رسالة إلى مؤتمري الشيوعي والحركة…وحدة مهمشي الريف والمدن هي المخرج الوحيد

Quote: العدد رقم: 9092 الاحد 2008-04-27 اضواء ومفارقات رسالة في البريد تاج السر مكي كُتب في: 2008-04-27 عزيزي الاستاذ تاج السر .. بعد التحايا اعجبني مقالك الاسبوعي (لقاء الاربعاء) بعدد الايام الصادر في 23 من ابريل الجاري ورأيت ان اعلق عليه بما طاف بذهني من افكار طارحا حقائق اخرى تسهم فيما طرحت، ولك الحق في نشر تعليقي بالطريقة التي تراها. اولا علينا ان نشكر لقيادة الحزب الشيوعي طرحها برنامجها السياسي الذي سيعرض على مؤتمر الحزب الخامس للرأي العام السودان ليطلع عليه ويبدي فيه اصحاب الرأي من امثالك ما يثريه، ونأمل بكل صدق ان تساعد هذه المساهمات اعضاء المؤتمر الخامس فيطرحوها للنقاش داخل المؤتمر ولا يمروا عليها مرور الكرام. قولك ان الحزب الشيوعي ركز في تاريخه النضالي على مناطق الوعي او ما يسمى بالاقتصاد الحديث حقيقة جلية. لقد مد يده الى المناطق المهمشة التي تحدثت عنها ولكن بقدر محدود لعل هو ما اتاحته ظروفه المناسبة ولكن الفرصة افضل الان كثيرا بعد ان اقدمت الحركة الشعبية على ما اقدمت عليه وخلقت مناخا اكثر وعيا سياسيا واجتماعيا في مناطق الاقتصاد التقليدي ويظل السؤال المطروح هل الافضل ان يتم ذلك بالتحالف الاستراتيجي بين الحزب والحركة الشعبية أم يمد الحزب نشاطه لتلك المناطق منفردا.. انه سؤال مركزي ينبغي ان يناقش بجد ووضوح. ولكن الان لدى ملاحظات عن علاقة الحزب بالحركة خصوصا في فترة التسعينيات وحتى الوصول الى (نيفاشا) وتقديري ان الحزب اضاع اكثر من فرصة للتلاحم مع هذه الحركة وطرحها الثوري والتقدمي رغم علمنا بأن هذا الحزب قدم لقيادة الحركة مساعدات فكرية وتنظيمية مقدرة خصوصا في ايام تمركزها في اثيوبيا. اولا: في مرحلة ما بعد انتفاضة ابريل نجد ان من اهم الاحداث ان الزعيم الراحل الشهيد جون قرنق اعلن رأيه في النظام السياسي الجديد (المجلس العسكري الانتقالي) وقال ان ما حدث هو انتقال من مايو(1) الى مايو (2). لم تتجاوب قيادة الحزب الشيوعي مع هذا الطرح بل عارضته، وفي النهاية وضح ان رؤى قرنق كانت اثقب واقرب للحقيقة، والدلائل كثيرة وتكفي الاشارة لما فعله المجلس العسكري الذي فتح الابواب الموصدة للجبهة القومية الاسلامية في وقت كان الشارع السوداني ينظر اليها بازدراء، وبعد ذلك لدينا سجل مجلس الوزراء الذي قاده د. الجزولي وبه اغلبية من المتعاطفين مع الاسلاميين او من هم فعلاً من اعضاء الجماعة او المايويين. ثانيا: عندما لجأت فصائل التجمع الوطني الديمقراطي لحمل السلاح ومنه ا الشيوعيون كان لهم تنظيم صغير اسمه (مجد) اي مجموعة الجبهة الديمقراطية. قامت الحركة الشعبية بدور تدريب الفصائل الشمالية عسكريا ولهذا قامت علاقة حميدة ووطيدة بين كادر الحركة الذي يقوم بمهمة التدريب والكوادر الشيوعية والديمقراطية من اعضاء (مجد) كانت علاقة رفقاء سلاح وتكتسب ابعادا عظيمة عندما نذكر ان العسكريين من الحركة يملكون رؤية تقدمية عامة (وحدة السودان، النضال من اجل المهمشين .. الخ) ولدى اعضاء (مجد) التأهيل النظري الثوري والعلمي، وعندما يتمازج هذان فانهما يشكلان حائطا صلبا في طبقة الثورة السودانية. لم يحدث شئ من ذلك، وانتهى عمل الفصائل العسكرية الشمالية واحدة بعد اخرى، ونحسب ان الفرصة كانت متاحة فعلا للتلاحم بين الشيوعيين وكادر الحركة. ثالثا: في مرحلة لاحقة من التسعينيات اقترحت قيادة الحركة على فصائل التجمع ومنهم الشيوعيين اقامة ما اسموه (لواء السودان)، تنظيم عسكري موحد يضم جنوبيين وشماليين. وتؤكد استطلاعاتنا ان قيادة الحزب الشيوعي رفضت فكرة لواء السودان وماتت الفكرة. وبالعودة للحقائق نجد ان برنامج لواء السودان كان ليعبر عن اطروحات الحركة الشعبية الرئيسية (وحدة السودان .. الخ) اضافة الى خطوط اساسية اخرى تتفق في مجملها مع ما يطرحه الحزب الشيوعي، ورغم هذا لم تجد الفكرة قبولا، ولك ان تتصور الموقف السياسي والاجتماعي العام لو رحب الشيوعيون بالفكرة وطوروها وتطوروا بها في الفترة التي سبقت (نيفاشا). هذه 3 ملاحظات هامة في تاريخ العلاقة بين الحركة والحزب وما زال الحاضر والمستقبل حافلين باسس التعاون والتحالف بدلا مما نراه الان بما يشبه ارتكان اليسار والحزب الشيوعي للقوى التقليدية. التوقيع (صديق للحزب الشيوعي والحركة).