|
ذُبــــــابـــــــةْ ... خضـــــــــــراءْ
|
وضعت ساقيها الواحدة فوق الأخرى.. بعد أن جلست على المائدة الفخمة.. حتى ظهر اخضرار وركيها الممتلئين.. قدّموا لها عشاءاً فاخراً.. كبقية المدعوين.. تأففتْ.. وبصقت بجوار امرأة صبغتْ وجهها بطلاء ٍفاقع.. سحبت صحن الطعام بأطراف أناملها.. وضعته أسفل المائدة.. في انتظار قط ٍجائع.. قد لا يجيء في هذا المكان.. قطبّت بين حاجبيها.. صراخُ مغني بموسيقى مشوّهة.. جالت بنظرها إلى الموائد المتخمة المكتظة بالمدعوين.. نساء قبيحات بألوان ٍزاهية.. يبتسمن دون سبب واضح.. رجال متأنقون يعانقون بأعينهم الزائغة صدور وأرداف النساء اللائي يرقصن على أنغام من صنعنهن ِهن° فقط.. أطفال بعضهم يتثاءب وآخر راح في نوم عميق.. العروس بعينيها الملوّنتين ترتجف أصابعها وهي تصافح مباركين بأيادي خشنة.. العريس ببذلته السوداء "يبشّر" لأناس ٍلا يعرفهم.. ويرسم على شفتيه ابتسامة باهتة كبيرة قبل أن يلتفت إلى آخرين.. الذبابة الخضراء بابتسامة دائرية تنزل ساقها بعد أن عدّلت من وضعية فستانها الأخضر.. ليهبطَ تحت ركبتيها بقليل.. أصلحت من تسريحتها التي كلفتها اليوم كله أمام المرآة.. زفرت بضيق وهي تعاود النظر إلى ساعة يدها.. التي بدأت تشير إلى قرب نهاية الحفل.. خرج المدعوون بأجسادهم المتلاصقة بصخب ٍمقصود.. اقتاد العريس عروسته التي مازالت ترتجف من شيء ما.. حين بدأ عمال الصالة في تنظيف المكان.. وأن أحداً منهم لم يلتفت قَطْ إلى ذبابة ٍخضراء صارت تأكل بشراهة ما تبقى في تلك الموائد الفخمة.
... يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
|