أقرأوا ما كتبه الشرفاء حول الازمة اهداء ل(نور تاور)!!

Quote: العدل والمساواة وسيناريو 76 : الصادق حمدين May 16, 2008, 22:07 العدل والمساواة وسيناريو 76 : الصادق حمدين مهما تباينت الآراء في تقييم عملية الذراع الطويلة التي دارت في أم درمان عاصمة البلاد الوطنية بين جنود العدل والمساواة وبين مليشيا النظام في العاشر من مايو فإن النتيجة التي توصل إليها الخبراء العسكريون تهزم تبرير السلطة الذي يقول بأنهم تعمدوا إستدراج جنود العدل والمساواة للداخل والقضاء عليهم ، فكل الحروب والمعارك التي دارت علي إمتداد التاريخ لا تذهب مع هذا الزعم وخاصة إن النظام في حالة حرب شبه يومية لم تنقطع منذ عام 2003 والجديد في هذه المعركة هو المسرح فقط ، فبعد أن كانت محصورة في دارفور تم نقلها إلي العمق الذي يحتمي به قادة النظام ، فهذه النقلة النوعية لميدان المعركة تحسب لصالح حركة العدل والمساواة وليس خصما عليها وإن إختلف الناس حول تقييم نتائجها ، فخسارة معركة عسكرية لا يعني إنتهاء الحرب ، فالجيش العقائدي ومليشياته قد خسروا أكثر من مائة معركة في دارفور ولم يقل أحد بأن ميزان النصر قد مال لصالح هذه الحركات المسلحة ، فرد الفعل الذي قامت به حركة العدل والمساواة كان نتيجة لأعمال قتل وترويع وحرق واغتصاب ممنهج ظلت السلطة تقوم به منذ أكثر من خمسة سنوات دون إنقطاع بحق مواطنين أبرياء كل الذي طالبوا به بأن تكون هناك عدالة ومساواة في وطن ينتمون إليه ، فتعنت السلطة وإصرارها في قتل كل بارقة أمل في حل سياسي عادل وشامل لقضايا لم تنكرها ولكنها رأت في حلها إنتقاصا لهيمنتها فآثرت المضي قدما في التعامل مع المشكل من زاوية أمنية وعسكرية بحتة ، وما زال رأس النظام يتكلم بلهجة ذات وتيرة متصاعدة في إتجاة الحل العسكري ، فخطابه الذي كان أمام القيادة العامة يصب في ذات الاتجاه فكأنما كل الدماء التي أُريقت والتي لم تجف بعد لا تعنيه في شيء طالما هو باق في السلطة ، وما ذهب إليه د. نافع علي نافع الممسك بملف قضية دارفور لا يخرج من هذا المنحي حيث صرح بأن ما قامت به حركة العدل والمساواة قد أوصد الأبواب أمام الحوار السلمي لحل قضية دارفور قال هذا وهو يعلم تماما إن زمام المبادرة ليس بيده ولا بيد رئيسه البشير فيما يتعلق بالمفاوضات فأبوجا ونيفاشا ليستا مدينتين سودانيتين ، وكلنا يعلم بأن حل مشكلة دارفور المعقدة لم يعد شأنا داخليا يخص النظام وحده حتى يقرر فيه بإرادة منفردة ، فالنظام اليوم ليس في موقع يؤهله بأن يرفض أو يقبل اللجوء للحل السلمي بعد كل تلك المجازر التي ارتكبها بدارفور فالمجتمع الدولي قد أصبح جزء أصيلا في العملية السلمية بعد أن رأى عدم جدية السلطة في حل هذه القضية الشائكة ، فإستهداف د. خليل ابراهيم بشخصه وقفل باب التفاوض معه يدل علي التخبط وعدم النضج السياسي ، فخليل يمثل قضية ولا يمثل نفسه ، والحرب ضد خليل لم تبدأ في العاشر من مايو بل بدأت منذ أكثر من خمسة سنوات ، فما الجديد إن لم يكن المقصود هو تصفية القضية نفسها وليس