طــارق الامين..الرجل الخــلاق

Quote: حاطب ليل عبد اللطيف البوني [email protected] مضروب في التنك صديقنا الكوميديان البارع طارق الامين «ابو صلعة» رئيس مجموعة الهيلاهوب الكوميدية ومؤسس جمعية «الهيلاهيلب» لمساعدة مرضى الفشل الكلوي والاسم بالانجليزية جميل جداً لانه يحتوي على كلمة «بجذ»، قام بحركة درامية حلوة جداً عندما اعلن وفي قاعة الشارقة وامام السيمناريين وهذه على وزن المؤتمرين حول ذات الموضوع موضوع الفشل الكلوي انه قرر التبرع بكليتيه بعد ان تصعد روحه الى بارئها لتحفظ في بنك الكلى وتمنح لاحد المصابين بالفشل الكلوي، لقد اراد طارق بذلك ان يشير الى ان الموتى يمكن ان يحلوا الكثير من ندرة الكلى للمعطوبين كلوياً، ولكن المشكلة في السودان هي ان اهل الميت يصرون على ان يدفنوا موتاهم بكامل «عفشتهم» من كرشة وكبدة وفشفاش ناهيك عن بيت الكلاوي والكلاوي. تبقى المشكلة في تبرع طارق هي اذا نظر الناس اليه كفنان كوميدي فدون شك سوف يفتكرون «الحكاية هزار» فقد تكون كلية طارق «مضروبة» هي الاخرى لانه بشرب من نفس الماء الملوث الذي يشرب منه اصحاب الكلى المضروبة، وقد يكون طارق من اسرة معمرة فحسب علمى ان احد جدوده عاش مائة وعشرين سنة فماذا يفعل الناس بكلية انهكها الزمن؟ او قد يموت طارق بعيداً عن اي مستشفى فالمعلوم ان كلية الميت ينبغي ان تنقل في زمن اقصاه 24 ساعة بعد موته، او قد يموت طارق بحادث حركة يهرد الكلاوي مع الكبد مع ام فتفت فلا تنفع كليته ببصلة وقد علق احدهم قائلا: لو كان طارق قلبو على مرضى الفشل الكلوي بالجد كان يتبرع الآن باحدى كليتيه مش يتبرع بالاثنتين بعد وفاته.. وعلق آخر بالقول ان طارق عارف ان اولاده وزوجته سوف يقفون الفاً احمر على جثته فالاحسن لطارق ان يبل وصيته منذ الآن ويشرب مويتها. ولكن الذين يعرفون طارق معرفة شخصية ولصيقة مثلي متأكدون من صدقه فطارق يتدفق انسانية ورقة وهذا الوجه الضاحك المهزار يخفي خلفه انساناً رقيقاً محباً لكل الناس يمكن ان يضحي بكل حياته من اجل بسمة طفل، ويكفي طارق انه الآن سخر موهبته المتقدة ونجاحه الكوميدي من اجل انقاذ مرضى الكلى هذا الوباء المستشري الذي يفتك بالناس اكثر مما فتكت بهم حروب الجنوب الاهلية وحرب دارفور الدائرة الآن. اراد طارق ان يلفت نظر الناس لهذا الداء الفتاك واسبابه ولعل اولها الماء الذي يشربه سكان العاصمة الآن فقد قــيل انه مخلوط، في مصر تستعمل مياه الصرف الصحي في انتاج البرتقال «ابو صرة» الذي يأكله كل الوطن العربي، اما في السودان فالناس «يتكرعونه » صفواً ويظنون ان الآخرين يتكرعون كدراً وطيناً، ولكن الواقع يقول ان الذين يتجرعون الكدر والطين احسن حالاً من ناس الخرطوم الذين يتجرعون سماً هارياً يفتك بالكلى وابو الدمام وحاجات تانية حامياني، فيا طارق سلامة كلوتك وان شاء الله تسافر بعد خرف ونحن وراك في مشروعك الانساني، اما العنوان فهو متداول بين الذين يقومون بغسل كلاهم.