|
Re: لماذا الحقول لم تشتعلت قمحاً ووعداً وتمنى بمشروع الجزيرة و المناقل ؟؟؟ ... (Re: Omer Mustafa)
|
مشروع الجزيرة بقلم : صلاح الباشا... الدوحة الماضي والحاضر والمستقبل المجهول ؟؟
هذا المقال جزء من بحث كبير حول (سياسة تحرير الإقتصاد السوداني بين الحقيقة والخيال ) والذي سبق أن نشرناه بالرأي العام السودانية وبصحيفة اخبار العرب الإماراتية التي تصدر في أبوظبي ، ولأن هنالك العديد من القراء قد أن إتصلوا بنا طالبين نشر الجزء من البحث الذي يتحدث عن مشروع الجزيرة في موقع ودمدني الجميلة ، ولكي نقوم بتزويد أبناء ودمدني بالمعلومات الصحيحة عن مشروع مدينتهم العملاق ، فإننا نستجيب دون تردد وننشر هنا في ( ودمدني الجميلة) ماسبق أن كتبناه عن هذا المشروع حتي تدرك أجيال عديدة من أبناء الجزيرة علي وجه الخصوص أهمية الإلتفات التام لهذا الصرح الشامخ حتي لايختفي من الوجود لأنه ملك لكل أهل السودان وتزداد أهمية أكثر من الثروة النفطية التي غطت عليه مؤخراً000،
كنا قد أشرنا في مقالاتنا بالصحف بأن هنالك مجموعة من المشاريع الزراعية كان لها إسهامها الإستراتيجي في مسيرة الإقتصاد السوداني عبر تاريخه الحديث وتعتبر تلك المشاريع من أكبر المرتكزات الإقتصادية الصلبة في السودان بما تمتلكه من أصول ثابتة مرتفعة القيمة عبر كل الأزمنة ، إضافة إلي إكتساب وتراكم الخبرات الإدارية والفنية والحرفية بها ، فضلاً علي ما ظلت تقدمه من خدمات إجتماعية للمجتمع الذي تتواجد فيه فتنهض بالتالي بالأحوال المعيشية والصحية والتعليمية في ذات المناطق مما يقود إلي إستقرار السكان في تلك المناطق الجغرافية المحددة 0 ويأتي - بالطبع-علي رأس تلك المشاريع مشروع الجزيرة وإمتداد المناقل ، وكما يعلم العديد من الناس أن هذا المشروع قد تم إختيار موقعه الحالي عن طريق (شركة السودان الزراعية- Sudan Plantation Sendicate) وهي شركة قد تم تسجيلها في لندن في بداية عهد الإدارة الإنجليزية للسودان مع بداية القرن العشرين ، أي منذ بداية الحكم الإنجليزي المصري للسودان بعد دخول حملة كتشنر والقضاء علي دولة المهدية في موقعة كرري عام 1898م ومابعدها ، حيث كانت التجارب الأولي لتلك الشركة هي زراعة القطن تحديداً ، وقد تمت تلك التجربة بعد عدة دراسات جغرافية وطبغرافية حيث كان الإختيار قد وقع علي قيام المشروع في منطقة الزيداب ( غرب نهر النيل) في قلب منطقة الجعليين بالشمالية ، غير أن الشركة الزراعية إكتشفت فيما بعد أن الرقعة الزراعية هناك ضيقة ومحدودة وغير قابلة للتوسع نظراً للإمتداد الصحراوي الذي يحيط بالمنطقة من جهة الغرب ، وكانت الكمية المنتجة من الأقطان بمشروع الزيداب الزراعي لا ترضي طموح الشركة الزراعية ، فلم تكن تكفي حاجة المصانع الإنجليزية في لانكشير وليفربول وليدز حيث تتركز صناعة المنسوجات التي كانت بريطانيا العظمي تشتهر بها في أسواق العالم في ذلك الزمان فجاءت فكرة البحث حول نقل التجربة إلي منطقة الجزيرة المروية الحالية نظراً لإتساع الأراضي وإنبساطها وخصوبتها وجودتها ، وهي كما نعلم ( تربة طينية) خصبة لوجودها بين النيلين الأزرق والأبيض ، فضلاً علي وقوع الجزيرة المروية داخل حزام منطقة السافنا حيث يتوفرهطول الأمطارالتي تستمر طوال فصل الخريف لفترة ثلاثة أشهر في السنة ، وأيضاً لتوفر إمكانية إنشاء سدود ( خزانات) لحجز المياه علي النيل الأزرق لخلق نظام الري الإنسيابي ( ترع وقنوات) ، وهنا أتت الإستفادة من شيئين ، هما فتح ترعة رئيسية من الخزان( في سنار) لتمر عبر أراضي مشروع الجزيرة كي تتفرع منها ترع وقنوات صغيرة لري الأراضي وتتوغل داخل الأراضي الزراعية ( الغيط) ، والشيء الثاني هو لتوليد الطاقة الكهربائية المائية من خزان سنار ، ومن المعروف أن الطاقة المائية هي من أرخص أنواع الطاقة في العالم 0
تأسس المشروع وتم إفتتاحه رسمياً في عام 1925م بعد إكتمال إنشاء الخزان في سنار والإنتهاء من حفر الترع والقنوات الفرعية ( أبوعشرينات) ، وتم التخطيط لتأسيس التفاتيش والأقسام وبناء كل مستلزمات العمل من مساكن للعاملين بمختلف أحجامها وإنشاء المخازن والورش والمحالج الضخمة في كل من مارنجان والحصاحيصا ، ثم الباقير في وقت لاحق ، كما تم تأسيس أحدث شبكة نقل داخلي لترحيل الأقطان من الغيط ( الحواشات) إلي منطقة المحالج عن طريق تخطيط قيام أكبر شبكة نقل بضائع محلية في أفريقيا وهي ( سكك حديد الجزيرة) تتبع للمشروع فقط وتم إستجلاب القاطرات والمقطورات المسطحة التي تنقل جوالات القطن من الغيط للمحالج تفادياً للترحيل باللواري المكلفة إقتصادياً ، كما تم تأسيس محطة الأبحاث الزراعية في ودمدني لتناط بها المهام العلمية والبحثية في تحسين البذور والتقاوي لبذرة القطن علماً بأن البحوث الزراعية كانت في سنوات المشروع الأولي هي التي تقوم بكامل العمليات الزراعية قبل إنشاء الإدارة الزراعية بالمشروع ، وبمرور السنين فقد أصبح مشروع الجزيرة من أكبر مناطق جذب العمالة في السودان من كل القبائل خاصة من أهل شمال السودان ، كما جذب إليه مختلف تخصصات أبناء العاصمة المتعلمين ، بل أصبح منطقة جذب للعمالة الأفريقية من عدة دول مجاورة لعمليات الزراعة ولقيط القطن ، ولقد كان أهل شمال السودان هم العماد الأساسي لعمليات الإنتاج بالمشروع ، ومن هنا أتت أهمية محصول القطن كمحصول نقدي إشتهر به السودان في منظومة التجارة الدولية وقد كان يسمي بالذهب الأبيض ، وأصبح صادر القطن لوحده يشكل ثمانين بالمائة من دخل البلاد من العملات الأجنبية ،فضلاً علي التطور الذي رافق توسع المشروع عاماً إثر عام مع تطور وسائل الحياة الإجتماعية بكافة اشكالها لسكان الجزيرة والمناقل ،مثل حفر الآبار الإرتوازية ونقاط العلاج في الشفخانات ومراكز تعليم الكبار ورياض الأطفال والأندية الرياضية والإجتماعية في كل قري الجزيرة وحملات مكافحة الملاريا طوال السنة وحملات التطعيم الإجباري ضد الأمراض المعدية حيث يوجد مجتمع المزارعين 0و كل تلك المنجزات كان يقدمها المشروع من صافي عائدات القطن عن طريق إدارة الخدمات الإجتماعية بالجزيرة حيث كانت تخصص لها نسبة معينة ( إثنين بالمائة) من ناتج أرباح بيع القطن0
وبالإضافة لما كان يقدمه مشروع الجزيرة من خدمات إجتماعية ضخمة كما ذكرنا سابقاً قبل إنهياراته في السنوات الأخيرة ، فإن آثار نجاحاته الجانبية الأخري كانت تتمثل في إنتعاش الأسواق المحلية بمدن وقري المشروع العديدة ، ومارافق ذلك من قيام صناعات وطنية هامة تعتمد علي الخام الزراعي الناتج من المشروع كصناعات النسيج ( مجموعة مصانع شرف العالمية ) في مارنجان ومعاصر الزيوت والصابون ، ثم مطاحن الغلال بعد التوسع في إدخال زراعة القمح في النصف الثاني من القرن العشرين، وقيام مصانع نسيج الصداقة في الحصاحيصا وغزل الحاج عبدالله وغزل سنار، وقيام صناعات غذائية في مدني و المناقل وسنار ، فضلاً علي إتباع نظام الدورة الزراعية الذي يتيح للمزارع زراعة المحاصيل الغذائية والخضروات والبصل والفول ، وهي محاصيل جانبية ولكنها مهمة للمزارعين ويدخل عائدها كاملاً ومباشرة إلي جيب المزارع وأسرته، فضلاً علي توفر الأعلاف الزراعية للحيوان في كل قري الجزيرة 0
ولذلك ، فإن الشركة الزراعية في الجزيرة كانت تقوم بأدوار هامة في الإقتصاد الوطني بالسودان عبر مسيرتها منذ عهد الإدارة البريطانية إلي أن تم تأميمها وتحويلها إلي مؤسسة وطنية مائة في المائة في عام 1950م فسميت بمجلس إدارة مشروع الجزيرة بالسودان ، حيث كان أول من ترأس مجلس إدارة الجزيرة المرحوم عبدالحافظ عبدالمنعم محمد ، كما كان يحتل منصب المحافظ بعد رحيل الإنجليز الراحل السيد مكي عباس خلفاً لآخر محافظ إنجليزي وهو المستر جيتسكل المشهور جداً لأنه كان قد تدرج في خدمة الجزيرة منذ أن كان خريجاً شاباً عمره 22 عاماً في عام 1930 حين أتي من لندن حتي مشارف الإستقلال في عام 1956م ، حيث عمل جيتسكل عند تعاقده من لندن مع الشركة الزراعية للعمل بالجزيرة مبتدئاً من وظيفة صراف صغير بالغيط وظل متدرجاً في الوظائف المختلفة عبر السنين الطوال حتي وصل لدرجة محافظ لمشروع الجزيرة0
ولقد ذكرنا كل هذه المقدمة الطويلة عن هذا المشروع حتي تدرك الأجيال الجديدة بما كانت تقوم به الزراعة في هذا الوطن العزيز من أدوار في مسيرة الإقتصاد السوداني حتي وصل عائد البلاد من الناتج الزراعي وحده في بعض المواسم الزراعية إلي قرابة المليار دولار في السنة ، ولقد كانت أقل سنوات المردود الزراعي في عام 1989م ( قبل الإنقاذ) حيث وصل الناتج الزراعي لوحده إلي ستمائة مليون دولار تقريباً ( أي تعادل نصيب السودان من إنتاج البترول حاليا) 0لذلك000 كان مشروع الجزيرة فيما بعد هو الغدوة لقيام مشاريع حكومية صغيرة مثيلة له كمشروع الرهد ومؤسسة حلفا والسوكي كي يزيد الناتج الزراعي للتصدير ولتستقر الحياة الإقتصادية لسكان تلك المناطق 0
وعند إتباع سياسة التحرير الأخيرة ، كانت من أكبر أخطائها تجاهل هذا المشروع بتقليل مساحات القطن فيه إلي أقل قدر وبنسبة إنخفاض وصلت إلي سبعين بالمائة في المساحة ، وإستبدلت تلك المساحات بتوسيع زراعة القمح الذي له مخاطره الأخري ، فهو محصول مكلف ويحتاج إلي مناخات شتوية محددة التوقيت وغير متقلبة ( كمناخات وسط السودان) حسب رأي الخبراء في هذا المجال، والقمح أصلاً عالمياً يعتبر متوفراً ومن أرخص المنتجات المطروحة في السوق العالمي وليس بالسلعة النادرة مثل القطن، ولا ندري حتي اللحظة من هو هذا الفيلسوف صاحب المشورة المدمرة الذي أدار عجلة الزمان بالجزيرة سبعين عاماً إلي الوراء بسبب الخوف من قيام حصار إقتصادي دولي علي السودان كإنعكاس لتداعيات أزمة الخليج الثانية في عام 1990م ومابعدها ، حيث اشار بتقليص مساحة زراعة القطن من مليون فدان إلي مائة ألف فدان فقط في معظم السنوات الأولي للإنقاذ ، مع إتساع مساحات القمح الذي كان وبالاً علي الدولة والمزارع علي السواء ، فإذا بكل دول العالم تسارع في إرسال إنتاجها من سلعة القمح والدقيق الفاخر إلي السودان بأرخص الأسعار ، مما أدي إلي كساد القمح السوداني الرديء والمكلف جداً للخزينة العامة ، وبدأ بذلك إنسحاب السودان من معظم أسواق القطن والغزول العالمية ، وقد إتجه وقتها الغزالون العالميون في غرب العالم وشرقه إلي مناطق أخري من الكرة الأرضية للبحث عن دول بديلة تغطي حاجاتهم من الأقطان طويلة التيلة وقصيرتها ، فبدأ العد التنازلي لهذا المشروع العملاق وتعطلت حركة الأبحاث الزراعية وتم إبعاد كل الكفاءات المتميزة بالمشروع بالكامل وتم إتباع سياسة القفز بالعمود في إدارة المشروع ،وإستشري التخبط وسط الإدارة التي ظل يتبدل مديروها كل سنة أو سنتين من عديمي الخبرة العريقة بعد أن إستغني المشروع من كل الجيل الخبير في شتي أقسامه منذ سنوات الإنقاذ الأولي ، فالكل كان يريد تكبير كومه من السلطات وحدث التضارب الإداري في القرارات ، وتقلص دخل صادر القطن من مئات الملايين من الدولارات إلي سبعين مليوناً فقط في عام 1999م إلي أن إنهار المشروع بالكامل بعد أن ظلت وظيفة المدير العام يتم التعيين لها من أصحاب الولاء - عديمي الخبرة - من خارج إطار المشروع ، وكلهم قد فشلوا فشلاً بائناً في إنقاذه مما دعا أصحاب التخصيص والتحرير في المركز لتكوين اللجان لدراسة إمكانية خصخصة وبيع هذا المشروع العملاق ( بأثمان بخسه) كما تعطلت إثر ذلك كل المصانع المحلية التي كانت تشتري موادها الخام من أقطان مشروع الجزيرة وتحولت تلك المصانع إلي ماكينات هامدة وتشردت العمالة واصبح سكان ولايات الجزيرة وحيواناتهم يتسولون لقمة العيش من خشاش الأرض ومن دواوين الزكاة ومن تحويلات المغتربين الذين هربوا من البلاد زرافات ووحدانا بعد أن سدت كل سبل الكسب أمامهم وهم يرون أهليهم تسوء أحوالهم المعيشية ، ورغم ذلك فإن البنوك الإسلامية بمرابحاتها العالية الفائدة التي تقارب الخمسين في المائة من أصل القرض قد ساعدت في عملية إعسار ثم إفلاس قطاعات هامة من المزارعين الذين باع معظمهم أصوله الإنتاجية القديمة كاللواري والجرارات ، وبعضهم باع منازله المرهونة للمصارف ، فأصبحت سياسة التحرير هذه قد أضرت بقطاعات هامة من جماهير الشعب السوداني بعد ان كانت كل حياتهم تسير في تناغم وتؤدة ونجاحات معقولة وسترة حال عبر عشرات السنين، ولم نشهد في تاريخ السودان كله أن قام الناس ذات يوم ببيع كل أشيائهم الجميلة والعريقة