|
|
 أيها (النـوبـيـون).. انتباه !
|
- لا أكتب من أيّ منطلقات عنصرية أو مناطقية أو جهوية، وهذا المدخل ليس لنفي تهمة – هي منكرة ومستنكرة طبعا -، وإنما إيمانا بأن الحضارة النوبية التي اتصلت بإثيوبيا ومصر وليبيا (البربرية/الأمازيغية/الطارقية)، وبما يعرف الآن بغرب السودان، وجنوب السودان، وأثّرت وتأثرت، ليست ملكا، لا هي ولا التاريخ النوبي للمجموعات النوبية اليوم – سواء كانت في شمال السودان، أو في جبال النوبة [حسب بعض الشواهد اللغوية]، أو حتى من خلال التمازج التاريخي الطويل بين النوبيين والمجموعات العرقية والثقافية الأخرى التي استوطنت هذه الأرض، وتعرف اليوم في مجموعها باسم (السودانيين).
- ولا أود الخوض في التفاصيل الفنية الدقيقة المتصلة بمشروعات تنموية في شمال السودان، يجري تنفيذها، أو يجري الاعداد لتنفيذها. فالأهم من التفاصيل الفنية – التي لا أشك مطلقا في أنها أعدت على عجل -، هو الإنسان، صانع الحضارة، الإنسان بماضيه وحاضره ومستقبله. فالمشروعات التي يتم إنجازها اليوم، كالتي تمّ إنجازها بالأمس – السد العالي – لم تأخذ بالحسبان إنسان المنطقة، ولا (هويته) التي جرى – إلى حد كبير – تذويبها في هويات طارئة عليه، ولم تأخذ بعين الاعتبار علاقة الإنسان بالأرض، ولا الأرض ذاتها.الأرض التي تغمر – منذ مطلع الستينيات – بالمياه دون أيّ اعتبار جدي للكنوز الأثرية المهمة التي في باطنها !!
- وما حدث في (مروي) من امتهان لكرامة الإنسان، و...(الصحافيين) الذين ذهبوا للتغطية، وما جرى – بدم بارد للغاية – في كجبار، وما سيحدث لاحقا، هو اقتلاع للإنسان من أرضه دون استشارته.قرارات فوقية تعنى بالمصالح الاقتصادية دون العناية بالمورد الاقتصادي الأول:الإنسان !
- ولنا أن نشكك طويلا في ما يتم (فوق الطاولات، وتحتها) هذه الأيام، طالما أن الإعلام مغلول اليد، ومشلول تماما تجاه المنطقة النوبية، تلاحقه (الفرمانات) الخفية والعلنية، ويجري (تدجينه) ليفاجأ السودانيون كلهم (ضحى الغد) أن قسما مهما من تاريخهم، بل وحتى البشر جرى طمرهم تحت المياه !
- أيّ مشروعات للتنمية لا تقيم وزنا، أيّ وزن للإنسان، فتتخذ القرارات دون استشارته، ويفرض عليه الأمر الواقع، بل ويتم البتّ في شأن مستقبله ومستقبل الأجيال اللاحقة بملامح بدت واضحة للعيان لتغيير رهيب بلا ريب في التركيبة السكانية !! ولو تمّ الأمر بالنسبة لسودانيين، من حقهم أن يتملكوا وأن يعيشوا في المناطق النوبية لجاز، لكن السيء في الأمر أن المنطقة ستستقبل مئات الآلاف من الأشقاء المصريين، دون خطط إستراتيجية واضحة حيالهم وحيال استثماراتهم، من المستفيد؟ وهل سيحصل النوبيون على فوائد اقتصادية واضحة في مقابل سهولهم وأوديتهم التي لطالما كانت لهم طوال آلاف السنين ؟!
- وكما طرح الصحافي النابه، في السوداني، الزميل، (محب ماهر) لماذا لا يتم استيعاب الأشقاء المصريين في الداخل النوبي عوض (أرقين)؟ هل للأمر علاقة برغبة (إستراتيجية) في تطويق النوبيين المصريين الذين ذاقوا بدورهم الأمرين خلال قرن كامل ؟!
- ما الذي جناه الإنسان النوبي، سواء في السودان أو مصر جراء قيام السد العالي ؟ ولماذا لم تتكرم (القاهرة) على إنسان النوبة بخطوط الكهرباء؟!
- هل للأمر صلة بـ(رغبة ما) في طمس كلّ الآثار النوبية التي باتت الحفريات تؤكد يوما بعد آخر أن قرائنها تشير إلى (أول حضارة إفريقية)؟! أليس ذلك شأنا في غاية الأهمية حين يعلم السودانيون أكثر عن ماضيهم، وأن أسلافهم لم يكونوا بدائيين ومتوحشين، وأنهم إلى جانب أقرانهم في إثيوبيا ومصر وليبيا رفدوا الحضارة العالمية الماثلة اليوم ؟!
- ما هو دور (السودان) ولا نقل الحضارة النوبية، في الحضارة العالمية اليوم ؟!
- لماذا لا تؤجل هذه المشروعات كلها إلى أن:
1- تتم دراسات معمقة حول المنطقة كلها، من الخرطوم إلى غاية وادي حلفا، يشارك فيها علماء آثار وعلماء أنثروبولوجي، وبيولوجي، وبيئة، وخبراء في الفنون، وفي اللغات القديمة، حتى يتم التأكد بشكل لا يدع أي مجال للشك أن المنطقة باتت نظيفة من أيّ آثار أو إشارات قد تمكننا من فهم تاريخنا على نحو صحيح ؟!
2- وتجري استشارة النوبيين على نطاق واسع في شأن التنمية في مناطقهم، كيف تتم، وبأي الوسائل، وكيف تكون التعويضات، وإلى من تؤول ملكية المشروعات، وكيف، وكيف يجري استيعاب مجاميع سكانية جديدة، ذلك عوض إطلاق الرصاص على الشيوخ والأطفال والنساء كذلك المشهد الدموي المرعب الذي رأيناه جميعا – عبر الموبايل – في كجبار ؟!
3- يختار النوبيون أنفسهم من يمثلهم – عبر انتخاب ديمقراطي - في شركة أو مؤسسة خاصتهم للتطوير أو التنمية بحيث تتفاوض هي مع الدولة ؟!
- ولنا أن نطرح تساؤلات أيضا حول الحراك المحموم الذي يقوم به بعض المسؤولين – دون شفافية - في شمال السودان والخليج ومصر بشأن المنطقة النوبية، وبغية تخدير بعض النوبيين وإقناعهم بدفن حضارتهم تحت الماء، وبيع أراضيهم بأثمان بخسة، والترويج لمشروعات تنموية – لسنا ضدها مطلقا – لكن يجب أن تتم على مهل وبعد دراسات مستفيضة لا تأخذ بالحسبان البعد الاقتصادي وحده وكأن المنطقة النوبية صحراء جرداء لم يعمرها إنسان منذ آلاف السنوات، ولم تقم الشواهد على حضارته التي لم تكتمل لا الدراسات ولا الحفريات ولا المسوحات حولها ؟!
- إنني لا أطالب النوبيين فحسب، وإنما كل السودانيين، وكل العالم بإنقاذ (النوبة) والحضارة النوبية من محاولة حرق تاريخنا الورائي !
- إنني أطالب (اليونسكو) بالتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأطالب النوبيين وكلّ السودانيين بحراك واسع وفي كلّ العالم من أجل أن تكون هذه الخطط والمشروعات التنموية شفافة للغاية، بحيث تراعي أولا الإنسان وحضارته وأرضه.
- وأطالب أن نحافظ دائما – كما كانت الأمور دائما – على المظهر السلمي، واللا عنف في احتجاجنا على ما يحدث.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: خالد عويس)
|
الحال يغني عن السؤال:
(منقول من بوست أمري تغرق تحت الماء)
بيان من رابطة أبناء أمري بالخرطوم :-
_____________________________________________________________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
نــــــــــداء
الى جماهير شعبنا الوفي
الى أحزابنا السياسية الوطنية
الى منظمات المجتمع المدني
الى منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الطوعية
أكثر من ستمائة أسرة بأمري تحاصرها المياه اثر قفل مجرى النهر وبداية التخزين بسد مروي وبعد أن فقدت مغروساتها ومحصولاتها الشتوية والكثير من مقتنياتها ،الآن تحتمي بالجبال حيث لا مأوى ولا مياه صحية ( حيث المقابر وإنهيار دورات المياه) وحكومة الولاية والدفاع المدني يتفرجون ولم يتدخلوا، وذلك لمزيد من الضغط على المواطن حتى يستجيب للهجرة القسرية كما حدث عام 2006 للمجموعة الأولى من المهاجرين، علماً بأن هذه الأسر لم تستلم تعويضاتها ولم يهيأ لها البديل وهم باقون في موطنهم وفق قرار نائب رئيس الجمهورية وتوجيهه لبقائهم في موطنهم حتى تعالج مشكلاتهم.
عموماً الوضع ينبئ بكارثة إنسانية وصحية وبيئية ، ومن هنا نحِّمل ادارة السدود وحكومة الولاية الشمالية والحكومة المركزية المسئولية كاملة، كما نناشد كل المنظمات الوطنية والخيرية والعالمية والخيرين من أبناء أمتنا بمد يد العون والمساعدة بأعجل ما يكون.
والله مع الصابرين
رابطة أبناء أمري بالخرطوم
الإثنين 21 أبريل 2008م
مرفق :- قرار النائب
______________________________________________________________________________________________
لإستلام المساهمات العينية يرجى الإتصال بالوكالة الدولية للتنمية وإعادة التوطين – جنوب كبري الحرية – محمد خير حسن خليفة 0122565174
ولمزيد من التفاصيل :-
- عبد الطلب هاد الله محمد 0122269840
- محمد أحمد الحوري 0912220544
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: Medhat Osman)
|
عزيزي مدحت
مطلوب حد أدنى من وحدة صف نوبي - على الصعيد الثقافي والإنساني - بمعنى أن هذا الهم هو هم الإنسان (حقوق الإنسان)، ثم الأرض بما حوت من كنوز لا تعوّض أبدا، وستكون الخسارة خسارة العالم بأسره وليس السودان وحده.
الأمر جد خطير، وللأسف فإن القائمين على أمر السدود، ومن خلفهم، والساعين لهذه المشروعات يبدو أنهم إما يجهلون تماما عظمة ما تكتنزه هذه الأرض من مفاتيح معرفية وأثرية، أو أنهم تنكروا لهذه الأرض ولهذه الحضارة، وفضلوا عليها مصالحهم الذاتية الضيقة، وإلا كيف بالله يمكن - مثلا - لحكومة (إيطالية) مصابة بلوثة أن تقرر بين عشية وضحاها أن تردم (روما) لإقامة (أكبر مشروع زراعي في العالم) أو لحكومة يونانية ساذجة أن تأمر بهدم أثينا ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: خالد عويس)
|
ولنقرأ بتمعن ما طرحه د. صلاح على محجوب في ندوة السدود في الولاية الشمالية ما لها وما عليها- الرياض 11/4/2008
(منقول من بوست : كارثة... خارطة حكومية تبين المناطق التي ستغمر في حالة اقامة السدود في الولاية الشمالية)
السادة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد لله نحمده على حِلمه بعد عِلمه ، وعلى عفوه بعد قدرته، فإنّه رضيَ الحمد شكراً لجزيل نعمائه، وكثير آلائه، وجعله مفتاح رحمته وكفاء نعمته، ونصلي ونسلم على نبيه الكريم الشافع المقرّب، جعلنا من أهل طاعته وعتقاء شفاعته ، وعلى آله وصحبه والتابعين.
قال تعالى:
وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إنّ الشيطان ينزغ بينهم. إنّ الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً. (53 الإسراء).
وبعد
فإننا نجلس الآن كأهلٍ نتفاكر ونتدارس ما يصلح شأننا وشأن أهلنا ... نقارع الحجة بالحجة لا يخوّنُ أحدُنا الآخر، ولا يسخر أخٌ من أخيه.
إن كانت الحقيقة هي ضالتنا فلا شك أننا إليها واصلون.... فقط لنصلح النوايا ونجعل أمام أعيننا صلاح أهلنا.
إن عارض السدَّ أحدُنا وهو يعلم أنّ فيه خيراً، فإنّه يخونُ نفسَه ويخونَ أهله ويكون رائداً يكذبُ أهله.
وإن أيّدَ وأعان أحدُنا على قيام السد وهو يعلم أنّ ضره أكثر من نفعه، فإنّه يخون نفسه ويخون أهله، ويكونُ أيضا رائداً يكذبُ أهله... وكلاهما قد فرّط في الأمانة، ولن يكون عقابُ التاريخ شيئاً ذا بال أمام عقاب الديّان، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
هو إذن حوار عقلي هادئ يتحمل كلٌّ منّا رأي الآخر وإن جاء على غير هواه.
كان بودنا أن يتسع المنبر اليوم ليشمل أصحاب الرأي، والرأي الآخر. { فالضدُّ يُظهر حُسنَه الضدُّ}.
ولكن لعلّ الدعوة لم تصل إلى أصحاب الرأي الآخر في وقت مناسب. ولقد طمأننا القائمون على أمر جمعية التراث أنهم سيتيحون هذه الفرصة في وقت لاحق.
موضوع الندوة:
السدود في الولاية الشمالية
ما لها وما عليها
مقدمة:
لاشك أن السدود قد لعبت دورا كبيرا في السودان، وكلنا يعلم أنّ إنشاء خزان سنّار الذي تم افتتاحه عام 1925م بعد ثلاثة عشر عاما منذ وضع حجر أساسه، والذي عطلت بناءه الحربُ العالمية الأولى، هذا الخزان هو الذي جعل إنشاء مشروع الجزيرة ممكناً... مليون فدان تمت زراعتها لتصبح أكبر مزرعة في العالم تحت إدارة واحدة، وجاء امتداد المناقل ليضيف مليون فدان أخرى.
ثم إنّ خزان خشم القربة هو الذي جعل إنشاء مشروع حلفا الجديدة ممكناً بغض النظر عما آلت إليه الحال في هذه المشاريع المروية.
ثم إنّ كهرباء السدود كانت هي الركيزة الأساسية في السودان لوقت طويل، ويمكنُ أن تدبّج الصفحات في مزايا التوليد الكهربائي المائي. ولكن ظهور مستجدات في عالم اليوم تجعل الصورة الوردية للخزانات تهتز. أهمّ هذه المستجدات أن صارت المياه سلعة نادرة وستظل قيمة المياه ترتفع إلى ما لا نهاية بتفاقم أزمة مياه الشرب في العالم.
يقول تقرير الأمم المتحدة عن مصادر المياه ( الصادر 2006م ) أنّ 20% من سكان الأرض ( أكثر من مليار ) يفتقرون الآن إلى موارد عذبة للمياه، وستزيد هذه النسبة لتبلغ 30% في عام 2025م.
هناك حدّ فاصل بين الأغنياء والفقراء في المياه المتاحة، بينما يستهلك الفرد في المتوسط 400 لتر في اليوم في أمريكا الشمالية، فإنّه في أوروبا يستهلك 200 لتر في اليوم، أما في الدول النامية فإنّ نصيب الفرد لا يتجاوز 10 لترات وتكلفهُ أكثر مما تكلفُ أهلَِ البلاد الغنية.
نقص المياه ليس هو المشكلة الوحيدة، ولكن ظاهرة التلوث بسبب اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي والمخلفات الأخرى يزيد الأمر سوءاً في العالم الثالث.
تعدُّ منطقة الشرق الوسط من أكثر المناطق افتقاراً للماء إذ أنّ تعداد المنطقة 5% من سكان العالم وبها 1% فقط من المخزون العالمي للمياه.
أمّا أوروبا فهي ليست بعيدة عن هذا المصير، إذ ستواجه هذا الشح أيضا، إذ أعربت المفوضية الأوروبية عن قلقها الشديد إزاء النقص المستمر في مصادر الماء في أوروبا، ولقد أظهرت دراساتها أنّ غالبية الدول الأوروبية تستهلك كميات من الماء لا تتناسب ومخزونها مما ينذر بانخفاض المياه الجوفية بها.
حرب المياه القادمة:
الحديث عن حرب المياه الذي يتم تداوله كثيراً ليس من الخيال العلمي، بل هو خطر حقيقي يتهدد أفريقيا على وجه الخصوص. لقد حذرت تقارير الأمم المتحدة في مارس 2007م من أنّ أكثر من مليار شخص في 43 بلداً يعانون ندرة المياه وأنّ أكثر من نصف هذه القائمة من أفريقيا. وهناك قائمة أخرى تسمي أسوأ ثلاثة عشر (13) دولة في هذا المضمار ومنها جيراننا أثيوبيا، والصومال، وأريتريا، وجيبوتي، وأوغندا، وتنزانيا.
و حروبُ المياه المتوقعة ليس مصدرها عدم الحصول على مياه صالحة للشرب فقط بل تمتد إلى خطر المجاعات الحقيقية الناجمة عن تراجع الزراعة بسبب ندرة المياه.
أنهار العالم في خطر:
يقول تقرير الصندوق العالمي لحماية الطبيعة الصادر في عام 2007م في جنيف "إنّ أنهار رئيسية كثيرة في العالم تواجه خطر الجفاف بسبب بناء السدود والذي من شأنه أن يؤثر على تدفق مياه الأنهار والحياة البحرية. بينما يمكن أن يؤدي تغيير المناخ إلى تغيير القواعد التي عاشت في ظلها الأنهار لآلاف السنين".
ولقد حدد التقرير 10 أنهار من بينها نهر النيل، والريوغراند والدانوب بوصفها أسوأ ضحايا سوء التخطيط وعدم كفاية الحماية. ويضيف مديرُ برنامج المياه في الصندوق العالمي لحماية الطبيعة قائلا " إنّ الأنهار لم تعد تصل بانتظام إلى البحار مثل نهر الهندوس في باكستان ونهر النيل في أفريقيا والريوغراند، وهناك ملايين الأشخاص يتعرّضُ مصدر رزقهم للخطر" - انتهى كلامه-
وعرّج التقرير على أثر شح المياه على الثروة السمكية مما سيزيد أزمة توفر الغذاء سوءاً.
المياه المتاحة للسودان من المصادر الداخلية والخارجية:
المصادر الداخلية هي ما يسكنُ في الأرض من مياه الأمطار والمخزون من المياه الجوفية، والمصادر الخارجية هي ما يحمله النيل والأنهار الأخرى من خارج البلاد.
أما الوارد من المصادر الداخلية في السودان ( بما فيها الأنهار التي لا تصب في النيل مثل بركة والقاش ) والمياه الجوفية المتجددة فإنّه يتأرجحُ بسبب اختلاف كمية الأمطار من عام لعام، ولكنّها في المتوسط قد تصل إلى، أو تقل عن 10 مليار متر مكعب.
أما المياه الواردة من المصادر الخارجية فهي في حدود 20 مليار متر مكعب (وهي كما نعلم لا تُستغل بالكامل) مما يجعل الجملة في حدود 30 مليار متر مكعب.
سنعلم عن عدد سكان السودان قريبا عند اكتمال التعداد نهاية الشهر، ولكن على افتراض أنّه في حدود 35 مليون نسمة فإنّ نصيب الفرد يصير .....أي أقل من 1000 متر مكعب في العام.
تُحدّد وكالات الأمم المتحدة خط الفقر المائي ( water stress limit ) بأنّه 1000 متر مكعب للفرد في العام.
وفي السودان، وبنسبة زيادة سكانية تبلغ 2.8% في العام نجد أن السودان الآن تحت خط الفقر المائي، وسيظل كذلك بتفاقم الوضع عبر السنين.
كيف يمكن لمياه النيل أن تزيد أو تنقص؟
1. أفضل الجهود لزيادة واردات الماء هي تقليل التبخّر. كلنا قد سمع بالمشروع القديم مشروع شق قناة جونقلي في جنوب السودان، والذي اهتمت به مصر والسودان منذ أمدٍ بعيد، وكاد العمل في المشروع أن يستقيم لولا اندلاع الحرب في الجنوب في أوائل الثمانينات. الفكرة أنّ منطقة السدود تنتشر فيها مياه النهر على مساحات واسعة وتُفقد فيها كميات كبيرة من الماء بالتبخر (رغم أنّ الرطوبة النسبية عالية هناك) لذا فإنّ مشروع جونقلي هو شق قناة لضبط مسار النهر في حدود معلومة، وبذلك يتم توفير 12 مليار متر مكعب كانت تُهدد بالتبخر. مازال هذا الشروع حلماً.
2. هناك توصيات بعمل خزانات على الأنهار الموسمية ( مثل القاش) وليس على مجرى النيل الرئيسي. إذ أنّ الأنهار الموسمية تضيع مياهها في زمن الفيضان دون الاستفادة الكاملة منها، لذا فان السّد وإن خلّف بحيرةً خلفه فإنّه يوجّه الماء إلى حيث يُستفاد منه، وبعد أن تجفّ البحيرة خلفه تصير مصدراً للخير.
أما إهدار المياه:
فإن {أفضل} وسائلها هي إنشاء الخزانات والسدود على مجرى النيل. إذ أنّ اتساع رقعة البحيرة جنوب السد تزيد من التبخر.
وفيما يخص خزانات الولاية الشماليّة الثلاثة فإن أكثر التقديرات محافظة تقولُ بتبخر المياه بما يقارب 3 مليار متر مكعب ، أكثر من نصفها من سد مروي ( ولقد أفادنا السيد وزير الدفاع أنّ بحيرة سد مروي تمتد لـ 180 كيلومتراً بعرض 18 كيلومتر ).
إذن فيما يخص ضياع الماء فإن قيام الخزانات هو سبب رئيسي في هدرها.
المياه الجوفية :
تتراوح أعماق المياه الجوفية في السودان بين 40 - 400 متر، وكثير منها يصعب الوصول إليه أو أنها بعيدة عن البنيات التحتية التي تجعل الاستفادة منها ممكنة. أمّا المياه الجوفية السهلة في دلتا القاش وحوض نيالا فقد استهلكت لحد كبير { كمّاً وكيفاً}.
أمّا الحوض النوبي الذي كثر الحديث عنه مؤخراً فإنه ينتشر في أربعة بلاد مصر والسودان وليبيا وتشاد. والمساحة التي ينتشر فيها في السودان في حدود 800 ألف فدان أو نحوها، وكذلك مساحته في مصر، وتقل قليلا في ليبيا، أما في تشاد فهو يمتد في مساحة 10 آلاف فدان، ولقد بدأت ليبيا كما تعلمون في استغلال مياه ذلك الحوض عبر حفر عدد كبير من الآبار وضخ المياه ونقلها عبر مواسير عملاقة من جنوب ليبيا إلى شمال البلاد شرقا ( بنغازي ) وغربا ( طرابلس ).
أكدّ المصريون أن سحب ليبيا لهذه المياه لا يمسُّ المخزون الموجود في الحدود المصرية، ولكن ليس هناك دراسة أو تأكيد من الجانب السوداني بأثر نهر ليبيا العظيم على مخزون الحوض النوبي في الحدود السودانية.
الزراعة في السودان وحاجتها لمياه الري:
تقدر الأراضي الصالحة للزراعة في السودان بمساحة 84 مليون هكتار أو 200 مليون فدان، وفي أحد تقارير الأمم المتحدة الحديثة فإن التقدير يصل لـ 105 مليون هكتار أي أكثر من 220 مليون فدان.
