|
Re: ذُبــــــابـــــــةْ ... خضـــــــــــراءْ (Re: اسماعيل مرغنى)
|
وقفت° في محطة تكتظ ببشر ٍمعفّر.. في انتظار بص ٍلا يأتي أبداً.. فتاة بوجه مبيض وملابس ضيقة جداً.. تلوّح بيدها الخضراء إلى عربة لم تقف بعيداً عنها.. ولا عن ذبابة خضراء.. اتجهت صوبها كطائر ٍبلله المطر.. تبادلا نظرات تقليدية مألوفة..صعدت.. بعد أن رسمت نصف ابتسامة على وجهها الذي بدأ ينزّ عرقاً رطباً.. في المقعد الخلفي انزلقت ذبابة خضراء دون أن يلتفتا إليها.. لم تعرْ عدم دهشتهما استغراباً.. انزلقت بظهرها إلى الخلف.. موسيقى هادئة تنساب ببطء.. نسماتٌ رطبة تنبعث من جهاز التكييف.. نعاسٌ فاتر يغزو عيني الذبابة.. ثمة حديث كأنه يأتي من قعر بئر ٍعميق.. يدخل وئيداً إلى أذنيها الخضراوين... ـ اسمك منو؟ ـ ما مهم .. حتدفع كم؟ ـ حسب البضاعة! ـ ما أنت شايف. ـ في البيت ولاّ العربية؟ ـ برضو ما مهم! الذبابة بعينيها النصف مغلقتين ترى أحدى يدي الرجل على المقود.. والأخرى تندّس في مكان ٍما.. لا تراهُ الذبابة جيداً من زاويتها تلك... صمت°. رائحة ما تنبعث تختلط برائحة الرطوبة وبقايا عطرٍ قديم.. صوت فقاعات هواء.. صوت شيء ينزلق.. نعاس ٌجاف يطارد عينيّ الذبابة... بقايا حديث ٍيأتي من بعيد... ـ خمسين ألف ـ تلاتين ـ أربعين ـ أوكي! صمت°. خشخشات لشيءٍ يفتح. تتوقف العربة بهدوء.. خلف شجرة ضخمة.. ينزلان.. يحتلان المقعد الخلفي.. ودون اكتراث بالذبابة التي بنعاسها الفاتر انزلقت أسفل المقعد.. بعض كلماتٍ متناثرة.. وروائحٌ تزداد حدّة. صمت°. نزلت الفتاة تصلح من هندامها.. وبمرآتها الصغيرة المنتزعة من حقيبتها الجلدية.. صارت تعدّل من وضع ماكياجها الذي أختلط بشكلٍ سريالي مع عرقٍ متساقط.. خشخشاتٌ أخرى.. صريرٌ لشيء ما.. صعدت الفتاة.. عدّلت الذبابة جلستها بعد أن فارقها النعاس للحظات.. انطلقت العربة.. توقفت بعد برهة قصيرة.. نزلت الفتاة بعد أن وضعت في حقيبتها الجلدية أوراقاً نقدية.. ابتعدت بمشية ٍعرجاء.. وظهر مقوّس.. في محطة أخرى .. نزلت ذبابة خضراء .. عدّلت من وقفتها.. تحسّست صدرها.. لوّحت لسيارة ٍأخرى.. تصدر خشخشات.. وصرير لشيءٍ ما.
... يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
|