|
Re: الانـبطاح الـسياسـي لـمصر.. خـالـد سـوميت (Re: Ahmed Alim)
|
(2)
أبان توتر العلاقات السودانية المصرية ظلت مصر تتقدم مرارا وتكرار بطلب عضوية لمنظمه التجارة التفضليه لدول شرق ووسط إفريقيا والتى عرفت لاحقاً بأسم الكوميسا لما لها من فوائد جمة للاقتصاد المصري أقله فتح منافذ للسلع والبضائع المصرية التى تعاني من الركود الاقتصادي من خلال الاستفادة من العدد الكبير للدول الاعضاء فى المنظمة والمعلوم أن اقتصاديات هذه الدول ضعيفة وتعد فى طور النمو أمام جمهورية مصر ...الدولة الوحيدة التى كانت تعترض على انضمام مصر للمنظمة في السابق كان السودان، وحجتهم في ذلك أن مصر ليست من ضمن دول شرق ووسط إفريقيا من حيث التصنيف الجغرافي للدول المعنية، أما أحد أسبابه الحقيقية أن مشاركة مصر ستقلل بشكل كبير من الفوائد الاقتصادية التي سيتحصل عليها السودان في حال غيابها عن المنظمة بالإضافة لعدة أسباب أخرى تتضمن مصالح سياسية وغيرها.. ولكن الاعتراض من الجانب السوداني ما لبث وأن أختفي بعد تطبيع العلاقات عقب المحاولة الفاشلة لإغتيال الرئيس المصري والتي قدم السودان على ضوئها ومازال يقدم للشقيقة مصر الكثير من التنازلات ثمنا للتركيع والتطييع.
فقد قامت حكومة الإنقاذ نفسها بعد تحسن العلاقات السودانية – المصرية بتزكية طلب مصر وتأييده كاحد الشواهد على سياسة الانبطاح السياسي الكبير كثمن لمحاولة الاغتيال الفاشلة.
إصرار مصر المتكرر للانضمام للكوميسا ليس من فراغ لانهم يعلمون تمام العلم انهم بعد سيطرتهم على مجريات الامور السياسية والاقتصاديه فى السودان سيضعون يدهم على 8 دول إفريقيا بكل سـهولة مستغلين جوار السودان لها وضعف اقتصادياتها والتي هي بلا شك إن كان نتمتع بحكم رشيد فى بلادنا لتمكنا نحن من غزو أسواق تلك الدول بدلاً من ان نكون مجرد كبري لمصر ونكتفى بالتفرج يا للعار يا ساسة الزمن الخرب.
تعلمنا من التاريخ أن أية مفاوضات تعقدها مصر مع السودان بشأن اي أمر يعتبر ضمن المصالح المشتركة كما يقولون، تؤكد مصر جدارتها في حرمان السودان من أية فوائد حقيقية فالمفاوض المصري يريد الارض والمياه التى جعلوا لها رقيب وعتيد مصري يعرف بالري المصري فى السودان يحصى ويعد حتى من يسبحوا على نهر النيل! المفاوض المصرى يريد اللحمه والابل السودانية التى لولاها لحدثت مجاعة فى مصر فاغلب اللحوم المصنعة فى مصر لحوم إبل سودانية يطلق عليها المصريون لحوم جملي. يريدون السودان إمتداد طبيعى لهم من دون صورة أو صوت أو إرادة سياسيه فاعلة فتعاملوا مع السودان طيلة فترة ما بعد الاستقلال على سياسة العصا النايمة والعصا القايمة أو ما يعرف عندهم بى الحال المايل. ماذا تبقى للسياسيين أو المفاوض السوداني تركوا له عبارت الأمن القومي المشترك ومصر والسودان بلد واحد وإلي غيره من كلمات لا تحس لها وقعاً فى نفوس السودانيين، حتى مقولة الامن القومي المشترك والعمق الاستراتيجي مجرد كلمات لا معنى لها في أرض الواقع فأمن مصر مرتبط بإسرائيل والشرق الأوسط بينما أمن السودان الحقيقي مرتبط بجوارنا الأفريقي، فما يجمعنا مع العمق الأفريقي من حيث القبائل والثقافات والمصالح الاقتصادية والعلائق الانسانية حتى من ناحية تركيبة السودان السكانية المتعددة إثنياً وعرقياً ودينياً وملمحه الافريقي الذي لا تخطئه عين بعيداً كل البعد عن معاني الامن القومي المشترك التي يرددونها علينا صباحاً ومساءً ، فبالله عليكم أشرحوا لينا قصة الأمن القومي المشترك دي!!
