كيف ستبرر الحكومة اكتساح القاش لكسلا هذا العام !!!!

Quote: سوف نثور ونغضب لمدينتنا وأهلها الضعفاء ونكتب كل ما يمكن ان نكتبه عن فيضانات القاش ، وعن إستهتار الحكومات المتتالية وفشلها في إيجاد حل لهذا النهر المتمرد ، وسيقوم سكان الضفة الغربية والشرقية بالمظاهرات ضد حكومة ولايتهم ، وستطلق الحكومة بندقيتها على صدروهم لتفريقهم ، وسيموت من يموت ، ويحيى من يحيى سيقوم كل أبناء كسلا بجمع المبالغ والتبرعات لإرسالها لأهلنا المتضررين في كسلا ، سيتنحسر القاش مخلفاً ورائه المياة الآسنة والمستنقعات وأشجار المسكيت ، سيتوالد البعوض والذباب ، وسيصيب الناس الملاريا والتايفويد والإسهالات ، وستقوم حكومة الولاية بنفرة كبرى لشباب الولاية لردم البرك ، والمستنقعات ، ومحاربة البعوض وسيرسل المغتربون كوتات الأدوية وحبوب الراجمات وحوالات الدولار لأهلهم هناك لمواجهة الملاريات والتايفويد ، ستنحسر موجة الملاريا ، سيتشفي المريض بإذن الله ، ويعاود الغريق بناء حوائطه المتهالكة ، وسيكتب من فقد أحداً على شواهد الموتى لافتات وأدعية طلباً لرحمة الله وسيزورهم ذويهم لفترة محددة يرفعون الدعاء ويستغفرون لهم ثم ينقطعون عنهم بسبب مشاغل الحياة وتعاظم المسئوليات ... سينسى الشارع الكسلاوي أمر القاش ، وينسى الوبائيات ، وسيصر البعض على ممارسة عادته القديمة بتفصيل ملابس جديدة حينما يدخل عليهم العيد ، والنساء سينشغلن بعواسة الآبري خاصة وأن رمضان على الأبواب ، ويتحدثن في أسعار الملايات والستائر والثياب ، وسينهك الرجال غلاء الأسعار ، وسيمارس الشباب عطالته الإجبارية وسيتحلقون بكراسي تحت ظلال النيم الوريفة ، ويحلقون شعرهم ويمسكون بالموبايلات ... وستشكي البنات عنوستهن ، وإنهماكهن في غسل الملابس والطبيخ .... سيعود الخريف المقبل وسيشكل الوالي لجنة أخرى للتجهيز للقاش وأخذ التدابير اللازمة لمواجهة فيضاناته المحتملة ، وستعمل اللجنة ما بدأ لها ، ثم تردد في سرها أن القاش هذة المرة لن يغدر بمدينته ، فيكفي ما فعله السنة الماضية ، سيعود القاش يتلفت ذات اليمين وذات الشمال ، يلثم هذة الضفة ويقبل تلك حتى تنفر أحداهما عنه فيستغل نفورها منه وإنشغالها عنه ويروي الشوارع والبيوت ، والأماكن والمساجد ، ويعود الرقم اللسع واحد ، والمناظر هي ذاتها ، أو ليس هذا السيناريو متكرراً كل عام ؟؟؟ أو ليس هذا ما حدث عشرات المرات ؟؟؟ فكيف لأمة أن تنهض وهي تحمل هذة الذاكرة القصيرة جداً التي لا تيقظها إلا أمواج القاش ، وصوت الحوائط المتهدمة ، وإنقطاع المياه والكهرباء ... المشكلة ليست في القاش بل المشكلة فينا نحن وفي أنظمتنا السياسية التي لن تتغير إلا بجهد المقل ، فالشهد دونه إبر النحل ، المشكلة فينا لاننا لانحاسب من يخطى ، ونهادن من يتخطى حدوده ، والمشكلة الكبرى أن لنا ذاكرة لا تملك قوت يومها ناهيك عن مونة عامها !!!