سبق وأن أشرنا لحجم المياه المتاحة للسودان من المصادر الداخلية والخارجية وهي حوالي 30 مليار متر مكعب وهذه تكفي لزراعة حوالي 6 - 8 مليون فدان.. تعادل جزءاً يسيراً من الأراضي الصالحة للزراعة بالسودان. وهذه المساحة تقل في حال زراعة أكثر من عروة واحدة في العام أو بزراعة المحاصيل الدائمة.
المياه التي تذهب للزراعة المرويّة من جملة المياه المتاحة تصل نسبتها لـ94% في السودان ( في البلاد الأوروبية وفي أمريكا تذهب 70% من المياه للزراعة وتبقى نسبة 30% للاستخدامات المدنية الأخرى ).
أهم المشاريع المروية في السودان كما تعلمون هو مشروع الجزيرة ومشاريع الرهد والسوكي وحلفا الجديدة وهي في مجملها تشكل أكثر من 50% من الأراضي المروية في السودان.
تعلمون أنّ حصة السودان من مياه النيل تبلغ 18.5 مليار متر مكعب في العام، ونسبة ما تم استهلاكه في العشرين سنة الماضية كان في المتوسط 15 – 16 مليار متر مكعب، وهناك فائض ينساب إلى مصر.
زراعة القمح بالسودان ( الإحصاءات من السيّد وزير الدولة للزراعة، عبد الرحيم علي حمد) في لقاء إذاعي في نهاية مارس 2008م).
استهلاك السودان السنوي من القمح هو 2.100.000 طن. المحصول المتوقع للعام 2007- 2008م (يكتمل الحصاد تقريبا في هذه الأيّام) هو 800.000 طن وهناك زيادة مضطردة في إنتاج القمح من 2004 (400.000 طن) حتى تاريخه، أمّا بقيّة احتياج السودان يتم استيرادها في الغالب من القطاع الخاص الذي أنشأ صوامع ومطاحن للقمح.
المساحة الكلية التي ستتم زراعتها في الموسم 2008- 2009م هي 1.200.000 فدان في مشروع الجزيرة ومشروع السوكي ومشاريع النيل الأبيض ، وحلفا الجديدة ، إضافة للزراعات الصغيرة في الولاية الشمالية وغيرها .
متوسط إنتاج الفدان في مشروع الجزيرة 9 جوال (0.9 طن) وفي مشاريع النيل الأبيض 16 جوال (1.6طن ) والسوكي 12 جوال (1.2طن ) هذه الإحصاءات نأخذها بتحفظ رغم صدورها عن وزير الدولة بالزراعة قبل أسبوعين.
تتحدث وزارة الزراعة عن إعادة تأهيل مشاريع زراعية قائمة وإنشاء مشاريع أخري في الشمالية جملتها مساحة 500.000 فدان حسب إفادة منسق القمح بوزارة الزراعة مؤخراً ،وذلك بتكلفة مليار جنيه لتأهيل كل 1000 فدان ولا ندري كيف ستوفر لها مياه الري .
للمقارنة فقط :
تزرع مصر الآن 3.4 مليون فدان بالقمح وهي بالطبع لا تكفي نسبة للزيادة السكانية لذا يريدون زراعة المزيد. ولقد كانت بعض الشركات المصرية تزرع القمح في كندا وكازاخستان. وفي محاورة مع السيد وزير الزراعة المصري في القناة المصرية يقول إنّ فكرة زراعة القمح في السودان فكرة قديمة، منذ 30 عاماً ولكنّ نجاح الفكرة كان مرتبطاً بعلاقة حكومات البلدين، ولكنّ الآن - الحديث للسيد الوزير- فإنّ الحكومة السودانية تشجع الشركات المصرية لزراعة القمح في السودان . ولقد قمت بزيارة السودان 6 مرات خلال العامين الأخيرين. وزراعة القمح في السودان لن تكون عن طريق الحكومة المصرية بل عن طريق شركات مصرية.
نعود لنربط بين أمرين
زراعة القمح والمياه المتاحة
يقول خبراء الزراعة إنّ القمح يحتاج لكمية من الماء تساوي ارتفاع متر من الأرض المزروعة قمحاً حتى نهاية الموسم .
أي أنّ الفدان وهو 4200 متر مربع يحتاج 4200 متر مكعب من الماء . أي أن مليون فدان تحتاج 4.2 مليار متر مكعب هذه الكمية تكفي لزراعة القمح لعروة واحدة.
بعملية حسابية يسيرة نجد أنّ فائض نصيب السودان من مياه النيل والذي يقدر (دون بناء سدود ) بـ 3 مليار متر مكعب تكفي لزراعة 700.000 فدان إضافية لعروة واحدة، فإن أضفنا عروة صيفية فإنّ الماء يكفي لمساحة أقل قد تصل350– 450 ألف فدان.
ثم نعود لنربط بين زراعة الأرض والمياه المتاحة وإنشاء السدود.
ذكرنا من قبل أنّ إنشاء السدود في مروي وكجبار ودال قد يزيد من التبخر بمقدار ( 2.8- 3) مليار متر مكعب من الماء في منطقة هي الأكثر جفافا والأكثر حرارة في الصيف في السودان.
إذن الخزانات تستهلك فائض المياه غير المستغل ولن يكون بالإمكان زراعة قمح أو غيره بمستوي كبير في الولاية الشمالية لأنّنا ببساطة لا نملك الماء اللازم للرِّي .
ومهما كان الغرض من إنشاء الخزانات في شمال السودان فإنّ التبخر الناتج عنها مخصوم من نصيب السودان من مياه النيل.
إذن المنطق يقول أنّ بناء الخزانات لن يُحدث تنمية زراعية في الولاية الشمالية، وليس ذلك فحسب بل أن التوسع في زراعة القمح في الولاية الشمالية والذي كان ممكنا من الناحية النظرية باستغلال الفائض من نصيب السودان من مياه النيل فإنّ مجرّد قيام الخزانات يجعل ذاك الحلم غير ممكن.
فأين هي التنمية المرتبطة بالسدود إذن إن لم تكن في الزراعة، وفي زراعة القمح على وجه الخصوص .
عفوا إننا نحمل الأمر أكثر مما يحتمل فإنّ السدود لا تبنى للتنمية الزراعية والري ولكنها تبني كما هو معلن من أجل الكهرباء فقط. وهذا الأمر لا يحتاج لإقامة البيّنة عليه فقد صرح به وزير الري السوداني وصرح به وزير الري المصري بأّن الاتفاق أن تنشأ الخزانات على النيل في السودان لإنتاج الكهرباء فقط.
إذن خلاصة القول:
بناءُ السدود في الولاية الشمالية أهدر ويُهدر فائض الماء غير المستغل من نصيب السودان في نهر النيل.
وبناء السدود - والحال هذه - يمنعُ أيّ إمكانيّة لتنمية زراعية حقيقية من مياه النيل في الولاية، وإن كان هذا ممكناً بالأمس القريب.
إذن فإنّ الحديث عن زراعة 6 مليون فدان أو 14 مليون فدان في بعض الروايات، هو حديث لا يرتبط بمياه النيل ولا بالخزانات المقامة عليه.
أما إن كان الخيار هو زراعة الحوض النوبي بالمياه الجوفية على بعد 40 كلم غرب النيل في منطقة أرقين، فإنّ هذا لا يكون ذا علاقةٍ بالسكان المقيمين في ظل خزان دال أو كجبار ( إن بقيت لهم إقامة هناك)، وفي نهاية الأمر تبقى الآثار السيئة المترتبة من بناء السدود من نزوح وتهجير وفقدان للممتلكات والموروثات وغير ذلك هو حصاد هذه السدود لأهل المنطقة المتأثرة.
الآثار والسدود
غني عن القول أنّ الولاية الشمالية، مهد الحضارات، بها من الآثار ما يجعلها محور اهتمام عالمي. ولكن لم نفعل شيئاً ذا بال لاستكشافها أو استغلالها للسياحة. وما يحدث في مصر من أثر السياحة على الاقتصاد وغيره غنيٌّ عن التنويه.
