|
Re: ذُبــــــابـــــــةْ ... خضـــــــــــراءْ (Re: اسماعيل مرغنى)
|
فردَ ذراعيه الضخمين كطائر ٍيهّم بالتحليق.. استنشق هواء البحر.. ملأ رئتيه برائحة الموج.. الماء بملامساته اللطيفة يداعب أنامل قدميه.. أخذ حجراً.. قذفه بشكلٍ أفقي.. أمواج تتنّهد.. دوائرٌ متداخلة تروح. وأخرى تجيء.. جلس على الرمل.. بنى تلالاً.. سرعان ما حطمها بكفهِ.. بنى أخرى.. رسم أطفالاً.. نساءٌ نصف عاريات.. رجالٌ بعضلات ٍمفتولة و شوارب حليقة.. رسم حماراً ومعزة وديكاً.. رسم ذبابة.. أعجبته.. تركها ورحل.. ذهب البحر بعيداً.. حشائشٌ خضراء اقتربت.. لوّنت الذبابة.. طارتْ.. جابت الحقول.. شوارع المدينة.. صيدها صار قريباً.. رائحة ما تقودها.. اقتربت.. اقتربت أكثر.. دخلت من النافذة.. حطّت على الكتاب المفتوح.. لعقت بقايا سائل مندلق.. لعقت.. هو يقرأ.. ينهض.. على أوراقٍ بيضاء يدوّنُ شيئاً ما.. يعود.. يقرأ.. ذبابة تلعق.. ينهض.. يدوّنُ كلمات أخرى.. يعود.. يقرأ.. تلعق.. يدوّن.. يعود.. يغلق الكتاب. سائل أخضر ينزّ بين صفحات كتابٍ مغلق.. يمزّق ما دوّنه على الورق.. يخرج .. يغلق الباب. على الأرض سائل أخضر مُندِلق.. وورق ٌممزّق يتناثر في الهواء. صمت°.
إنتهى
|
|
|
|
|
|
|
|
|