ومعها ذكرياتهم الحلوة خلال سنوات محدودة إلا في عهد تحرير الإقتصاد هذا الذي رافقته حملات دعائية كانت تشعرك بأن السودان سيكون جنة الله في الأرض بعد خمس أو ست سنوات ، فإذا بالسنوات العجاف تتزايد سنة بعد أخري ، وإذا بفلاسفة تلك السياسة التحريرية يصمتون صمت القبور ويشغلون أنفسهم بإختراع مؤسسات أخري لعلها تقنع الشعب في الداخل والعالم الحر بالخارج بأن بلادنا أيضاً تستطيع دخول عالم التجارة التقنية الحديثة من بيع أسهم وسندات وأسواق مالية ومضاربات ، ناسين أن السودان وإقتصاده المنهار لايمكن أن ترتفع فيه أسعار اسهم أو سندات لمؤسساته المصرفية المفلسة حيث ظلت تختفي مصارفه ومؤسساته المالية من الوجود الواحدة تلو الأخري شأنها في ذلك شأن البقالات التي تغلق أبوابها بسبب عدم وفاء الزبائن بسداد مديونياتهم ، ولنا أن نراجع الأداء المالي لأي مصرف سوداني خاص وهي كثيرة العدد لنري كم هي الأرباح التي تحققت للمساهمين في العشرة سنوات الأخيرة ، لا شيء ، فتات فقط 00 نعم فتات فقط 000أي والله00 ورغم ذلك لايزال البعض يتشدق بعبارات ( أسلمة البنوك) ذات الفائدة التي تصل إلي خمسين بالمائة من أصل القرض0 ( نذكر هنا أن فائدة البنوك قديماً كانت عشرة في المائة فقط) ، وكل الذي تغير أننا أبدلنا كلمة قرض إلي مرابحة فأصبح الأمر ( أسلمة البنوك) وهو مجرد شعار فضفاض فقط ، ثم رفعنا نسبة الفائدة إحتراماً لكلمة أسلمة هذه فقط ، وهذا رعب فكري أصولي بائن، والنتيجة كانت كلها إعساراً في سداد المرابحات ، وحصل ما حصل لعملاء المصارف0
لذلك نقول أن تحرير الإقتصاد إذا لم يرافقه تحرير لإرادة الناس وفتح المجالات الفكرية لإسهاماتهم فإن الموقف سيكون ( مكانك سر) ، وهذه طبعاً أفضل من ( إلي الخلف دور) التي حدثت للإقتصاد السوداني عبر سنوات تحرير الإقتصاد ، إذ لا زلنا نأمل في أن يعاد النظر في مسألة إعادة الحياة لمشروع الجزيرة ، وذلك لسبب بسيط لايخفي علي الإدارة الإقتصادية التنفيذية بالبلاد ، وهي أن هذا المشروع به من الأصول الثابتة ما لايحتاج بعده إلي إي إضافات أصول أخري لمدة خمسين سنة قادمة علي الأقل ، فهنالك قيمة أصل خزان سنار ولا نحتاج بالطبع إلي قيام خزان آخر لري أراضي المشروع تحديداً ، وهنالك وجود الأراضي نفسها كأصل قوي وثابت بذات تقسيماتها وتفاتيشها ، مع توفرمؤسسة أعمال الري بكل آلياتها الضخمة وخبراتها المعطلة ، ووجود قنوات الري والترع والتي تحتاج إلي تنظيفها فقط من الحشائش ، فلا نحتاج إلي إنشاء تفاتيش جديدة او شق قنوات جديدة في نظام الري ، وهنالك المكاتب والمساكن والمخازن والورش التي تغطي كل أقسام الجزيرة والمناقل ، وهنالك المحالج الضخمة في مارنجان والحصاحيصا والباقير ، وهنالك أصول رئاسة المشروع في تلك المنطقة الإستراتيجية الهادئة الجميلة ( بركات) ، وهناك أسطول قاطرات ومقطورات سكك حديد الجزيرة التي تنقل الإنتاج من الغيط إلي المحالج ، وهناك إدارة ومعامل وأراضي البحوث الزراعية بودمدني بكل علمائها وإدارييها المتفانين ، وفوق ذلك هناك الإنسان المزارع والإنسان الإداري والإنسان الزراعي والإنسان الفني ، وهناك العامل المتخصص في كل أمور وخبايا ومعدات هذا المشروع 0، وفوق ذلك 000هنالك القدرة الإلهية التي أبعدت شبح فكرة بيع المشروع في سنوات عتمة سابقة وحفظته للأجيال القادمة، فماذا يتبقي إذن كي نعمل لإعادة الحياة لتوظيف تلك النعم والموارد المعطلة التي تبلغ قيمتها السوقية الآن مئات المليارات من ( الدولارات)0
إذن المسألة لا تستدعي الهروب والإلتفاف حول هذا الأمر ، ولا أدري كيف كانت لجنة الخصخصة التي تم تكوينها في السنوات القليلة الماضية تستطيع أن تجد مستثمراً لديه مايقارب الخمسمائة مليار دولار وهي القيمة التقديرية لأصول هذا المشروع المذكورة سابقاً ، كيف كانت خطة الخصخصة ستسير وماهي الجهات المحلية أو حتي الدولية التي تتوفر لديها مثل هذه القدرات المالية العالية لكي تشتري هذا المشروع ، أم أن المسألة سوف تسير علي نهج بيع المؤسسات المالية الرابحة مثل بيع البنك التجاري المتميز إلي بنك المزارع الخاص بأبخس الأثمان ، وبأغرب عملية بيع ، وقد كانت كالتالي: لم يقم بنك المزارع بدفع قيمة الشراء في وقتها فوراً ونقداً في عام 1991م ، بل كلنا يعلم بأن عملية السداد قد تمت من واقع عمليات ونشاط البنك التجاري القديم بعد عدة سنوات لاحقة ( في عام 1997م) مع ملاحظة إنخفاض أسعار الصرف خلال تلك المدة لأن البيع لم يتم بعملة الدولار ( تصور؟) ، أي تم بيع البنك وتم تركه يعمل كي يسدد ثمن أصوله للحكومة ، أي بعد أن حقق البنك أرباحاً عالية بموقفه المالي القوي وبأرباح معاملاته المصرفية لمدة سبع سنوات لاحقة ، ثم قام بعدها بسداد قيمة الشراء إلي بنك السودان دون تعديل في قيمة سعر البيع المقررة في عام 1991م رغم إنهيارات الجنيه المتلاحقة ، أي أن مساهمي بنك المزارع لم يوردوا قيمة الشراء إلي خزانة الدولة نقداً ومقدماً عند إستلامهم للبنك التجاري في عام 1991م ، وهذه لعمري أغرب طريقة للبيع وهي أن تبيع نفسك للغير وأن تعمل سبع سنوات إضافية لتحقق أرباحاً لكي تتمكن من سداد قيمة بيع نفسك للغير من أرباحك المحققة ، وهي تذكرنا بزمن تجارة الرق حيث يظل الرقيق يعمل عند مالكه حتي يتمكن من سداد المبلغ المتفق عليه لكي يتم عتقه بعد ذلك فهي أشبه بهذه المسألة تقريباً وهذا شيء مقلوب تماماً في عالم التجارة مائة في المائة، ولكنها فلسفة التحرير والخصخصة وفوضي المتابعة والإنشغال بالفعل السياسي فقط، فضلاً عن قرار بيع مؤسسة حكومية مصرفية ناجحة كالبنك التجاري الذي يعتبر من أميز البنوك في تاريخ السودان الحديث وله تقاليد تجارية راسخة وعملاء متميزون راسخون في الحركة التجارية السودانية ، فقد إختفي البنك التجاري العملاق إلي غير رجعة ودخل بكل نجاحاته إلي بطن بنك جديد خاص يحمل إسم المزارع ( بالعافية) والذي لم يسهم مطلقاً في حركة الإقتصاد الزراعي والوطني بعشرة في المائة مما كان يقوم به البنك التجاري الذي ( ذهب مع الريح)0