أتعجب كثيراً عند سماعي للعبارات البغبغائية السمجة والمكرورة التي يرددها ساستنا المتمصرين والمنبطحين في أي زيارة لهم لمصر سواء كانوا معارضين او تابعين لحكومة الانقاذ وتاكيدهم على الاشادة بالجهود العظيمة التي تبذلها مصر لمصلحة السودان ويختموا تصريحاتهم الغبية بدعوة مصر للعب دور أكبر فى السودان والأخيرة هي أكثر ما يغيظ فى هؤلاء المنبطحين سبحان الله هناك مثل يوناني قديم يقول أن إسكافي حاذق لمهنته خير من طبيب عاطل عن الموهبة ويقيني أن مثل هذا المثل ينطبق تماماً على حكام السودان السابقين والحاليين والقادمين ان بقى السودان كدولة واحدة .. والكارثة ليست فقط في عطالتهم عن أية موهبة فحسب بل لبيع معظمهم لسيادة السودان مع سبق الاصرار والترصد!
اتفاق القاهرة بين التجمع المعارض كما يدعي وحكومة الانقاذ هو أيضا أحد ثمرات تطبيع العلاقات بين الحزب الوطنى الحاكم فى مصر والمؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان... لا علم لنا بأي مكسب سياسي أو تنازل قدمته الإنقاذ للتجمع المعارض فى مصر سوى تقديم بعض الحقائب الوزارية للمعارضين حقائب خلى شاغروها من أية مهام سوى الظهور في شاشات تلفزيون السودان جالسين خلف البشير وعلى عثمان لتكملة بورتوريه الوحدة الوطنية المزعومة!
فقد ظلت الانقاذ من زمن تنادي المعارضين وحملة السلاح تغريهم بى المناصب فامتنع التجمع المعارض زمناً ليس زهداً فى السلطة التى إفتقدوها إنما بى إشارة من أسيادهم المصرين ولكن بعد أن كسر المؤتمر الوطني الدش لهؤلاء وفتح له داراً فى مصر اشتراها بي خمسه مليون دولار.
قامت مصر بالضغط على الميرغنى وما تبقى له من حلفاء ووقعوا صاغرين على إتفاق القاهرة وضاعت سنين معارضتهم سدى دون مكسب سياسى واحد يذكر!
حتى من ظنوا بان الحركة الشعبية بعيدة عن الضغوط والنفوذ المصري أصيبوا بخيبة أمل كبيرة من ردة فعل الحركة الشعبية على مذبحة اللاجئين السودانيين فى القاهرة فتوقع الكثيرون أن تشرف الحركة نصيرة المهمشين والفقراء ان تتولى أمر هذه الكارثة بالكامل وتشرف على إرسال جثث الضحايا لزويهم في السودان وتتخذ كل المواقف المتوقعة منها ترسل من خلالها لمصر احتجاج قوى كأضعف الأيمان ولكنها اكتفت بإرسال وفد للتحقيق ولانعلم نتائج لهذه التحقيقات حتى الآن!! فشلها في إقناع الحكومة المصرية بالسماح بنقل الجثامين للسودان أصاب أهل شهداء مذبحة ميدان مصطفى محمود في غاية الاحباط والالم، وهذا ما ارادته الحكومة المصرية لاخفاء العدد الحقيقي للقتلى باعتبار ان وصول النعوش للخرطوم فى وقتا واحد سيزيد من مشاعر الكراهيه فى نفوس السودانيين تجاه مصر والمصريين عموماً الامر الذي سيعرض مشروعها الكبير لتوطين ملايين من مواطنيها في السودان للفشل ، ولذلك قامت السلطات المصريه بدفن هؤلاء المساكين فى الاراضي المصريه ولا عزاء للسيدات؟؟
من الملاحظ أن أي سياسي سودانى بغض النظر عن موقعه سواء في المعارضة او الحكومة يزور مصر لابد له أن يؤدي فريضة الحج المصري لمطبخ القرارات الاستراتيجية فى مصر الا وهو مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
فيخرج علينا من هناك مكبراً مهللاً بدور مصر فى السودان وخدماتها العظيمة التي تقدمها لشعب السودان، وعن ضرورة حل مشاكل مصر السكانية والغذائية ووو.. الخ من الآيات الشيطانية المكرره.. متناسياً دوره كسياسي سوداني يمثل مصالح بلده وليست مصالح الاخرين.. نريد ان نعرف يا سياسي السودان لما هذا الاستسلام والخشوع والخنوع لنظرائكم المصرين هل اكلوكم سد الحنك ام كما يقول المثل ماسكين عليكم ذلة ويقنى ان الاخيرة هي الحقيقة بعينها. كما هو معلوم للكثيرين بان زيارة اي مسؤول سوداني لمصر تقوم المخابرات المصرية بمراقبة سلوكه وربما تفخخ له مأمنه . ولكم ان تتخيلوا الدور الذي يمكن ان تلعبه أجهزة المخابرات المصرية والتى تعتبر من أقوى الاجهزة الاستخباراتية في المنطقة لتوريط بعض من المنتفذين المسؤولين السودانيين في مواقف تصنف كخيانة داخل الوطن أو بمواقف غير لائقة وعمل ملف كامل ودقيق عن كل نفس طالع ونازل وكل حركة لهم في مصر، لتستخدمها كعصاة لضرب صاحبها سواء كان وزيراً اورئيساً أو حتي معارضاً متى ما تحتاج اليه ، فأقول كما يقول المصريين نلاعبك على الشناكل...