عندما أعلن عن إنشاء السد العالي تدافعت البعثات الأثريّة عند نداء اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة وقضت بضع سنوات تنقب وتنقل آثار المناطق المهدّدة بالغرق . ولكن لم يكن هذا كافياً. ولدى جمعية الدراسات النوبية بالسودان وثيقة تاريخية هي عبارة عن محاضرة ألقاها البروفسير نجم الدين محمد شريف رحمه الله والتي تتشرف هذه القاعة بحمل اسمه، ألقاها في مؤتمر{ الإنسان والإبداع في بلاد النوبة } عام 1985م تحت اسم { الصراع مع النيل لإنقاذ آثار النوبة} يحكي فيها عن تلك التجربة.
ولكن الآثار التي غرقت وعلى رأسها الجزء الأكبر من كنيسة فرص وكنسية دبيرة الأثريّة وتماثيل سمنه وبوهين وآثار جزيرة مينارتي وآلاف المناطق الأثرية ذهبت بلا رجعة رغم الجهود التي توفرت بمشاركة معظم البعثات الأثرية المهتمّة بالتراث النوبي في العالم وقتها. وما يُلخّص هذه المأساة ما قاله عام 1956م أستاذ التاريخ الشهير بكلية الآداب بجامعة الخرطوم دكتور هيكوك الذي قال: (حتى لا نُفاجأ بإقامة سدٍّ آخر علينا أن نعمل من اليوم استعداداً لذلك ). لكنّ شيئاً كهذا لم يحدث.
آثار منطقة الحامداب:
في عجالة حدّدت مسوحات سدّ الحامداب 762 موقعاً اثرياً إلا أنّهم لم يتمكنوا من إنقاذ أكثر من 38 موقعاً ( والمواقع التي لم يتم اكتشافها لابد أعظم. أمّا الآثار الواقعة تحت مقصلة كجبار ودال فهي بلا شك أعظم بكثير. هل سمعنا - فيما يُثار عن هذه السدود- يوماً من يتحدّث عن آثار صاي؟ .. أو آثار مسيدة، أو عن أهميّة دراسة أو إنقاذ هذه الآثار في الولاية الشمالية؟
أنّ إغراق هذه الآثار التي بقيت لاف السنين، ستكونُ جريمة نكراء ليس في حقّ المنطقة النوبية أو الولاية الشمالية أو السودان فحسب، بل جريمة في حق الإنسانية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: خالد عويس)
|
Quote: وما حدث في (مروي) من امتهان لكرامة الإنسان، و...(الصحافيين) الذين ذهبوا للتغطية، وما جرى – بدم بارد للغاية – في كجبار، وما سيحدث لاحقا، هو اقتلاع للإنسان من أرضه دون استشارته.قرارات فوقية تعنى بالمصالح الاقتصادية دون العناية بالمورد الاقتصادي الأول:الإنسان !
- ولنا أن نشكك طويلا في ما يتم (فوق الطاولات، وتحتها) هذه الأيام، طالما أن الإعلام مغلول اليد، ومشلول تماما تجاه المنطقة النوبية، تلاحقه (الفرمانات) الخفية والعلنية، ويجري (تدجينه) ليفاجأ السودانيون كلهم (ضحى الغد) أن قسما مهما من تاريخهم، بل وحتى البشر جرى طمرهم تحت المياه ! |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: amin siddig)
|
الاستاذ خالد العويس
السلامات
كلام رصين ومرتب جدا وفيه ايضاح وافى لظاهرة بناء السدود فى مناطق النوبه
وانعكاسها السلبى على ابناء هذه المناطق ويجب الانتباه حقيقة كما اشرت
الموضوع خطير جدا والخطير فعلا ان هذه المشاريع تقوم خلف ظهر ابن المنطقه والارض
ويجب تعدد للمنابر تضم مختصين واكادميين وساسه للمساهمه فى تمليك الناس
وتنويرهم بسلبيات وايجابيات هذه المشاريع على النوبيين والشعب السودانى بشكل عام
ويجب الانتباه قبل فوات الاوان
ولنا عوده
كن بخير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: خالد عويس)
|
Quote: - لماذا لا تؤجل هذه المشروعات كلها إلى أن:
1- تتم دراسات معمقة حول المنطقة كلها، من الخرطوم إلى غاية وادي حلفا، يشارك فيها علماء آثار وعلماء أنثروبولوجي، وبيولوجي، وبيئة، وخبراء في الفنون، وفي اللغات القديمة، حتى يتم التأكد بشكل لا يدع أي مجال للشك أن المنطقة باتت نظيفة من أيّ آثار أو إشارات قد تمكننا من فهم تاريخنا على نحو صحيح ؟!
2- وتجري استشارة النوبيين على نطاق واسع في شأن التنمية في مناطقهم، كيف تتم، وبأي الوسائل، وكيف تكون التعويضات، وإلى من تؤول ملكية المشروعات، وكيف، وكيف يجري استيعاب مجاميع سكانية جديدة، ذلك عوض إطلاق الرصاص على الشيوخ والأطفال والنساء كذلك المشهد الدموي المرعب الذي رأيناه جميعا – عبر الموبايل – في كجبار ؟!
3- يختار النوبيون أنفسهم من يمثلهم – عبر انتخاب ديمقراطي - في شركة أو مؤسسة خاصتهم للتطوير أو التنمية بحيث تتفاوض هي مع الدولة ؟!
- ولنا أن نطرح تساؤلات أيضا حول الحراك المحموم الذي يقوم به بعض المسؤولين – دون شفافية - في شمال السودان والخليج ومصر بشأن المنطقة النوبية، وبغية تخدير بعض النوبيين وإقناعهم بدفن حضارتهم تحت الماء، وبيع أراضيهم بأثمان بخسة، والترويج لمشروعات تنموية – لسنا ضدها مطلقا – لكن يجب أن تتم على مهل وبعد دراسات مستفيضة لا تأخذ بالحسبان البعد الاقتصادي وحده وكأن المنطقة النوبية صحراء جرداء لم يعمرها إنسان منذ آلاف السنوات، ولم تقم الشواهد على حضارته التي لم تكتمل لا الدراسات ولا الحفريات ولا المسوحات حولها ؟!
- إنني لا أطالب النوبيين فحسب، وإنما كل السودانيين، وكل العالم بإنقاذ (النوبة) والحضارة النوبية من محاولة حرق تاريخنا الورائي !
- إنني أطالب (اليونسكو) بالتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأطالب النوبيين وكلّ السودانيين بحراك واسع وفي كلّ العالم من أجل أن تكون هذه الخطط والمشروعات التنموية شفافة للغاية، بحيث تراعي أولا الإنسان وحضارته وأرضه.
- وأطالب أن نحافظ دائما – كما كانت الأمور دائما – على المظهر السلمي، واللا عنف في احتجاجنا على ما يحدث. |
عزيزنا خالد عويس
سلمت يداك .. لقد سطرت باقتدار يا خالد المطلوب ...
معاً لحماية النوبة
الارث النوبي ملك الانسانية جمعاء
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: محمد يسن علي بدر)
|
عزيزي الهميم خالد
تحايا و تقدير لشخصكم الكريم
Quote: لماذا لا تؤجل هذه المشروعات كلها إلى أن:
1- تتم دراسات معمقة حول المنطقة كلها، من الخرطوم إلى غاية وادي حلفا، يشارك فيها علماء آثار وعلماء أنثروبولوجي، وبيولوجي، وبيئة، وخبراء في الفنون، وفي اللغات القديمة، حتى يتم التأكد بشكل لا يدع أي مجال للشك أن المنطقة باتت نظيفة من أيّ آثار أو إشارات قد تمكننا من فهم تاريخنا على نحو صحيح ؟! |
هذه النقطة بالذات محسومة و موجود أمر حسمها في أضابير اليونسكو ..