لذلك فإننا نتحدث بإصرار شديد في أن مسألة تحرير الإقتصاد وخصخصة مشاريع وبنوك الدولة رغم صحة نظرياتها من الناحية الفنية البحتة ، إلا أن تطبيقاتها كانت كلها تنم عن إنعدام خبرة في العمل الوطني السوداني ، وعن قلة تجربة في العمل الديواني ، حيث لاحظنا أن هنالك أسماء معينة ظلت ولمدة عشره سنوات تتنقل في نفس وظائف مديري البنوك التجارية والزراعية ، فيتم تحريكهم من بنك إلي آخر كل فترة ، مثل تغيير مدرب الكرة لخانات اللاعبين داخل الملعب مع الحفاظ علي نفس التشكيلة ، وبالتالي لا يحدث إستقرار إداري في البنك المحدد ولاتجديد في سياساته كي يتطور ويصمد ، وذلك بسبب تقلب السياسات وتبدل المهارات ،مما أدخل إقتصاد البلاد بذلك في حقل تجارب ظللنا ندفع ثمن إخفاقاتها المتواصلة فقراً ومرضاً وجوعاً ومهددات للهوية تطل برأسها من وقت لآخر ، وغاردتنا إلي غير رجعة كل قيم وتراث التسامح السياسي والتكافل الحياتي في المعاش والحاجات ، وإفتقدنا معظم مكونات إستمرارية مشروعاتنا الزراعية الضخمة ، وإنهارت الخدمة المدنية التي إشتهر بها السودان بين الشعوب ، وهاجرت العقول المتميزة المبعدة من الخدمة تلعق جراحاتها الغائرة وتتذوق مرارة العلقم إلي مهاجر بعيدة تستصعب العودة بعدها 000ومنهم من بحث عن إكتساب جنسيات أخري فوجدوها علي طبق من ذهب في العالم المتقدم 000فتأمل!!!0
ولكن رغم ذلك يبقي الأمل متقداً في نفوسنا 000 وسنظل نتفاءل بالخير حتي نناله ، ولا نملك إلا أن ندعو الله أن يحفظ سوداننا الحبيب من كل شر وفتنة وأن يهدي كل قادتنا إلي سواء السبيل ، وأن يعم السلام الذي غاب طويلاً كل أرجاء البلاد ، وأن تعود لمجتمعنا مرة أخري كل قيم التسامح والأدب الرفيع والتعامل الراقي بين كل فئاته ، وأن تنتصر قيم الحق والجمال وأن تندحر وتغادرإلي غير عودة كل مشاريع الظلام وأجندة الحرب ، وحينذاك000 سنجد كل أسراب الطيور التي إرتحلت بعيداً جداً ولسنوات طويلة قد حزمت حقائبها لتعود إلي مراتع صباها لتجدد ذكرياتها رغم مرحلة كهولتها فتعود وفي معيتها كل تجاربها الثرة وكل أجيالها الجديدة التي ترعرعت بالخارج بكل ما إكتسبته تلك الأجيال من علم حديث ومن تقنية متقدمة ومن أفق متسع ومتقدم كإتساع بلادنا الشاسعة كي يحدث تواصل وتوارث للخبرات والتجارب في شتي الميادين مرة أخري بعد هذا الإنقطاع الطاريء رغم طول مدته ، وعند ذلك000ستتفتح ملايين الزهور في أرض بلادنا بعد أن أصابها الذبول زمناً ليس بالقصير وختاماً نأمل بأن يكون هذا الجهد المتواضع قد فتح المجال واسعاً كي يسهم أهل السودان بإبداء ملاحظاتهم حول الأداء الإقتصادي في بلادنا طالما كان أمر الإقتصاد يهمهم كلهم وليس الجهاز الحاكم فقط ، حتي لا تتكرر تلك الأخطاء القاتلة مرة أخري 000، وحتي نستطيع إبعاد شبح المعاناة التي واجهتها جماهير شعبنا ، وأن نتمكن من إغلاق ذلك الفك المفترس والمتمثل في حزام الفقر والجوع الذي أصبح سمة لازمة يُدمغ بها شعب السودان في كل الميديا العالمية كما نراها من وقت لآخر ….والله المستعان ، وإلي اللقاء0
المصدر : http://www.wadmadani.com/html/m-gaz.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لماذا الحقول لم تشتعلت قمحاً ووعداً وتمنى بمشروع الجزيرة و المناقل ؟؟؟ ... (Re: Omer Mustafa)
|
أيها المسؤولون تداركوا مشروع الجزيرة هذا المشروع ذو الفضل الكبير بعد الله، والنفع الجزيل، والخير المتعدي العميم، الذي كل السودان له مدين، أصابه من الدمار والخراب والتسيب ما الله به عليم، لقد خربت ترعه وخزاناته، وطمست جداوله وقنواته، وتآكلت وتكسرت أنابيبه، وقلت إنتاجيته، وشاخ شيخوخة مبكرة.
لهذا التدني والتدهور أسباب كثيرة وعوامل عديدة، بعضها إداري، وبعضها اقتصادي، والآخر سياسي، وسنشير في هذه العجالة إلى أهم الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور، ونتج منها هذا الخراب، فنقول:
أولاً: عدم تحديث القنوات وتجديدها
من الأسباب الرئيسة في تدهور مشروع الجزيرة عدم تحديث القنوات وتجديدها وتطهيرها كما كانت تطهر دورياً من قبل.
كانت بعض المعدات قد أحضرت لهذا الغرض في الثمانينات، وجلست حيناً من الوقت، ثم حولت إلى مشرع آخر، إلى ترعتي كنانة والرهد كما علمت.
كان لعدم تحديث القنوات وتجديدها آثار سلبية ظهرت في مشاكل الري العصية، مما أدى إلى تدني الإنتاج وانخفاضه، لم تعد الخزانات والترع الرئيسة والفرعية، دعك عما يتفرع منها إلى داخل الحقول صالحة لاستيعاب ما كانت تستوعبه من قبل وتحافظ عليه من المياه، وقد كذبت عيني عندما رأيت ثاني ترعة رئيسة في الجزيرة وهي التي تعرف بـ"فم طابت" قد انكسرت عند قنطرة 46 قرب قرية تنوب، وتدفقت منها المياه مع حاجة المزارعين الماسة إليها، وكان عجبي واستغرابي أكبر عندما شاهدت الطريقة التي أصلحت بها، فالمواسير في القنوات الرئيسة والفرعية وكذلك الأبواب والأقفال تآكلت وتكسرت، وبعضها تعدي عليه لعدم وجود الرقيب.
وعمليات التطهير من الطمي ونحوه للقنوات الرئيسة والفرعية التي تحظى بذلك لم تعد ذات جدوى لاختلاف الجرارات والحفارات وصغر حجمها عما كانت عليه في الماضي، هذا بجانب عدم الرقابة والبطء، وقلة إحسان العمل وتجويده.
ثانياً: حراثة الأرض نقصت كماً وكيفاً
كانت مصلحة الهندسة الزراعية من الإدارات الناجحة في مشروع الجزيرة، التي تتولى حرث الأرض وفق خطة معينة، وبمستويات مختلفة، وعلى درجة عالية من الدقة، أما الآن فقد أصاب هذه الإدارة ما أصاب غيرها من الإدارات، نحو سكة حديد الجزيرة التي كانت تتولى نقل القطن والبذرة والتقاوي والأسمدة من داخل الغيط إلى المحالج المختلفة والمخازن، إن كانت لا تزال موجودة، وأصبحت عمليات الحرث يتولاها المزارعون بأنفسهم مع ضعف إمكانياتهم وعدم تقديرهم لأهمية الحرث، هذا بجانب التلاعب وعدم الدقة التي تصحب ذلك.
ثالثاً: التداخل وعدم التوافق بين إدارة المشروع وبين إدارة الري
الشركاء المتشاكسون في أي مشروع أومصلحة أوشركة عامل من عوامل عدم نجاح ذلك المشروع، وأداة من أدوات الهدم، فالتداخل وعدم تحديد الاختصاصات بين الزارعين وإدارة الري له أثر كبير وضرر عظيم على المشروع، ويؤثر تأثيراً سلبياً على عمليات الري، التي تنعكس بصورة جلية على تدني الإنتاج، فلابد من تحديد المسؤوليات وتفعيل الاختصاصات، حتى لا يحدث تضارب ومشاكسة.
رابعاً: تسييس الإدارة وعدم استقلالها
من عوامل الخلل الرئيسة في مشروع الجزيرة وأسباب التدني المباشر في الأداء تسييس الإدارة وعدم استقلالها في اتخاذ القرار للصالح العام، متمثلاً ذلك في مدير المشروع أوالمحافظ، حيث أصبح الولاء شرط أساسي في الاختيار، وكان أول ضحايا هذه البدعة السيئة والظاهرة الخطيرة إعفاء المحافظ القدير والمهندس الزراعي الكبير عبد الله الزبير قبل الإنقاذ، فمن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً، وكذلك الأمر بالنسبة لاتحاد المزارعين الذي يمثل جزءاً لا يستهان به في إدارة المشروع.
خامساً: ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج
نسبة لانخفاض قيمة الجنيه السوداني في السنوات الماضية، مع سياسة التحرير التي انتهجتها الحكومة ورفع الدعم، وتعدد الرسوم والضرائب، حيث أصبح المزارع يتحمل كل الأعباء ويبوء بوزر كل الأخطاء، وليس له من راحم إلا الله.
سادساً: تدني مستوى الخدمات للعاملين في المشروع من مفتشين وغيرهم
حيث سحبت السيارات من بعضهم، وخفضت كمية الوقود التي تعطى إليهم، مما كان له آثار سلبية سيئة على الإشراف على العمل، وكاد هم كثير منهم ينحصر في أعماله الخاصة من زراعة وتربية مواشٍ ونحو ذلك، وأصبح الغيط لا رقيب فيه ولا حسيب إلا الله.
سابعاً: عدم وضوح العلاقة بين المزارع والإدارة
بدءاً بالظلم الواقع على المزارع، وهو غالباً المالك للأرض، وتأجيرها منه بثمن بخس، ملاليم معدودة وهو فيها من الزاهدين، والدعوة إلى خصخصة المشروع وتمليكه للقطاع الخاص انسياقاً مع رياح العولمة النتنة، كأن المشروع بلا مالك ولا وارث، وغير ذلك من القسم الضيزى والأمور الغامضة التي يُغيَّب فيها المزارع غياباً كاملاً.
لهذه الأسباب مجتمعة ولغيرها تدهورالمشروع، وتدنت إنتاجيته، وساءت خدماته، وتقلصت إمكاناته، وتقهقرت مكانته، وقلت عائداته، ونفدت أرصدته واحتياطاته، بعد أن كان دائناً للحكومة، فأسباب تدنيه معروفة، وسبل إصلاحه وتقويمه متيسرة، وإمكانية إعادته إلى سيرته الأولى ممكنة، إذا اقتنع المسؤولون بذلك، وجدوا وأخلصوا النية، واستشعروا أهمية الزراعة التي بها قوام حياة الإنسان والحيوان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة، ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة يوم القيامة".1
والله أسأل أن تعود للمشروع حالته الأولى، وأن يهيئ له من الأسباب ما يجعله ينهض حتى يزداد عطاؤه، ويكثر نماؤه، ويحتل مكانته السابقة في الاقتصاد السوداني، حيث كان عماده، فإنه ليس على الله بعزيز، وأن يوفق المسؤولين لما فيه خير دينهم ورعاياهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين.
ابن مزارع ذاق حلو المشروع والآن يتجرع مره وعلقمه
http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha43.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لماذا الحقول لم تشتعلت قمحاً ووعداً وتمنى بمشروع الجزيرة و المناقل ؟؟؟ ... (Re: Omer Mustafa)
|
العزيز عمر مصطفي ... شكراً لكم وأنتم تحملون هذا الهم الثقيل ... "البلد تبني بسواعد بنوها" إن ما بعيشه مواطن الجزيرة من إحساس بالذل والهوان والخزي والاشمئزاز , بجد يستدعي وقفة تأمل , وتدبر, وتفكير, ومصارحة , وصدق , ووقوف المعترف بالذنب ؟ Quote: لا أدري هل هو نتيجة إهمال أم هو فعل مقصود الغرض منه تغييب المشروع |
أخي العزيز هل فشلت جميع محاولاتنا في تفسير مواقف الدولة وكل مسئوليها تجاه هذه الولاية .. ناسين أننا منذ أمدٍ بعيد ونحن نعاني التهميش الذي طالنا ، والعزلة التي نهشتنا... في وقت أصبحت التحديات تفرض علينا اليقظة والجدية , في وقت ابتعدنا عن الواجب , فكثر كلامنا وقل فعلنا ....والطريق الى الإصلاح يبدو بعيد المنال .... سيدي العزيز إن الأزمة الحالية وما تنذر به من أخطار ويترتب عليها من آثار، لم تأت بدون مقدمات وأسباب ! بل كانت محصلة جملة من التصرفات والسياسات القذرة والقاتلة والغير مسئولة . والتي بنيت علي هوي من لا نهوي ....
Quote: من عوامل الخلل الرئيسة في مشروع الجزيرة وأسباب التدني المباشر في الأداء تسييس الإدارة وعدم استقلالها في اتخاذ القرار للصالح العام، |
الا تتفق معي أخي عمر في إننا جميعا نساهم في هذا الخلل والتدني , بعضنا بالسكوت , وبعضنا بالتواطؤ مع المسكوت , وبعضنا بالقول دون الفعل , وبعضنا بالمساهمة في التردي , وبعضنا ...وبعضنا....والنتيجة واضحة وضوح الشمس منتصف النهار . قرى تواجه ظروفاً قاسية وواقعاً مأساوياً تفتقر لابسط مقومات الحياة ... في ولاية إنطلقت منها شرارة الإستقلال الأولي ... نزوح في فصل الصيف بحثاً عن الغذاء بمشروع يطلق عليه قلب السودان النابض وسلة الخبز السوداني ... مياه شرب ملوثة ونقص حاد في الدواء وجميع الخدمات ... هذا الواقع أخي العزيز يؤكد أن لا إصلاحات دون نضالٍ شعبي في الشارع ، ولا حقوق دون ميزانٍ قوي بوجه المستفيدين من إفقارنا واضطهادنا ... "أليست هي نظرية الحقوق ما بعد نيفاشا" ...
لي عودة عصام الحاج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لماذا الحقول لم تشتعلت قمحاً ووعداً وتمنى بمشروع الجزيرة و المناقل ؟؟؟ ... (Re: abuguta)
|
Quote:
اقول لكم نعم لقد سمعت صوتكم
فكيف السبيل الى خروج |
اغضب ولا تسمع أحد
اغضب..
فإن الله لم يخلق شعوبا تستكين
اغضب..
فإن الأرض تـُحني رأسها للغاضبين
اغضب..
فإن الريح تذبح سنبلات القمح تعصف كيفما شاءت .. بغصن الياسمين
اغضب..
ستلقىَ الأرض بركانا ويغدو صوتك الدامى نشيد المُتعبين
اغضب..
فإن حدائق الزيتون لا تؤوى كلاب الصيد لاتنسى دماء الراحلين الأرض تحزن حين ترتجف النسور ويحتويها الخوف.. والحزن الدفين الأرض تحزن حين يسترخى الرجال مع النهاية.. عاجزين
اغضب..
فإن قوافل الزمن الملوث تحرق الأحلام فى عين الصغار الضائعين
اغضب..
فإن العار يسكـُنـُنا ويسرق من عيون الناس لون الفرح يقتـُل فى جوانحنا الحنين ارفض زمان العهر والمجد المدنس تحت أقدام الطغاة المعتدين
اغضب..
ففى جثث الصغار سنابل تنمو.. وفى الأحشاء ينتفض الجنين
اغضب..
فإنك إن ركعت اليوم سوف تظل تركع بعد آلاف السنين
اغضب..
فإن الناس حولك نائمون وكاذبون وعاهرون ومنتشون بسكرة العجز المهين
اغضب..
إذا صليت أو عانقت كعبتك الشريفة مثل كل المؤمنين
اغضب..
فإن الله لا يرضى الهوان لأمة كانت - ورب الناس - خير العالمين فالله لم يخلق شعوبا تستكين
اغضب..
إذا لاحت أمامك صورة الكهان يبتسمون والدنيا خراب ٌوالمدى وطنٌ حزين ابصـُق على الشاشات إن لاحت أمامك صورة المُتـنطعين
اغضب..
إذا لملمت وجهك بين أشلاء الشظايا وانتزعت الحلم كى يبقى على وجه الرجال الصامدين
اغضب..
إذا ارتعدت عيونك والدماء السود تجرى فى مآقى الجائعين
اغضب..
إذا لاحت أمامك أمة مقهورة خرجت من التاريخ.. باعت كل شئ كل أرض.. كل عِرض.. كل دين
اغضب..
ولا تترُك رُفاتك جيفة سوداء كفنها عويل مُودعِـين اجعل من الجسد النحيل قذيفة ترتج أركان الضلال ويُـشرق الحق المبين
اغضب..
ولا تسمع احد اغضب..
فإنك إن تركت الأرض عارية يُـضاجعها المقامر.. والمخنث.. والعميل سترى زمان العُـهر يغتصب الصغار ويـُـفسد الأجيال جيلا.. بعد جيل وترى النهاية أمة.. مغلوبة مابين ليل البطش.. والقهر الطويل
ابصق على وجه الرجال فقد تراخى عزمُهم واستبدلوا عز الشعوب بوصمة العجز الذليل
كيف استباح الشرُ أرضك واستباح العُهر عرضك واستباح الذئبُ قبرك واستباحك فى الورى ظلمُ الطـُغاةِ الطامعين
اغضب..
إذا شاهدت كـُهَّان العروبة كل محتال تـَخـفـَّى فى نفق ورأيت عاصمة الرشيد رماد ماض يحترق وتزاحم الكـُهَّان فى الشاشات تجمعهم سيوف من ورق
اغضب..
كـَـكـُـلِّ السَّاخطين
اغضب..
فإن مدائن الموتى تـَضجُّ الآن بالأحياء.. ماتوا عندما سقطت خيول الحـُـلم وانسحقت أمام المعتدين
اغضب..
إذا لاحت أمامك صورة الأطفال فى بغداد ماتوا جائعين فالأرض لا تنسى صهيل خيولها حتى ولو غابت سنين الأرض تـُـنكر كـُـلَّ فرع عاجز تـُـلقيهِ فى صمت.. تـُـكـفـِّـنـُـه الرياح بلا دموع.. أو أنين الأرض تكره كل قلب جاحد وتحب عـُـشاق الحياة.. وكل عزم لا يلين فالأرض تركع تحت أقدام الشهيد وتنحنى وتـُـقبِّـل الدم الجسور وقد تساقط كالندى وتسابق الضوءان ضوء القبر.. فى ضوء الجبين وغداً يكون لنا الخلاص يكون نصر الله بـُشرى المؤمنين
اغضب..
فإن جحافل الشر القديم تـُـطل من خلف السنين
اغضب..
ولا تسمع سماسرة الشعوب وباعة الأوهام.. والمتآمرين
اغضب..
فإن بداية الأشياء أولها الغضب ونهاية الأشياء آخرها الغضب والأرض أولى بالغضب سافرت فى كل العصور وما رأيت.. سوى العجب شاهدت أقدار الشعوب سيوف عارٍ من خشب ورأيت حربا بالكلام وبالأغانى.. والخـُطب ورأيت من سرق الشعوب ومن تواطأ.. من نهب ورأيت من باع الضمير ومن تآمر.. أو هرب ورأيت كـُهانا بنوا أمجادهم بين العمالة والكذب ورأيت من جعلوا الخيانة قـُدس أقداس العرب ورأيت تيجان الصفيح تفوق تيجان الذهب ورأيت نور محمد يخبو أمام أبى لهب
فاغضب..
فإن الأرض يـُحييها الغضب
اغضب..
ولا تسمع أحد قالوا بأن الأرض شاخت.. أجدبت منذ استراح العجز فى أحشائها نامت.. ولم تنجب ولد قالوا بأن الله خاصمها.. وأن رجاله اخانوا الأمانة.. واستباحوا كل عهد الأرض تحمل.. فاتركوها الآن غاضبة ففى أحشائها.. سُخط تجاوز كل حد تـُخفى أساها عن عيون الناس تـُنكر عجزهالا تأمنن لسخط بركان خمد لو أجهضوها ألف عام سوف يولد من ثراها كل يوم ألف غد
اغضب..
ولا تسمع أحد اسمع أنين الأرض حين تضم فى أحشائها عطر الجسد اسمع ضميرك.. حين يطويك الظلام وكل شئ فى الجوانح قد همد والنائمون على العروش فحيح طاغوت تجبّر.. واستبد لم يبق غير الموت إما أن تموت فداء أرضك أو تـُباع لأى وغد مت فى ثراهاإن للأوطان سرا ليس يعرفه أحد إن أخرجوا بغداد من صلواتها سيكون عار المسلمين إلى الأبد إن تنصروا الرحمن ينصركم .. وهذا ما وعد هذا ما وعد
فاروق جويدة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لماذا الحقول لم تشتعلت قمحاً ووعداً وتمنى بمشروع الجزيرة و المناقل ؟؟؟ ... (Re: Omer Mustafa)
|
الأستاذ أبو مصطفي .. اسعد الله اوقاتك ...
Quote: ألم يسمع هؤلاء بغضب الحليم... ؟؟؟ |
ومتي هذا الغضب ؟؟؟ أما آن الأوان لاتخاذ مايلزم إتخاذه ؟؟؟ أنا أرى أن النظر والعمل بجدية لقضايانا يتطلب منا الوقوف وقفة واحدة في وجه من يحاول المساومة على حقوقنا ...
كل الشكر واحترامي وتقديري لجهودك ــــــــــــــــــــــــــــــــ العزيز أبو مصطفي من خلال موقعك كباحث وصحفي ومن خلال موقعك الجغرافي "تواجدك بالسودان " نرجو التحرك والقيام بما يلزم !!! ً... ونحن رهن الإشارة ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لماذا الحقول لم تشتعلت قمحاً ووعداً وتمنى بمشروع الجزيرة و المناقل ؟؟؟ ... (Re: عصام الجيلي)
|
Quote: الأستاذ أبو مصطفي .. اسعد الله اوقاتك ...
Quote: ألم يسمع هؤلاء بغضب الحليم... ؟؟؟
ومتي هذا الغضب ؟؟؟ أما آن الأوان لاتخاذ مايلزم إتخاذه ؟؟؟ أنا أرى أن النظر والعمل بجدية لقضايانا يتطلب منا الوقوف وقفة واحدة في وجه من يحاول المساومة على حقوقنا ...
كل الشكر واحترامي وتقديري لجهودك ــــــــــــــــــــــــــــــــ العزيز أبو مصطفي من خلال موقعك كباحث وصحفي ومن خلال موقعك الجغرافي "تواجدك بالسودان " نرجو التحرك والقيام بما يلزم !!! ً... ونحن رهن الإشارة ... |
الرائع عصام لك التحية و الود ومشكور علي إسهامتك الجميلة النيرة وكما تعلم نحن ناس الجزيرة النفير يجري في عروقنا و الترابط الإجتماعي من أهم خصائصنا فالتغيير قادم لا محالة معاً لكشف المسكوت عنه ومعاً لتسليط الضوء علي مأسينا ومعاً لمحاربة الفساد و يد الله مع الجماعة حتي ننتزح حقوقاً وحتي يرجع مشروع الجزيرة لسيرته الأولي وحتي نغني جميعاً: في الجزيرة نزرع قطنا *** نزرع نتيرب نحقق أملنا
بجيك صادي مودتي أبو مصطفي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لماذا الحقول لم تشتعلت قمحاً ووعداً وتمنى بمشروع الجزيرة و المناقل ؟؟؟ ... (Re: مرتضى الكجم)
|
Quote: والمشروع فى الطريق ولا تتم الخصخصة الا بعد ان يدمر
حتى يحلو لهم الامر |
الرائع مرتضي الكجم لك التحية و التقدير ومشكور علي المساهمة و الإهتمام الرائع ومشكور علي المرور ، معاً لكشف المسكوت عنه وتسليط الضوء علي ما يحاك لمشروع الجزيرة ذلك المارد الذي لا ولن يئن ونحن علي قيد الحياة فهي صرخة مدوية وقد تتبعها ردات فعل عنيفة حفاظاً علي الموروث الإقتصادي و الثقافي و الإجتماعي ومعاً لمحاربة تفكيك المشروع ودحره وخصخصته دعوة صادقة للوقوف بقلب وأحد حتي ننتزعة من عبث العابثين وحقيقة الناظر لمشروع الجزيرة يري بوضوح سياسة التهميش التي تمارسها الدولة أو الإنتهازيون من المتسلقين في السلطة فتري ضعاف النفوس و الكوادر الضعيفة ترسل للجزيرة لهدم ماتبقي من الأرث الإجتماعي و السياسي و الإقتصادي وهذا يبرر بوضوح الحقد المتوارث علي مواطن الوسط وذلك لتبنيه الدور الريادي في عملية التصدي لمشاكل السودان منذ الإستقلال فكانت خيراته تعم الجميع فكان الإكتفاء الذاتي وكانت الهجرة من جميع بقاع السودان للوسط فتحمل الوسط ورحب بالجميع وقدم ملايين التضحيات في سبيل ذلك ، وهاهو يجني الهوائل من ممارسات الإنقاذ الخاطئة وحقيقة إنقلبت المعادلة فشرد مواطن الوسط قهرياً وإجبارياً بحيث حورب في مصدر رزقة وجوع وشرد وتم مصادرة محاصيلة وفضل الإستعاضة عنه بفلاحيين مصرين في هذا الصدد و العمل علي نسف ما تبقي من المشروع حتي يهجره الجميع ليدق الجرس في التقانت و التقاه وأبو عشرين للمثتثمرين وهكذا يكون جزاء سمنار الإنقاذي للسعي لهدم السودان وتجويع وتركيع وإذلال عدوهم الشعب السوداني الفضل ...
وجاييك صااااااااااااااااادي مع حبي ،،، أبو مصطفي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لماذا الحقول لم تشتعلت قمحاً ووعداً وتمنى بمشروع الجزيرة و المناقل ؟؟؟ ... (Re: Omer Mustafa)
|
دفاعا عن ضميري!! أحمد مطر
أنا لا أخشى مصيري فأنا أحيا مصيري ! أي شيء غير إغفائي على صبارة القر وصحوي فوق رمضاء الهجير ؟ واختبائي من خطى القاتل ما بين شهيقي وزفيري؟ وارتيابي في ثيابي وارتيابي في إهابي وارتيابي في ارتيابي ومسيري حذرا من غدر حذري ! أهو الموت ؟ متى ذقت حياة في حياتي ؟ كان ميلادي وفاتي ! أنا في أول شوط لف صوتي ألف سوط وطوى(منكر)أوراق إعترافاتي وألقاني إلى سيف (نكير). كتبت آخرتي في أول الشوط فماذا ظل للشوط الأخير ؟! ............... ولماذا كل هذا يا ملاذا لم يجد في ساعة الوجد ملاذا ؟ تكتب الشعر لمن و الناس ما بين أصم و ضرير ؟ تكتب الشعر لمن والناس ما زالوا مطايا للحمير ؟ و أسارى يعتريهم خفر حين ملاقاة الخفير و شقاة يستجيرون من الطغيان بالطاغي الأجير وجياعا ما لهم أيد يبوسون يد اللص الكبير ؟! ............... أنا لا أكتب أشعاري لكي أحظى بتصفيق و أنجو من صفير أو لكي أنسج للعاري ثيابا من حرير أو لغوث المستجير أو لإغناء الفقير أو لتحرير الأسير أو لحرق العرش ، والسحق بنعلي على أجداد أجداد الأمير . بل أنا من قبل هذا وأنامن بعد هذا إنما أكتب اشعاري..دفاعا عن ضميري ..................
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لماذا الحقول لم تشتعلت قمحاً ووعداً وتمنى بمشروع الجزيرة و المناقل ؟؟؟ ... (Re: Omer Mustafa)
|
مشروع الجزيرة بين الحق والحقيقة Revision of Production Relationship in the Gezira Scheme Published in 25 March 1970 1) Plans of Vertical Development An emphasis that the main intention is to manage the project as an economic proposition & not as a welfare scheme for the benefit of the local population should henceforth be made. Future plans of vertical development in the scheme aim at, besides raising the general standard or living of the tenant, increasing the national revenue. Mechanization of agricultural operations as far as can be practicable or the three crops cotton, groundnuts & wheat - is envisaged to increase the yields considerably. Whilst putting more responsibility on the management side, the tenant will be greatly relieved of many of his obligations towards the production of groundnuts and wheat in particular. The Board shall undertake all the operations except those minor ones for which the tenant will be paid in advance to employ labour or provide a private tractor. He will thus be encouraged to utilize the time saved on animal husbandry and the production of suitable fodders.
Cotton groundnuts & wheat will all be attended to equally well by the Board. Dura will remain a sole tenant crop.
2) Forms of Profit Sharing Many forms of profit sharing have been discussed when planning the Rahad Project.
a) Different Forms of Crop - Sharing A partnership as such can be maintained if the crops to be shared can only be disposed of by the management of the scheme or any other controlling body.
The Sudan Gezira Board System Under this system the joint accounts are deducted from the proceeds of all cotton products & the balance is distributed among the three partners - Government, Tenant & Sudan Gezira Board - in the agreed ratio as follows :
i) Government 36%
ii) Tenants 50% - (of which 2% for Tenants Reserve Fund)
iii) Local Government Councils within the Irrigated Area 2%
iv) Social Development 2%
v) Board 10%.
The actual figures for the division of Gross income for the years 1965/66 & 66/67 are given below at average yields of 3.672 and 4.604 respectively :-
1965/66 1966/67 Sudan Government 3,273,884 4,981,749 Tenants 4,365,179 6,642,332 Tenants Reserve Fund 181,883 276,763 Local Government Councils 181,882 276,764 Social Development Funds 181,883 276,764 Sudan Gezira Board 909,412 1 ,383,8l9 9,094,123 13,838,19l
Here the main criticism is that any intensification within the rotation adds more obligation on the part of the Government through supplying additional water and on the shoulders of the Board though more supervision and more intensified services without payment in return. On the other hand the tenant will naturally devote as much of his time, as can make him secure a reasonable tenure of his tenancy, to the other crops.
System of Crops Division on Equitable Basis All production costs covering rent of land, interest & amortization of the capital cost of the project, the recurrent cost of management & of supply of irrigation water - should be assessed here for all crops. These would be deducted from the total sales revenue obtained and the balance to be divided between the Government and the tenants in an agreed ratio.
Many other systems of crops division for raising revenue from the tenant can be discussed but in all cases the difficulty of getting the tenants to bring in all their other crops will remain to be solved.
Partnership Conflicting Objectives However more alarming is that so long as the Partnership concept does exist the tenant (a junior entrepreneur partner) will endeavour to continuously improve his own living standard whilst the Government (a senior entrepreneur partner) will tend to maximize the contribution of the scheme to state funds. The tenant through his organised union moves, as previously experienced, can press in an attempt to increase his share and every now and then he can succeed even though his real status in the partnership pattern of responsibility may not have changed.
The main argument against crop-sharing systems is that the sharing of' the proceeds in a definite & fixed ratio far reduces the incentive of the tenant to improve. There will be more incentive for the tenant to farm well in a profit rather than a crop-sharing system.
b) Fixed Land & Water Charge System The revenue derived from land & water rate will be in view of renting the land, providing water to field, maintaining canal structure, interest & amortization of capital, supply of supervisory staff etc. The marketing cost, ploughing, fertilizer application etc. all done by the management will be charged to tenant account.
There is a good case here for discontinuing the joint account & the tenant should shoulder the full responsibility for crop production.
Three examples to illustrate the Land & Water Charge (L.W.C.) System are given :-
i) Rahad Scheme Planners Example
A fixed water rate per feddan per irrigation in respect of each crop grown was suggested as shown here-under :-
Cotton Medium Stable 10 Waterings X £2 = 20 per fed. Graundnuts 6 Waterings X £2 = 12 per fed. Dura 3 Waterings X £2 =6 per fed. Wheat __ __ __
The per feddan per crop rate was recommended for crop safety against tenants economizing in water to avoid a heavy water charge.
ii) Working Party Final Report Example
On a 40 feddans tenancy of 10 feddans of Cotton it is estimated that the three crops grundnuts, wheat & dura having 5 feddans each will add a margin, at the typical yields, of £80. Total Margin on the tenancy & possible land rent are shown below :-
Cotton Yield Margin to Tenant from Cotton Margin from other Crops Total Margin Suggested Rent Tenant Profit 3 70 80 150 60 90 4 155 80 235 120 115 5 240 80 320 180 140
iii) Gezira Study Mission Proposed Income Formula
The 1964/65 year figures closely approximate to the average of the 5 years period 60/61 - 64/65 & was therefore taken as a representative year for calculation of Profit Sharing results as follows :-
Sales income of Cotton = 508,228 X 3.554 X £14.143 = 25,546,507 Joint Account Estimated = 9,649,829 Gross Profit to be shared = 15,896,678 Farmer's Share at 50% = 7,948,339 Board Costs = 1,362,823 = 9,331,162 Government Share = 6,585,516 (is the balance inclusive of 2% Local Govt. 2% Social Development Land & Water Charge on amount to recover = 6,585,516 1,775,088 = £3.710 per irrigable feddan.
In each case by removing the partnership concept it does mean that the tenant has an added incentive to work & prosper on the grounds that added inputs from his side result in higher profit accruing to him & do not have to be shared.
The main danger in this situation is that he will become the master & the only entrepreneur - a big bourgeois class, which can direct through massive movements the whole state as it wishes, will come to existence.
3) The Employed Tenant System No system as such has been previously codified or discussed. But plans of vertical development bring up the thought. Under this :-
i) the status of the tenant in the production relationship pattern relative to the three crops - Cotton, Groundnuts & Wheat will weaken appreciably in view of his diminishing responsibility. The management of the scheme shall undertake almost all direct responsibility on behalf of the Government. A new relationship, in which the partnership concept disappears, will be realized and the conflict in objectives between the parties involved can be easier resolved.
ii) a reasonable measure of incentive to put more effort and increase production can be incorporated in which case diverse talents and resources of all those concerned can be put to maximum.
iii) a kind of set up such as to allow flexibility & diversity of production in the case of changing markets & technology can be established.
How? through raising a well secured income payment to the tenant proportionate to the yield for the three crops - cotton, groundnuts & wheat. This is to be so assessed (calculated) as to:-
1) make the individual tenant realize an improvement over his previous condition - in his standard of living, security of income in bad years, if any; thus guaranteeing a state of settlement to the younger generations whose natural tendency is how to seek their fortune (employment) in the growing towns.
2) generate an additional income to the national revenue after making for all Board costs.
These are to be so timely paid in order to help the tenant to maintain good living throughout the 12 months of the year. In this case the tenant will enjoy a definite pay irrespective of future sales prices.
Suggested Approach to Tenants Income Payments
Suppose yields fluctuate under the future vertical development plans as follows :-
Cotton 3.0 - 10.00 Kantars per feddan (as average) with 5.000 (as average) Groundnuts 0.4 - 2.5- tons per feddan with 1.000 (as average) Wheat 0.2 - 1.75 tons with 0.750 (as average).
i) Total Tenant Income at Average Yields For a holding of 40 feddans in the present Gezira rotation cropping pattern, the average yield division is assumed to make the tenant attain an average reasonable living standard comparable with a group III Wakefield labourer's annual pay.
Taking in this case as a rate £240 per year on cumulative basis for the three crops averages (or £276 to include for his income from Dura, vegetables & live stock, i.e. = £23 per month) the crops may each contribute a ratio :-
Feddans Yield Produce Ratio Proportions Rate per Unit of Production Cotton 10 5.000 50 60% £144 £2.88 Groundnuts 5 1.000 5 30% 72 14.40 Wheat 5 0.750 3.75 10% 24 6.40
ii) Total Tenant Income at Maximum Yields Cotton 10 10.00 100.00 60% 360 3.60 Groundnuts 5 2.50 12.50 30% 180 14.40 Wheat 5 1.75 8.75 10% 60 6.86
This assumes a prosperous living at the sub-professional status of £600 per annum (or £648 to include for his own crops i.e. equiv. to £54 per month).
iii) Total Tenant Income at Minimum Yields ( OR Lower) This is much debatable. But strictly speaking the tenant's income should be zero if not negative. However consideration is to be given for compensating the tenant in bad years. These assumptions need be checked by assessing in each case the balance, after deduction of all costs, so as to see how far the proposed system will add up to the national revenue. If all objectives are well satisfied a new relationship formula can be advocated.
An illustration of this is shown in the following table for average yields as well as for the potential of maximum yields. Graphs could be designed after working out results for all yields between the minima & maxima assumed for the three crops. Such graphs can readily give the divisions for profit sharing at the various yields.
Assessment of Government Revenue on the Employed Tenant System per Feddan At Average Yields Crop Yield Price per Unit of Production Proceeds Total Expenditure Gross Revenue Tenant Net Income Management Cost & Govt. Net Revenue Cotton 5.00K. £14.000m/ms £70.000 £35.000 £35.000 £14.400 £20.600 Groundnuts 1.00T. 36.000 36.000 14.000 14.000 14.000 7.600 Wheat 0.75T. 28.000 21.000 14.000 14.000 4.800 2.200
At Potential of Maximum Yields Crop Yield Price per Unit of Production Proceeds Total Expenditure Gross Revenue Tenant Net Income Management Cost & Govt. Net Revenue Cotton 10.00K. £14.000 £140.000 35+ (3X5) £90.000 £36.000 £54.000 Groundnuts 2.50T. 36.000 90.000 14+ (10X1.5) 61.000 36.000 25.000 Wheat 1.75T. 28.000 49.000 14+ (8X1) 27.000 12.000 15.000
--------------------------------------------------------------------------------
Acknowledgement
The Writer acknowledges with admiration & thanks the valuable contribution given by Mr M.A. El Mufti, Agricultural Department, Sudan Gezira Board.
References
1) Development of Agriculture & Organisational Planning in the Main Gezira Area - Final Report by the Working Party - Department of Agriculture.
2) Roseiris Pre- investment Survey - Rahad Project - Report No. 2 - Ministry of Finance & Economics.
3) Gezira Study Mission Report - Annex VI - World Bank Mission.
4) The Organisation of Production in the Irrigated Areas of the Sudan - By D. S. Thornton.
5) Reform in the Structural Organisation of Sudanese Agriculture - By D.S. Thornton.
6) Economics & Social Problems of the Private Pump Schemes - Northern Province - By Professor F.A. Williams.
--------------------------------------------------------------------------------
Author: Hussein Omer Kisha, Published in 25 March 1970
--------------------------------------------------------------------------------
خارطة الموقع:
الصفحة الرئيسية مشروع الجزيرة بين الحق والحقيقة التصنيع الزراعى بمشروع الجزيرة زراعة الأرز بمشروع الجزيرة ... حقيقة ملموسة الإستفادة من سيقان القطن – مصنع الخشب المضغوط الإستفادة من سيقان القطن – مصنع اللف والورق عصر الفول السودانى لإنتاج الزيوت مجمعات زراعية وصناعية من فول الصويـا تقشير وتبييض الأرز مجمع إنتاج وتصنيع الخضر (الطماطم) لإنتاج الصلصة المركزة. Revision of Production Relationaship in the Gezira Scheme Hussein Omer Kisha
المصدر : http://www.gezira.co.uk/reports.html
| |
|
|
|
|
|
| |