التعامل الامنى الذى تنتهجه مصر مع المسؤولين السودانيين قديم قدم العلاقة بين البلدين ولكنه بلغ ذروته في زمن المنبطح الاكبر جعفر نميرى اذ سمح الاخير للمخابرات المصرية حتى بحضور وتصوير محاكمات من إنقلبوا عليه وهو ما كشف عنه لاحقا وأظهرته الصور... الزيارات المتكررة للوزير عمر سليمان مدير جهاز المخابرات المصري للسودان لهوا اكبر دليل للتعامل الامنى من الجانب المصرى مع سياسى السودان فعمر سليمان زار السودان أكثر من وزير الخارجية المصري أو وزير مصرى آخر!!!
يا ترى هل التعامل الامنى الخفى هو سر سد الحنك وضعف الارادة لسياسيي السودان؟؟؟
نطمع في الإجابة من نخبنا السياسية الكذابة...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانـبطاح الـسياسـي لـمصر.. خـالـد سـوميت (Re: Ahmed Alim)
|
(3)
هؤلاء المنبطحين من معارضة وحاكمين أدمنوا خذلان الشعب السوداني فى إيجاد أية صيغة للعلاقة مع مصر تقوم على الندية والمصالح المتبادلة والمتعادلة. مازحني أحد أصدقائي قائلاً: تعرف يا صاحبي نحنا المصريين ديل طوااالي مركبين فينا سنابك، سنبك وراء سنبك...ثم أردف ضاحكاً تعرف يا صاح السنبك الوحيد الاديناهوا للمصريين في كل تاريخنا هو شنوا؟؟ قال بيعتنا لأنس النور لاعب الهلال للإسماعيلي المصري بما يقارب ال150 الف دولار بينما لم يلعب أنس النور لهم الا مباريات قليلة جداً وحاولوا إعارته لاندية خليجية ففشلوا الا ان طار منهم بعيداً للولايات المتحدة... وغير دا السنابك كلها مصرية..... فضحكنا كثيراً من هذه المقارنة الساخرة في شأن علاقتنا مع مصر.
المصريين من شدة براعتهم وتخصصهم فى السودان والسياسة السودانية جعلوا لهم نفراً منهم أهل تخصص ودراية بالسودان وهؤلاء المتخصصين من صحفيين وخبراء إستراتيجيين هم من يقومون بإعداد معظم مخططاتهم تجاه السودان فى المطبخ السياسي المخابراتي المصري فصرنا نشاهد ونسمع عن هانىء رسلان وميلاد حنا ومها الطويل وأسماء الحسيني الخ الخ من الاسماء المصرية ونجدهم يحملون صفة الخبير او الصحفي المتخصص في الشؤون السودانية ، فالشان السوداني هنا لا يراد به وصف العلاقة والمصالح المشتركة بين شعبي مصر والسودان بل لتعريف وتحديد كيفية الاستفادة من مقدرات السودان وحياكة سياسته الداخلية والخارجية!! فليس من المستغرب ان نرى مثل هذه الأسماء رأي العين وهي تتحدث بالانابة عن أهل الدراية والمعرفة من اهل السودان عن شؤون بلادهم وتستضيفهم القنوات الفضائية كخبراء مصريين فى الشؤون السودانية أكثر من السودانيون أنفسهم!! وفي الواقع نجد ان كل من يعرفون بالخبراء وتلتصق باسمهم صفة الاستراتيجي فهم في اغلب الظن يتبعون لجهات إستخباراتية تحت غطاء الصحافة والمسميات الاخرى. المخل والمعيب فى الامر اننا لم نسمع حتى الان عن خبراء أو صحفيين من سوداننا الحبيب يحملون صفة التخصص في الشؤون المصرية، وهذا لعمري أنه أكبر دليل على أننا مازلنا مستعمرين مصرياً سياسياً واقتصادياً وفكرياً.
حدثنى محدث أن الوفد السوداني عندما غادر للمشاركة فى مؤتمر دول عدم الانحياز في أندونسيا، حاول الوفد المصري مرار وتكرار مستعملاً كل الوسائل الممكنة حتى لا تكون للسودان كلمة منفصلة عن مصر بل تكون كلمة واحدة يلقيها الرئيس المصري جمال عبد الناصر عن مصر والسودان!!
رحم الله القلة من السياسيين الوطنيين في تاريخنا الحديث وأجارنا الله في مصيبتنا في مدمني الانبطاح والخيبة والمرضى بمرض متلازمة الفشل السياسي وضعف الإرادة المناعي...
| |
|
|
|
|
|
|
|