|
الزلنطحى المسنود وخضر حسين خليل
|
هذا البوست مهداة لروح باسويرد صديقى الجميل خضر حسين الذى لن يشارك فيه
تعرف يا صديق, من عجائب الزلنطحية الذين كنت احدثك عنهم فى تسعينييات القرن الماضى زلنطحى لم نوفه حقه من الحديث ليلتئذ فى السجانة. لا شك لدى فى اننا استهنا بقدرات هذا الزلنطحى كثيرا. ربما "الاسبريت" الذى لا اطيقه لعب دورا كبيرا فى هذا التجاهل المريع, حتى حدثنى محدث صباح اليوم عما ال اليه حال هذا الزلنطحى المسنود(اللهم حسد!). كما ذكرت لك فى حوارنا المقتضب ذاك بفعل الاسبريت اللعين, اننى فى اواخر ثمانينات ذاك القرن كنت اعتاش من مهنة عامل بناء, زاملت هذا الزلنطحى فى بناء كثير من المنشات الحديثة فى بلدتنا. لا انكر اننى لمست فيه غباء يبدو جينيا, وكنت احتار كثيرا فى العلاقة بين حس الفكاهة لديه والغباء الهائل الذى حباه الله به, اذ اعتقدت اثما ان الغباء والفكاهة لا يلتقيان, لكن يبدو ان الله اراد ان يرينا عظمته فى زلنطحيته. المهم ياصديقى تفرقت بنا سبل الحياه, التحقت بمرحلة اخرى من الدراسة وصرت ازاول البناء فى الاجازات, كل اجازة التقيه فيها احس بتضاؤل روح الدعابة لديه والحظ تجهما شرسا وندبة فى جبهته, همس لى اسرافيل انها من اثر السجود. فى السنة الثالثة من التسعينيات زرزرنى صديق قديم بان نعرج على رجل سمح الطلعة حسب زعمه, يقدم متطوعا دروس التجويد فى منزله ويعطى سرا تعاليم فى تكدير الحياه ولعن سنسفيل شأنها. ذهبت يدفعنى الفضول الى ذلك الرجل فى مجلسه "المهبب", فوجئت بزلنطحينا متصدرا بغبائه المجلس, كثير الجدل لزوم الفشخرة وادعاء المعرفة, صبر عليه المدرس صبرا مريبا وصرف الملتفين حوله بمن فيهم شخصى, حتى ظننت انه يعنينى بهذا الطرد, اذ ساءت السمعة وقتها عن التواء افكارى وزندقتى. كما قلت لك يا صديقى ليلتئذ ان زلنطحينا مسنود, اذ فجاة لمحته فى محطة عابدين بشارع الاربعين فى امدرمان يمتطى فارهة دبل كابين, توقفت العربة على مسافة ليست بالبعيدة, لوح لى اسرافيل من داخل العربة المظللة بان تعال, قدمت رجلا واخرت الثانية حتى وصلت الهيفاء, فتح اسرافيل بابها وابتسامة مزعجة تتدلى من شفتيه: الله رحمك من ركوب دفارات, وفر قروشك تاكل بيهم كوارع ولا نيفة! استويت على المقعد دون ان احيى صاحب العربة لارتباكى, لم يهتم بتحيتى المترددة المتاخرة كانه شحن اردبا من الذرة وانطلق. اصر اسرافيل على الزلنطحى المسنود ان يوصلنى مرزوق, يومها حسبتها بكل النواحى كما قلت لك ولم تلفق. حدثنى محدثى هذا الصباح ان الدبل كابين لم تكن سوى فاتحة خير لهذا الزلنطحى المسنود, اذ كان ينتزع بها الطلبة من بيوتهم ليلا فى مداهمات عرفت فى ادبكم السياسى بالاعتقالات, حتى ان اسرافيل اقسم بان كمية السيخ التى نقلها الزلنطحى المسنود بالدبل كابين للجامعات تكفى لبناء داخلية لطلبة بحجم طلاب جامعتكم. حدثنى اسرافيل الواشى هذا الصباح ان الزلنطحى المسنود يجهز لبناء دورا رابعا فى عمارته, سالته لماذا انت منزعجا من الدور الرابع بالذات ولم تحدثنى بنفس الانزعاج عن الدور الثالث؟ جاء صوته عبر التلفون الانترنتى مرتعشا: ياخوى انا رقم اربعة دة نخاف منو, الجمعة القبل الفات ضبح خروف لل 400 مليون, وجاب العربية الرابعة فى البيت, وهسع قال داير يبنى دور رابع, انت شايف كلام دة صدفة؟ لم افهم ما لمح اليه اسرافيل, لكن اهتممت بالملاحظة جدا وانكببت على دراسة مدلولات الارقام فى مصائر الافراد والشعوب. ساوافيك يا صديقى بتفاصيل صعود الزلنطحى المسنود, وهبوط معارضتنا, او كما قال اسرافيل السفيه...
|
|
|
|
|
|