حالفني الحظ أن أعمل متعاوناً مع المرحوم ( نجم الدين محمد شريف/ مدير الآثار ) و الذي قامت هيئة الإذاعة البريطانية بعمل تسجيلات صوتية له و هو على فراش المرض في لندن بعد الحادث الأليم الذي تعرض له في الخرطوم .. تسجيلات في غاية الأهمية فهو الرجل الثاني على نطاق العالم الذي إستطاع فك رموز اللغة النوبية القديمة ... و هو الذي طاف مناطق الآثار بالسودان كلها و يعرف منحنياتها كما يعرف أركان بيته ..
كما شاهدت عمليات التنقيب التي قامت بها السيدة / جورجينا الإسكندنافية التي منحها نميري وسام النيلين لما قامت به من إكتشافات عظيمة في منطقة السكوت و المحس ... و علمت أنها قد قامت بتأليف عدة مؤلفات عن آثار النوبة...كلها محفوظة لدى اليونسكو
كل هذا يؤكد أن المنطقة لا زالت حبلى بآثارات .. و المكتشف منها لا يساوي 25% تقريباً و ما في باطن الأرض أعظم.
هناك بعثات آثارات أجنبية دخلتْ من مصر و نهبتْ ما طالته أياديها من آثاراتنا تحت سمع و بصر نقاطناالحدودية ... و المصريون يعلمون ذلك و يعلمون أن هناك آثارات في مناظق النوبة ستقلب موازين و حقائق كثيرة ...
الحديث يا خالد يطول في هذا الشأن ...
و يمكن ببساطة تنمية المنطقة دون المساس بهذه الآثارات أو طمسها ( و ما حدث لمعبد أبي سمبل بمصر خير دليل .. فقد إستطاع الروس رفع معبد كامل بجبله و تحريكه من مكانه قبل أكثر من 40 عاماً ) .. و التقنية الحديثة يمكنها فعل ذلك ببساطة ..
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: خالد عويس)
|
| Quote: - ولنا أن نشكك طويلا في ما يتم (فوق الطاولات، وتحتها) هذه الأيام، طالما أن الإعلام مغلول اليد، ومشلول تماما تجاه المنطقة النوبية، تلاحقه (الفرمانات) الخفية والعلنية، ويجري (تدجينه) ليفاجأ السودانيون كلهم (ضحى الغد) أن قسما مهما من تاريخهم، بل وحتى البشر جرى طمرهم تحت المياه ! |
موضوع من الأهمية بمكان , ونعود لاحقا لك تحياتي أخي المحترم خالدعويس .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: خالد عويس)
|
رغم الحصار الاعلامي .. والتعتيم الحكومي لاحداث كجبار
ال بي بي سي تدخل المعترك الاعلامي بفليم توثيقي يحكي قصة مجزرة كجبار
امسية الاربعاء الموافق 30 ابريل في تمام الساعة 7:15م بتوقيت لندن - 9:15 م بتوقيت السودان ستبث قناة ال بي بي سي BBC العربية فيلم توثيقي باسم( موت علي ضفاف النيل )
الفيلم يتناول مشكلة السدود في شمال السودان (مروي – كجبار –دال) ...
ويتضمن الفليم الاحداث الدامية في كجبار يوم 13 يونيو ومقتل اربعة من ابناء المنطقة نتيجة تعامل حكومة الولاية مع المسيرة السلمية التي خرجت رافضة قيام السدود في مناطقهم..
يعرض الفيلم الراي الواضح و الصريح لاهالي كجبار و القري المجاورة عن رايهم و اسباب رفضهم للسدود في المنطقة النوبية
كما يعرض الفيلم اراء اهالي المناصير و المهجرين من منطقة سد مروي و تجربتهم مع وحدة السدود
و اراء خبراء الاثار و البيئة
و ايضا يعرض الفيلم الراي الاخر علي لسان ممثلين عن وحدة السدود و حكومة الخرطوم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: خالد عويس)
|
Quote: إنني لا أطالب النوبيين فحسب، وإنما كل السودانيين، وكل العالم بإنقاذ (النوبة) والحضارة النوبية من محاولة حرق تاريخنا الورائي !
- إنني أطالب (اليونسكو) بالتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأطالب النوبيين وكلّ السودانيين بحراك واسع وفي كلّ العالم من أجل أن تكون هذه الخطط والمشروعات التنموية شفافة للغاية، بحيث تراعي أولا الإنسان وحضارته وأرضه.
- وأطالب أن نحافظ دائما – كما كانت الأمور دائما – على المظهر السلمي، واللا عنف في احتجاجنا على ما يحدث.
|
الاخ العزيز خالد.
محبتي وتقديري،
للاسف يا عزيزي الانقاذ نجحت في تفتيت الوطن لاشلاء جهوية ومناطقية وجعلت كل اناس من بني وطني مشغولون بالجرائم والمصائب التي ترتكبها الانقاذ يومياً بحقهم وبحق ارضهم وعرضهم، فاصبح اهل دارفور مثلاً لا يجدون المساندة والدعم في محنتهم الا من قلة قليلة من باقي اهل السودان، وهكذا الحال على باقي مناطق السودان المهمشة والمستهدفة. بينما تقاعست بقايا أحزابنا السياسية المتهالكة وحتى الحركة الشعبية الشريك الاكبر فيما تسمى بحكومة الوحدة الوطنية عن دورها في حماية الوطن ومواطنيه وصون مصالح الدولة العليا، فبدلاً عن إنحيازهم التام لجماهير الوطن المغلوبة على أمرها حتى ولو على سبيل الكسب السياسي للانتخابات القادمة نجدهم منشغلين بالبحث عن منصب وزاري فيما يتبقى من فتات المؤتمر الوطني والحركة الشعبية!!
لست متفائلاً بان هناك أمل في ان يحافظ النوبيون على المظهر السلمي واللاعنف ان اصرت الحكومة على الاستمرار في فرض الامر الواقع ببناء السدود التي لم تثبت الحكومة حتى الان جدواها ولم تصرح بمصير اهالي اكثر من مائة قرية ستطمرها على التوالي بحيرتي دال وكجبار ولم تكلمنا بالمشاريع التنموية المصاحبة لمثل هذه السدود لو وجدت.. فحقيقة أمر السدود والحريات الاربعة وتوطين ملايين المصريين في اراضي يمتلكها تاريخياً مواطنين وليست ملكاً للدولة اصبح واضحاً كالشمس والمطامع المصرية لتأمين جزء مما يلي:
- تخزين المياه المصرية القرنية في السودان.
- تفريغ الاكتظاظ السكاني المصري بالشريط النيلي في السودان.
- توفير اراضي زراعية جديدة لان مصر بحسب التقارير الدولية سيبتلع البحر المتوسط اكثر من نصف اراضيها الزراعية بالدلتا بعد حوالي 20 سنة، للتغيرات المناخية المصاحبة لظاهرة الاحتباس الحراري.
- استخدام المياه الجوفية السودانية في المشاريع المصاحبة للمستوطنات المصرية لتوفير مياه اضافية لمصر.
- تغيير التركيبة السكانية وتعريب كل المنطقة النوبية والاستفادة من قانون الجنسية السوداني الذي يمنح الاجانب حق طلب التجنس بعد 5 سنوات فقط من إقامتهم.
- طمس أعظم الحضارات الانسانية وإغراق كل آثارها مرة واحد وللابد لضمان عدم اية منافسة مستقبلية للسياحة المصرية من جانب السودان.( آثار السودان القديم لا تعني سوى بضع احجار وتماثيل لحضارات كافرة بائدة للاسلامويين في السلطة)
- حل مشاكل السد العالي والتمهيد للتخلص منه مستقبلاً.
وهذا جزء يسير من تنازلات كثير تود حكومة الانقاذ تقديمها للنظام المصري بعد حلايب وشلاتين..
المنطقة النوبية الان ياعزيزي في حالة إحتقان شديد فالحكومة مازالت تمارس سياساتها القمعية لاخراس الاصوات المعارضة على نحو سلمي في مواصلة لسلسلة الاجراءات القمعية التي إتخذتها بشأن السدود في شمال السودان والتي ربما تنفع في إخراس أو تحجيم عمل السياسي او نقابي في الخرطوم ولكنها لا تستطيع على الاطلاق الصمود امام جموع ثائرة تدافع عن ارضها وكرامتها، فقد منعت قبل ايام مواطني محلية حلفا من إقامة أية ندوات او محاضرات او حتى تجمعات بدون إذن مسبق من السلطات الامنية. فالامر هنا مختلف تماماً ولا يشبه المعارضة السياسية لاجل السلطة فالشروع في بناء هذه السدود وتوطين اي عدد من المصريين بدون موافقة النوبيين في اراضيهم التاريخية مهما قل عددهم سيعتبر بمثابة إعلان حرب على شعب النوبة وحينها يحق للنوبيين الدفاع عن حقوقهم التاريخية وكرامتهم بكل الوسائل المتاحة. واعتقد ان الكرة الان في ملعب الحكومة لتجنيب السودان اية حروب جديدة وعدم تعريض الفلاحين المصريين الغلابة الذين تمنيهم حكومتهم ومسؤوليهم برخاء اقتصادي في السودان لنفس التجربة المريرة التي حدثت لهم بالامس القريب في العراق.
أتمنى مثلك ان يتاح مكان للعقل وقدراً من الشفافية وإشراك حقيقي لاهالي المنطقة في مثل هذه القرارات المصيرية التي تمس حياة الناس وكرامتهم.
عميق مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: خالد عويس)
|
| Quote: إنني أطالب (اليونسكو) بالتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأطالب النوبيين وكلّ السودانيين بحراك واسع وفي كلّ العالم من أجل أن تكون هذه الخطط والمشروعات التنموية شفافة للغاية، بحيث تراعي أولا الإنسان وحضارته وأرضه. |
تسلم ياخالد
يلا روح للماسنجر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: Medhat Osman)
|
| Quote: لست متفائلاً بان هناك أمل في ان يحافظ النوبيون على المظهر السلمي واللاعنف ان اصرت الحكومة على الاستمرار في فرض الامر الواقع ببناء السدود التي لم تثبت الحكومة حتى الان جدواها ولم تصرح بمصير اهالي اكثر من مائة قرية ستطمرها على التوالي بحيرتي دال وكجبار ولم تكلمنا بالمشاريع التنموية المصاحبة لمثل هذه السدود لو وجدت |
عزيزي أحمد
على المثقفين وقادة الرأي من النوبيين أن يبادروا أولا إلى التأثير على الناس بالتمسك السلمية.أما الواجب الأكبر فهو التوجه إلى ضمير العالم، وإلى منظماته الثقافية ومنظمات حقوق الإنسان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: وجدي الكردي)
|
لكم جمبعا خالص التحية وانتم تفندون القضية بكل جوانبها ..
القضية ربما تبدوا وكانها قضية منطقة بعينها. او قضسة مجوعة اثنية مستهدفة
ولكن.. هي في الحقيقة قضبة كيان مؤثر في امة متواحدة في ارض الواقع. تؤثر وتتأثر..
وساحات الامل والتفاؤل ليست ببعيدة عنا كأمة لها تاريخها ونضالها .. لنا ان نرتكز الى ثوايتنا وننطلق متآزبن
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: خليل عيسى خليل)
|
Quote: العالم باثره لازال ينتظر فك طلاسم اللغه المرويه ونحن نغرق ارض مروى دون ادنى اهتمام لما تحتويه الارض من كنوز اثريه لاتعادلها اى ثروه فى الارض
حضاره وادى النيل كانت فى السودان
وانسان وادى النيل هو اول من عرف الكلام والكتابه واول من عبد الاله فى الارض حتى القمح كانت زراعته 7000 سنه قبل الميلاد وهم اول من طوروا انظمه الرى واول من عرفوا الصناعات الحديديه فى الارض
مملكه مروى حلقه مهمه فى تاريخ الانسانيه لم تشفع اهميتها ولم تمنع قرار اغراقها من قبل السلطه المساحه المغموره بالماء تساوى 190 الف فدان وبطول حوالى 200 كيلومتر
تحتاج الى قرون لاكتشاف مافى باطن الارض فى هذه المساحه |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: خليل عيسى خليل)
|
فعلا نحن فى زمن غريب يتقلد امر بلادنا اجهلنا ويتحكم فينا الاغبياء
و الله ناس الحكومة ديل ما عارفنهم دايرين يصلوا لي شنو بالضبط , عايزين يغرقوا
الشمالية و عايزين يجيبوا فيها مصريين
غايتو همنغايلو وييدا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: خالد عويس)
|
Quote: Quote: لست متفائلاً بان هناك أمل في ان يحافظ النوبيون على المظهر السلمي واللاعنف ان اصرت الحكومة على الاستمرار في فرض الامر الواقع ببناء السدود التي لم تثبت الحكومة حتى الان جدواها ولم تصرح بمصير اهالي اكثر من مائة قرية ستطمرها على التوالي بحيرتي دال وكجبار ولم تكلمنا بالمشاريع التنموية المصاحبة لمثل هذه السدود لو وجدت
عزيزي أحمد
على المثقفين وقادة الرأي من النوبيين أن يبادروا أولا إلى التأثير على الناس بالتمسك السلمية.أما الواجب الأكبر فهو التوجه إلى ضمير العالم، وإلى منظماته الثقافية ومنظمات حقوق الإنسان |
الاخ العزيز خالد،
المثقفين وقادة الرأي بامكانهم التأثير على جماهيرهم في القضايا الفكرية والثقافية ولكنهم بكل تأكيد لا يستطيعون إقناع جماهيرهم على مقابلة جرائم مثل التقتيل الذي حدث في إمري وكجبار والتشريد القسري من الارض وإغراق وجدانهم وكرامتهم بمشاعر مهادنة مسالمة ومطمئنة. واظن في ظل غياب احزابنا السياسية اصبح من الواجب على كافة الصحفيين والمثقفين وقادة الرأي الوطنيين من امثالكم تنوير الشعب السوداني بخطورة ما تسمى باتفاقيات الحريات الاربعة على سيادة السودن ووحدته، وبمؤامرات الاستعمار الاستيطاني المصري وبيع السودان، فبالامس كانت حلايب وشلاتين واليوم ارقين وغداً النيل الازرق والابيض حتى حدودنا مع أوغندا واثيوبيا.
سياسات حكومة الانقاذ القمعية وعنفها تجاه المواطنين وفرض الامر الواقع بالتأكيد سيولد عنف مضاد لا يعلم عواقبه الا الله. اللجان المناهضة للسدود وعدد من المثقفين والناشطين عملوا وما زالوا يعملون بكل جد وإجتهاد في انحاء العالم لايصال الصوت الرافض للسدود، فقد وصل صوتهم لمعظم المنظمات الدولية والامم المتحدة والعمل جاري على النحو الذي وصفته منذ مدة طويلة. المشكلة ياصديقي ان الحكومة في السودان تمنع اية اصوات مناهضة او حتى مستفسرة عن جدوى السدود او عن مصيرهم بعد قيامها او عن مجزرة كجبار او مجزرة اهلنا المناصير بإمري، وبكل تأكيد انك تعلم بأن النيابة العامة حظرت اية مواد تناقش قضايا السدود في السودان..
