ذُبــــــابـــــــةْ ... خضـــــــــــراءْ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-01-2008, 04:47 PM

اسماعيل مرغنى
<aاسماعيل مرغنى
تاريخ التسجيل: 02-12-2004
مجموع المشاركات: 144

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذُبــــــابـــــــةْ ... خضـــــــــــراءْ

    وضعت ساقيها الواحدة فوق الأخرى.. بعد أن جلست على المائدة الفخمة.. حتى ظهر اخضرار وركيها الممتلئين.. قدّموا لها عشاءاً فاخراً.. كبقية المدعوين.. تأففتْ.. وبصقت بجوار امرأة صبغتْ وجهها بطلاء ٍفاقع.. سحبت صحن الطعام بأطراف أناملها.. وضعته أسفل المائدة.. في انتظار قط ٍجائع.. قد لا يجيء في هذا المكان.. قطبّت بين حاجبيها.. صراخُ مغني بموسيقى مشوّهة.. جالت بنظرها إلى الموائد المتخمة المكتظة بالمدعوين.. نساء قبيحات بألوان ٍزاهية.. يبتسمن دون سبب واضح.. رجال متأنقون يعانقون بأعينهم الزائغة صدور وأرداف النساء اللائي يرقصن على أنغام من صنعنهن ِهن° فقط.. أطفال بعضهم يتثاءب وآخر راح في نوم عميق.. العروس بعينيها الملوّنتين ترتجف أصابعها وهي تصافح مباركين بأيادي خشنة.. العريس ببذلته السوداء "يبشّر" لأناس ٍلا يعرفهم.. ويرسم على شفتيه ابتسامة باهتة كبيرة قبل أن يلتفت إلى آخرين.. الذبابة الخضراء بابتسامة دائرية تنزل ساقها بعد أن عدّلت من وضعية فستانها الأخضر.. ليهبطَ تحت ركبتيها بقليل.. أصلحت من تسريحتها التي كلفتها اليوم كله أمام المرآة.. زفرت بضيق وهي تعاود النظر إلى ساعة يدها.. التي بدأت تشير إلى قرب نهاية الحفل.. خرج المدعوون بأجسادهم المتلاصقة بصخب ٍمقصود.. اقتاد العريس عروسته التي مازالت ترتجف من شيء ما.. حين بدأ عمال الصالة في تنظيف المكان.. وأن أحداً منهم لم يلتفت قَطْ إلى ذبابة ٍخضراء صارت تأكل بشراهة ما تبقى في تلك الموائد الفخمة.

    ... يتبع
                  

05-01-2008, 06:32 PM

اسماعيل مرغنى
<aاسماعيل مرغنى
تاريخ التسجيل: 02-12-2004
مجموع المشاركات: 144

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذُبــــــابـــــــةْ ... خضـــــــــــراءْ (Re: اسماعيل مرغنى)

    " الرجل المناسب في المكان المناسب" هكذا أشارت اليافطة الضخمة الموضوعة خلف المنصة العالية.. جلست الذبابة الخضراء بخِمارها الأخضر الذي ينزلق من رأسها كلما صفقّت بحماسة مكسوّة ببلاهةٍ واضحة.. رجل ذو كرش ٍضخم وانف ٍأفطس يعلو المنصة.. هتافات تملأ المكان.. يافطات بأقمشة وأخرى بدون أقمشة تعدّد مآثر الرجل ذو الأنف الأفطس.. الذي بحّ صوته.. تعتعاتٌ مصطنعة.. ابتسامة ملوّنة تعلو وتهبط.. بلدٌ سيغزوه النعيم الدائم.. رجلٌ واقفٌ على رجليه في الخلف يكرع سائل حارق من زجاجة ما.. يهتف " يعي.. هعْ.. يع.. هعْ.. " تنحشر أصوات متداخلة بين سقف الحلق واندلاق السائل.. الذبابة الخضراء.. مازالت تصلح خِمارها المنزلق كلمّا صفقّت .. أو هتفت.. ذاكرتها الخضراء تسترجع يوم أن تقدّمت للعمل كسكرتيرة عند الرجل ذي الأنف الأفطس.. ويومها لم يخفِ إعجابه بتنورتها القصيرة وحذائها الذي يصدر موسيقى.. وبالطبع بردفيها الكبيرين الأخضرين.. ويوم أن أغلق المكتب عليها و..... في اليوم التالي للذاكرة.. وجدتْ إحداهن تحتل كرسيها ذا القطيفة الحمراء بتنورة قصيرة وحذاءٌ موسيقيّ وبالطبع ردفين كبيرين.. وقد نبتت لحية خضراء للرجل ذي الأنف الأفطس.. وفي غمرة الهتاف والتصفيق الحادّين.. لم يلتفت أحدهم البتة إلى ذبابة خضراء حطّت على الأنف الأفطس.. قبل أن تذهب إلى "رجل ٍآخر مناسب في مكان ٍآخر مناسب".. بعد أن قصرّت تنورتها أكثر.. وزادت من حجم ردفيها أكثر .. فأكثر.

