إن جل النجاحات التي يتصورها البعض بأنه حققها في هذا العالم السايبري ، نجدها تلوح له بأنه اقرب إلى الحل مما يتصور .قد تكون محاولة البعض لخلق خريطة جديدة قد فشلت ، ولكنها استمتعت بلحظات كانت تتصور أنها قد نجحت !!!.. فليس من السهل أن نقرا عدة رؤى من غير أن نكتشف إننا كم نجحنا وبنفس القدر كم لا . إن أعمال زولا ويلر وتشخيوف [الذي كان ويا للغرابة متفائلا علميا]، إن كثير من الذين يكتبون يقومون بمحاولات نصف شجاعة لا ننكرها ليستكملوا لأنفسهم خريطة الكون الجديد ، قد يحاولون أو قد لا يحاولون خلق (نظام) متوافق ، ولكن نستطيع دائما أن نرى من مجرد عبارة واحدة أو صورة أو رمز ، نوع (الخريطة) التي يتصورها كل منهم في ذهنه. هنا يتساءل المرء سؤالا واحدا : إذا كانت رؤيا مثل هؤلاء صحيحة فأي نوع من الكون تفترض هذه الرؤيا؟ . وباختصار فان الكاتب الجاد ، مهما كانت موهبته ضعيفة ، يجب أن يعد دائما مخططا لمعنى ما يشتمل على (المنطقة المجهولة) قبل أن يبدأ الخلق براحة ودعة. والمؤلفون المتخيلون هم بصورة عامة كلما حاولوا أن يكونوا واسعي العمومية أصبحوا قليلي الدقة في التفاصيل ، ويكون انعدام الدقة هذا في بعض الأحيان غير متوافق بحيث يوصف بقصر النظر . وهذه الرؤيا هي بحث في انعدام دقة الخيال ، لان انعدام دقة التخيلات المختلفة تميل عند مقارنتها ببعضها إلى إلغاء نفسها فلا يبقى بعد ذلك إلا تفهم للقوانين العامة للتخيل !!!.ويكون انعدام الدقة هؤلاء في كثيرالأحيان من الشدة بحيث يمكن وصفه بالمرض ، غير أن (الخيال المريض) هو نقطة انطلاق وحسب ، وهذا النمط من الرؤى في اعتقادي هو ما اسماه أفلاطون (الواقع) ، في محاولة لتنصنيف اللاواقع ، من اجل تعريف مفهوم الواقع !!!. هذا ما يدلف بي نوعا ما إلى فكرة كولن ولسون في رؤيته في مسالة (الرفض والقبول) حيث يقول (على كل حال فيبدو أن اعتبار محاولات خلق (أنظمة) وتشيد عوالم منفصلة ظواهر رومانتيكية أمر يحتمل النقاش . فذلك يفترض أن المحاولات هي نتائج ميل إلى رفض (الواقع ) بدون اى مبرر سوى الوصول في النهاية إلى عملية الرفض وبدون امتلاك ابسط أدوات القبول والرفض )؛ هو ما أستطيع أن أفسره بان من الطبيعي أن يتمسك كل كائن بثقافته (بغض النظر عن ماهيتها )! .
إحترام الذات (الوعي والفعل): نواصل لاحقاً... ماشين في السكة نمد....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة