|
Re: ذُبــــــابـــــــةْ ... خضـــــــــــراءْ (Re: اسماعيل مرغنى)
|
" الرجل المناسب في المكان المناسب" هكذا أشارت اليافطة الضخمة الموضوعة خلف المنصة العالية.. جلست الذبابة الخضراء بخِمارها الأخضر الذي ينزلق من رأسها كلما صفقّت بحماسة مكسوّة ببلاهةٍ واضحة.. رجل ذو كرش ٍضخم وانف ٍأفطس يعلو المنصة.. هتافات تملأ المكان.. يافطات بأقمشة وأخرى بدون أقمشة تعدّد مآثر الرجل ذو الأنف الأفطس.. الذي بحّ صوته.. تعتعاتٌ مصطنعة.. ابتسامة ملوّنة تعلو وتهبط.. بلدٌ سيغزوه النعيم الدائم.. رجلٌ واقفٌ على رجليه في الخلف يكرع سائل حارق من زجاجة ما.. يهتف " يعي.. هعْ.. يع.. هعْ.. " تنحشر أصوات متداخلة بين سقف الحلق واندلاق السائل.. الذبابة الخضراء.. مازالت تصلح خِمارها المنزلق كلمّا صفقّت .. أو هتفت.. ذاكرتها الخضراء تسترجع يوم أن تقدّمت للعمل كسكرتيرة عند الرجل ذي الأنف الأفطس.. ويومها لم يخفِ إعجابه بتنورتها القصيرة وحذائها الذي يصدر موسيقى.. وبالطبع بردفيها الكبيرين الأخضرين.. ويوم أن أغلق المكتب عليها و..... في اليوم التالي للذاكرة.. وجدتْ إحداهن تحتل كرسيها ذا القطيفة الحمراء بتنورة قصيرة وحذاءٌ موسيقيّ وبالطبع ردفين كبيرين.. وقد نبتت لحية خضراء للرجل ذي الأنف الأفطس.. وفي غمرة الهتاف والتصفيق الحادّين.. لم يلتفت أحدهم البتة إلى ذبابة خضراء حطّت على الأنف الأفطس.. قبل أن تذهب إلى "رجل ٍآخر مناسب في مكان ٍآخر مناسب".. بعد أن قصرّت تنورتها أكثر.. وزادت من حجم ردفيها أكثر .. فأكثر.
... يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
|