امتحانات الشهادة السودانية كانت مختلفة في دارفور

Quote: خرج علينا وزير التربية مبررا اختلاف امتحان الشهادة السودانية التي جلس لها ابناء دارفور المساكين بحجة باطلة هي التحسب لما يمكن ان يكون من كشف لهذه الامتحانلت وما يتبع ذلك من خسارات مالية في اعادة طبعها, وانه لتبرير غريب وغير مقبول وغير قانوني ولا دستوري ولا يمكن ان يحدث الا في زمن الانقاذ التي استباح اهله كل ما هو محرم وانتهكوا كل ما هو قانوني وخرقوا الدستور الذي كتبوه بايديهم والذي في الواقع لا وجود له البتة في حكمهم المستبد والمستهتر بقيم الانسان والانسانية. نقول للوزير ولكل القائمين بالامر في هذه البلاد المنكوبة بان مثل هذا التفكير الذي يهدف الي اقصاء نفر من ابناء هذه الامة بدوافع عسكرية او عنصرية اوجهوية كما بينه واظهره بعض الذين كتبوا في هذا الامر من ابناء دارفور ومنهم محامين كانوا اعضاء في الحزب الحاكم قبل الانشقاق الشهير,نقول بان مثل هذا التفكير لا يعود للبلاد الا بمزيدا من التفكك والتشرذم والضياع الي ان نصحو يوما فلا نجد ما عرفناه باسم السودان. فلن نجد لا غربا ولا شرقا ولا جنوبا ولا شمالا , وسوف لن نجد مثلث حمدي ولا سد مروي ولا مشروع الجزيرة او حدائق الدندر. تماما مثلما لن يجد راكبو السفينة سفينتهم الا وهي في قاع البحر ان هم لم ياخذوا بيد الذي يحفر مكانه الذي هو فيه لتحقيق مصلحته الشخصية بان يشرب الماء بثقبه لارضية السفينة. افيقوا يا هؤلاء وكفي تدميرا للبلاد , فوالله السودان هذا يسع عشرة اضعاف من هم الان فيه , فقط اذا كففنا عن مثل هذه الاقكار الهدامة وركزنا علي ما يجمعنا ويقدمنا الي الامام. وما كان الرسول الاعظم ليلعن العنصرية الا لانها منتنة ومدمرة في ان واحد , وما تقدمت امة سري مرض العنصرية والجهوية بين ابنائها وقادنها. وانظروا حولكم , فما تقدمت اوربا وامريكا الا بعد ان ذاقوا مرارة العنصرية والاحتراب حتي ادركوا انه لا صلاح لهم ولا رقي ولا حضارة الا بالحرية في كل شيئ , وبالعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص حتي تتوفر اجواء التنافس الشريف والذي به فقط يصعد الاكفياء الي حيث يجب ان يكوموا وبهم تتقدم الامة. اما العنصرية والجهوية والتفرقة ومحاولة طمس الاخر لا ياتي الا بشر , ويجعل من هم ليسوا باهل للمواقع باعتلائها , وحينئذ يسود التخلف والتقهقر , وهو ما نحن فيه الان وسوف نصير الي الاسوا ان لم يكف الذين هم في السلطة الان عما هم فاعلوه. بقي ان نضم صوتنا الي اصوات المطالبين بالغاء هذه الامتحانات واعادتها, واقالة المسؤولين عما حدث وتقديمهم الي المحاكمة, حتي لا يتكرر الامر مرة اخري. محمد علي طه الشايقي.