    ... يتبع
                  

05-01-2008, 06:52 PM

اسماعيل مرغنى
<aاسماعيل مرغنى
تاريخ التسجيل: 02-12-2004
مجموع المشاركات: 144

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذُبــــــابـــــــةْ ... خضـــــــــــراءْ (Re: اسماعيل مرغنى)

    بعد علاقة دامت سنوات عِدة.. تزوجا..فرحٌ غامر.. زغردات طويلة متقطّعة.. ببذلته الأنيقة يتشبث بيدها الناعمة.. بعد أن غرز نظراته المنفلتة بين عينيها الزجاجتّين وصدرها العارم.. يملأهُ شبق الليلة الأولى.. هي تحفظ سرّاً ما لقّنته إياها أمها و عمتها المكتنزة وجدتها التي زارها الخرف حتى قبل أن تصل هذا العمر وإصرارها المدّعم بالشتائم على حضور الحفل.. الذبابة الخضراء تجلس غير بعيد.. لا تكترث كثيراً للحركة الدّابة في المكان.. تدّخن سيجارتها الوحيدة بغنج ٍأنثويّ قديم.. وهي ترمق العروس بنظرات فضولية متفحّصة.. كلما أتيحت لها الفرصة إلى ذلك.. ثمّ.. هو وهي في غرفة أنيقة مغلقة الأبواب جيداً.. وذبابة خضراء ببقايا دخان سيجارة رخيصة.. أقترب العروسان من بعضهما.. بعد هروبٍ مغلّفٍ بالشهوة.. أغمضت الذبابة عينيها.. وجعلت أذنيها الكبيرتين تخترقان فضاء الغرفة.. امرأة ٌتئن.. ورجل ٌيئنُ أيضاً.. بابٌ مقفل بإحكام..جرّاء عمليات حياكة محكمة.. مفتاح ٌيتكسرّ في عتمة الضوء.. امرأة بتنهيدات حارة.. زفرات من الضيق والأسى.. رجل يجلس على حافة السرير الأملس.. ينطلق في بكاءٍ حار.
    صمت°.
    حركات سريعة هنا وهناك.. صوت سكين حادة تمزّق شيئاً ما.. عواء لامرأةٍ تنزف.. مزيداً من نشيج ٍلرجل ٍمنكب على بابٍ مغلق.. سحبت الذبابة الخضراء جسدها المتثاقل بعيداً عن الغرفة المغلقة.. تاركة وراءها رائحة دماء طازجة مختلطة بروائح ٍأخرى نفاذّة..وباباً صار مفتوحاً على مصراعيهِ.

    ... يتبع
                  

05-01-2008, 08:19 PM

اسماعيل مرغنى
<aاسماعيل مرغنى
تاريخ التسجيل: 02-12-2004
مجموع المشاركات: 144

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذُبــــــابـــــــةْ ... خضـــــــــــراءْ (Re: اسماعيل مرغنى)

    وقفت° في محطة تكتظ ببشر ٍمعفّر.. في انتظار بص ٍلا يأتي أبداً.. فتاة بوجه مبيض وملابس ضيقة جداً.. تلوّح بيدها الخضراء إلى عربة لم تقف بعيداً عنها.. ولا عن ذبابة خضراء.. اتجهت صوبها كطائر ٍبلله المطر.. تبادلا نظرات تقليدية مألوفة..صعدت.. بعد أن رسمت نصف ابتسامة على وجهها الذي بدأ ينزّ عرقاً رطباً.. في المقعد الخلفي انزلقت ذبابة خضراء دون أن يلتفتا إليها.. لم تعرْ عدم دهشتهما استغراباً.. انزلقت بظهرها إلى الخلف.. موسيقى هادئة تنساب ببطء.. نسماتٌ رطبة تنبعث من جهاز التكييف.. نعاسٌ فاتر يغزو عيني الذبابة.. ثمة حديث كأنه يأتي من قعر بئر ٍعميق.. يدخل وئيداً إلى أذنيها الخضراوين...
    ـ اسمك منو؟
    ـ ما مهم .. حتدفع كم؟
    ـ حسب البضاعة!
    ـ ما أنت شايف.
    ـ في البيت ولاّ العربية؟
    ـ برضو ما مهم!
    الذبابة بعينيها النصف مغلقتين ترى أحدى يدي الرجل على المقود.. والأخرى تندّس في مكان ٍما.. لا تراهُ الذبابة جيداً من زاويتها تلك...
    صمت°.
    رائحة ما تنبعث تختلط برائحة الرطوبة وبقايا عطرٍ قديم.. صوت فقاعات هواء.. صوت شيء ينزلق.. نعاس ٌجاف يطارد عينيّ الذبابة...
    بقايا حديث ٍيأتي من بعيد...
    ـ خمسين ألف
    ـ تلاتين
    ـ أربعين
    ـ أوكي!
    صمت°.
    خشخشات لشيءٍ يفتح. تتوقف العربة بهدوء.. خلف شجرة ضخمة.. ينزلان.. يحتلان المقعد الخلفي.. ودون اكتراث بالذبابة التي بنعاسها الفاتر انزلقت أسفل المقعد..
    بعض كلماتٍ متناثرة.. وروائحٌ تزداد حدّة.
    صمت°.
    نزلت الفتاة تصلح من هندامها.. وبمرآتها الصغيرة المنتزعة من حقيبتها الجلدية.. صارت تعدّل من وضع ماكياجها الذي أختلط بشكلٍ سريالي مع عرقٍ متساقط.. خشخشاتٌ أخرى.. صريرٌ لشيء ما.. صعدت الفتاة.. عدّلت الذبابة جلستها بعد أن فارقها النعاس للحظات.. انطلقت العربة.. توقفت بعد برهة قصيرة.. نزلت الفتاة بعد أن وضعت في حقيبتها الجلدية أوراقاً نقدية.. ابتعدت بمشية ٍعرجاء.. وظهر مقوّس.. في محطة أخرى .. نزلت ذبابة خضراء .. عدّلت من وقفتها.. تحسّست صدرها.. لوّحت لسيارة ٍأخرى.. تصدر خشخشات.. وصرير لشيءٍ ما.

    ... يتبع
                  

05-01-2008, 09:10 PM

اسماعيل مرغنى
<aاسماعيل مرغنى
تاريخ التسجيل: 02-12-2004
مجموع المشاركات: 144

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذُبــــــابـــــــةْ ... خضـــــــــــراءْ (Re: اسماعيل مرغنى)

    فردَ ذراعيه الضخمين كطائر ٍيهّم بالتحليق.. استنشق هواء البحر.. ملأ رئتيه برائحة الموج.. الماء بملامساته اللطيفة يداعب أنامل قدميه.. أخذ حجراً.. قذفه بشكلٍ أفقي.. أمواج تتنّهد.. دوائرٌ متداخلة تروح. وأخرى تجيء.. جلس على الرمل.. بنى تلالاً.. سرعان ما حطمها بكفهِ.. بنى أخرى.. رسم أطفالاً.. نساءٌ نصف عاريات.. رجالٌ بعضلات ٍمفتولة و شوارب حليقة.. رسم حماراً ومعزة وديكاً.. رسم ذبابة.. أعجبته.. تركها ورحل.. ذهب البحر بعيداً.. حشائشٌ خضراء اقتربت.. لوّنت الذبابة.. طارتْ.. جابت الحقول.. شوارع المدينة.. صيدها صار قريباً.. رائحة ما تقودها.. اقتربت.. اقتربت أكثر.. دخلت من النافذة.. حطّت على الكتاب المفتوح.. لعقت بقايا سائل مندلق.. لعقت.. هو يقرأ.. ينهض.. على أوراقٍ بيضاء يدوّنُ شيئاً ما.. يعود.. يقرأ.. ذبابة تلعق.. ينهض.. يدوّنُ كلمات أخرى.. يعود.. يقرأ.. تلعق.. يدوّن.. يعود.. يغلق الكتاب.
    سائل أخضر ينزّ بين صفحات كتابٍ مغلق.. يمزّق ما دوّنه على الورق.. يخرج .. يغلق الباب.
    على الأرض سائل أخضر مُندِلق.. وورق ٌممزّق يتناثر في الهواء.
    صمت°.


    إنتهى
                  

05-02-2008, 01:55 PM

اسماعيل مرغنى
<aاسماعيل مرغنى
تاريخ التسجيل: 02-12-2004
مجموع المشاركات: 144

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذُبــــــابـــــــةْ ... خضـــــــــــراءْ (Re: اسماعيل مرغنى)

    صمت°.
                  

05-04-2008, 02:26 PM

اسماعيل مرغنى
<aاسماعيل مرغنى
تاريخ التسجيل: 02-12-2004
مجموع المشاركات: 144

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذُبــــــابـــــــةْ ... خضـــــــــــراءْ (Re: اسماعيل مرغنى)

    ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de