وصلتني للتوء رسالة عبر الإميل من الاستاذ حسين صبري من السودان معلقاً على موضوع البوست طلب مني نشرها هنا. سانشرها كاملة على الرغم من انني لا اتفق مع بعض جزئياتها التي تحاملت عليك ولكنها تحمل بعضاً من مشاعر الاحتقان والغليان في اوساط النوبيين . ونصها فيما يلي:
Quote: الاخ الحبيب ابوحميد
سريناقمي
ارجوا منك التكرم بنشر تعليقي على بوست ايها النوبيون انتباه:
الاستاذ خالد عويس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في البداية أشكرك على طرحك الوافي للمشكلة النوبية وتناولك المتناغم لحيثيات وتشابك الموضوع فقد قمت بطرح الموضوع باسلوب سلس وتفصيل يسهل على الناس استيعاب الكارثة، ولكن كانت خيبة أملي كبيرة عندما طرحت سبل المجابهه ، فبعد ان اجزلت في طرح المشكلة حصرت سبل المقاومة في اللجوء للمنظمات الدولية وحقوق الانسان والالتزام باللاعنف، وكأنك تتعامل مع حكومة شرعية من دول العالم المتقدم تخشى على سمعتها وعلى ملفها المشرف امام العالم ( دعم الارهاب العالمي، حروب الابادة الجهادية في الجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق ثم الابادة العرقية بدارفور ومجازر الشرق واخيراً المجازر وتشريد النوبيين من اراضيهم ) فانني ارى ان طرحك اخطر من طرح الحكومة نفسها لانها إذ تقتلنا وتشردنا وتغرق آثارنا لكنها ابداً لم تحدد لنا اسلوب رد معين كما فعلتم. فيأخي انا لا اشكك في حسن نواياك ولكن فالتعلم ان هذه الحكومة لا تفهم الا لغة السلاح وبما انها حكومة اسلاموية فاننا نقول لها بان القرآن الكريم نفسه سمح للذين اخرجوا من ديارهم بغير حق ان يقاتلوا . فبالله عليك اجبني ماذا سيتبقى لهم غير العنف بعد انكرت الحكومة حقهم في البقاء باراضيهم.
حسين صبري
الخرطوم 28 ابريل 2008
|
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: خالد عويس)
|
هدد قادة اللجان المناهضة في السودان بان سلاحهم للان سلاح الكلمة فقط.وعلي الحكومة تحمل العواقب اذا تمادوا وحاولوا فرض الامر بالقوة علي الشعب النوبي .كان ذالك في المؤتمر الصحفي الذي انعقد في الخرطوم قبل اسابيع.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: Medhat Osman)
|
| Quote: ولكن فالتعلم ان هذه الحكومة لا تفهم الا لغة السلاح وبما انها حكومة اسلاموية فاننا نقول لها بان القرآن الكريم نفسه سمح للذين اخرجوا من ديارهم بغير حق ان يقاتلوا . فبالله عليك اجبني ماذا سيتبقى لهم غير العنف بعد انكرت الحكومة حقهم في البقاء باراضيهم. |
عزيزي الأستاذ حسن صبري
شاكر لك مداخلتك ولغتك المهذبة الراقية رغم الاختلاف.
ربما تكون على حق، وربما أكون على حق، وربما يكون غيرنا على حق.وأرى أن النقاش يجب أن يستمر بين النوبيين وبين السودانيين جميعهم حول هذا الموضوع الخطير.
لكن، لي أن أبدي تحفظات على مسألة العنف - حسب وجهة نظري المتواضعة - ألخصها في الآتي:
- الأمثلة والشواهد كثيرة على عنف الدولة و(ارهاب الدولة) ضد مواطنيها العزل في حال رفع السلاح من قبل مجموعات ولنا أن نتأمل التجربة في الجنوب وفي الشرق وأخيرا في دارفور، وعدد الضحايا المدنيين سيكون مروعا.
- الاحتجاج السلمي أثبت فاعليته في دول كثيرة ولفت أنظار العالم إلى عدالة القضايا المطروحة.إذا كانت الحكومة الحالية لا تفهم إلا لغة السلاح، فإن العالم يفهم لغات أخرى، العالم الذي أعنيه هو عالم المنظمات وبعض الحكومات الغربية المعنية بحقوق الإنسان والثقافة والحضارات القديمة.
- عن نفسي، أنا شخصيا بتّ لا أؤمن بأي نوع من النضال المسلح إلا في حدود ضيقة جدا، وعندما تستنفد كل السبل الأخرى بشكل لا يدع مجالا لـ(المحاصرين) والمضطهدين خيارا آخرا سوى الدفاع عن حياتهم برفع السلاح.وحتى هذا الأسلوب لابد أن يقيد تقييدا شديدا، لأن الحرب كلها شر.
- ظروف المناطق النوبية الاستراتيجية والجيوسياسية والجغرافية لا تسمح بعمل مسلح إلا إذا كان ميزان القوى مرجحا بشكل حاسم لمصلحة النوبيين، وفي حال كان الميزان لصالح جهة أخرى فإن النتيجة ستكون مذابح فظيعة.
- النوبيون منتشرون في العالم كله وبوسعهم تشكيل رأي عام عالمي ضاغط وفاعل من أجل إنقاذ واحدة من أقدم حضارات العالم عوض التوجه إلى حمل السلاح.
- حمل السلاح سيعرض المنطقة إلى إفرازات سالبة كثيرة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية و(البيئية).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها (النـوبـيـون).. انتباه ! (Re: Medhat Osman)
|
الأستاذ خالد إبراهيم عويس
السلام عليكم ورحمة الله
أحييك وأحيي كل الإخوة الذين يعتصر الألم قلوبهم وهم يرون تراثهم نهبا وبلادهم وبلاد أجدادهم ومستقبل الأجيال القادمة يرون كل ذلك تحدق به الأخطار من كل جانب.
أقيم بالشمال منذ 2002، أكثر ما آلمني وأرق مضجعي خلال هذه الفترة هي حركة النزوح المستمر من مناطق الشمال إلى العاصمة وإلى خارج السودان...
هل تدري أن بعض قرانا في المنطقة الممتدة من القولد إلى دنقلا باتت شبه مهجورة..
قلت في لقاء جماهيري لمصطفى عثمان اسماعيل قبل سنوات أن هناك عملية تهجير تبدو متعمدة لإنسان الشمال.. وذلك من خلال إفقاره وحجب الخدمات الأساسية عنه.. حدثته عن تدني الرعاية الصحية وكيف أن التلميذ في مدارسنا أصبح لزاما عليه أن يدفع لشراء الطبشور وكراس التحضير للمعلم ودعم ميز المعلمين ومع ذلك لا يجد معلما مؤهلا.. فتضطر الأسر إلى الهجرة إلى الخرطوم لتوفير فرص تعليم أفضل للأبناء.. كلمته عن الزراعة وما آل إليه حالها بفضل غلاء الوقود وقطع الغيار وتغول البنوك على صغار المزارعين .... فكان تعقيبه على كلامي بأن اتهمني بأني أهول الأمور وأبالغ في تصوير المظالم...
أخي خالد النزوح خطر يهدد تاريخ وحاضر ومستقبل النوبة.. وكل الدلا ئل تشير إلى أن هناك مخطط لإحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة واستبدال السكان الأصليين بالصعايدة وغيرهم...
المشكلة الاخرى يا خالد أن إنسان المنطقة متأثر بالإعلام الرسمي ولا تكاد أصواتكم هذه تصل إليه..
نحن في حاجة إلى عمل إعلامي وثقافي كبير حتى نحقق عودة الإنسان النوبي إلى ارضه ونقل لذلك المقيم بالمنطقة (انتبه) وكن حذرا فإنك في خطر!!!!!
أخي مدحت عثمان ما أجمل تلك الصورة التي تضعها على (بروفايلك) ليتهم لم يستبدلوا هذه الأبواب ببوابات الحديد الصدئة.... ليتهم لم يضحوا بتلك النقوش ويستبدلوها ب (الطرطشة) ....
أرجوك أدرح هذه الصورة بحجمها الطبيعي في هذا البوست بعد إذن الاستاذ خالد..
حبي لكم جميعا....
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Medhat Osman
amin siddig
عبد الخالق عابد
Zomrawi Alweli
محمد يسن علي بدر
ابو جهينة
الرفاعي عبدالعاطي حجر
Ahmed Alim
welyab
سناء عبد السيد
Motawakil Ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست