وداعا محى الدين فارس الفارس الذى ترجل عن صهوة فرس الشعر فحزننا عليك لن تسعفه الدموع والكلمات !

Quote: * عبد المنعم ابوادريس الشاعر السوداني محيي الدين فارس احد الذين وضعوا اقدامهم راكزة في ساحة الشعر العربي منذ ان كان طالبا في دار العلوم بالقاهرة وزامل كثيراً من الاسماء هناك . ومحي الدين فارس صوت شعري اعلن عن نفسه منذ ان كان طالبا في الثانوي بالاسكندرية عندما هاجرت اسرته الى هناك من موطنها في اقصى شمال السودان . الجائزة وضعت الأدب السوداني في مكانه الصحيح! عندما بدأت الاتجاهات الجديدة في القصيدة العربية من حيث الشكل والمضمون وعندما انطلقت دعوات الواقعية الاشتراكية في الادب العربي كان محي الدين فارس احد فرسان الحلبة وفي لحظة انتقال القصيدة العربية من العمود الى شعر التفعيلة كان محي الدين فارس من اول المجددين وفي ظل هذا التجديد كان فارس حارسا للعربية في جزالة المفردات وصحيح اللغة . وعاد فارس الى السودان ليعمل معلما في المدارس الثانوية ويواصل مسيرته ينتج شعرا ينسجم مع قضايا امته وظلت قصائده تتلقفها كبريات المجلات العربية ورغم هذا الحضور الدائم لمحي الدين فارس الا ان الشعر السوداني كان حضوره على استحياء في المحافل العربية والبعض يعزي هذا الى زهد سوداني او الى عدم اعتناء عربي ويزحف المرض على جسد الشاعر وتبتر اعضاؤه ولكن حرارة القصيدة هي ذاتها وفارس من داره المتواضعة يعالج آلام الجسد واوجاع القصيد . والآن عاد اسم فارس يدوي في الآفاق تتناقله وكالات الانباء ومحطات الاذاعات والتلفزة : شاعر سوداني اختارته جائزة البابطين للابداع الشعري لجائزته التي تقدمها لاحد الشعراء العرب من واقع دراسة لاعماله بواسطة لجنة تضم مختصين من كل بلاد العالم العربي ومؤسسة البابطين تقدم الجائزة كل عامين عبر مهرجان تعقده في واحدة من العواصم والعاصمة التي وافت فارس هذه المرة هي ارض الاندلس فالجائزة ستقدم لشاعرنا هناك في ارض يشهد له ديوان الشعر العربي اضافة وبصمة . والجائزة بغض النظر عن قيمتها المادية التي ستعين الشاعر على نوائب الدهر الا انها تأتي اعترافا لنا نحن السمر الذين يكتب شعراؤنا بالعربية بأن هنا صوت يختلف عن الاصوات الاخرى ويضيف لفسيفساء اللوحة العربية لون ونمنمة مختلفة . كما انها تهزم المرض الذي يحاول جاهدا ان يحبس فارس في داره وما درى ان الصوت يسافر في عوالم تتخطى كل الحواجز . كما ان الجائزة من مؤسسة اوقفها صاحبها لخدمة الشعر العربي منذ العام 1996م أوان صدور اولى اعمالها معجم الشعراء العرب المعاصرين ثم اتبعته بجائزتها التي تقدم للديوان الشعري والقصيدة الشعرية والابداع الشعري في اجماله ورغم هذه السنوات القصيرة الا ان المؤسسة اصبحت رمزا من رموز المؤسسات التي تهتم بالشعر لان اعمالها لا تقوم على الاحتفاء فقط والذي تخصصه كل عامين لرمز شعري عربي تقيم ملتقى فكرياً ونقدياً حول آثاره كما ان الشعراء العرب يتنادون لهذه الملتقيات لقراءة اشعارهم ، وفي وسط هذا المهرجان يتم تكريم الذين تخيرتهم المؤسسة بجوائزها للابداع الشعري وفي هذا الجو يكون الاهتمام النقدي والاعلامي باعمال الذين جاء اختيارهم لجوائز المؤسسة وهذه فرصة ليست لفارس ولكنها للشعر السوداني ليلتفت له من قبل مؤسسات النشر ومراكز الدراسات فمحي الدين فارس مثلما ظل طوال سنوات يصر على النشر في الدوريات العربية حتى يذكرها بالصوت السوداني هاهو يضعنا على قمة اهتمام العالم العربي ولم يتوقف الامر عند هذا الحد ففارس وضعنا على سلم الاهتمام العالمي لان الجائزة ستقدم في اوربا في بلاد الشعر اسبانيا وهي البلد الذي يحتفي بالشعر فكيف لا ومنها لوركا العظيم وفيها بقية من ابن زيدون وابن رشد ومن هنا تعبر لاوربا مركز الاشعاع الثقافي للعالم . كما ان الانباء قد حملت ان اشعار محي الدين فارس سيتم ترجمتها للاسبانية وهنا ينفتح الباب واسعا امام الادب السوداني ليدخل الى عوالم كل الذين يتحدثون الاسبانية وهذه امريكا الجنوبية . ولننظر ونتأمل هذا الشاعر كم هي واسعة الآفاق التي فتحها لنا لنلجها دون ضوضاء الا من الجوقة الموسيقية التي تعمل في اشعاره .. وفوق هذا بلا لجان عاطلة الا من اضاعة الوقت فيا هؤلاء هذا الشاعر امة ، لقد ظللنا نحن طوال هذه السنوات لا نتذكره الا لماما اما هو فكان يبني لنا مجدا من دوحه وعقله وفكره عبر قصائد تترى الواحدة بعد الاخرى . والى كل الذين يكثرون الصياح حول الخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005م هاهو محيي الدين فارس من بين جدران بيته يعطيكم البوصلة بأن اخرجوا الابداع السوداني وانشروه وترجموه الى لغات العالم وتأملوا النتيجة وفي الخاطر نموذج واضح هو الطيب صالح والذي ما ان يعرف اى شخص في بلاد الدنيا انك من السودان حتى يصيح من بلاد الطيب صالح فموسم الهجرة الى الشمال وحدها ترجمت الى خمسة وعشرين لغة اما عرس الزين فقد ترجمت إلى خمس عشرة لغة . الآن يفرح تلاميذ محيي الدين فارس الذين علمهم العربية في المدارس السودانية وتفرح ديار اهله في اقصى الشمال والحارة السادسة في الثورة حيث بيت الشاعر ويسعد توأم روحه الفيتوري والذي ما ان يرد اسم محي الدين فارس حتى يقول هذا شاعر عظيم ورفيقه الآخر مصطفى سند والذي قطعا ستخرج منه دموع الفرح وهو يغالب غربته وتنداح دائرة الفرح لكل شعراء السودان الاموات والاحياء من لدن شعراء ممالك السودان القديمة في كرمة ونبتة وحتى آخر من يحاول ان يعالج القصيد في بلادنا . وعندما يحين وقت سفر الشاعر لاستلام الجائزة بالله عليكم تخيروا الذين يمكن ان يديروا الحوارات حول الشعر السوداني في الردهات ليعرفوا به ولا تلتفتوا لهواة الاسفار ومحبي ركوب الطائرة فالشاعر قد منحكم فرصة يندر ان يجود الزمان بها ولك الشكر محيي الدين فارس .

Quote: محي الدين فارس بلادي لأول مرة ........ أحسّ بأني حرٌ ... وأن بلادي حُره وأن القيود التي عذبتني وأدمت يديا ألقت سلاسلها الصدئات لدى قدميا وأن بلاد الكنوز .... بلاد الكنوز الغنية بلادي ستفتح أبوابها للضياء لتغرس قطره فتحصد أجيالنا ألف قطرة إذا الفجر مدّ الجناحا وألقى على الشاطئين الوشاحا فحتى الأجنّة سمعت أغاريدها في الدجنّه تظلّ إلى غدها مطمئنه وحتى أنين سواقي تلك التي عذبت مسمعيا أضحى غناءً .. غناءٌ يصافحني في العشيّه وحتى كهول القرى المقعدون تندّت عيونهم بالأغاني الشجيه بلادى أنا .. يا بلاد الكنوز الغنية تفتحت مثل انطلاق العبير تحدّر من شفةٍ برعميه كلؤلؤةٍ ساحلية كأجنحة الطيب رفّت مع النسمات الندية لأول مرة أحس بأني حرٌّ ..وأن بلادي حُره وأن سمائي حرّه فلا طير فيها غريب يناوئ نجمي ولا طيف غيم وأن الطريق الذي رصفناه يوما جماجم سنغسله بالعبير ونفرشه بالبراعم وشدو الحمائم اذا الفجر مدّ الجناحا بلادي أنا .. يا بلاد الكنوز الغنية تمد يدا‍َ من قلب النجوم ..بيضاء مثل صفاء الطويّه إلى كلّ شعبٍ مضى صاعداً إلى النبع بين الجبال العتيّه فأغرودة من بلاد الجنوب تعانق أغرودة آسيويه فتحنا النوافذ يا فجرُ فانثر ضفائرك البيض والسوسنية وبعثر على عتبات الطريق أغاريدك الحلوة الشاعرية *** محي الدين فارس

Quote: الدين فارس (1936 - ) * ولد في أرقو وتعلم في الاسكندرية والقاهرة. * عمل معلماً بالعديد من مدارس السودان حتى تقاعد في المعاش. * صدرت له عدة دواوين منها: 1. الطين والأظافر 2. ونقوش على وجه المفأزة 3. وصهيل النهر

Quote: العطبراوي ومحي الدين فارس بدون كواريك عبد المحمود الكرنكي قام محمد بشّر..هزَّ فوق تِيجانن.. سلّ سيفه وكشّر..نحن ما بنتنبَّر..نحن اسياد عروضِن..ونحن يوم المحشر...تمَّ دوره ادور..عمَّ نوره شال..فات الحِلَّة نوّ َر زي بدر السماء.مناسبة تلك الأغنية ،التي كتبها الشاعر خليل فرح ،هي زواج صديقه محمد عثمان منصور، شقيق الشاعر حسين عثمان منصور. كتب محمد بشير عتيق في زواج صديقه عربي البارودي..قضينا ليلة ساهرة..تضمنت محاسن..من كل روضة عينة..ومن كل عينة زهرة.. لكلِّ قصيدة مناسبة. لذلك عندما زرت الشاعر محي الدين فارس في منزله ،كان لابد أن أسأله عن قصيدة (لن أحيد.. أنا لست رعديداً يكبِّل خطوه ثِقلُ الحديد..وهناك آلاف الضحايا الكادحون.. العائدون مع الظلام من المصانع والحقول.. ملأوا الطريق وعيونهم مقروحة الأغوار ذابلة البريق.. قال محي الدين فارس: كتبت هذه القصيدة في وقت قصير، ولم تأخذ مني زمناً. كتبتها عام 1952م في مقهى (وادي الملوك) في القاهرة ,ونشرتها في صحيفة المصري.ولم أكن أعرف حينها الفنان حسن خليفة العطبراوي. قرأ الفنان العطبراوي نَصّ القصيدة في صحيفة المصري ،وقام بتلحينها وأدائها. وعندما رجعت إلى السودان, عملت معلِّماً في مدرسة بربر الثانوية. وكان من عادتي أن انتقى بنفسي مشترواتي من السوق، فكنت أذهب كل أسبوع إلى عطبرة للتسُّوق. وذات مرة كنت أمام محل عمل الفنان حسن خليفة العطبراوي ،فناداني أحد الأصدقاء من البعد: يامحي الدين فارس ،فانتبه حسن خليفة، الذي كنت أمام محله وسألني بالله إنت محي الدين فارس؟)، ومنذئذٍ توثقت الصلة الحميمة بين الشاعر والفنان. أيضاً في تلك الجلسة ،ذكر الشاعر محي الدين فارس أن الشاعر محمد الفيتوري أخوه من الرضاعة. وفي إشارة إلى فقر المبدعين من الشعراء والمتصوفة والفلاسفة ،يقول الفيتوري في (ياقوت العرش) ...دنيا لا يملكها من يملكها...أغنى أهليها سادتُها الفقراء..العاقل من يأخذ منها ما تعطيه على استحياء ... والغافل من ظن الأشياء هي الأشياء.هكذا التقى محي الدين فارس بالعطبراوي. فكيف التقى أحمد مرجان بأحمد محمد صالح في السلام الجمهوري، و وردي بمرسي صالح سراج في يقظة شعب، و الكابلي بتاج السر الحسن في تحية آسيا وأفريقيا؟والشريف زين العابدين الهندي في أوبريت سودانية ؟كيف التقى العطبراوي بمحمد عثمان عبد الرحيم شاعر (أنا سوداني ؟ )وما هي قصة نشيد (لا لن يكون ... لن يفلح المستعمرون.) حاشية: في أدب الطيب صالح (دايرين بكاء بدون كواريك وولادة بدون كواريك)...التعبير عن السياسة و المجتمع ليس بحاجة إلى كواريك...الكواريك موضوع منفصل خالص

Quote: تحدث بعد ذلك الشاعر الكبير محي الدين فارس الذي شرف المعرض مفتتحا له بوصفه كان استاذا للدكتور العربي في مدرسة بربر الثانوية والذي اشار الي ان علاقته بنلميذه العربي لم تنقطع رغم كل هذه السنين واضاف الي ان عبد المنعم العربي كان تلميذا متفوقا بين اقرانه وبشر بنبوغه منذ وقت مبكر.... وانا كرجل اقعدني المرض ويحوطني الضعف تنتابني القوة احيانا كثيرة عندما اري او اسمع ان احدا من تلاميذي قد تبوأ مكانا ساميا في اي مجال من المجالات وفي ذلك شرف كبيرا لي واتصور ان العلاقة بين الفنون علاقة قريبة الاواصر متينة الامشاج يمتح الفن التشكيلي من الشعر والعكس يأخذ الشعر من الفنون البصرية لتتكامل العملية الابداعية فحينما تقراء الفصيدة تجد فيها التشكيل والصورة ومجموعة من الافكار التي اراد ان يعبر عنها الشاعر وبنفس المستوي عندما تتأمل اللوحة التشكيلية وتقراء رموزها ودلالاتها فأنت تري فيها مااراد ان يعبر عنه الشاعر ولكن بلغة اخري والابن الدكتور عبد المنعم من الواضح انه هضم كل ذلك في تجربته واهل الدراية بالرسم هم ادري علي ان يقولوا ذلك اكثر مني وان سبق انقلت انني شاعر ضعيف بدنيا ولكنني شاعر قي روحيا وقد عمتني تجربتي مع المرض انه ليس هناك يأس مع الحياة وكنت كثيرا ما تنتابني حالات من الضعف والمرض الا ان الله كثير ما يلهمني اشارة ما تخبرني بأن الله لا ينسي عبده مهم كان خير دليل علي ذلك انني نلت جائزة البابطين ولم اكن اتوقع ان هناك احدا يتذكر محي الدين فارس عموما انا ممتن لكم جميعا وممتن لكل تلاميذي الذين رفعوا راسي في شتي المحافل واشكر كثيرا الابن الدكتور عبدالمنعم العربي الذي شرفني بأفتتاح هذا المعرض

