلة أولى تم اختطاف الأطفال بأعداد كبيرة (حوالي خمسة آلاف طفل)، وتم ترحيلهم إلى مناطق شيكان وبقية مناطق شمال كردفان ... هنالك بدأ النظام محاولات غسيل المخ لهؤلاء الأطفال وضمنهم لقوات الدفاع الشعبي .. آخرون ما زالت مصائرهم مجهولة ... أما الدليل الآخر هو ما لم يعد الآن سراً حيث أقدم النظام على إبادة جماعية للقرى، ذلك أن الهدف هو محاولة استئصال الجذور بكل الوسائل ..." [هامش: المرجع السابق ص. 17]. وفي ندوة عقدتها المنظمة السودانية لحقوق الإنسان، فرع القاهرة، أشارت إلى انتهاكات حدثت بحق أبناء النوبة من جانب نظام الإنقاذ. وذكرت أن النظام قام في عام 1990 م بحملة إبادة بخور العفن شرق كادقلي، تمت فيها تصفية أكثر من ثلاثة آلاف مواطن دفنوا في مقابر جماعية. [هامش: دورية حقوق الإنسان السوداني، المنظمة السودانية لحقوق الإنسان، سبتمبر 1998، ص 8.]

      كما يشير التقرير إلى حرق قرى بكاملها في عام 1991 م، واستهداف قبائل المورو التي أبيد منها عشيرة تتيفير المكونة من خمسين فرداً، وتصفية خمسة عشر مواطناً من قرية "كتلة" وثلاثين من قرية "الغار". كما تم إعدام المحامي حمدن حسن كوري ووالده، وشارك في قتلهما كل من الرقيب يونس الإحيمر وعرف الرقيق وثالث يدعى علي كمبو. [هامش المصدر السابق ص 8].

      ويضيف التقرير اغتيال المواطن أحمد مسلم في الحادي والثلاثين من أغسطس 1995 في منطقة مايو جنوب الحزام الأخضر، بواسطة أحد فصائل الجبهة الإسلامية. كذلك اغتيال القس "يحنا تيه كوكو" من قرية "كرنقوتبانجا"، شارك في اغتياله وعبد السلام تية، عبد الله كرتيلكا، وخضر أحمد تونجا. [هامش: المصدر السابق ص 13].

      أما الأمر الأشد خطورة من كل هذا، فهو أن تقرير المنظمة ذاك احتوى قائمة تشمل أسماء مائة وستين مواطناً من مختلف أنحاء جبال النوبة، يزعم أنهم اغتيلوا خلال 1990 ـ 1991 خارج نطاق القضاء، نوردها في الملحق رقم 2. [سأحاول أن أصور هذه الصفحات وألحقها في بوست لاحق]

      وأخيراً يشير تقرير المنظمة إلى أن من بين من شاركوا في عمليات الإبادة والتصفيات عدد من أفراد أجهزة الأمن المختلفة، نورد اسماءهم في الملحق رقم (3)

      ــ
      الملحق رقم 3
      قائمة بأسماء رجال أمن يشتبه في مشاركتهم في عمليات قتل أو تصفيات [هامش: دورية حقوق الإنسان السوداني، المنظمة السودانية لحقوق الإنسان، سبتمبر 1998، ص 9]

      ــ مقدم علي خميس
      ــ مقدم عثمان دقنة
      ــ ملازم عيسى
      ــ مساعد عبد الرحيم أحمد جقدول
      ــ رقيب أول جمال الفكي
      ــ رقيب عمر النور
      ــ رقيب سالم الفضيل
      ــ وكيل عريف الفاتح
      ــ عريف أبو القاسم حامد
      ــ جندي صالح
      ــ السيد الرضي
      ــ سليمان الجقير
      ــ ياسر حسن باترول
      ــ عوض حسن فوح
      ــ مقدم أحمد عبد الله
      ــ رائد عثمان
      ــ مساعد بلة
      ــ رقيب أول أحمد حسن فرح
      ــ رقيب أول حسن أبو النور
      ــ رقيب أحمد سيد
      ــ رقيب يونس الإحيمر
      ــ عريف حسن صديق
      ــ عريف علي كمبو
      ــ وداعة محمود
      ــ ياسر آدم حامد
      ــ الطيب جمعة
      ــ خميس شاويش
      ــ الزيبق


    يمكن مشاهدة جزء من فيلم "الحق في أن نكون نوبة" بالضغط على هذا الرابط :
    http://www.youtube.com/watch?v=ddezttL91i8
    ::
                  

06-19-2008, 11:37 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    مواصلة الإنتهاكات في جبال النوبة من كتاب الدكتور أمين مكي مدني:

    Quote:

    أما المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان، فقد أسهمت بدورها بشكل تفصيلي في وصف تلك الانتهاكات المأساوية. ففي تقرير African Rights صدر في كتاب وصفت المنظمة بصورة دقيقة الكثير من الأحداث، منها ما حدث قبل انقلاب الجبهة، ومعظمها قامت به من بعد قوات الدفاع الشعبي والقوات المسلحة في تدمير حضارة وقرى ومواطني جبال النوبة. أشار الكتاب إلى الصراعات التي كانت تدور بين القبائل العربية وقبائل النوبة، وهجمات قوات الدفاع الشعبي. وبعد عام 1990 بدأ التدخل الحكومي المباشر، فبعد مؤتمر للصلح بين المسيرية والنوبة قامت الحكومة بدعوة زعماء قبائل النوبة إلى اجتماع في "لقاوة"، وعند حضورهم قامت السلطات باعتقالهم جميعاً وأخذتهم إلى مكان يدعى "شاقو" حيث تم توثيقهم ورميهم بالرصاص، وكان عددهم أربعة وعشرين زعما ذكر منهم التقرير [هامش: مصدر سابق Facing genocide, the Nuba of Sudan]:
    أحمد الإزيرق، وشيخ نمر شاقو، ومحمود داهر ملا، ومحمد آدم، وشيخ كامدا، ومحمد سليمان، وفضل النبي الإزيرق، وبريسا توتو، رئيس محكمة رأس الفيل، وموسى كوة، وشيخ كارلانيا، وخواجا كاليوا، وتوليش دالفيز.

    قامت القوات المسلحة بعد ذلك مباشرة بتنفيذ هجوم على مختلف القرى في المنطقة وحرقها، بالرغم من عدم وجود أي أثر لقوات الحركة الشعبية هناك، وأخذت أعداداً كبيرة من المواطنين إلى أماكن غير معروفة. وفي أغسطس 1991 م عاد الجيش وأمر بإخلاء عدد من القرى واعتقل عدداً من المواطنين ورحَّل أعداداً أخرى. أما المناطق التي يشتبه بوجود قوات من حركة التمرد فيها، فقد لجأت الحكومة إلى سياسة الأرض المحروقة، من خلال قصف القرى والمحاصيل ونهب الأبقار وإجبار السكان على الرحيل. [هامش: المرجع السابق ص 77 ـ 78]. واضطر من تمكن من الفرار للالتحاق بقوات التمرد من أجل الحماية.

    يشمل التقرير معلومات أخرى مذهلة عن أحداث وانتهاكات يعرض لها بتفصيل الزمان والمكان وأسماء الضحايا والمسؤولين عن ارتكاب تلك الجرائم، غير أن المجال لا يتسع لتغطية كل ما ورد في ذلك التقرير، أو غيره من التقارير الأخرى الصادرة عن جهات دولية مختلفة، رسمية وأهلية.

    أما منظمة العفو الدولية، فقد نشرت عدة تقارير سردت فيها كثيراً من التفاصيل، التي سلفت الإشارة إليها، وغيرها من عمليات الإبادة والتطهير العرقي والترحيل القسري، كما أكدت على سياسة الحكومة في "القضاء على قادة النوبة السياسيين، كلما اشتبهت السلطات في أنهم معارضون للحكومة. وقد تعرض للاعتقال والتعذيب المتعلمون من أبناء النوبة، مسلمون كانوا أم مسيحيون، والأعضاء السابقون في "الحزب القومي السوداني" المحظور، والزعماء التقليديون في المناطق التي يعتقد أنها تتعاطف مع "الجيش الشعبي لتحرير السودان"، والموظفون الحكوميون، وعمال الصحة، والمعلمون، وغيرهم و "اختفى" آخرون، كما أعدم كثيرون خارج نطاق القضاء. [هامش: منظمة العفو الدولية، ويلات الحرب، القتل لأسباب سياسية والكارثة الإنسانية، مرجع سابق ص 9]. ويمضي التقرير ليخلص:

    "في جبال النوبة طبقت الحكومة سياسة إخلاء القرى من سكانها بالقوة، وإعادة توطين المدنيين فيما يعرف بـ "قرى السلام"، الواقعة تحت سيطرة الجيش و "قوات الدفاع الشعبي". وفي إطار هذه الاعتداءات وقعت عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وحوادث اغتصاب فضلاً عن قيام رجال المليشيات باختطاف النساء والأطفال. وحاولت السلطات تصفية كل من يشتبه في معارضته لها ممن يحتمل أن يكون لهم أي نفوذ... ولم تحدث هذه الاعتقالات في مناطق القتال نفسها فحسب، بل حدثت أيضاً بعيداً عنها في العاصمة الخرطوم وغيرها من المدن السودانية الشمالية" [هامش: المرجع السابق ص 3].

    ويؤكد التقرير انتهاج الحكومة الترحيل القسري كسياسة رسمية، في إشارة إلى إعلان عمر سليمان آدم، مساعد المحافظ لشؤون السلام وإعادة التعمير في ولاية كردفان، في يناير 1992 أن السلطات قد أعدَّت اثنين وعشرين من "قرى السلام" لإعادة تسعين ألفاً من "العائدين" من الجيش الشعبي لتحرير السودان، أي المرحلين عن مناطق إقامتهم، لاستيعاب نصف مليون مواطن بدعوى أن ذلك يقع ضمن مشاريع لتنمية جنوب كردفان [هامش: المرجع السابق، ص 7].

    أما بالنسبة لبعض الحالات الفردية يصف التقرير ما يلي:

    قتل متى النور وحرق كمال توتو:
    "اعتدت قوات الجيش و "الدفاع الشعبي" في ديسمبر/ كانون الأول على قرية "العتمور النقرة" وهي من قرى النوبة المورو. وألقي القبض على القس "متى النور" وهو يصلي في كنيسته المسقوفة بالقش، وأوصد باب الكنيسة وبداخلها القس والشماس "بولس" وشيوخ الكنيسة مطمور، وزكريا، أبو نوك وعشرون آخرون من أفراد الأبرشية. ثم أشعلت النار في الكنيسة، فماتوا جميعاً بداخلها. وقيد كمال توتو، ثم ألقي به في الجمر، فأصيب بحروق أفقدته القدرة على استخدام يديه، ودمرت القرية" [هامش: المرجع السابق ص 9]
    [تعليق: هذه صورة لكمال توتو من كتاب "دموع اليتامى]


    محمد نور أسو:
    في أواخر عام 1990، ألقى رجال الاستخبارات العسكرية القبض على محمد نور أسو بينما كان عائداً من الصلاة بجامع كادوقلي. وتدعي السلطات أنها أطلقت سراحه فيما بعد، وأنه كان آنذاك بصحة جيدة، ولكن أحداً لم يره منذ قبض عليه. ومحمد نور أسو في العقد الخامس من عمره، وهو زوج لامرأتين وأب لثمانية أطفال. وهو طبيب أسنان، وعضو سابق في نقابة الأطباء. ومن المعتقد أنه اعتقل بسبب احتجاجه على تحويل المستشفى المدني للاستخدام العسكري، وقد "اختفى" وأغلب الظن أنه قُتل [هامش: المرجع السابق، ص 10].

    حمزة فرت الله وآخرون:
    من أبناء النوبة الكامدا من منطقة لقاوة، اعتقل في الأبيض في أكتوبر 1991 م، واحتجز في بادئ الأمر في سجن الأبيض، ثم سلم إلى مسئول في الاستخبارات العسكرية لاستجوابه في لقاوة. وقد ورد أن الجنود الذين كانوا يرافقونه أعدموه في الطريق إلى لقاوة. كما لقي نفس المصير سعيد كباشي، وشكر الله نملة، وعمر تيه، ومختار موسى الذي قتل في ثكنات الجيش بلقاوة في أكتوبر 1991م [هامش: المرجع السابق، ص 10].

    كرشوم منقو عطية:
    مدرس ابتدائي من نوبة كادوقلي. اعتقل في بورتسودان في نوفمبر 1992، واحتجز في مكاتب الأمن ببور سودان عدة أيام ثم نقل إلى مكان غير معروف بالخرطوم ثم اختفى. تقل التقارير أنه أخذ إلى جنوب كردفان، وتقول تقارير أخرى أنه قتل [هامش: المرجع السابق ص 11].

    يتواصل
    الحلقة القادمة:
    شهادة خالد الحسيني شقيق حاكم كردفان اللواء سيد الحسيني..
                  

06-19-2008, 12:52 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: شهادة خالد الحسيني

    خالد الحسيني، شاب كان يعمل ضابطاً بالشرطة برتبة ملازم ثاني بالخرطوم، تم نقله إلى الأبيض في مايو من عام 1992 ليعمل مديراً لمكتب شقيقه اللواء سيد الحسيني حاكم إقليم كردفان، والذي عمل بعدها وزيراً قبل إحالته إلى التقاعد أخيراً. يقال أن اللواء الحسيني ارتكب أبشع جرائم الإبادة والتطهير العرقي إبان توليه منصب حاكم إقليم كردفان. وحسب رواية الشقيق الأصغر خالد التي أدلى بها في مؤتمر صحفي عقد في مارس 1994 على هامش اجتماعات لجنة الأمم المتحدة بحقوق الإنسان بجنيف، بسويسرا، حيث يعيش هناك كلاجئ سياسي منذ عام 1992 م، يروي أنه وبمجرد وصوله مدينة الأبيض وتولي إدارة مكتب شقيقه، بدأت عناصر الجبهة الإسلامية تحاصره ليل نهار بقصد استقطابه في التنظيم، إلا أنه ظل يرفض ذلك بإصرار رغم محاولة شقيقه الحاكم ضمه إلى الجبهة الإسلامية التي ينتمي إليها الحاكم نفسه. وفي مواجهة عناد الملازم خالد بدأت عناصر الجبهة بمراقبته ورصد حركاته، ومنعه من أية عطلات أو حتى إجازة صغيرة لرؤية والدته وذويه بالخرطوم. وأخيرا لجأت عناصر الجبهة إلى أسلوب خطير هو تلطيخ يد الضابط الشاب بالدماء، وإشراكه في عمليات الإبادة الجماعية للقرى في جبال النوبة وجنوب غرب كردفان. وبالفعل صدرت له أوامر عسكرية من شقيقه الحاكم للمشاركة في العمليات.

    يروي خالد أنه شارك في عدد من العمليات، وصفها بلسانه. تبدأ هذه العمليات بقيام حملات عسكرية مسلحة بالأسلحة الثقيلة والدبابات، وتخرج ليلاً متوجهة إلى مناطق جبال النوبة. وفي منتصف الليل تبدأ القوات بإطلاق النار والصواريخ والراجمات نحو القرى في أعالي الجبل، ويستمر القصف العشوائي طوال الليل. وعند الفجر تقوم القوات بتسلق الجبال ودخول القرى التي تعرضت للقصف، حيث تصدر الأوامر بإطلاق النار على كل الرجال والشباب الذين لم يقتلوا أو يلوذوا بالفرار. وبعد ذلك يتم تفتيش و "تمشيط" القرية، لجمع النساء والأطفال وأخذهم مع القوات وتسليمهم إلى ما يسمى "قرى السلام". وفي قرى السلام هذه تتقاسم القوات والأهالي العرب النساء ويتم أخذهن كزوجات، كذلك يتم اصطحاب الأطفال إلى قرى العرب المختلفة.

    يقول الملازم خالد أنه اضطر للمشاركة في تلك العمليات عدة مرات، امتثالاً للأوامر العسكرية التي تصدر له وللحصار الذي تفرضه عليه عناصر الجبهة الإسلامية في السلطة وأجهزة الأمن. ويذكر أنه قد عانى من ذلك الكثير وأصيب بأزمة أخلاقية حادة لم يدر كيف يضع لها حداً أو يخرج منها، علماً أن نقله أو منحه عطلة صار أمراً مستحيلاً. وتكررت مشاركته في تلك الجرائم الخطيرة، بعلم، بل أوامر، شقيقه الحاكم.

    أخيراً سنحت الفرصة في مارس 1993، حينما علم شقيقه الأكبر أن والدتهما مريضة ما يستلزم نقلها إلى عمان بالأردن لإجراء عملية جراحية عاجلة. ولم يكن هناك بد سوى أن يصحبها أحد الأخوين. فوقع الإختيار على خالد الذي أخطره شقيقه الحاكم أن جميع الإجراءات سوف تتم في الخرطوم، وأن خالد سيسمح له بالسفر إلى الخرطوم في نفس يوم رحلة السفر إلى الأردن كي لا يبقى في الخرطوم. تقبل خالد الأمر وسافر مع والدته إلى عمان وبقى معها حتى أتمت فترة علاجها، وعندما همت بالعودة إلى السودان اعتذر بأنه لن يتمكن من ذلك. فودعها، وبعد سفرها تمكن من الحصول على تأشيرة دخول إلى سويسرا التي وصلها بعد أيام، وبقي فيها حتى الآن لاجئاً سياسياً.

    يروي خالد تجربته في ظل نظام الجبهة تحت إمرة شقيقه الكبر، وما صاحب ذلك من ارتكاب أبشع الانتهاكات التي شملت القتل والإبادة الجماعية وترحيل السكان من مواطنهم، بهدف طمس هويتهم النوبية وفرض برنامج التوجه الحضاري العربي الإسلامي عليهم.

    وبالنسبة للسياسة العامة لحكومة الجبهة الإسلامية في المنطقة، أكد الملازم خالد الحسيني في شهادته في المؤتمر الصحفي أن الحكومة انتهجت، منذ استيلائها على السلطة، سياسة متعمدة ضد قبائل النوبة تتمثل في التطهير العرقي والاستيلاء على الأراضي والممتلكات أولاً، ثم إعادة صياغة شخصيات من تبقوا ضمن برامج وسياسات الجبهة. وتنفيذاً لذلك عمدت الحكومة إلى إرسال وحدات عسكرية مكثفة إلى القيادة العسكرية العربية في مدينة الأبيض، وعقدت لقاءات مع شيوخ القبائل العربية لاستنفار أبنائهم للدخول في قوات الدفاع الشعبي في حرب "جهاد" ضد قبائل النوبة. كما تم فتح عدة مراكز تدريب للدفاع الشعبي في عدة مناطق، منها الأبيض والنهود وكادوقلي ورشاد. وكانت العمليات العسكرية تتم من كادوقلي، حيث يتم حصر القرى المزمع إبادة سكانها وإعدادهم بناء على معلومات الاستخبارات العسكرية وأجهزة الأمن. ومن ثم تتوجه القوات مزودة بالسلاح والمؤن بعد إعلان المنطقة "منطقة مقفولة".

    في تلك المعسكرات يقوم "صندوق رعاية الأسر" الذي أوجدته الحكومة، بأعباء الإدارة وتتولى هيئة "الدعوة والإرشاد" إحدى روافد الصندوق، مهمة أسلمة الأطفال وتغيير أسمائهم إلى أسماء عربية مسلمة والقيام بإجراء عملية الختان. كما يتم تشجيع النساء على التزوج من أبناء القبائل العربية والانتقال معهم إلى قراهم. أما من تبقى من النساء والأطفال يتم نقلهم للعمل في المشاريع الزراعية التابعة للحكومة.
    وفي شهادته أمام منظمة African Rights بتاريخ الثالث عشر من يونيه 1995 م بجنيف ذكر خالد الحسيني:
    „The ongoing order given to the troops is to kill anything that is alive that is to say kill anybody, to destroy the area, to implement a scorched earth policy, to destroy everything, to burn the area, so that nothing can exist there, those are the orders of the troops there fighting in the area”
    [هامش: Facing the genocide ، مرجع سابق، ص 137]
    نترجم ذلك على النحو التالي: "الأوامر القائمة الموجهة إلى الجنود هي اقتلو أي شيء، أي أن يقتلوا أي شخص، أن يدمروا المنطقة، أن ينفذوا سياسة الأرض المحروقة أن يحطموا كل شيء، أن يحرقوا المنطقة حتى لا يبقى شيء. هذه هي الأوامر الموجهة للجنود الذين يقاتلون في تلك المنطقة".

    يستطرد الشاهد ليؤكد مخطط النظام لإبادة القيادات النوبية من زعماء القبائل والانتقام منهم لاتهامهم بعدم الولاء للنظام، وقادة التنظيمات ومن ثم المتعلمين غير الموالين للجبهة الإسلامية، الذين كان يتم اعتقالهم وتعذيبهم واغتيالهم سعيا وراء تحقيق مبدأ ما يسمه التوجه الحضاري العربي الإسلامي.

    ويؤكد الملازم الحسيني أنه زار عدداً من قرى السلام وشاهد بعينه تنفيذ تلك الممارسات تطبيقاً لسياسة ما تسميه الجبهة الإسلامية "التوجه الحضاري"، أي الخيار الإسلامي العربي على أطفال ونساء لا حول لهم ولا قوة آل إليه مصيرهم.
                  

06-19-2008, 01:11 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    توثيق بليغ لجرائم لايرتكبها إلا قتلة فى حق أبرياء

    قاتلهم الله بمثلما أجرموا

    وجعل ارواح الشهداء بحق فى حواصل طير خضر

    واورد القتلة مورد الهلاك
                  

06-19-2008, 01:25 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: حيدر حسن ميرغني)

    سلامات يا حيدر..

    كل هذه الجرائم تمت قبل تكوين المحكمة الجنائية الدولية ولا يمكن محاكمة المجرمين فيها، ولكن هذا لا يمنع محاسبتهم عند تحرير السودان من سيطرتهم الكريهة..

    أما جرائم دارفور فيبدو أن للمدعي العام السيد لويس مورينو أوكامبو أدلة دامغة للمجرمين، وأتوقع أن يكون وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين الذي كان وزيرا للداخلية وهو الرئيس المباشر لوزير الدولة بوزارة الداخلية والمطلوب للمحكمة، أحمد هارون، في قائمة الأسماء.. والأيام حبلى بالكثير.. فليس من فراغ أن يتهم أوكامبو جهاز الدولة كله بالتخطيط والتنفيذ للجرائم وبالتغطية على المجرمين. وليس من فراغ أن يشبه أوكامبو جهاز الدولة الذي ارتكب تلك المجازر والفظائع بالنظام النازي أو بنظام صرب البوسنة..

    يوليو هو موعد العالم للكشف عن بعض أسماء المجرمين وهذا ما جعلهم يهرعون إلى مصر، فأشبهوا المستجير من الرمضاء بالنار، ونسوا أنهم كانوا قد حاولوا اغتيال مبارك في عام 1995.. إنهم لا يقرأون التاريخ.. عندما حدثت الانتفاضة نزلت طائرة جعفر نميري في مصر قادما من الولايات المتحدة فما كان منه إلا أن طلب من الرئيس حسني مبارك أن يساعده في الوصول إلى السودان وأن يعطيه قوة عسكرية بحسب اتفاقية الدفاع المشترك فاعتذر مبارك. ولكنه أبقاه في مصر ورفض أن يسلمه لحكومة الإنتفاضة التي طالبت بتسليمه إليها..
                  

06-19-2008, 01:58 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    بالضغط هنا يمكن مشاهدة فيديو توثيقي عن مجاعة في جبال النوبة، ومشاهد تحكي ما جاء في تقارير المقرر الخاص وشهادات الشهود..

    http://www.youtube.com/watch?v=X_y4Frm_qcY

    Jan 1999
    The UN aid programme in Sudan may have saved two million lives in the South from starvation. But in the remote Nuba mountains, the hungry claim that UN aid is being used as a weapon of war.

    In this exclusive report we enter the Nuba Mountains that have been closed to outsiders for over a decade. Only a few aid agencies beat the government blockade to ship food in to a population hovering precariously on the verge of famine. The Nuba mountains are on the border of Muslim North Sudan and the Christian and animist South Sudan, but the Nuba people have always allied themselves with the Southern Sudanese SPLA rebels putting themselves in the firing line of the Islamic extremist government. They used to farm the plains but since government troops burnt and looted their villages most are scratching a living on the Mountains thin, rocky soils. When famine struck last year in Southern Sudan UN food aid was distributed to everybody expect the Nuba. Naima Kuku lost her husband to war then lost her child to the famine. "There was massive starvation, I was dehydrated and had no milk for my child." A local resistance commander reports 20 government attacks this year. 3000 civilians have been captured and taken to so-called Peace Camps. "They're not peaceful, " Nuba leader Youssef Khor tells us, "boys are taken to be trained as soldiers, the girls to be wives for the soldiers." Escapees recount tales of torture. Lined out in the sun, the rebels display their very own 200 POWs. About half are Nuba boys who were sent back by the government to fight their own. Many Nuba claim that the UN's aid Programme in Sudan has been manipulated by the ruling National Islamic Front to accelerate the regime's Programme of ethnic cleansing of the Nuba Mountains. UN food aid has been used to bring starving people into the notorious Government-run peace camps.
    Category: News & Politics
    Tags: Sudan Nuba Suffering Goverment Camps UN Journeyman Pictures
                  

06-20-2008, 07:54 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    الشكر للأخ د. نبيل الذي قام بوضع هذا المقطع الذي يوضح كيف يمارس المجرمون من رجال سلطة الإنقاذ التعذيب.. إن هؤلاء الأطفال والشباب مقبوض عليهم بتهمة المشاركة في عملية الهجوم على امدرمان التي حدثت بواسطة حركة العدل والمساواة في العاشر من مايو 2008. سوف يكون هذا المقطع دليل إدانة جديد في يد محكمة الجنايات الدولية..

                  

06-20-2008, 11:33 AM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

                  

06-20-2008, 05:06 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: عمر دفع الله)

    أعذرني د. ياسر الشريف إن وجدت هذا البوست تواً

    هذه الكوارث لا تسامح فيها البتة
    الله يسامح فأنا لا
    _____________
    ولا أوافقك علي قول د. الترابي أنكرها

    إنما الصحيح المجرم الترابي

    (عدل بواسطة آدم صيام on 06-20-2008, 05:08 PM)

                  

06-20-2008, 05:33 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: آدم صيام)

    سلامات يا آدم صيام..

    نعم سوف يذكره التاريخ كمجرم..

    مثل الدكتور رادوفان كراديتش..
                  

06-20-2008, 07:09 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا يا عزيزي عمر دفع الله على الكاريكاتير..
                  

06-21-2008, 07:51 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)
                  

06-21-2008, 08:45 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    من كتاب الدكتور أمين مكي مدني ص 128 ـ 130

    Quote: شهادة منير شيخ الدين:
    منير شيخ الدين، أحد أبناء منطقة جبال النوبة، تعرض للاعتقال المتكرر والتعذيب وشهد أبشع أنواع الانتهاكات والمعاملة اللاإنسانية. كما شهد اغتيال زملاء معتقلين معه في سجون كادقلي والدلنج والأبيض، حيث قضى فيها ما يزيد عن عامين. تمكن منير من الخروج من السودان إلى بريطانيا، حيث يعيش لاجئاً سياسياً، بعد أن قضى فترات بعد خروجه من السودان في كل من مصر والسعودية، وهو أحد قادة الحزب القومي السوداني في بريطانيا. كانت المنظمة السودانية لحقوق الإنسان بالمهجر قد صحبته إلى جنيف في الدورة الثامنة والأربعين للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فبراير 1993 م ، وتقد بشهادته للوفود والصحفيين الذين حضروا الدورة. أوضح شيخ الدين أنه تعرض للتعذيب لعدة أشهر، من توثيق اليدين والرجلين والضرب المبرح والحرق بأعقاب السجائر والكي، لإرغامه على الإدلاء بمعلومات لم يعرفها عن حالات التحاق بعض أفراد النوبة بالحركة الشعبية لتحرير السودان في جنوب البلاد. كما شاهد عدداً من زملائه يتعرضون للاغتيال وأبشع أنواع التعذيب لإرغامه على الإعتراف. وكان على ظهر منير وأجزاء أخرى من جسمه آثار التعذيب الذي تعرض له، رغم مرور الزمن.

    أدلى منير شيخ الدين أيضا بشهادته إلى African Rights في القاهرة في نوفمبر 1992، ذكر فيها أنه ذهب إلى الخرطوم قبل انقلاب 1989 وعاد في نوفمبر من نفس العام فتم اعتقاله في سيارة نقل بواسطة جنود مسلحين حاصروا السيارة وسألوا عن إسمه بالذات، وكان قائدهم مهدي مامور ميتو من الدفاع الشعبي الذي عين خصيصاً لملاحقة المتعلمين من أبناء النوبة بسبب انتمائهم السابق للحزب القومي السوداني. اقتيد منير شيخ الدين إلى مكتب الاستخبارات العسكرية بحامية الدلنج، وتم تفتيشه وأودع في زنزانة. وروجت الاستخبارات العسكرية أنهم ألقوا القبض على ضابط من قيادات حركة التمرد. وقامت القوات المسلحة بالذهاب إلى منزله وفتشوه وصادروا بعض الكتب ومزقوا الأخرى. وبعدها قام باستجوابه الشاويش أبو القاسم حمد والشاويش علي كمبو ووجهوا له تهمة الانتماء إلى حركة التمرد. وعندما أنكر ذلك، أصروا أنه من قوات التمرد التي قامت باغتيال المواطنين من كادقلي. واستمر ضربه وتعذيبه وسؤاله عن حركة التمرد، ووجهوا له شتائم بذيئة واصفينه "بالعبد" و "المخنث" و "متى كان النوبة بشر؟"، وأدخلوا أصابعهم في عينيه، وفي الصباح أخذوه إلى زنزانة أصغر ومنعوا عنه الأكل والشرب وحرموه النوم لمدة شهر مع استمرار الاستجواب. أعيد بعدها إلى شاويش آخر يدعى حسن أبو النور الذي واجهه بثلاثة من أبناء النوبة زعموا أنه، أي شيخ الدين، جندهم لحركة التمرد وأنه قائدهم، عندها صرخ الشاويش "سوف يتم إعدامكم اليوم". أخذ بعدها إلى مكتب رئيس المخابرات المقدم أحمد عبد الله ومعه ضابط أمن ومدير سجن الدلنج ومدير الشرطة والقاضي المقيم أحمد أبو زيد أحمد وضباط آخرون. أعيد النوبة الثلاثة الذين كرروا روايتهم، وأصر هو أن الرواية ملفقة. بدأ التعذيب مرة أخرى ضرباً بالسياط والعصي منذ منتصف الليل حتى السادسة صباحاً، ثم وضع من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل في زنزانة أخرى مع معتقلين آخرين. وأخذ مرتين أمام فرقة تنفيذ الإعدامات في ذلك السجن. وكان الإجراء أن يؤخذ اثنان من المعتقلين إلى مكان خارج المدينة ويقفون للإعدام، فيقوم الضابط بإطلاق النار على أحدهم، وهكذا.

    قضى شيخ الدين أربعة أشهر في ذلك السجن تم نقله أثناءها إلى أماكن مختلفة لاستمرار الاستجواب. ثم نقل إلى سجن الدلنج حيث قضى شهرين، قاموا خلالها بتقييد رجليه ويديه بقيود حديدية، وبعد فترة سمحوا له بالزوار. ثم نقل إلى سجن الأبيض حيث قضى اثنا عشر شهراً، منها خمسة أشهر في المستشفى حتى تم الإفراج عنه في يونيه 1991. ويوضح شيخ الدين أن تسعة من الذين كانوا معتقلين معه توفوا أثناء الاعتقال هم:
    البشير علي قدال، إبراهيم باشا (80 سنة)، وإسماعيل سلطان، ومحمد حمد، وشيخ حمدين فضل، ومك كورتيبر باشا، وعمر الليان، وماكينة خير، وحسن الكيط. كما يذكر أن ثلاثة تم إعدامهم في أم دورين في سبتمبر 1991 هم حسن الرمة (مدرس)، وزكريا كومي (مدرس) وحسن كوكو مساعد طبي.
                  

06-21-2008, 09:01 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    من صفحة 130..


    Quote: شهادة ألدو أجو
    ألدو أجو وزير سابق في العهد الديمقراطي، تم تعيينه نائباً لرئيس المجلس الوطني المؤقت (البرلمان) ورئيساً للجنة حقوق الإنسان بالمجلس الوطني في ظل الجبهة الإسلامية، واستمر في منصبه حتى اقتنع أن الكيل قد طفح وأنه لم يعد بإمكانه أن يستمر في ذلك المنصب، أو أن يكون عضواً في النظام الحاكم. انتهز فرصة سفره في إجازة إلى بريطانيا ومن هناك أعلن استقالته من منصبه طالباً اللجوء السياسي.

    سافر ألدو أجو من لندن إلى جنيف حيث أدلى بشهادة مفصلة، أثناء انعقاد الدورة الخمسين للأمم المتحدة في مارس 1994 م، حول أوضاع حقوق الإنسان في السودان خلال فترة توليه رئاسة لجنة حقوق الإنسان بالمجلس الوطني.

    ففيما يخص جبال النوبة، ذكر السيد ألدو أجو أن سكان النوبة مستهدفون للإبادة التامة كونهم غير عرب وكون معظمهم غير مسلمين، وأن هدف الحكومة هو تطهير رجال النوبة وترحيلهم منها واستبدالهم بالعرب المسلمين. وأضاف أن أعداداً هائلة تمت تصفيتها تطبيقاً لسياسة التطهير العرقي والمرض والمجاعة.

    ويقول أنه، رغم وصول تقارير عديدة إلى الحكومة، إلا أنها لم تحرك ساكناً ولم تحاسب أياً من المسؤولين عن تلك الانتهاكات. ووصف ألدو أجو حالات متعددة قتل فيها رجال دين مسيحيون بالحرق داخل كنائسهم، وأن عدداً من زعماء القبائل تم إحراقهم لاتهامهم بالتعامل مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، وأن العديد من المواطنين يقتلون أمام أسرهم وذويهم. إضافة إلى ذلك فإن الأطفال والنساء يتم ترحيلهم من المنطقة بهدف إكراههم على الإسلام واسترقاقهم. ويختم شهادته بالتأكيد على أن الحكومة مقتنعة تماماً أن ذلك هو السبيل الأنجح لجعل السودان بلداً عربياً إسلامياً.
    [هامش: شهادة ألدو أجو دينق أمام الدورة 50 للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مارس 1994.]
                  

06-21-2008, 11:01 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    من الفصل الرابع من كتاب الدكتور أمين مكي مدني من صفحة 134 إلى 141.

    Quote: الانتهاكات في جنوب البلاد
    انقلاب الجبهة وقضية الجنوب:

    لم يخف قادة الإنقلاب العسكري، منذ يومهم الأول في بيان الانقلاب، إلى جانب شعارات الانقلابات العسكرية المعتادة من محاربة الفوضى الحزبية، والفساد، والسعي نحو التنمية الاقتصادية، والاستقرار ...، أن الانقلاب أتى ليوقف ما يسمى "الاستسلام" لحركة التمرد، أي سعي الحكومة الديمقراطية لبدء مفاوضات سلام مع الحركة الشعبية، والتراجع عن تطبيق الشريعة الإسلامية. أعلن النظام نيته دحر التمرد وتحقيق السلام في أقرب وقت ممكن. وسرعان ما تكشف أن الانقلاب قام بتدبير من الجبهة الإسلامية التي وقفت معارضة لمشروع السلام من خلال التفاوض، وأعلنت أن التمرد سوف يحسم عسكريا في دولة الشريعة الإسلامية التي التزم الانقلاب بتطبيقها.

    تلاحقت الأحداث وسرعان ما أعلن النظام الجديد "الجهاد" ضد الكفرة والمشركين من أعداء العقيدة والوطن في جنوب البلاد، وشرع في تكريس مليشيات قوات الدفاع الشعبي بتجنيد الشباب وأولاد المدارس قسراً ودفعهم إلى معسكرات التدريب لبضعة أسابيع، ومن ثم نقلهم إلى محرقة المعارك للفوز "بالنصر أو الشهادة"!. وبرعت أجهزة الإعلام وقادة النظام في الإشادة بالقتلى من الشباب، باعتبارهم شهداء عن ربهم وأنهم، عندما يلقون حتفهم، سرعان ما يدخلون الجنات للتمتع بالحور العين، وتبشير أهليهم بإقامة الأفراح "عرس الشهيد" من بنات الحور، وأرغمت الأسر على التهليل والزغاريد بدلا من المآتم وتلقي العزاء!.

    هكذا، ولأول مرة في تاريخ الحرب الدائرة منذ ما يقارب نصف القرن، لم تكتف الجبهة الإسلامية برفض احتمال الحل السياسي، مثل ما فعلت معظم الأنظمة السابقة، بل أعلنتها حربا دينية وجهادا مقدسا ضد "الكفرة وأعداء العقيدة والوطن"، واعتبرت الخوض فيها جهادا في سبيل الله ضد أناس تناست أنهم مواطنون يحاربون من أجل حرياتهم وحقوقهم الأساسية في العيش الكريم. خصص النظام كل مقدرات البلاد البشرية والمادية من أجل المجهود الحربي، دونما اعتبار للأوضاع الاقتصادية التي انهارت تماما وأدت إلى هجرة ونزوح ولجوء مئات الألوف من المواطنين. ارتكبت في إدارة المعارك أفظع الانتهاكات لحقوق الإنسان ولقواعد القانون الإنساني الدولي، كما سنفصل فيما يلي، وفق التقارير والإفادات التي وردت من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة وحقوق الإنسان العالمية والسودانية ومن بعض شهود عيان قدر لهم أن يشهدوا ما حدث.

    القتل خارج نطاق القضاء:
    ورد في أول تقرير للمقرر الخاص لحقوق الإنسان إفادة من مصادر مستقلة عن حالات القتل خارج نطاق القضاء والإعدام بلا محاكمة. أشار على وجه الخصوص إلى قضية خطيرة تضمنت إلقاء القبض واختفاء وقتل مئات المواطنين، من المدنيين وضباط الجيش، على إثر هجوم قامت به الحركة الشعبية لتحرير السودان على مدينة جوبا في يونيه ويوليه 1992 [هامش: مذكرة الأمين العام إلى الجمعية العامة عن تقرير المقرر الخاص A/48/601 بتاريخ 18 نوفمبر 1993، ص 3]. وكان بعض من تمت تصفيتهم يعملون في بعض منظمات الإغاثة الدولية، منها الوكالة الأمريكية للتنمية واللجنة الأوروبية، مما أدى إلى إجبار حكومة السودان لتكوين لجنة قضائية في سنة 1993 م للتحقيق في الأمر، ولم يتم نشر تقريرها حتى مايو 1997 م، بعد الكثير من المماطلات والأعذار غير المبررة، كما يأتي تفصيله لاحقاً.

    تتلخص وقائع الأحداث في قتال جرى بين الجيش السوداني والجيش الشعبي لتحرير السودان في مدينة جوبا وحولها. صدت القوات الحكومية الجيش الشعبي، غير أن قوات الأمن الحكومية قامت بعد توقف القتال بالقبض على مئات العسكريين والمدنيين. في هذا الصدد ذكر المقرر الخاص في تقريره إلى لجنة حقوق الإنسان في عام 1994 م ما يلي [هامش: تقرير المقرر الخاص إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان E/en.4/1994/48 بتاريخ 1 فبراير 1994، ص 10]:
    "ففي آب/ أغسطس 1992 أعدم في جوبا كل من أندرو تومبي، الموظف بوكالة المعونة الأمريكية، ومارك لابوك جينر الموظف باللجنة الأوروبية. وأعلنت الحكومة أن إعدامهما تم بناء على حكم صادر من محكمة عسكرية ميدانية أدانتهما بتهمة الخيانة.. ولكن الحكومة لم تقدم أية تفاصيل عن المحاكمة وإجراءاتها".

    كما حصل المقرر الخاص على وصف لعدد من حالات الوفاة أثناء الإعتقال. فقد وصف تقريره إعدام ثمانية عشر شاباً اشتبه في تعاونهم مع الجيش الشعبي لتحرير السودان، ونقلوا من المقر العسكري إلى "البيت الأبيض" في جوبا في أوائل آب/ أغسطس 1992، وقيدوا وأجبروا على النزول في حفرة معدة مسبقاً وقتلوا رمياً بالرصاص... وعقب الهجمات التي شنها الجيش الشعبي لتحرير السودان في حزيران/ يونيه وتموز/ يوليه 1992 م في جوبا أبلغ عن مقتل حولي ألفين من المدنيين أثناء قيام القوات الحكومية بتفتيش المنازل منزلاً منزلاً. وقيل إن الشباب ممن تجاوزت أعمارهم ثلاث عشرة سنة كانوا مستهدفين بصفة خاصة. وفيما يتعلق بالتقارير الواردة من جوبا، يلاحظ المقرر الخاص أن العديد من حالات القتل هذه حدثت في أعقاب القتال عندما استردت الحكومة السيطرة على المدينة... وفي آب/ أغسطس 1992 أفادت التقارير أن تعبان العيسى، نائب مدير مطار جوبا ، توفي نتيجة تعرضه للتعذيب المبرح في "البيت الأبيض". وفيما يتعلق بهذه القضية يكتفي تقرير جوبا بالقول "ألقي القبض على نائب مدير مطار جوبا تعبان العيسى المتهم باستخدام جهاز اتصال لإرشاد المتمردين. وقدم للمحاكمة [هامش: المصدر السابق.].

    وكانت اللجنة القضائية تبرر تأخير إنجاز أعمالها خلال ما يقارب خمس سنوات استغرقها التقرير بأن مركز حقوق الإنسان بجنيف لم يمدها بقائمة واحدة تشمل كل الضحايا، وكأنما جهة التحقيق هي مركز حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أو أنه الجهة المسؤولة عن أحداث وقعت داخل السودان، بدلاً من اللجنة القضائية السودانية المناط بها مهمة التحقيق في الأحداث أولا وأخيراً.

    عندما صدر التقرير أخيراً اتضح أنه تمت إدانة أربعة وتسعين شخصاً أمام محاكم عسكرية تراوحت أحكامها بين الإعدام والسجن، بينما تمت تبرئة أحد عشر شخصاً. أما بالنسبة لبقية الأشخاص، فقد ارتأت اللجنة: أن القتل أثناء القصف وتبادل إطلاق النار شمال أعداداً كبيرة، وأن الجثث ظلت لفترة طويلة دون أن تدفن، مما أدى إلى تحللها واستحالة التعرف على هوية أصحابها. إضافة إلى هروب البعض من الخدمة في القوات النظامية المختلفة، والانضمام إلى حركة التمرد طوعاً أو قسراً، واستغلال طائرات الإغاثة إلى الخرطوم، واختفاء العديد من المدنيين والعسكريين إثر صدور أوامر بالقبض عليهم.

    ويتحدث التقرير القضائي عن سبع حالات خاصة كما يلي:

    أندرو تومبي:
    الموظف بوكالة المعونة الأمريكية، حوكم بالانضمام لتنظيم غير مشروع والتعاون مع المتمردين بهدف احتلال مدينة جوبا والمشاركة في الإرشاد ونقل المتفجرات إبان الأحداث. سجلت له اعترافات أمام لجنة التحقيق والمحكمة، وقدم لمحكمة ميدان كبرى حكمت عليه بالإعدام في الثالث عشر من أغسطس 1992، تم تنفيذ الحكم.

    بدوني أنجلينو نال:
    كان يعمل بوكالة المعونة الأمريكية، اتهم بالتستر على تنظيم غير مشروع واعترف بمشاركته في أعمال التنظيم. قدم لمحكمة ميدان كبرى، وحكم عليه بالإعدام في الرابع عشر من أغسطس 1992 وتم تنفيذ الحكم.

    دومينيك موريس أولايا:
    كان يعمل بوكالة المعونة الأمريكية، اتهم بالمشاركة في أعمال تنظيم غير مشروع. قدم لمحكمة ميدانية كبرى حكمت عليه، بناء على الاعتراف، بالإعدام وتم تنفيذ الحكم.

    سيسليم لاكو لومي:
    كان يعمل بوكالة المعونة الأمريكية، اتهم بالمشاركة في أعمال تنظيم غير مشروع. قدم أمام محكمة ميدانية كبرى أدانته، بناء على اعترافه، وحكم عليه بالإعدام وتم تنفيذ الحكم.

    مارك لابوكي:
    كان يعمل بمكتب اللجنة الأوروبية، واتهم بالمشاركة في أعمال التنظيم غير المشروع واستخدام جهاز غير مرخص للاتصال بهم. أدانته المحكمة الميدانية الكبرى بناء على اعترافه وحكم عليه بالإعدام وتم تنفيذ الحكم.

    مايكل موتون عطية:
    كان يعمل بمكتب الأمم المتحدة الإنمائي، اعتقل ثم أطلق سراحه لعدم وجود بينة ضده، اتضح لاحقاً توافر أدلة كافية ضده وتقرر اعتقاله، لكن لم يعثر عليه ويعتقد أنه ربما فر إلى أوغندا، أو قتل من جراء القصف العشوائي.

    روكو كونير بيرو:
    كان يعمل بمكتب اليونسيف، تم اعتقاله ثم أطلق سراحه، ويعتقد أنه قضى أثناء القصف العشوائي.

    يلاحظ المقرر الخاص أنه، بخلاف أندرو تومبي، لم يسبق أن أقرت الحكومة السودانية بمحاكمة وإعدام آخرين، كما لم يتم تحديد العدد الكلي للإعدامات التي صدرت أو نفذت، علماً بأنه يجب تأييد رئيس الدولة لجميع أحكام الإعدام بموجب القانون.

    ويضيف المقرر الخاص أن تقرير اللجنة يختلف ويتناقض مع إفادات الحكومة في السابق. وأوصى المقرر إلى لجنة حقوق الإنسان أن التقرير لا يوضح بشكل كاف مسألة الإعدامات بإجراءات موجزة وعمليات القتل خارج نطاق القضاء المبلغ عنها، خاصة أن المقرر الخاص كان قد تقدم بقائمة تتضمن مائتين وثلاثين إسماً لأشخاص لا تعرف عائلاتهم عنهم شيئاً [هامش: تقرير المقرر الخاص إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان E/en. 4/1998/66 ، ص 10]. في هذا الصدد نورد في الملحق رقم (4) قائمة نشرتها منظمة العفو الدولية بأسماء عشرات المواطنين الذين ألقي عليهم القبض في جوبا ولم يعرف مصيرهم حتى الآن، وذلك في الفترة ما بين يونيه وأغسطس 1992.

    جدير بالإشارة هنا إلى أن حالات القتل خارج نطاق القضاء شملت مئات الحالات في جميع أنحاء البلاد، وربما نالت قضية أحداث جوبا السابقة هذا الكم الهائل لأسباب عديدة، منها بشاعة أحداث التصفيات والإعدامات التي تمت خارج نطاق القضاء أو أمام محاكم ميدانية عسكرية حاكمت مواطنين مدنيين خلافاً للمبادئ القانونية، وما شاب تلك المحاكم من شبهات حول أوامر تشكيلها، وأعضائها، وتواريخ جلساتها، وعلنية جلساتها، وما إذا أتيح للمتهمين أين فرصة للدفاع عن أنفسهم أو الاستعانة بمحامين، فضلاً عن الغموض الذي يكتنف إجراءات تصديق رئيس الدولة على الأحكام الصادرة بالإعدام كما يقتضي القانون.

    فضلا عن ذلك، فإن القضية لم تكن لتنال ذلك الصيت والاهتمام لولا أن بعض الذين تم إعدامهم كانوا يعملون في وكالات دولية وأخرى تابعة للأمم المتحدة، ولولا الضغوط التي مارستها تلك الجهات والمقرر الخاص ولجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على الحكومة. في هذا الصدد يوضح ألدو أجو، الرئيس السابق للجنة المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي ترك منصبه والبلاد إلى بريطانيا حيث يعيش لاجئاً، في كلمته التي نشرت أثناء انعقاد لجنة حقوق الإنسان في جنيف، أن الغموض الذي اكتنف التحقيق وكشف ما وقع في أحداث جوبا يكمن في أن الإعدامات تمت بناء على أوامر مسؤول حكومي رفيع المستوى "a very senior official" أرسل إلى جوبا في مهمة خاصة قيل أنها تتعلق بإعادة انتشار القوات [هامش: كلمة ألدو أجو نائب رئيس المجلس الانتقالي ورئيس لجنة المجلس لحقوق الإنسان جنيف 2 مارس 1994، يعتقد أن هذا المسؤول هو أحد الضباط من عناصر الجبهة الإسلامية برتبة رائد تركت له منذ بداية الانقلاب مسئولية الإشراف على القوات المسلحة والأمن العسكري ويعمل في سرية تامة ولم يسند له منصب سياسي بارز في الفترة الأخيرة.].

    أما فيما يخص الآخرين، الذين لم تتابع الوكالات الدولية ودول مثل الولايات المتحدة قضاياهم في أحداث جوبا، فيكفي أن نشير إلى تقرير منظمة العفو الدولية الذي يقول: "تشمل الحوادث التي وصلت أنباؤها لمنظمة العفو الدولية قتل المدنيين أثناء انتقال جنود الحكومة من منزل لمنزل بحثاً عن جنود "الجيش الشعبي لتحرير السودان" في الضواحي التي انسحب منها ذلك الجيش. وقد قتل رمياً بالرصاص كل من أبدى مقاومة. كما قتل كل الفتيان الذين اشتبه في انتمائهم للجيش الشعبي لتحرير السودان. وكان الجنود يستوقفون الناس في الطريق ويقتلون من يشاؤون عمداً. وقتل خارج نطاق القضاء أربعون جنديا في اليوم التالي للهجوم الأول الذي شنه الجيش الشعبي لتحرير السودان. وكان هؤلاء الجنود مسؤولين عن توفير الدفاع الجوي في مطار جوبا....

    "وقد قدمت الحكومة معلومات عن السجناء في بعض الحالات، كانت إما متناقضة أو كاذبة، لكنها لم تقدم أية معلومات في معظم الحالات. ومن بين الذين اختفوا كنيدي خميس، وهو موظف جمارك قبض عليه في يونيه/ حزيران 1992 عند ذهابه إلى مستشفى جوبا العسكري للاستفسار عن ابنه المفقود. ومنهم و.د. واي، وهو جيولوجي رجع إلى السودان في أواخر 1991 بعد أن قضى عدة سنوات في هولندا للدارسة، ويخشى أن يكون الخمسة والخمسون سجيناً الذين أوردت الحكومة معلومات عنهم، وغيرهم ممن لم تقدم السلطا أية معلومات عنهم حتى الآن والذين يربو عددهم عن مائة وخمسين، قد أعدموا جميعاً، إما خارج نطاق القضاء أو بعد محاكمات إيجازية" [هامش: دموع اليتامى، مرجع سابق ص 64 ـ 65].

    ثمة نقطة أخرى هامة تتعلق بالمحاكمات العسكرية للمدنيين وفق إفادات للحكومة. فمن المعروف أن القاعدة العامة في القانون هي منع تقديم المدنيين أمام المحاكم العسكرية، وهذا ما تنص عليه المواثيق الدولية، خاصة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية السياسية لسنة 1966، والذي انضمت إليه الحكومة السودانية في سنة 1986. فالمادة الرابعة عشرة من ذلك العهد تنص على ما يلي:
    "الناس جميعاً سواء أمام القضاء، ومن حق كل فرد لدى الفصل في أية تهمة جزائية توجه إليه أو في حق من حقوقه والتزاماته في أي دعوى مدنية، أن تكون قضيته محل نظر منصف وعلني من قبل محكمة مختصة مستقلة حيادية، منشأة بحكم القانون..." وتمضي المادة فتنص على افتراض البراءة وحق المتهم في إعداد الدفاع واختيار محاميه، ومناقشة الشهود، وألا يكره على الشهادة على نفسه، وحقه في الاستئناف إلى محكمة أعلى. فأي من تلك الضمانات أتيحت للمتهمين الذين تم إعدامهم؟.

    تجدر الإشارة هنا أيضا إلى أن قانون قوات الشعب المسلحة السوداني لسنة 1986 ينص في المادة الرابعة على أن الأشخاص الخاضعين للقانون جميعهم من ضباط وجنود القوات المسلحة والأسرى والعاملين في خدمة الميدان. وتستثني الفقرة (د) من تلك المادة الأشخاص الآخرين الذين يرتكبون جرائم بموجب بعض أبواب القانون الجنائي "إلا إذا قرر القائد العام ذلك بموافقة النائب العام". ويطرح السؤال نفسه هل تم ذلك في محاكمات جوبا الميدانية؟

    في تقريره الأول أمام لجنة حقوق الإنسان ذكر المقرر الخاص أن قوات المليشيات العربية وقوات الدفاع الشعبي الرسمية قتلت مئات المدنيين على طوال السكك الحديدية، بين بابنوسة وواو في شمال بحر الغزال. وأنه في فبراير / مارس 1993 أغارت قوات خيالة مسلحة على القرى المجاورة ونهبت الماشية وحرقت البيوت ومخازن الغلال وخطفت النساء والأطفال وقتلت المدنيين الذين قاوموها. وتكرر نفس الشيء في أغسطس 1993 بين محطتي أويل وجيتي [هامش: تقرير المقرر الخاص إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان 4/48/601 بتاريخ 18 نوفمبر، ص 12]


    يتواصل
                  

06-21-2008, 05:54 PM

عثمان عبدالقادر
<aعثمان عبدالقادر
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 1296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    ونحن في انتظار التواصل ليبقى هذا التوثيق عاليّاً فعسى أن يفيق من كان به وسن.