الأشخاص ، فعملية الذراع الطويلة أثبتت بلا أدني شك قصر نظر سياسي للنظام في الخرطوم ، فالتصريحات التي أطلقها المسؤولون بما فيهم رأس النظام قد مهدت لزراعة أرضية مشحونة بكل ما هو متطرف لاستئصال الآخر وإفناءه من الوجود ، فتم التركيز علي عزل الآخر وتمييزه واعتبار كل من يحمل سحنة تحدد إنتماءه لدارفور هو مشروع تهديد للنظام ، فما الحملة المسعورة التي تنفذها مليشيات النظام هذه الأيام بحق كل مواطني الغرب بلا إستثناء إلا تكرارا لما حدث في العام 1976 عندما قاد زعماء الطوائف وكبار أركان أعمدة النظام الحالي حملتهم للقضاء علي نظام الدكتاتور نميري ولا مبرر أخلاقي لحربهم تلك سوي الإستيلاء علي السلطة فحينها لم يكن هناك ثلاثمائة ألف قتيل ، ولم تكن هناك آلاف من القري قد أُزيلت من الوجود ، ولم يتعرض شرف حرة واحدة للإنتهاك ، ومع ذلك وجد هذا العمل التبرير من زعيم حزب الأمة " القومي " عندما قال ( كل الطرق سدت أمامنا ) وليته صمت ولم يزد ، فكنا نعرف عن د. الصادق المهدي بأنه يفكر ثم يتكلم ، ولكن هذه المرة تكلم ولم يفكر ، فأدان عملا قد أتي به هو وما زالت آثاره قائمة وجراحه لم تندمل بعد ، فأعطي النظام الذي أزاحه من رئاسة الوزارة مبررا إضافيا للتنكيل بخصومه ، فالعدالة يا سيد الصادق كلمة تشرح نفسها ولا يلحقها وصف العدالة هي العدالة إما براءة وإما إدانة ، أما أن تكون عدالة رادعة وحازمة فإنك في هذه الحالة قد وصيت يتيما علي بكاء ، فهذا النظام لا يحتاج وأنت الأدرى ، ألم تر أنت بنفسك عدالة هذا النظام عندما كنت في أسره ، ألم تشاهد تلفزيون النظام وهو يعرض وجوها لأطفال وعدالة نظام الإنقاذ بادية عليها ، فالإدانة للفعل ياسيد صادق تحدد موقف سياسي واضح منه ، عكس الرفض وأنت سيد العارفين للفرق الكبير بين المصطلحين ، وعندما إستدركت أثناء حديثك بأنك قد قمت بذات الفعل وهو فعل مجرم يستحق أقصي عقوبة لم تقل لنا لماذا لم تُقدم أنت إلي محاكمة عادلة ورادعة وحازمة ، تلك العدالة التي سمحت بدفن جنود أحياء وأنت قائدهم ، تلك العدالة التي حملت مدينة " الحصاحيصا " وزر دم كل من لا يستطيع نطقها ، تلك العدالة التي وصمت كل من طالب بحقه بالمرتزق ذلك المصطلح الذي أُفرغ تماما من مضمونه وصار يردده في ببغائية كبار الساسة والمثقفون جريا علي لسان صبية إعلام مايو الأولي والثانية ، فالمرتزق هو من قاتل لقاء مال ولا هدف سياسي له فكلمة Hireling وكلمة Mercenary والجندي من المرتزقة والذي يسمي Condottiere كلها تعني من يقاتل والمال غايته وهذه الكلمة لا تحدد دولة من يوصف بها ، ولا تنطبق علي تلك الهياكل العظمية الذين تم عرضهم علي تلفزيون أم درمان ، كان علي الأقل أن يظهر المال الذي تقاضوه لتنفيذ هذه المهمة نعمة علي أجسادهم النحيلة التي هدها الجوع ، عكس مرتزقة Black Water في العراق الذين لا يعنيهم المحافظون الجدد ولا يعنيهم مشروع كندوليزا رايس بأن يكون الشرق الأوسط كبيرا أو صغيرا ، الذي يعنيهم هو الدولار ، فهؤلاء هم المثال العملي للمرتزقة ، أما ما يقوم به تلفزيون النظام من تخبط في وصف كل من تمرد عليه مطالبا بدولة المواطنة بالمرتزق فهذا الوصف لا يغير من واقع الأمر شيئا ، فهرجلة الخطاب السياسي الذي نسمعه هذه الأيام لإرباك المواطن واستجداء مواقفه لصالح النظام لا تفيده كثيرا ، فالدعاية التي يبثها الإعلام تدخله في تناقض مع نفسه فمرة نسمع بأن الهجوم قامت به دولة تشاد ، ومرة أخري نسمع بأن الذين قاموا بالهجوم مرتزقة ومرة ثالثة هم حركة العدل والمساواة مدعومة من النظام التشادي ، فكل وصف من هذه الأوصاف يرتب آثار سياسية مختلفة تماما عن الآخر ، فحركة العدل والمساواة حركة سودانية جلس معها النظام في أبوجا وحاورها وكان زعيمها هو نفسه د. خليل ، وهؤلاء الجنود الذين تم وصفهم بالمرتزقة فيهم من أوصلكم إلي السلطة ودافع عنكم بكل ما يملك نذكركم ببعضهم إذا نسيتم ، سليمان صندل ذلك الفتي الأسمر الذي تخرج في كلية الشرطة " السودانية " الجمالي حسن جلال الدين الرجل الذي بدا كقديس عندما تم عرضه ميتا علي تلفزيون أم درمان ظنا منكم بأنكم قد قتلتموه ولكنكم قد أحييتم القضية التي يحملها في كل من رآه ، كان يمدكم بالمخزون البشري من الطلبة القُصر لمواصلة حربكم الجهادية في الجنوب بحكم عمله كمنسق للخدمة الإلزامية بشمال دارفور فهل كنتم تحكمون الشعب السوداني بواسطة مرتزقة تشاديين وهم لا يعلمون ، أما عن الدعم التشادي لحركة العدل والمساواة بفرض صحته فكفوا أنتم عن دعم المعارضة التشادية وإيواء رموزها وتقديم الدعم السياسي لهم ، أم أن هذا الفعل مبررا عندكم مجرما عندما يقوم به الآخرون ، أما ما يقوم به الإعلام الصبياني من عرض صور هؤلاء الأطفال الذين رمي بهم حظهم العاثر تحت أيديكم فنذكركم بصبية معسكرات الموت في العيلفون الذين دفعوا حياتهم مقابل لحظات فرح عيدية مع ذويهم فماذا نسمي هذا غير إستغلال براءة الطفولة في أبشع صورها ، وماذا نسمي تلك المرأة التي دفعت بطفلها وهي تغالب دموعها وتصرخ في هستريا بأن يذهب ويقاتل في الجنوب ، فمن آثار عملية الزراع الطويلة أنها قد كشفت همجية هذا النظام ، فالنظام التشادي قد إتهم حكومة الخرطوم مرارا ولكنه لم يتخطي الأعراف الدبلوماسية وذلك بإستباحة السفارة السودانية في تشاد كما فعل هذا النظام مع السفارة السودانية في الخرطوم ، عرض التلفزيون التشادي أسري فلم نشاهد عليهم آثار تعذيب بادية كما فعل تلفزيون المشروع الحضاري المنقرض ، لم يتسرع الرئيس التشادي ويبادر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة التشادية كما فعل البشير والمعارك لما تنجلي بعد ، فأي تخبط أكثر من هذا ، في عام 2003 عندما تمت مهاجمة النظام في مدينة الفاشر أول خطوة قام بها النظام هو إقالة واليه عليها هناك والمعلوم أن الفاشر تبعد أكثر من ألف كيلومتر من الخرطوم ، فهل تشهد الأيام القادمة خطوات مماثلة لمحاسبة المقصرين الذين فشلوا في صد الهجوم بعيدا عن المخاطرة بأرواح المدنيين أم إن الترقيات في إنتظارهم مكافأة لتقصيرهم في أداء واجباتهم فهكذا قد تعودنا .