Quote: ليالى المنفى لمحى الدين فارس كنا نحدق في فراغات الزمان وتأكل الصحراء أوجهنا وتذرونا الرمال.. على الرمال نجري.. ونقتحم اللظى. ونموت في المنفى .. تبعثرنا الجبال.. على الجبال تتقيأ الدنيا أَظِلّتَنا.. فنركض في مناكبها.. هياكل.. ترتقي جبل الهموم.. بلا ظلال ونخيلنا ما لقَّحته الريح. ما ألقت جدائله على كتف الجزيره والنهر مسلول الجوانح. ما به شبق.. ولا زبد فقد نسيت أواذيه ترانيم (الدميره) تخبو مصابيح الخيام تموت ثرثرة النهيرات الصغيره قابيل ثانيةً يحاول قتل هابيل فتنتفض القبيلة والعشيره والنمل يخرج من مغارات الجبال مهاجراً يعلو.. ويهبط في النتوءات الخطيره وحدي.. أصد الليل يُفلت من يدي, ويطل منه الوحش تزحمني, الأعاصير. المغيره قابيل ما هشَّت لك الأبوابُ ما ضحكت لمقدمك المماشي والممراتُ المضيئه بيني.. وبينك عالم الظلمات سبعة أبحر سود ودورات الفصولْ هدأت طبول الغاب لكنْ في دمي صخب الطبولْ غاصت عيوني في مغارات الضباب تغربل الدنيا وترصد في البعيد مصادم الأشياء.. عند مخاضها.. ومغارب الأضواء في ثبج الأصيل قابيل ثانية يحاول قتل هابيلٍ.. وقد غنى له الشعراء في عرس الضحايا أشعل حرائقك اللعينةَ فالرياح تمد ألسُنها تسافر باللظى المجنون تلتهم الضحايا صدئت هنا الكلمات.. زَيْفٌ أيها الشعراء أضرحةُ العبارات الخُواء السيل جاء الموت جاء هدرت مواويل البحار الهُوج تقتلع النبات الرخو.. تلتهم الغثاء يا أيها الموتى زجاج الموت أعينكم ترى شبح الفناء فتحتفي بالقادمين على توابيت الدماء

Quote: إتحاد الكتاب السودانيين ينعي الشاعر محي الدين فارس ينعي إتحاد الكتاب السودانيين الشاعر الكبير والكاتب والمعلم محي الدين فارس الذي غادر دنيانا ظهر الخميس الموافق 15 مايو 2008م، بعد طول صراع مع المرض لم تلن خلاله عزيمة الراحل في دأبه المعهود على الكتابة الشعرية والنقدية، ولم تثبط من رهف حساسيته الأدبية الفائقة، ومحي الدين فارس من مواليد أرقو بالولاية الشمالية 1936م درس مراحله التعليمية في الاسكندرية والقاهرة. تخرج في كلية دار العلوم أستاذاً للغة العربية، وعمل محاضراً بكلية بخت الرضا, ومفتشاً في التعليم بالعديد من مدارس السودان حتى تقاعد بالمعاش، كما عمل في القاهرة في مجلة العالم العربي. صدرت له مجموعة من الدوواين منها الطين والأظافر، نقوش على وجه المفازة، صهيل النهر، السيف المكسور، والفقيد من رواد حركة الحداثة في الشعر العربي، الذين حرروا الشعر من أسر الكلاسيكية شكلاً ومضموناً، ويعد أحد أبرز شعراء التفعيلة الذين ساهموا بسلاح الكلمة إبان حركات التحرر الوطني، هو ورفاقه جيلي عبد الرحمن وتاج السر الحسن، ويعتبر الراحل من أكثر الكتاب احتفاء بالكتابة والنشر وقد برز حرصه ذاك من خلال المجلات والدوريات المحلية والعربية الى جانب إهتمامه بالأدباء الشباب وناشئة الكتاب، والذين بشر بهم من خلال وقوفه على إنتاجهم نقداً وتصويباً، والإتحاد إذ ينعي محي الدين فارس إنما ينعى إسهاماً باذخاً بأسم السودان في المحفل العربي، وركيزة ثابتة في بنيان الأدب السوداني الحديث، شاعراً جذل اللغة، ناصع البيان، وناقداً مستبصراً، قل أن يجود الزمان بمثله، ويبقى اسم محي الدين فارس في علياء المجد.

Quote: تتواصل اصداء فوز شاعرنا محيي الدين فارس بجائزة البابطين للابداع الشعري وعلي موقع «سودانيز اون لاين» كتب الشاعر عبد القادر الكتيابي وعقب عليه رواد البورد ونحن هنا نقتطف بعضا من هذا تحية لفارس والكتيابي استاذي محيي الدين فارس امارة انت اهل لها . تشرفناجميعا «انتظرني .. لحظة القى على الشاطئ اعباء سنيني .. انا ظل مثل هذا الظل .. يطوي بعد حين» محي الدين فارس الشكر علي هذه المكالمة لاخي «الشاعر» صديق المجتبي واضع كلمة «الشاعر» بين قوسين تمييزا لها عن صفة «وزير» التي ادعو له بحسن التخلص منها عاجلا ، فأننا توأمان كما يعلم من عرفونا ، منذ الطفولة وحتي انقلاب الانقاذ، بقيت بيننا المودة في القربى وحنان الاسرة الواحدة وحنين الذكريات المتجذرة في روحينا . اشكره على هذه المكالمة وارجو له ما رجوت منه مرارا. اخي الشاعر صديق زف الي التهنئة وانفاسه تتلاحق بفرحة صادقة ذكرتني ما قبل فصل التوائم حين كنا كطائرين مسافرين على الرياح .. من الرياح الى الرياح بين الخلوة والبيت والترعة والسوق والمطر ومحافل الادب .. وقال لي انه تلقي اليوم نبأ فوز الشاعر الاستاذ محي الدين فارس بجائزة البابطين الكبرى . اميرا للشعراء العرب في دورية هذين العامين التي تعقد في اسبانيا علي شرف الشاعر العربي ابن زيدون وان ملك اسبانيا سيقوم بتسليم الجائزة لاستاذنا محي الدين فارس في الثامن من اكتوبر القادم بمشيئة الله امام الاعلام العالمي . وان الذي اتصل به ليبلغه هذا النبأ المشرف هو الدكتور عبد العزيز سعود البابطين نفسه .. ثم قرب سماعة الهاتف الى استاذي محي الدين لما ادرك انني ابكي فرحة اما انا فقد كنت فيحالة لم يعشها قلبي الا طائر .. في نفسه فطرة ان يطير .. اراد ان يهز جناحيه فلم يجدهما. ولم تمض حتي الان غير دقائق معدودة على انقطاع صوت استاذي محي الدين فارس عن اذني .. كنت حين فاجأتني المكالمة امشي في طريق مزدحمة بالرطوبة والعابرين والاضواء والضوضاء .. اردت ان اتوقف وان ادور في مكاني ـ لئلا يتبعثر نبضي تحت اقدام المارة .. رافعا صوتي بين ازيز المكيفات والسيارات المتقاذفة من والي «نفق الشندغة» اتكأت على اقرب عمود لا ستمع اليه .. قرأ على من مر المقاطع الجديدة ما ابكاني . واستجبت لرغبته فقرأت عليه مقطعا من «تعبت خيلي» .. فتحشرج صوته وهويثني على بعبارة احتفظ بها لنفسي وارجو ان يحتفظ بها من سمعها ممن كانوا حوله وقتها فهي في رأيي انفاس عاطفة الاستاذ علي تلميذه اذكاها شوق الغياب الطويل وتذكرنا معا «ايقاعنا الماضي وموت الاصدقاء» كما يقول درويش . كانت اول مرة لي . بعد هذا العمر ان اقرأ شعرا بصوت عال في قارعة الطريق .. تحدثنا طويلا وكان بينهم وقتها الاستاذ الشاعر مهدي محمد سعيد الذي اثارت محادثته في نفسي ذكريات الامسيات والصالونات الادبية وعدت استا ذمحي الدين ان اقوم بنقل هذه البشرى الي قرائه ومحبيه في منبر سودانيز اون لاين وان مداخلاتهم ستصله مطبوعة يوميا . اما الشاعر المهاجر هو الآخر الطيب برير فقال سيدي عبد القادر الف الف تحية واحترام ساهرول بهذا الى الـ (فوق) دائما قلبي يردد «اما انا فقد كنت في حاله لم يعشها قلبي الا طائر .. في نفسه فطرة ان يطير .. اراد ان يهز جناحيه فلم يجدهما» . تأخروا كثيرا في تكريمه وصدقوا الان فيه وقال الروائى ابكر آدم اسماعيل من اقاصي المهاجر انه سعيد فصاحب الطين والأظافر ونقوش على وجه المفازة وصيهل النهر مؤهل لهذه الجوائز من زمان بعيد ولكنه «ليس اول كوكب نفس الزمان عليه فضل شهابه» . اول مرة استمع فيها الى القائه الجميل ، كان ذلك في اواخر الثمانينات في اسبوع كلية الطب عندما كانت للكليات اسابيع وللطلاب هموم ثقافية وحتي الان ما يزال صدي صوته الهامس عالقا بذاكرتي ارجو ان تكون هذه الجائزة فاتحة الباب لاعطاء فن هذا الرجل حقه . اما تلميذ الاستاذ محيي الدين فارس سنجاوي فقال : الاستاذ الكتيابي ها انت تأتي كالنسمة وتحمل في طياتك نبأ عظيم هوحصول الاستاذ والشاعر والانسان محيي الدين فارس على هذه الجائزة التي هو اهل لها والاستاذ محي الدين فارس اكن له ا حترام التلميذ لمعلمه ولن انسي تلك الايام المطبوعة في الذاكرة واستاذنا محي الدين فارس يتوكأ على حروف الشعر قادما الي الفصل والجميع حاضرون وشاءت الظروف ان يكون راعيا للفصل بمدرسة ام درمان الاهلية الثانوية وكان نعم الأب ومثال يحتذي به في الادارة طاف بنا في دنيا الأدب كثيرا على النجيل الاخضر الذي يتوسط المدرسة عرفنا مصطفي سند وكذلك الشاعر عبد الله النجيب نعم كان لنا المربي والصديق والراعي لكل موهبة بيننا والحديث عنه تنتفي فيه النقاط والاقواس ويكفي انه محي الدين فارس متعه الله بوافر الصحة مع الدعوة له بمزيد من الجوائز . هكذا احتفل السودانيون على الوسائل الالكترونية بهذا الفوز ونحن ننقل لكم جانبا قليلا من هذا .

Quote: تسابيحُ عاشق ظلِّى عَلَى ظلِّى رقيبُ وفَمىِ علَى كَلِمى حَسيبُ ودَمِى يُحرّقُ فىِ دَمى ويُريبنــى مَا لا يُريبُ خفَّتْ مَوَازينى ومـا ثقُلتْ وأدْركنـى المَشْيبُ وَالدْيدَبانُ بداَخِلــى يقظانُ منْ حَوْلِى يجوُ بُ يوُمىِ فأرنُو حَيْثُمـا يُومى ويَلْفَحُنىِ اللَّهـيبُ وَمَشيْتُ فى كلِّ الدُّروبِ فَتُرعِشُ الخطْوَ الدروبُ والريحُ تمْضُغُ وَجْــهَ راحِلتى .. فيلْطُمهَا الكثيبُ سقطتْ فأعْيَاهَا النُّهوضُ وراشها السَهمُ المصيبُ وعلى محطاتِ الدُّجى أرنْوُ .. وقد دَلَفَ المغيبُ غفرانَكَ اللَّهم كم ذا أثقلتْ خَطِوى الذُنــــوبُ إنى على أعْتاب بابكَ لا يُفَارقُنِى الوَجِــيبُ أتَرُدنى رَبِّى؟ وأنتَ لكل مضطرٍ مُجِيــبُ ولمن أتوبُ .. وأنت غَفَّارُ الذنُوبِ.. لمن أتوبُ ؟ هّيأتُ للإبْحارِ مَركبيتى فمركبتـــىِ تُلـــوبُ وخلعتُ أرديةَ التراب فهن سرداب رهيب وتركت كل حدائق الدنيا فمورقها جديب وخرجت من طينيتى ولكل طافية رسوب ويشدنى لدواخلى صوت الهى حبيب صوت يقول لنا قفوا صوت يقول لنا أجيبوا هل يستوى البحران ذا عذب وذا ملح يذوب ماذا ادخرتم للرحيل اذا أتى اليوم العصيب سبحان من يحيى العظام غداً فتنكشف الغيوب يوم الموازين الكبيرة حيث لا ظلم يحوب وسبحت فى الملكوت .. والملكوت منفسح رهيب أصغى لأنغام الوجود.. وما بها نغم رتيب أصغى.. فكلُّ خلية فى الكون إيقاع عجيب معزوفة الخلاق سبحان البديع له أنيب ترنو العيون وإنما تعمى بداخلنا القلوب يا أيها الإنسان إنك فى مناكبها غريب ضيَّعت عمرك فى السراب وغرك البرق الخلوب هى فترة فى فندق الدنيا ويعقبها المغيب فسدت قلوب الغافلين فليلهم أبدا ذنوب وصفت قلوب الخاشعين فليلهم ذكر وطيب الساجدون الراكعون زمانهم زمن خصيب العابدون بلا ضجيج.. والبكاةُ ولا نحيب