د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-23-2008, 05:43 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح"


    د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح"
    الصلح مع اسرائيل ليس "هرجا" ولا "وهنا"
    عبدالله عثمان
    جامعة أوهايو – أمريكا
    ==
    "وكيف ترى ليلى بعين ترى بها سواها وما طهرتها بالمدامع"
    (الى روح العم عباس عيسى الحلو– الأمير – الذى رحل عن دنيانا منذ أيام. لا أزال أذكره: عينان شاخصتان فى محراب الأستاذ محمود محمد طه، كهلا، ذا أرث ونحن أيفاع ولا أرث لنا، ثم لا نبذل بذله!! "عين" بصيرته رأت أن "رايته" – أى كان لونها - قد نصبت "حدا بيت الجالوص" فنبذ الجاه ويمم شطرها وأخذ ينشد مع منشد القوم عندنا "قلوب العارفين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرون". نصح مع الجمهوريين أهله الأنصار فى أحداث الجزيرة أبا المشئومة، ثم فى أحداث 1976، لم تقيده عصبية أو طائفية بأن يخرج الى الشارع حاملا كتب الجمهوريين "هذا هو الصادق المهدى"، "الصادق المهدى: القيادة الملهمة والحق المقدس" وغيرها. ذلك عقل "العالم" وهو الذى عناه الأستاذ محمود بـ "العقل الغير متأثر بالرغبة" ولذلك سأعود لاحقا...
    عزاؤنا: الوالدة أم مهل عبدالله الحلو، أختى أمانى عباس، زوجها د. عبدالرحيم الريح محمود، أخوانى وأخواتى الجمهوريين أن عينا عم عباس قد ذهبتا الى "أب أرحم" كما تجىء عبارة الأستاذ محمود. عينا عم عباس فى "عيون ونهر، فى مقعد صدق عند مليك مقتدر")
    ====
    عينان نضاحتان:
    عبدالله الطيب، العالم النحرير، رجل تعبق لغته الثرة بأريج القرآن الذى بسّطه وحبّبه لعوام الناس فأحبوا القرآن وأحبوا عبدالله لحبهم للقرآن. عبدالله أحب محمودا لأنه يشم فيه شميم "خلق القرآن" فـ "شجاه مصابه" فأنهمرت ملكته الفريدة شعرا تسير به الركبان ويكتب فى صحائف الذهب:
    قد شجانى مصابه محمود مارق قيل، وهو عندى شـهـيد
    وطنيّ مجــــــاهد وأديــب منشئٌ، فى بيـانه تجـويد
    وخطـيـبٌ مـؤثر ولــديـه سرعـة الـرّد والذكاء الفريـد
    أما عزيز التوم، صاحب العبارة الجذلة والروح الوثّاب، فقد أعداه هو الآخر الحال، حال من ذهب الى ربه ثابت الجنان، راضيا،وهو حال، لا شك، يعدى صاحب كل ضمير، فبكى محمودا بدالية تتقاصر دونها كل دالية، كيف لا وهى قد صدحت بالحق وللحق ممجدة قيم الرجال:
    يامـاشـيا ثبت الجـنان كأنمـا نوديت من ذي الوعد لا المتوعد
    يامـن عـرفت الله معرفة النهي وشـققت صـفو تهجـد وتعبد
    أقسـمت يامحمـود أنك ملحـد بقـرار مخـتل العقـيدة ملحـد

    أكتفى بهاتين العينين "الثرتين" والا فالعيون كثيرة: عالم عباس، عادل الباز، عبدالله الشيخ "أجراس الحرية"، عبدالله الشقلينى، عبدالله بولا، عبدالقادر الكتيابى، عمر الكارب، عبدالعظيم الحسن، عبدالله الحسن المحامى وغيرهم وغيرهم ....
    تذكرت عقل عم عباس "الغير متأثر بالرغبة" وأنا أطالع مؤخرا مقالا نشر بالرأى العام للأستاذ د. عبدالله على ابراهيم "ع. ع" بعنوان قرار عبد الواحد الرجيم: الصفوة والوهن من فلسطين. عجبت للأستاذ الدكتور وهو يذهب ليصور لنا علما لدنيا مثل الذى يطرحه الأستاذ محمود محمد طه فى أمر الصلح مع إسرائيل بأنه "وهن صفوة" ورجيم فى ذلك، وقد وصفه من قبل فى منبر للصحافة بأنه "هرج" وعرّف الهرج بأنه "حيلة طبقية واجتماعية الهدف منها التضليل" فلنرى من يضّلل من؟!!!
    أصدر الأستاذ محمود كتابا "مشكلة الشرق الأوسط" و"التحدى الذى يواجه العرب" وعلى هداهما وبإشرافه كتب تلاميذه الجمهوريون كتيب "أصطلحوا مع أسرائيل" وكتيبات أخرى نحت نفس النحو الذى ترّفع عن التدليس، وتمويه الحقائق، وتمليق الشعور، ودغدغة العواطف النواضب، فقد اشتملت جميعها على استقراء تاريخى للمشكلة، ثم تبيين لضعف العرب الذين لا يصنعون الآلة ولا يحسنون استخدامها، فأبانت تمسك العرب بقشور الإسلام وقشور الحضارة الغربية وتفريطهم فى اللباب، ثم خلصت الى أن اسرائيل، ولضعف العرب الآنى، لا يمكن رميها فى البحر: إذن فما المخرج؟ ذهب الأستاذ محمود لحل علمى على مرحلتين، حل عاجل وحل آجل إشتملا على تبويب وتقعيد موضوعيين وكل ذلك مدّون فى منبر الفكرة الإسفيرى فليطالعه من يشاء. www.alfikra.org
    ثم لنرى ماذا قدّم الأستاذ "ع. ع"، فبمطالعتنا للقاءه مع منبر جريدة الصحافة – المنشور على الشبكة الإثيرية – وبمقاله فى الرأى العام المشار اليه عاليه، نرى أنه لم يقدم غير عبارات طنانة وألفاظ ومعميات مثل "الوهن" و"الهرج" و"النفايا" وما الى ذلك ظنا منه أنه يمكن أن يملأ بذلك فراغ فكر بين فى أطروحته التى لا تقوم الا على عواطف متأثرة بالرغبة والرهبة كليهما. وهذا حديث قد يطول.
    ثم بغير ما مبرر، وبتعسف إعتدنا عليه من الرجل، يذهب "ع. ع" مشككا فى "إستشهاد" الأستاذ محمود محمد طه ويخلص الى أنه كانما فرضه "الرجل" عليهم فأرتضوه، يقول ذلك بينما يذهب الكاتب نفسه فى مبحثه "الشريعة والحداثة" مستسخفا موقفه من المشاركة فى موكب لتأييد إعدام سيد قطب وعدّ ذلك "عارا عظيما".. لا أدرى ما هى معايير الأستاذ "ع. ع" للشهادة فهو يمنحها ضمنا لسيد قطب ولعبدالخالق على الطرف الآخر وهو يهدى له مبحثه المشار اليه عاليه مثمنا سيره فى طريق الشهادة "ذلك طريق إخترت أن تذهب أنت فيه وبقيت أنا" ويمنح ذات الشهادة للدكتور قرنق – منبر الصحافة المشار اليه عاليه – يمنحها لكل هؤلاء ويضن بها على الأستاذ محمود أول سجين سياسى وأصلب من قاوم الإستعمار عندما كان القضاة الشرعيون يتجلببون بجلاليب الشرف!! الأستاذ محمود الذى سجن دفاعا عن شرف وعرض المرأة السودانية فى "حادثة رفاعة" والذى قدّم نفسه فداءا للشعب السودانى عندما قطّع إمام آخر الزمان أوصال بؤساءه بيينما مترفيه من الإسلاميين يتطاولون فى البنيان، هذا الرجل يضن عليه الدكتور "ع. ع" بالشهادة!!! فلمن تمنح إذن؟؟
    والألقاب هذه التى يمنحها الدكتور من "جرابه" لكل من أرتضى تجده بها شحيحا فى مقام الأستاذ محمود، فلقد يمنح الدكتور ألقابا ضخاما للراحل أبوالقاسم حاج حمد(لو ما الزمان كان ليل) ثم لا يشير للأستاذ محمود، فى ذات المقال، الا بـ "المرحوم" - وهى كلمة رغم برائتها الا أن لها ظلال نفسية سلبية لا تخفى على أحد - او يسميه تارة "المنشق الغردونى" أو فى مقال آخر بـ "محمود أفندى طه"!! ثم من هو حاج حمد هذا؟؟ ليست لى عداوة شخصية مع الرجل ولكن الرجل لا يعدو أن يكون تلميذا غير مخلص للأستاذ محمود محمد طه. حاول كثيرا دفع هذه التهمة عن نفسه ولكن "المريب" لم يزد على أن قال خذونى. كتب عن تلك "التلمذة" دكتور محمد عمارة ثم أخيرا بروفسير إبراهيم محمد زين (راجع أعمال ندوة حاج حمد – هلتون الخرطوم).
    وفى مقال آخر ينعى فيه الكاتب البروفسير عون الشريف قاسم، بمنحه ذات الألقاب، ثم يحشر إسم الأستاذ حشرا لينال منه ويخلص لأن عونا نفر من "العصبة" (ولها ظلال العصبية) بينما أرتضاها الأستاذ، وقد لا يغيب عن الدكتور كتب الجمهوريين فى البروفسير عون والتى ذهبوا فيها ليصورون كيف أن الرجل أرتضى ان يضع "علمه" فى خدمة السلفيين يستغلونه كمخلب قط للنيل من الجمهوريين.
    ثمة مقال آخر يذهب فيه للإشادة بالمرحوم الشيخ الجزولى – قاضى المحكمة العليا الأسبق - وكيف أن قد صلى لروحه السمح التقدمى بمقابر حلة حمد الخ الخ ولقد عجبت للعبارات إياها وكأنه يريد أن يأتى بعكس ما كتب به الجمهوريون عن شيخ الجزولى وبحثه الذى قدمه لـ "سمنار المرأة" بالدويم (1975) والذى وصفه الجمهوريون بأنه "تخلف" عن العصر و"قصور" عن الشريعة (راجع: المنشور السادس بمناسبة عام المرأة العالمى عام 1975 قانون وقضاة الاحوال الشخصية قصور عن الشريعة وتخلف عن العصر: حول بحث الشيخ الجزولى نائب رئيس المحكمة العليا لسمنار المرأة والتنمية بالدويم: الأخوان الجمهوريين) ولقد يزداد عجب المرء والأستاذ الدكتور يصف شيخ الجزولى بالروح "السمح" التقدمى وشيخ الجزولى رئيس لجهاز يصرح أحد مرؤوسيه فيه (الشيخ صديق عبدالحى) لسائل يسأله فى الإذاعة السودانية عن "الكفارة" فيجيب، وفى بلد تتعدد فيه الأعراق و"الحساسيات" بأن (تعتق رقبة) ... هكذا!! ثم لا نسمع لحس شيخ الجزولى التقدمى ببنت شفة، ألم يكن شيخ الجزولى أولى بالنصح من د. منصور خالد الذى ذهب دكتور عبدالله ليعطيه درسا فى تلكم المسائل حين نصحه أن "يستوثق أنه قد نقى لغته من مصطلح الميزة العرقية الذي نفرت نفسه منه. فهذا مصطلح خبيء دسّاس مثل العرق، لو استلفنا من قاموس للعرق بغيض. وهو باق في مطاوي الثقافة المستعلية لا يزول" (ومنصور خالد 11 سودانيزأونلاين)
    يمكن للمرء أن يتابع الكثير من ذلك، خاصة وان الرجل لا يكاد يكتب الا والأستاذ محمود حاضرا فى ذهنه، وتراه، فى كثير من الأحيان، متعسفا تعسفا لا يدانيه تعسف "كبير المكابراب" (عبدالله الطيب: من نافذة القطار) للنيل من الأستاذ وتلاميذه فلننظر له مثلا وهو يكتب عن "شيبون" ولدد الخصومة وما الى ذلك ثم يدلف فجاة ليشير للجمهوريين – فى غير ما موجب – بأنهم "عتالة نصوص" .. ويعجب المرء لرجل يقيم فى محراب الاكاديميا الغربية ثم ينعى على الناس استخدام النصوص. إن تحدث عن الدب "تيدى" لابد هو حاشر إسم الأستاذ، وإن سلق منانا بالسنة حداد فليكن اسم الأستاذ حاضرا، وإن زار دار الشيخ الجعلى بعطبرة فالأستاذ أمامه على الباب ولا بأس من التنويه بما قد يحمل أوجها من "مفارقة الشرع"، والأستاذ محشور ما بين "قدو قدو" اسماعيل عبدالمعين وظلم الغردونيين لقضاة الشرع، إن تحدث عن حسن سلامة، أو رقصة العجكو، عن الأمين داؤود او "قوالات" منصور خالد فلا يضير كثيرا أن يغشى "المرحوم" ببعض عبارات قد يظن أنها تدعه "يتقّلب فى مرقده" كما تقول دارجة الساكسون، ولكن لا ضير، فستكتب شهادتهم ويسألون.
    قد يحار المرء عن أى "ع. ع" يكتب؟؟ هل عن عبدالله العائد "الى الدين بعد طول اهمال" كما تجىء عبارته، الفانى فى محراب لاهوت الحداثة "الترابى" المستسخف لموقفه من إعدام سيد قطب، أم عن "عبدالله" المتّوله فى شيخه الأستاذ عبدالخالق محجوب، عنه "عرّاب" الحداثة أم عن عبدالله "حفيظ" التقاليد الذى يريد أن يعيد الحياة للقضاء الشرعى ببيت طاعته و"عبيده" وا"لإماء" (الشريعة والحداثة) عن عبدالله الصارخ فى برارى أثيوبيا "وا أسلاماه" أم عبدالله المتغزل فى "حسان تلك الهضبة "وقد اثمرت منهن النهود والأرداف" كما "نخل السيد خضر على مصطفى بقرية عتمور بدار الرباطاب" (منبر الجالية الأمريكية) وهم ذات الأحباش الذين استل لهم الكاتب من قبل، استلالا، بيتا من "ميمية" مدثر البوشى إزراءا وتقبيحا. مهما يكن من أمر فإننا ومهما ضقنا بـ "سخائم" الرجل فلن نبلغ ان نقول له ما قاله للسيد نور الدين منان "من أين أتى هؤلاء"!!! (الصحافة) او أن نذكره بما قاله محمد التوم التجانى – نديد الأمهات الذى ينذرنا بتكسير الضلوع (الرأى العام) أو نقول له كما قال هو لأحدهم "......." بتاع فنيلتك!!!

    =====

    ينشر هذا المقال بصحيفة أجراس الحرية صفحة المنبر الحر – صفحة 8
    السبت 23 مايو 2008

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 05-24-2008, 04:35 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 05-26-2008, 05:12 PM)

                  

05-23-2008, 06:40 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)

    إنا لله وإنا اليه راجعون.
    رحم الله العم الأميـر عباس الحلو، وأسكنـه أعلى الجنان مع الصديقين والشهـداء، وحسن أولائك رفيقـاً.
    خالص العزاء للأخت أمانى وللأخ عبدالرحيـم الريـح وأبنائهما، وجميـع أفراد الأسـرة فى كوستى وجميـع الجهـات.


    د. عبد الله على إبراهيـم يكتب دائمـا عن الأستاذ محمـود من أجل لفت الأنظار attention seeker
    ومواقفه المضطربـة تكشف أن لا مبادئ له.. ولقـد ذهب الأستاذ محمـود محمـد طـه الى دار جبهـة الميثاق الإسلامى
    للعزاء فى استشهـاد سيـد قطب، وكان الترابى وقتها فى الدار، فإضطرب الترابى وقـد أخذته المفاجأة حيث لم
    يكن فى خلده أن الأستاذ، المعارض لأفكار الإسلاميين يمكن أن يأتى ويعزى فى مقتل زعيم الأخوان المسلمين.. لقـد
    سمعت هـذه الأفادة من الأخ الراحل المقيـم جلال الدين الهـادى.
    فأين هـذه المبادئ والرؤيـة الواضحـة من مواقف ع ع إ المتذبذبـة ذات اليمين وذات اليسـار؟ ويكون عنده مواقف
    متناقضـة من تأييـد مقتل شخص، ثم إعتباره شهيـدا فى موقف لاحق.
    لقـد أظهـر د. ع ع إبراهيم أنه يسلك دروبـا (رخيصـة) منذ كتابته عن (قوالات) د. منصـور خالـد، و (إكتشـافـه)
    للوثيقـة المهزلـة التى صـارت أضحوكـة فى هـذا المنبـر.
                  

05-24-2008, 02:21 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: Abureesh)


    ينشر هذا المقال بصحيفة أجراس الحرية صفحة المنبر الحر – صفحة 8
    السبت 23 مايو 2008
                  

05-24-2008, 01:19 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    قرار عبد الواحد الرجيم: الصفوة والوهن من فلسطين

    د. عبد الله علي ابراهيم
    تكاثرت اللعنات على الأستاذ عبد الواحد محمد نور أحد زعماء حركة تحرير السودان الدارفورية التي صبها عليه معظم الطيف السياسي بعد إعلانه فتح مكتب للحركة بإسرائيل. وأزعجني هذا الاتفاق على تبكيته لا لأنني أتفهم (ناهيك أن أتعاطف مع) قرار عبد الواحد الرجيم. ولكني خشيت أن يكون هذا الكورس اللاعن هو بعض حيلة صفوتنا السياسية الحاكمة والمعارضة (رسمياً) لطرد الأرواح البغيضة من جسدها من غير أن تقف عند البؤر التي تتوالد فيها هذه الأرواح وتستبد.
    وهذه البؤر عديدة. تطرقت في كلمة الأسبوع الماضي إلى واحدة منها وهي ما أسميتها بالمعارضين بلا حدود. وأعنى بذلك سيادة مبدأ أن تتحالف حتى مع إسرائيل - الشيطان لطلب حق مشروع لا تحتاج في بلوغه إلى هذا الدرك من الوضاعة. أما البؤرة الأخرى فهي الوهن الضارب أطنابه بين صفوتنا حيال القضية الفلسطينية. فتجدهم يروجون للصلح معها ويذكرون للمرحوم الأستاذ محمود محمد طه بعد نظره لدعوته منذ الستينات أن نتصالح مع إسرائيل. ويمجدون الرجل في نفس واحد لاستشهاده الرصين عند ما اعتقد أنه الحق. وتقتضي الكياسة، اتفقنا أو اختلفنا مع اجتهاد الأستاذ القديم عن قضية فلسطين، أن نترك للفلسطينيين تقدير ما يستحق أن يفتدوه. فقد اختلفت جمهرة واسعة من السودانيين مع الأستاذ حول إن كانت مثل عقيدته مما يستوجب الفداء. ولما وقف وقفته عند ما اعتقد أنه الحق امتثلنا له وجعلناه فينا شهيدا.وهناك بؤرة ثالثة من وارد الاغتراب السوداني في الجزيرة العربية. فقد استغربت دائماً لمنطق الطير الذي يناقش به مغتربون كثر مآل فلسطين. فتجدهم يستهينون بانتفاضة شعب فلسطين وحقه في أرضه السليبة بالنظر إلى أنواع العنت التي كبدهم لها فلسطينيون في مهجرهم. ولا أعرف بؤس استدلال (أو فحشه) أبأس من هذا السقط. وهو من ترهات الأفندي السوداني الذي اتسعت دائرته وهاجر مع حملته
    http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=175&id=11106

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 05-24-2008, 07:31 PM)

                  

05-24-2008, 03:09 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    ثلاثية محمد أبوالقاسم حاج حمد

    د. عبدالله علي إبراهيم
    [email protected]

    1/ لو ما الزمن كان ليل
    كنت رتبت نعياً للراحل الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد استعيد فيه بعض ذكريات الصبا علي عهد عطبرة الثانوية في النصف الثاني من الخمسينات.
    =====

    وقد ذكر محمد دائماً فضل مكتبة حامد المطري في محطة الخرطوم الوسطي التي وثقت عري تعلقه بادب بيروت الشام علي عهد تنامي فكرة القومية العربية في شقها البعثي. وانصرف محمد الي شواغلها وقد أدار ظهره للتعليم النظامي. وقد انقطع عن العالم في خلوة درس في بيروت يلقي علمه كفاحاً واقعاً ومجازاً. فهو شيخ نفسه أولاً ثم هو يقايس بين المعرفة والكفاح للقومية أول بأول لا يقيم وزناً لترفع العالم عن خوض غمار الممارسة. وأكثر هذا تجديف في نظر الغردونيين. ولم تقع هذه الخلوة الإ لمنشق غردوني آخر هو المرحوم محمود محمد طه الذي آوي الي رفاعة في الأربعينات يلقي علوم الدين كفاحاً. وجريرة محمد كبيرة. فليس محمداً كاتب بالسليقة والعصامية وحسب بل أنه استقي علمه في الشام العربية الفرنسية التي ليست بشيء في مقامنا الغردوني الذي انجلترا ومشتقاتها هي قبلته ومحياه.



    ثلاثية محمد أبوالقاسم حاج حمد .... دكتور عبدالله على ابراهيم

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 05-24-2008, 07:37 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 05-24-2008, 07:46 PM)

                  

05-24-2008, 08:53 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)



    عون الشريف: موته الوديع الوسيم



    د. عبد الله على إبراهيم


    مضى الى الرحاب السنية، رحاب ربه، البروفسير الوزير العالم المحدث الثبت الحجة المحقق عون الشريف قاسم. وبكي الناس سودانياً خلوقاً عذباً للبشر على وجهه نبع وللحفاوة دوحة. لم يتمترس خلف ألقابه دون غمار الناس واواسطهم فعل الأفندية الأشاوس. فقد طهره من هذا الرجس أنه مثقف أدرك أن مرجعه في شغله هم العامة بإرثهم من الإسلام والعربية وحيلته على الدنيا بهم. أما الأفندية فمرجعيتهم وحي أو وهم من الخارج يريد ان يفرغ العامة من ثقافتها ليعبئها بمدنية مجلوبة.
    =====

    وهذه هي العاطفة الأصل في حركة حقوق الإنسان أما ما عداها فهو من طبول الهرج.
    ====

    لعون مشروع في النهضة او البعث الوطني الحضاري من نسق معروف في المستعمرات السابقة. فمطلب هذا المشروع أن يسترد أصالة للأمة جهلها الاستعمار وأساء اليها. وهو يفعل ذلك بصحوة للأمة تسترد فيها الصفوة ذاتها من شائبة الاستعمار لتتصل بتراثها وشعبها في عملية خلاقة نحو حداثة مبتكرة ليست هي حداثة الغرب حذو النعل بالنعل. وقال الدكتور البوني، على ما أعتقد، محقاً إنه قل من نظر في مشروع عون الإسلامي مثل نظرنا في مشروع الدكتور الشيخ الترابي أو السيد الصادق المهدي أو المرحوم محمود محمد طه. وربما كان تفسير ذلك هو أنه بلا عصبة في حين استكثر منها الآخرون. ولتعويض قلة العصبة لجأ عون بدعوته إلى الدولة خلال وزارته الطويلة بنظام نميري (1969-1985). وهو نظام جاءه عون في عصبة مع ذلك.
    ======

    ودعوة عون ليست دعوة دينية وإنما هي دعوة حضارية يريد بها استعادة فعالية الشخصية القومية في عالم ما بعد الاستعمار المباشر. فهي ليست دعوة دينية صرفة لأنها تستدبر المعيار الديني النابع من تخلف المسلمين

    إنزل ربي شآبيب رحمتك على عبدك العالم المحدث الثبت المحقق الهاش الباش عون الشريف الذي بر أهله بمزجهم على الألفة والاحسان والتراحم بين دفتي كتاب. والحمد لله.
                  

05-25-2008, 03:11 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    العالمية الثانية وإعادة قراءة التاريخ الديني للإنسانية

    بروفيسور/ إبراهيم محمد زين

    ثم أخيراً تأتي الإشارة الثالثة ضمن مبحث "الأفق التاريخي الجديد والظاهرة الإسرائيلية" والتي يبدو أنها تتعلق إما بكتاب محمود محمد طه الذي أصدره عشية النكسة 1967م، ودعى فيه الرؤساء العرب للصلح مع إسرائيل، أو ربما هي إشارة إلى الرئيس السادات بعد إبرامه لصلح كامب ديفيد
    فيما بعد حرب أكتوبر 1973م، وأحسب أنها موجهة إلى محمود محمد طه بسبب أنها تعالج القضية في مستواها المنهجي والتاريخي ولا تعنى كثيراً بالاتجاهات السياسية الآنية قائلاً: "إذن العلاقة العربية الإسرائيلية هي علاقة نفي وتضاد أبدية، ولا تقبل في حتميتها أي توسط أو معالجة. هكذا قدر الله الأمر وأوضحه قرآنياً منذ أن جعل ظاهرتي الوجود العربي والوجود الإسرائيلي متماثلين ومتقابلين". على الرغم من أن الإشارات التي وردت في حق محمود محمد طه تحتوي على نبرة عالية من السخرية وعدم الرغبة في الإشارة بالتعين، إلا أن أطروحة محمود محمد طه حاضرة في نص العالمية الثانية، فقد أخذت منها كثيراً من المعالم، وتبنت بعض خلاصتها العلمية، ولن نخطئ الرمية إن قلنا إن "العالمية الثانية" هي "رسالة ثانية" دون رسول يعلن عنها، لكننا نلاحظ أن حاج حمد قد عمل جاهداً لإخراج أطروحته من ما وقع فيه محمود محمد طه، لتكون دعوى الأخير تقع في دائرة القول الصوفي الشاطح، ومقالة حاج حمد هي مبدأ علمي في التحليل واكتشاف منهجية القرآن المعرفية، لعل من خبر التراث الفكري لمحمود محمد طه في الرسالة الثانية، أو طريق محمد، أو نقد التفسير العصري لمصطفى محمود، أو محاضرته عن الماركسية وغيرها من الرسائل يرى نقاط اتفاق كثيرة، لكن ما عمله حاج حمد في كتابه هو محاولة بيان نقاط الاختلاف الجوهرية بينه وبين محمود محمد طه، دون أن يعطيه ميزة الذكر بالاسم أو التنويه لمؤلفاته، ولعل في ذلك غرض خفي تغاباه حاج حمد وتركة للقارئ الفطن ليفهم تلك السخرية والحدة في التناول في إطار ما أسميناه بالسكوت الاستراتيجي.

    لعل القصد الذي أردنا الانتباه إليه باتباع هذا السبيل في الإشارة إلى كلٍّ من سيد قطب ومحمود محمد طه، لعل الإجابة الأولية تتعلق بأن الفارق الجوهري بين من سكت عنهم على الرغم من صلتهم بموضوعه، بينما توسع في ذكر صادق جلال العظم، وأكثر من الإشارة إلى د. خليل أحمد خليل العلمي في التحليل، وإن انبنت على مبادئ علمانية، فهي قد توفرت على قدر من الموضوعية جعل حاج حمد يوليها تلك العناية الخاصة، وهي من ثم تمثل النقيضين "العلمي والعملي" للعالمية الثانية.

    أما كتابات سيد قطب ومحمود محمد طه فهي تنتمي إلى ميراث نهايات العالمية الأولى، ربما يعتقد البعض أن لفظ "العلمية" ليس إلا سلاحاً أيدلوجياً يستخدم ضد الخصوم، كما فعل الكتّاب الماركسيون وماركس نفسه إزاء الكتابات الاشتراكية التي لا تتبنى النهج الماركسي، فصارت الاشتراكية العلمية في شكلها الماركسي هي الوحيدة الجدير بصفة "العلمية".

    وكما أفضى بنا النقاش في شأن مصادر حاج حمد من أن أطروحة منهجية القرآن المعرفية هي في الأساس امتداد لمدرسة سيد قطب في التفسير، وإنها في هذا الإطار تضمن استمرارية الفكر الإسلامي الذي لا يصادق ثوابت الأمة العقدية والفكرية، ولكنها حينما تخرج عن فكر المدرسة يبدو واضحاً الانقسامات التي ستحدثها، وليس تجربة ندوة القاهرة إلا واحدة من تلك المنتديات، وليس معنى ربط منهجية القرآن المعرفية التقليل من جهد حاج حمد العلمي، بل والحق يقال إن حديث سيد قطب المتكرر عن منهج القرآن لم يكن سوى مجرد شعار كان ينتظر من يقوم بصياغته من ناحية منهجية، وذلك ما فعله حاج حمد، فتجاوز به الأفق المعرفي الذي نادي به سيد قطب، وهو كذلك قد استفاد كثيراً من محمود محمد طه، وإخراج أفكاره من صوفيتها الشاطحة.

    http://www.fikria.org/mogala/18/3_1.htm
                  

05-25-2008, 03:24 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    شيبون وعبد الخالق: الشعر بفمه الأهتم . . وأنت بحفلات التأبين

    د. عبد الله على ابراهيم
    كتب أحدهم علي صفحات سودانيزأونلاين بالشبكة كلمة بعنوان «عبد الخالق محجوب ورفاقه أبطال من كرتون يحملون سيوفا من خشب» (12-4-05) قال فيها إن أستاذنا عبد الخالق محجوب ليس بشيء. وتوالت عليه تأكيدات الشيوعيين انه بشيء وأكثر. وأخذوا يسوقون في رثائه القصيدة بعد القصيدة في بيان ميزة الرجل. وهي قصائد أوسعوها المرحوم. وكأنما توقع كاتب سودانيزأونلاين منهم ذلك، فقال لهم انصرفوا بقصائدكم عني وقولوا لي «وبخشمكم الذي سيأكله الدود» من هو عبد الخالق في كلمتين أو ثلاتة. ويطلق أهل هذا المنبر بالانترنت على مثل سوق القصائد وكتب الزعماء من قبل اتباعهم مصطلحاً ذكياً هو «عتالة النصوص». واشتهر بها الجمهوريون من أنصار المرحوم محمود محمد طه، فما تغلط وتكتب ما لم يرضوه عن فكرهم، حتى عرضوا عليك نصوص الأستاذ كلها، بلا استثناء، حرفاً وشكلة.


    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147497122&bk=1
    _________________
                  

05-25-2008, 03:36 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    العالمية الثانية وإعادة قراءة التاريخ الديني للإنسانية

    بروفيسور/ إبراهيم محمد زين





    أما المثال الثاني للسكوت الاستراتيجي، فهو يخص محمود محمد طه. وعلى العكس من سيد قطب، فقد قام حاج حمد بنقده وبيان مفاصل الخلاف بين القول بالرسالة الثانية وأطروحة العالمية الثانية. قد يتعجب البعض لعدم ورود اسم محمود محمد طه، ولكن أشير إليه في حوالي ثلاثة مواضع، اثنان منهما بصورة واضحة، وموضح ثالث بصورة ضمنية.

    جاءت الإشارة الأولى ضمن مبحث (الفارق بين التجربتين "العربية واليهودية")، وهي تتحدث عن معنى وراثة الكتاب في الوحي المحمدي ليقول: "فعلاقة من يلي محمداً بالكتاب ولا تكون علاقة نبوة ولا علاقة تجديد ولا علاقة رسالة ثانية ولا ثالثة وإنما علاقة توريث يتفاعل فيها وحي الكتاب مع شخصية العصر، حافظاً لاستمرارية الحكمة والمنهج الإلهي". فهنا يبيّن حاج حمد الفارق الجوهري بين التجربة الدينية اليهودية والتجربة العربية التي ختمها الوحي المحمدي، ومن ثم ختم كل رسالات السماء إلى الأرض، ومن بعد صار معنى الاستمرارية للتجديد الديني متخذاً منهجاً جديداً لم تعرفه التجربة اليهودية، ومن ثم فإن دعوى الرسالة الثانية هي دعوى تخطي فهم منهج التجربة العربية في شكلها الخاتم، صحيح ليست هناك إشارة واضحة لمحمود محمد طه، ولكن إذ ضمت هذه الإشارة مع الإشارة الثانية التي وردت في مبحث "المنهج والعالمية الثانية" حيث مرة أخرى لا يذكر محمود محمد طه بالاسم، ولكن يشير إليه ليبيّن الفرق بين منهج العالمية الثانية والرسالة الثانية قائلاً: (قد أغلق باب النبوة وجفت الصحف ورفعت الأقلام ولم تعد ثمة "رسالة ثانية" كما ادعى بعضهم في باكستان وفي السودان. وإنما عالمية ثانية تأخذ محتواها الجديد، لا من تطبيقات سلفية ومفهوم سلفي، ولكن من تجريد منهجي قرآني يهيمن على معاني التطبيق في المرحلة السابقة، ويحدد الأبعاد الأكثر أصالة للعالمية الثانية".


    http://www.fikria.org/mogala/18/3_1.htm
                  

05-25-2008, 01:41 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    في الذكرى الثانية لوفاة المفكر السوداني أبو القاسم حاج حمد (التقييم: 0)
    بواسطة زائر في 3-12-1427 هـ
    الأخت الكاتبة
    رحم الله الأستاذ حاج حمد و غفر له زلاته و آجره على اجتهاداته. لا يمكن لأحد أن يبخس قيمة مفكرنا السوداني و تضحياته من أجل ما يعتقد، ثم سعة صدره و رحابة وجهه التي تعكس أخلاق و حكمة إخواننا السودانيين (عكس ما يحدث اليوم من حرب داخلية بينهم!). و لا يجد المرء في نفسه إلا التصاغر أمام إرادة الرجل في تعميق فكره و بث فكره و المجاهدة العنيدة في ذلك
    لكنني أجد في كتابة الأخت الفاضلة غمامة الهيمنة لفكر الأستاذ علي رأسها اختلط فيها العقل بالقلب و تغلب فيها فكر التأليه و التنزيه على النقد و عقلية الشيخ و المريد على فكر النقد و التشريح، و لعل موقف الاحتفاء هو الذي أملى نص المقال.
    أعتقد بأن لأعمال الأستاذ حاج حمد جذور و سوابق في أسس و منطلقات الباحث السوداني الراحل محمود محمد طه الذي كان أسبق في استعمال الرسالة الثانية من الإسلام و الذي أعدمه الرئيس النميري بتهمة الردة، و هو ما يحتاج إلى تحقيق و دراسة.
    أخوكم مصطفى حموش


    http://www.chihab.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1634

    _________________
                  

05-25-2008, 01:44 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    محمد ابو القاسم حاج محمد
    شبهات التداخل ما بين العالمية الاسلامية الثانية والرسالة الثانية من الاسلام

    هناك دائماً متشابهات لا تضع الامور في ميزانها المحكم , فكما فهم البعض مفهوم ( الجمع بين القرائتين ) فهما تراثياً ورده الى مصادر ظنية مثل " ما فرطنا في الكتاب من شئ " او العلاقة بين الكون المسطور ( القرأن ) والكون المنثور ( الوجود ) غافلاً ارتباط الجمع بين القراءتين ( بجدلية الغيب والانسان والطبيعة ) وفق نهج تحليلي يأخذ بجدل الانسان وجدل الطبيعة بطريقة معرفية مستوعبة ومتجاوزة للمنطقية الوضعية الحديثة بكل افاقها النسبية والاحتمالية من جهة واللاهوت من جهة اخرى .
    أتى بعضهم برد محكم العالمية الاسلامية الثانية وجدليتها الى متشابه ( الرسالة الثانية في الاسلام ) لصاحبها ( محمود محمد طه ) علماً اني قد استبقت الامر في الطبعة الاولى حين قلت في صفحة 153 و 154 :
    ( الايمان المحمدي هو مقدمة البشرية لتعرف طريقها الى الله في المادة وفي الحركة دون حلولية ودون ما ورائية ودون ارتداد الى مبدأ المادة الناقصة . انها من اعظم المراحل واغناها في التاريخ الايماني للبشرية وقد جاء افتتاحها بعبارة ( اقرأ ) وانتهت الى الجمع بين القراءتين وهذا هو جوهر الحقيقة المحمدية الكونية .



    http://www.balagh.com/mosoa/tablg/5q0oxqaq.htm
                  

05-25-2008, 02:07 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    محنة الإيمان المعاصر لدى حاج حمد


    يتضمن الملف ندوة نظمها الباحث العراقي طه جابر العلواني وآخرون بالقاهرة قبل أعوام لمناقشة بحث السوداني أبو القاسم حاج حمد «منهجية القرآن المعرفية وأسلمة فلسفة العلوم الطبيعية والإنسانية». كما توجد دراسة لحاج حمد عن «المبادئ التطبيقية لأسلمة العلوم». شاركت في الندوة أسماء إسلامية معروفة تكاد تجمع على أهمية الأفكار التي طرحها الرجل، لكنهم يجمعون كذلك على تعقيدها وتشابكها. لفت نظري في الندوة موقف محمد عمارة الأكثر وضوحاً وصرامة حيال حاج حمد، وجعلني أشعر بأن المواجهة بينهما تستعيد الصدام التاريخي بين الاتجاه النصوصي الظاهري حنبلياً وأشعرياً، والاتجاه العقلي والصوفي المتحرر في التعامل مع النص، رغم ان كلاً من الرجلين يحاول أن ينأى بنفسه عن هذا الانتماء الفكري. يقول عمارة في حديثه عن التفسيرات التي قدمها حاج حمد للنص القرآني، انها تفسيرات باطنية عرفانية. الأهم في موقف عمارة انه يدعو إلى قراءة جهود حاج حمد بوصفها ممثلة لمدرسة محددة تزعمها الشيخ السوادني محمود محمد طه (الذي أعدمه النميري بجريمة الارتداد)، وكتابه الشهير (الرسالة الثانية من الإسلام)، إلى جانب كتاب (العالمية الإسلامية الثانية) لحاج حمد (ص165).
    ===
    ولكن يهمني هنا التعليق على الصلة بين حاج حمد والراحل محمود محمد طه. لم أكن أعرف كثيراً عن الأخير حتى فترة قريبة حين حدثني عن أعماله بعض أساتذتنا، فقلت حينها ان حاج حمد في كتابه (العالمية) يذكر الرجل ويتبرأ منه ويدعو إلى تمييز عمله عن رسالة طه. يومها عدت إلى نص حاج حمد ثانية بعد ان اطلعت على نصوص طه نفسها[3] ولاحظت ان حاج حمد يظلم الرجل في سبيل تبرئة نفسه وهو استبق التهمة في الطبعة الأولى من كتابه (لاحظ ص115 من الطبعة الثانية) فراح يتحدث عن استقلالية منهجه وتميزه عن طه. وأقول ظلمه لأنه يصر في أكثر من مناسبة على ان الرجل يزعم انه يتلقى الرسالة الثانية للإسلام مباشرة من الله (العالمية، ص121و187). بينما لا نجد ما يرقى إلى خطورة هذا الزعم في نصوص طه أو تلك التي نقلها حاج حمد، وليس سوى حديث عن الشهود أو الكشف العرفاني المتداول بين المتصوفة على نطاق واسع. أحسب انه إنما تطرف في موقفه من الرجل إمعاناً في الدفاع عن نفسه، ورغم انني لا أود الخوض أكثر في هذا الموضوع، بيد ان انطباعي خلال قراءتي لأعمال طه وحاج حمد، هو ان الأخير يقدم نسخة مطورة بشكل متميز لأفكار محمود محمد طه، بفضل ما أتيح لحاج حمد من سعة اطلاع على الفكر الحديث تحديداً، الأمر الذي أدى إلى ظهور بعض الفوارق بينهما. يعرض حاج حمد عدة مبادئ تطبيقية لأسلمة العلوم، لكنه لا يتجاوز المفارقة القائمة في تحكيم نص جوهر قيمته قداسة الدلالة، على موضوع ذي طابع تكويني حقيقي، خاصة مع المجازات القرآنية التي يقرؤها بطريقة لا يمكن ان نستنتج منها قانوناً فيزيائاً[4]. كيف يمكن ان نطلق العنان لمجاز تمثيلي ليلعب دوراً في فلسفة العلم.
    ====

    http://www.rifae.com/page.php?cat=13&id=25
                  

05-25-2008, 02:11 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    إسلامية المعرفة .. الأصول والتمويه/2
    ابو القاسم حاج حمد

    ". واتهم فكري " بالغنوصية " والأدهى من ذلك أنه ماثله بكتاب للشهيد السوداني المتصوف " محمود محمد طه " الذي أعدمه " نميري " بتهمة " الردة " بتاريخ 18 يناير ( كانون ثاني ) 1985 م / 27 ربيع الثاني 1405 هـ (25)، وقد تشابه عنوانا كتابينا على الدكتور عمارة، فكتابي عنوانه " العالمية " – الإسلامية الثانية وكتاب الشهيد محمود محمد طه هو " الرسالة " – الثانية من الإسلام حيث يماهي دوره بدور خاتم الرسل والنبيين، ومنهج محمود – خلافاً لمنهجنا – " صوفي تأملي " ومنهجنا يقوم على الربط بين " جدليات ثلاث " هي : الغيب والإنسان والطبيعة، ويتضمن كتابي "العالمية " نقداً لمفاهيم محمود محمد طه ونهجه (26) في مقطع عنوانه ( شبهات التداخل بين " العالمية " الإسلامية الثانية و " الرسالة " الثانية من الإسلام ).

    فالدكتور عمارة اتهمني ولم يقرأ لي ولم يقرأ لمحمود محمد طه ثم أنذر بمقاطعة المعهد العالمي للفكر الإسلامي !!! وزاد إلى ذلك " وللأسف نجد لفكر أبي القاسم هذا انتشاراً في بعض البلاد الإسلامية ..




    http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&...ew&id=3860&Itemid=27
    _________________
                  

05-25-2008, 03:49 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    منصور خالد والأستاذ محمود محمد طه: قصة قصة قصة

    يمثل الأستاذ نبيل أديب عبد الله المحامي الدكتور منصور خالد في قضية إشانة السمعة التي رفعها ضد جريدة الإنتباهة. ومع أن للمحاماة أعرافها في خوض القضايا إحقاقاً للحق بغض النظر عن رأى المحامي في طبيعة المتهم أو التهمة إلا إنني استغربت شيئاً ما - أن يكون نبيل طرفاً في القضية لسببين. أما السبب الأول فهو رأي نبيل (الذي هو أميز من يكتب هذه الأيام عن مادة إشانة السمعة وحرية التعبير) أن هذه التهمة من مثبطات النقاش الوطني ومبطلات دوران الرأي في الشأن العام. فلو وقع لي حديث نبيل أديب فهو على الحجة التي ترى في دعوى إشانة السمعة مصادرة للحق في انتقاد الحكام.

    وبدا لي من عرضه الجيد لهذه المادة أن قانوننا يكفل هذا الحق لأنه استثنى من الحماية كل مشتغل بالعمل العام. وبدا لي أن نبيلاً ميال لأعراف القانون الأمريكي حول القذف دون سواه لأنه لا يتطلب من شانيء المشتغل بالعمل العام أن يثبت صحة أقواله عنه. فلو طالبناه بمثل هذا الإثبات لعطلنا النقاش الحر لأن الوقائع كثيراً ما خفيت. وهكذا يرخص القانون الأمريكي للمعلقين على رجال الشأن العام ونسائه حق الخطأ في إيراد الوقائع طلباً لليقظة تجاه أدائهم ومساءلتهم باستقامة لا تهدأ أو تكل. فمن مستحبات الأمريكان أن تخطيء، طالما أخطأت، على الجانب الصحيح من المسألة. وليس هذا الترخيص دعوة للسفه بإطلاق القول على عواهنه بالطبع. فالصحف من جانبها تأخذ هذه الطلاقة القانونية بجدية ومهنية تفلفل فيها قصصها فلفلة فلا تخرج الواحدة منها للنشر إلا بعد تمحيص لا يترك شاردة ولا واردة.

    أما السبب الثاني فهو أن نبيلاً، مثل كل اليساريين من جيلي، ترعرع على ذائعة عمالة منصور للأمريكيين التي هي موضوع القضية موضوع الحديث. وصحيح القول أن الانتباهة لم تبتدع تهمة هذه العمالة وإنما اتبعت الشيوعيين فيها حذو النعل بالنعل . وهي عبارة تعلمناها من حبيبنا صلاح أحمد إبراهيم. ولم نسأل جيل منصور من رفاقنا الشيوعيين على ما قالوا عن منصور خالد برهانا. وكان آخر شانئة لمنصور من الشيوعيين بهذه العمالة في كتابهم الذين قوموا فيه اتفاقية أديس أبابا 1972م، ثم أسقطوا التهمة بالتقادم وبغير شرح حين أعادوا نشر الكتاب بالقاهرة في التسعينات. ووصفت هذا الاختلاس الثقافي في وقته ب «خفة اليد الثورية». ووجدت الأستاذ محمد إبراهيم نقد في كتاباته قبيل خروجه من المخبأ عاتباً على رفاقه الذين تطفلوا على نص الكتاب. وسيكون من الطريف بالطبع أن يستجوب نبيل رفيقاً شيوعياً متى استدعته الإنتباهة ليشهد لها.

    لو عامل الناس منصوراً بالمثل لما خرج من محاكم إشانة السمعة لحظة واحدة. فالقذف سليقة تجري على قلمه. وليس ذلك لأن منصوراً سيء الطوية بل لأنه خريج مدرسة التفاصح العربي التي تطغى فيها محسنات اللغة وبديعها بصورة تصبح الوقائع نفسها عرضاً. فاللغة عند أهل هذه المدرسة ليست حالة من الوعي بل هي لتسويد صحائف «في متونهن جلاء الشك والريب». فقد وصف منصور الدكتور خالد المبارك، مدير معهد الموسيقي والمسرح في آخر السبعينات وأوائل الثمانينات، في كتابه «المخيلة العربية» بأنه من المرابطين في ثغور مايو يأكل تمرها عن آخره قبل أن ينقلب عليها ويرميها بالنوى. وأنه التحق بجوقة المايويين مديراً لمعهد الموسيقى والمسرح. وأنه صَوَّت لصالح دعوة الرئيس نميري في وجه اعتراض بعض الأساتذة وكانت عقوبة هؤلاء المعترضين الفصل بتهمة الشيوعية. عَقاب ما يويتك يا منصور! لقد كنت طرفاً في هذه القصة كعضو بمجلس المعهد الأكاديمي. وأشهد الله ما رأيت في حياتي، وقد بلغت هذا المبلغ من العمر، رواية لواقعة افترسها سوء النية وشح النفس كمثل رواية حادثة معهد الموسيقي والمسرح. وقد أخذها منصور بذبابتها عن الشيوعيين لم يحقق فيها بصورة مستقلة فيسأل المعاصرين لتتكافأ فصاحته ووقائعه.

    أما أدق من نظر في فلتان منصور عن الملاحقة القضائية بإشانة السمعة فهو المرحوم الأستاذ محمود محمد طه وتلاميذه. فقد وقف الأستاذ وحواريوه بمحكمة بورتسودان العام 1975 متهمين بإشانة سمعة القضاة الشرعيين. فقد كان نظم الجمهوريون معرضاً لهم بالمدينة.ووضعوا بخط كبير على ملصق عبارة للأستاذ عن هؤلاء القضاة بعد حكمهم عليه بالردة في 1968 قال فيها إن قضاة الشرع (أذل من أن يؤتمنوا على الأحوال الشخصية، لأنها أخص وأدق القوانين لارتباطها بحياة الأزواج والزوجات والأطفال، وفي كلمة واحدة - العرض.» وزادوا بكلمة أخرى من الأستاذ:» متى عرف القضاة الشرعيون رجولة الرجال وعزة الأحرار وصمود أصحاب الأفكار.»

    ولما انعقدت المحكمة قرأ السيد أحمد سليمان المحامي (الجمهوري) للشاكي ما كتبه منصور عن القضاة الشرعيين في كتابه «حوار مع الصفوة» (1974) وجاء فيه: « نريد وقد خرجتم من سلطانكم المشروع كقضاة أنكحة وميراث. . نريد أن نسمع حكم الإسلام في الإمام الكاذب والوالي الظالم والوزير السفيه. نريد حكمه في السفاه السياسي الذي نعيشه اليوم وهو سفاه شيوخ ولا حلم بعده. شيوخ يرتدي بعضهم قفطانا مثلكم ويتمنطق بحزام مثلكم ويضع على رأسه عمامة كشأنكم.» وسأل المحامي الشاكي إن لم يكن كلام منصور هذا إساءة للقضاة الشرعيين. فرد الشاكي سلباً معتذراً لمنصور بأنه من اصحاب الطموح السياسي يكتب ويسخر لاغير.» فتدخل السيد بدر الدين السيمت المحامي قائلاً: السيمت : يا مولانا سفاه الشيوخ الذي لا حلم بعده ، شيوخ يرتدي بعضهم قفطانا مثلكم ، هل هو إساءة أم غير إساءة؟

    الشاكي: لفظ ما مهذب.

    ثم استجوب الأستاذ محمود الشاكي بنفسه لفترة طويلة. وأنكر الشاكي أن مقالة منصور مما يشين القضاة. ثم عاد السيمت فسأل الشاكي إن كان قد علم أن منصوراً قد هاجم محكمة الردة التي قضت بردة الأستاذ في 1968. ثم عرض عليه نصاً آخر من منصور يقول: « من بين رجال الدين هؤلاء طائفة قضاة الشرع. ما كنت أود أن أتناولها بالحديث لو اقتصرت على أداء واجبها كموظفين يتقاضون رواتبهم من مال دولتهم الذي تجبيه من ريع بيع الخمور.»

    أما المعاملة التفضيلية لمنصور لأنه يقذف ولا معقب على قذفه فقد جاءت في لحظة دقيقة في دراما المحكمة. فقد وقف سكرتير الثقافة بنادي الخريجين ببورتسودان، الذي انعقد فيه معرض الجمهوريين، شاهداً للاتهام. فسأله السيمت:

    السيمت: هل سمعت بالدكتور منصور خالد؟

    الشاهد: شغال شنو؟

    السيمت: أنت أستاذ في التربية والتعليم والسكرتير الثقافي لنادي الخريجين ولا تعرف الدكتور منصور؟

    الشاهد: مش الوزير؟

    السيمت: هل تعلم أن الدكتور منصور خالد هاجم القضاة الشرعيين؟

    الشاهد: لا أذكر.

    السيمت: طيب أذكرك. ده كتاب (حوار مع الصفوة) للدكتور منصور خالد (يقرأ عليه نصاً منه). هل الكلام دا فيهو إساءة للقضاة الشرعيين؟

    الشاهد: فيهو إساءة.

    السيمت: هل تعرف الأسباب البيها القضاة الشرعيين اشتكونا نحن وما اشتكو منصور خالد؟

    الشاهد: لا أعرف.

    السيمت: هل تفتكر لأنو منصور خالد وزير ونحن ضعيفين.

    الشاهد: جايز أكون عندهم ضدو قصة.

    وقصة قصة قصه ولسه لسه لسه. إن عقلي موزع بين أمرين. فنصفه العاقل يؤمل أن يتصالح منصور والانتباهة على حد أفكار نبيل، رفيق الصبا اليسارى، الرصينة عن فساد فكرة إشانة السمعة بالنسبة للمشتغل بالشأن العام. وأن يصحب ذلك تحريض على الصحف أن ترتفع بمهنيتها لكي لا تبتذل هذه الرخصة حتى بلغت الشكاوى منها «150» شكوى في بحر العام المنصرم. ونصف عقلي المجنون يريد للمحكمة أن تنعقد ليرى عامة الناس صفوتهم لا كما يريدون لأنفسهم ان يراهم الفراجة من غمار الناس: كل في صغائره زعيم، أو كما قال حبيبنا محمد المهدي المجذوب.

    http://www.rayaam.sd/Raay_view.aspx?pid=84&id=4227
    _________________
                  

05-25-2008, 03:51 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    تيدي بير الدبدوب: جحر الضب
    عبدالله على ابراهيم

    حادثة المعلمة الإنجليزية السيدة جيليان قيبون بمدرسة اليونتي محزنة بلحيل. فمن جهة لم ير فيها خصوم النظام غير الهوس الديني. وهذه عادتهم في المعارضة بما اتفق دون النفاذ إلى الدلالات الاجتماعية والرمزية التي انطوت عليها دراما أو تراجيديا المعلمة. وسنضرب صفحاً عن هؤلاء المعارضين الذين أفسد نظام الإنقاذ بصيرة التحليل فيهم . ولذا طال فينا واستطال. ولكن أقض خاطري أكثر أولئك الذين عبأوا جمهرة من المسلمين للتظاهر ضد إساءة مزعومة لأفضل البشر. وقلت في نفسي أليس فيهم رشيد كالرباطابي الماكر. قيل إن أحدهم طرق باب الرباطابي ففتح له. وقال له الطارق إنه من مداح الرسول. فقال الرباطابي: --وما وجه النقص في الرسول الذي تريد أن تكمله بمديحك.-- لو كانت غيرتنا للرسول عن معرفة لما استحق أمر هذه المدرسة ولا السابقات الأخطر منها (كرتون الدنمارك وخطبة البابا) هذا الانفعال والتجييش دفاعاً عن من خلقه القرآن. أدبه الكتاب فأحسن تأديبه في تمييز الخبيث من الطيب وفي فرز ما ينفع الناس عن الزبد الجفاء وفي الإعراض عن اللغو وقوله سلاماً متى خاطبه الجاهلون. لو كنا على أسوة حبيب الله لصبرنا على الدعوة واحتمال الأذى وجهل الجاهلين. فقد قضى النبي (14) عاماً منذ صدع بالرسالة يزينها للناس بالحكمة والموعظة الحسنة ويتقبل أذى الملأ المكي وغير الملأ بصدر لم يضق: لأنه لن يترك الحق لو وضعوا الشمس على يمينه والقمر على يساره. ولمّا أذن الله له بالحرب دون دعوته لم يستغرقه ذلك سوى (6) سنوات ودخل المدينة الباغية: مكة. لو كانت غيرتنا للنبي حقاً لعرفت الرحمة سبيلها إلى حكمنا في القضية المعروضة وغير القضية المعروضة. فقد وردت --الرحمة-- ومشتقاتها في الترجمة الإنجليزية لألفاظ القرآن (307) مرة ولم يرد --الغضب-- ومشتقاته سوى (66) مرة. وحتى لو أساء المسيء النصراني للرسول عمداً لصح، لو كان فينا الرشيد أو الرباطابي، ان نذكره أن نبيه المسيح مذكور عندنا في القرآن (90) مرة وإن أمه مريم مذكورة (34) مرة بينما لم يرد اسم --محمد-- سوى (4) مرات. الرسول إنسان عين الكمال. ولا يزعم له النقص إلا مفتئت جاهل. ولا يغير عليه بالتظاهر ساعة بعد ساعة إلا المؤمن الضعيف. لقد سبقت مظاهرة الأسبوع الماضي مظاهرات زعمت الذود عن الرسول فأفسدت ما بين المؤمنين والوطن. ثم ندم مثيروها عليها. فقد زار الدكتور حسن الترابي دار الحزب الشيوعي بنمرة اتنين قبل أيام وهو الذي حل هذا الحزب في 1965 متذرعاً بنبأ صفيق بحق بيت النبي وصفه الحزب الشيوعي في بيان له في تلك الأيام بأنه من فاسق. وقد اعترف صاحب النبأ أخيراً على جريدة الصحافة بأنه قصد الدس للحزب وأنه قرير العين بما فعل لا يطرف له ضمير. وتعرض الأستاذ محمود محمد طه وتلاميذه إلى عذابات معلومة لعقائدهم التي عدها الجيل الإسلامي الباكر طاعنة في الرسول. وسمعت منذ أيام الأستاذ علي عثمان محمد طه يغترف من قول الأستاذ محمود عبارته عن عظمة شعب السودان الذي يتقافز القادة الأقزام أمام مسيرته. من قش لكم الدرب؟ مرحباً بكما سمحين إذا دعوتم وسمحين إذا اختلفتم وسمحين إذا رجعتم عن الخطأ. ونأمل أن تكون خبرتكما في متناول الجيل الحدث من المسلمين يشبون بها عن طوق الغيرة على حبيب الله بالأقدام، لا العقل. لم انشغل بمسألة المدرسة بمثل انشغالي بإزاحتها الستار في لمحة خاطفة عن حياة مترفي المدينة رأينا بها، في قول أحمد يوسف نجم، --أن الحياة عندنا ليست كذلك--. فقد رأينا --جحر الضب-- عياناً بياناً في ثنايا الحادث وهو الجحر الذي حذرنا منه الرسول بقوله إننا سنبلغ من السخط طوراً نتبع به آثار الكفار فلو دخلوا جحر ضب انحشرنا من بعدهم. فبالله عليك أى أجحار الضب بدعة أكثر من اللعبة موضوع الخصومة المسماة التيدي بير. ولم أكن اعرف أنه استوطن في بيوت الأغنياء منا حتى أطلقوا عليه --دبدوب--. وآحلاتو يا ناس الله. فالتيدي بير (دب تيدي) هي لعبة أمريكية المنشأ. وتيدي صاحبها هو الرئيس الأمريكي تيدي روزفلت ( 1901-1909) غاوي الصيد. وكان زار السودان عام 1910 في رحلة لذلك الغرض. ومن أطرف ما قرأت عنه منذ سنوات كتاباً يحلل شخصيته ويرى فيها التجسيد الأمثل لـ --الذكر-- الأمريكي الخشن الشجيع. وأصل حكاية الدب الدبدوبي أن روزفلت كان في رحلة صيد في 1902 فسأله صحبه أن يطلق الرصاص على دب خائر القوى لطول ما ضيقت كلاب الصيد عليه فأنهكته. فأمتنع روزفلت لأن ذلك ليس من خلق الصيد الحميد. وسجلت له هذه المأثرة رسمة كاريكتيرية بصحيفة ما. فالتقط تاجر بنيويورك، هو موريس متشم، رأس الخيط وصنع دباً محشواً سماه --دب تيدي-- وأغتنى الرجل لجنى الجنى وإلى يومنا هذا. وأصبح الدب في التقليد التربوي والعائلي الغربي مثل --لي قطة صغيرة-- يلعب به الأطفال ويلاعبونه فينام في الليل معهم ويلعب في أصابعهم. وأصبح مادة طيعة في كسب إنتباه الأطفال وترويضهم على المعرفة. وهذا هو التقليد التربوي الذي استلهمته المدرسة قيبون حين أرسلت لأسر تلاميذها خطاباً برفقة التيدي بير الملعون تخطرهم بأنه سيقيم أسبوعاً مع كل أسرة (قالت يقضي نهاية الأسبوع) ورشحت للأسرة أن تأخذه معها أين ذهبت. في رحلة في حفلة أو لما تشتروا آيسكريم من عفراء. يكون معاكم. وخذوا له الصور مع الأسرة والطفل الذي سيكتب مذكراته عن أيام للتيدي بير في رحاب أسرته. نعم التعليم. ولا أدرى كم يدفع الآباء الصفوة لمثل هذا التعليم بعد أن خربوا التعليم الوطني الذي تخرجوا من مدارجه تخريباً لم تأت ساعة الحساب عليه بعد. ولا حاجة للقول إن تلاميذ هذه المدرسة يعيشون في بحبوحة من التعليم وغير التعليم. فالمدرسة قيبون هي واحدة من (27) معلماً إنجليزياً بمدرسة على رأس إدارتها كاهن هو حزقيال: ما بخش مدرسة المبشر وما بهاب الموت المكشر عندي معهد وطني العزيز يا مترفي السودان ومترفاته إذا بليتم بجحر ضب فاستتروا. وأحرصوا أن لا يرشح من فيض إمتيازكم هذا خبر يستفز المسلمين الفقراء استفزازاً لا يقوون على الرد عليه بغير التظاهر على ما في ذلك من قلة الحيلة والغضبة التي تستحيل رماداً معجلاً. ثم يعودون إلى بيوت الطين والمدارس الوهمية (على غرار أفران مايو الوهمية) وبنات اللعاب. الكلاكلة قال، دبدوب قال.

    http://www.rayaam.sd/Raay_view.aspx?pid=84&id=351
    _________________
                  

05-25-2008, 04:00 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    ومنصور خالد

    منصور خالد: القوّال (The Snitch)



    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]

    امتطى محمد الأمين عبد الله عباس الطالب بكلية الأقباط المصرية الدرجة الرابعة في أكسبرس حلفا بمحطة الخرطوم في نحو السابعة والنصف من صباح يوم في الاسبوع الأول من مايو من عام 1953.كان يطوي لفافة ما طياً جيداً في رحلة لا تشبه رحلات من حوله في شيء. كان واجف القلب يتفصد جبينه قطرات عرق باردة يجففها في قيظ الخرطوم بعد انحسار برودة الصباح. لم تكن تستقر له عين على شيء. وكاد المريب أن يقول خذوني. وبالفعل أخذه البوليس الذي بدأ بفض لفافته فاسقط في يد محمد الأمين. ياله من صباح. انتهت المهمة قبل أن تبدأ. وفتح البوليس اللفافة فإذا بها تحتوي على مائة نسخة من جريدة "اللواء الأحمر"، جريدة الحزب الشيوعي السرية، وبياناً سياسياً فيه تحليل طويل لإتفاقية الحكم الذاتي الموقعة بين دولتي الحكم الثنائي: مصر وبريطانيا في فبراير 1953. وكان محمد الأمين في طريقه بهذه المواد الخطرة إلى عطبرة.

    هذه واقعة ربما لم تجدها مؤرخة في أي من صحفنا أو كتب تاريخنا. ولكنك تجدها حسنة التوثيق في أرشيف وزارة الخارجية الأمريكية المودع بدار الوثائق الوطنية بمدينة كولدج بارك بولاية ميرلاند. فبجانب خبر هذه الواقعة بمحطة السكة حديد التي كتبها السيد جوزيف سويني (1912-1979)، ضابط الاتصال بالسفارة الأمريكية ، من مصادره سيجد المطلع بدار تلك الوثائق نسخاً من المواد الشيوعية المصادرة نفسها. بل سيعثر على عدد آخر من اللواء الأحمر ( بتاريخ 10 مايو 1953) حصل عليه البوليس بعد مداهمة منزل السيد عبد الوهاب البشير في أم درمان. وكل هذا كائن بين دفتي فايل لوحده عن الشيوعية في السودان. وهو سجل عن الحزب الشيوعي من أندر المراجع في تلك الفترة الباكرة أو هو الأندر. وفي عدديّ اللواء الأحمر تقرأ لرفاق مولهين بستالين وسكرى به. مثل ما كتبه الرفيق كمال (بين قوسين سعاد) "حول وفاة ستالين الصديق" وسبب اختياره له كأحسن صديق. وستجد توقيعاً ل"الرفيق راشد-السكرتارية المركزية" على بعض كلمات الجريدة السرية أو افتتاحياتها. وراشد هو الأستاذ عبد الخالق محجوب. ويسود العددين والبيان المصادرين سوء ظن عميق بالنظام المصري تحت اللواء نجيب بنسبته للعمالة للاستعمار البريطاني والأمريكي. وكان الاستعمار الأخير قد بدأ يطرح بضاعته في الشرق الأوسط مثل مشروع النقطة الرابعة لبناء تحالفات مع عرب ما بعد الاستعمار المباشر للوقوف في وجه الاتحاد السوفيتي لدي تباشير الحرب الباردة. ومن شأن هذه الوثائق أن تزيدنا علماً بمنطق الشيوعيين في معارضة اتفاقية الحكم الذاتي لفبراير 1953 التي بها استقل السودان في خاتمة الأمر.

    لم يكن بوسع المخابرات الأمريكية ان تترك الحبل للشيوعيين على الغارب. لم تستفز تلك المخابرات لرصد نشاط الشيوعيين مقتضيات الحرب الباردة الأيدلوجية التي كانت آخذة في الشدة فحسب بل عافية الشيوعيين السودانيين السياسية التي أذعرت جوزيف سويني والذي ربما كان رجل المخابرات بالخرطوم. وهو ذعر امتد حتى انقلاب 17 نوفمبر 1958 وخلاله كما بينا في الحلقة الخامسة من هذا الكتاب. وبلغت تلك العافية حداً وصف به سويني مدينة عطبرة، التي لم ينفذ إليها محمد الأمين بشحنته السياسية، بأنها "مركز السكة الحديد وواحدة من المواقع الرئيسية للتحريض الشيوعي في السودان." وبلغ به الخوف حداً سأل به السيد بابكر الديب، نائب مدير البوليس، إن كانت همة الشيوعيين وحميتهم بين المزارعين كما فصلها في رسائله ستفضي إلى حركة مسلحة شبيهة بحركة الماماو في أوائل الخمسينات بكينيا التي قام بها مزارعون معدمون جردهم الإنجليز البيض من أفضل أراضيهم. وقد طمأنه الديب أن الأمور لن تبلغ بنا ذلك المبلغ وإن نبهه إلى أن أوضاع المزارعين في المشاريع الخاصة بشندي وأملاك السيد عبد الرحمن المهدي ربما نضجت لتسلل شيوعي لبسط نفوذهم بين المزارعين.

    وأذعر ما في همة شيوعيي السودان أنها كانت وثيقة الصلة بالكمنفورم بصور وأخرى. والكنفورم هو مكتب إعلامي للأحزاب الشيوعية والعمالية تكون في 1947 وانحل في 1956. فاقتطف سويني من نشرة "بروجكت" (3 يوليو 1953) التي يصدرها الكمنفورم فقرة من مقال عن حركة المزارعين في السودان لابد أنها بلبلت خاطره للعلاقة غير الخفية بين شيوعي السودان ومركز الشيوعية العالمي. وعلق سويني على الفقرة بين قوسين : "لربما جاء الوقت لمن ظن أن بالوسع تجاهل الشيوعية في هذا البلد أن يعيد النظر كرتين." ووقف سويني عن طريق الديب بصورة دقيقة على نشاط المخابرات البريطانية (MI-5) ومركزها الإقليمي في قناة السويس ثم عدن الساهر على محاربة الشيوعية في السودان. ولاحظ سويني ان بريطانيا بدأت تأخذ موضوع محاربة الشيوعية في السودان بجد. فدربت بمركزها بعدن السيد أحمد حسن. وقد كان للمخابرات البريطانية اليد الطولى في تشريع محاربة الشيوعية الذي أجازه المجلس التنفيذي للجمعية التشريعية في بداية الخمسينات. فهي التي سَرَعت خطواته بينما كانت تشريعات الديب وبوليسه السياسي ترواح في محلها. وكان MI-5 يعين البوليس في السودان بتعقب الشيوعيين متى بارحوا السودان. وكانت خطة MI-5 أن يقيم مكتباً له في جهاز البوليس السياسي يغشاه ج آي إليوت من عدن للتنسيق مع أمن السودان عن كثب. ومما يستحق الذكر أن المجلس التنفيذي بقيادة السيد عبد الله خليل البيه هو الذي عارض بشدة ترتيبات الحكومة تلك مع ال MI-5 وتراجعت الحكومة عنها.

    علقت بمنصور خالد تهمة أو ريبة العمالة للمخابرات الأمريكية في سياق هذه الرصد الغربي الدقيق لنشاط الشيوعيين. وكان أكبر من روج لعمالة الرجل بالطبع الشيوعيون. وظلوا حتى وقت متأخر من عام 1972 يصفونه ب "عميل المخابرات الأمريكية" في تقويمهم لإتفاقية سلام أديس ابابا. وظلت التهمة ذماً سياسيا عاماً لمنصور لم يقم الشيوعيون الدليل الملموس على التهمة ذاتها. وهو أمر صعب بالطبع. وربما لم يكن الجيل الأول من الشيوعيين بحاجة إلى التدليل على ذلك. كانت تكفيهم البينات الظرفية وما دونها. فمن جهة كان منصور يشاهد في دوائر "الخواجات" غير حافل أو مكترث في وقت استفحلت الوطنية وأصبحت مجرد خلطة الإنجليز والرهط من عظائم الخيانة. فأكتفى ذلك الجيل الشيوعي الأول من البينات على عمالة منصور بالنظر المجرد والريبة الوطنية البديهية. وبدا أن تهمة منصور قد أخذت تسقط بالتقادم حتى أن الشيوعيين أنفسهم سحبوا عبارة "وعميل المخابرات الأمريكية منصور خالد" حين أعادوا نشر بيانهم الذي قوموا فيه إتفاقية اديس أبابا منذ سنوات خلت. وقد سميت ذلك ب "خفة اليد الثورية" لأنهم خدشوا مبدأ نهائية النص التاريخي وقدسيته بغير أن يصرحوا لقارئهم بدافعهم لتلك المراجعة.

    وبلغ فساد تهمة منصور بالعمالة لأمريكا حداً لم يعد منصور يعدها سوى "سفاهة". فقد استنكر سؤالاً عنها من محرر جريدة البيان (13-3-2002)وتمنع أن يجيب عنه لأنه إذا فعل يكون انحدر من دَرَج المسائل الهامة والجدية التي سبقت في الحوار إلى درك السفاسف. وأضطر منصور للقول تحت إلحاح المحرر بإن اتهامه بالعمالة مما يشغل الأذهان: "اتهامي بالعمالة "سفاهة" درجت على تجاهلها". وواصل في استهجان بليغ للتهمة: "حسناً مثل هذا الكلام درجنا على تجاهله وتجاوزه لأنه يندرج في خانة "السفاهة". وهذه من التهم السائدة في المنطقة خاصة من قبل الجماعات المتطرفة، أياً كان نوع التطرف، ضد كل من يخالفهم في الرأي. وقذف الناس بتهم مثل هذه تنضح يالسخافة خصوصاً في عالم اليوم في زمن تقوم فيه أمريكا بالتدخل في كل شيء حتى أنها تسعى لحل قضية فلسطين عبر مخابراتها. في زمن مثل هذا يكون مثل هذا الكلام غير ذي معنى ولذلك لا اقف عنده كثيراً ولا أعيره اهتماماً. من جانب آخر عندما يكون المرء قد تربى في أحضان الأمم المتحدة ويتدرج إلى مكانة تؤهله لخلق علاقات واسعة مع أشخاص رفيعي المستوى وتؤهله بالتالي حتى للالتقاء بروؤساء أمريكا نفسها فلا يكون عندها حاجة ليكون مجرد عميل لجهاز في إدارتها."

    دفع منصور التهمة عنه لأنها من فرط سخفها ترده أسفل سافلين في حين بلغ هو منزلة تساوى كتفه فيها مع علية القوم الأمريكيين فاصبح نداً لا عميلاً. وهو دفع لا بأس به لولا "شطح حيرانه" الذين . . . بالغوا. فلم يكتفوا بتثبيت علو مقام حبيبهم منصور بل أسفلوا بالأمريكيين حتى أصبحوا عملاء لمنصور. مدد مدد. فكتب السيد قاسم ثروت (سودانايل 62-5-2005): "أزعم أن المخابرات الأمريكية عميلة لمنصور وليس العكس. هذا إذا افترضنا وجود عمالة وهو إفتراض خاطيىء . . . فمنصور لا يحتاج أن يكون عميلاً لأحد فعنده من المال والخيل ما يهديه. وفوق ذلك فإن استقلاله وقوة شخصيته الطاغية لا تجعله رهن (؟) لأي من كان. ثم أن اتساع ماعونه الفكري يجعله يٌلعب المخابرات الأمريكية "سورو؟" ويلبسها خاتم في يده. وإذا جمعت كل عناصر المخابرات الأمريكية واحداً فوق الآخر لما وصلوا لكتف منصور." وهذه دروشة الحداثة بزبد وعبل.

    ويأسف المرء لأن حقائق الأمر غير حقائق منصور وشيعته. فقد وقعنا على وثائق خبرها غير سار. فقد خدم منصور المخابرات الأمريكية في عام 1953 وهو طالب بعد بكلية الخرطوم الجامعية. وربما كان في عامه الثاني بكلية القانون. فقد ورد اسمه ونوع خدمته في تقرير من ضابط الاتصال بالسفارة الأمريكية بتاريخ 8 أغسطس 1953 إلى الخارجية الأمريكية بصورة إلى أفرع القوات المسلحة الأمريكية والسي آي أى. وهو تقرير استكمل به ضابط الاتصال مذكرة سلفت له بتاريخ 31 مارس 1953 . وعنوانه "الشيوعية في السودان". وشمل تلخيصاً أثبت فيه قوة الشيوعية السودانية وحسن تنظيمها وسدادها في بناء الجبهات المتحدة حتى أنها نجحت بسرعة في إزالة الآثار السلبية التي ترتبت على موقفها المعارض لإتفاقية الحكم الذاتي في فبراير 1953. وتعرض لحزم بريطانيا في حرب الشيوعيين في حين تجرجر مصر قدميها حتى لا تكسب عداء دوائر سودانية. ثم تعرض إلى تمويل الشيوعيين وقد نقل عن أحدهم أنهم يحصلون على المال من الشيوعية العالمية مطوياً في صناديق الكبريت "أبو مفتاح" الذي يستورده السودان من تشيوكوسلوفاكيا بواسطة موردين أرمن سودانيين. وقد استسخف سويني هذه الرواية.

    ثم عالج التقرير بنية الشيوعية السودانية في أبواب ستة هي منظمات العمال والطلبة والصحافة ومنظمات النساء ونشاط الشيوعيين في القوات المسلحة ثم الحركة الشيوعية. وشمل الفصل الأخير خطط البوليس السياسي لرصد الشيوعية وقمعها ثم تطرق لبرنامج الشيوعيين للترشيح في انتخابات الحكم الذاتي. وذكر التقرير أن عبد الخالق محجوب ربما ترشح لدوائر الخريجين وهو ما لم يحدث. ثم تعرض التقرير لتنظيم البوليس السياسي وعلاقاته المصرية والبريطانية وتناول أخيراً وضع القوانين الحكومية وسياساتها إزاء الشيوعية ثم موقف دولتي الحكم الثنائي من الشيوعية في السودان.

    وأرفق سويني قائمة بالمصادر البشرية التي زودته بالمعلومات لكتابة التقرير ثم قائمة أخرى عَرَّفت بعشرين شيوعياً أو من أعتقد مخبرو سويني أنهم شيوعيون ومنهم عبد الخالق محجوب ومحمد سعيد معروف وأحمد سليمان وقاسم أمين وطه بعشر وحسن الطاهر زروق ومصطفى السيد وعبد القادر حسن وفاطمة طالب وخالدة زاهر السادات ومحمد أمين حسين وعز الدين على عامر وأحمد محمد خير وحسن سلامة ومحمد المرضي جبارة وعبد الرحيم الوسيلة وفتح الرحمن محمد خلف الله وجيمس تدي لاركن (جوبا) ومحمد إبراهيم نقد وعبد العزيز أبو. وأرفق سويني بالتقرير القوانين التي صدرت لمكافحة الشيوعية ونصاً مترجماً لخطاب القاه المرحوم محمد سعيد معروف في الأبيض عن مهام ما بعد الاتفاقية كانت قد نشرته جريدة "الصراحة".

    جاء اسم منصور خالد بالرقم 9 من بين المصادر البشرية لهذا التقرير وعددهم إحدى عشر. ووصفته القائمة بأنه "طالب قانون بكلية الخرطوم الجامعية ومحرر بجريدة "الوطن" والمعلومات عن الطلبة من صنعه." وعلى ضوء هذه المعلومات كتب سويني ما يلي عن عبد العزيز أبو : " طالب سابق بكلية الخرطوم الجامعية وكان عضواً بلجنة اتحاد الطلبة. طٌرد من الكلية لقيادته مظاهرة. هو الآن بسبيله للدراسة بجامعة براغ التي منحته مواصلات مجانية بداخل البلد وأعفته من المصروفات الجامعية ونفقات السكن والأكل التي تكفلت بها الحكومة التشيكية طوال تلقيه العلم بالجامعة. وبحسب إفادة منصور خالد فإن أبو كان بادر بالتقديم لهذه المنحة بالسفارة التشيكوسلوفاكية بالقاهرة. ويقول خالد أن أبو شيوعي لا غلاط فيه."

    وجاء ما يلي في تقرير سويني عن محمد إبراهيم نقد: "طالب سابق بكلية الخرطوم الجامعية وسكرتير اتحاد الطلاب. طردوه من الكلية لنشاطاته الشيوعية. هو الآن بسبيله إلى براغ. فقد منحوه مواصلات مجانية بداخل البلد وكذلك أعفوه من المصاريف الجامعية مع السكن والأكل وتكلفت الحكومة التشيكية بذلك. وبحسب قول منصور خالد فإنه قد بادر بالتقديم للمنحة بسفارة تشيكوسلوفاكيا بالقاهرة. ونقد هو قريب الدرديري نقد من الحزب الجمهوري الاشتراكي."

    هذا الفصل من كتابي عن منصور خالد هو أشقها على نفسي. فلست ممن يسعد بتعقب سير الناس وكشف صغائرهم. وشهد الله لم أسع لدار الوثائق الوطنية الأمريكية لتوثيق عمالة منصور الشاب للأمريكان. ما حملني لشد الرحال لتلك الدار هو الوقوف على وثائق الخارجية الأمريكية عن انقلاب 17 نوفمبر 1958 بعد اطلاعي على طرف من وثائق الخارجية البريطانية. ووجدت فيها علماً منيراً. ومن جهة أخرى تربيت في خلقية أن البحث"أمانات" مثل البيوت لا تحفر في أرشيفاته صيداً للزلات الشخصية الصغيرة ولا الكبيرة حتى. وتربيت في الحركة الماركسية أنه لن يفل حديد تطفل المستعمرين على المستضعفين إلقاء القبض على مخبريهم وفمهم في الدريش. فالتطفل والمخبرون جزء من اللعبة التي بوسعك أن تستدبرها إلى بنية الاستضعاف نفسه لحشد أكبر حلف من غمار الناس لمساواة الصفوف وسد الفرج بوجه شيطان المخبرين.

    ولكني ضربت باعتبارات الحشمة الأكاديمية والسياسية عرض الحائط لأن منصوراً استكبر جداً وعكر صفانا السياسي وأشاع الفتنة في البلد لمآرب قريبة المأتي. فقد جاء من حيث لا يحتسب إلى مسألة الآخاء السوداني التي شقي بها بعض جيله بينما هو في شغل بالتبليغ عنهم فأفسدها فشخبت دماً. وكان فينا مثل طويس الولع بشعر نقائض الأوس والخزرج وحروبهم. "فقلَّ مجلس اجتمع فيه هذا الحيان فغنى فيه طويس إلا وقع فيه شيء. فكان يبدي السرائر ويخرج الضغائن". ومثله في الإضرار بمشروعنا في الإلفة السودانية وممارستها مثل الشيخ الأمين داؤد من المرحوم محمود محمد طه. فقد بث المرحوم شكواه منه في 1978 في محكمة أراد بها رد الاعتبار لتعرض الشيخ لفكره بسوء النقل والتعليق الفاحش قائلاً: " نحنا الأذى البلغنا من الشيخ الأمين مزمن صبرنا عليهو."
                  

05-25-2008, 04:36 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)



    وهذه مداخلة أخرى من أستاذنا د. عبدالله على ابراهيم شغفا بأبادماك وولعا بالتوثيق له ولسنواته:

    أبادماك فى خطوط سريعة
    _____________________

    عزيزى حسن,(الجزولي)

    صيف وخريف 1970
    ________________
    اباداماك والمرحوم محمود محمد طه:
    في إجتماعنا الأول العاشر من يناير 1969 أجزنا قرارين. واحد يشجب الإخوان المسلمين علي إعتدائهم علي حفل جمعية الثقافة الوطنية بجامعة الخرطوم في شتاء 1968. أما القرار الآخر فقد شجبنا فيه حكم الردة الذي صدر بحق المرحوم محمود محمد طه. وهذا نصه:

    يستنكر إجتماع الكتاب والفنانين التقدميين التضييق الذي تمارسه بعض الجهات علي العقل بإسم الدين. إن الحرج الذي تعرض له العقل والوجدان بوقوف فكر ومنهج الأستاذ محمود محمد طه أمام القضاء الشرعي لهو حرج في افئدة كل الذين يريدون لبلادنا أن تستظل بالحوار وأن تسترشد بالحجة والبيان وأن يصان العقل من الاستعلاء والاستعداء. وإننا لنؤكد بالقطع مسئولية الفكر في خلق سودان معاصر في التاريخ والزمان والمكان. لن ننثني أمام محاكم الردة وما أشبه . . ففي عمق رؤانا يعيش شعبنا وتراثه وبإسمه نستشرف آفاق المعاصرة والبهاء.


    <a href="http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=print&board=13&msg=1139077595&rn=" target=_self>بين أبادماك و بورتبيل
                  

05-25-2008, 04:42 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    حولية محمود محمد طه: الوسطاء يمتنعون

    د. عبد الله علي إبراهيم
    [email protected]

    نحن على قبايل الذكرى السنوية لاستشهاد المرحوم محمود محمد طه الذي شنقه نظام النميري في 18 يناير 1985، وكنت دائماً ضد ابتذال هذه الوقفة الشمّاء بواسطة من يجترونها كذكرى من معارضة لنميري أو لمعارضة الإنقاذ. فلم يرتق المحتفلون بالواقعة من إدانة النظم الحاكمة الى تشخيص السياسة والثقافة والشوكة التي استبطنت المحنة. ويركز المعارضون لهذه النظم بصورة خاصة على تحميل الحركة الاسلامية الترابية أقصى الوزر في مقتل الرجل. وقد عاد الترابي مؤخراً الى تجديد النظر في مسوؤلية حركته عن مقتل محمود. فقد تنصل عن تبعة موت الرجل في ندوة أخيرة له بعد شهادة للأستاذ عمار محمد آدم نفى فيها ان يكون الترابي وراء الاغتيال. والحق أن ذنب الحركة الاسلامية في القتل قليل جداً بالمقارنة مع طبقة العلماء الدينية في الدولة. غير ان المعارضين أرادوا ان يعلقوا كل الذنب عليها لأنها خصمهم اللدود الذي يكسبون بتذنيبه. والحق ايضاً ان الترابي لم يكف عن مساعدة خصومه لغايتهم بتصريحات عديدة افتخر فيها بقتل محمود وقال انه "ذبح عظيم".

    من جهة أخرى، استغربت لماذا ركز مخلدو ذكرى محمود على مقتله دون بقية وقائع تلك الأيام المشوؤمة في يناير 1985، فقد بدت لي إستتابة احباب الرجل مشهداً لا يقل بشاعة من قتل الأستاذ إن لم يفقه. فهي ربما كانت الحادثة الأولى في تاريخنا الحديث التي اضطر صاحب رأي أن يتنصل عنه تحت التهديد وعلى روؤس الأشهاد.أما الموت في سبيل العقيدة فهو سنة فينا سبقت محموداً وتلته. ولم ينتبه شيعة محمود الى خطر آلية الاستتابة حتى بعد أن صوبها العلماء في 2000 على السيد النيل ابوقرون لما اظهره من تشيع غير حسن. وربما سعد شيعة محمود بمحنة أبي قرون لاتهامهم له بأنه المدبر الخفي وراء مصائر محمود وأحبابه.


    والشماتة لا تسعف ولا تغني عن موقف. فكيف تهدأ للداعين لحقوق الإنسان خاطرة وقد استأثرت جماعة رجال الدين بسلطة محاكمة اهل الرأي والإزراء بهم بآلية الاستتابة. وكان من شأن إعمال الأستتابة بصورة مكررة أن يدفع بدعاة حرية الرأي الى تحليل هذه الجبرة المستجدة للعلماء. ولكن ذاكري محمود مشغولون عن ذلك بتذنيب الحركة الاسلامية بمقتل محمود في كل يناير للكسب الحزبي.

    تثير آلية الإستتابة سؤال العلمانية والثيوقرطية (الدولة الدينية) في الاسلام من زاوية مبتكرة. وقد عالج هذه الناحية الدكتور برنارد لويس في كتابه الأخير الذائع عن لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم. فقد قال إنه لم يعد بوسع المسلمين القول بانهم براء من العلمانية التي هي عندهم خاصية مسيحية. واتفق لويس مع ذلك أن العلمانية تقليد فكري مسيحي نشأ في ملابسات جهاد الكنيسة نفسها للاستقلال عن السلطة الزمنية. ومضي يقول ان الكنيسة ليست مصلى كالجامع، وإنما مؤسسة لها قوانينها ومحاكمها ومراتب لقسسها لحفظ بيضة العقيدة. غير ان لويس ينبه الى ان هذا الوضع "الكنسي" ربما لم يعد قاصراً علي المسيحية. فالإسلام المعاصر في رأيه قد اخذ ببعض عناصر هذه "الكنسية" المسيحية. فقد نشأت في تركيا العثمانية طبقة دينية عالية التركيز. وقال أن بروز آيات الله الإيرانيين لا سابقة له في الاسلام وقد استقووا بآليات التمكين المسيحية نفسها من تسلسل هرمي لرجال الدين ومحاكم تفتيش. وقد صور هذه المحاكم كتاب صدر في 1999 لكاتب اسمه ابراهامين. وقد توقفت بأسى عند الفصل الذي أنكر فيه قادة مؤسسون لحزب تودة الشيوعي كافة عقائدهم بين يدي آيات الله. وختم لويس كلمته بقوله إنه ربما لم تعد العلمانية داءاً مسيحياً. ومضى يقول إنه خلافاً لذلك انها ربما كانت الدواء الناجع للوخم الذي اصاب المسلمين من المسيحية. ويقصد به نشوء طبقة دينية مهنتها تفتيش عقائد الناس.

    يستحق محمود ذكرى تناسب انشغاله بالفكر. كفوا عن ابتذال ذكراه بعصبيات الحزبية وثأراته
    د. عبدالله علي ابراهيم


    نقلا عن سودانيز أون لاين

    جامعة ولاية ميسوري-كولمبيا
                  

05-25-2008, 04:43 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    مسارب الضي
    يوم الفصل!

    الحاج وراق




    * شكك المفكر البارز د. عبد الله علي إبراهيم في أهداف الذين يحتفلون بذكرى 18 يناير 1985م، يوم اغتيال الأستاذ محمود محمد طه... وقد أمر باغتياله - كما هو معروف - جعفر نميري أيام لوثة الهوس الديني التي انتابته آخر أيام حكمه، وذلك بتحريض من السلفين - داخلياً وإقليمياً، وبتواطؤ ملحوظ من غالبية الإسلاميين، ومشاركة مباشرة من بعض أدعياء التصوف، وهم قطعاً أدعياء لأن التصوف مشتق من صفاء النفس فيدفع المؤمنين به إلى الرحمة والتسامح، أما أولئك من قساة القلوب وغلاظ الأكباد فإن صوفيتهم المدعاة إنما صوفية «أم قرون» - تنطح ولا تدر!
    شكك د. عبد الله في ان المحتفلين بالذكرى ربما يريدونها نكاية بالإسلاميين أو تكأة لمعارضة الإنقاذ، واستطيع ان أطمئن د. عبد الله ، وقد كنت طوال الثلاث مرات التي تم بها الاحتفال في السنوات الأخيرة عضواً باللجنة القومية المنظمة للمناسبة، أطمئنه بأن الذكرى وان تضمنت بعض ما يخشاه د. عبد الله فإن القائمين عليها ظلوا يريدون بها ماهو أجل وأعمق من ذلك.
    * كان الأستاذ/ محمود مثالاً للسلام، يوصي تلاميذه ألا يطأوا بأقدامهم على «النجيلة»!، وكانوا يفعلون انصياعاً له واقتداء به، وفي ذلك أحد الأمثلة العديدة لفكرة الأستاذ/ والقاضية بأن المسلم الحق ذاك الذي تسلم الأشياء والأحياء من إيذائه... لم يرفع سلاحاً قط، وفي مواجهة الأسلحة الكثيرة التي قعقعت في وجهه وعلى جسده وأجساد تلاميذه لم يجزِ السيئة بمثلها، بل ولم يلوث قلبه بالضغينة أو البغضاء، كان في سماحة ورضى يحيا قولة المسيح عليه السلام: «أحبوا أعداءكم، باركوا لأعينكم أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم...»!
    وأياً كانت الآراء التي دعا إليها الأستاذ/ محمود «غريبة» على الناس، فقد دعاهم إليها بسلام وفي حرية، لم يدبر إنقلاباً ولم يلهم عملاً مسلحاً، كما لم يدرب الاتباع أو يخزن السلاح، فقدم بذلك أنموذجاً صافياً للفكر، وبذا وضع السؤال الحرية بصورة صافية نقية لا يعتورها أدنى كدر والسؤال هو: هل الحرية للآراء التي نوافق عليها وحدها، أم ان الموقف المبدئي يقتضي بأنها مطلوبة أكثر ما تكون مطلوبة إزاء الآراء التي تختلف معها؟!
    وهو ذاته السؤال - بصياغة أخرى - عن الموقف من إغتيال الأستاذ/ محمود... وتشكل الإجابة عليه حداً فاصلاً بين دعاة الديمقراطية والإستنارة من جانب، وبين سدنة الطغيان والظلامية من الجانب الآخر.
    وهكذا فإن الاحتفال بيوم 18 يناير إنما يعني الاحتفاء بحرية الضمير، بحرية التعبير، وبكلمة يعني الاحتفاء بالديمقراطية وحقوق الإنسان.. وبمقدار ما تتناقض هذه القيم مع الإسلاميين ومع الإنقاذ بمقدار ما يكتسب الاحتفال نكاية بالإسلاميين ومعارضة للإنقاذ، وبمقدار ما يستشعر هؤلاء في المناسبة عملاً عدائياً موجهاً تجاههم!.
    * ولأن حرية الاعتقاد« الضمير» هي بداية كل حرية أخرى، فقد كانت الحد الفاصل بين الأزمنة القديمة والأزمنة الحديثة، بين أزمنة الكهنوت والطغيان والظلامية، وبين أزمنة المدينة والتحرر والاستنارة.. وبهذا المعنى فإن اغتيال الأستاذ/ محمود ، يشكل أهم أحداث القرن العشرين في السودان، والحد الفاصل بين زمنين، تماماً كما شكلت ابتسامة الموناليزا عنواناً لنهضة أوروبا، فإن ابتسامة الأستاذ/ محمود على منصة الإعدام، كما قلت وأكرر، ستظل عنواناً لحرية ونهضة وتمدن السودان!
    * وإضافة إلى مغذى الحرية فإن 18 يناير يتضمن كذلك مغزى السلام، وكلاهما هدفان مترابطان، حيث ان أهم مصادر العنف ذاك الذي تثيره الجماعات التي تود فرض قناعتها على الآخرين بالقسر والإكراه... وفي المحيط الإسلامي فإن جماعات الهوس الديني والإسلام السياسي إنما تحركها قناعة امتلاكها الحقيقة المطلقة، وقناعة ان الآخر المختلف إما غفل غر فتفرض عليه الوصاية وإما ضال أو زنديق أو كافر مرتد، ووسائل «هدايتها» لهؤلاء معروفة في ثنايا التاريخ الإنساني والسوداني، لقد قاد إدعاء الحق المطلق دوماً إلى الوسائل الشريرة ، قاد إلى الطغيان وإلى تفتيش الضمائر ومحاكمة النوايا وإلى حرق العلماء والمفكرين، وإلى المجازر والحروب الدينية!
    * وقد أكدت تجارب التاريخ قديماً وحديثاً بأنه إذا انفتح باب قتل الآخرين بدعوى ارتدادهم فإن هذا الباب سينفتح واسعاً وعلى مصراعيه، حيث كل جماعة دينية ترى في نفسها تجسيداً للعقيدة القومية وفي الآخرين عنواناً لفسادها، وإذا كانت الوهابية كمثال محقة في موقفها من اغتيال الأستاذ/ محمود فإن الخليفي وعباس الباقر كذلك محقان في فتواهما التي كبتت بالرصاص عن الوهابية!
    وعباس الباقر والخليفي، رغم غلظهما وقسوتهما، اللتان دفعتهما إلى فتح النار بدم بارد على المصلين من الأطفال والنساء، فإنها ليس نهاية المطاف، هناك الكثيرون الذين يرون فيها «رخاوة» إزاء «الكافرين»!! مما يعني في التحليل النهائي ان تدور طاحونة الاغتيالات والدم بلا قرار وبلا نهاية!
    * وهكذا فإن 18 يناير بما هي دعوة للحرية ولقبول الآخر وللتسامح، فإنها في ذات الوقت دعوة للسلم الأهلي، للمنافسة السلمية بين المعتقدات والآراء المختلفة.. وبمقدار ما تكون هذه القيم عزيزة لدى كل سوداني، فإن ذكرى 18 يناير ستظل عزيزة بذات القدر!.
                  

05-25-2008, 05:11 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    د. عبدالله على ابراهيم:

    ((ومن جهة أخرى تحاشى الفكر الجمهوري هذا التقليد الشرعي مع أن أصلهما واحد وهو الحداثة الاسلامية التي ركنها وحجتها الامام محمد عبده. وزاد الفكر الجمهوري في جفائه لهذا التقليد الشرعي بجعله هدفاً لحملات نقد وتنقيص. وقد كتبت مرة في جريدة الميدان السرية في منتصف السبعينات التمس من الجمهوريين أن يلطفوا عبارتهم في نقد القضاة مع علمي بمحنة الجمهوريين وما نالهم من القضاة و الوعاظ في المساجد من أذى وترويع. ومغاضبة الجمهوريين لم تقع من جهة احسان ذلك التقليد الشرعي أو اساءته بل من إرث مواجهة سياسية راجعة الى ايام الحركة الوطنية. فقد صنف من ظنوا في انفسهم مجاهدة الاستعمار من أمثال المرحوم محمود القضاة الشرعيين والاعيان وزعماء القبائل والطوائف بأنهم من أعوان الاستعمار. وهذا كلام جاز طويلاً غير أنه خاضع للنظر والمراجعة الآن. ويكفي أن تقرأ ما كتبه الدكتور حسن احمد ابراهيم عن السيد عبدالرحمن المهدي لكي تتشكك في صواب هذه الذائعة عن أولئك الرجال. وقد دق حكم المحكمة الشرعية بردة المرحوم محمود محمد طه، عليه الرحمة، في 1968 إسفين الخصومة بين القضاة والمرحوم واختلط حابل تطوير الشريعة بعاديات السياسة وأطوارها وبمنطويات النفوس.))
                  

05-25-2008, 05:21 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)



    ومع ذلك
    دار الشيخ أبي زيد الجعلي للمعرفة بمدينة عطبرة

    د. عبد الله علي ابراهيم

    طربت نفسي لخبر افتتاح دار المرحوم الشيخ أبي زيد محمد الأمين الجعلي للمعرفة بمدينة عطيرة خلال الإسبوع الماضي. وهي فكرة أطلعني عليها ابنه الصديق الكاتب محمد في آخر الثمانينات. فقد بات يعروه هم هذه الدار براً بالوالد. وقد أرادها صدقة جارية له في آخرته على جميل إحسانه في الناشئة العطبراوية الذين علمهم الدين والعربية بمدرسة عطبرة الأميرية من لدن تخرجه من المعهد العلمي في الثلاثينات. ونوهت بفكرة دار الشيخ في كتابات متفرقة لبيان الخير الذي يقع لنا من باب هذا الإستثمار الحسن في الوالدين. وكنت أقرن بها مكتبة البشير بامدرمان التي هي صدقة من إبنه ومشروع مكتبة بالنهود لذكرى المرحوم عبدالساتر تكفل بها إبنه وصديقنا العذب الدكتور علي عبدالساتر.
    عرفت الشيخ معلماً بالوسطى ولم أكن من بين خلصائه من الطلاب. فقد كنت مشوشاً فوق ماتطيق هدأته الغراء. وأذكر أنه تأخر يوماً علينا في الحصة وكان معزوماً لفطور في مناسبة حج المرحوم فريجون ناظر المدرسة الثانوية. ولما عاد كان مطلبي منه ان يأذن لي بالخروج من الفصل لتعاطي شربة ماء: فندي فندي فندي. وأستاء المرحوم وقال: «تركنا طيبات الرزق عند فريجون لأحضر للفصل لتروية عطشك. . . غور». ومع ذلك تحالف معي حين نهضت بالجمعية الدينية بالمدرسة وحررت جريدة حائطية إخترت لها إسم «البشير». وكنت أريد بذلك الكيد للجمعية الثقافية الرسمية التي لم تخترني المدرسة لعضويتها. ثم واصلت الكيد بعد ذلك بإصدار جريدة «الشعلة» الحائطية «المستقلة» مع شلة اصدقاء فيهم المرحوم صابر بحاري وفتحي فضل (وقد ذكرها فتحي بالخير في يوم قريب على صحيفة الفجر اللندنية). وأشرف عليها المرحوم سعد امير. ثم تجددت صلتي بالمرحوم في آخر السبعينات حين لزم السرير بالسكري بمنزل بنته بالثورة. وكنت أجده يقرأ «رياض الصالحين» كلما زرته في صحبة الدكتور علي سليمان فضل الله.
    وقد إرتفع المرحوم في نظري أضعافا مضاعفة حين قرات كتاب «من دقائق حقائق الدين» للمرحوم محمود محمد طه. فالكتاب عبارة عن خطاب رد فيه المرحوم على رسالة وصلته من شيخ ابي زيد. وقد كانا إجتمعا بعطبرة حين عمل محمود بالسكة الحديد في الثلاثينات وتواثقا بالمحبة. وواضح أن الشيخ قد إنزعج لما بلغه من تكفير محمود عام 1968 وخاف أن يكون صديقه قد أخذته شطحة صوفية فارق بها النص الشرعي. فكتب له الرسالة التالية في إرادة الخير له:
    الصديق القديم محمود أفندي محمد طه
    المحترم
    السلام عليكم ورحمة الله. وقع في يدي كتاب «العبادلة» للشيخ الكبير محي الدين بن عربي، رضي الله عنه، ورأيت في رسائلك أنك ترتضي قوله وتستدل به علماً سديداً. واليك أهدي كتابه هذا «العبادلة» لتطلع عليه إن لم يكن وصلك قبلاً. فإن وصل اليك فلله الحمد وإن كان مكرراً عندك فآسف أن ترده الي ولك الشكر. ولقد لقيت شخصية أتأكد أنها توصله اليك والله يجمعنا علي الحق ويبصرنا به إنه سميع مجيب ولك الشوق والسلام.
    ولم يكن المرحوم محمود قد إقتنى كتاب «العبادلة» وقال إنه لم يره من قبل ولم يسمع به. وأستأذن في الإحتفاظ به واضاف «فجزاك الله عن صديقك القديم كل الخير ولازلت وفياً بالأصدقاء، كثير البر بهم، وإن تقادم العهد بهم، كعهدي بك دائماً». ومع ذلك لم من تغب على المرحوم محمود « النكتة» البلاغية من هذه الهدية الموجهة وصارح شيخ أبازيد بذلك. فأبن العربي في مواضع عديدة من «العبادلة» يحذر السالكين طريق التصوف من تقديم الكشف على النص لأن الكشف الصحيح لا يأتي الإ موافقاً لظاهر الشريعة. وبادر المرحوم الى تطمين الشيخ الى أمرين أولهما «أني لم اضع ميزان الشرع من يدي، وثانيهما أني لم أبن شيئاً من أمري على كشف يخالف النص». ثم واصل المرحوم في نحو 70 صفحة يشرح لشيخ أبي زيد جلية دعوته المعروفة.
    يفوت علينا مثل صوت شيخ أبي زيد الوقور يدعو بالموعظة الحسنة بولاء للحق وللصداقة في حمى التكفير والتأثيم التي إكتنفت محموداً. فلقد أراد بصديقه وبالدين خيراً فتكفل بهدية من حر ماله كتاباً قد يهدي الي التي هي أقوم. ولم تكن له رمح من الرماح التي تكسرت على فكر وجسد المرحوم .
    وباسم مدينتي ومحبي الثقافة في بلدنا والداعين الي تحكيمها فيما اشتجر من أمرنا، اقول لمحمد أبوزيد والأسرة وللدوحة الجعلية قاطبة بارك الله فيكم وزادكم من نوامي البركة وسابغ الإحسان على صنيعكم الثقافي، ورحم الله شيخ أبا زيد وانزله منازل الصديقين والشهداء والعلماء
    http://alsahafa.info/news/index.php?type=6&issue_id=186&col_id=14&bk=1


                  

05-25-2008, 05:23 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    ومع ذلك
    من أين جاء هؤلاء السيد نورالدين منان؟

    د. عبد الله علي ابراهيم

    نقول في الترحم علي الميت «ولا تفتنا بعده». ولم يتمثل لي تمام هذا المعني كما تمثل لي وأنا أقرأ نعي الأستاذ نور الدين منان للمرحوم ابوسليم كواحد من عظماء النوبيين علي صفحات الانترنت. وبذكر النوبة واتت منان ذكرى راحل نوبي عظيم آخر من سدنة التراث السوداني، هو المرحوم نجم الدين محمد شريف مدير مصلحة الآثار الأسبق. وذكر منان له مظلمة ديوانية. فقد قال أن الدولة على عهد رئاسة الصادق لم تحسن اليه وأخرجته من منزل الحكومة. ولم ترع خدمته الباهرة ولا حالة ضعفه قعيداً على كرسي متحرك. ولما رأى أهله النوبة تشرده تضافروا وابتاعوا له منزلاً في الخرطوم. وقال منان أن جماعة من النوبة حذروا أبا سليم ضاحكين من أن يقع عليه ما وقع علي نجم الدين. وقال أن أبا سليم قنع بداره البسيطة بالشجرة.
    انزعجت لضيق أفق هذا الكاتب الذي ضاقت الدنيا عنده بما رحبت. وقد رحبت فعلاً برجال في قامة نجم الدين وابي سليم من ذوي الهمم الشماء. فقد كان كسبهم سودانياً تغذيه مواهب نوبية عتيقة، فالدنيا عند منان كسب أفندية من منازل و غيرها أو تعبئة سياسية على خطوط إثنية متي ما نقص هذا الكسب. وكان ابو سليم ونجم الدين رساليين في قول السيد الصادق المهدي. والرسالي نقيض الأفندي، لأنه قابض على جمر المعاني في حين لا يقبض الأفندي غير طوب المباني. ولو كان مبلغ همهما الدور والقصور لما عجزا. فقد بناها من دونهما رشداً وألقاً. فقد قال المرحوم محمد توفيق في حفل لتكريم نجم الدين بالنادي النوبي، أنه لم يقبل أن يقترض كسائر كبار موظفي جيله ليبني منزلاً، لأنه لم يرض أن يكون مديناً ليوم يخشى أن يلقى فيه الله قبل أن يسدد ما عليه. وكان بوسع أبي سليم ان يبني قصراً ولكنه رفض الهجرة التي تهافتت عروضها عليه من العالم. وكان يرد عليها بالشكر والاعتذار والحفظ في الفايل. فقد تعلقت قلوب هؤلاء بأمهات الأمور في حين يريد بعض ناعيهم أن يردوهم الى سفاسف المخصصات والبدلات والبير ديم.
    وقد وقع لنا من جنسهم نفر مميز هجر عادة الأفندية الراتبة الى مخاطرة فتح الطرق المبتكرة. ومنهم استاذنا عبد الخالق محجوب الذي لم يستوظف في حياته سوى أسابيع معلومات، أو حتي الترابي الذي كانت اول وظيفة له عمادة بالإنابة لكلية الحقوق، فهجرها ليبني الحركة الإسلامية أعوج عديل. وفيهم المرحوم محمود محمد طه الذي حياته عندي ربما كانت اميز من موته الذي أضحي نقطة تركيز بكاته. فقد مر طريق محمود افندي محمد طه للشهادة أولاً. وقبل كل شيء عبر حواري الثورة بام درمان التي سكنها معززاً بالصحبة والتربية الماجدة، قبل أن يرقي مرقي الموت البليغ.
    لقد تأذينا كلنا حين أساءت الدولة الي نجم الدين في ملابسات حملة جاهلة جائرة، إدعت العناية بالآثار الأسلامية. ولم نسمع لأبي سليم حرجاً في السكن. بل سمعت أن الدولة اقتطعت له ارضاً ليقيم عليها معهده للدراسات التاريخية. وسيكون من وهن الفكر أن نقحم نوبية نجم الدين لتفسير حمل الدولة له لإخلاء الدار بعد المعاش، فمثل هذا الأمر شائع. ويمكنني القول أنني ضحية من ضحايا هذه الممارسة، فقد كرهني رؤوسائي لأنني وقفت ادافع دون إخلاء أسرة صديق رحل الي رحاب الله من المنزل الحكومي قبل أن تستقر علي شئ بشأن خطوتها التالية. وضيق هؤلاء الرؤساء عليَّ كثيراً حتى فصلوني فتركت لهم البلد وهذه قصة اخرى. وقد علمت خلال هذه المعركة أن اكثر الناس نشاطاً لترحيل أسرة صديقي كان الشخص الذي وقع له المنزل وهذه أخلاق الأفندية. وقد بلغ بهم العنف في احتلال البيوت من بعد الموت او المعاش حداً قدمت معه الحكومة في ابريل 1977 لمجلس الشعب مشروع قانون سحب من المحاكم، حق النظر في استئنافات من أخلتهم مصالح الحكومة من البيوت. فقد كان من رأي الحكومة ان المحاكم بالها طويل. ولا صبر للأفندي وريث البيت عليها. وكان هذا القانون مصادماً للدستور ولكنها العجلة. . . تطير.
    مثل قول منان في تذكر أبي سليم هي الفتنة التي ندعو الله دائماً بعد موت عزيز أن ينجينا منها. واستغرب على ماركسي كمنان أن ينفخ نار الإثنية في شأن أدنى تفسير له الطبقة. ولا اعرف إنساناً كره اللت والعجن في مسائل الإثنية والنسوية بغير زاد سوى النيل من الأنقاذ مثل ابي سليم، فقد حضرت معه مؤتمر الدراسات الأفريقية في أميركا عام 1993م. وكان الرجل يهتز مثل «القصبة» وهو خارج من الجلسات التي يخوض فيها امثال منان في امور السياسة بغير علم. وكان يقول لي: «الإنقاذ ليست هي الوطن.. الوطن شئء أجمل وأبقى من الإنقاذ ومعارضيها».

    http://alsahafa.info/news/index.php?type=6&issue_id=199&col_id=14&bk=1
                  

05-25-2008, 05:27 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)



    السياسة والثقافة
    الجمهوريون: نطح السياسة وشطح التربية
    تمر في الثامن عشر من هذا الشهر الذكرى العشرين لاستشهاد الاستاذ محمود محمد طه على يد نظام نميري الآفل في 1985م. وقد تعرض بعض تلاميذ الأستاذ المرحوم لشئ من افكاري عن الحركة الجمهورية. وافتقد احدهم مقالة عنها كنت نشرتها منذ عهد بعيد عن منزلة الفكرة الجمهورية بين الفكرتين: الاخوانية الاسلامية والشيوعية. وقد رأيت إعادة نشرها هنا فلربما انتفع بها الناس والخير أردنا.
    خلافاً للحركتين الشيوعية والإخوانية فإن حركة الجمهوريين، التي أسسها المرحوم الاستاذ محمود محمد طه (1916 ـ 1985م) في عام 1945م، قد أعادت ترتيب ادوار السياسة والثقافة فيها بصورة عكسية نوعاً ما لما حدث في الحركتين المذكورتين. فقد خرجت الحركتان، الشيوعية والاخوانية، الى النطح السياسي الجهادي بعد هزيمة عناصرهما الداعية الى التربية وأسبقية التكوين الثقافي على تقحم النشاط السياسي. ففي عام 1952م خرج المرحوم عوض عبد الرازق في قلة من الرفاق على الحزب الشيوعي بعد ان ظفر استاذنا عبد الخالق بالنصر في حلبة الصراع الذي دار بينهما. وكان رأي عوض ان يولي الحزب التربية البروليتارية كل عنايته قبل أن يطرق ابواب الجماهير الواسعة الأخرى. وكان رأي استاذنا عبد الخالق ان التربية والثقافة مما سيحصلهما الحزب وهو يعلم الجماهير ويتعلم من الجماهير. كما خرج الدكتور جعفر شيخ ادريس وصحبه في 1969م على الدكتور حسن الترابي، ذي النفر الغزير والصولة في حركة الاخوان المسلمين، حين رأى الترابي ان يغلب السياسة على التربية، خلافاً لأصول حركة الاخوان المسلمين منذ عهد الامام البنا.
    خلافاً للحركتين الشيوعية والاخوانية بدأت حركة الجمهوريين سياسية خالصة، ثم عادت لتجعل السياسة في المقام الثاني بعد التربية. بدأت الحركة الجمهورية في عام 1945م بين خريجين من المدارس العليا ذوي ميول جذرية شعبية جهادية. لم يستحسن هؤلاء الخريجون الجهاديون تواطؤ مؤتمرهم، مؤتمر الخريجين وشيعه المختلفة، مع طائفتي الانصار والختمية بشأن الممارسة السياسية. فقد حزَّ في نفوسهم أن ينكص مؤتمر الخريجين، الذي اقتحم السياسة لينقيها من نفوذ الطائفية، على عقبيه، ليسكن الى زعماء الطوائف، وكان الجمهوريون الرواد، في قول الاستاذ الكبير محجوب عمر باشري، في كتابه النادر «رواد الفكر السوداني» زاهدين في تجنيد علية القوم والتجار، لأن لهم مصلحة في بقاء الاستعمار. ولذا عمد الحزب الى اسلوب المحاضرة في الشوارع والمقاهي واماكن اجتماع العامة واصدار المنشورات كي يسلك طريقه الى الشعب من غير وكالة الطائفية.
    وبعد سجن المرحوم الأستاذ محمود محمد طه في 1946م، تحول الجمهوريون عن هذا العمل السياسي القح الى جهاد سياسي مُسقى بالتربية الهادئة. فقد خرج المرحوم الاستاذ محمود بعد عامين من السجن رجلاً آخر ذا رسالة وتبعات هداية على شريعة الاسلام وقبسه. وقال الاستاذ محجوب عمر باشري عن الاستاذ طه في هذا البرزخ:
    أطلق «محمود» لحيته وأرسل شعر رأسه. وقد صفت نفسه وأوضح لانصاره ان الحزب الجمهوري حزب له رسالة وهي رسالة الاسلام الحق. وان محموداً قد كلف بهذه الرسالة وليس هو رسولا، فرسالة الرسول هي علاقة بين الله والرسول لهدي البشر. ولكن رسالة محمود هي علاقة العبد بالعبد. وطلب منهم ان يقسموا الا يشركوا بالله. وان يؤمنوا به وان يهتدوا بالاسلام ولا يكذبوا ولا يسرقوا، ولا يزنوا، ولا يشربوا الخمر، ولا يرتكبوا فاحشة محبة على ذلك.
    وقد حدثني حبيبنا المرحوم الشاعر محمد المهدي المجذوب عن هذا الاجتماع الجمهوري. وكان الشاعر حاضراً فيه وكيف انه تنصل عن البيعة واحتفظ بالود.
    وعاد الاستاذ طه يزور اهله في رفاعة، ولم يحفل بالجمهرة في رفاعة التي اعدت لاستقباله استقبال الابطال الاحرار مقاومي الانجليز. والتمس بتركه في «خلوة» مع النفس والعقل قضى فيها عامين. ورجع الاستاذ الى الخرطوم ليبني الحركة التي عرفها اكثرنا برباطة جأش وصبر، يثير المسائل الشائكة المركزية غير هيَّاب حتى لقي ربه من فوق مشنقة بيد دولة نميري الظالمة.
    ولم تكن الفكرة الجمهورية محض تربية كتلك التي نراها في بعض طرق اهل الله الصوفية. فقد كانت مشغولة بالسياسة الوطنية انشغالاً مسؤولاً. ولكنها جعلت التربية رأس الامر، وشغل السياسي وغايته في وقت معاً. فقد كره الجمهوريون سياسة مؤتمر الخريجين ومشتقاته حين رأتها حركات وحيلا لا منهجية لها ولا وقار. وانصرف أكثر هم الاستاذ الى العناية بتربية الجماعة الجمهورية كرسل تغيير وفتح. فجعل لهم «مسيداً» بمدينة الثورة يجتمعون فيه ويتذاكرون ويتحاورون ويعدون عدة الروح والعقل لخوض حرب المستقبل، يتدربون على الجدل وعلى الافحام فيه وعلى الحوار والصبر عليه وعلى النشر والتوسعة فيه، حتى بلغت مطبوعاتهم أكثر من مائة عنوان، جرى طبع بعضها خمس مرات، وصدر من بعضها 30 ألف نسخة. ووفر كل هذا لهم رياضة فكرية مستفزة لما تواضع الناس عليه. فاذا إطمأن الناس مثلاً على أن هناك ثمة «مشكلة جنوب» أزعجوا الناس عن هذا الكسل الى ان المشكلة حقاً هي «مشكلة شمال» وهكذا دواليك. وهذا طرح فلسفي يسوق الناس من عادة التفكير وحيد الجانب، الى التفكير الخليط المزلزل. وبلغت التربية عند الجمهوريين حداً رتبوا به نظاماً ميسوراً للزواج على سنة النبي صلي الله عليه وسلم تأهل به نفر منهم.
    وهكذا تخلخلت التربية مسام السياسة عند الجمهوريين يعدون انفسهم ليوم الفتح السياسي الاكبر. ولكن كما أودى النطح الجهادي السياسي المفارق للثقافة الى كساد جم في الحركة الشيوعية والاخوانية، فإن اعلاء شأن التربية مطلقاً على حساب الكياسة السياسية واعتبارات الجهاد واستراتيجياته وتكتيكاته، أدى بالحركة الجمهورية الى شطح كثير من مثل الذي راج عن سقوط صلاة عن الاستاذ محمود. فعلى غرابة الفكرة على عامة المسلمين، إلا انها مما يتداوله الصوفية في اروقتهم الخاصة بجد وانجذاب من غير تصريح. وتكأكأ خصوم الحركة الجمهورية عليها من باب هذا الشطح، وحصروها سادين المنافذ عليها الى العامة من الناس، حتى قتلوا الاستاذ وسموه «الذبح العظيم». وأخمدوا جذوتها بين صفوة المتعلمين التي تحلقت بالاستاذ محمود دهراً طويلاً. وخرج الحزب الجمهوري من لعبة السياسة والتربية معاً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.http://alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147494691
                  

05-25-2008, 05:39 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)
                  

05-25-2008, 05:42 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)



    اصطلحوا مع اسرائيل
    شعار رفعه الاستاذ محمود محمد طه منذ زمان تطاول: واضعا الفاس على اصل الشجرة ولكن الاعراب: لايزالون يضربون حول الدغل
    http://alfikra.org/book_view_a.php?book_id=12
    الاعتراف باسرائيل من مصلحة العرب

    كان، ولا يزال، اعتراف العرب باسرائيل، بالنسبة لاسرائيل أعز امانيها، لانه يوفر عليها حالة الخوف، والتوتر، والقلق ـ التي ارقت لياليها، وشغلت أيامها، كما يوفر عليها الجهد والمال، وهى في سبيل هذا الاعتراف يمكن ان تساوم الى حدود بعيدة لا تقف عند حد إعادة اللاجئين الى ديارهم، وتعويضهم عن ممتلكاتهم، ولا عند حد الجلاء عن الاراضى العربية التي احتلتها في 5 يونيو، وانما تذهب الى الرجوع الى الحدود التي بينها قرار التقسيم الاصلى الذي اتخذته الامم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1947. وهى حدود قد تخطتها اسرائيل، وتوسعت عليها عقب كل معركة من المعارك التي نشبت بينها وبين العرب منذ 15 مايو عام 1948. ولكن العرب يرفضون هذا الاعتراف بدولة اسرائيل، وهم، ان اردت الدقة، لا يرفضونه الا شكلا، ولا يرفضونه الا قولا.. ولكنهم مضمونا، وعملا، لا يرفضونه.. هذا من أشد الامور مدعاة للاسف، وهو في نفس الوقت من أدل الدلائل على جهل القيادات العربية، وقلة حنكتها، ذلك بان اسرائيل في فترة الاصرار على عدم الاعتراف بها قد تقوت ولا تزال تتقوى، عسكريا، وسياسيا، ودبلوماسيا، واقتصاديا، وبشريا. ثم هى ستنال الاعتراف الكامل بها بعد ان تفرضه وبعد ان يكون العرب كما هو واضح الآن، قد قدموه على أقساط، وبعد ان يكون على ذلك قد فقد قيمة المساومة التي كان ولا يزال يحظى بها.. فكأن اسرائيل ستحرز اعتراف العرب بها بدون ان يقبض العرب من اسرائيل ثمن هذا الاعتراف. ورفض العرب الاعتراف باسرائيل يقوم على كبرياء زائف!! كيف يجلسون ليتفاوضوا، على مائدة واحدة، مع من أغتصب أرضهم؟؟
    =====

    اصطلحوا مع اسرائيل
                  

05-25-2008, 05:50 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    محمود محمد طه
    من دقائق
    حقائق الدين
    ====
    الطبعة العاشرة أغسطس 1982 ذو القعدة 1402
    =====

    الإهــداء :

    إلى الذين قيل فى حقهم :
    ( إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب ،
    أو القى السمع وهو شهيد ..)


    ====
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب ، وهو يدعى إلى الإسلام ؟؟ والله لا يهدى القوم الظالمين !!)
    صدق الله العظيم ..

    مقدمة الطبعة الرابعة:
    الآية التى صدرنا بها هذه المقدمة من الطبعة الرابعة من هذا الكتاب انما تغلظ النذارة ، وتشدد النكير على كل من يدعى إلى (الإسلام) ، فى وقت مجىء أمته المسلمة ، فينأى بجانبه ، ثم يذهب ليفترى على دعوة (الإسلام) الكذب !! ووقت هذه الآية قد جاء اليوم ، بمجىء وقت الدعوة إلى الإسلام ، وبمجىء الأمة المسلمة فهاهى الدعوة الى الإسلام تظهر باسم (الدعوة الإسلامية الجديدة) فتبدو غريبة ، أشد الغرابة ، كما هو الموعود النبوى الصادق : (بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا ، كما بدأ ، فطوبى للغرباء ! قالوا : من الغرباء ، يا رسول الله ؟ قال : الذين يحيون سنتى بعد اندثارها) .. ومن أدل الدلائل على الغرابة الصادقة التى تتسم بها هذه الدعوة انها تبدو غريبة ، و منكرة ، حتى بالنسبة لمن عرفوا ، بين المسلمين ، برجال الدين ، ومن هم ، عند المسلمين ، مظنة العلم بالدين ! فهاهم يواجهونها بأنكر صنوف التشويه ، والتحريف ، التى وقعت ، أو يمكن أن تقع على دعوة جديدة ، على الإطلاق ! هاهم يلعنون دعاتها من على منابر المساجد ، ويهدرون دماءهم ، ويخوضون فى أعراضهم أسوأ الخوض وأفجره !!
    فليعلم الناس ، كافة الناس ، ممن تبلغهم هذه الدعوة على خير وجوه التبليغ ، أنهم إنما يدعون الى (الإسلام) ، الذى لا إسلام غيره ، منذ اليوم !! وهذه الدعوة الى الإسلام إنما تقع فى وقتها ، وتخاطب أمتها ، لأول مرة فى التاريخ !! فقد دعا النبى ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، الناس فى مكة الى (الإسلام) ، ونزلت هناك آيات الإسلام ، وهن أصول القرآن ، فلم يستجيبوا له ! فنسخت الدعوة الى (الإسلام) ، ونسخت بذلك أصول القرآن ، وهاجر النبى الكريم الى المدينة ، وهنالك دعا الناس الى (الإيمان) ، ونزلت آيات الإيمان ، وهن فروع القرآن ، ناسخات لأصوله ، فاستجابوا له ! وظهرت ، يومئذ ، الأمة المؤمنة ، التى إنما نعيش اليوم فى أخريات أيامها ، وشرع لها على أساس آيات القران الفرعية ، إرجاء لآيات القران الأصلية حتى تجىء أمتها وهى الأمة المسلمة التى ندعو اليوم الى ظهورها من بين أفراد البشرية المعاصرة !!
    =====
    بسم الله الرحمن الرحيم
    (( هذا بصائر للناس ، وهدى ، ورحمة ، لقوم يوقنون))
    صدق الله العظيم ..

    مقدمة الطبعة الأولى:

    هذا الكتاب ، هو عبارة عن خطاب كتب في الرد على الشيخ أبو زيد محمد الأمين الجعلي، في 23 فبراير عام 1974، الموافق 30 محرم عام 1394هـ .. رأينا نشره على الناس لما احتوى عليه من تفصيل واف ( للدعوة الإسلامية الجديدة)، وتوضيح وتبسيط لأصولها، فما زال الناس يحتاجون ذلك كل يوم ..

    http://www.alfikra.org/book_view_a.php?book_id=79
                  

05-25-2008, 05:57 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)
                  

05-25-2008, 11:59 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    الجمهوريون: لماذا نحن "نصوصيون"؟

    عبدالله عثمان

    جامعة أوهايو

    فى منبر أسفيرى نعى الأستاذ عبدالكريم الأمين أحمد على الجمهوريين - تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه - التطويل فى نقل النصوص، ومن قبل أسماهم د. عبدالله على ابراهيم "عتالة النصوص"، فى هذا المقال القصير سأسعى لإلقاء بعض الضوء على ذلك ولكن يجدر بى أولا أن أشير الى واقعة تاريخية لها دلالاتها ومعانيها الكبيرة فيما نحن بصدده من تكريم الإنسان من حيث هو إنسان واعطاءه قدره اللائق، ثم تكريم الكلمة والإحتفاء بها وعند السيد المسيح "كلمتى لا ترد الىّ فارغة". ولعلنى لست فى حوجة الى الإشارة "المكثفة" لإحتفاء الأكاديمياالغرببة بـ "النصوصية" للحد الذى يجعل بعضهم "عبدة" نصوص. ولعل "عمدة" الأمر حديث المعصوم (رحم الله أمرءا سمع كلمتى فوعاها، ثم بلغها كما وعاها، فرب مبلع أوعى من سامع)

    الواقعة هى أنه لما حرّض الواعظ حسن عبدالعزيز حمومة بعض الغوغاء والمغرر بهم فى مدينة ودمدنى فقاموا بحرق معرض الفكر الجمهورى المقام حينها بنادى الخريجين بحاضرة الجزيرة، سأل الأستاذ محمود الذين أبلغوه الخبر أن هل أخرج أحدكم كراس الإنطباعات (كان الجمهوريين يضعون كراسا يسجل فيه الزوار إنطباعاتهم وتحظى تلك الإنطباعات بإهتمام كبير من الأستاذ والأخوان ولا يزال لنا كراس انطباعات فى موقع الفكرة) لك أن تتخيل معرضا يحوى آلاف الوثائق والكتب والأشرطة والصور ولا يسأل الأستاذ الا عن كراس الإنطباعات، ذلك لأنه النسخة الوحيدة التى هى "أصل" ولا بديل لها وكل ما تبقى يمكن إعادة تدويره أو إنتاجه.

    لأهمية ذلك ثم ليقيننا أن ما كتب الأستاذ محمود هو الحق الذى لا حق بعده والا منجاة للبشرية الا به ولأننا ذقنا طعم ذلك ونحب لغيرنا أن يتذوق ذلك أيضا - اذ شعارنا هو شعاره (ولا هطلت على ولا بأرضي سحائب ليس تنتظم البلادا) - لذلك فنحن شديدو الحرص على إيراد النصوص كاملة وندرك - ويفيدنا بعض القراء بذلك - أنها تفعل فى الكثيرين منهم فعل السحر.

    ومن هذا الباب فإننا نوّثق أيضا لكل من يكتب قادحا أو مادحا وقد تندهش اذا قلت لك ان بعض تقارير وفود الجمهوريين التى اعتادوا كتابتها أيام حملات توزيع الكتاب قد تحوى بعض أسماء من ودعوهم فى محطات القطار أو مواقف البصات من غير الجمهوريين. نوثّق للتجانى عامر ولعون الشريف ولمحمد محمد على، فى أرشيفنا بعض حديث عن التجانى الماحى وعن سلمى الجيوسى، نكتب ما تفوّه به فى حقنا عطية محمد سعيد أو الشيخ خلف الله كرم الله ببورتسودان، نرصد ما يكتبه جعفر شيخ ادريس وما تتحدث به سعاد الفاتح. كتب وحاضر الأستاذ محمود عن الإسلام والفنون وعن الضحية وعن الخفاض، له رأى فى التكامل وفى صعود الإنسان للقمر وفى تعدد الزوجات، ليس بشىء عنده بمفلت عن البحث أو عن التدقيق لذلك نصح د. مصطفى محمود أن يدع ما يفعل للإشياخ ولم يستبن دكتور مصطفى النصح الا ضحى الغد، نادى بالصلح مع إسرائيل وكان سببا فى نشوء جماعة أباداماك الأدبية التى شغلت الناس عهدا، ولا تنتطح عنزتان فى ان وقفته الشماء وإبتسامته وهو على حبل المشنقة هما وقود إنتفاضة أبريل وملهمة الشعراء والفنانين (يا شعبا تسامى وراجع رزنامة كمال الجزولى عن عركى و18 يناير، عماد براكة وعطره النسائى، عبدالغنى كرم الله وآلآم ظهره الحادة). يشكل حضورا فى نيفاشا والشهيد دكتور قرنق يحدث الصحفيين عن إعجابه واعجاب مقاتليه بالأستاذ محمود ومطالعتهم لكتبه، وتجده حاضرا فى مؤتمرات حزب المؤتمر الوطنى الحاكم وعلى عثمان يحدث قبيله عن "الشعب السودانى شعب عملاق يتقدمه أقزام" وحضوره لا تخطئه عين فى كتابات د. عبدالله على ابراهيم اذا ما كتب عن شيبون، عون الشريف، حاج حمد أو الإتحاد النسائى، وذات الحضور فى أدبيات مؤتمر الطلاب المستقلين وهم يعشقون مقولته "إختلاف مقدار وليس اختلاف نوع". نافح الأستاذ محمود عن حق الحزب الشيوعى السودانى فى العمل الديمقراطى أقام اسبوعا منافحا عن ذلك، نصح عبدالخالق على صفحات الصحف أن "سودنوا الشيوعية"!! كتب لعبدالناصر غداة إعدامه لسيد قطب ورفاقه أن "ستلقى الله وفى يديك من دمائهم أغلال" كتب لمحمد نجيب وللنويهى ولخالد محمد خالد، يتحدث عن النسبية والأمر التكوينى والأمر التشريعى كما يتحدث عن خليل فرح ونحن "سوجو عروضن ونحن يوم المحشر". زرع بالسلوكة ويحدثك عن "البروس" ونال جائزة الفلاحة فى غردون، تحدث الإنجليزية كما يتحدثها أهلها ويبين لأساتذة اللغة العربية ما هو "اسم الفاعل الذى يفعل فعل فعله" يرقع ثوبه بنفسه ويكرمك بالبلح ويرتحل فى الدرجة الرابعة بالقطار.

    من يعرف قدره يفرش له ثوبه قائلا "اعصر خمر وأضرب زمر يأتيك من كل فج زيد وعمرو" كما فعل خليفة الشيخ السمانى، وقد جئناه شايقية وشيوعيين، إسكافية، وأنصاف وجوديين، جآءه الرسامون والمزيكاتية، يمن، وأقباط، استراليين وأمريكان، عمال بناء ومعلمون، طباخون وأساتذة جامعات، بشتون ومناصير وهلالاب، أوزاع القبائل رجالا ونساءا، جآءه بخيت أحمد إدريس والذى كان وهابيا منكرا فى السيد الحسن، فلما رأى ما رأى دلف للجناب وأخذ يعطر المجالس برائعة ود حليب "حرمو أبعنابر من عنا وقام ليهو هابر شوقى لى"، وسلم له العم مجذوب محمد مجذوب الذى كان قياديا بجبهة الميثاق وكتب "انا ومحمود محمد طه أمام الله" فلما ذاق ما ذاق كتب "انا ومحمود محمد طه سويا الى الله"!! قد نظرة منه تفعل ما لا يخطر لك على بال وقد حكى لى دكتور مهدى عبدالله عن رؤياه له يوما يزور مريضا بالقسم الجنوبى ومن "الدخلت ما مرقت"!! من يدرك سره قد يقول له "طبخت لك بنفسى" مثلما فعل الحسن الإدريسى أو يقبله على رأسه مثلما فعل محمد المهدى مجذوب - ليلة مولد ما - قائلا "انت إبن مريم فينا"!! أو يخلع نعليه ويجدّع عمامته مثل حسنا الذى فعلها وأنشده "يا طه وأحمد ومحمّد ... حسن السجمان ومرمّد ختو حملو فوقك وغمّد)!! ومن يجهله فهو أيضا يدعو له "الما عندو حديدة نحنا بنسو ليهو حديدة"، لذلك حلف لى أحمد سليمان المحامى يوما فى واشنطون "على الطلاق تانى مقّنعة بتلد متلو مافى" ولأن ذلك يقيننا فإننا نحس بإنا مقلون فى ابراز ما نحب أن يراه الناس وكأنى به يستحثنا بما كان يردد دائما (ولم أر فى عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام)


    from sudaneseonline.com
    april 19, 2008
    بتصرف لا يخل بالمعنى

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 05-26-2008, 00:07 AM)

                  

05-26-2008, 04:31 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)

    ((وكنت أريد بذلك الكيد للجمعية الثقافية الرسمية التي لم تخترني المدرسة لعضويتها. ثم واصلت الكيد بعد ذلك بإصدار جريدة «الشعلة» الحائطية «المستقلة» ))

    للكيد جذوره العميقة
                  

05-26-2008, 03:11 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: mohmmed said ahmed)



    العدد رقم: 8755 2007-03-17

    الدكتور عبد الله علي إبراهيم يحلل مسيرة الضلال الوطني ويدعو أخيراً لمخاصمة الانقاذ واليأس من خيرها.

    قاوم الاسلاميون فكرة الديمقراطية باطروحة ضعيفة عن الشورى وهي في تقديرهم غير ملزمة وتتم مع اهل الحل والعقد وهؤلاء يمكن التحكم في اختيارهم كما نعايش ذلك اليوم.. ولما عادت حركة الاسلام السياسي متصالحة مع مايو قادته الى حالة الهوس الديني التي عاشها وتمخضت عنها قوانين سبتمبر الشائهة والتي كانت حربا على كل المجتمع، على عاداته وقيمه وتهاوى نظام مايو مثخناً بجراحات (المشروع الإسلامي) وفي اثناء ذلك تم اغتيال المفكر الإسلامي محمود محمد طه والذي كان للدكتور شرف تقديمه في محافل الجامعة.. وبعد الانتفاضة جمع الاسلاميون حولهم بقايا مايو من والذين كانوا يخشون محاسبة الشعب لهم لما ارتكبوه من خطايا.

    http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147505333&bk=1
                  

05-26-2008, 04:31 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)

    ((وكنت أريد بذلك الكيد للجمعية الثقافية الرسمية التي لم تخترني المدرسة لعضويتها. ثم واصلت الكيد بعد ذلك بإصدار جريدة «الشعلة» الحائطية «المستقلة» ))

    للكيد جذوره العميقة
                  

05-26-2008, 03:59 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: mohmmed said ahmed)


    تعرف يا أستاذ محمد سيداحمد أن أمثال دكتور عبدالله عادة ما يكتبون للأـ "إستهلاك" أو كما لا حظ دكتور حيدر ابراهيم بما معناه أن يلحق السوق بأى كتابة راتبة - فقد حان وقت الطبع - وهو نوع من الكتابة غالبا ما يجوز على "شراة لا يحسنون التمييز" كما يقول الأستاذ محمود محمد طه. كنت فى كتابة سابقة قد اشرت الى أن منهج دكتور عبدالله فى الكتابة يشبه مسألة "تخييت القرعة مع القحف" ويعز أن تجد رابطا منطقيا فى بعض كتاباته .... كمثال ومنذ يومين كنت أتحدث مع د. أسماء محمد عبدالحليم قلت لها أن د. عبدالله كتب حديثا عن صديقتك د. رقية أبوشرف أجتهدت أن أجد رابطا موضوعيا لربط ما "حشر" فيه اسم رقية مع خليل و "كعة" أم درمان ولما لم أجد قلت لها شعرت إنو كأنو الزول دة كان عندو "فاول" مع رقية ويريد بصورة ما أن يعتذر لها بـ "ما كان للحصل داعي"!! قالت لى ربما فقد تحدث الدكتور من قبل فى أحد مؤتمرات الدراسات السودانية عن انتحار خالتها- ورقية حضورا فى ذلك المؤتمر- بلا سبب موضوعى ... الخ الخ الخ .. وقد وجدت ذلك مدونا أيضا فى مقال له (مرفق تحت).. وبالطبع مثل هذه الأمور مما ينبو الذوق السودانى "الرفيع" بل الحس الإنسانى عامة من تناولها لأنها عادة ما تفتح جروحا لا داعى لفتحها مهما كانت دواعى "الأكاديميا" .. تابعت مؤخرا هنا فى جامعتنا نقاش راق بين الطلاب حول نقدهم لصحيفة محلية نشرت صورا لشاب مقدم على الإنتحار فى احدى بنايات الجامعة وقد اوسعوا الصحيفة نقدا انصب كله على "الحس الإنسانى" ... فما بال هدى!!!

    ====
    خليل: ما كان للحصل داعي
    في ذيول غزوة العدل والمساواة لأم درمان كنت أقرأ فصلاً كتبه الدكتور حامد البشير، الخبير بمنظمة اليونسيف والأستاذ السابق بحامعة الخرطوم، في كتاب حررته الدكتورة رقية مصطفى أبو شرف عنوانه «طهور النساء» صدر عن جامعة بنسلفانيا للنشر عام 2006م، وألقى حامد في فصله الضوء على جهاد نشاط اللجنة الوطنية لإزالة العادات الضارة ضد الخفاض الفرعوني
    http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=177&id=12098


    وكان الانتحار بعض عاصفات حياة أستاذنا المركزية. فقد انتحرت أخته هدى في 1960م وهو رهين كوبر وأخوه محمد قعيد سجن الروصيرص. وحرموه أن يزورها في المستشفى وهي تلفظ انفاسها بين حرائق جسدها الفاقعة. وخرج من السجن لفراش البكاء. وكتب لأختيه، آمنة وفاطمة، رسالة من السجن يقويهما على نائبة الدهر
    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147497122&bk=1
    _____________
                  

05-26-2008, 04:31 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)

    ((وكنت أريد بذلك الكيد للجمعية الثقافية الرسمية التي لم تخترني المدرسة لعضويتها. ثم واصلت الكيد بعد ذلك بإصدار جريدة «الشعلة» الحائطية «المستقلة» ))

    للكيد جذوره العميقة
                  

05-26-2008, 04:54 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: mohmmed said ahmed)


    .
    ألحقيقة هي أن الدكتور عبد الله على إبراهيم باحث أكاديمي جيد لا يخذل نفسه إلا عندما عندما ينصب محاكم التفتيش الشخصية لخصومه الفكريين
    و في رأيي أن هذا الولع الذي يصل إلى حد الوسواس لدى د. عبد الله إبراهيم في التفتيش الشخصى لمن يختلفون معه فكريا يظهر أكثر مما يخفي فشلا شخصيا مخجلا لدى د. عبد الله في خذلانه لحزبه و أقرب الأقربين لديه في لحظات ضعفهم. هذا الضعف الشخصى هو ما يعول عليه د. عبد الله في أن خصومه سيعملون الحكمة - أو ما أسماه هو " الحشمة الأكاديمية" في عدم التطرق إليه.

    شكرا حبشى.
    أوافقك أن مقالة الأستاذ تاج السر مكي طويلة, و لكن قراءتها و لو مطبوعة ستشعرك بأنها غاية في الرصانة و نقد الذات و نقد الآخر.

    شكرا سلطان
    لا أستطيع أن أرى - حتى الآن - دافع د. عبد الله في حرمان و تجريم محاولة أي مثقف شمالى في الأنحياز و لو فكريا لقضايا الشعب السوداني في الجنوب. و هذه هي القضية التي من أجلها تعقب الباحث د. عبد الله سيرة الدكتور منصور خالد قليلا قبل ولادة الأخير.
    منطق د. عبد الله كأنه يقول: أجرم د. منصور خالد في كبره و خان "شعبه و دينه" كما أجرم و هو في مطلع دراسته الجامعية. و الأدعاء الأخير لا يعدو كونه مسخرة أراد لها د. عبد الله بتفخيم المصدر و الجهد أن تكون على الأقل مصدرا للبلبلة و التشويش على مفكر مثل منصور خالد تهمته الوحيدة و أنا أعترف بذلك, هي تعريته و إحراجه للمثفق الشمالى " النموذجي" فقط بقلمه

    http://www.sudanforum.net/showthread.php?t=11648

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 05-26-2008, 07:29 PM)

                  

05-26-2008, 05:08 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    2008-05-18 من هنا وهناك: منصور خالد: لا أحد يستطيع أن يتّهم شخصاً مثلي بالتخابُر
    هذه واحدة من خمس حلقات اجرتها قناة (النيل الازرق) في برنامج (مراجعات) مع د.منصور خالد على .. في هذه الحلقة يفكك د.منصور الكثير من علامات الإستفهام حول صلته بالحركة الشعبية وحول الاتهامات التى وجهها له د.عبد الله علي إبراهيم عبر صفحات هذه المجلة في سلسلة مقالات (... ومنصور خالد) ونسبة لأهمية هذه المقابلة تنفرد (المشاهير) بنشرها كاملة.

    ===
    د.عبد الله على إبراهيم يقول: (وكثيرون من بين المهاجرين إلى الآخر كانت هجرتهم لأنفسهم ومنصور عندي سيد هؤلاء، بل إن هجرته إلى حركة قرنق هي أقرب في الدلالة إلى اللجوء السياسي منها من معانقة الآخر).
    عبد الله على إبراهيم ينتمي إلى مدرسة يسارية أو تنسب نفسها لليسار وتظن أنها الوحيدة القمينة بقيادة اليسار في السودان، فعندما يحضر رجل مثل جون قرنق ويقلب كل المناضد أمامهم ويثبت أن لديه قدرة أن يحرك كوامن هذا الشعب بالصورة التي لم تستطع قبائل اليسار أن تفعل، أولاً هذا يؤذيهم، ويؤذيهم أكثر من هذا أن يكون من بين نصرائه شخص لا ينسبونه إلا لليمين، هذه قضيتهم وهذه قضية فيها من الحسد بقدر ما فيها من الغرور الكثير.
    وماذا عن أن هجرتك لجوء سياسي أكثر منه عناق للآخر، فقد قال عبد الله على إبراهيم «إن عناق الآخر عند منصور لم يكن لله وإنما لنفسه ولذا لم تمس منه الشغاف فتزلزل دفين محفوظاته العرقية الأولية»، بمعنى أنه إذا ما غضب منصور استدعى كل مواريث العرقية القديمة وله في ذلك شواهد.
    ماذا يعنى بذلك....؟
    يقصد أن منصور متى ما غضب من أشخاص يستدعي أعراقهم ليتحدث عنها.
    هذا حديث غير صحيح فأولاً أن العرقية مترسبة في أهل الشمال، هذا حديث لا يحتاج إلى شواهد، أنا عشت طوال الأعوام الماضية في منظمات دولية وكانت لي علاقات بمنظمات إقليمية أيقنت أنه من النفاق بمكان أن تتحدث عن ما يحدث في جنوب إفريقيا وأن تتحدث عن ما يدور في مناطق أخرى من صراعات قبلية في الوقت الذي ترضى عن أشياء أنت لا تقبلها مطلقاً لدى الآخرين في بلدك وأمثالنا كلها تشير إلى هذا فأي جنوبي يستدعي العرقية له مبرر لأننا بالرغم من كل ما نقوله عن المواطنة وحقوق كل المواطنين وعدم التمييز على أساس العرق لكننا ما زلنا نتحدث عن «سجم الحلة الدليلها عبد» وما زلنا نتحدث «العبد كل ما طال زاد سنو قلت قيمته» هذه الأشياء الإقبال عليها خاطئ من الجانبين، الإقبال عليها من جانب الشماليين وغير الشماليين أنا لا ألوم الأفراد العاديين.

    http://www.almshaheer.com/modules.php?name=Stories_Arch...ve&sa=show_all&min=0

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 05-26-2008, 05:35 PM)

                  

06-09-2008, 07:25 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)



    سقطة بعض المثقفين .. د/عبدالله علي ابراهيم مثالاً

    هلال زاهر الساداتي
    [email protected]

    خرج علينا الدكتور عبدالله علي ابراهيم بمقال في هذه الصحيفة جال وصال فيه عن مذكرة اصدرها مجموعة من كرام المواطنين من القانونيين والمشهود لهم بالوطنية والنزاهة يطلبون فيها من السلطات ان تعامل اسري جماعة العدل والمساواة بمقتضي العدل والدستور , وان لا تأخذ البرئ بذنب المتهم , وان تكف عن استهداف اهل دارفور في العاصمة بالاعتقال والتعذيب والتفتيش , وان هؤلاء القانونيين سيوفرون محامين للدفاع عن المتهمين وعابَ علي المذكرة انها لم تذكر او تدين حركة العدل والمساواة او خليل بالاسم , وانها خرقت الدستور الانتقالي وعرضت امن المواطنين بأمدرمان والعاصمة القومية لضروب شتي من الخطر علي حد قوله , وكأن الدكتور قد استنكر ان يجد هؤلاء الافراد من الاسري هذه المعاملة .

    بداية اقول انني ابنت رأيي في مقال نشرته في هذه الصحيفة بتاريخ 13/5/08 بعنوان (كلمة الحق ودوآس بغبينة) , أي بعد الهجوم علي امدرمان بثلاثة ايام من قبل حركة العدل والمساواة بقيادة خليل ابراهيم , وانا مدينتي ومسقط رأسي وملعب طفولتي ومنشط شبابي وكهولتي مدينة امدرمان , وحبها يسري في دمي ولا ابدلها بملء الارض ذهباً , فما يؤذيها او يؤذي اهلها يؤذيني , ولكن مع كل هذا الحب اجد العذر لخليل والفتية الذين قطعوا الفيافي والوديان والوهاد ليصلوا اليها مستهدفين حكام الخرطوم ليذيقوهم شيئاً من العذاب الذي انصب عليهم في دارفور طيلة خمس سنوات , فقد فقدوا مدنهم وقراهم واراضيهم وممتلكاتهم بعد ان اصبحت اثراً بعد عين , وتشتتوا في اقطار الارض بعد ان احرقت قوات الحكومة والجنجويد والدفاع الشعبي ديارهم وسوتها بالارض بعد ان اعملوا فيها تقتيلاً واغتصاباً للشيوخ والنساء والاطفال في جرائم بشعة فاجرة ممعنة في الفحش والوحشية مما اهتزت له ضمائر ووجفت قلوب كل الشرفاء في العالم .

    انكم يا دكتور تدينون الضحية وتمجدون المعتدي , وتجرمون البرئ وتبرئون المجرم.

    واستحلفك الله يا دكتور : ماذا يكون او سيكون موقفك اذا دُمرت قريتك قرب عطبرة او مدينة عطبرة نفسها , او انتهك عرض امك او اختك او زوجتك او احدي قريباتك , او قتل طفل واحد من اطفالك ؟!! هذا ما حدث في دارفور وما زال يحدث ! ولم نسمع عنك او نقرأ لك ادانة او استنكار مع انك دبجت كثيراً من المقالات في تجريح والنيل من الدكتور منصور خالد , وانهكت قلمك وفكرك في حديث أفك لتنال من منصور خالد ورميته بأفك بواح , وكان الاجدر ان توجه مجهودك لما ينفع الناس , ام انك تضامنت مع جوقة الكذابين من الحكومة وعلي رأسهم مسيلمة القرن الحادي والعشرين مصطفي عثمان اسماعيل الذي زعم ان عدد القتلي من اهلنا في دارفور هو تسعة آلاف وليس مائتي الفا كما ذكرت هيئة الامم المتحدة او ثلثمائة الفا في تقدير الهيئات والجمعيات الخيرية العاملة في دارفور , او كما ذكر صاحبه الدجال سبدرات ان صورة لاجئي دارفور هي لأناس من رواندا وليسوا بسودانيين , او كما تقول ابواق اعلامكم ان غزاة امدرمان تشاديين ؟!!

    ومن السخرية التحدث عن الشرعية وخرق الدستور , فما فعله خليل ليس بدعاً بين حركات استهدفت العاصمة فيما مضي , فقد سبقه هاشم العطا في 1971 وحسن حسين في عام 1974 وحركة المعارضة بقيادة محمد نور سعد في عام 1976 والتي فشلت في مسعاها , ثم انقلاب عمر البشير في عام 1989 والذي ما زال يحكم حتي الان .

    لقد فرغت منذ ايام من قراءة كتابك عن المهدي وطائفة العلماء , وكنت قد قرأته من قبل في وقت باكر , ولا اخفي عليك انني كنت معجباً بكتاباتك ابان عنفوان شبابك , ولكن يبدو انه نال الوهن من قدراتك ومعتقداتك , ولعلها سقطة الكِبر او كما درج السودانيون ان يقولوها ( سخطة ) الكبر , شفاك الله منها , فقد كان لك ثمة ماض عندما كنت متفرغاً مع الشيوعيين , ولكن بآخرة آثرت صحبة الجبهجية بعد صحبة الاخيار من الرفاق واستاذك عبدالخالق محجوب !

    واختتمت مقالك بقولك عن اصحاب المذكرة ان صناع الرأي التالف الذين لم يجدوا الشجاعة في انفسهم ليقولوا للعدل والمساواة : ما هكذا تورد الابل .... يا خليل .

    انكم تتمسكون بالحدث وتتعامون عما وراءه ومسبباته , وتنبذون الحق وتلوذون بالباطل , واطلب منك ان تجد الشجاعة لتقول للمشير البشير انك جئت بالحكم علي ظهر دبابة وفوهة بندقية , وانك خرقت الدستور وانقلبت علي الشرعية فذهبت الي القصر وذهب الدكتور الترابي الي السجن كما اعترف بذلك الدكتور حسن عبدالله الترابي !

    from sudanile June 2008
                  

06-10-2008, 04:21 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)



    أرجو أن تكون بخير يا دكتور عبد الله علي إبراهيم، وأجمل الأمنيات لك بالصحّة والسلام
    شكراً يا عزيزي على سُترتك وفنجرتك مع الكيزان والفاشية، ما قصَّرت معاهم تب، لكن هل تستطيع الفاشية أن تنستر معك أو مع أي أحد كان!؟ هل تعترف الفاشية بحقوق هذا الأحد سلمياً كي لا تضطره لأن يكون كبس جبة غصباً عنه وإن أبى!؟ لقد منحتني فرصة ذهبية بمقالتك هذي لبرهنة مواضيع كثيرة جاءتني مجتمعة في كلامك الحِنيّن هذا. كأنّ الله قد غيّض لإسراري ذلك ملاكاً يخدمه بك أنت شخصياً صاحب الكتابات الإشكالية والعائمة في آن، وبمن أسميته وزير الثقافة وهو في الحقيقة جوستابو الثقافة، وكذلك من وسمته بـ"الشاعر المرموق"، دون أن تسأل ولماذا هو مرموق؟ وفيم هو مرموق؟ ربما هو مرموق فعلاً في "وظيفته" كحانوتي بائس في مكان "سنسرة الفكرة والفن"، السنسرة هذه المفردة التي استللتُها من مقالتك، أنت استخدمتها ومع مين؟ مع التيجاني كبير السنسارين! دون أن تطرف لك ولو شعرة واحدة من جفن! كيف لا يكون التيجاني مرموقاً وهو على رأس جهاز الرقابة والسنسرة لكي يحاننه الكُتّاب إن شاؤوا وإن بغصبٍ من عشم استخراج التصديقات لأفكارهم وفنّهم. تصف هذا الحانوتي وسمسار الحنوط بالشاعر علناً وهو في الحقيقة مستلم الكتب في أوراق خضراء ومعيدها إلى أصحابها في أكفان. شكراً لك يا دكتور على هذه الفرصة التي أتحتها لي كما يقول الضيوف "الغرباء"، ويا للغرابة! يكونون في تلفزيون جمهورية السودان وتراهم يشكرون "غرباء" مثلهم أيضاً. يا رجل.. ها أنت لك من مواهب من يتيحون الفرص في تلفزيون "لا إله إلا الله" الكثير، ولا عدمناك. وشكراً أيضاً لإتاحتك لي الفرصة مع الرفيق قرامشي الذي تحدّث عن المثقفين وتلاوينهم، الحقّين منهم والسحالي، طويلاً وواضحاً، بحيث لا يخطئ رجل مثلك قراءته. ولكن يبدو أنك كنتَ في عجلة من هذا الرجل، لا أقصد استخدامك لهذا الرجل على وجه التحديد في مقالتك هذي، ولكني أقصد عجلةً بتُّ أرقبها فيك بالسنين الطوال وفي مقالات كثيرة ووفيرة لا عدَّ ولا حصر لها. أها يا دكتور الحساب بيني وبينك هنا توأم، بنيّة وولد. وسأعمد في إقامة الحُجّة عليك بناءً على مقالة النص القرآني (اقرأ كتابك، كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً). وإليك خطتي مع تعريف صغير عن موقفي من الكتابة في الصحافة السودانية، وخطتي أو –امتحاني- إن شئت، هو كما يأتي أدناه وأرجو أن ينستر معك الكيزان ويردّوا إليك الجميل ولو أبدلوك في هذا التحانن المُدَّ بنصيفه.

    التعريف الصغير: أنَّني حتى تاريخ اليوم لم أكتب في هذه الصحافة القائمة الآن بالخرطوم ولو سطراً واحداً. وهذا اختراعٌ منّي لحساسية تجاه "الأوضاع" أيضاً، كما هو تضامنٌ مع حياة الأفكار التي تُهدر يومياً كما تعرف ونعرف جميعاً. فلا رغبة لي في أن يتحكّم بدماغي حانوتي مثل التيجاني مرموقك دا. ولا أقبل أن يعيّنَ أيُّ وزيرٍ كان على ظهر الأرض غفيراً لورقتي كما يُعيّن –أمين حسن عمر وزيرك دا- الغفراء. ورقتي لا غفير لها سوى النُّعَاس، وقلمي لا جفير له سوى الحق.
    ولأجل هذه الفرصة التي أتحتها لي أقبل أن أرد عليك في (الرأي العام) إن كان الصديق العزيز ضياء الدين يقرأ حديثنا هذا ولا يمانع في ذلك، وأرجو أن يمدّني بإيميله. والهدف من الرد عليك على الصحافة ذو أزقّة، أُجْمِلُها في أن أبرهن لك أنَّ أمين حسن عمر هو بالفعل "منتحل" لوزير ثقافة وما هو بوزير. أنت بسخرية أقواس صامتة تتعجّب من نعتي له بالمنتحل، فبالله عليك ماذا تريدني أن أُسميه؟ "المنتخَب" "المختار"!؟ وهذا على سبيل المثال لا السخرية إن كان يصدّقني أحدكما أو كلاكما، أعني "أنت" و"التاريخ". ألا يدعو ثلاثتكم إلى الكلمة في وجه الكلمة، حبابكم ألف، سنتغاضى عن جوستابية المنتحل لدور وزير، والحانوتي حيث يجب أن يقوم أصيص الكتابة، وسأتغاضى عن خمجك المعرفي المتأخّر الذي هو بلا حدود، وسألطّف من حديثي حدّ الهدهدة كي لا أحرج وزيرك هذا أمام الشعوب السودانية التي "انتخبته" لهذا الدور، ولكي لا أثقب قنينة الحانوتي فتفوح رائحة الكتب الميتة من قفطانه الفاخر، ولكي لا أبدل نباهتك السابقة أنت شخصياً بأعاجيب لك عاصرناها وما زلنا نعاصرها! قصّرت معاكم؟ أها الكلمة و-اللطيفة- في وجه الكلمة والخَلِق تتفرّج! لنعرف ما كتبته أنا هنا من دعوة وما حدث في بيرمنجهام من سرقة الضحايا حتى شخيرهم تحت المُدى!
    هل يوافق من أسميته وزير الثقافة على نشر تثاقفي معك؟ وأخوه الشاعر المرموق؟ وأنت شخصياً الذي نعرفك جميعاً دون غمط لما قمت به من جهود في دعم ثقافتنا وإحيائها؟ وهل يوافق الصديق ضياء الدين دون أن يخشى الهبايب والأعاصير!؟
    إن كان هؤلاء الناس أهل كلمة وتثاقف فمرحباً به، وإن كانوا أبارتيدَ يضرب من خلف السياج فأطفال انتفاضة دارفور يفلعون بالذي هو نبق ودوم ولالوب، فهل يستوي وفلع الأنتينوف، الراجمة أربعة وعشرين ماسورة؟ وهل رمي حانوتي الكُتب من منصّة فارهة ببيرمنجهام، كان يقول من على سطحها إنّي أرى مرتزقة تسير، واصفاً إخوته في الوطن، وقبل أن يصل هو التراب تصبّه إثرها ممرضة متعهدةً له بالبنسلين والضمادات! هل يستوي ذلك بالرمي من الطابق الخامس والرابع الذي يصبّك إثره أمنجي ويتعهّدك بسيخة أو ساطور؟ {ما لكم كيف تحكمون}!؟ {ولكم في القصاص حياةٌ يا أولي الألباب، لعلكم تتقون}. أستدل بالنص الديني لأنّ لعبته لم تعد تنطلي على أحد و-خلالالاص زهجنا، القصاص ما مذكور في الكتاب!؟
    فإمّا أن يأخذوا ذلك الكتاب طُرَّاً ويلتزموا به دون أن يأخذوا منه "بعضاً" أو "أجزاء" ويرموا بالبعض الآخر حين لا يخدم، كما يتوعَّد النص ذاته: {الذين جعلوا القرآن عضين}، وإمّا أن يأخذوا خطابنا العلماني طُرَّاً. أمّا أن يأخذوا من خطابنا العلماني ما يطيل عُمُر هذا النظام فحسب، فلا وستين ألف لا.
    الذي يُريد الاحتجاج المدني القانوني، عليه أن يقيم الدولة المدنية القانونية، والذي "يركّها" كما يُقال عن زراعة الحيضان عندنا فعليه أن يحصدها مركوكة. أنا مفكّر ولن أستخدم يدي ذات يوم إلا دفاعاً عن النفس، ولكن إن كان للجبهة الإسلامية صعاليكها فلتعلم بأنّا أيضاً كمعارضة منّا الصعاليك ومنّا دون ذلك. والذي حدث ببيرمنغهام فعله أبناء السودان دون فرز إثني أو جهوي، ويتحمّلون مسؤوليته دون فرز إثني أو جهوي أيضاً، فخطاب الإثنية والجهويّة هذا ليدّخره النظام لخرطومه فهو بها أليق.
    أنتظر كلماتكم التي سأرد عليها بكلمات أيضاً، إن كانت الدعوة هي إلى استخدام الكلمة! وأيضاً لكي نكون بحجم وشَبَه بيرمنجهام من جميع النواحي ومن جوهرها لا غلافها. فبيرمنجهام ليست بمكان سياحي ولا جغرافي، وإنما هي أُسس وتقاليد لها مئات السنين. لم يبنها مهندس مدني ولا معماري من النوع الذي يستأجرونه من الصين ويتقاضى حقّه بترولاً، وإنما بنتها حركة التاريخ المُغَرْبِلة والحضارة الإنسانية العقلانية، ومن بنوها دفعوا أرواحهم مقابل أن يحيا الإنسان حُرَّا كريماً.
    الذي يترك جُثث أبناء الوطن مجندلة خلفه في رهاب أم درمان وممزّعة على طرقاتها وفي بيوت أشباحها وملوّحة من طوابق البنايات العالية وهي في طريقها للارتطام النهائي، لن نتركه يعمل لينا فيها "خواجة" هنا، لأنّه فقط اشترى من أموال البترول تذكرة درجة أولى ونزل بها هوتيلاً فريق أوّل "نجمة وصقر وسيفين". الداير بيرمنجهام محل السجّانة والديم المعشّشات في المخ يكرب صلبو، ويطهّر روحو..
    ما ياها البلاغة السياسية!؟ هسّع يا دكتور في ذمتك مقالتك دي كلّها فيها سطر واحد لمفكّر؟ ومعاك كمان قرامشي عدييييل كدي!!





    ----------------------------------------------

    عدم ذكرك لاسمي في المقال يا دكتور، أحسنتُ به وبك الظن وقرأت منه أنّك لا تُريد أن تغريهم بي محرّضاً، أو لكي لا تقع في تناقض التحريض أنت أيضاً، كما "ابتذلتني" بالتحريض وليس "اتهمتني"، وهذا أُبيّنه لك لاحقاً في ذات الصحيفة إن استوينا على اتفاق. لأنّ الذين على النت يعرفون حديثي ومعظمهم يعيشون ظروفي ويفهمون ما تم وما يجب أن يتم هنا وفق قوانين هنا، ولكن الأذى في ما روجته عنّي للقارئ السوداني على الأرض السودانية، بعيداً عن الانترنت، وإن أخفيت اسمي. فهل تظن بأنّ المؤذين الذي يعنيهم الأمر –فعلاً- لا يعرفون مقالتي!؟ أيضاً أستغرب، فهم يعرفون واتصلوا شاتمين ومهدّدين ولم أعد أقيم لوعيدهم المهرجل اعتباراً، ومنذ زمن بعيد. أنتظر مقالتك الثانية كما وعدتَ وأنتظر إجابة ضياء الدين، وأرجو أن تكتب اسمي فيها واضحاً وبالتشكيل إن أحببت، ولا تأخذك بي رأفة.. شكراً يا دكتور، فليست روحي أعز ممن يقتلون ويضطهدون الآن بالعاصمة التي جاءت لتحدّثنا متقنعة في وجه أمين حسن عمر عن (البناء الوطني) فتأمّل البعاعيت والمسوخ! كررتُها لك مرة ثانية حكاية البعاعيت هذه لأنّي وقفت لدى سخرك الصامت منها، وكأنّك لا تعرف أن أي شخص طاير ليه وهم عروبة في رأسه ينعت بـ"البعاتي" كسودنة لأحزاب (البعث) العربي وما أدراك ما عفلق، في بلاد اسمها السووودااان. والمسخ هو كل من يحاول مسخ هذا السودان وفق أهوائه ونزواته وتشوّهاته، ولا نامت عين البعاعيت، وعلى رأسهم المنتحل لدور وزير أمين حسن عمر.



    دعوة لفرتكة الأسبوع اللاثقافي الكيزاني ببريطانيا
                  

06-11-2008, 01:10 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)



    زفرات حرى

    الطيب مصطفي

    بين عبد الله علي إبراهيم ومنصور خالد



    نقطع ما بدأناه حول الظاهرة الفرعونية المسماة بمعمر القذافي لنتيح المجال للمقال المدهش الذي خطه (الحفار) بروف عبد الله علي إبراهيم وأعني بكلمة (الحفار) التي استعرتها من الأخ الأستاذ صديق محيسي ـ رد الله غربته ـ أن بروف عبد الله لا يجارى من حيث قدرته على الغوص في الوثائق و(نبش) الماضي البعيد لإقامة الحجة وتقديم الدليل ودعم المنطق الذي يسوق به أفكاره ورؤاه وهذه ميزة لا تتوافر كثيراً في المجتمع السوداني بما فيه مجتمع المثقفين والنخب.



    أعيد نشر هذا المقال منوهاً إلى أن الاستشهاد بالقصة التي رُويت في المقال عن محمود محمد طه لا تعنى بأي حال رأياً إيجابياً أو تقديراً أكنه للرجل الذي لا يختلف رأيي فيه عن القرار الذي أصدرته حوله المحكمة التي قضت بردته.



    أود أن أطمئن بروف عبد الله بأن الوثائق التي ذكرها في مقاله باتت معلومة لدينا وأظن أن بروف عبد الله يقصد بعبارته (وسيكون من الطريف بالطبع أن يستجوب نبيل رفيقاً شيوعياً متى استدعته الانتباهة ليشهد لها) أظنه يقصد الأستاذ محمد إبراهيم نقد الذي لا نعلم ما إذا كان سيستجيب للشهادة ويفضح د. منصور خالد الذي وشى به للاستخبارات الأمريكية عندما كان طالباً في كلية الخرطوم الجامعية أو سمها جامعة الخرطوم!!



    مقال بروف عبد الله علي ابراهيم



    يمثل الأستاذ نبيل أديب عبد الله المحامي الدكتور منصور خالد في قضية إشانة السمعة التي رفعها ضد جريدة الانتباهة. ومع أن للمحاماة أعرافها في خوض القضايا إحقاقاً للحق بغض النظر عن رأي المحامي في طبيعة المتهم أو التهمة إلا أنني استغربت شيئاً ما أن يكون نبيل طرفاً في القضية لسببين. أما السبب الأول فهو رأي نبيل (الذي هو أميز من يكتب هذه الأيام عن مادة إشانة السمعة وحرية التعبير) أن هذه التهمة من مثبطات النقاش الوطني ومبطلات دوران الرأي في الشأن العام، فلو وقع لي حديث نبيل أديب فهو على الحجة التي ترى في دعوى إشانة السمعة مصادرة للحق في انتقاد الحكام.



    وبدا لي من عرضه الجيد لهذه المادة أن قانوننا يكفل هذا الحق لأنه استثنى من الحماية كل مشتغل بالعمل العام. وبدا لي أن نبيلاً ميال لأعراف القانون الأمريكي حول القذف دون سواه لأنه لا يتطلب من شانئ المشتغل بالعمل العام أن يثبت صحة أقواله عنه. فلو طالبناه بمثل هذا الاثبات لعطلنا النقاش الحر لأن الوقائع كثيراً ما خفيت. وهكذا يرخص القانون الأمريكي للمعلقين على رجال الشأن العام ونسائه حق الخطأ في إيراد الوقائع طلباً لليقظة تجاه أدائهم ومساءلتهم باستقامة لا تهدأ أو تكل. فمن مستحبات الأمريكان أن تخطئ. طالما أخطأت. على الجانب الصحيح من المسألة. وليس هذا الترخيص دعوة للسفه بإطلاق القول على عواهنه بالطبع. فالصحف من جانبها تأخذ هذه الطلاقة القانونية بجدية ومهنية تفلفل فيها قصصها فلفلة فلا تخرج الواحدة منها للنشر إلا بعد تمحيص لا يترك شاردة ولا واردة.



    أما السبب الثاني فهو أن نبيلاً، مثل كل اليساريين من جيلي، ترعرع على ذائعة عمالة منصور للأمريكيين التي هى موضوع القضية موضوع الحديث. وصحيح القول أن الانتباهة لم تبتدع تهمة هذه العمالة وإنما اتبعت الشيوعيين فيها حذو النعل بالنعل. وهى عبارة تعلمناها من حبيبنا صلاح أحمد إبراهيم. ولم نسأل جيل منصور من رفاقنا الشيوعيين على ما قالوا عن منصور خالد برهاناً. وكان آخر شائنة لمنصور من الشيوعيين بهذه العمالة في كتابهم الذي قوموا فيه اتفاقية أديس أبابا ٢٧٩١م. ثم أسقطوا التهمة بالتقادم وبغير شرح حين أعادوا نشر الكتاب بالقاهرة في التسعينات. ووصفت هذا الاختلاس الثقافي في وقته بـ »خفة اليد الثورية«. ووجدت الأستاذ محمد إبراهيم نقد في كتاباته قبيل خروجه من المخبأ عاتباً على رفاقه الذين تطفلوا على نص الكتاب. وسيكون من الطريف بالطبع ان يستجوب نبيل رفيقاً شيوعياً متى استدعته الانتباهة ليشهد لها.



    لو عامل الناس منصوراً بالمثل لما خرج من محاكم إشانة السمعة لحظة واحدة فالقذف سليقة تجري على قلمه. وليس ذلك لأن منصوراً سيئ الطوية بل لأنه خريج مدرسة التفاصح العربي التي تطغى فيها محسنات اللغة وبديعها بصورة تصبح الوقائع نفسها عرضاً. فاللغة عند أهل هذه المدرسة ليست حالة من الوعي بل هى لتسويد صحائف »في متونهن جلاء الشك والريب«. فقد وصف منصور الدكتور خالد المبارك مدير معهد الموسيقى والمسرح في آخر السبعينات وأوائل الثمانينات، في كتابه »المخيلة العربية« بأنه من المرابطين في ثغور مايو يأكل تمرها عن آخره قبل أن ينقلب عليها ويرميها بالنوى. وأنه التحق بجوقة المايويين مديراً لمعهد الموسيقى والمسرح، وأنه صوّت لصالح دعوة الرئيس نميري في وجه اعتراض بعض الأساتذة وكانت عقوبة هؤلاء المعترضين الفصل بتهمة الشيوعية. عقاب مايويتك يا منصور! لقد كنت طرفاً في هذه القصة كعضو بمجلس المعهد الاكاديمي. وأشهد الله ما رأيت في حياتي، وقد بلغت هذا المبلغ من العمر، رواية لواقعة افترسها سوء النية وشح النفس كمثل رواية حادثة معهد الموسيقى والمسرح، وقد أخذها منصور بذبابتها عن الشيوعيين لم يحقق فيها بصورة مستقلة فيسأل المعاصرين لتتكافأ فصاحته ووقائعه.



    أما أدق من نظر في فلتان منصور عن الملاحقة القضائية بإشانة السمعة فهو المرحوم الأستاذ محمود محمد طه وتلاميذه. فقد وقف الاستاذ وحواريوه بمحكمة بورتسودان العام ٥٧٩١ متهمين بإشانة سمعة القضاة الشرعيين. فقد كان نظم الجمهوريون معرضاً لهم بالمدينة ووضعوا بخط كبير على ملصق عبارة للأستاذ عن هؤلاء القضاة بعد حكمهم عليه بالردة في ٨٦٩١م قال فيها إن قضاة الشرع (أذل من أن يؤتمنوا على الأحوال الشخصية. لأنها أخص وأدق القوانين لارتباطها بحياة الأزواج والزوجات والاطفال. وفي كلمة واحدة ـ العرض.) وزادوا بكلمة أخرى من الاستاذ »متى عرف القضاة الشرعيون رجولة الرجال وعزة الأحرار وصمود أصحاب الأفكار«.



    ولما انعقدت المحكمة قرأ السيد أحمد سليمان المحامي (الجمهوري) للشاكي ما كتبه منصور عن القضاة الشرعيين في كتابه »حوار مع الصفوة« (٤٧٩١ وجاء فيه: »نريد وقد خرجتم من سلطانكم المشروع كقضاة أنكحة وميراث. نريد أن نسمع حكم الاسلام في الإمام الكاذب والوالي الظالم والوزير السفيه. نريد حكمه في السفاه السياسي الذي نعيشه اليوم وهو سفاه شيوخ ولا حلم بعده. شيوخ يرتدي بعضهم قفطاناً مثلكم ويتمنطق بحزام مثلكم ويضع على رأسه عمامة كشأنكم.« وسأل المحامي الشاكي إن لم يكن كلام منصور هذا إساءة للقضاة الشرعيين. فرد الشاكي سلباً معتذراً لمنصور بأنه من أصحاب الطموح السياسي يكتب ويسخر لا غير.« فتدخل السيد بدر الدين السيمت المحامي قائلاً: السيمت: يا مولانا سفاه الشيوخ الذي لا حلم بعده، شيوخ يرتدي بعضهم قفطاناً مثلكم، هل هو إساءة أم غير إساءة؟



    الشاكي: لفظ ما مهذب.



    ثم استجوب الأستاذ محمود الشاكي بنفسه لفترة طويلة. وأنكر الشاكي أن مقالة منصور مما يشين القضاة. ثم عاد السيمت فسأل الشاكي إن كان قد علم أن منصوراً قد هاجم محكمة الردة التي قضت بردة الأستاذ في ٨٦٩١. ثم عرض عليه نصاً آخر من منصور يقول: »من بين رجال الدين هؤلاء طائفة قضاة الشرع. ما كنت أود أن اتناولها بالحديث لو اقتصرت على أداء واجبها كموظفين يتقاضون رواتبهم من مال دولتهم الذي تجبيه من ريع بيع الخمور«.



    أما المعاملة التفضيلية لمنصور لأنه يقذف ولا معقب على قذفه فقد جاءت في لحظة دقيقة في دراما المحكمة. فقد وقف سكرتير الثقافة بنادي الخريجين ببورتسودان، الذي انعقد فيه معرض الجمهوريين، شاهداً للاتهام، فسأله السيمت:



    السيمت: هل سمعت بالدكتور منصور خالد؟



    الشاهد: شغال شنو؟



    السيمت: أنت أستاذ في التربية والتعليم والسكرتير الثقافي لنادي الخريجين ولا تعرف الدكتور منصور؟



    الشاهد: مش الوزير؟



    السيمت: هل تعلم أن الدكتور منصور خالد هاجم القضاة الشرعيين؟



    الشاهد: لا أذكر.



    السيمت: طيب أذكرك. ده كتاب (حوار مع الصفوة) للدكتور منصور خالد (يقرأ عليه نصاً منه). هل الكلام دا فيهو إساءة للقضاة الشرعيين؟



    الشاهد: فيهو إساءة.



    السيمت: هل تعرف الأسباب البيها القضاة الشرعيين اشتكونا نحن وما اشتكوا منصور خالد؟



    الشاهد: لا أعرف.



    السيمت: هل تفتكر لأنو منصور خالد وزير ونحن ضعيفين.



    الشاهد: جايز أكون عندهم ضدو قصة.



    وقصة قصة قصة ولسه لسه لسه: إن عقلي موزع بين أمرين فنصفه العاقل يؤمل أن يتصالح منصور والانتباهة على حد أفكار نبيل، رفيق الصبا اليساري، الرصينة عن فساد فكرة إشانة السمعة بالنسبة للمشتغل بالشأن العام، وأن يصحب ذلك تحريض على الصحف أن ترتفع بمهنيتها لكي لا تبتذل هذه الرخصة حتى بلغت الشكاوى منها »٠٥١« شكوى في بحر العام المنصرم. ونصف عقلي المجنون يريد للمحكمة أن تنعقد ليرى عامة الناس صفوتهم لا كما يريدون لأنفسهم أن يراهم الفراجة من غمار الناس كل في صغائره زعيم. أو كما قال حبيبنا محمد المهدي المجذوب.


    http://alintibaha.sd/index.php?option=com_content&task=...gory&id=8&Itemid=154
                  

06-19-2008, 01:22 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عبدالله على ابراهيم: " لمن عسى يحتاجون لتوضيح" (Re: عبدالله عثمان)


    رزنامة الأسبوع
    أنَا .. عَبْدُ المَأمُورْ!
    كمال الجزولي

    ما كان أغنى صديقي عبد الله على ابراهيم عن تجهُّم النفر من المثقفين الذين دفعهم حِسَّهم بالديموقراطيَّة وحقوق الانسان وحكم القسط إلى الابتدار بموقف حسبوه أضعف الإيمان في حماية الغبش من الأبرياء الدارفوريين من ألا تأخذهم أجهزة الأمن بالشبهات على خلفيَّة مغامرة العاشر من مايو العسكريَّة. وما كان أحرى به ألا يتعجَّل دمغ مذكرتهم في هذا المعنى بالقصور، كونها، حسب رأيه، لم تقم بواجبها في توجيه اللوم، بالمقابل، إلى (حركة العدل والمساواة)، واستنتاج أن المذكرة، ولا بُدَّ، بعضُ صنيع جماعات "اليسار الجزافي" مِمَّن "لا يأخذون قيادتهم للرأي بضمير ومثابرة"، ومَن "يتمسَّحون بقوى الهامش وعقيدة حرب التحرير والانتفاضة المحميَّة" .. الخ (الرأي العام، 31 مايو ـ 4 يونيو 08).

    ما كان أغنى صديقي عن أن يعجِّل بذينك التجهُّم والدمغ الحثيثين، وما كان أحرى به أن يتريَّث شيئاً ليدرك دافع (مقال) تلك المذكرة في (مقام) راجت فيه أرتال الإدانات، من الداخل والخارج، تحصب، من كلِّ حدب وصوب، تلك المغامرة الحربيَّة التي أفشت الرَّوع في نفوس سكان العاصمة، دون أن يحفل أحد، وسط مناخ الذعر العام هذا، بمصائر الآلاف من باعة الماء، والسُّكسُك، والزراير، والمساويك، والخردوات، والاسكراتشات، والملابس المستعملة، وماسحي الأحذية، وغاسلي العربات، وحرَّاس البوَّابات، وعمال المصانع، والبستانيين، والبنَّائين، والسبَّاكين، والكهربجيَّة، والمراسلات، والكماسرة، والمكوجيَّة، وخلافهم، مِمَّن فرُّوا بجلودهم من أتون الحريق المشتعل في إقليمهم، ورضوا من حُلم (العدل) و(المساواة) بقسمة النجاة يلتمسونها في قلب واقع خرطومي بئيس، حظهم فيه شظف العيش على التخوم والأطراف، ونصيبهم منه خشونة الحياة في حواف الأحزمة (السوداء)، يروحون، مع البياح، خماصاً، إلى وسط البلد، يأخذون فيه الدنيا غِلابا، ويغدون منه، أواخر النهارات، خماصاً أيضاً .. ويا مولانا كما خلقتنا!

    مع ذلك فإن الهمَّ الذي رضوا به لم يرض بهم! فها هم يلفون أنفسهم، بغتة، مرغمين على التراكض، فزعاً، كأفراخ النعام، في الأسواق والشوارع والأزقة الجانبيَّة، مطاردين من جفاء الأعين المستعلية المستريبة، ومصاريع الأبواب العالية الموصدة، ودويِّ اللعنات تتفجَّر خلف ظهورهم من الراديو والتلفاز .. (مرتزقة)! نعم (مرتزقة!) مطلوبين، أحياءً أو أمواتاً، لأجهزة من كلِّ شاكلة ولون، تتعقبهم بكمَّاشاتها العملاقة في كلِّ زاوية، وتلاحقهم بفكوكها الهائلة من منعطف إلى منعطف، وقد وصفها عبد الله نفسه بأنها "لا تملك ناصية الموقف تماماً، ومعفاة من التقيُّد بنصوص القانون، لأن الناس المروَّعين لن يحاسبوها" (الرأي العام، 4/6/08)، فأين، تراه، أين المفر؟!

    كان ذلك، على وجه التحديد، لا (الشجب) أو (الإدانة)، هو ما استشعر أهل المذكرة أن صمتهم إزاءه يخزي وجودهم، حيث لـ (الشجب) و(الإدانة) مليون أبٍ على قفا من يشيل، بينما هؤلاء المساكين الأبرياء لا بواكي لهم، فلا أقل من مذكرة تقرع، في شأنهم، ناقوس سيادة حكم القانون وحقوق الإنسان، وتجهر، كأولويَّة، بالتحذير من مغبَّة أخذهم بالشبهات، بلكنة اللسان، بلون الإهاب، بشكل الأنف، والشعر، والشفتين! فهل، حقاً، يرى صديقي القديم عبد الله، وقد تشاركنا الحدب على هذه المعاني والقيم عمراً بأكمله، أنَّ تركيز الجهد على الصدع بهذا التحذير أضحى الفعل المؤثم الذي يستحق كلَّ هذه (العلقة الساخنة)؟!

    ثمَّ ليأذن لي الصديق الحبيب أن ألاحظ أنه، عندما زلزل الاستعلاء المرذول، والمستشري وسط مستعربي السودان، زلزاله، وأخرج، فى عقابيل حركة 2 يوليو 1976م، أثقاله، ابتداءً من (وصم) عناصر الحركة بـ (المرتزقة) المفتقرين لـ (الانتماء) إلى السودان، حسب صورة (السوداني) في الخطاب السياسي والاعلامي (المايوي)، وانتهاءً بجمع (الأدلة) المتوهَّمة على ذلك من (لكنة) ألسنة المقبوض عليهم آنذاك، إنكبَّ انكباباً مجيداً على ورقة جيِّدة ضمَّنها، لاحقاً، كتابه القيِّم (الماركسيَّة ومسألة اللغة في السودان)، فضح من خلالها، فضحاً سديداً، كيف أن الاستعلاء بـ (اللغة) استخدم معياراً للتفريق بين (المواطن) و(الأجنبي)، إمعاناً في الزراية بمن لا يحسنون نطق (العربيَّة) من المساكنين في الوطن، وخلص إلى أن تعريف (السوداني) قد ".. ضاق ، عند (ود العرب) .. ليصبح هو .. ذلك الجزء من الكلِّ (الدولة) الذي يتكلم (العربيَّة)، لا غيرها، وساهمت السلطة .. وإعلامها .. بالقسط الرئيس في استثارة تلك الشوفينيَّة العاميَّة وإلهابها .. (حيث) أشهرت بيِّنة (اللغة) فوق الرءوس .. وتضرَّر مواطنون سيقوا إلى معسكرات الاعتقال التي أطلقت فيها السلطة كلَّ سعار غوغائيَّتها ونزعتها الانتقاميَّة .. وبقي .. آخرون يتمنون ألا يخونهم لسانهم أو يدل عليهم!" (الماركسيَّة ..، ص 72 ـ 76).

    هكذا جعل عبد الله مبلغ همِّه، في تلك الواقعة، وكان مُحِقاً تماماً، تعرية أيديولوجيا الاستعلاء وميكانيزمات عملها، حدباً على الأبرياء المساكين لئلا تأخذهم بالشبهات "أجهزة لا تملك ناصية الموقف، ومعفاة من التقيُّد بالقانون"! لكن الأهمَّ أن عمله المجيد ذاك، سواءً في أصل الورقة أم في صيغة الكتاب لاحقاً، صَرَفه، والحقُّ معه، عن الانشغال بالخوض في مخاضات الإدانة لـ (غزوة الثاني من يوليو) تلك، والتي وجدت، أصلاً، من الخائضين ما كفوها وزيادة، دون أن يتهمه أحد بأنه "يساري جزافي"، أو أنه مِمَّن "لا يأخذون قيادتهم للرأي بضمير ومثابرة"، أو مِمَّن "يتمسَّحون بقوى الهامش وعقيدة حرب التحرير والانتفاضة المحميَّة" .. الخ! فبأيِّ حقٍّ أو منطق ينقلب، الآن، يؤاخذ صائغي مذكرة الحماية للأبرياء المساكين في ملابسات (غزوة العاشر من مايو) هذه، كونهم لم يخوضوا في مخاضات (إدانتها)، وانشغلوا، فحسب، بذات التحذير الذي لديه فيه، هو نفسه، كما قد رأينا، سابقة وباع، من ميكانيزمات عمل أيديولوجيا الاستعلاء في أخذ الناس بشبهات اللون والشعر والشفاه والأنوف ولكنات الألسن؟!

    أجراس الحرية - يونيو 2008 - سودانايل 18 يونيو 2008
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de