    أبوحمـــــــــــــــــــــــد
                  

06-21-2008, 08:55 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: عثمان عبدالقادر)

    سلامات يا عثمان.. هذه الحلقة من الصفحات 141 إلى 149 من كتاب الدكتور أمين مكي مدني، وأنا سعيد بأنك متابع..


    Quote: الرق والأعمال الشبيهة بالرق والترحيل القسري:

    أثارت قضية الرق والاتجار بالأشخاص جدلاً واسعاً خلال السنوات الأخيرة، خاصة في الأعوام الثلاثة الأخيرة، إزاء ما لقته من رواج خاصة في أجهزة الإعلام الغربية والأمريكية على وجه الخصوص، شملت بعض الممارسات في كل من جبال النوبة وجنوب السودان. ما من شك أن الرق والاتجار بالأشخاص يشكلان انتهاكات وجرائم ضد القانون الدولي الإنساني، خصوصاً الاتفاقيات الدولية العديدة التي سبق ذكرها.

    نود بداية أن نؤكد أن ما تناولته الصحافة الغربية في هذا الصدد قد طرح الممارسات المذكورة بقد كبير من المبالغة، إذ لا توجد في واقع الحال تجارة رقيق بالمعنى التقليدي المعروف المتمثل في أسواق النخاسة وبيع الأشخاص رجالاً ونساء لمن يدفع أكثر، واقتيادهم من الأسواق إلى بيوت ومزارع أسيادهم، ومعاملتهم بالصور التي عرفها التاريخ في جميع أنحاء العالم، خاصة في أمريكا كما صورها الكاتب إليكس هيلي في كتابه "الجذور" والتي تمثلت في شراء الأشخاص في مزادات علنية ونقلهم إلى أمريكا لبيعهم مرة أخرى للعمل في المزارع وبيوت الإقطاع. أو كما مارسته دول أخرى عديدة في أوروبا وبعض الدول العربية والآسيوية وأمريكا اللاتينية، خاصة الثورات ضد الرق في القرن الماضي في البرازيل وهايتي.

    غير أن هذا لا يقلل من بشاعة الممارسات التي أشرنا إليها في إطار حملات الإبادة والتطهير العرقي وترحيل السكان وقتل الرجال من الشباب، وأخذ النساء والأطفال إلى "قرى السلام" وتعريضهم لتغيير الأسماء والختان، وأخذ النساء "زوجات" لرجال القبائل العربية وتسخيرهم والأطفال للعمل في الزراعة والرعي، كما حدث في جبال النوبة، وممارسات مشابهة للأطفال والنساء في جنوب البلاد.

    كما أشرنا في غير هذا المكان أن هذه الانتهاكات لا تقل خطورة عن الجرائم التي يعرفها القانون الإنساني الدولي. ومن المعروف أن الحكومة السودانية حاولت بقضها وقضيضها أن تنفي عنها تهمة الرق حسبما روجت له الأجهزة الأجنبية. غير أن الحكومة نفسها اضطرت إلى الاعتراف بأن هناك حوادث "اختطاف" للنساء والأطفال تحدث في مناطق العمليات العسكرية. لكن السؤال يطرح نفسه ماذا فعلت الحكومة إزاء هذا "الاختطاف"، وملاحقة المختطفين ومعاقبتهم ومحاولة إعادة النساء وأطفالهم إلى ذويهم؟. الإجابة على ذلك ببساطة شديدة هو أن الخاطفين، في أغلب الأحوال، هم أفراد قوات الدفاع الشعبي الرسمية التي تدعمها الحكومة وتشيد بأعمالها "تهليلا وتكبيرا"، أوليس هذا هو الذي حدا بمنظمة التضامن المسيحي CSI أن تروج لممارسة الرق وتصل إلى مناطق العمليات ومحاولات شراء المختطفين لقاء خمسين دولاراً مقابل كل شخص يمكن تحريره وإعادته إلى ذويه؟. تلك الممارسات التي وجدت نقداً شديداً من منظمات حقوق الإنسان العالمية، التي اعتبرت أن مجرد دخول CSI في تلك المقايضة يعتبر في حد ذاته ممارسة للرق، أي شراء للأشخاص، وأنها، أي تلك المقايضة، ساعدت على رواج الممارسة، وذلك بتشجيع الخاطفين والمخطوفين على عقد اتفاقيات فيما بينهم يقدم بموجبها الخاطف المزعوم عدداً من المخطوفين المزعومين للفوز بسعر أو "مكافأة" التحرير البالغ قدرها خمسين دولاراً لكل رأس. وخمسون دولاراً أمريكياً في ظل الأوضاع الاقتصادية في السودان، خاصة في مناطق العمليات النائية، ثروة لا يستهان بها خاصة إن تضاعفت بتضاعف الرؤوس "المحررة".

    جدير بالذكر أن منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة كانت قد أقرت بوجود ممارسة للرق في السودان، غير أن السفير حسن عابدين وكيل وزارة الخارجية السودانية آنذاك هدد إثر ذلك بإنهاء عمل المنظمة في السودان ما لم تتراجع عن ذلك الموقف، الأمر الذي حدا بالمديرة العامة للمنظمة، السيدة كارول بيلامي، أن تدلي بعدة تصريحات صحفية لاحقة أدانت فيها حملة التضامن المسيحي باعتبارها مخالفة لاتفاقية الرق، وأنها لا تساعد في تحرير الأرقاء [هامش: هيئة الإذاعة البريطانية، 18 مارس 1999].

    غير أن السيدة بلامي دعت إلى "الإلتزام الجاد من جميع المسؤولين مباشرة في وضع حد للرق في السودان، وحرية تنقل العاملين الدوليين، ومساندة برامج التدقيق ولم الشمل، ووضع خطة محددة للتحرك دون قيود لتوثيق جميع مراحل الجهود الكاملة لإنهاء الرق وتحرير الضحايا وإعادتهم إلى مجتمعاتهم وأسرهم" [هامش: M2 Presswire, Geneva بتاريخ 16 مارس 1997].

    وعوداً إلى ممارسات "الاختطاف" على حد تعبير الحكومة السودانية، نكرر القول أنها ممارسات إجرامية لا تختلف عن ممارسة الرق، إذا ما أخذنا بتعريف "الرق" الوارد في المادة الأولى من الاتفاقية الخاصة بالرق لسنة 1926 والتي سبقت الإشارة إليها، وهو أنه حالة أو وضع أي شخص تمارس عليه السلطات الناجمة من حق الملكية، كلها أو بعضها، و "تجارة الرقيق" على أنها تشمل جميع الأفعال التي ينطوي تحتها أسر أي شخص ما أو احتجازه أو التخلي عنه للغير بقصد تحويله إلى رقيق، وجميع الأفعال التي ينطوي عليها احتياز رقيق ما بغية بيعه أو مبادلته وجميع أفعال التخلي، بيعاً أو مبادلة عن رقيق تم احتجازه على قصد بيعه أو مبادلته".

    فدعوى "الاختطاف" التي تدفع بها الحكومة السودانية هي في الواقع حجز للنساء والأطفال وجمعهم على غير إرادتهم ونقلهم قسراً إلى معسكرات، يتم من بعدها توزيعهم على من يرغب ليستغلهم كخليلات أو عاملات وعمال في منازل والمزارع، دون أجر أو حقوق، وعزلهم عن كل ما يتعلق بهويتهم. فأي فرق هذا بين الاسترقاق و "الاختطاف"؟.

    كما أن المادة الأولى من الاتفاقية التكميلية لإلغاء الرق لسنة 1956 م تلزم الدول باتخاذ جميع التدابير اللازمة للوصول إلى إبطال الرق والقنانة "العمل بلا عوض أو مقابل" وتزويج امرأة لا تمتلك حق الرفض أو تسليم الأطفال إلى شخص آخر، بعوض أو بلا عوض، بقصد استغلال الطفل أو عمله.

    وقد استند المقرر الخاص على تلك النصوص ليقول في تقريره إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن حالات الاختطاف والتجارة بالأطفال تلزم المقرر الخاص أن يؤكد ما ذكره في تقريره السابق "أن ظاهرة الرق والممارسات المشابهة للرق، كما تعرفها الاتفاقيات المذكورة أعلاه والتي انضم إليها السودان، لا شك توجد في السودان" [هامش: تقرير المقرر الخاص إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الدورة 51 بتاريخ 30 يناير 1995، E/CN.4/1995/58 ص 4]. كما أبدى المقرر الخاص انزعاجه عن عدم اكتراث الحكومة بالتحقيق في تلك الأحداث التي بلغت لهم خلال السنوات الماضية [هامش: المصدر السابق. راجع أيضا: Peter Verney, Slavery in Sudan, Sudan Update, 1997. ].

    نتيجة ذلك طلبت اللجنة إلى حكومة السودان عدة مرات أن تحقق في تلك الممارسات وتقدم المتهمين إلى العدالة، وفق القانون السوداني والمواثيق الدولية. وفي تقريره أمام الجمعية العامة الذي قدمه من خلال الأمين العام في نفس العام، ذكر المقرر الخاص بعد الإشارة إلى تقاريره السابقة ما يلي:

    "ولا يعرب المقرر الخاص عن أسفه فحسب إزاء عدم اهتمام السلطات السودانية المختصة بتاتاً في التحقيق في الحالات التي عرضت عليها في السنوات الماضية، بل أيضاً عن قلقه إزاء الزيادة المزعجة في عدد التقارير والمعلومات الواردة منذ شباط / فبراير 1994 م من مجموعة متنوعة واسعة من المصادر بشأن حالات الرق والعبودية وتجارة الرقيق والسخرة. وقد جرت معالجة حالات استدراج وبيع الأطفال والنساء والاتجار بهم".

    ورغم أن منطقتي بحر الغزال وجبال النوبة من أكثر المناطق تأثراً بهذه الظاهرة، فقد وردت تقارير من كافة أنحاء جنوب السودان تفيد باستدراج الرجال والنساء والأطفال من جانب جيش حكومة السودان، وقوات الدفاع الشعبي، والمليشيات المحلية المسلحة التابعة للحكومة وجماعة "المجاهدين" المحاربة في صف الحكومة في جنوب السودان. وعليه فإن استخدام مصطلح "الظاهرة" مبرر في هذه الحالة نظراً لأن استدراج المدنيين الجنوبيين رجالاً أو نساء أو أطفالا، مسلمين أو مسيحيين أو من معتنقي المعتقدات الأفريقية التقليدية، وبصرف النظر عن مركزهم الاجتماعي أو أصلهم العرقي، أصبح أسلوباً من أساليب الحرب، وكما أشير بالفعل في أحد التقارير السابقة فيما يتعلق بالحالة في جبال النوبة. وتصدر الأوامر إلى وحدات قوات الدفاع الشعبي ووحدات الجيش بجمع المدنيين، خاصة النساء والأطفال والشيوخ، ونقلهم إلى قرى السلام الخاضعة لسيطرة حكومة السودان..." [هامش: مذكرة الأمين العام إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة A/50/569 بتاريخ 16 أكتوبر 1995 ص 11].

    يستطرد التقرير ليصف عدداً من حالات معينة، مع ذكر المكان والتاريخ والضحايا ومرتكبي الانتهاكات، يتم فيها نقل الضحايا إلى مختلف المناطق حسب إفادات الشهود وبعض الضحايا مع ذكر الأحرف الأولى للرواة لأسباب تتعلق بضرورة حمايتهم من بطش النظام [هامش: المصدر السابق، ص 12 ـ 13]. ويختم المقرر الخاص تقريره بما يلي:

    "وتشير جميع التقارير والمعلومات الواردة إلى تورط جيش الحكومة وقوات الدفاع الشعبي والمليشيات المسلحة التابعة للحكومة وجماعات المجاهدين، الذين تدعمهم حكومة السودان والذين يقاتلون إلى جانب الجيش والوحدات شبه العسكرية، في خطف وترحيل المدنيين من مناطق النزاع إلى شمال السودان. كما أن قوات الجيش ووحدات قوات الدفاع الشعبي أو المجاهدين تتولى إدارة الأماكن التي يجري فيها احتجاز المخطوفين بصورة مؤقتة قبل بلوغ وجهتهم النهائية. وعلى ضوء هذه المعلومات يستنتج المقرر الخاص أن موقف الحكومة السلبي تماماً عقب تلقيها معلومات بهذه الحالة طيلة سنوات، لا يمكن تفسيره إلا بوصفه موافقة وتأييداً سياسياً ضمنياً لنظام الرق وتجارة الرقيق. وقد أشارت التقارير مراراً إلى تورط مدنيين من الأثرياء المحليين، المعروفين في كثير من الأحيان بعلاقاتهم الوثيقة مع الحكومة.

    وينبغي ملاحظة أن جميع هذه الممارسات لها جانب عنصري واضح، نظراً إلى أن الضحايا هم حصراً من الجنوبيين المنتمين إلى قبائل السكان الأصليين في جبال النوبة. ومن ضمن المجموعة الأخيرة يجري استرقاق المسلمين أيضاً" [هامش: المرجع السابق، ص 13].

    إزاء هذه الاتهامات الموجهة إلى الحكومة في هذا الشأن قام "المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان" التابع للحكومة في مايو 1996 بإنشاء لجنة للتحقيق في الاتهامات برئاسة وزير العدل، الذي فوضها سلطات المدعي العام في التحقيق. وقامت اللجنة بتوجيه نداء عام إلى الجمهور عن طريق وسائل الإعلام للتقدم بأية معلومات ذات صلة بموضوع الرق إلى اللجنة. كما أوفدت اللجنة فريقاً تابعاً لها في زيارة لمدة عشرة أيام إلى جبال النوبة. وأفاد الفريق أن جميع من تم الاتصال بهم "نفوا نفياً باتاً وجود أي شكل من أشكال الرق وتجارة الرقيق في النوبة"، وأن المواطنين سمعوا بكل ذلك من وسائل الإعلام الغربية، وأكدوا على وجود "تعايش تام بين فئات السكان" [هامش: مذكرة الأمين العام للأمم المتحدة للجمعية العامة A/5/40، بتاريخ 14 أكتوبر 1996، ص 7]، وأن العديد من أبناء النوبة يشتغلون في منازل الضباط العسكريين طوعاً واتقاءً لطلب التسول والصدقة" [هامش: المرجع السابق].

    وقد تقدم المقرر الخاص عقب اجتماعه مع اللجنة الخاصة بعدة توصيات شملت [هامش: المرجع السابق ص 8]:

    أ ـ ضرورة تحديد ولاية اللجنة بإطار زمني محدد، أو تحديد ما إذا كانت هيئة دائمة تضطلع بولايتها إلى أجل غير مسمى.
    ب ـ الإعلان عن وجود نشاطات اللجنة عبر أجهزة الإعلام، وضمان شفافية أعمالها ونشر استنتاجاتها على أوسع نطاق ممكن.
    ج ـ حث جميع من لديهم معلومات تتصل بالقضايا محل النظر بالتقدم إلى اللجنة الخاصة، مع ضمان عدم تعريضهم لأعمال انتقامية أو نتائج سلبية أو أضرار أخرى.
    د ـ مشاركة ممثلي السلطات والمجتمعات المحلية والزعماء المحليين، والوفاء بشروط الاشتراك الدولي في شكل تعاون تقني ومساعدة استشارية.
    هـ ـ التحقيق دون تأخير في الحالات المحددة التي تم الإبلاغ عنها.

    غير أن المقرر الخاص أكد في تقرير للعام التالي أن اللجنة الخاصة لم تعر توصياته اهتماماً فيما يخص المنهج الذي تتبعه في عملها وأهمية كفالة أوسع درجة التعريف بها، وضرورة وجود نقاش مفتوح بشأن هذه القضية في السودان والنظر في الحالات المحددة. ووجه المقرر الخاص النظر مرة أخرى إلى تعريف "الرق" وفق نصوص الصكوك الدولية، خاصة اتفاقية الرق لعام 1926، لا ينبغي النظر إليه بصورة ضيقة، أي مجرد الرق كممتلكات منقولة، إنما يشمل الممارسات والمؤسسات الشبيهة بالرق، وتجارة الرقيق، والعبودية، أو عبودية الأرض، والعمل القسري، كل ذلك على ضوء الوقائع المبلغ عنها [هامش: تقرير المقرر الخاص إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان E/CN.4/1998/66 بتاريخ 30 يناير 1998، ص 12]. نذكر في هذا الصدد أن المقرر الخاص في تقريره أمام لجنة حقوق الإنسان للعام السابق كان قد أشار إلى أن اللجنة الخاصة لم تفرغ من إعداد تقريرها النهائي حتى فبراير 1997، رغم وعدها بتقديمه قبل الخامس عشر من أغسطس 1996. وأن الحكومة لم ترد على خطابين بعث بهما المقرر الخاص في ديسمبر 1996، الأمر الذي يؤكد الفجوة الواضحة بين وعود مسؤولي الحكومة وفشلها في اتخاذ الاجراءات المطلوبة، ما دعى المقرر الخاص إلى الوصول إلى قناعة تامة أن اختطاف المواطنين من جنوب السودان وجبال النوبة وجبال الأنقسنا وإخضاعهم للرق والسخرة، خاصة الأطفال والنساء، يحدث بعلم الحكومة، وأن سلبية الحكومة خلال عدة سنوات من تقارير عديدة من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، تؤكد أن تلك الممارسات يقوم بها أشخاص تابعين للحكومة وبموافقتها غير المعلنة، وأن حدوث تلك الممارسات في مناطق الحرب واستهدافها فئات عنصرية معينة تعتبر ظروفاً خطيرة وبالغة الأثر [هامش: تقرير المقرر الخاص إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان E/CN.4/1997/58 بتاريخ 3 يناير 1998، ص 12.].

    من المهم في هذا السياق الإشارة إلى كتاب "مذبحة الضعين والرق في السودان"، الذي نشره الأستاذان بجامعة الخرطوم سليمان بلدو وعشاري أحمد محمود، واللذان حققا فيه الأحداث المؤسفة التي وقعت في مدينة الضعين بغرب السودان في عام 1987، والتي راح ضحيتها عدد كبير من أبناء الدينكا. تعرض الكاتبان للاعتقال بسبب الضجة الهائلة التي أحدثها الكتاب، غير أن الحكومة رفضت تكوين لجنة للتحري وتبيان الحقائق بصورة تغني الحكومة أو المتضررين عن المبالغة والمزايدة في الأمر، والسعي لإيجاد الحلول المرضية للجميع. في معرض حديثه عن الكتاب، يعيب الدكتور عبد الله علي إبراهيم على المؤلفين عدم التماس رأي الطرف الآخر، أي الجهة المتهمة بالإعتداء للاستماع إلى أقوالهم وتبريرهم للأحداث المزعومة، إن كان ذلك ممكنا. أما ما لفت نظرنا في مقال الدكتور عبد الله هو ما يمكن أن يكون بمثابة الرد على الحكومة الحالية في نفي الرق ووصف ما حدث بأنه اختطاف أو أسر يقع بين القبائل، ولأجل محدد لا يرقى إلى مرتبة الرق الذي تروج له الحركة الشعبية والمؤسسات الحكومات الكنسية والغربية. يقول عبد الله:
    "لا نعدو الحق إن قلنا أن إطلاق مصطلح (الأسر) على الظاهرة التي نحن بصددها لا يضعها في كلياتها وضعاً دقيقاً. فالقول بأنها اسر إذاً هو نوع من تهيب نقل الأنباء غير السارة. فمن الناحية النظرية، الظاهرة موضوع الدراسة هي حالة رق نموذجية، إذا قارناها بمثيلاتها من الرق الإفريقي. فالخطف العشوائي أو المنظم (وغالباً ما كانوا من النساء والأطفال كالحالة التي نتحراها هنا) مصدر معروف من مصادر الرق. ويدخل من عداد مصادر رق القهر هذا الرهائن الذين لم تقم قبائلهم بفديتهم أو الأفراد الذين دفعوا إلى آخرين بمثابة دية، أو أولئك الذين جرى خداعهم لينتهوا رقيقاً" [هامش: د. عبد الله علي إبراهيم، مرجع سابق ص 94.].

    أخيرا، فيما يخص مسألة الترحيل القسري، يتضح مما سبق أن الأمر مرتبط إلى حد بعيد بموضوع الاسترقاق والسخرة التي تحدث عادة نتيجة فرار السكان من مناطق المعارك أو إجبارهم على الرحيل، كما أوضحنا في الحديث عن الانتهاكات في جبال النوبة. من الضروري هنا الإشارة إلى أن ممارسات الحرب التي تنتهجها القوات الحكومية بصور مختلفة تؤدي بالضرورة إلى فرار ونزوح مئات الألوف من مناطق العمليات إلى جهات تكون أكثر أمناً، سواء في داخل البلاد أو في الدول المجاورة يقدر عددهم بما يزيد عن ثلاثة ملايين شخص. ويعيش هؤلاء إما في معسكرات اللاجئين تحت إشراف المفوضية السامية للاجئين في الدول المجاورة أو في أطراف المدن الشمالية في مناطق عشوائية تحت ظروف معيشية تفتقر إلى أبسط مقومات الإنسانية في بيوت من الجوالات والأخشاب والكرتون والصفيح تنعدم فيها خدمات المياه والكهرباء والمجاري والصحة، دون الإشارة إلى ضرورة التعليم والعمل والمواصلات والخدمات الاجتماعية والاقتصادية ومقتضيات الحياة الأخرى.

    وقد كرر المقرر الخاص إشاراته إلى أوضاع النازحين داخل البلاد، خاصة النساء والأطفال، وما يتعرضون له من قمع وبطش وإزالة لأماكن إقامتهم "السكن العشوائي" بواسطة السلطات. ويذكر المقرر واقعة حدثت في إحدى ضواحي العاصمة في الخامس عشر من أكتوبر 1994، حينما احتج النازحون على حملة إزالة منازلهم بالجرافات وإجبارهم على إخلاء المنطقة، فقامت سلطات الأمن بإطلاق النار عليهم مما أودى بحياة خمسة أشخاص وجرح خمسة وعشرين آخرين [هامش: كلمة المقرر الخاص أمام لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في دورتها 51 بتاريخ 28 فبراير 1995.].

    وفي جنوب البلاد أشار المقرر الخاص إلى أن تقديرات منظمة اليونسيف أفادت أن حوالي خمسمائة ألف شخص تهدد حياتهم ويلات الحرب. كما تفيد تقارير عملية "شريان الحياة" التابعة للأمم المتحدة أن منع طائرات الإغاثة بواسطة السلطات الحكومية تعرض حياة 10900 نازح للخطر، منهم 1000 طفل مشرد، وأن عدداً منهم يحتاجون إلى غذاء بشكل عاجل يفوق مليون ومائتي ألف نازح، منهم 720000 في جنوب البلاد، وأن تصعيد الحرب في الاستوائية وبحر الغزال وأعالي النيل سيضطر ألوف المواطنين إلى هجرة أراضيهم ومحاصيلهم والنزوح إلى مناطق أكثر أمناً [هامش: المصدر السابق].

    ويختم المقرر الخاص مذكرته بأن تقاريره وتقارير المنظمات الدولية المختصة ولجنة حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة لا تلقى سى الإهمال التام من الحكومة السودانية [هامش: المصدر السابق.].
                  

06-23-2008, 05:24 PM

عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
<aعبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    شكراً على هذا المشروع
    وفي انتظار المزيد من الوثائق والشهادات لفضح المجرمين.
                  

06-24-2008, 01:19 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام.. (Re: Yasir Elsharif)

    مواصلة:
    Quote: إنتاج النفط، مزيد من الانتهاكات:

    حري ببلد كالسودان مترامي الأطراف يعاني من الفقر والتخلف والجهل والمرض تعيش غالبية سكانه تحت خط الفقر ويحتل مكانه في قائمة الدول الأقل نمواً في العالم، أن يسعد وينعم باكتشاف ثروة نفطية تساعد على رفع تلك الصعاب عن كاهله وتعينه. بيد أن سؤالاً هاماً يطرح نفسه في هذا السياق: هل يجدر أن يتحقق إنتاج النفط بأي ثمن؟ على حساب مزيد من انتهاكات حقوق الإنسان والتسبب في معاناة ألوف المواطنين، بحيث تصبح الثروة نقمة بدلاً من أن تكون نعمة لأولئك المواطنين؟

    من المعروف أن ثروة النفط التي تم اكتشافها تقع في عمق جنوب البلاد، في مناطق العمليات العسكرية بين القوات الحكومية وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، وأن إعلان الأخيرة مواقع إنتاج البترول هدفاً عسكرياً أدى إلى توقف إنتاج النفط بواسطة شركة شيفرون الأمريكية في سنة 1984، وخروج الشركة من السودان بعد اختطاف وقتل عدد من موظفيها في ذلك الوقت. وبعد توقف دام عدة سنوات بسبب الأوضاع الأمنية وامتناع العديد من الشركات العالمية من الدخول في مغامرة، تمكن النظام الحالي من استقطاب بعض الشركات من الصين وكندا وماليزيا وغيرها للدخول في عمليات التنقيب وتصفية البترول، ونقل الخام من مواقع الإنتاج في غرب أعالي النيل المعروفة بولاية "الوحدة" إلى ميناء بورتسودان في البحر الأحمر، عبر خط أنابيب يبلغ طوله حوالي ألفاً وستمائة كيلومتر. أكدت الحكومة السودانية لتلك الشركات التزامها بتوفير الأمن لهم رغم استمرار العمليات الحربية، وذلك من خلال القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبي والمجاهدين "وكتيبة البترول" التي أنشئت خصيصاً لهذا الغرض، فضلاً عن المليشيات الجنوبية التابعة لبعض الفصائل القبلية الموالية للحكومة، قوات رياك مشار في البداية وقوات باولينو ماتيب فيما بعد. تشمل مهام تلك القوات حراسة حقول البترول ومعسكرات ومعدات الإنتاج والعاملين وخط الأنابيب.

    في إطار تلك المقتضيات والصراع بين المليشيات المسلحة بعضها البعض، وبينها وبين القوات الحكومية والمليشيات المعارضة، وفي إطار دعاوى الحكومة بتوفير الأمن للبترول وللشركات الأجنبية، يعاني المواطنون المدنيون العاديون أبشع انتهاكات حقوق الإنسان، عن طريق الترحيل القسري من قراهم وأماكن عملهم وتدمير مساكنهم، فضلا عن انتهاكات أخرى تشمل القتل والقصف العشوائي بواسطة الطائرات والمروحيات، والاغتصاب، وحرق المحاصيل وسرقة الثروة الحيوانية. ولكي تحجب الحكومة أنظار المجتمع الدولي عن تلك الانتهاكات، فقد عمدت إلى منع منظمات حقوق الإنسان الدولية والصحافيين الأجانب وحتى وكالات الإغاثة من زيارة مناطق البترول.

    على الرغم من ذلك تمكنت منظمة العفو الدولية من جمع معلومات من جهات متعددة خلال فترة عام كامل حول تلك الانتهاكات، وأعدت تقريرا عن الأوضاع نورد منه ما يلي:
    „Tens of thousands of people have been terrorized into leaving their homes in Western Upper Nile since early 1999. Government forces have used ground attacks, helicopter gunship and indiscriminate high-altitude bombardment to clear the local population from oil-rich areas. This massive displacement of the local population followed the deployment of additional weaponry and forces specifically drafted in to protect the oil fields. The military tactics of the government security forces of destroying harvests, #####ng livestock and occupying the area is designed to prevent the return of the displaced population.

    There have been reports that government troops cleared the area around the town of Bentiu using helicopter gunships, some allegedly piloted by Iraqi soldiers, and aerial cluster bombardment by high-altitude Antonov planes. In addition to the air attacks, government troops on the ground reportedly drove people out of their homes by committing gross human right violations; male villagers were killed in mass executions; women and hildren were nailed to the trees with iron spikes. There were reports from some villages, north and south of Bentiu, such as Guk and Rik, that soldiers slit the throats of children and killed male prisoners who had been interrogated by hammering nails into their foreheads. In Panyejier last july, people had been crushed by tanks and starffed by helicopter gunship.

    Villages north of Bentiu, such as Gumriak and Pariang, were cleared of civilians at the beginning of 1999. Among the villages most affected by the attacks and subsequent forced displacement since mid – 1999 are Mankin langkien, Neny, Duar, Koch, Toic and Leer. In July 1999, the World Food Program (WFP) reported that tens of thousands of people who had fled their homes in June to seek safety were trapped in the oil-rich area of Western Upper Nile. At least 20.000 of the people reported missing in the area of the oilfields by the WFP, have since been reported to be living in neighbouring countries; most made their way to Bahr Al-Ghazal and the lakes region around Yirol area and in Twic and Ruweng in Bahr Al-Ghazal area. In Makuac and Wuncuie alone there are more than 10.000 displaced Nuer from the oil areas.
    In the area surrounding Bentiu the killing of hundreds of civilians, the destruction of hundreds of homesteads, and the displacement of thousands of people have been documented. The raids in Ruweng county, northeast of Bentiu in early 1999 left thousands of people without homes. Those raids were reportedly carried out by government’s PDF and Mujahedin forces.
    Souteast of Bentiu, thousands of people were displaced from the villages around Koch and Leer by fighting between different Nuer factions. Some of the faction militias were supplied with arms and deployed by the government. The forces of rebel leader Paulino Matip carried out attacks and raids the first half of 1999. According to Peter Gadet, who was a commander under Paulino Matip at the time of raids, the forces summarily executed scores of villages, raped and abducted women and burned and destroyed homesteads. In an interview conducted during an Amnesty International visit to Wicok village in October 1999, Peter Gadet stated that the main purpose for atrocities had been to gain control over the oilfields”
    [هامش: منظمة العفو الدولية، Oil in Sudan: Deteriorating Human rights، مايو 2000]

    كما سلف القول، تشكل هذه الممارسات انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي في جوانب عديدة منه. وفيما يخص الترحيل القسري، وهو الانتهاك الأكثر ممارسة في ما يتعلق بدعاوى تأمين آبار النفط ومناطق الإنتاج، فإن القانون الدولي لا يقبل الترحيل القسري إلا في أضيق الحدود عند الضرورة ولفترة مؤقتة محددة. كما يقتضي القانون في تلك الأحوال الحفاظ على أمن وسلامية المرحلين، ويمنع الاعتداء عليهم أو إيذاءهم، ويحرص على تمتعهم بجميع حقوقهم السياسية والمدنية والاقتصاية والاجتماعية، دون تمييز بينهم وبين بقية المواطنين وفق مواثيق الشرعية الدولية. ويذكر أن المادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف الأربعة تنص على التزام الأطراف في حالات النزاعات المسلحة بحماية الأشخاص الذين لا يشتركون مباشرة في الأعمال العدائية، ومعاملتهم معاملة إنسانية. وتحظر المادة المذكورة الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية وخاصة القتل، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب وأخذ الرهائن، والاعتداء على الكرامة الشخصية، وإصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات دون محاكمة قانونية. كذلك فإن المادة السابعة عشرة من البروتوكول الإضافي الثاني الملحق باتفاقيات جنيف تمنع ترحيل السكان المدنيين، ما لم يتطلب ذلك أمنهم أو أسباب عسكرية ملحة، وفي هذه الأحوال ينبغي اتخاذ الإجراءات الممكنة لاستقبالهم في ظروف مرضية من حيث المأوى والأوضاع الصحية الوقائية والعلاجية والسلامة والتغذية.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de